الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الكافر يأكل في سبعة أمعاء على مدونة عبدالله المسافر باللهالكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد
تفسير فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
- إنك خليلُ زمانك يا ساطع الذكاء ، فاقتل هذه الطيور الأربعة قاطعة الطريق .
- ذلك أن كل طائر منها وكأنه الغراب ، يقوم بسلب العقل ، واختطافه من العقلاء .
- وإن ذبح هذه الأوصاف الأربعة في الجسد كطيور الخليل ، يعطي الروح " نحو الارتقاء " السبيل .
- فيا أيها الخليل ، من أجل الخلاص من خيرها وشرها ، قم بذبحها حتى تزال السدود من أمام قدمك .
“ 49 “
35 - إنك كل ، وكلها أجزاء منك ، أطلقها ، فإن قدمك مشدودة إلى أقدامها .
- وعالم الروح في عذاب منك ، وفارس واحد يكون ظهيرا لمائة جندي .
- ذلك أن هذا الجسد قد أصبح موطنا للخصال الأربعة ، وصارت أسماؤها لطيور الأربعة الباحثة عن الفتنة
- وإذا كنت تريد الحياة الأبدية للخلق ، فاقطع رؤوس هذه الطيور الأربعة المشئومة السيئة .
- ثم أحيها بعد ذلك ، نشأة جديدة ، نشأة لا يكون منها بعدها ضرر .
40 - وهذه الطيور الأربعة المعنوية قاطعة الطريق ، قد اتخذت لها في قلوب الخلق موطنا .
- وما دمت أميرا على كل القلوب السوية ، فأنت خليفة الحق في هذا العصر ،
- فاقطع إذن رؤوس هذه الطيور الأربعة ، واجعل العمر العابر سرمديا
- إنها البط والطاووس والغراب والديك ، إنها مثال على هذه الخصال الأربعة في النفوس .
- فالبط هو الحرص ، والديك هو الشهوة ، والجاه كالطاووس ، والغراب هو الأمنية .
45 - إن منيته أن يكون راجيا صانعا للرجاء ، طامعا في التأييد أو العمر الطويل
- والبط هو الحرص لأن منقاره " دائما " في الأرض ، لا ينفك يبحث عن الدفين في الأخضر واليابس .
- ولا يتوقف حلقه هذا لحظة واحدة ، إنه لا يسمع من حكم الإله إلا أمرهكُلُوا *.
- إنه مثل لص يقتحم منزلا ، ويأخذ في ملأ خرجه بكل ما أوتى من سرعة .
“ 50 “
- ويكدس في كيسه الغث والسمين ، حبات الدر وحبات الحمص معا .
50 - حتى لا يفاجأ بمجيء لص آخر ، يأخذ في تكديس الأخضر واليابس في كيسه .
- إن وقته ضيق ، ومهلته قصيرة ، والخوف " طاغ " عليه ، فهو يضع تحت إبطه كل شيء دون توقف .
- وليست لديه ثقة في سلطانه ، وأن لصا آخر لن يجرؤ على الهجوم عليه والتصدي له .
- لكن المؤمن - اعتمادا على الحياة الأخرى - يهجم حين يهجم بتمهل وأناة .
- فهو آمن من أن يفوته شيء ، ومن مغير آخر ، فهو يعلم قهر مليكه لعدوه .
55 - وهو أيضا آمن من الأتباع الآخرين ، ومن أن يأتوا منافسين له ومنتفعين .
- لقد رأى عدل المليك في ضبط الحشم حيث لا يجرؤ أحد على ظلم أحد .
- فلا جرم أنه لا يتعجل ، ويكون ساكنا ، وهو آمن تماما من أن يفوته حظه .
- ومن هنا فهو يتأنى ، ويصبر ويصابر ، فهو شبع العين ، يؤثر على نفسه ، وطاهر الجيب .
- فهذا التأني نورٌ من الرحمن ، وتلك العجلة من هزة الشيطان .
60 - ذلك أن الشيطان يخوفه من الفقر ، فيقوم بعقر مطية الصبر .
- واستمع من القرآن أن الشيطان في وعيده ، يقوم بتخويفك من الفقر الشديد .
- حتى تختطف كل قبيح وتأكله من عجلتك ، فلا مروءة ولا تأن ولا ثواب .
- فلا جرم أن الكافر يأكل في سبعة بطون، فإن قلبه ودينه واهيان ضعيفان، والبطن ضخمة.
“ 51 “
في سبب ورود هذا الحديث للمصطفى صلوات الله عليه وهو
( الكافر يأكل في سبعة أمعاء ، والمؤمن يأكل في معي واحد )
- نزل بعض الكفار ضيوفا على الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وجاءوا إلى المسجد وقت العشاء
65 - وقالوا : لقد نزلنا أيها المليك ضيوفا عليك ، يا من أنت المضيف لكل سكان الأفق .
