" وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام رضي الله عنه يقول:
بعد اجتماعه على الشيخ أبي الحسن الشاذلي وتسليمه للقوم:
من أعظم الدليل على أن طائفة الصوفية
قعدوا على أعظم أساس الدين ما يقع على أيديهم من الكرامات، والخوارق،
ولا يقع شيء من ذلك قط لفقيه،
إلا إن سلك مسلكهم كما هو مشاهد،
وكان الشيخ عز الدين رضي الله عنه قبل ذلك ينكر على القوم،
ويقول هل لنا طريق غير الكتاب، والسنة،
فلما ذاق مذاقهم، وقطع السلسلة الحديد بكراسة الورق صار يمدحهم كل المدح،
ولما اجتمع الأولياء، والعلماء في وقعة الإفرنج بالمنصورة
قريباً من ثغر دمياط جلس الشيخ عز الدين،
والشيخ مكين الدين الأسمر، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد،
وأضرا بهم، وقرئت عليهم رسالة القشيري،
وصار كل واحد يتكلم إذ جاء الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه
فقالوا له: نريد أن تسمعنا شيئاً من معاني هذا الكلام،
فقال: أنتم مشايخ الإسلام، وكبراء الزمان، وقد تكلمتم،
فما بقي لكلام مثلي موضع
فقالوا له: لا بل تكلم، فحمد الله، وأثنى عليه،
وشرع يتكلم فصاح الشيخ عز الدين من داخل الخيمة،
وخرج ينادي بأعلى صوته
هلموا إلى هذا الكلام القريب المعهد من الله تعالى فاسمعوه