مادة ب د ه
البواده
في اللغة
بَدَهَ الشخص بالأمر : فاجأه به .
بَداهة :
1. أول كل شيء .
2. سرعة الخاطر ارتجالاً بدون إعمال الفكر .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : البواده : ما يفاجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة ،
أما موجب فرح ، وأما موجب ترح .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : البواده : هي التي تفاجأ العباد والزهاد من مطالعات أنوار عجائب الملكوت .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : البواده جمع بادهة :
وهي ما يفجأ القلب من الغيب ، فيوجب بسطاً أو قبضاً .
مادة ( ب د و )
البادي
في اللغة
بادٍ ( البادي ) : ظاهر .
في القرآن الكريم
وردت هذه المادة في القرآن الكريم ( 31 ) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى :
وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكونوا يَحْتَسِبونَ .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ السراج الطوسي
يقول : البادي :
هو الذي يبدو على القلب في الحين من حيث حال العبد ،
فإذا بدا بادي الحق يبيد كل باد غير الحق ...
وليس للبادي فعل ، لأن البوادي بدايات الواردات .
الإمام القشيري
يقول : البادي : هو ما يبدو على قلوب العارفين من الأحوال .
الشيخ الأكبر ابن عربي
البادي : هو ما يهجم من الله تعالى على العبد ،
لمن حضر في الحضور عن الغيبوبة ، وغاب في الغيبوبة عن الحضور ، فأباده عن الرسوم أجمع . أحواله غريبة عن كل غريب ،
وتعجب منها كل عجيب ، لأنه في أسر الحق .
الشيخ أبن علوية المستغانمي
يقول : البادي : هو الساكن ساحة الحضرة الإلهية .
فائدة :
يقول الشيخ أبو القاسم النصراباذي :
يقول :
إذا بدا لك شيء من بوادي الحق فلا تلتفت معها إلى جنة ولا إلى نار ، فإذا رجعت عن تلك الحال فعظم ما عظمه الله .
بادي بلا بادي
الشيخ السراج الطوسي
يقول : بادي بلا بادي :
يريد بذلك ما يبدو على قلوب أهل المعرفة من الأحوال والأنوار وصفاء الأذكار . فإذا قال البادي أشار إلى ذلك .
فإذا قال بلا بادي
أشار إلى أن البادي مبديء .
هو يبدي هذه البوادي على القلوب
قال الله تعالى :
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعيدُ ،
فإذا شاهد الحال الذي أبدأ به هو المبدئ ، فقال : بادي
وأثبته ، وإذا شاهد المبدئ الذي منه البوادي يقول : بلا بادي .
إضافات وإيضاحات
من أقوال الصوفية :
يقول الشيخ إبراهيم الخواص :
الحق إذا بدا ، بدا بلا بادي ، ولا بادي من حيث لا بادي ،
لأن البادي أفنى كل بادي من حيث البادي ، فلا بادي ،
وهو بادي من حيث لا بادي ،
وإنما ذلك على قرب مشاهدة الحق منهم .
قول على قول :
يقول الدكتور حسن الشرقاوي :
إذا قال الصوفي ( البادي )
فإن ذلك علامة على إشراق القلب بالتجليات والمعارف والحقائق والأنوار ، وصفاء الأذكار . فالبادي هو حال أهل العرفان والمقامات والأولياء والصالحين ... الله سبحانه وتعالى هو البادي أولاً وآخراً ،
فهو الذي يبدي الحال على قلب العارف ويثبته ، ويعيده ،
فإذا ثبت الحال على القلب أصبح مقاماً .
فالبادي بلا بادي إذن :
هي أنوار الحق تعالى ،
لأنه الحق تعالى ، بدى بلا بادي ، وأفنى كل بادي ، لأنه الحق ...
فالبادي بلا بادي تجلي من الحق تعالى من ناحية ،
وفناء من العبد الصالح من ناحية أخرى .
موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف و العرفان