منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التدين الشكلي:قراءه تقويميه اسلاميه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صبرى محمد خليل

صبرى محمد خليل


عدد الرسائل : 187
تاريخ التسجيل : 19/12/2009

التدين الشكلي:قراءه تقويميه اسلاميه Empty
مُساهمةموضوع: التدين الشكلي:قراءه تقويميه اسلاميه   التدين الشكلي:قراءه تقويميه اسلاميه Emptyالأربعاء نوفمبر 11, 2015 8:37 am

التدين الشكلي:قراءه تقويميه اسلاميه
د. صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
Sabri.m.khalil@hotmail.com
التمييز بين الدين والتدين: بداية يجب التمييز بين الدين كوضع الهي ثابت ، والتدين ككسب بشرى متغير، والمقصود بالدين أصوله الثابتة، التي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة ،أما التدين فهو معرفه والتزام بشرى بهذه الأصول، بالاضافه إلى الفروع الظنية الورود والدلالة.
التدين بين الإيجاب والسلب: وإذا كان الدين كوضع الهي يتصف بالوحدة (على مستوى أصوله)، فان التدين ككسب بشرى يتصف بالتعدد ، حيث يمكن التمييز بين نمطين أساسيين للتدين احدهما ايجابي والأخر سلبي،والأخير(اى التدين السلبي) ليس مرجعه الإسلام كدين ، بل هو محصله عوامل نفسيه واجتماعيه وتربويه وسياسيه واقتصاديه وثقافيه…متفاعلة، مرتبطة بالشروط الداخلية "كشيوع التقليد وظهور البدع والاستبداد..." والخارجية "كالاستعمار…" لتخلف النمو الحضاري للمجتمعات المسلمة.
معايير التمييز : هذا التمييز بين التدين الايجابي والتدين السلبي يستند إلى معايير متعددة للتدين منها:
أولا: معيار العلاقة بين التدين والدين: طبقا لهذا المعيار فان التدين الايجابي هو التدين المحدود تكليفيا بالقيم والقواعد التي جاء بها الوحي، والتي تحدد التدين ككسب انسانى، وتكليفيا بالسنن الإلهية الكلية والنوعية التي تضبط حركه الإنسان، فعلاقة الدين بالتدين الايجابي هي علاقة تحديد وتكامل، اى أن الدين يحدده كما يحدد الكل الجزء فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه. أما التدين السلبي فهو التدين المطلق ، اى القائم بذاته والمستقل تكليفيا عن القيم والقواعد التي جاء بها الوحي، والتي تحدد التدين ككسب انسانى، وتكوينيا عن السنن الإلهية الكلية والنوعية التي تضبط حركه الإنسان ، فعلاقة الدين بالتدين السلبي- طبقا لهذا المعيار- هي علاقة إلغاء و تناقض، ومثال له التدين البدعى اى الذي يستند الى البدع بما هي الاضافه إلى أصول الدين،دون الاستناد إلى نص يقيني الورود قطعي الدلالة، وهو يضفى قدسيه الدين على أنماط من التفكير والسلوك التى ليست منه، بل في الحقيقة تتناقض مع جوهره .
ثانيا: معيار العلاقة بين الأبعاد الروحية والمادية: وطبقا لهذا المعيار فان التدين الايجابي يقوم على أساس أن الأبعاد الروحية للوجود الانسانى " والتى تتضمن التطور أو الترقي الروحي للإنسان "، لا تلغى الأبعاد المادية له ، بل تحددها كما يحدد الكل الجزء فتكمله وتغنية. فهذا الترقي الروحي يتحقق عندما تأخذ حركه الإنسان شكل فعل غائي ( ذو ثلاث خطوات :المشكلة، الحل، العمل) محدود (تكوينيا وتكليفيا) بالفعل المطلق (الربوبية) والغاية المطلقة (الإلوهية) ،أي كدح إلى الله بالتعبير القرآني: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه). أما التدين السلبي - طبقا لهذا المعيار- فهو يقوم على تأكيد الأبعاد الروحيه للوجود الانسانى، لكنه يطرف في التأكيد لدرجه إلغاء الأبعاد المادية للإنسان ،فيجعل العلاقة بينهما علاقة تناقض وإلغاء،ومثال له النزعات الروحية المتطرفة التي تفترض أن الوجود الانسانى هو- فى حقيقته - هو وجود روحي محض.
ثالثا:معيار الوسطية:وطبقا لهذا المعيار يقوم التدين الايجابي على الوسطية والاعتدال والقوامة في التدين، ورفض الوقوف إلي أحد النقيضين: الغلو في الدين او الجفاء عنه ، قال تعالى:”وكذلك جعلناكم أمة وسطاً”. وقال تعالى“والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكانوا بين ذلك قواماً”.. أما التدين السلبي فيقوم – طبقا لهذا المعيار- إما على الغلو في الدين او الجفاء عنه، و كلاهما يلتقيان في المحصلة(عدم الالتزام بضوابط الدين سواء بتجاوزها او التقصير في الالتزام بها )، يقول ابن القيم ( ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين الجبلين، والهدى بين الضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين) ( مدارج السالكين: 2/496)، ومثال له التدين المتطرف(الغلو).
رابعا: معيار العلاقة بين الايمان والعمل: وطبقا لهذا المعيار يقوم التدين الايجابي على أساس ان العلاقة بين الإيمان والعمل، هي علاقة وحدة( وليس خلط كما عند الخوارج)، وتمييز (وليس فصل كما عند المرجئة). يقول ابن القيم الفوائد ص 117 (الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية. ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الإيمان ونقصه دليل نقصه) .أما التدين السلبي فيقوم – طبقا لهذا المعيار- إما على التطرف في التوحيد بين الإيمان والعمل، ومثاله مذهب الخوارج فى العلاقة بين الايمان والعمل،او التطرف في الفصل بين الإيمان والعمل، ومثاله مذهب المرجئة فى العلاقة بين الايمان والعمل، يقول ابن تيميه ( الثالث : ظنهم- اى المرجئة – أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له ; والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر ; ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنع وقوعها لعدم تحقق الارتباط الذي بين البدن والقلب مثل أن يقولوا : رجل في قلبه من الإيمان مثل ما في قلب أبي بكر وعمر وهو لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان …) (الفتاوى ، ج 7، ص 204 ).