- فنحن بلا زاد وجئنا من طريق بعيد ، فهيا أنثر على رؤوسنا الفضل والنور . “ 1 “
- فقال : القسمة يا صحابتي ، فأنتم ممتلئون بي ، ومن ديدني ، وعلى نفس خصالي .
- إن أجساد الجنود تكون ممتلئة من الملك ، ومن هنا فهم يضربون بسيوفه أعداء جاهه .
- إنك تضرب بهذا السيف بغضب الملك ، وإلا فأي غضب عندك على إخوانك ؟
70 - وتضرب أخا بريئا بدبوس الحرب ذي الأمنان العشرة ، إنعكاسا لغضب الملك .
- فالملك روح واحدة ، والجيش مليء به ، والروح كالماء وهذه الأجساد كالجدول .
- وإذا كانت روح الملك حلوة عذبة ، فإن كل الجداول تمتليء بالماء العذب .
- فالرعية على دين ملوكها فحسب ، هكذا قال السلطان الذي نزلت عليه " عبس "
..............................................................
( 1 ) ج : 11 / 131 واستعلامي : 5 / 12 بيت زائد : - التفت إلى صحابته ذلك السلطان العظيم ، الآخذ بأيدي كل الملوك والعباد .
“ 52 “
- واختار كل صحابي ضيفا من الضيوف ، وكان من بينهم رجل ضخم لا نظير له " في جرمه " .
75 - كان ضخم الجسد ، فلم يستضفه أحد ، وبقي في المسجد كما تبقى الثمالة في قاع الكأس .
- فاصطحبه المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم عندما تخلف عن الجميع ، وكان في قطيعه عليه السّلام سبع من الماعز الحلوب .
- وكانت الماعز موجودة في الدار ، وذلك من أجل الحلب عند الطعام .
- وأكل ذلك الجدير بأن يسمى " أبو قحط عوج بن غز " كل ما نتج عن هذه الماعز السبعة من حساء ولبن وخبز .
- فغضب كل أهل البيت ، فقد كانوا في حاجة إلى بعض لبن الماعز .
80 - لقد جعل معدته الشرهة الأكول كأنها الطبل ، وأكل وحده نصيب ثماني عشرة شخصا .
- وعند النوم مضى وجلس في الحجرة ، فأغلقت الجارية الباب عليه من الغضب .
- لقد أغلقت الباب بالسلسلة من الخارج ، فقد كانت غاضبة عليه متألمة منه .
- وفي منتصف الليل أو قبيل الفجر ، عندما عنت لذلك المجوسي حاجة ، وتحرك ألم بطنه ،
- أسرع من فراشه نحو الباب ، وعندما حاول فتح ، وجده مغلقا .
85 - وجرب كل أنواع الحيل ذلك المحتال لكي يفتح الباب ، لكن الباب لم يفتح
- واشتدت حاجته ، وكثرت مطالبه ، والمنزل ضيق ، فبقي حائرا مسكينا ، قد أسقط في يده .
“ 53 “
- فلجأ إلى النوم كحل أخير ، ورأى نفسه في المنام كأنه في خرابة .
- ذلك أن الخرابة كانت في خاطره ، فعن له نفس منظرها عندما راح في النوم .
- وعندما رأى نفسه في خرابة خالية ، وكان في شدة الحصر ، غاط في التو واللحظة .
90 - واستيقظ من النوم ، ورأى ملابسه وفراشه مليئين بالغائط ، وجن من الاضطراب .
- وخرجت من باطنه مائة صيحة ، من مثل هذه الفضيحة ، التي لا يغطيها التراب .
- وقال : إن نومي أسوأ من يقظتي ، فأنا آكل من هذه الناحية ، وأغوط من الأخرى .
- وأخذ يصرخ : واثبوراه ، وا ثبوراه ، كأنه الكافر في قاع القبر . “ 1 “
- وظل منتظرا متسائلا : متى نتقضي هذه الليلة ؟ حتى يتصاعد صوت فتح الباب .
95 - وحتى ينطلق هو كما ينطلق السهم من القوس ، وحتى لا يراه أحد وهو على هذه الحال .
- إن القصة طويلة ، لكني أختصر فيها ، ولقد أنفتح الباب ، وخلص هو من الألم والكرب .
..............................................................
( 1 ) عند جعفري : 11 / 132 : كا يفعل الكفار يوم النشور وهو أصح .
“ 54 “
فتح المصطفى عليه السّلام باب الحجرة للضيف ، واخفائه صلّى اللّه عليه وسلّم نفسه ،
حتى لا يرى الضيف خيال من فتح الباب ، ولا يخجل ويخرج بجرأة
- لقد جاء المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم في الصباح وفتح الباب ، وعندما أسفر الصبح ، أعطى الطريق لذلك الضال .
