عن الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال جَاءَ جَبْرَئِيلُ - عَلَيهِ السَّلام- إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه – فَقَالَ ( يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَيُقْرِئكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ دَارِ خَلْقِي أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِيبِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ " امرني ربى بمداراة الناس " " بعد الايمان بالله مداراة الناس " أي ملائمة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا. ومنها: ما رُوي عن الامام الحسن عليه السلام: مداراة الناس نصف العقل قال ابن عمر عن النبي قال ( المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله ( رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ) عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ( مداراة الناس صدقة ) عن ابن عباس قال المؤمن ملجم بلجام فلا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يجد طعم الذل " مُدَارَاةُ الناسِ نِصْفُ الإيمانِ وَ الرِفْقُ بهم نِصْفُ العَيْش " وقد بوبالبخاري ـرحمهالله ـ في كتابه الصحيح فقال: باب المداراة مع الناس ويذكر عن أبي الدرداء: إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنالتلعنهم. وذكر فيه عنعروة بن الزبيرأنعائشةأخبرته: أنه استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال ائذنوا له: فبئس ابن العشيرة،أو بئس أخو العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله؛ قلت ما قلتثم ألنت له في القول؟ فقال: أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعهالناس اتقاء فحشه. وحديثأبيهريرة ـ رضي الله عنه: رأس العقل ـ بعدالإيمان بالله ـ مداراة الناس. وظنبعضهم أن المداراة هيالمداهنة فغلط، لأنالمداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة، والفرق أن المداهنةمنالدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويسترباطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسقوإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرفق بالجاهلفي التعليموبالفاسق في النهي عن فعله وتركالإغلاظ عليه، حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكارعليه بلطف القول والفعل ولا سيما إذا احتيج إلىتألفه. يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} : " لابد للعبد المؤمن من ثلاث سنن : سُنة الله ، وسُنة الأنبياء ، وسنة الأولياء . فسُنة الله : هي كتمان السر . قال الله : عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً. وسنة الرسول : مداراة الخلق . وسنة الأولياء : الوفاء بالعهد ، والصبر في البأساء والضراء " انتهى