aldrwesh Admin
عدد الرسائل : 332 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: طس الفهــــــــــــم الأربعاء أغسطس 29, 2007 5:29 am | |
| طِسُ الفهم : أفهام الخلائق لا تتعلق بالحقيقة ، والحقيقةُ لا تليقُ بالخليقة
الخواطرُ علائق ، وعلائقُ الخلائق لا تصل إلى الحقائق
الإدراكُ إلى علم ِ الحقيقة صعب ~، فكيف إلى حقيقة الحقيقة ، وحق الحق وراء الحقيقة
والحقيقةُ دون الحق
الفراشُ يطيرُ حول المصباحِ إلى الصباح
ويعود إلى الأشكال ، فيخبرهم عن الحال بألطف المقال ، ثم يمرح بالدلال طمعاً في الوصال إلى الكمال
ضوءُ المصباحِ علم الحقيقة ، وحرارته حقيقة الحقيقة ، والوصول إليه حقُ الحقيقة
لم يرض بضوئهِ وحرارته فيلقي جملتهُ فيه ، والأشكالِ ينتظرون قدومهُ
ليخبرهم عن النظر حين لم يرض بالخبر ، فحينئذٍ يصير متلاشياً متصاغراً متطائراً
فيبقى بلا رسمٍ وجسمٍ وإسمٍ ووسمٍ ،فبأي معنىً يعود إلى الأشكال
وبأي حالٍ بعد ما صار من وصلٍ ، وصار إلى النظر ، استغنى عن الخبر
ومن وصلٍ إلى المنظور إستغنى عن النظر
لا تصحُ هذه المعاني : للمتواني ، ولا الفاني ولا الجاني ولا لمن يطلب الأماني
كأني كـأني ، أو كـأني هــو، أو هو أنــا
لا يروعني أن كنت أنت ، يا أيها الظانّ ، لا تحسب أني أنا الآن ، أو يكــون أو كــان
كأني هذا الجلد العارف أو هذا حالي ، لا بأس إن كنت أنـا ولكن لا أنــا
إن كنت تفهم فافهم ، ما صحت هذه المعاني لأحدٍ سوى لأحمـــــد ، ما كــان محمدٌ أبا أحد
حين جاوز الكونين وغاب عن الثقلين ، وغمض العين عن الأيــن ؟ ، حتى لم يبقى لهُ رينٌ ولا بين
فكان قاب قوسين ، حين وصل إلى مفازةِ علم الحقيقة : أخبر عن السواد
وحين وصل إلى حقيقة الحقيقه : أخبر عن الفؤاد
وحين وصل إلى حق الحقيقة : ترك المراد ؛ واستسلم للجواد
وحين وصل إلى الحق عاد فقال : سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي
وحين وصل إلى الغايات قال : لا أحصي ثناءً عليك
وحين وصل إلى حقيقة الحقيقة قال : أنت كما أثنيت على نفسك
جحد الهوى فلحق المنى ؛ ما كذّب الفؤاد ما رأى ؛ عند سدرة المنتهى ؛ما التفت يميناً إلى الحقيقة
ولا شمالاً إلى حقيقة الحقيقة ؛ ما زاغ البصرُ وما طغى . | |
|