- فتح المصطفى الباب واختبأ ، حتى لا يخجل من رؤيته ذلك المبتلى .
- وحتى يخرج ، ويمضي بجرأة ودون تردد ، ولا يرى وجه من فتح الباب أو ظهره .
100 - فإما أن المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم قد اختبأ خلف شيء ما ، أو أن ستر الله قد أخفاه عنه .
- إن صبغة الله تقوم أحيانا بالستر ، وتضع حجابا لا كيفية له أمام ذلك الناظر .
- بحيث لا يرى الخصم إلى جواره ، وقدرة الله سبحانه وتعالى أكثر من ذلك بكثير .
- كان المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم يرى أحواله بالليل ، لكن أمر ربه كان يمنعه ،
- من أن يفتح الباب قبل اكتمال الفضيحة، وقبل أن يسقط ذلك الضيف من الفضيحة في البئر.
105 - كانت الحكمة وأمر السماء ، وحتى يرى الضيف نفسه على ذلك الحال .
- وما أكثر العداوات التي تكون عونا ، ورب هدم يكون تعميرا .
“ 55 “
- وجاء أحد الفضوليين إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ، بفراش النوم الملئ بالحدث .
- قائلا : أنظر ، ماذا فعل ضيفك ، فضحك " الذي أرسله الله " رحمة للعالمين .
- وقال : آتنا بهذه المطهرة ، حتى أغسل هذا الفراش كله بيدي .
110 - فأخذ كل من في المكان يهب واقفا صائحا : بالله ، لتكن أرواحنا وأجسادنا فداءً لك ،
- لنقم نحن بغسل هذا الحدث فاتركه لنا ، فهذا العمل من أعمال الأيدي ، لا من أعمال القلوب .
- ولعمرك ، أليس الله قد أقسم بعمرك ، ثم جعلك خليفة ، وأجلسك على كرسي " النبوة " ؟
- إننا نعيش من أجل خدمتك ، وعندما تخدم أنت ، فماذا نكون نحن ؟
- قال : إنني أعلم ذلك ، لكن قيامي بنفسي بالغسل هذه اللحظة فيه حكمة .
115 - فانتظروا ، لأن القول قول نبي ، حتى تتكشف هذه الأسرار ، وماذا تكون .
- وأخذ يغسل بجد ذلك الغائط ، بأمر من الله ، لا تقليدا ، ولا رياءً .
- فقد كان قلبه يقول له : قم أنت بغسله ، فهنا تكمن حكمة مضاعفة .
سبب رجوع ذلك الضيف إلى منزل المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم في تلك اللحظة
التي كان فيها المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم يغسل فيها فراشه الملوث بيده ، وخجله ،
وقيامه بتمزيق ثوبه ، ونواحه على نفسه ، وعلى أحواله
- كان للكويفر تعويذة على سبيل التذكار ، افتقدها فاشتد اضطرابه .
- وقال : لقد تركت التعويذة من غفلتي في تلك الحجرة التي قضيت فيها الليل .
“ 56 “
120 - وبالرغم من أنه كان خجلا ، فإن الحرص قد قضى على خجله ، والحرص أفعى ، وليس بالشيء الهين
- ومن أجل التعويذة أخذ في العدو مسرعا ، وعاد إلى منزل المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم ، ورأى ما يجرى .
- رأى أن يد الله يغسل الغائط بيده ، وهو سعيد راض ، ألا فلتبتعد عنه عين السوء .
- فنسي تعويذته ، وأصابه هياجٌ شديد ، وشق جيبه .
- وأخذ يلطم وجهه ورأسه بيديه ، ويدق رأسه بالجدار والباب .
125 - بحيث سال الدم من أنفه ورأسه ، فرق له ذلك العظيم .
- وجأر بالصياح ، وتجمع الخلق حوله ، والمجوسي يصيح : يا أيها الناس احذروا .
- أخذ يلطم رأسه قائلا : يا رأسا بلا عقل ، ويضرب صدره قائلا : يا صدرا بلا نور .
- وطفق يسجد قائلا : يا كل التراب ، لتخجل من هذا الجزء المهين منك .
- إنك وأنت كل خاضع لأمره ، وأنا الجزء ظالم وقبيح وغوى .
130 - إنك وأنت كل ذليل ومرتعش من الحق ، وأنا الجزء منبت وفي خلاف .
- وأخذ كل لحظة يتجه إلى السماء قائلا : ليس لي وجه يا قبلة العالم .
- وعندما جاوز الحد في ارتعاشه وخفقانه ، أخذه المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم بين أحضانه .
- هدأه ، وزاد في ملاطفته ، وفتح عينيه ، ووهبه المعرفة .
- فما لم يبك السحاب ، متى تضحك الرياض ؟ وما لم يبك الطفل ، متى يجيش اللبن ؟
“ 57 “
135 - إن الطفل الذي يبلغ من العمر يوما واحدا يعرف الطريق ، ويقول لنفسه :
لأبكِ حتى تجيء المرضعة الحنون .
