الفاتحة
في اللغة
" الفاتحة أو فاتحة الكتاب : سورة الحمد " .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ صدر الدين القونوي
يقول : " الفاتحة : هي نسخة النسخة القرآنية من غير اختلال ولا نقصان ".
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : " الفاتحة : فاتحة الكتاب ، هي السبع المثاني ، وهي السبع
الصفات النفسية التي هي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ..
الفاتحة بما دلت عليه إشارة إلى هذا الهيكل الإنساني الذي فتح الله به أقفال الوجود ".
الشيخ محمد بن حمزة الفناري
يقول : " الفاتحة : هي نسخة الكمال لمن أُخرج للاستكمال من ظلمة
العدم والاستهلاك في نور القدم إلى أنوار الروحانية ،
ثم بواسطة النفخ إلى عالم الجسمانية ليكمل مرتبة الإنسانية التي لجمعيتها مظنة الأنانية " .
الشيخ ابن علوية المستغانمي
يقول : " الفاتحة : المراد بها المناجاة التي تطلب من المصلي في حضرة الله
الخاصة عند وقوفه بين يدي ربه ، وفياض أسرار الألوهية عليه .
فمن حصل له التجلي الإلهي ، ولمعت عليه أنوار الحضرة المقدسة ،
وصار في مقام القرب الذي لا مزيد عليه فلم يبق بعد ذلك إلا
المناجاة ، وهو المقام المسمى عند القوم بمقام المكالمة والمحادثة ،
فحينئذ تتلذذ أسماع العارفين بخطاب رب العالمين "
الفاتحة في علم الحروف
يقول الشيخ جمال الدين الخلوتي :
" الفاتحة على خمسة أحرف: فاء وألف وتاء وحاء :
فاؤه : يدل على فتح خزائن الأسرار الإلهية والمعارف الربانية والحقائق القرآنية
بنفسها ، وفضلها على سائر السور ، وعلى أنها فارق بين الحق والباطل .
وألفه : يدل على أن التوحيد الذاتي والصفاتي والأفعالي مكتوم فيها
كما أن النقط الثلاثة مكتومة في الألف .
وحاؤه : يدل على أنها حاو محيط للحقائق القرآنية ، وحافظ لقارئها عن النارالعظمى .
وتاؤه : يدل على أنها توحيده في الحقيقة ، ومن تحقق بالوحدة الذاتية بلا شك .
والتاء الذي وقع بينهم يدل عل أن سورة الفاتحة بين السور عظيمة
وجامعة للحقائق القرآنية وسائرها من الكتب المنزلة والصحف المنزلة …
فاء الفاتحة : إشارة إلى مفارقتها عن الروح الكلية .
وألفها : إشارة إلى أنها إلهية ونازلة منها .
وتاؤها : إشارة إلى أنها ثابت فيها أولا .
وحاؤها : إشارة إلى أنها حاملة فيها بأسرارها غير متناهية .
وتاؤها : إشارة إلى أن كل حرف منها فيها عظيمة بل كل حرف من الحروف القرآنية عظيمة "
**************************************
موسوعة الكسنزان فيما اصطلح هليها اهل التصوف والعرفان
للسيد الشيخ محمد الكسنزان (قدس الله سره العزيز )