خامسا: معيار العلاقة بين الأبعاد السلوكية والوجدانية والمعرفية:وطبقا لهذا المعيار يقوم التدين الايجابي على أساس شمول التدين لأبعاد الإنسان المتعددة (السلوكية والمعرفية والوجدانية)، بينما التدين السلبي يكون مقصورا - طبقا لهذا المعيار- على احد هذه الأبعاد و قاصر عن باقي الأبعاد ، فيستغني به عنها ومثال له:أولا: التدين النظرى المحض المقصور على المعرفة " النظرية "بمفاهيم وقيم وقواعد الدين،دون ان تتحول هذه المعرفه النظرية الى سلوك فعلى "عملى"، ثانيا:التدين الوجداني"العاطفي" المحض: وهو التدين المقصور على العاطفة الدينية، القاصر عن معرفة مفاهيم قيم وقواعد الدين، والسلوك الملتزم بهما، ثالثا: التدين السلوكي المحض: وهو التدين المقصور على السلوك، القاصر عن العاطفة الدينية و معرفة مفاهيم و قيم وقواعد الدين.
سابعا: معيار الاتساق مع الصحة النفسية والعقلية : وطبقا لهذا المعيار يتسق التدين الايجابي مع الصحة النفسية والعقلية ويدعمها ، أما التدين السلبى- طبقا لهذا المعيار- فيعبر عن اضطراب نفسى او عقلى ومثال له: اولا: التدين كرد فعل كرد فعل على أسلوب حياه سابق مناقض للدين، ومن ثم التحول المفاجئ من النقيض"عدم التدين" إلى النقيض"التدين الشديد"، نتيجة لحدث أو موقف معين ، ونتيجة لذلك فانه يتسم بالغلو والتشدد الذى يلزم منه تجاوز ضوابط الدين ذاته ... .ثانيا:التدين كدفاع ضد انفعالات سالبه تسيطر علي الشخص مثل الخوف أو القلق أو الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير أو القهر والإحباط… ومحاوله للتخلص منها. ثالثا: التدين كآلية لتخفيف حده التدهور الذهنى، وفى حاله فوات الوقت على معالجه هذا التدهور، قد تظهر أعراض المرض العقلي المعين، مصطبغة ببعض المفاهيم شبه الدينية ،التى تتعارض مع صحيح الدين، فعلى سبيل المثال يعتقد المريض أنه نبي، وكما هو معلوم فان هذا الاعتقاد يتعارض مع مفهوم ختم النبوه.
معيار العلاقة بين الأبعاد الذاتية والموضوعية : وطبقا لهذا المعيار فان التدين الايجابي يقوم على أساس ان العلاقة بين الأبعاد الذاتية (الداخلية) للوجود الانسانى" والتي تتضمن النيات والمقاصد" والأبعاد الموضوعية(الخارجيه) له "التى تتضمن المظهر والفعل والسلوك الخارجيين.." هي علاقة تأثير متبادل ، اتساقا مع جدل المعرفة من الموضوعي (المشكلة التي يطرحها الواقع) إلى الذاتي (الحل الذهني) إلى موضوعي مره أخرى من اجل تغييره (تنفيذ الحل في الواقع بالعمل) . أما التدين السلبي فيقوم إما على التطرف في التأكيد على الأبعاد الذاتية للوجود الانسانى،لدرجه إلغاء أبعاده الموضوعية ، ومثال له التفسير الخاطئ للحديث (إنما الأعمال بالنيات)باعتباره يفيد ان النية وحدها تكفى كمعيار للتقييم دون العمل،يقول ابن تيميه(لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بعقد ومَثَلُ ذلك مَثَلُ العمل الظاهر والباطن أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح ومثله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ إنما الأعمال بالنيات “ أي لا عمل إلا بعقد وقصد، لأن { إنما } تحقيق للشيء ونفي لما سواه ، فأثبت بذلك عمل الجوارح من المعاملات وعمل القلوب من النيات ، فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا يهما لأن الشفتين تجمع الحروف واللسان يظهر الكلام وفى سقوط أحدهما بطلان الكلام وكذلك فى سقوط العمل ذهاب الإيمان) (مجموع الفتاوى 7 / 334). او يقوم على التطرف في التأكيد على الأبعاد الموضوعية للوجود الانسانى،لدرجه إلغاء أبعاده الذاتية ومثال له التدين الشكلي.
تعريف التدين الشكلي: استنادا الى ما سبق فان التدين الشكلي هو شكل من أشكال التدين السلبي، الذي ليس مرجعه الإسلام كدين ، بل هو محصله عوامل نفسيه واجتماعيه وتربويه وسياسيه واقتصاديه وثقافيه…متفاعلة ، لانه يعبر عن اختلال فى العلاقة بين الأبعاد الموضوعية والذاتية للإنسان، مضمونه التطرف في التأكيد على الأبعاد الموضوعية(الخارجية) للإنسان " التى تتضمن المظهر والفعل والسلوك الخارجيين.." لدرجه إلغاء- او التقليل من قيمه - الأبعاد الذاتية (الداخلية) له" والتي تتضمن النيات والمقاصد" .
