النشأة الأولي للتصوف وكيف أنه مستمد من الإسلام
فنقول وبالله التوفيق هذا تفصيل وتوثيق
جميع مقامات وأحوال ورياضات الصوفية التي هي موضوع التصوف أساساً شواهد من القرآن الكريم مجاهدة النفس وبداية الطريق إلي الله تستند إلي
. وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]
وأيضا
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41]
مقام
الشكريستند إلي قوله تعالي (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) جزء من الآية (7) من سورة إبراهيم
مقام التوكل
يستند إلي قوله تعالي
"وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" {سورة الطّلاق: آية 3}.
كافيه حاميه راعيه ناصره محقق رغباته وآماله
مقام الرضايستند إلي قوله تعالي
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾. ♢المائدة (119).
لاحظ الرضا متبادل بين الرب والعبد
مقام الحياء يستند إلي قوله تعالي
أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} (العلق: ١٤ )]
مقام الفقر والفقر هنا بمعني الافتقار إلي الله تبارك وتعالي
يستند إلي قوله تعالي وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ 38
حال المحبة يستند إلي قوله تعالي: يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللَّهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ (الآية 54 سورة المائدة )
لاحظ هناالمحبة متبادلة بين الرب والعبد
الولاية
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62]
والولايةهنا بمعني موالاة الله بالطاعات
وحياته صلي الله عليه وسلم كانت مصدرا استمد منه الصوفية الأوائل فهي قبل البعثة تنطوي علي معاني الزهد والتقشف والانقطاع والتأمل في الكون استكناها لحقيقته وهي صورة أولي للحياة التي سيحياها فيما بعد الزهاد والصوفية
أما حياته صلي الله عليه وسلم بعد البعثة فحافلة بالمعاني الروحية التي وجد فيها الصوفية منبعا فياضا لهم فكان صلي الله عليه وسلم آخذا نفسه بالتقشف كثير العكوف علي العبادة والتهجد حتي لقد نهاه القرآن عن ذلك في قوله تعالي:
﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [طه: 2]
وأما عن أخلاقه صلي الله عليه وسلم فقد بلغ فيها الكمال
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ من سورة القلم آية 4 آية
في الحلم في التواضع
وله أقوال في الزهد عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ، فقال : ( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) رواه ابن ماجة
إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين ، وزهده في الدنيا ، وبصره عيوبه
رواه البيقهي عن أنس
حديث: إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة - سنن ابن ماجه
وأما عن حياة صحابته وأقوالهم فكانت أيضا مصدراً استقي منه الصوفية المسلمون امتدحهم القرآن الكريم في قوله
جل وعلا: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:١٠٠] .
وأشار الرسول صلي الله عليه وسلم إلي علو
مكانتهم ومنزلتهم رضى الله عنهم عنهم ورضوا عنه
هذا أبو بكر رضي الله عنه كان زاهدا يطوي ستة أيام وكان لا يزيد علي ثوب واحد وكان يقول إذا دخل العبد العجب بشيء من زينة الدنيا مقته الله حتي يفارق تلك الزينة .
هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان صافي النفس طاهر القلب
قال عنه صلي الله عليه وسلم مخبرا عن ربه تبارك وتعالي إن الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه
في التواضع رحم الله امريء أهدي إلي عيوبي
وقال الإمام على كرم الله وجهه
من حاسب نفسه ربح .. ومن غفل عنها خسر .. ومن نظر في العواقب نجا .. ومن أطاع هواه ضل .. ومن لم يحلم ندم .. ومن صبر غنم .. ومن خاف رحم .. ومن أعتبر أبصر .. ومن أبصر فهم .. ومن فهم علم
_يتبع_
#مقالات_فى_التصوف