- وأنت لا تعرف أن حاضنة الحواضن ، قليلا ما تعطيك اللبن مجانا وبلا بكاء .
- لقد قال الله : فليبكوا كثيرا ، فاستمع ، حتى ينصب عليك لبن فضل الخالق .
- وإن بكاء السحاب وحرقة الشمس ، هما عماد الدنيا ، نفس هذان الخيطان المجدولان .
- فإن لم تكن حرقة الشمس ، وإن لم يكن بكاء السحاب ، فمتى كانت الأجساد والأعراض ضخمة عظيمة ؟
140 - ومتى كانت تعمر هذه الفصول الأربعة ، إن لم تكن تلك الحرقة ، وذلك البكاء الأصلي .
- وما دامت حرقة الشمس وبكاء سماء الدنيا يجعلان منها حلوة الفم ،
- فاجعل شمس العقل في حرقة دائما ، واجعل العين كالسحاب ، شارقة بالدمع .
- وتلزمك عين باكية كالطفل الصغير ، وقلل إذن من أكل هذا الخبز ، فإنه يضيع ماء وجهك .
- وعندما يكون الجسد ذا زاد منه ليل نهار ، فإن أغصان الروح تكون متساقطة الأوراق ، في خريف .
145 - وزاد الجسد نقص في زاد الروح ، فعليك أن تقلل منه سريعا ، وتزيد في زاد الروح .
- وأَقْرَضُوا اللَّهَ *تعنى : أقرض الروح من زاد الجسد ، حتى نتبت روضة في قلبك على سبيل العوض .
“ 58 “
- فاقرض ، وأنقص هذه اللقيمات في جسدك ، حتى يبدو لك ما لا عين رأت .
- وعندما نخلص الجسد نفسه من بعره ، يملؤه بالمسك والدر الإجلالي .
- إنه يعطي هذه الأوضار ويأخذ الطهر ، ويصبح الجسد ذا نصيب من قوله تعالىيُطَهِّرَكُمْ.
150 - لكن الشيطان لا يفتأ يخوفك ، ويقول لك : انتبه ، سوف تحزن وتندم إن فعلت .
- إنك تذيب البدن في سبيل هذه المهاوس ، وسوف يحل بك الندم والحزن الشديد
- هيا ، كل هذا ، فهو حار وعلاج للمزاج ، واشرب ذاك من أجل النفع والعلاج
- وهذا الجسد أيضا بمثابة المركب ، وما اعتاد عليه ، هو الأصوب له .
- فهيا ، لا تغير العادة ، فمن ذلك يتأتى الخلل ، وتتولد في القلب والدماغ مئات العلل .
155 - وهذه التهديدات يأتي بها الشيطان الدني ، وهو ينفث في آذان الخلق مئات الوساوس .
- ويجعل من نفسه جالينوس في " وصف " الدواء ، حتى يخدع نفسك الضعيفة المريضة .
- قائلا : في هذا الشيء نفع لك و " علاج " من الألم والحزن ، وبالنسبة لحبة قمح ، قال نفس الشيء .
- وهو لا يفتأ ينفث وسوسته في أذنيك ، وبالخطام يلوي شفتيك ،
- كشفتي الفرس عند تركيب سنابكه ، وذلك ليبدى لك الحجر الرخيص كأنه الياقوت .
“ 59 “
160 - وهو يأخذ بأذنيك ، كما يؤخذ بأذني الفرس ، ويجرها صوب الحرص ، وصوب الكسب .
- ويضع في قدمك سنبكا خطأً ، بحيث تعجز في الطريق من الألم الذي يسببه لك .
- أتدري ما هو هذا السنبك ؟ إنه التردد بين أمرين ، فلا تزال قائلا : أفعل هذا أو أفعل ذاك ، فانتبه .
- فافعل ما فعله المختار من النبي ، ولا تفعل ما فعله المجنون أو الصبي .
- لقد حفت الجنة ، فبأي شيء صارت محفوفة ؟ بالمكاره التي منها زاد المحصول .
165 - وإن له مائة وسوسة من حيلته ودهائه، مثلها ما ينطلق من سلة مملوءة بالأفاعي.“1”
- وإن كان هناك ماء جار سد الطريق أمامه ، وإن كان ثم حَبر زمان ، ضحك عليه .
- فاجعل العقل رفيقا لعقل صديق ، واقرأأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْثم اعمل .
ملاطفة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم لذلك الأعرابي الضيف وتهدئته إياه
من إضطرابه وبكاء ذلك الأعرابي ونواحه على نفسه خجلا
وندما وبتأثير نار القنوط
- إن هذا الكلام لا نهاية له ، وذلك الأعرابي بقي مندهشا من ألطاف هذا الملك .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 143 : - فإن كان ثم جبل اختطفه كأنه قشة ، وذلك حتى يبدي لك سلطانه وتسلطه .