التدين الشكلى يتعارض مع صحيح الدين : وهذا التدين الشكلي بأشكاله المختلفة يتعارض مع صحيح الدين ، وفيما يلى نوضح اوجه هذا التعارض استنادا الى النصوص:
ا/ التلازم بين الظاهر والباطن : فقد اشارت الكثير من النصوص الى تلازم الظاهر"الذى يعبر عن الابعاد الموضوعية للإنسان"، والباطن "الذى يعبر عن الابعاد الذاتية للانسان :
قال الله ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً) ، وقال الرسول (صلى الله عليه ونسلم )( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه ، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه ) ، يقول الامام ابن تيمية في معرض كلامه عن كفر تارك الصلاة وقتله كفراً وردة ( فهذا الموضع ينبغي تدبره ، فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة في هذا الباب وعلم أن من قال من الفقهاء أنه إذا أقر بالوجوب وامتنع عن الفعل لا يُقتل أو يُقتل مع إسلامه ، فإنه دخلت عليه الشبهة التي دخلت على المرجئة والجهمية ، والتي دخلت على من جعل الإرادة الجازمة مع القدرة التامة لا يكون بها شيء من الفعل ، ولهذا كان الممتنعون من قتل هذا من الفقهاء بنوه على قولهم في مسألة الإيمان وأن الأعمال ليست من الإيمان ، وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب ، وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزءاً من الإيمان )ارتباط
ب/ الايمان قول و عمل: وكذلك اتفق علماء أهل السنة على أن الإيمان قول وعمل ، أو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان ، وهو تأكيد لربط مذهب أهل السنة بين الابعاد الذاتيه " الايمان" والموضوعية للإنسان " الأقوال والاعمال" ، قال الحسن البصري ( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل )، وقال ابن تيمية ( فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل ، قول باطن وظاهر ، وعمل باطن وظاهر ، والظاهر تابع للباطن لازم له ، متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد فسد ، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلى العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ). (مجموع الفتاوى :7/187)
ج/ النية شرط قبول العمل: كما ربطت النصوص بين النية (التي هي احد الابعاد الذاتيه للوجود الانسانى) والعمل(الذى هو احد الابعاد الموضوعبه للإنسان)، وجعلت الاولى شرط للثانية : قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا)،وقال تعالى(ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم...)،وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) (متفق عليه)،قال الامام الشافعي عن هذا الحديث (هذا الحديث ثلث العلم، ودخل في سبعين باباً من الفقه)، وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم) (من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نوى) ، وروي عن عمر ( رضي الله عنه ) أنه قال: (لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له)، و روي عن ابن مسعود ( رضي الله عنه) أنه قال (لا ينفع قولٌ إلا بعمل، ولا ينفع قولٌ ولا عملٌ إلا بنية، ولا ينفع قولٌ ولا عملٌ ولا نيةٌ إلا بما وافق السنة) .
د/ الشكل والمضمون فى العبادات: وللعبادات شكل( هو هيئتها وكيفيتها الشرعيه التى تقررها النصوص)، كما ان لها مضمون (هو الحكمة منها، التي تتضمن تهذيب الفرد ليكون صالحا فى علاقته مع الآخرين فى المجتمع) ، قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: 45) ، لذا قررت كثير من النصوص ان اى فصل بين شكل العبادات ومضمونها يفقدها قيمتها ، قال (صلى الله عليه وسلم)(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (صحيح البخاري), وقال (صلى الله عليه وسلم) (لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ) (صحيح مسلم)،وقال (صلى الله عليه وسلم)(الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ) (صحيح مسلم) .
ه/ نهى المنظور القيمى الاسلامى عن النفاق: كما نهى المنظور القيمى الاسلامى عن النفاق ، الذي يعتبر شكل من أشكال التدين الشكلى ، لان معناه ان يظهر الانسان خلاف ما يبطن ، وما يظهره الانسان يمثل بعده الموضوعى ، اما ما يبطنه الانسان فيمثل بعده الذاتى : قال تعالى(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا ) [النساء:145]، وقال الله تعالى(وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) [التوبة:68]،و قال الرسول (صلى الله عليه وسلم )(إن أخوف ما أخاف على أمتي كلّ منافق عليم اللسان) ( أخرجه أحمد (1/22).. قال الهيثمي في المجمع (1/187): "رجاله موثقون"، وصححه الضياء المقدسي في المختارة (1/343)، والألباني في صحيح الجامع (237))، قال المناوي فى معنى الحديث ( "قوله: "عليم اللسان" أي: كثير علم اللسان، جاهل القلب والعمل، اتخذ العلم حرفة يتأكّل بها، ذا هيبة وأُبّهة، يتعزّز ويتعاظم بها، يدعو الناس إلى الله، ويفرّ هو منه، ويستقبح عيبَ غيره، ويفعل ما هو أقبح منه، ويظهر للناس التنسّكَ والتعبّد، ويسارر ربّه بالعظائم، إذا خلا به ذئب من الذئاب لكن عليه ثياب، فهذا هو الذي حذّر منه الشارع صلى الله عليه وسلم هنا حذرا من أن يخطفك بحلاوة لسانه، ويحرقك بنار عصيانه، ويقتلك بنتن باطنه وجنانه)( فيض القدير (2/419).
