الحـب والكـراهية لماذا نحب ولماذا نكره؟

الحـب والكـراهية لماذا نحب ولماذا نكره؟
الحـب والكـراهية

لماذا نحب ولماذا نكره؟

من خلال البحث عن الاحاسيس والتقلبات التى يمر بها الانسان فى حياته فكرت كثيرا فى معرفة هذه الاحاسيس والتقلبات وسالت نفسى لماذا نحب ولماذا نكره؟ وهل نستطيع ان نكره بعد الحب او العكس وفى خلال البحث عثرت على كتاب الحب والكراهية للأستاذ / احمد فؤاد الاهوانى- طبعة دار المعارف وبعد قراءة الكتاب وجدت امورا اجابت عن تساؤلاتى وخاصة رأى الشيخ الغزالى رحمه الله فى الحب والكراهية وقد استخلصت من هذه التعريفات للحب والكراهية ما نحن فيه الان من تفرق وتشتت والقليل منا يحب والكثير اما كاره او اكثر كراهية

وقد حاولت بقدر المستطاع الخروج بمعانى عن الحب والكراهية فيذكرنا بقول الحبيب محمد صلوات ربى وسلامه عليه ( جلبت النفوس على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) صدق الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه

ويذكر الكاتب قول افلاطون ان الحب هو الشئ الذى يسمو مع مطالب الحس ولا تدنسه شهوات الابدان ولهذا سمى بالحب الافلاطونى , والمحبة التى تقع بين شخصين لسبب ما فأنها تفنى بفناء سبيلها ودليل ذلك ان المحبة لها ضروب وأفضل تلك الضروب هى المتحابين فى الله عز وجل ثم محبة القرابة والألفة والتصاحب ومحبة البر والمتحابين لسر يجمعهما عليه ويلزمهما ستره ومحبة البلوغ للذة وقضاء الوطر ومحبة العشق واتصال النفوس الروحانية والمحب لحبيبة لا يرتبط بها الا اذا كان هناك عوامل ربط بينهما وكلما ذادت عوامل الربط ذادت المحبة والعكس صحيح

فالاتفاق على الاخلاق الحسنة يكثر من الحب فالنفس الحسنة تولع بكل شئ حسن ويذكر الكاتب قول الشيخ الغزالى رحمه الله عن الحب والكراهية فى كتابه احياء علوم الدين ان الحب والكراهية تتمثل فى اربعة انواع هى :

1- لا محبه ولا كراهية إلا بعد معرفة وادارك – نعم فمن عرفته حسن الخلق والطباع والصفات التى تحبها وتتفق مع ميولك ورغباتك وأحاسيسك فقد ارتبطت به بالحب وما عكس ذلك من تنافر فى الميول والأخلاق فهو كره وبعد

2- الحب عبارة عن ميل الطبع الى الشئ الحسن فان تأكد ذلك قويا صار الحب عشقا اما البغض فهو عبارة عن نفر الطبع وان ذاد الكره سمى مقتا والعياذ بالله

3- اختلاف المحبوبان باختلاف الحواس والإدراك ولذة النظر بالعين فى الابصار وإدراك كل ماهو جميل

4- الالفة هى ثمرة حسن الخلق والتفرق هو ثمرة سوء الخلق

اما عن الحب فقد قسمة الغزالى رحمه الله الى خمسة انواع هى :

1- حب الانسان لنفسه اى وجود نفسه وكماله وبقائه ويكره الموت والقتل فالمحبوب الاول للإنسان هو نفسه ثم سلامة اعضائه ثم ماله ثم ولده و اهله ثم اصدقاؤه

2- حب الانسان لمن احسن اليه ويعين على بقائه ودفع المهلكات عنه فالإنسان عبد الاحسان وقد جبلت القلوب على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها

3- حب الانسان من كان محسنا فى نفسه الى الناس وهذا هو الحب الحقيقى لان كل من احب المحسن لإحسانه فلا يحب نفسه بل احب احسانه للناس

4- حب الانسان كل ماهو جميل سواء فى الصورة الظاهرة او الباطنة والحسن والجمال موجودان فى غير المحسوسات كان نقول هذا خلق حسن وهذا علم حسن وهذه سيرة حسنة وهذه اخلاق حسنة

5- حب الانسان لمن بينه وبينه مناسبة خفية فى الباطن اى تناسب وتناسق الارواح فيما بينهما كما قال محمد صلى الله عليه وسلم ( فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ) الحديث

وأخيرا نقول ان هذه امور تعلمنا لماذا نحب ولماذا نكره وهناك امور قد نشعر بها ونحسها وندركها وهناك امور لا شعوريه لانشعر بها وقد نعبر عنها بالأخطاء او النسيان او الاحلام ولكننا لا نستطيع ان ننطق بها اما للعادات والتقاليد او الخوف من شئ ما او عدم القدرة على التحدث بها فقد نحب لأسباب لا نعرفها وأيضا قد نكره لأسباب لا نعرفها او لانستطيع التحدث بها ولكن فى النهاية هناك اسس ومشاعر وأحاسيس لا نستطيع ان نتجاهلها سواء فى الحب او الكراهية.

=============================

حسن عبدالمقصود على
منقول من basmetaml.com