قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7304 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: جلال الدين مولوي_ رؤية وتحليل الجمعة أكتوبر 03, 2008 2:44 pm | |
|
جلال الدين مولوي
للدكتور محمد غنبمي هلال ويقال له أيضاً (جلال الدين الرومي) ولد في بلخ وتركها في طفولته إبان حملة المغول، ليذهب مع والده إلى آسيا الصغرى، واستقر بها مع أسرته، وتوفى بها عام 672هـ (1273م)
ويعد أعظم صوفية الفرس على الرغم من أنه بمثابة الإمتداد للعطار وقد تتلمذ أولاً على والده، ثم على تلميذ والده سيد برهان الدين، وقد رحل زماناً إلى الشام ليحصل العلوم العربية والفلسفية، عاد بعدها إلى (قونية) ليشتغل بكسب العلوم والمعارف الدينية حتى تعرف علي أحد الصوفية الكبار (شمس الدين تبريزي) فترك تحصيل العلوم إلى الاشتغال بالتصوف، وأسس فيه طريقة المولوويين الذين ينشدون الوجد في حلقات الذكر، وعلى سماع الأنغام، ومن ثم عظم شأن هذه الأنغام في الإثارة الروحية عند المتصوفين، وعندهم أن هذه الأنغام أقرب إلى الروحانيات فجمالها تجريدي، وهو لذلك أطوع إلى التعالي بالروح، وقد ترك (جلال الدين) آثاراً أدبية، صار بها صدي الصوفية للفرس من الجانب النظري والعملي معاً في عالم الصوفية. وأشهر هذه الآثار ديوانه المسمى (مثنوي) في حوالي ستة وعشرين ألف بيت من بحر الرمل، بها تصوير كثير من المسائل الأخلاقية والدينية، والصوفية النظرية، وبها وصل الشعر الصوفي إلى قمته لدى الفرس، وبالرغم من سيره على طريقة العطار فإنه أنضر منه أسلوباً، وله غير المثنوي ديوان غزل باسم شمس الدين تبريزي . ــــــــــ إذ أنه ألفه بتأثيره، وهو غزل صوفي تختلط فيه خواطر الحب بالوجد الإلهي المشبوب، المعشوق فيه الذات القدسية، ويعزى إليه كذلك مجموعة من الرباعيات ولابد في قراءته من معرفة مبادئ عامة صوفية هي مفاتيح خواطر فلسفية منها أن الجنون عند الصوفية معناه الوجد الإلهي الذي يصل به المحب إلى درجة النشوة الإلهية، وهي أعلى درجات المدح لديهم، ومنها أن الخمر في كلام الصوفية معناها النشوة الإلهية في حياة التأمل الروحي، وقد أخذ الصوفية مفهوم هذين الإصطلاحين عن (أفلوطين) ومدرسته، التي تأثرت بدورها بأفلاطون، ومنها أن الجمال في الخلق طريق للهداية إلى الجمال الحقيقي، لأن ذلك الجمال صوري شفاف، معناه روحي لدى ذوي البصائر، وليس سوى وسيلة للهداية، وإنما ينطمس معناه على من يستغرق في المادة، فيصبح الجمال الظاهري لدى باصرته كثيفاً لا يشف عن شيء، لأن بصيرته قد ران عليها صدأ المادة فأغراه التكالب عليها. ومن ثم يجب أن نفهم ما يتردد من ذكر الخمر والخمارة، وذكر الجمال، ثم ذكر ما يتصل بهذين الأمرين من أوصاف تبدو مادية، وهي في الحقيقة، رموز يضل المرء في فهمها إذا وقف عند ظاهرها، فما أشبهه عندهم بمن يحاول القراءة وهو لا يعرف حروف اللغة، أو بمن يقرأ لغة لا يفهم معنى كلماتها، فلغة الجمال روحية، لا ينفذ إليها سوى طاهر الروح، كذلك لغة الأدب الصوفي مشعة تستعصي على من لا يعرف مفاتيحها الفلسفية، ونقدم في ضوء هذا التمهيد الموجز بعض نماذج نترجمها من أشعاره، لعل القارئ يتذوقها بعد هذا التمهيد، ولا أقصد إلى غير التذوق الغني في التصوير، وقوة دلالته على الإشعاع الروحي، على أن يحتفظ القارئ بعد ذلك باستقلاله، لأن هذا الأدب يجب أن يقوم في قرائن عصره فيما يخص مضمونه،
| |
|