“ 60 “
- وكاد يجن ، وفر عقله من رأسه ، لكن يد المصطفى ردته .
170 - وقال له : أقبل على ، ففعل ما أمر به ، وكأنه شخص يقوم من نوم ثقيل .
- قال له : عد إلى هنا ، لا تفعل ، عد إلى وعيك ، فمن هنا تحدث أمور معكوسة
- ورش وجهه بالماء ، فانطلق في الحديث قائلا : يا شاهد الحق ، اعرض على الشهادة .
- حتى أشهد ، وأخرج منطلقا في هذه الصحراء ، فلقد سئمت من الوجود .
- إننا مقيمون في دهليز قاضي القضاة ، من أجل قضية " ألست " و " بلى "
175 - فإذا كنا قد قلنا له بلى على سبيل الامتحان ، فأقوالنا وأفعالنا شهود وبيان .
- وإلا فلأي شيء نستسلم في دهليز قاضي القضاة ؟ أليس لأننا جئنا هنا من أجل الشهادة ؟
- فحتام تظل محبوسا في دهليز قاضي القضاة أيها الشاهد ، هيا قدم شهادتك عند انبلاج الصبح .
- ولقد دعيت إلى هنا لكي تعطي هذه الشهادة ، ولا تبدي عتوا " واستكبارا " .
- ومن عنادك ، قبعت في هذا المضيق ، وقد عقدت يدك ، وضممت شفتيك .
180 - وما لم تؤد الشهادة أيها الشهيد ، متى تكتب لك النجاة من هذا الدهليز .
- إنه عمل لا يستغرق سوى لحظة ، قم به وانطلق، ولا تجعل العمل اليسير صعبا على نفسك.
- وأد هذه الأمانة ، سواءً في مائة عام أو في لحظة واحدة ، وهيا ، أنجُ بنفسك .
“ 61 “
بيان أن الصلاة والصوم وكل الأعمال الظاهرة شهود
على النور الباطني
- إن هذه الأعمال من صلاة وصيام وحج وجهاد ، هي شهود أيضا على الإعتقاد .
- وهذه الزكاة والهدى وترك الجسد ، شهود أيضا على سرك .
185 - والمائدة والضيافة من أجل إظهار الحق ، وهي تعنى : أيها العظام ، لقد صرنا صادقين معكم .
- وأنواع الهدى والعطايا والصلات ، كلها دليل يقول : لقد صرت معك طيبا مؤتلفا .
- وكل إنسان يجاهد بمال أو بمجرد قول لا جدوى منه ، لم ؟ لكي يقول :
لدى جوهر في داخلي .
- لدى جوهر من التقوى أو من السخاء ، وهذه الزكاة والصوم كلاهما دليل على الخصلتين .
- فالصوم يقول : لقد اتقى الحلال ، فاعلم إذن ألا صلة له بالحرام .
190 - وقالت زكاته : إنه يعطي من ماله ، فكيف يسرق من أهل مذهبه ؟
- وإن كان ما يفعله رياءً وحيلة ، فإن هذين الشاهدين قد جُرحا في محكمة عدل الإله .
- والصياد إذ ينثر الحب ، لا يكون من الرحمة والجود ، بل من أجل الصيد .
- والقطة النائمة في صيامها ، قد تناومت من أجل صيد " الفأر " الساذج .
- ولقد جعل مائة قوم سيئي الظن من هذا الإعوجاج، وجعل أهل الجود والصوم سيئي السمعة.
" 62 "
195 - وفضل الحق ينصب على ذلك الذي يمشي باعوجاج ، ويطهره من ألوان أعوجاجه في النهاية .
- ولقد سبقت رحمته ، ووهب ذلك الغدر نورا لا يكون للبدر .
- ولقد طهر الحق جهاده من هذا الاختلاط ، وغسلته الرحمة من هذا التخبط واللتواء .
- وحتى يبدي " الإله " غفرانه ، بحيث يكون مغفره غافرا لرأسه . “ 1 “
- ومن هنا فقد سقط المطر من أعالي السماء ، حتى يطهر الدنسين من الخبث .
تطهير الماء لكل أنواع الدنس ، ثم تطهير الله سبحانه وتعالى للماء من القذر ،
فلا جرم أن الله سبحانه وتعالى هو القدوس
200 - عندما سعى الماء ، وصار نجسا ، بحيث أن الحس صار يرد هذا الماء " النجس " .
- حمله الحق مرة ثانية إلى بحر الصواب ، حتى غسله من كرمه ماء الماء " ذاك " .
- وفي العام التالي ، عاد " الماء إلينا " مطيعا ، و " سألناه " : أين كنت ؟ " فأجاب " :
في بحر الطيبين .
- لقد مضيت من هنا نجسا وعدت طاهرا ، تلقيت خلعة " الإكرام " وعدت نحو التراب .
- فهيا ، هلموا إليّ أيها الدنسين ، فإن طبعي قد أخذ من طبع الإله .
205 - إنني أتقبل منكم كل قبحكم ، وأطهر الشيطان ، فيصبح كالملك .
..............................................................
( 1 ) عند جعفري : 11 / 152 : بحيث تغفر كل ذنوبه . ويبدو أصح .
“ 63 “
- وعندما أصير قذرا أعود إلى ذلك المكان ، وأمضي إلى أصل أصل الطهر .
- وهناك ألقي بالدلق الملوث من فوق رأسي ، فيهبني من جديد الخلعة الطاهرة .
- إن هذا هو عمله ، وعملي هو هذا ، إنه من زين العالم ، رب العالمين .
- فلو لم تكن هذه الأقذار " عالقة " بنا ، متى كان منهاج الماء يكون هكذا ؟
210 - إنه يسرق أكياس الذهب من الأحد ، ويسرع في كل صوب صائحا : هل من مفلس ؟
- فإما أن ينصب على نبات ينمو ، أو يغسل وجه من لم يغسل وجهه .
- أو يحمل على رأسه كالحمال ، سفينةً لا قدم لها ولا يد ، فوق البحار .
- وهناك مئات اللآلاف من الأدواء كامنة فيه ، ذلك أن كل دواء يشتق منه .
- وهو روح كل ذرة ، وقلب كل حبة وبذرة ، يمضي في الجدول ، وكأنه خزانة الدواء .
215 - ومنه تكون التربية والرعاية ليتامى الأرض ، والسير والمشي لأولئك المقعدين المتيبسين .
- وعندما يصبح بلا قيمة ويتكدر ، ويصبح حائرا مثلنا فوق الأرض ،
استعانة الماء بالحق جل جلاله بعد تكدره
- يطلق " آنذاك " الأنين من أعماقه مناديا : يا الله ، لقد أعطيت ما أُعطيت ، وبقيت متسولا .
- لقد صببت كل ما عندي على الطاهر والدنس، فأعد إليّ رأسمالي ، أيها المليك ، هل من مزيد؟
“ 64 “
- فيقول للسحاب : احمله إلى موضعه الطيب ، وأنت أيتها الشمس ، اجذبيه إلى أعلى .
220 - ويسوقه من طرق مختلفة ، حتى يبلغ به البحر الذي لاحد له .
- إن غرضي من هذا الماء هو أرواح الأولياء ، فهي التي تغسل الأكدار عنهم .
- وعندما تصير كدرة من غدر أهل الأرض ، تعود إلى واهب الطهر " المستوى " على العرش .
- فيردها من تلك الناحية راضية جارة أذيالها ، قد وعت درس الطهر من موطنه
- ومن اختلاطها بالخلق تصاب بالاعتلال ، فتبحث عن ذلك السفر ، " وتهتف " : أرحنا يا بلال .
225 - يا بلالا حسن النغم حلو الصوت ، اصعد فوق المئذنة ، ودق طبول الرحيل .
- فلقد سافرت الروح والجسد في قيام ، ولذلك فهي تقول عند رجعتها : السلام .
- فتقوم : أرواح الأولياء " بتحرير الجميع من التيمم ، و " تخلص " طلاب القبلة من التحري .
- إن هذا المثل كأنه الواسطة أثناء الكلام ، والواسطة ضرورة من أجل أن يفهم العوام .
- فكيف يمضي إلى النار أحدٌ دون واسطة ، اللهم إلا السمندل الذي خلص من العلائق .
230 - إنك تتخذ من دخولك الحمام واسطة ، حتى يستطيب طبعك السخونة والنار .
“ 65 “
- وما دمت لا تستطيع الدخول إلى النار " مباشرة " كالخليل عليه السّلام ، فقد صار الحمام رسولا للماء إليك ودليلا .
- والسير من الحق ، لكن أهل الطبع ، متى يحسون بالشبع دون واسطة من الخبز ؟
- واللطف من الحق ، لكن أهل الجسد ، لا يجدون اللطف دون رياض ، وهي " مجرد " حجاب .
- وعندما لا تبقى واسطة الجسد بلا حجاب ، يجد المرء النور من جيبه ، كما حدث مع موسى عليه السّلام .
235 - وكل هذه الفنون التي يبديها الماء ، شاهدة على أن باطنه مليء بلطف الرب .
دلالة الفعل والقول الخارجيين على الضمير والنور الداخلي
- إن القول والفعل شاهدان على الضمير ، فاستدل من هذين على ما يوجد في الباطن .
- فإن لم يوجد لسرك نفاذ إلى الباطن ، فانظر إذن من الخارج إلى بول المريض
- والفعل والقول بمثابة البول من المريض ، فهو برهان للطبيب الذي يعالج الأجساد .
