أبو عبد الله السَّجَزِىُّ

أبو عبد الله السَّجَزِىُّ،

صحب أبا حفص.

وهو من كبار مشايخ خُراسان وفُتْيانهم،

مَن لم يُقدَّس علَمه لم يُقدِّس فِعله،ومن لم يُقدِّس فِعْلَه لم يُقدِّس بدنه،

ومن لم يُقدِّس بدنه لم يقدس قَلبَه، ومن لم يُقدِّس قلبه لم يقدس نِيَّته.

والأمورُ كلها مبنيهٌ على النية .

دخل رجل على أبى عبد الله السَّجَزِىِّ،

فقال له: معى دينارٌ،أريد أن أَدْفَعه إليك،فما ترى؟.

قال:إن دفعته إلىَّ فهو خيرٌ لك،وإن لم تدفعه إلىَّ فهو خيرٌ لى.

وأنت أبصرُ .

علامةُ الأولياء ثلاثةٌ:

تواضعٌ عن رِفْعة،

وزُهْدٌ عن قُدْرة،

وانصافٌ عن قُوَّة .

كلُّ واعظٍ لا يقومُ الغَنِىُّ من مجلسه فقيراً،

والفقيرُ من مجلسه غنيّاً،

فليس هو بواعظ .

بئس العبدُ عصى الله بقلبه وجوارحه،

واعْتَذَر إليه بلسانه من غير رُجوعٍ عمَّا سلف .

أنفع شىءٍ للمريدين صحبةُ الصالحين؛ والاقتداءُ بهم،

فى أفعالهم، وأخلاقهم، وشمائلهم؛.

وزيارةُ قبور الأولياء؛ والقيامُ بخدمة الأصحاب والرُّفقاء .

لم لا تلبَسُ المُرَقَّعة؟ .

فقال: من النِّفاق أن تلبَس لباس الفِتْيان،

ولا تدخلَ فى حَمْل أثقال الفُتُوَّة.

إنَّما يلبَسُ لِباسَ الفِتْيان من يَصبرُ على حَمْل أثقالِ الفُتُوَّة.

فقيل له:ما الفُتُوَّة؟.

فقال:رُؤْيةُ أعذار الخَلْق وتقصيرك،وتمامِهم ونُقْصانِك،

والشفقَةُ على الخَلْق كلهم،بَرَّهم وفاجرهم.

وكمالُ الفُتُوَّة هو ألاَّ يشغلَك الخلقُ عن الله عزَّ وجلَّ .