نقد التدين الشكلي عند بعض العلماء المعاصرين: وقد نقد بعض العلماء المعاصرين التدين الشكلي، والذي عبرو عنه بذات المصطلح او بمصطلحات اخرى ك" التدين المغشوش" ، و منهم الشيخ محمد الغزالي(رحمه الله) ، الذي قال في مقال له بنفس الاسم نشر عام 1982 ( للتدين المنحرف أسباب نفسية وأخرى عملية ، تظهر في أقوال المرء وأفعاله ،وتلخص فيما يصدره من أحكام على الأشخاص والأشياء ،وتتفاوت هذه الأسباب قوة وضعفا وقلة وكثرة ، ولكنها على أي حال ذات أثر عميق في تحديد المواقف والاتجاهات ، والمفروض في العبادات التي شرعها الله للناس أن تزكي السرائر وتقيها العلل الباطنة والظاهرة ،وتعصم السلوك الإنساني من العوج والإسفاف والجور والاعتساف ، وكان هذا يتم لو أن العابدين تجاوزوا صور الطاعات إلى حقائقها ! وسجدت ضمائرهم وبصائرهم لله عندما تسجد جوارحهم ، وتتحرك أنفس ما في كيانهم – وهو القلب واللب – عندما تتحرك ألسنتهم .إذا ما وقفت العبادات عند القشور الظاهرة والسطوح المزورة فإنها لا ترفع خسيسة ولا تشفي سقاما) .. . ومنهم المفكر الاسلامى الدكتور أحمد الريسوني الذي أشار إلى ثلاثة انماط للتدين السلبي، النمط الاول عبر عنه بمصطلح التدين المغشوش،وعرفه بأنه(الاعتناء بالظاهر مع إهمال الباطن ، بمعنى أن المتدين يعتني في تدينه بتحسين الأعمال والصفات الظاهرة والمرئية والملموسة، ويحرص على الالتزام بأحكام الشرع وآدابه فيها، بينما لا يبالي بعكسها مما لا يراه الناس ولا يظهر للعيان)، والنمط الثاني هو ما اسماه التدين المعكوس، و يعرفه بأنه ( ذلك التدين الذي يَقْلب أصحابُه مراتبَ الشرع وقيمه ومقاصده وأولوياته، فيتشددون ويبالغون فيما خففه الشرع، أو لم يطلبه أصلا، ويهملون ويضيعون ما قدمه وعظمه. فتجد من الحرص والتزاحم على صلاة التراويح، وعلى تقبيل الحجر الأسود، ما لا تجده في فرائض الدين وأركانه.وتجد الإنفاق والإغداق في الولائم والضيافات والعمرة، مع تضييع فرائض الزكاة وحقوق الشركاء والأقارب والفقراء والمستخدمين …”. والنمط الثالث هو التدين الذى يقوم على الإلزام الموضوعي لا الالتزام الذاتي، واسماه التدين المحروس، ويعرفه بأنه (التدين الذي لا يلتزم به أصحابه بواجباتهم، إلا بالمراقبة والمطالبة والملاحقة، ولو تُركوا لتَركوا. فهم ممن يصدق فيهم قول الله تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) (آل عمران :75). ونرى ان تعريف الريسونى لما اسماه التدين المغشوش يتطابق مع مضمون التدين الشكلى ، وفى ذات الوقت فان ما اسماهما التدين المعكوس والتدين المحروس هما أشكال اخرى لذات التدين الشكلي- لانها تتضمن بعض خصائصه. كما نقد الدكتور محمد مختار جمعة التدين الشكلي بأشكاله المختلفة "كالتدين المظهري والتدين المتطرف والاستغلال السياسي للدين الذى عبر عنه بمصطلح التدين السياسي حيث يقول( لا شك أن ظاهرة التدين الشكلي وظاهرة التدين السياسى تعدان من أخطر التحديات التى تواجه المجتمعات العربية والإسلامية, سواء من هؤلاء الذين يركزون على الشكل والمظهر ولو كان على حساب اللباب والجوهر, وإعطاء المظهر الشكلي الأولوية المطلقة , حتى لو لم يكن صاحب هذا المظهر على المستوى الإنساني والأخلاقي الذي يجعل منه القدوة والمثل ...وكذلك من يحصر التدين فى باب العبادات والاجتهاد فيها مع سوء الفهم للدين والإسراف فى التكفير وحمل السلاح والخروج على الناس به كما حدث من الخوارج الذين كانوا من أكثر الناس صلاة وصيامًا وقيامًا غير أنهم لم يأخذوا أنفسهم بالعلم الشرعى الكافي الذى يحجزهم عن الولوغ فى الدماء فخرجوا على الناس بسيوفهم, ولو طلبوا العلم أولاً كما قال الإمام الشافعى (رحمه الله) لحجزهم عن ذلك، فالإسلام دين رحمة قبل كل شيء وكل ما يبعدك عن الرحمة يبعدك عن الإسلام، والعبرة بالسلوك السوى لا بمجرد القول، وقد قالوا: حال رجل فى ألف خير من كلام ألف لرجل... وأخطر من هذا التدين الشكلي التدين السياسي ونعنى به هذا الصنف الذى يتخذ الدين وسيلة ومطية للوصول إلى السلطة من خلال استغلال العواطف الدينية وحب الناس بخاصة العامة لدينهم, وإيهامهم بأن هدفه من الوصول إلى السلطة إنما فقط هو خدمة دين الله - عز وجل - والعمل على نصرته والتمكين له,) (مقال التدين الشكلى والسياسي ).
أنواع التدين الشكلي :
أولا:التدين المظهري:وهو الاهتمام بالمظهر" الظاهر" مع إهمال المخبر"الباطن".
التركيز على بعض القضايا بما يوحى بوجوبها او حرمتها : والتدين المظهري بتركزه على قضايا معينه – اغلبها متعلقة بالمظهر- يوحى بان حكمها الوجوب - او الحرمة- بينما حكمها لا يتجاوز الاستحباب- أو الكراه - فعلى سبيل المثال يركز على زى معين للرجال "الجلباب مثلا " ولون معين " الأبيض مثلا" بحجه التاسى بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ، فى حين انه من الثابت ان صفه زى الرسول(صلى الله عليه وسلم) انه غير مقصور على ملابس معينه "حين انه (صلى الله عليه وسلم|) لبس العديد من الملابس" وغير مقصور على لون واحد" فرغم تفضيله (صلى الله عليه وسلم ) للون الابيض الا انه لبس ملابس بالوان اخرى " يقول ابن القيم ( كانت له عمامة تُسمى : السحاب ، كساها علياً ، وكان يلبَسُها ويلْبَسُ تحتها القَلَنسُوة ، وكان يلبَس القلنسُوة بغير عمامة ، ويلبَسُ العِمامة بغير قلنسُوة ، وكان إذا اعتمَّ أرخى عِمامته بين كتفيه ... ولبس صلى الله عليه وسلم القميص... ولبس الجُبَّةَ والفَرّوج ، وهو شبه القَباء.والفرجية ...ولبس في السفر جُبة ضَيِّقَةَ الكُمَّين ... ولبس الإِزار والرداء... ولبس حُلة حمراء ... . ولبس الفَروة المكفوفة بالسندس ...و لبس السراويل ولبس الخفين ... ولبس النعل الذي يسمى التَّاسُومة ...وكان له بردان أخضران. وكِساء أسود ، وكساء أحمر ملبَّد ، وكساء من شعر.. . ولبس الشعر الأسود .والبرد الأخضر)( زاد المعاد : 1/135-145) .
