التوحيد :
33 ـ التوحيد : إفرادُك متوحداً ، وهو أن يُشهدك الحق إياك .
34 ـ التوحيد : تمييز الحَدث عن القدم ، ثم الإعراض عن الحدث ، والإقبال على القدم ، وهذا حشو التوحيد ، وأما محضهُ فالفناء بالقدم عن الحدث
وأما حقيقة التوحيد فليس لأحد إليه سبيل إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
35 ـ أول قدم في التوحيد فناء التفريد .
36 ـ من عرف الحقيقة في التوحيد سقط عنهُ ( لمَّ ) ، و ( كيف ) .
37 ـ من أسكرته أنوار التوحيد حجبتهُ عن عبارة التجريد ، بل من أسكرته أنوار التجريد نطق عن حقائق التوحيد ؛ لأنّ السكران هو الذي ينطق بكل مكتوم .
38 ـ صفات البشرية لسان الحجة على ثبوت صفات الصمد ، وصفات الصمدية لسان الإشارة إلى فناء صفات البشرية ، وهما طريقان إلى معرفة الأصل الذي هو قوام التوحيد .
39 ـ عين التوحيد مودعة السر ، والسر مودع بين خاطرين ، والخاطران مودعان بين الفكرتين ،والفكرة أسرع من لواحظ العيون .
40 ـ التوحيد خارج عن الكلمة التي يعبر عنه .
41 ـ ( لا إله إلا الله ) كلمة شغل بها العامة ، لئلا يختلطوا بأهل التوحيد ، وهذا شرح التوحيد من وراء الشرع ، أقول لك مُجملاً : من زعم أنه يوحد الله فقد أشرك .
42 ـ اعلم أن العبد إذا وحدّ ربه تعالى فقد أثبت نفسه ، ومن أثبت نفسه فقد أتى بالشرك الخفي ، وإنما الله تعالى هو الذي وحد نفسه على لسان من شاء من خلقه
فلو وحّد نفسه على لساني فهو وشأنه ، و إلا فما لي يا أخي والتوحيد .
43 ـ إفراد الأعداد في الوحدة واحد .
44 ـ الشاهد ينفي العدد ، وإثبات الوجد قبل الأبد .
45 ـ التوحيد حجاب الموحد عن الأحدية .
46 ـ هذا يليق به من حيث رضي به نعتا وأمراً ، ولا يليق بهِ وصفاً ، ولا حقيقة ، كما رضي بشكرنا لنعمته ، وأنّى يليق شكرنا بنعمه .
47 ـ وما دمت تشير فلست بموحدِ حتى يستولي الحق على إشارتك ، بإفنائك عنك ، فلا يبقى مشيرٌ ولا إشارة .
48 ـ إن الحق فيما لم يزل واحدُ نفسه بنفسه ، ولا شيء مذكور .
49 ـ ماذا صنعت في هذه الأسفار ، وقطع هذه المفاوز ؟ أجابه أحدهم : بقيتُ في التوكل أصحح نفسي عليه ... ، أفنيت عمرك في عمران باطن فأين فنائك في التوحيد ؟
50 أحدٌ ــ أحدٌ .
51 ـ قال الحلاج لرجل : أتتشهد في الأذان ؟ قال : نعم ، قال : ألحدت من حيث وحدت في تشهدك حيث شهدت لله تعالى وللرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالبلاغ والتسليم
عند ذلك تاهت الأسرار فيما وراء الغير ولا غير .
52 ـ ما وحد الله غير الله ، وما عرف حقيقة التوحيد غير رسول الله .
الجبر والاختيار :
53 ـ من لم يؤمن بالقدر فقد كفر ، ومن أحال المعاصي إلى الله تعالى فقد فجر .
54 ـ لمّا كان الله أوجد الأجسام بلا علة ، كذلك أوجد فيها صفاتها بلا علة ، كما لا يملك العبد أصل فعله ، كذلك لا يملك فعله .
الجمع :
55 ـ الجمع : جمع الأسرار بما ليس منه بدّ ، وهو الحق ، فهي الأسرار فيما ليس منه ندّ ، وقهرها فيه لا شبه لهُ ولا ضدّ ، فتصير مجموعاً بالحق .
56 ـ حال موسى ـ عليه السلام ـ في وقف الكلام .
