الدكتور
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: شمس الإرادة السبت أغسطس 16, 2008 12:46 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم شمس الإرادة الحمد لله المتفرد في ملكه والصلاة والسلام على خير خلقه وآله وصحبه. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته... حركت فينا ذكريات السيد/ الفنان قدري في مساهمته باسم (راوي حامدي في اسكندرية) والتي أشار فيها إلى شيخنا رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي رضي الله عنه – حركت هذه المساهمة فينا الذكريات. وهذه أول مشاركة لي معكم بعد إنضمامي لمنتداكم العزيز واشتركت فيه باسم – الدكتور – وهكذا يسميني الأحباب لأنه هكذا كان يناديني شيخنا رزق رحمه الله، والفقير طبيب فعلاً ولكن تسمية الشيخ لي لها معنىً آخر أعتز به، ولما قرأت كلمات من مقالة أخي الفنان قدري (راوي حامدي في اسكندرية) شدني أسلوبه الأدبي، وذكرني بأني كنت أمشي مساءً على الكورنيش بالإسكندرية حيث شدني منظر الشمس وهي حمراء وقت الغروب وهي تغطس في زرقة الماء الداكنة، وكيف أنها تشرق صباحاً صفراء ذهبية.. تحادثت في هذا الأمر مع أحد الأحباب بالإسكندرية، فقال لي لقد جاءني تأويل من تأويلاتها، مصداقاً لما أشار الشيخ الأكبر في الفص اليوسفي من فصوص الحكم من أن الدنيا كلها خيال في خيال لما جاء في الخبر "الناس نيام"، واللفظ المروي "الناس نيام" فإذا ماتوا انتبهوا" أخرجه ابن عساكر عن علي موقوفا. وكل الوجود يخاطبك ويدعوك إلى مولاك، قال أخي: فخطر لي أن الشمس قُبيل الغروب هي نفس المريد، قد أحماها الشيخ بالمجاهدات والعبادات والرياضات ثم غمسها في ماء الحياة، كما تنقى السبائك من الشوائب بتحميتها في النار، ثم عملية تغطيسها في الماء هي عملية التبريد الفجائي أو الطش وما يسمى في علم المواد بعملية Quenching فإذا غمسها في ماء الحياة الليل بطوله، وفي أرض الخمول حتى تنبت، طلع فجرها متفجراً يشق ظلمات البعد إلى نور الوصال فتخرج (صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) ذهبية ذهباً خالصاً بعد أن نقاها الشيخ من رعوناتها فعادت (مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ). قلت الفقير - الدكتور – لأخي: ولي خاطر آخر، وهو أن لون الشمس وقت الغروب هو اللون الأحمر، وهو عندنا يرمز للجذب، فإذا جذب الله عبده، وأغرقه في بحر الذات وتيار الصفات في ظلمة الأحدية وفنى العبد فناءً ذاتياً، أشرقت شمس بقائه بنور الصفات لتضيء الأكوان بكمالات الإنسان. ونختم بقول سيدي رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي نقله بعض الأحباب سابقاً إذ يقول سيادته: "والإنسان ينقسم إلى شقين: روح وجسد، وقد غلفت الروح بهذا الجسد الترابى فحجبها عن سريانها وأسرارها، فإنها قد اقتبست من الأنوار الإلهية حين تجلى الله عليها فى عالم الذر حيث يقول تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف/172]. ولذلك نرى الصوفية يسعون إلى إرجاع الروح إلى حالة المشاهدة الأولى. والشيخ العارف بالله والولى الكامل الجامع بين الشريعة والحقيقة عليه أن يأخذ بيد المريد فى المجاهدات والرياضات والعبادات إلى أن يوصله إلى حالة المشاهدة الأولى، وهذا معنى التصوف فى الإسلام. انتهت الفقرة المنقولة من كلام شيخنا رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي رضي الله عنه.
وشكراً لسيدي محيي الدين على مفتاحه في الفص اليوسفي، وشكراً لسيدي رزق السيد عبده إذ هو لنا مفتاح كل خير، وشكراً لأخي وسيدي الفنان قدري الذي حرك فينا الأشجان، وشكراً لأخي الذي شاطرني الخواطر، وصلى الله على من لولاه ما ذاق أحدٌ رحيق معنى، وما كنا اجتمعنا، ولا عن الله فهمنا ولا سمعنا، والحمد لله رب العالمين. | |
|
أم الزهراء
عدد الرسائل : 51 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: رد: شمس الإرادة الإثنين مارس 30, 2009 9:08 am | |
| رضي الله عن الكرام و أبناء الكرام
| |
|