القول بالوجوب او الحرمة دون اعتبار للكيفية المتضمنة للنية :كما ان التدين المظهري قد يقول بوجوب أو حرمه بعض الافعال دون اعتبار لكيفيتها المتضمنة لجمله من الضوابط الموضوعية والذاتية " ومنها النية " -
مسالة إعفاء اللحية: فعلى سبيل المثال يقول بوجوب إعفاء اللحية- ومن ثم تحريم حلقها- فى حين انه من الثابت في الفقه الاسلامى انه رغم اتفاق الفقهاء على إيجاب(طلب) إعفاء اللحية لورود العديد من النصوص الدالة على ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم( أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى )[ رواه مسلم ]، الا انهم اختلفوا فى درجه الإيجاب إلى مذهبين: المذهب الاول يحمل هذه النصوص على الوجوب – وبالتالى تحريم مخالفتها – وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وقول عند الشافعيه، و المذهب الثاني يرى ان الأمر فى هذه النصوص محمول على الاستحباب لا الوجوب ( و كراهية- وليس تحريم- مخالفتها)؛ لأن الأمر الوارد على الشيء التحسيني والتزييني يحمل على الندب والاستحباب، وذلك مثل الأمر النبوي بالاختضاب ولبس الابيض والصبغ مع وجود لصحابة من لم يخضب ولم يلبس البياض ومن لم يصبغ كما قال ابن حجر في فتح الباري، وكما جاء فى كتاب نهج البلاغة : سُئل عليٌّ ـ كرَّم الله وجهه ـ عن قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: “غيِّروا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود”. فقال: إنما قال النبي ذلك والدِّينُ قُلٌّ، فأما الآن وقد اتَّسع نطاقه، وضرب بجرانه فامرؤٌ وما يَختار..) كما يستدل هذا المذهب على سنية"استحباب" -وليس وجوب- إعفاء اللحية بقوله الله صلى الله عليه وسلم: ( عشر من الفطرة: منها إعفاء اللحية )، والمراد بالفطرة: السنة، لورود تعبير سنة بدلاً من الفطرة فى حديث أخر هو قوله صلى الله عليه وسلم ( من السنة قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار )(صحيح بخارى) .وهذا المذهب هو المعتمد عند الشافعية، يقول ابن حجر الهيتمي (فَرْعٌ: ذَكَرُوا هُنَا فِي اللِّحْيَةِ وَنَحْوِهَا خِصَالًا مَكْرُوهَةً مِنْهَا نَتْفُهَا وَحَلْقُهَا … لِأَنَّ ظَاهِرَ كَلَامِ أَئِمَّتِنَا كَرَاهَةُ الْأَخْذِ مِنْهَا مُطْلَقًا… ) ( تحفة المحتاج) ، ويقول الرملي (( باب العقيقة ) ( سئل ) هل يحرم حلق الذقن ونتفها أو لا ؟ ( فأجاب ) بأن حلق لحية الرجل ونتفها مكروه لا حرام , وقول الحليمي ‏في منهاجه لا يحل لأحد أن يحلق لحيته ولا حاجبيه ضعيف )( الفتاوى المطبوعة بهامش فتاوى ابن حجر 4/ 69)،‏ويقول القاضي عياض ( شرح مسلم (1/154)( يكره حلقها وقصها وتحريقها أما الأخذ من طولها وعرضها فحسن) ،ويقول شطا الدمياطي في حاشيته النفيسة في المذهب “إعانة الطالبين” 2 / 240 عند قول الشارح (ويحرم حلق اللحية) ( المعتمد عند الغزالي وشيخ الإسلام _ أي القاضي زكريا الأنصاري كما هو اصطلاح المتأخرين _ وابن حجر في التحفة والرملي والخطيب _ أي الشربيني _ وغيرهم الكراهة ).كما ان القول بوجوب إعفاء اللحية وحرمه حلقها ، يقوم على تجاهل ان درجه إيجاب اى فعل (من وجوب او ندب) متوقفه على كيفيه الفعل المتصلة بمدى خضوعه لجمله من الضوابط منها:أولا: درجه العلم برجحان أدله درجه الإيجاب المعينة، فمن غلب على علمه رجحان أدله الوجوب يجب فى حقه الوجوب،ومن غلب على علمه رجحان أدله الندب يجب فى حقه الندب،وذلك باعتبار ان طلب الدليل نوع من اجتهاد،فمن أصاب فيه فله اجر ومن أخطا فله اجران.ثانيا: القصد والنية من الفعل لقوله صلى الله عليه وسلم ” إنما الأعمال بالنيات”، فالنصوص تربط الحكم بمقصد شرعي معين هو مخالفه المشركين( خالفوا المشركين ، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب)، لذا يمكن القول بان الفعل المخالف بنيه مشابهه المشركين لا خلاف فى ان حكمه التحريم،أما الفعل المخالف بدون نية مشابهه المشركين فيرجح ان يكون حكمه الكراهة. ويدل على هذا ايراد بعض العلماء الذين قالوا بان حكم نتف اللحيه مكروه وليس محرم عددا من المقاصد من وراء ذلك ليس بينها مشابهه المشركين، يقول زكريا الأنصاري ( ويكره نَتْفُهَا أَيْ اللِّحْيَةِ أَوَّلَ طُلُوعِهَا إيثَارًا لِلْمُرُودَةِ وَحُسْنِ الصُّورَةِ وَنَتْفُ الشَّيْبِ لِمَا مَرَّ في شُرُوطِ الصَّلَاةِ وَاسْتِعْجَالُهُ أَيْ الشَّيْبِ بِالْكِبْرِيتِ أو غَيْرِهِ طَلَبًا لِلشَّيْخُوخَةِ وَإِظْهَارًا لِعُلُوِّ السِّنِّ لِأَجْلٍ الرِّيَاسَةِ)( أسنى المطالب 1/551 طبعة دار الكتب العلمية )،ويقول الخطيب الشربيني(ويكره نَتْفُ اللِّحْيَةِ أَوَّلَ طُلُوعِهَا إيثَارًا لِلْمُرُودَةِ وَنَتْفُ الشَّيْبِةِ وَاسْتِعْجَالُ الشَّيْبِ بِالْكِبْرِيتِ أو غَيْرِهِ طَلَبًا لِلشَّيْخُوخَةِ. )( مغني المحتاج 6/186 طبعة دار إحياء التراث العربي).
