ابو انمار
عدد الرسائل : 8 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 30/05/2009
| موضوع: الرابطة الإثنين يونيو 08, 2009 3:40 pm | |
| الرابطـــــــــــــــــــــــة
في القران الكريم :
قال تعالى : يا أيها الذين امنوا , اتقوا الله وابتــغوا إليه الوســيلة وجاهــدوا في سبيله لعلكم تفلحون . قال الرازي في تفسيره : ( فالوسيلة هي التي يتوسل بها المقصود . ودلت الآية على انه لا سبيل إلى الله تعالى إلا بمعلم يعلمنا معرفته ومرشد يرشدنا إلى العلم به , وذلك لأنه أمر بطلب الوسيلة إليه مطلقا والأيمان به من أعظم المطالب واشرف المقاصد , فلا بد فيه من الوسيلة . وانه تعالى إنما أمر ابتغاء الوسيلة إليه بعد الأيمان ) . والوسيلة عند القوم إما بالنبي وإما النائبين منابه . إما النبي فهو لا يظهر للعوام والسالكين إلا من الباب الروحي أو في المنام . وإما النائبون منابة فهم العلماء العاملون . وقال تعالى : يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين . يقول الرازي في تفسيره الآية : (انه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين , وحتى وجب الكون مع الصادقين لا بد من وجود الصادقين في كل وقت ونهى عن مفارقتهم وذلك مشترط بوجود الصادقين , ومن لا يثبت الواجب إلا به فهو واجب دلت هذه الآية على وجود الصادقين . وقال الرازي رحمه الله : نحن نعترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان فالكينونة معهم تقتضي الكون معهم صورة ومعنى , فالكينونة المعنوية بالرابطة وهو عند أهله مشروع . وقال تعالى : إن كنتم تحبون الله فاتبعوني , يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم . وفي ذلك إشارة إلى الرابطة فان الأتباع يقتضي رؤية المتبوع حسا أو تخيلا ومعنى , وهذا هو الغرض من الرابطة وألا فلا يعد إتباعا . في السنة النبوية قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : إن أرواح المؤمنين لتلتقي على مسيرة يوم وما رأى احدهم صاحبه . ذكر الإمام البخاري رحمه الله : ( إن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه , شكى إلى النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) عدما انفكاكه عنه حتى في الخلاء أيضا , يحسب الروحانية وكان رضي الله عنه يأخذه الحياء منه (صلى الله عليه وسلم) . وروي إن ثوبان مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) , أتاه يوما وقد تغير وجهه ونحل جسمه , فسأله عن حاله فقال : ما بي من وجع غير إذا لم أرك اشتقت أليك واستوحت وحشة شديدة على لقاءك , ثم ذكرت الآخرة فخفت أن لا أراك هناك لأني عرفت انك ترفع مع النبيين وان لم ادخل فذاك حين لم أرك أبدا فقال (صلى الله عليه وسلم) : والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبوابه وأهله وولده والناس أجمعين .
المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان - الانوار الرحمانية في الطريقة القادرية الكسنزانية ص45-46 .
| |
|