بدا لهُ بادٍ بالحق ، فلم يبق لموسى أثر ، ثمّ أفنى موسى عن موسى ، ولم يكن لموسى خبرٌ عن موسى ، ثم كلمّ وكان المُكّلم هو المتكلم بحصول موسى في حال الجمع وفنائه عنه
، ومتى يطيق موسى حمل الخطاب أو يأباه ، لكنه بالله تعالى قام وبه سمع .
57 ـ نزول الجمع ورطة وغبطه ، وحلول الفرق فكاكٌ وهلاك ، وبينهما يتردد الخاطران ، إما متعلقٌ بأستار القِدم ، أو مستهلكٌ في بحار العدم .
الحجاب :
58 ـ الحجاب ستر يحول بين الطالب ومطلوبه ، وبين المريد ومراده ، وبين القاصد ومقصوده ، والأمل أن يكون للحق ، وليس الحق محجوباً ، وإنما الخلق هم المحجوبون .
59 ـ إعجابك حجابك .
الحروف :
60 ـ القرآن لسان كل علم ، ولسان القرآن الأحرف المؤلفة ، وهي مأخوذةٌ من خط الاستواء أصله ثابت وفرعه في السماء ، وهو ما دار عليه التوحيد .
61 ـ من تكلم بالحرف فهو معلول ، ومن كان كلامهُ بإعتقابٍ فهو مضطر .
62 ـ سين ( ياسين ) و ( موسى ) هما لوح أنوار الحقيقة ، وإلى الحق أقرب من ( يا ) و ( مو ) .
63 ـ من طلب الله من الميم والعين وجده ، ومن طلبه بين الألف والنون في حرف الإضافة فقده ، فإنهُ تقدّس عن مَشِكلات الظنون ، وتعالى عن خواطر ذوات الفنون .
64 ـ الألف ألف المألوف ، واللام لام الآلاء ، والميم ميم المُلك ، والصاد صاد الصدق .
65 ـ في القرآن علم كل شيء ، وعلم القرآن في الأحرف التي في أوائل السور ، وعلم الأحرف في لام ألف ، وعلم لام ألف في الألف ، وعلم الألف في النقطة
وعلم النقطة في المعرفة الأصلية ، وعلم المعرفة الأصلية في الأزل ، وعلم الأزل في المشيئة ، وعلم المشيئة في غيب الهو ، وعلم غيب الهو : { ليس كمثلهِ شيء } ولا يعلمهُ إلا هو .
الحق والخلق :
66 ـ ما انفصلت البشرية عنه ، ولا اتصلت بهِ .
67 ـ إنهُ إذا قال العبد : " أنا " ، قال الله : " تعست بل أنا " ، وإذا قال العبد : " لا بل أنت يا مولاي " ، قال المولى : " بل أنت يا عبدي " ، فيكون مراده مراد الله فيه .
68 ـ لا فرق بيني وبين ربي إلا صفة الذاتية ، وصفة القائمية ، قيامنا به ، وذاتنا به .
الخاطر :
69 ـ خاطر الحق هو الذي لا يعارضه شيء .
70 ـ إذا تخلص العبد إلى مقام المعرفة ، أوحى الله إليه بخاطره ، وحرس سره أن يسنح فيه خاطر غير الحق .
الخوف :
71 ـ من خاف من شيءِ سوى الله عزّ وجل ، أو رجا سواه أُغلق عليه أبواب كل شيء ، وسُلِطَ عليه المخافة ، وحجب عليه بسبعين حجاباً أيسرها الشرك
وإن مما أوجب شدّة خوفهم فكرهم في العواقب ، وخشية تغيير أحوالهم .
72 ـ أخاف أن أسألهم فيمنعون ، فلا يفلحون ......
الذكر :
73 ـ الذكر طرد الغفلة ، فإذا ارتفعت الغفلة فأنت ذاكر وإن سكتّ .
74 ـ إنّ الذاكرين في ذكرهم أكثر غفلة من الناسين لذكرهم سواه .
75 ـ استصغرت ثمرات الأذكار ، فلم تحمل عن مكابدتها ، وبهرها شرف ما وراء الأفكار ، فغيبها عن ألم مجاهداتها .
76 ـ كنت يوماً جالساً بحذاء البيت ، فسمعت أنيناً من البيت : يا جدُر تنحي عن طريق أوليائي ، فمن زاركِ بكِ طاف حولك ، ومن زارني بي طاف عندي .