إسبال الثوب:كما يقول بالمنع المطلق لإسبال الثوب" اى تحريمه"، اتساقا مع تقرير بعض العلماء لذلك كابن العربي والذهبي و ابن حجر العسقلاني ، واستنادا إلى النصوص الداله عن النهى عن اسبال الازار . غير ان هذا القول لا يميز بين كيفيتين للإسبال: الأولى الإسبال بقصد الخيلاء وحكمها التحريم ، والثانية الإسبال بدون قصد الخيلاء وحكمها الكراهه ،وويمكن الاستئناس فى هذا التمييز الى باقوال كثير من العلماء الذين قرروا ان أحاديث النهي عن الإسبال مقيدة بالخيلاء، فإذا انتفى الخيلاء لم يكن الإسبال محرماً، واختلفوا بعد ذلك في الكراهة وعدمها، وممن ذهب إلى عدم التحريم إذا لم يكن للخيلاء: الشافعي وأحمد، وممن ذكر ذلك من المالكية: الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطأ ،ومن الشافعية: النووي و زكريا الأنصاري و ابن حجر الهيتمي ….وممن نص على ذلك من الحنابلة: ابن قدامة في المغني و ابن تيمية في شرح العمدة والمرداوي في الإنصاف.يقول الباجي في المنتقى( وقوله صلى الله عليه وسلم الذي يجر ثوبه خيلاء يقتضي تعليق هذا الحكم بمن جره خيلاء، أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره، أو عذر من الأعذار، فإنه لا يتناوله الوعيد) ويقول ابن قدامة ( ويكره إسبال القميص والإزار والسراويل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برفع الإزار، فإن فعل ذلك على وجه الخيلاء حرام)،ويقول ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة 4/363 ( وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك ؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة… ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة….وبكل حال فالسنة تقصير ا لثياب، وحدِّ ذلك ما بين نصف الساق إلى الكعب، فما كان فوق الكعب فلا بأس به، وما تحت الكعب في النار).
ثانيا:التدين التظاهري: هو التظاهر بالتدين، دون التزام فعلى حقيقي بالدين ومفاهيمه وقيمه وقواعده، لتحقيق أهداف نفعيه.والفارق بينه وبين النوع السابق (المظهري) أن صاحبه يعى التناقض بين ظاهره وباطنه خلافا للأول الذي قد لا يعى ذلك. ومن أشكاله الاتجار بالدين:
ظاهره الاتجار بالدين : هي أفه تصيب التدين ككسب بشرى فتقضى عليه او تكاد ، ولا صله لها بالدين كوضع الهي ، بل مرفوضة منه .
ادله النهى عن الاتجار بالدين :أولا: في القران الكريم وكتب التفسير:قال تعالى: ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون..) (المائدة:44 )، وقال تعالى (وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّه ثَمَنًا قَلِيلًا)(النحل:95)، يقول ابن كثير في تفسير الايه الاخيره (َيْ لَا تَعْتَاضُوا عَنْ الْإِيمَان بِاَللَّهِ عَرَض الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا فَإِنَّهَا قَلِيلَة لَوْ حِيزَتْ لِابْنِ آدَم الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا لَكَانَ مَا عِنْد اللَّه هُوَ خَيْر لَهُ ; أَيْ جَزَاء اللَّه وَثَوَابه خَيْر لِمَنْ رَجَاهُ وَآمَنَ بِهِ وَطَلَبَهُ وَحَفِظَ عَهْده رَجَاء مَوْعُوده وَلِهَذَا قَالَ \" إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
ثانيا:في السنة النبوية:عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعلم علماً لغير الله، أو أراد به غير الله، فليتبوأ مقعده من النار) ( رواه الترمذي).
وأخرج ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق [57 /5] بسنده عن عطية بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تبارك وتعالى { وعلم آدم الأسماء كلها } (قال علمه منها أسامي ألف حرفة من الحرف، قال يا آدم قل لولدك إن لم تصبروا عن الدنيا ،فاطلبوها بهذه الحرف ولا تطلبوها بالدين )(الديلمي في مسند الفردوس، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، وعزاه للحاكم في تاريخه)
ثالثا: في أقوال السلف :قال عليّ رضي الله عنه(الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق... ثم تنفس الصعداء وقال: هاه، إن هاهنا علماً جماً، لو وجدتُ له حملة، بل أجدُ طالباً غير مأمون، يستعمل آلة الدين في طلب الدنيا، ويستطيل بنعم الله على أوليائه، ويستظهر بحجته على خلقه...).وقال ابن مسعود رضي الله عنه(سيأتي على الناس زمان تملح فيه عذوبة القلوب، فلا ينفع بالعلم يومئذ عالمه ولا متعلمة... وذلك إذا مالت قلوب العلماء إلى حب الدنيا وإيثارها على الآخرة، فعند ذلك يسلبها الله تعالى ينابيع الحكمة، ويطفئ مصابيح الهدى من قلوبهم، فيخبرك عالمهم حتى تلقاه أنه يخشى الله بلسانه، والفجور ظاهر في عمله..).وقال ابن عباس رضي الله عنهما(علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه علماً فبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعاً، ولم يشتر به ثمناً، فذلك يصلي عليه طير السماء، وحيتان الماء، ودواب الأرض، والكرام الكاتبون... ورجل آتاه الله علماً في الدنيا فضنَّ به على عباد الله، وأخذ عليه طمعاً، واشترى به ثمناً، فذلك يأتي يوم القيامة ملجماً بلجام من نار).