- لكن طبيب الروح ذاك يمضي إلى داخل روحه ، وعن طريق الروح ينفذ إلى داخل إيمانه .
240 - فلا حاجة به إلى الفعل والقول الظاهريين ، " ومن هنا قيل : إحذروهم هم جواسيس القلوب " .
“ 66 “
- فاطلب دليل القول والفعل من ذلك الذي لا يكون متصلا بالبحر وكأنه الجدول . “ 1 “
في بيان أن النور في حد ذاته مضيء من داخل المرء دون أن يفسره
قول أو فعل ويدل على نوره
- لكن نور السالك الذي فاق الحد ، امتلأت بضوئه الصحارى والأدوية .
- وإن شهوده لفارغ من الشهود ، ومن أنواع التكلف ومن التضحية بالروح في الوجود .
- ونور هذا الجوهر عندما تلألأ على ظاهره ، فرغ من كل التدرج والتسلسل .
245 - إذن لا تطلب منه دليل الفعل والقول ، فقد تفتحت الداران منه ، كالوردد .
- وما هو هذا الدليل ؟ إنه إظهار الخفي ، سواء بالقول أو بالفعل ، أو بغيرهما من الوسائل .
- فالغرض هو إظهار سر الجوهر ، فالوصف ثابت ، وهذا العرض ، عابر غير مستقر .
- وعلامة الذهب لا تبقى فوق المحك ، ويظل الذهب ، حسن الاسم ، خاليا من الشك .
- وهذه الصلاة ، وهذا الجهاد ، وهذا الصيام ، أمور لا تبقى ، وتبقى الروح حسنة الاسم .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 162 : - فقوله وفعله شاهدان عليه ، ذلك الذي يكون متصلا بالبحر كأنه الجدول .
- فانظر إلى قوله وفعله ، وماذا يوجد في ضميره وسره .
- وما هي مراتب نوره ، وهل هو سخي أو ينثر الحب من أجل الصيد
- فإن كان صيادا ابتعد عنه ، ولا تستمع إلى وساوسه وقوله وفعله .
- وإن كان صديقا ، لا ترفع يدك عنه ، حتى يبلغ بك البحار .
“ 67 “
250 - ولقد أبدت الروح مثل هذه الأفعال والأقوال على محك الأمر ، وسحقت جوهر " الدليل " .
- قائلة : إنني صادقة الاعتقاد ، وهاك الدليل ، لكن هناك في الأدلة اشتباهات .
- فاعلم أن الجواهر في حاجة إلى تزكية ، وتزكيتها الصدق الذي يكون موقوفا عليها .
- وفي الدليل عن طريق القول ينبغي أن يحفظ اللفظ ، أما في الدليل عن طريق الفعل ، فينبغي حفظ العهد .
- فإن كان ثم اعوجاج في دليل القول فهو مردود ، وإن كان ثم سعي باعوجاج في دليل الفعل ، فهو مردود .
255 - وينبغي أن يكون قولك وفعلك خاليين من التناقض ، حتى تحصل على القبول في التو واللحظة .
- إن سعيكم لشتى ، وأنتم في تناقض ، إنكم تخيطون في النهار ، وتمزقون ما خطتم ليلا .
- ومن ذا الذي يستمع إلى شاهد متناقض ، اللهم إلا إذا زاول الحلم من لطفه ؟
- والفعل والقول إظهار للسر والضمير ، كلاهما يظهر السر الخفي المستور .
- وعندما زكى دليلك فقد قبل ، وإلا حبس في المهلة والتلكؤ والنكوص .
260 - وما دمت تعاند ، فهم يعاندون أيها الحرون ، فانتظرهم ، إنهم منتظرون .
“ 68 “
عرض المصطفى عليه السلام الشهادة على ضيفه ذاك
- إن هذا الكلام لا نهاية له ، لقد عرض المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم الإيمان على هذا الفتى وقبله .
- وتلك الشهادة التي كانت مباركة عليه ، قد فكت القيود المعقودة " عليه "
- صار مؤمنا ، وقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم : كن ضيفا علينا الليلة أيضا .
- قال : والله إنني ضيفك إلى الأبد ، حيثما أكون وحيثما أمضي .
265 - إنني عتيقك ، وحارس بابك ، ومن صار حيا منك ، وأنا على مائدتك في الدنيا والآخرة .
- وكل من يختار سوى هذه المائدة المختارة ، فإن حلقه يتمزق في النهاية من العظام .
- وكل من يمضي صوب مائدة غير مائدتك ، اعلم أن الشيطان قد صار جليسه وشريكه في طعامه .
- وكل من يمضي عن جوارك ، يصبح الشيطان بلا جدال جارا له .
- وإن مضى بدونك إلى سفر بعيد ، يكون الشيطان رفيقا له وجليس طعامه .
270 - وإن ركب جوادا أصيلا ، ويكون حاسدا للقمر ، فإنه يردف الشيطان خلفه .
- وإن تحمل منه قرينته المدللة ، فإن الشيطان يكون شريكا له في نسله .
- فإن الحق قد قال له في القرآن - يا شفقا " مليئا بالنور " - (شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) .
- ولقد قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم هذا جليا من الغيب ، في أقواله النادرة المثال مع علي رضي اللّه عنه
- يا رسول الله ، لقد أبديت لنا الرسالة بالتمام ، وكأنها شمس بلا غمام .
“ 69 “
275 - وإن ما فعلته لم تفعله مائتا أم ، ولم يفعله عيسى عليه السّلام مع عازر .
- ألم تنقذ روحي الآن من الأجل ؟ ! وإذا كان عازر قد بعث حيا فقد مات لتوه .
- وصار ضيفا على الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم تلك الليلة ذلك الأعرابي ، فأكل نصف لبن ماعز واحدة ، وضم شفتيه .
- فألح عليه قائلا : كل الرقاق واشرب اللبن ، فقال : لقد شبعت والله ، بلا نفاق
- وليس هذا تكلفا أو حياءً أو تفضلا ، لقد صرت أكثر شبعا مما كنت بالأمس .
280 - فتعجب كل أهل البيت ، لقد امتلأ هذا القنديل بنقطة من الزيت .
- وما هو قوت لطير الأبابيل ، هل يملأ معدة مثل هذا الفيل ؟
- وكثر الهمس بين الرجال والنساء ، إن هذا الفيلي الجسد يأكل قدر ما تأكل بعوضة .
- لقد انتكس حرص الكفر وهمه ، وشبعت الأفعى من قوت نملة .
- ولقد ذهب عنه طمع المتكدين الموجود عند الكفار ، فسمن دسم إيمانه وتضخم .
285 - وذلك الذي كان يرتجف من الجوع الشديد المستمر “ 1 “ ، رأى ثمار الجنة مثلما رأتها مريم .
- لقد أسرعت فاكهة الجنة صوب جسده ، فسكنت معدته التي تشبه الجحيم .
- والإيمان في حد ذاته نعمة ودسم عظيم ، يا من قنعت من الإيمان بالقول .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : جوع البقر .
“ 70 “
بيان أن النور الذي هو غذاء الروح يصبح غذاءً لأجسام الأولياء ،
حتى يصبح قرينا للروح مصداقا لقول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم :
أسلم شيطانى على يدي
- بالرغم من أنه - أي النور - طعام الروح والنظر ، فإن للجسد نصيبا منه أيضا يا بنى . “ 1 “
- وإن لم يكن شيطان الجسم آكلا منه، لما قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : أسلم شيطاني.
290 - وما لم يأكل الشيطان من ذلك الدسم الذي يحيي الموتى ، فمتى كان له أن يصير مسلما .
- إن الشيطان عاشق للدنيا وأعمى وأصم ، وربما يقضي على العشق عشق آخر .
- إنه عندما يتذوق " قوتا " من منزل اليقين الخفي ، فإنه يحمل أحمال عشقه إليه قليلا قليلا .
- " يا حريص البطن عرج هكذا ، إنما المنهاج تبديل الغذا .
- يا مريض القلب عرج للعلاج ، جملة التدبير تبديل المزاج
295 - أيها المحبوس في رهن الطعام ، سوف تنجو إن تحملت الفطام - إن في الجوع طعاما وافرا ، افتقدها وارتج يا نافرا .
- اغتذ بالنور كن مثل البصر ، وافق الأملاك يا خير البشر " “ 2 “
- وكالملك ، اجعل غذاءك تسبيح الحق ، حتى تنجو من الأذى كالملائكة .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 174 : - حتام يا قانعا بالخبز والكراث ، عد إلى وعيك وتغذ بالنور .
( 2 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 71 “
- وإذا كان جبريل لا يحوم حول الجيف ، فهو في قوته ليس ضاربا أقل من نسر “ 1 “ .
إنكار أهل الجسد لغذاء الروح وارتجافهم من أجل
الغذاء الخسيس
300 - حبذا مائدة موضوعة في الدنيا ، لكنها خفية جدا عن عيون الأخساء .
- وإن صارت الدنيا بستانا مليئا بالنعمة ، فإن نصيب الفأر والحية منها والمصباح . هو التراب " فحسب " .
- إن نصيبها هو التراب ، سواءٌ في الشتاء أو الربيع ، فكيف تأكل التراب يا أمير الكون ، كأنك الحية ؟
- وفي قلب الخشب ، تقول دودة الخشب : لمن تكون يا ترى مثل هذه الحلوى الطيبة ؟ “ 2 “
- ودودة البعر بين ذلك الحدث ، لا تعرف نُقلا في الدنيا سوى الخبث . “ 3 “
.
يتبع