من أشكال الاتجار بالدين:
الاستغلال السياسي للدين : ومن أشكال الاتجار بالدين الاستغلال السياسي للدين،والذي يتمثل في جعل الغاية من النشاط السياسي هي الدولة – السلطة، والوسيلة هي الدين..ومن امثلته مذهب التفسير السياسى للدين :
مذهب التفسير السياسي للدين: وهو مذهب معين في تفسير طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة، يقوم على إثبات العلاقة بين الدين والسياسة ، ولكنه يتطرف في هذا الإثبات إلى درجه جعل العلاقة بينهما علاقة تطابق و خلط ، وليست علاقة ارتباط و وحده ، وبالتالي يساوى بين الدين والسياسة في الدرجة، وقد يتطرف فيجعل السياسة أعلى درجه من الدين، حين يجعل الغاية هي الدولة – السلطة والوسيلة هي الدين، بينما الدين هو الأصل والسياسة هي الفرع ،اى أن الدين بالنسبة للسياسة هو بمثابة الكل للجزء يحده فيكمله ولكن لا يلغيه، ومرجع هذا التطرف في الإثبات أن هذا المذهب إنما ظهر في المجتمعات المسلمة في العصور الحديثة والمعاصرة كرد فعل على الليبرالية والتي باستنادها إلى العلمانية نفت اى علاقة للدين بالسياسة، وهذا المذهب بجعله الدين وسيله لغاية أخرى هي السلطة يلزم منه الاستغلال السياسي للدين فضلا عن انه بدعه في ذاته" اى يستند إلى مفاهيم بدعيه ، واهم هذه المفاهيم- البدعيه - هو القول بان الامامه "بمعنى السلطة" أصل من أصول الدين وليست فرع من فروعه ، وهو ما يخالف مذهب أهل السنة في الامامه ، والقائم على أن الامامه " بمعنى السلطة" هي فرع من فروع الدين وليست أصل من أصوله: يقول الآمدي ( واعلم أنّ الكلام في الإمامة ليس من أُصول الديانات ، ولا من الأُمور اللابدِّيَّات .. ) (غاية المرام في علم الكلام : ص 363) ،ويقول الإيجي ( وهي عندنا من الفروع ، وإنّما ذكرناها في علم الكلام تأسيّاً بمن قبلنا ) (المواقف : ص 395) ، ويقول الإمام الغزالي ( اعلم أنّ النظر في الإمامة أيضاً ليس من المهمات ، وليس أيضاً من فنّ المعقولات ، بل من الفقهيات ... . (كما ان هذا المذهب يلزم منه " اى يلزم منه – منطقيا – العديد من المفاهيم البدعية ومنها: اولا : تكفير المخالف فى المذهب :ومن أشكاله التكفير على أساس سياسي ، وهو يخالف مذهب أهل السنة، القائم على اباحه الخلاف في فروع الدين دون أصوله، وبالتالي عدم جواز تكفير المخالف في المذهب، يقول ابن مفلح ( لا إنكار على من اجتهد فيما يسوغ منه خلاف في الفروع)(الآداب الشرعية 1/186)، ثانيا:اباحه الاختلاف " التعدد "على مستوى أصول الدين(، وهو ما يتناقض مع ما قررته النصوص ، من النهى عن الاختلاف ،على مستوى أصول الدين ،التى مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة : يقول تعالى( وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ~ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) ( آل عمران: الآية (104)، و قد ربط علماء أهل السنة بين الاختلاف على مستوى أصول الدين و البدعه، يقول ابن تيمية ( والبدعة مقرونة بالفرقة , كما أن السنة مقرونة بالجماعة , فيقال : أهل السنة والجماعة , كما يقال : أهل البدعة والفرقة ( (الإستقامة1/42). بالاضافه الى ما سبق فان هذا المذهب باعتبار بدعيته يلزم منه العديد من الفتن ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:فتنه التفرقفى الدين، الفتنه في الدين وبيع الدين بعرض الدنيا، فتنه الائمه المضلين، فتنه الهرج(القتل). ولا يلزم من رفض الاستغلال السياسى للدين ،او مذهب التفسير السياسي الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة والسياسة كما في الليبرالية ، بل الدعوة إلى التفسير السياسي للدين "السياسة الشرعية " التى جعل الدين هو الأصل" الغايه " والسياسة هي الفرع"الوسيله "وليس العكس، اى ان يكون الدين بالنسبة للنشاط السياسي بمثابة الكل للجزء يحده فيكمله ولكن لا يلغيه،من خلال اتساق – وليس تطابق - النشاط السياسى مع مفاهيم وقيم وقواعد الدين الكليه .
الاستغلال الاقتصادي للدين: وأيضا من أشكال الاتجار بالدين الاستغلال الاقتصادي للدين، والذي يتمثل في جعل الغاية من النشاط الاقتصادي هو الربح والوسيلة هي الدين، ولا يلزم من رفض ذلك الدعوة إلى فصل الدين عن الاقتصاد ، بل الدعوة إلى جعل الدين هو الأصل ، والاقتصاد هو الفرع،اى ان يكون الدين بالنسبة للنشاط الاقتصادي بمثابة الكل للجزء يحده فيكمله ولكن لا يلغيه. وقد ساهم في شيوع هذا الاستغلال الاقتصادي للدين في المجتمعات المسلمة ان هذه المجتمعات قد طبقت النظام الرأسمالي القائم على المنافسة الحرة من اجل الربح ،بدرجات متفاوتة،وتحت مسميات عده منها الإصلاح الاقتصادي والانفتاح والخصخصة وتطوير القطاع العام... بالاضافه إلى ما سبق فان النظام الراسمالى بحكم طبيعته نظام استغلالي، ولا يمكن لاى إنسان في ظل الراسماليه إلا إن يكون طرفا في علاقة استغلالية مستغلا أو ضحية استغلال بشكل مباشر أو غير مباشر ،إزاء هذا لا تجدي النصائح والوعظ المثالي وحسن النية، بل أن حسنى النية هم ضحايا جاهزة للاستغلال، وهنا يشيع استخدام الدين كاداه للاستغلال. غير ان الأمر لا يتوقف هنا عند حد الدين، حيث ان إن علاقات الإنتاج في ظل هذا النظام الاقتصادي تصبح مصدر للفردية(الانانيه)، التي تتحول من خلال أطرادها إلى قيمه اجتماعيه، تفسد عن طريق عن العدوى بالتفاعل باقي القيم الحضارية للشخصية المسلمة، في كافه مناحي الحياة، فيتحول العلم والفكر والتعليم والصحة... إلى تجاره.ولا يمكن إلغاء هذه القيم السلبية ، والتي توفر تمهد الطريق أمام الاتجار بالدين وغيره ، إلا باتخاذ موقف نقدي من هذا النظام الاقتصادي الذى يفرزهذه القيم السلبية، والعمل على اقامه نظام اقتصادي يعبر عن القيم الحضارية للشخصية المسلمة، و يهدف إلى تحقيق مصلحه المجتمع ككل.
الكهنوتية: ومن أشكال الاتجار بالدين الكهنوتية او فئة رجال الدين، ومضمونها إسناد السلطة الدينية أو الروحية إلى فرد أو فئة، تنفرد بها دون الجماعة. وهى مرفوضة في الإسلام، قال تعالى(واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )، الأكثرون من المفسرين قالوا ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا أنهم آلهة العالم ،بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم، وإذا كان رفض الليبرالية للكهنوتية وفئة رجال الدين أدى بها إلى الدعوة إلى فصل السلطة الدينية (الروحية) عن السلطة السياسية، فان رفض الإسلام للكنهوتيه أدى به إلى إسناده لكل من السلطتين للشعب – الجماعة بموجب مفهوم الاستخلاف، فالسلطة الدينية (الروحية) (التي عبر عنها القران بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) مخوله بموجب الاستخلاف العام للجماعة(كنتم خير أمه أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )لذا فان في الإسلام علماء بالدين وليس به رجال دين،والفارق بين المصطلحين ان المصطلح الاول يفيد التخصص، بينما الثانى يفيد الانفراد، ،وليس هناك وسيط بين الإنسان وخالفه (وإذا ساْلك عبادي عنى فاني قريب أجيب دعوه الداعي إذا دعاني).والسلطة السياسية التي عبر عنها القران بمفهوم الأمر مخوله بموجب الاستخلاف العام أيضا للجماعة(وأمرهم شورى بينهم) ، أما الحاكم فنائب ووكيل عنها لها حق تعيينه ومراقبته وعزله ، يعرف الماوردي البيعة بأنها ( عقد مرضاة واختيار لا يدخله اكراة ولا إجبار)(الأحكام السلطانية، ص 7 ).ويقول أبو يعلي أن الخليفة ( وكيل للمسلمين ). كما ان التصور الإسلامي الصحيح للعلاقة بين السلطتين يقوم على أنها علاقة وحدة (لا خلط)، بالتالي يقوم على القول بدينيه التشريع وليس السلطة كما في الثيوقراطيه. وتمييز (لا فصل)، وبالتالي يقوم على القول بمدنيه السلطة وليس التشريع كما في العلمانية.
قضيه اباحه أخذ الأجر على العلاج بالقران الكريم بين الإطلاق والتقييد: الطب الاسلامى هو شكل من أشكال الطب الشامل comprehensive Medicine الذي يجمع بين العلاج المادي الذي يقدمه علم الطب،والعلاج الروحي الذي يقدمه القران،وان الأخير هو شكل من أشكال الطب المكمل Medicine Complementary اى الذي يُستخدم مع علم الطب أي يكمله وليس شكل من أشكال الطب البديل Alternative Medicine اى الذي يستخدم مكان علم الطب أي كبديل عنه..وهناك مذهب يقول بالاباحه المطلقة لأخذ الأجر على العلاج بالقران الكريم استنادا إلى الحديث (إنَّ أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ). غير ان هذا المذهب فيما نرى قد يفتح الباب أمام شكل آخر من أشكال الاتجار بالدين، هذا فضلا عن أن الحديث لا يدل على الاباحه المطلقة، بل الاباحه المقيدة بضوابط تشير إليها نصوص أخرى،وهو الأمر الذي أشار له كثير من العلماء منها:اولا:أن تكون الأجرة بشرط الشفاء، يقول ابن تيميـة ( وكان الْجُعْل على عافيةِ مريض القوم لا على التلاوة ) (مجموع الفتاوى 18 / 128 ) ، وقـال - أيضاً - : ( فإن الْجُعل كان على الشفاء لا على القراءة ) ( مجموع الفتاوى 20 / 507). ثانيا:عدم اتخاذ العلاج بالقران كحرفه ، إذ لم يعرف ذلك عن السلف ،وحديث أبي سعيد ألخدري وقع في الروايات الصحيحة الثابتة الدلالة على أن الذي رقى هو أبو سعيد الخدري إما تصريحا وإما بالتورية . لم يصبح أبو سعيد رضي الله عنه يرقى الناس بعد ذلك واتخذ ذلك خاصا به يقصده الناس لأجله ولا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ثالثا:يترتب على ما سبق عدم جواز تحديد اجر مسبق و ثابت ، وان كان من الجائز اخذ ما يدفعه المعالج برضاه وحسب سعته.
ثالثا: التدين المتطرف (الغلو): وهو المبالغة والتشدد في التدين ،التي يلزم منها تجاوز ضوابط الدين ذاته ، يقول الحافظ ابن حجر (الغلو المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد)، فالتطرف إذا متعلق بالتدين ككسب بشرى ، ولا يتعلق بالدين كوضع الهي، لذا نفضل استخدام مصطلح تطرف تديني وليس تطرف ديني، لان الأخير يوحى بنسبه التطرف إلى الدين ، وقد وردت العديد من الادله التي تفيد النهى عن التطرف في التدين او الغلو فى الدين : قال تعالى:﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ (المائدة: 66).و قال (صلى الله عليه وسلم) (يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين، فانه أهلك من قبلكم الغلو في الدين) (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه). والتدين المتطرف او الغلو في الدين هو شكل من أشكال التدين الشكلي لانه يتضمن بعض خصائصه كالتشدد في ما هو شكلي وفرعي وخلافي ، والتساهل فيما هو جوهري واصلي ومتفق عليه(كحرمه الدماء المعصومة) .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التدين الشكلي:قراءه تقويميه اسلاميه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصطلح "الاسلاميين ": قراءه تقويميه اسلاميه
» الشيخ البهائي بين التدين والنفاق..قصة مشوقة
» صور اسلاميه
» مكتبه متميز لمجموعه كتب اسلاميه تهم كل مسلم نرجوا الدعاء
» اشراط الساعة : قراءه منهجيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: المنتدى الصوفى العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: