منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد مارس 28, 2021 10:51 am

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا على مدونة عبدالله المسافر بالله

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

[ حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل ]
قصة ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل بمنقاره ، ويجعل جسده عاريا أقرع قبيحا ،
فسأله متعجبا : ألن تندم ؟ قال : لأندم ، لكن الروح عندي أعز من الجناح ،
وهو عدو لروحي
- لقد أخذ طاووس ينزع ريشه في واد من الوديان ، وكان أحد الحكماء قد ذهب متنزها إلى ذلك المكان .
- فقال : أيها الطاووس ، كيف تنزع هذا الجناح السنى من أساسه دون أن يعتريك ندم ؟
- وكيف يطاوعك قلبك على خلع هذه الحلل ، ثم تلقي بها هكذا في الوحل ؟
- إن كل ريشة منه يضعها الحافظون في المصحف إعزازا لها وقبولا .
 
540 - ومن أجل الاسترواح بالهواء النافع العليل ، يصنعون من ريشك هذا المراوح .
- فما كل هذا الجحود ؟ وما كل هذه الجرأة ؟ ألا تعلم من هو الذي صورك ونقشك ؟
- أو أنك ربما تعرف ، لكنك تبدى الدلال ، وتقوم عامدا بإزالة الزينة التي عليك ! !
- وما أكثر المدللين الذين أسقطهم هذا الذنب من عين المليك .
- وإبداء الدلال يكون في طعمه أحلى من السكر ، لكن قلل من قضمه ، ففيه مائة خطر .
 
545 - وطريق الضراعة ذاك عمران آمن ، فاترك التدلل ، وتواءم مع هذا الطريق .
 
“ 95 “
 
- وما أكثر المتدللين الذين قطعوا أجنحتهم وقوادمهم ، وصار ذلك في النهاية وبالا عليهم .
- وإذا كانت لذة التدلل قد رفعتك لحظة ، فإن الخوف والرعب الكامنين فيها لا يلبثا أن يذيباك .
- وهذه الضراعة بالرغم من أنها تصيبك بالنحول ، فإنها تجعل الصدر كأنه البدر الأنور .
- فإذا كان " الله سبحانه وتعالى " يخرج الحي من الميت ، فكل من صار ميتا ، صار له الرشد .
 
550 - فصر ميتا ، حتى يخرج الحي من هذا الميت ، المخرج الحي الصمد .
- وما دام يخرج الميت من الحي ، فإن نفْس الحي لا تفتأ تطوف حول الموتى .
- ولتصبح شتاء لترى إخراج الربيع ، ولتتحول إلى ليل لترى ايلاج النهار .
- ولا تنزع هذا الجناح فهو لا يقبل الرفو والرتق ، ولا تخمش وجهك حدادا يا جميل الوجه .
- فإن مثل ذلك الوجه الذي يشبه شمس الضحى ، من الخطأ أن يتعرض للخمش .
 
555 - فإن آثار الأظافر على مثل ذلك الوجه من قبيل الكفر ، ذلك الوجه الذي يبكي فيه وجه لقمر من فراقه
- أو لست ترى إذن وجهك هذا ؟ فاترك الطبع الباحث عن الجدل واللجاج .
 
“ 96 “ 
في بيان أن صفاء النفس المطمئنة وبساطتها تصبح مشوشة من الفِكَر ، كما أنك إن كتبت شيئا على وجه مرآة
أو رسمت شيئا عليه ، يبقى أثر عليها ونقصان ، مهما قمت بمحوه
 
- إن وجه النفس المطمئنة في الجسد ، تقوم بخمشها أظافر الفكر .
- فاعلم أن الفكرة السيئة أظافر مليئة بالسم ، وهي تخمش وجه الروح بعمق .
- وهو من أجل أن يفك عقدة المشكتلات ، جعل القوادم الذهبية ملقاة في الحدث . “ 1 “
 
560 - فاعتبر العقدة محلولة أيها المنتهي ، إنها عقدة صعبة وشديدة على كيس فارغ .
- ولقد شخت في حل العقد ، فاعتبر عددا آخر من العقد قد حُل .
- والعقدة التي تصبح صعبة على حلوقنا ، هي أن تعلم : هل أنت خسيس أو صاحب إقبال .
- وحل هذا الإشكال إذن إن كنت آدميا ، واجعل أنفاسك مصروفة على هذا ، إن كنت من نفَس آدم .
- واعتبر حدود الأعيان والأعراض أمورا معلومة ، لكن اعرف حدك ، فلا مناص لك من هذا .
..............................................................
( 1 ) كما عند جعفري " 11 / 233 " وهي عند نيكلسون : 5 / 38 " الفأس الذهبية ولا معنى لها ، كما أنه أمال كلمة بال بمعنى جناح لتكون بيل أي فأس دون داع من الوزن أو القافية .
 
“ 97 “ 
 
565 - وعندما تعرف حدك ، عليك بالفرار من هذا الحد ، حتى تصل إلى اللاحد ، يا ناخلا للتراب .
- لقد ضاع العمر في الحديث عن المحمول والموضوع ، ويا فاقد البصيرة ، لقد ضاع عمرك في " المنقول " والمسموع .
- وكل دليل لا نتيجة منه ولا أثر له باطل ، فأمعن النظر فيما نتج عنك .
- وإنك لم تر صانعا إلا عن طريق مصنوع ، وأنت قانع بقياس إقتراني .
- والمشتغل بالفلسفة يزيد في الوسائط ، لكن الصفي على عكسه فيما يتعلق بالدلائل .
 
570 - فهو يفر من الدليل ومن الحجاب ، ولقد طأطأ متفكرا ، رأسه في جيبه ، من أجل المدلول .
- وإذا كان الدخان دليلا على النار ، فأولى بنا الدخول في نار بلا دخان .
- خاصة تلك النار التي هي من القرب والولاء ، تكون أقرب إلينا من الدخان .
- ومن ثم فمن سواد الفعل ، المضي عن الروح صوب الدخان ، من أجل تصورات هذه الروح .
 
في بيان قول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : لا رهبانية في الإسلام
 
- لا تقتلع الجناح ، بل اصرف قلبك عنه ، ذلك أن شرط هذا الجهاد هو " وجود " العدو .
“ 98 “
 
575 - وعندما لا يكون عدو فالجهاد محال ، وإن لم تكن شهوة ، لا يكون هناك امتثال .
- ولا يكون صبر عندما لا يكون لديك ميل ، وعندما لا يوجد خصم ، ما الحاجة إلى قيامك بالاحتيال .
- فانتبه ، ولا تجعل نفسك خصيا ، ولا تصر راهبا ، ذلك أن العفة رهينة " بوجود " الشهوة .
- ولا يمكن النهي عن الهوى إن أم يوجد هوى ، ولا يمكن القيام بالغزو ضد الموتى .
- لقد قال " أنفقوا " ، إذن " فاكسبوا " أولا ، ذلك أنه لا نفقة دون أن يسبقها دخل .
 
580 - فإذا كان قد قال " أنفقوا " على الاطلاق ، فاقرأها أنت " إكسبوا " ثم " أنفقوا " .
- وكذلك عندما قال " اصبروا " ، ينبغي أن تكون هناك رغبة ، حتى تشيح عنها بالوجه .
- إذن فإن " كلوا " من أجل شراك الشهوة ، وبعدها " لا تسرفوا " وهذه هي العفة .
- وعندما لا يكون هناك محمول به لدى " المرء " ، لا يكون ممكنا أن يوجد المحمول عليه .
- وعندما لا تكون لديك مشقة في الصبر ، ليس شرطا أن ينزل عليك الجزاء .
 
585 - حبذا ذلك الشرط ، وما أسعده ذلك الجزاء ، ذلك الجزاء الذي يلاطف القلب ويزيد في الروح .


“ 99 “
في بيان أن ثواب عمل العاشق من الحق هو الحق نفسه
 
- إنه هو فرح العاشقين وترحهم ، وهو أيضا الأجر ، وثواب الطاعة والخدمة
- وإذا كان غير المعشوق قابلا للرؤية ، لا يكون هذا عشقا ، بل شهوة عابثة
- والعشق هو تلك الشعلة التي عندما تشتعل ، تحرق كل ما تبقى غير المعشوق
- لقد سل سيف " لا " في سبيل قتل ما سوى الحق ، فانظر ماذا تبقى من بعد " لا "
 
590 - لقد تبقى " إلا الله " ، ومضى كل ما هو سواه ، فلتهنأ أيها العشق العظيم ، يا مهلك الشرك .
- بل إنه هو نفسه الذي يبقى أولا وأخيرا ، ولا تعتبر الشرك إلا من نظرة الأحول .
- فواعجبا ، هل ثم حسن دون أن يكون انعكاسا من حسنه ؟ فليس للجسد حركة من غير الروح .
- وذلك الجسد الذي تكون في روحه الخلل ، لا يكون حلوا ، وإن نقعته وربيته في العسل .
- ويعلم ذلك الشخص أنه كان حيا ، في ذلك اليوم الذي اختطف فيه كأسا من كف روح الروح .
 
595 - وذلك الذي لم تر عيناه ذلك الوجه ، تكون حرارة الدخان روحا بالنسبة له
- وما دام لم ير عمر بن عبد العزيز ، فإن الحجاج يكون أيضا عادلا في رأيه .
- وما دام لم ير ثبات حية موسى عليه السّلام ، فإنه يظن حياة في حبال السحر .
- والطائر الذي لم يشرب من الماء الزلال ، يخفق بجناحيه في الماء المالح .
 
“ 100 “
 
 
- ولا تمكن معرفة الشيء إلا بضده ، وعندما يذوق " المرء " الجراح ، يعرف الملاطفة والإكرام .
 
600 - فلا جرم أن الدنيا قد قُدمت ، حتى تعرف قدر إقليم " ألست " .
- وعندما تنجو من هذا المكان تمضي إلى هناك ، وتصير شاكرا في مصنع سكر الأبد .
- فتقول : لقد كنت هناك أقوم بنخل التراب ، وكنت هاربا نفورا من هذا العالم الطاهر . “1“
- وآسفاه ، ليته كان قد عجل لي في الأجل، حتى يقل عذابي في الوحل والوجل . “2“
 
في تفسير قول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : ما مات من مات إلا وتمنى أن يموت قبل ما مات ،
إن كان برا ليكون إلى وصول البر أعجل ، وإن كان فاجرا ، ليقل فجوره
 
- ومن هنا قال الرسول الخبير : إن كل من مات وترجل عن " مطية " الجسد ،
 
605 - لا تكون لديه حسرة الانتقال والموت ، بل يحس بحسرة التقصير والفوت
- وإن كل من يموت ، تكون لديه هذه الأمنية ، وهي ليت أنه قبل هذا قد نقل مقصده ومقامه .
- ليكون قد قلل من شره إن كان شريرا ، وليكون مجيئه أسرع إلى دار " القرار " إن كان تقيا .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 245 : - كنت قانعا من الكنز بالحية ، وكنت سعيدا من البستان بشوكة .
( 2 ) عند نيكلسون " 5 / 40 " وحل وعند جعفري " 11 / 245 " وجل فجمعتهما معا .
 
“ 101 “
 
- فيقول ذلك الفاجر : لقد كنت غافلا ، وكنت أزيد من الحجب لحظة بعد لحظة .
- فلو كان قد بُكر لي في العبور قليلا ، لكانت حجبي وأستاري أقل .
 
610 - فقلل إذن من تمزيق الوجه القنوع حرصا ، وكفاك أيضا تمزيق الوجه الخشوع كبرياءًا .
- وكفاك تمزيقا لوجه الجود بخلا ، ومن الإبليسية كفاك تمزيقا لوجه السجود الطيب .
- ولا تنزع ذلك الجناح المزين للخلد ، ولا تقتلع ذلك الجناح الذي يطوى الطريق .
- وعندما سمع " الطاووس " النصيحة نظر إليه ، ثم شرع في العويل والبكاء .
- نواحا وبكاءا متصلين بألم ، فبكى لبكائه كل من كان حاضرا .
 
615 - وذلك الذي كان يسأل عن سبب نزع الجناح ، حار جوابا ، وأخذ يبكى ندما .
- قائلا : لماذا سألته من الفضول ؟ لقد كان حزينا ، وهيجت أحزانه .
- أخذ يذرف الدمع من العين الباكية فوق التراب ، وفي كل قطرة ، أدرج مائة جواب . “1“
 - إن البكاء الصادق يصادف الروح ، ويجعل الفلك والعرش يبكيان . “ 2 “
- والعقول والقلوب عرشية بلا جدال ، تحيا في حجاب من نور العرش .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 250 : - أخذ يذرف الدمع من عينيه على التراب ، وكان التراب يتحول إلى طين من الدمع الهتون
( 2 ) ج / 11 - 250 : - والبكاء الذي لا صدق فيه لا وجد فيه ، ومن هنا يضحك منه الشيطان .
والبكاء الذي لا صدق فيه يكون بلا ضياء ، إنه كالمخيض لا دسم فيه .


“ 102 “
في بيان أن العقل والروح محبوسان في الماء والطين مثل
هاروت وماروت في جب بابل
 
620 - إن هذين الطاهرين - مثل هاروت وماروت - قد قيدا هناك في الجب المريع .
- إنهما في العالم السفلي والشهواني ، من الجرم ، صارا رهينة في هذا البئر .
- فالأطهار والأشرار يتعلمون منهما السحر وابطال السحر دون اختيار منهما .
- لكنهما في البداية يقومان بنصحه قائلين ، انتبه ، لا تتعلم السحر منا ، ولا تقتبسه .
- إننا نعلم هذا السحر يا فلان ، من أجل الابتلاء والامتحان .
 
625 - فشرط الامتحان هو الاختيار ، ولا اختيار هناك بلا اقتدار .
- والميول كالكلاب النائمة ، قد كمن فيها خيرها وشرها .
- وما لم تكن قدرة فهي نائمة في صفوف ، ومثل حزم الحطب ملقاة في استسلام
- حتى تبدو جيفة في الأفق ، فينفح على تلك الكلاب في صور الحرص .
- وعندما نفق حمار في تلك الحارة ، فقد استيقظ مائة كلب نائم من أجله .
 
630 - وأنواع الحرص المخفية في كتم الغيب ، بدأت في الهجوم ، وأطلعت برؤوسها من جيوبها .
- وصارت كل شعرة من كل كلب أسنانا ، وكل كلب من الاحتيال ، صار مبصبصا بذنبه .
- فنصفه الأسفل من الحيلة، ونصفه الأعلى من الغضب، كالنار الضعيفة عندما تجد الحطب.
- فتتواصل الشعل شعلة شعلة من اللامكان ، ويمضي دخان اللهيب حتى السماء
 
“ 103 “
 
- إن مائة من أمثال هذا الكلب قد ناموا في الجسد ، واختفوا ، ما لم يكن لهم صيد .
 
635 - أو مثل طيور البازي قد خيطت أعينها ، واحترقت في حجاب من عشق الصيد .
- حتى ترفع الكمامة وترى الصيد ، فتقوم آنذاك بالتحليق حول سفوح الجبال
- وشهوة المريض تكون ساكنة ، لكن خاطرها لا يفتأ يمضي صوب الصحة
- وعندما ترى الخبز والتفاح والدابوق ، يتقاتلان معا لذة الطعام وخوف الضرر .
- فإن كان " المريض " صبورا ، تكون الرؤية نافعة له ، ويكون ذلك التهيج نافعا لطبعه العليل .
 
640 - وإن لم يكن صبر فالأولى عدم الرؤية ، ومن الأولى أن يكون السهم بعيدا عمن لا درع له . “ 1 “
 
جواب الطاووس على ذلك السائل
 
- وعندما فرغ من البكاء ، قال له : إمض ، إنك عاكف على اللون والرائحة .
- ألست ترى أنه ينصب على مائة بلاء من كل صوب من أجل هذه القوادم ؟
- وما أكثر الصيادين الذين لا رحمة عندهم ، ويضعون الفخاخ في كل صوب من أجل هذا الريش .
- وكثيرا ما يقوم الرامي بالسهام ، بإطلاق السهام حولي في الفضاء من أجل هذه القوادم .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 255 : - عد وأتمم الحكاية ، وتحدث عما قاله الطاووس في جوابه .
ثم بيت بعد العنوان " 11 / 255 " واستمع الآن من الطاووس إلى الجواب ، حتى تعلم أن هناك خطايا لكل طيب .
 
“ 104 “
 
 
645 - وما دامت لا قوة لدى ولا ضبط نفس ، أمام هذا القضاء والبلاء وهذه الفتن ،
- فمن الأفضل أن أكون قبيحا كريها ، حتى أكون آمنا في هذا الجبل وهذه الصحراء . “ 1 “
- لقد كان هذا سلاح عُجبي أيها الفتى ، ومن العُجب حاق بالمعجبين بأنفسهم ألف بلاء .
 
بيان أن الفضائل والمواهب ومال الدنيا مثل ريش الطاووس أعداء للروح
 
- ومن ثم فإن الفضل هلاك للساذج الغُفل ، الذي من أجل الحبة ، لا يرى الفخ .
- والاختيار يكون خيرا لذلك الذي يكون مالكا لنفسه ، " منفذا لأمره تعالى " :
اتقوا .
 
650 - وعندما لا يكون حفظ وتقوى فحذار ، ولتبعد الآلة إذن ولتنبذ الاختيار .
- إن موضع التجلي والاختيار عندي هو هذا الجناح ، فلأنتزع هذا الجناح ، الذي يكون خطرا على الرأس .
- والصبور يعتبر جناحه عدما ، حتى لا يلقى به جناحه هذا في الشر والعناء .
- ومن ثم فلا ضرر في الجناح في حد ذاته ، فلا تنزعه ، وإن رميت بسهم ، تلقه بالدرع .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 255 : - فلأنزع ريشي ريشة ريشة ، حتى لا تسقطني في الفخ كل حيلة .
- فالروح عندي أغلى من المال والريش ، فالروح باقية ، والجسد أبتر .
 
“ 105 “
 
 
- لكن الجناح الجميل عدو لي ، ذلك أنه لا صبر لي عن الظهور والتجلي .
 
655 - ولو كان الصبر والحفظ مرشدين في طريقي ، لزاد الاختيار في عظمتي وحشمتي .
- إنني كالطفل أو كالثمل في أوان الفتن ، لا يصح أن يوضع السيف في يدي .
- ولو كان لي عقل ومزدجر ، لكان السيف في يدي هو عين الظفر .
- فينبغي عقل يهب النور وكأنه الشمس ، حتى يضرب بالسيف الذي لا يكون إلا صوابا .
- وما دمت لا أملك عقلا مستنيرا وصلاحا ، لماذا لا ألقي السلاح إذن في البئر ؟
 
660 - فلألق الآن في البئر بالسيف والمجن ، فسوف يكونان سلاحا " في يد " خصمي
- وما دمت لا أملك القوة والعون والسند ، فسيأخذ الخصم السيف من يدي ويضربني به .
- وبرغم هذه النفس القبيحة التي لا تستر الوجه ، لأقم بخمش هذا الوجه .
- حتى يقل هذا الجمال وهذا الكمال ، وعندما لا يبقى هذا الوجه " الجميل " ، يقل سقوطي في الوبال .
- وما دمت أخمش وجهي على هذه النية فلا جُرم ، فإن الخمش إخفاء لهذا الوجه
 
665 - فإذا كان في قلبي هذا صفات النساء " من عفة وحياء " ، لما كان وجهي الجميل ينشر إلا الصفاء .
- وعندما لم أر في نفسي قوة أو فضلا أو صلاحا ، فإني سرعان ما ألقيت السلاح ، عندما رأيت الخصم .
- حتى لا يصير سيفي كمالا له ، ولا يصير خنجرى وبالا علىّ .
- وعلىّ أن أواصل الفرار ما دام فيّ عرق ينبض، ومتى كان الفرار من النفس سهلا يسيرا ؟!


“ 106 “
 
- ذلك أن الذي يهرب من غيره ، عندما يبتعد عنه يقر قراره .
 
670 - وأنا الذي خصمي هو نفسي في هروب حتى الأبد ، وديدني هو قولي لنفسي : إمض ، إنهض .
- فهو لا يكون آمنا حتى ولو مضى إلى الهند وخُتن ، ذلك الذي يكون خصمه هو ظله .
 
في وصف أولئك الذين انسلخوا عن أنفسهم فأمنوا شر أنفسهم وفضل أنفسهم ،
فهم فانون في بقاء الحق ، كالنجوم التي تفنى في الشمس نهارا ،
ولا يكون عند الفاني خوف من الآفة والخطر
 
- عندما يكون لفناء " المرء " زينة من الفقر ، يصبح مثل محمد صلّى اللّه عليه وسلّم لا ظل له .
- لقد صار قوله صلّى اللّه عليه وسلّم الفقر فخرى زينة للفناء ، وصار هو مثل لهب الشمع بلا ظل .
- صار بأجمعه لهبا كالشمعة من أخمص القدم إلى قمة الرأس ، لا يكون للظل منفذ إلى الطواف حوله .
 
675 - ولقد هرب الشمع من نفسه ومن الظل في الشعاع ، من أجله ، ذلك الذي أراق الشمع .
- ولقد قال هو : لقد صببتك من أجل الفناء ، فقال : وأنا أيضا هربت في الفناء
- إن هذا الشعاع الباقي هو المفترض ، وليس شعاع الشمس الفاني ، الذي هو عرض .
- وعندما فنى الشمع بكليته في النار ، فإنك لن ترى أثرا للشمع ولا أثرا للشعاع
- إنه واضح فحسب عند دفع الظلمة ، إنها نار صورية ، قائمة على شمعة .
 
“ 107 “
 
680 - وشمع الجسم على خلاف هذا الشمع ، فهو كلما ذاب وقل ، زاد نور الروح .
- وشعاع هذا النور باق ، وذلك الشعاع فان ، ذلك أن شمعة الروح ذات شعلة ربانية .
- وذلك اللهب النارى لأنه نور ، فإن ظل الفناء يكون بعيداً عنه .
- ويكون للسحاب ظل يسقط فوق الأرض ، ولا يكون الظل جليسا للقمر .
- والإنسلاخ عن الذات هو انقشاع السحاب يا راغبا في الخير ، إنك في الإنسلاخ عن الذات تكون مثل قرص القمر .
 
685 - ثم إنه عندما تأتي سحابة مزجاة ، فقد ذهب النور عن القمر ، وبقي خيال منه .
- فقد صار نوره ضعيفا من حجاب السحاب ، وصار ذلك البدر الشريف أقل من هلال .
- وإن القمر ليبدى خيالا من السحاب والغبار ، وقد جعلنا سحاب الجسد مغرقين في الخيال .
- فانظر إلى لطف القمر - وهذا أيضا من لطفه - حين قال إن السحب عدوة لنا .
- والقمر فارغ من السحاب ومن الغبار ، وله على قمة الفلك المدار .
 
690 - لقد صار السحاب عدوا لنا خصما لروحنا ، فهو الذي يخفي القمر عن أعيننا .
- وهذا الحجاب يجعل الحورية عجوزا شمطاء ، ويجعل البدر أقل من هلال .
- ولقد أجلسنا القمر إلى جوار العز ، واعتبر عدونا عدوا له .
 
“ 108 “
 
- وإن نور هذا السحاب وبهاءه مأخوذان - في الأصل - من القمر ، وكل من سمى السحاب قمرا ، هو شديد الضلال .
- وعندما سطع القمر بنوره على السحاب ، تبدل وجهه المظلم من تأثير هذا القمر .
 
695 - وبالرغم من أنه في لون القمر وذو صولة ودولة ، فإن هذا النور للقمر في السحاب ، نور مستعار .
- وفي القيامة تعزل الشمس ويعزل القمر ، وتُشغل العين بأصل الضياء .
- حتى تعلم ما هو مملك وما هو مستعار ، وتعرف هذا الرباط الفاني من دار القرار .
- وتكون المرضعة مستعارة لأيام ثلاثة أو أربعة ، فخذينا أيتها الأم في أحضانك
- إن جناحي " أنا الطاووس " سحاب وحجاب كشف ، لكنه صار لطيفا من انعكاس لطف الحق .
 
700 - فلأنزع الجناح وحسنه من الطريق ، حتى أرى حسن القمر مباشرة من القمر .
- أنا لا أريد المرضعة ، إن الأم أفضل منها ، أنا موسى ، ومرضعتي هي أمي .
 
702 - وأنا لا أريد لطف القمر من الواسطة ، فإن ارتباط القوم بها قد صار هلاكا لهم
- أو ربما يصير السحاب فانيا في الطريق ، حتى لا يصير حجابا على وجه القمر .
- بل يبدي صورته في صفات العدم ، وكأنه أجساد الأنبياء والأولياء .
 
705 - فلا يبقى مثل ذلك السحاب عاقدا للحجب ، يكون ممزقا للحجب ، ومفيدا في المعاني .
 
“ 109 “
 
- مثلما حدث ذات صباح صحو ، أن سقطت قطرات مطر ، ولم يكن هناك سحاب في السماء .
- كانت تلك السقاية معجزة من معجزات الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ، فلقد صار السحاب من المحو في لون السماء .
- كان هناك سحاب ذهب عنه طبع السحاب ، وهكذا يصير جسد العاشق بالصبر .
- يكون جسدا ، لكن صفات الجسدية قد انتفت عنه ، فلقد بدل ، وذهب عنه اللون وذهبت الرائحة .
 
710 - إن الجناح من أجل الغير ، لكن الرأس من أجلي أنا ، ومنزل السمع والبصر عمادٌ للجسد .
- والتضحية بالروح من أجل صيد الغير ، اعلم أنه كفر مطلق ، وقنوط من الخير ! !
- هيا انتبه ، لا تصبح كالسكر أمام طيور الببغاء ، لكن كن سما ، وصر آمنا من الخسران .
- فكأنك من أجل أن تجعل نفسك محمودا في الخطاب ، جعلت نفسك جيفة أمام الكلاب .
- من أجل هذا خرق الخضر عليه السّلام السفينة ، حتى نجت تلك السفينة ممن كان يأخذ كل سفينة غصبا .
 
715 - ومن هنا وردت الفقر فخرى عن هذا السني ، حتى أهرع من حرص الطامعين إلى الغني .
- ومن هنا أيضا تخبأ الكنوز في الخرائب ، وذلك حتى تنجو من حرص أهل العمران .
 
“ 110 “
 
- وإذا كنت لا تعلم كيف تقتلع الجناح فامض واختر الخلوة ، حتى لا تصبح بأجمعك نفقة لهذا وذاك .
- ذلك أنك طعام وآكلٌ للطعام ، إنك آكل ومأكول أيها الحبيب ، فانتبه .
 
في بيان أن كل ما سوى الله آكل ومأكول ، مثل ذلك الطائر الذي كان يمضي لصيد الجراد ، وكان مشغولا بصيد الجراد غافلا عن البازي الجائع الذي يقصد صيده من خلف ظهره ،
والآن أيها الإنسان الصياد الآكل ، لا تأمن عن صيادك وآكلك ،
وإن لم تكن تراه رأى العين ، فداوم النظر إليه بالدليل والاعتبار ، إلى أن تفتح عين السر
 
- كان طويئر منهمكا في صيد دودة ، فاهتبل القط فرصة ، واختطفه .
 
720 - لقد كان آكلا ومأكولا ، وغافلا في صيده عن صياد آخر .
- وبالرغم من أن اللص " منهمك " في صيد المتاع ، فإن الشرطة تجد في أثره مع خصومه .
- إن عقله مشغول بالمتاع والقفل والباب ، وهو غافل عن الشرطة ، وآهات " المظلومين " في السحر .
- ويكون غارقا في شهوته ، بحيث يكون غافلا عن طالبه الباحث عنه .
- وإذا كان العشب يروى بالماء الزلال ، فإن معدة الحيوان في أثره ترعى منه .
 
725 - فإن ذلك العشب آكل ومأكول ، شأنه شأن كل موجود ، إلا الله تعالى .
- ومصداقا للآية الكريمةوَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ” 1 “ ليس الحق مأكولا ، بل هو آكل اللحم والوضم .
..............................................................
( 1 ) في المتن وهو يطعمكم وليست موجودة في القرآن الكريم
 
“ 111 “
 
- ومتى يكون الآكل والمأكول آمنين من آكل آخر يترصدهما في مكمن .
- وأمن المأكولين جذوب للمأتم ، فامض إلى تلك العتبة التي نزلت في شأنه الا يُطْعَمُ.
- وكل خيال يأكله خيال آخر ، وكل فكرة ترعى عليها فكرة أخرى .
 
730 - وإنك لا تستطيع أن تنجو من خيال أو تنام إل بعد أن تخلص منه .
- والفكر كالنحل وخيالك هذا كالماء وعندما تستيقظ يعود إليك كالذباب .
- ويطير حولك عدد من نحل الخيال ، يجذبك هذا الصوب وذاك ، ويحملك من ناحية إلى أخرى .
- إن هذا الخيال هو أكل الآكلين ، أما بقية الآكلين فهم في علم ذي الجلال .
- فهيا أهرب من جماعة الأكالين القساة الغلاظ إليه ، فهو القائل لك : نحن الحفظة لك .
 
735 - أو نحو ذلك الذي وجد الحفظ ، هذا إذا لم تستطع أن تمضى صوب ذلك الحافظ .
- وإياك أن تضع يدك إلا في يد الشيخ ، فإن الحق صار آخذا بتلك اليد معينا لها
- وإن شيخ عقلك قد اعتاد على الطفولة ، وذلك من جواره للنفس ، فهو في حجاب .
- فاجعل عقل الكامل قرينا لعقلك حتى يعود العقل عن تلك الخصلة السيئة .
- وعندما تضع يدك في يده ، تنجو آنذاك من أيدي الآكلين .
 
740 - وتصبح يدك من أهل تلك البيعة ، التي نزل في شأنهايَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ.
- ما دمت قد وضعت يدك في يد الشيخ المرشد ، مرشد الحكمة الذي يكون عليما وخطيرا .
 
“ 112 “ 

- فهو نبي زمانه أيها المريد ، ما دام نور النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ينبعث منه .
- وبهذا تكون قد صرت حاضرا في الحديبية ، وقرينا لهؤلاء الصحابة الذين بايعوا .
- وصرت أيضا من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة ، وقد صرت خالصا كالذهب كامل العيار .
 
745 - وحتى تصح لك المعية ، ذلك أن المرء مع من أحب .
- يكون معه في الدنيا وفي الآخرة، وهذا هو حديث أحمد صلّى اللّه عليه وسلّم طيب الخصال .
- لقد قال عليه السّلام " المرء مع محبوبه ، لا يفك القلب من مطلوبه " “ 1 “
- وقلل الجلوس حيثما يوجد فخ وحَب ، وامض يا آخذا للضعيف ، فانظر إلى آخذى الضعفاء .
- ويا مستقويا على الضعفاء ، اعلم هذا جيدا ، أن هناك يدا فوق يدك أيها الفتى .
 
750 - إنك ضعيف وآخذ للضعفاء وهذا عجيب ، فأنت صيد وآخذُ للصيد جاد في الطلب .
- ولا تكن كمن قيل فيهموَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّابحيث لا ترى الخصم ، وهو شديد الظهور .
- وحرص الصياد يصيبه بالغفلة عن أن يصاد وأن فاتنا سوف يسلب منه القلب .
- فلا تكن أقل من طائر في مرج ، رأى عصفورا من أمامه ومن خلفه .
- وعندما يقترب من الحبة ، يلتفت بوجهه ورأسه عدة مرات إلى الأمام في لحظة ، وإلى الخلف في الأخرى .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
 
“ 113 “
 
755 - ويقول : يا للعجب ، إن هناك صيادا أمامي وآخر خلفي ، حتى أصرف النظر عن هذه اللقمة خوفا منهما .
- فانظر أنت إذن إلى قصة الفجار ، وانظر أمامك موت الرفيق والجار .
- فقد أهلكهم بلا وسيلة أو آلة ، " فالموت " قرينك على كل حال .
- لقد عذب الحق ولا يد هناك ولا مقامع ، فاعلم إذن أن الحق حكم ولا آلة
- وذلك الذي كان يقول : إذا كان الحق موجودا فأين هو ؟ فإنه يقر في العذاب أنه هو .
 
760 - وذلك الذي كان يقول : إن هذا بعيد وعجيب ، يذرف الدمع ويقول :
يا قريب .
- وعندما رأيت أن الفرار من الشبكة واجب ولازم ، كانت شبكتك قد التصقت بجناحك .
- فلأقتلع أنا أوتاد هذه الشبكة المنحوسة ، ومن أجل شهوة لا أمرر فمي .
- لقد أعطيتك هذا الجواب بما يناسب عقلك ، فافهمه ، ولا تنصرف عن البحث والتقصي .
- واقطع هذا الحبل الذي هو الحرص والحسد ، وتذكرفِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ” 1 “
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 273 :
- وانظر إلى أحوال فرعون وثمود ، وقوم لوط وقوم صالح وقوم ثمود .
- وانظر إلى حال النمرود الظلوم ، وألق نظرة على مآل قوم نوح .
- وتأمل في قصة شداد وعاد ، وانظر إلى حسرتهم يوم التناد
- حتى تعلم أن الحق سميع وعليم ، لا خوف لديه ولا بأس ولا خشية .
 
“ 114 “

سبب قتل الخليل عليه السّلام للغراب وإشارته إلى قمع أية صفة من
الصفات الذميمة المهلكة في المريد
 
765 - لا نهاية لهذا الكلام ولا فراغ منه ، فلماذا قتلت الغراب يا خليل الحق ؟
- من أجل أمر الحكمة . فماذا كان الأمر ؟ ينبغي أن تكشف لنا قليلا من الأسرار .
- إن نعيق الغراب المستمر وصياحه ، يكون دائما طالبا للعمر في الدنيا
- مثل إبليس ، طلب من الإله الطاهر الفرد عمر الجسد إلى يوم القيامة .
- فقال :أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *، وليته قال : تبنا يا ربنا .
 
770 - وإن العمر بلا توبة هو عين انتزاع الروح ، والموت الحاضر هو الغياب عن الحق .
- والعمر والموت كلاهما يكون طيبا مع الحق ، وبدون الحق يكون ماء الحياة نارا .
- وكان ذلك أيضا من تأثير اللعنة ، أنه في مثل تلك الحضرة ، ظل يبدو باحثا عن العمر " الطويل " .
- وطلب غير الله من الله ، هو تزيد في الظن ، وعدم تقدير للكل حق قدره .
- خاصة ذلك العمر الغريق في الغربة ، إنه سلوك كسلوك الثعلب في محضر الأسد .
 
775 - أعطني عمرا أطول حتى أصبح أكثر تقهقرا ، وأمهلني حتى أمضي في النقصان .
- وذلك حتى تكون اللعنة علامة عليه ، وسئ ذلك الشخص الذي يكون باحثا عن اللعنة .
 
“ 115 “
 
- والعمر الطيب في القرب من رعاية الروح وتربيتها ، وعمر الغراب يكون من أجل أكل البعر .
- أعطني عمرا إذن لكي آكل الغائط ، وأعطني هذا دائما ، فإن جوهري شديد السوء .
- وإن لم يكن آكلا للغائط ذلك المنتن الفم ، لكان قد قال : خلصني من طبع الغراب فيّ . 
.
يتبع

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد مارس 28, 2021 10:51 am

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا على مدونة عبدالله المسافر بالله

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

[ حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل ]
مناجاة
780 - يا من بدلت التراب إلى ذهب ، وجعلت من تراب آخر أبا للبشر .
- إن فعلك هو العطاء وتبديل الأعيان ، وفعلى أنا هو السهو والنسيان والخطأ .
- فبدل السهو والنسيان إلى علم ، وأنا بأجمعي خطل وجهل ، فاجعلني صبرا وحلما .
- يا من تجعل من الأرض البور خبزا ، ويا من تجعل من الخبز الميت ، روحا .
- ويا مرشدا للروح الحائرة ، ويا من تجعل الضال رسولا . “ 1 “
 
785 - وتجعل قطعة من الأرض سماءً ، وتزيد في الأرض من عدد النجوم .
- وكل من يجعل من هذه الأرض ماء حياة ، يحيق به الموت مبكرا عن الآخرين .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 283 :
- يا من أعطيت الروح للتراب الكدر ، وأعطيته العقل والحس والرزق والإيمان .
- وتأتي بالسكر من البوص والثمر من الخشب ، ومن المنى الميت حسناء جميلة .
- ومن الطين الورود ومن القلب الصفاء ، وتمنح الشحمة ضياءً ونورا .


“ 116 “
 
- وبصيرة القلب الناظرة إلى الأفلاك ، ترى أنه يوجد هنا في كل لحظة خلقٌ وتصوير .
- وقلب للأعيان وأكسيرٌ محيط " بكل شيء " ، وإتلاف لخرقة الجسد دون أن تخاط .
- وأنت في ذلك الوقت الذي جئت فيه إلى الوجود ، كنت نارا أو ريحا أو ترابا .
 
790 - ولو كان لك بقاءٌ على هذا الحال ، فمتى كان هذا الارتقاء يصل إليك ؟
- إن الوجود الأول لم يبق من " تأثير " المبدل ، بل وضع وجودا أفضل في موضعه .
- وهكذا حتى مئات الآلاف من الموجودات ، واحدةٌ بعد الأخرى ، التالي خيرٌ من السابق .
- فانظر إليها على أنها من المبدل ، ودعك من الوسائط ، فمن الوسائط تبتعد عن أصولها .
- وحيثما زادت الواسطة ، انتفى الوصال ، والواسطة أكثر ازديادا عند من قلت لذته بالوصل .
 
795 - ومن معرفة السبب تقل حيرتك ، والحيرة هي التي تعطيك الطريق إلى الحضرة .
- لقد وجدت أنواع البقاء هذه من أنواع الفناء ، فلماذا أشحت بوجهك عن الفناء فيه ؟
- وأي ضرر كان قد أصابك من الفناء ؟ حتى تتشبث بالبقاء أيها النافق ؟
- وإذا كان ثانيك أفضل من أولك ، فابحث إذن عن الفناء ، واعبد المبدل .
 
“ 117 “
 
- ولقد رأيت مئات الآلاف من أنواع الحشر أيها العنود، حتى هذه اللحظة، ومن بدء الوجود .
 
800 - من الجمادية - وأنت غافل - حتى حال النماء ، ومن النماء نحو الحياة والابتلاء .
- ثم نحو العقل والتمييزات الطيبة ، ثم خارج هذه " الحواس " الخمسة و " الجهات " الستة .
- وآثار الأقدام هذه موجودة حتى ساحل البحر ومن بعدها، توجد آثار الأقدام داخل بحر العدم.
- ذلك أن منازل اليابسة تكونت على سبيل الاحتياط ، من القرى والأوطان والأربطة . “ 1 “ 
- ثم إن منازل البحر عند التوقف ووقت الموج ، لا عرصات فيها ولا سقوف تحبس المسافر .
 
805 - ولا نهاية تبدو واضحة لتلك المراحل ، وهذه المنازل لا علامة لها ولا اسم .
- وما هو بين المنزلين مائة ضعف لما هو موجود " بين منازل الأرض " ، في ذلك الطرف بين النماء وبين تحول الروح إلى عين " من الأعيان .
- لقد رأيت أنواع البقاء هذه في أنواع الفناء ، فكيف تشبثت ببقاء الجسد ؟
- هيا ، وابذل هذه الروح أيها الغراب ، وكن مضحيا بالروح أمام تبديل الله .
- وداوم على أخذ الجديد ، ودعك من القديم ، فكل سنة جديدة أفضل لك من ثلاث سنوات سابقة .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 284 : - وذلك أن منازل البحر في ازدياد ، وعند موجه ، لا جدران هناك ولا عمد .
 
“ 118 “
 
810 - وإن لم تك مؤثرا على نفسك كالنخل ، ضع القديم فوق القديم ، واجعل منه مخزنا .
- واحمل هذا القديم المهترىء المتعفن ، وقدمه هدية إلى كل من لم ير " نعمة " .
- وكل من رأى الجديد لن يكون مشتريا منك ، إنه صيد الحق ، وليس فريسة لك .
- وحيثما يكن هناك سربٌ من الطير العمياء ، فإنها تتجمع حولك ، أيها السيل المالح .
- حتى تزداد عمى من المياه المالحة ، وذلك لأن المياه المالحة تزيد في العمى .
 
815 - وأهل الدنيا لهذا السبب عمى القلوب ، شاربون لمياه الجسد المالحة .
- فداوم على إعطاء المالح وشراء العمى في الدنيا ، ما دمت لا تملك ماء الحيوان في الخفاء .
- ومع مثل هذا الحال تريد البقاء والذكر ، وسعيدٌ في سواد الوجه ، كأنك الزنجي .
- والزنجي مستريح في سواده ، ذلك لأنه زنجي بأصله وميلاده .
- لكن ذلك الذي كان جميلا وضاء الوجه ، إذا اسود لونه يبحث عن علاج للأمر .
 
820 - والطائر المحلق عندما يبقى على الأرض ، يبقى في حزن وألم وحنين .
- لكن الطائر المنزلي يمضي هانئا على الأرض ، ويسرع لالتقاط الحب ، سعيدا نشطا .
- ذلك أنه في الأصل لا يطير ، لكن الطائر الآخر طيار محلق في الهواء .
 
“ 119 “
 
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم : ارحموا ثلاثا ، عزيز قوم ذل ،
وغنى قوم افتقر وعالما يلعب به الجهال
 
- قال الرسول عليه السلام : إرحموا حال " من كان غنيا فافتقر ،
- والذي كان عزيزا فاحتقر ، أو صفيا عالما بين المضر " “ 1 “
 
825 - قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : ارحموا هؤلاء الثلاثة ، حتى وإن كنتم من صخر أو من جبل .
- ذلك الذي ذل من بعد الرئاسة ، وذلك الغني الذي صار بلا دينار .
- وثالثهم ذلك العالم ، الذي يكون مبتلى في الدنيا بين البلهاء .
- ذلك لأن الانتقال من العز إلى الذل ، كأنه قطع عضو من البدن .
- والعضو الذي يقطع من البدن يموت ، إنه يتحرك قليلا بعد بتره ، لكن ليس لفترة طويلة .
 
830 - وكل من شرب من كأس " ألست " في العام الفائت ، يحس هذا العام بالألم والخمار .
- وذلك الذي يكون في الأصل ككلب الحظيرة ، متى يكون حريصا على السلطنة .
- إنما يبحث عن التوبة من ارتكب الذنب ، وإنما يتأوه من ضل الطريق .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
 
“ 120 “
[ حكاية سقوط حشف غزال في حظيرة حمر ]
قصة سقوط حشف غزال في حظيرة حمر ، وشتم تلك الحمر لذلك الغريب حينا على سبيل الشجار وحينا على سبيل السخرية ، وابتلائه بالقش الجاف الذي ليس طعامه ، وهذه صفة العبد المخصوص من الله بين أهل الدنيا وأهل الهوى والشهوة مصداقا لقول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء . صدق رسول الله
 
- لقد صاد أحد الصيادين غزالا ، فوضعه في الحظيرة بلا رحمة .
- وحبس الغزال في حظيرة مليئة بالحمر والبقر كما يفعل الظلمة .
 
835 - أخذ الغزال من خوفه يجرى في كل صوب ، وفي الليل وضع الصياد القش أمام الحمر .
- ومن الجوع أخذ كل حمار وكل بقرة في رعى القش وكأنه أحلى من السكر .
- وأخذ الغزال يسرع حينا هنا وحينا هناك ، وحينا كان يشيح بوجهه عن الدخان والغبار .
- وكل من وضعوه مع ضده ، " عاقبوه " بهذا العقاب على أنه مساو للموت .
- حتى أن سليمان عليه السّلام قال : إن لم يقدم الهدهد عذرا مقبولا عن تأخره وعجزه .
 
840 - فإنني سوف أقتله أو أسومه أشد العذاب ، عذابا شديدا يفوق الحسبان والتصور .
- هيا ، أي عذاب هذا أيها المعتمد ، قال : وضعه في قفص واحد مع غير جنسه .
- والروح بازى والطبائع غربان ، فهي في جراح من الغربان والبوم .
 
“ 121 “
 
 
- ولقد بقي الغزال بينها في محنة وعذاب، مثل من كان يسمى " أبو بكر " بين أهل سبزوار.
 
حكاية محمد خوارزمشاه الذي استولى بالحرب على مدينة سبزوار
وكل أهلها من الروافض ، فطلبوا الأمان لأرواحهم ،
فقال : أعطيكم الأمان ، إذا أحضرتم لي كهدية واحدا
من أهل هذه المدينة يسمى أبو بكر
 
845 - ذهب محمد الب الغ خوارزمشاه لقتال أهل سبزوار المليئة بالحصون .
- فضيق عليهم جنده الخناق ، وأعمل جيشه القتل في الأعداء .
- فسجدوا أمامه قائلين : الأمان ، ضع حلقات " العبودية " في آذاننا ، وهبنا الحياة
- وكل ما تريده من عطاء أو خراج ، نعطيه لك ، وكل موسم يكون في ازدياد .
- وأرواحنا ملك لك أيضا يا من أنت في طبع الأسد ، فمر بأن تظل أمانة لدينا بعض الوقت .
 
850 - قال : إنكم لم تخلصوا أرواحكم منى ، ما لم تحضروا لي أحدا يسمى أبو بكر .
- وما لم تحضروا لي كهدية أحدا يسمى أبو بكر من مدينتكم أيتها الأمة الضالة ،
- فإنني سوف أحصدكم حصاد الزرع أيها القوم الأدنياء ، ولا آخذ خراجا ، ولا أقبل رجاءً .
- فوقفوا في طريقة جارين جوالا مليئا بالذهب ، قائلين : لا تطلب من يسمى أبو بكر من مثل هذه المدينة .
 
“ 122 “
- فمتى يكون أبو بكر في سبزوار ؟ أتوجد مدرة جافة في قاع جدول ؟
 
885 - فأشاح بوجهه عن الذهب، وقال : أيها المجوس ، ما لم تقدموا إلى من يسمى أبو بكر،
- فلا فائدة قط ، ولست طفلا ، حتى أقف أمام الفضة والذهب مندهشا ! !
- فما لم تسجد لن تنجو أيها الضعيف المسكين ، حتى ولو قست المسجد بمقعدك
- فبثوا العيون في كل صوب ، سائلين : أين من يسمى أبو بكر في هذه الأرض الخربة ؟
- وبعد أن جدوا في البحث ثلاثة أيام بلياليها ، وجدوا شخصا يسمى أبو بكر ، لكنه شديد النحول .
 
860 - كان عابر سبيل أقعده المرض في زاوية خربة مليئا بالحرض .
- كان قد نام في ركن منعزل ، وعندما رأوه ، صاحوا به : أسرع .
- إنهض فإن السلطان يطلبك ، وبك سوف تنجو مدينتنا من الذبح .
- قال : لو أن بي قوة أو كنت أستطيع القدوم ، لذهبت أنا بنفسي إلى مقصدى .
- ومتى كنت أبقى في ديار الأعداء هذه ؟ ولكنت قد أسرعت نحو مدينة الأحباب .
 
865 - فأحضروا محفة مما ينقل عليها الموتى ، ووضعوا عليها أبا بكر المجادل ذاك .
- وأخذ الحمالون يحملونه حملا إلى خوارزمشاه ، حتى يرى الدليل .
- إن سبزوار هذه هي الدنيا ، ورجل الحق فيها ضائع وممتحن .
- ومثل خوارزمشاه كمثل الرب الجليل ، إنه يريد القلب من هؤلاء القوم الأراذل
- لقد قال : " إنه لا ينظر إلى تصويركم ، فابتغوا ذا القلب في تدبيركم " . “ 1 “
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
 
“ 123 “ 
 
870 - وأنا أنظر إليكم من خلال صاحب قلب ، لا إلى صورة السجود ، وإنفاق الذهب .
- بينما ظننت أنت أن قلبك قلب ، وتركت البحث عن أصحاب القلوب .
- وقلب " الواحد منهم " لو حلت به سبعمائة من أمثال هذه السماوات السبع ، لتاهت فيه واختفت .
- فلا تسم فتات القلوب هذه قلوبا ، ولا تبحث في سبزوار عمن يسمى أبو بكر .
- وصاحب القلب يصبح مرآة سداسية الجهات ، وينظر فيها الحق من الجهات الستة .
 
875 - وكل ما يوجد في الجهات الستة ، لا ينظر إليه الحق دون واسطة منه .
- فإن رد فإنما يرد من أجله ، وإن قبل ، فإنه يكون سندا للقبول .
- وبدونه لا يعطي الحق أحدٌ نوالا ، إن كل ما ذكرته هو نبذة عن صاحب الوصال .
- إنه يضع ما يهبه على كف يده ، ومن كف يده ، يعطيها لمن رحمهم
- فلكفه اتصال بالبحر الكلي ، على أتم وجه ، ودون شكل أو كيفية .
 
880 - إنه اتصال لا يستوعبه كلام ، وقوله يكون بالأمر والتكليف ، والسلام .
- وإنك لتأتي بمائة جوال من الذهب أيها الغني ، ويقول الحق : بل قدم القلب أيها المنحنى .
- فإن كان القلب راضيا عنك فأنا راض ، وإن كان معرضا عنك ، فأنا معرض .
- إنني لا أنظر إليك ، بل أنظر إلى ذلك القلب ، فقدمه هدية أيها الحبيب على بابي .
 
“ 124 “
 
- إنني معك كما يكون هو معك ، مثلما توجد الجنان تحت أقدام الأمهات .
 
885 - إنه الأب والأم ، بل هو أصل الخلق ، وما أسعده ذلك الذي عرف القلب من القشر .
- وإنك تقول : ألست قد أتيت إليك بالقلب ؟ فيقول لك : إن "قتو" مليئة بأمثال هذه القلوب . “1”
- بل هات ذلك القلب الذي هو قطب العالم ، وهو روح روح الروح لروح آدم .
- ومن أجل ذلك القلب الملىء بالنور والبر ، يكون سلطان القلوب ذاك منتظرا .
- وإنك لتطوف لعدة أيام في سبزوار ، ولا تجد مثل ذلك القلب من الاعتبار .
 
890 - فتضع قلبا ذابلا مهترىء الروح على محفة جارا إياه إلى تلك الناحية .
- قائلا : لقد أحضرت إليك قلبا أيها المليك ، وليس هناك أفضل من هذا القلب في سبزوار .
- فيقول لك : أهذه جبانة أيها المتجرىء حتى تحضر قلبا ميتا إليها ؟
- إمض وهات قلبا في طبع المليك ، فمن هذا القلب ، يكون الأمان ل " سبزوار " الكون .
- فتقول : إن هذا القلب خفي عن الدنيا ، وذلك لأن الضياء والظلمة ضدان .
 
895 - إن العداوة لهذا القلب ميراث عند " سبزوار " الطبع منذ يوم " ألست "
- ذلك أنه بازى ، والدنيا مدينة الغربان، ورؤية أحد لمن هو من غير جنسه ، بمثابة الكي له.
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 305 : - يقول لك : هذا القلب لا يساوى شروى نقير .
 
“ 125 “
 
- إنه إن لاطف ، فإنما يفعل ذلك نفاقا ، إنه يستميل حتى يحقق الرفقة .
- إنه يوافق ، لا من أجل الحاجة ، بل من أجل أن يقصر الناصح في نصيحته الطويلة .
- ذلك أن ذلك الغراب الخسيس الباحث عن الجيفة ، لديه الآلاف من أنواع المكر ، بعضها فوق بعض .
 
900 - فإن قبلتم نفاقه هكذا أيها السالكون ، لصار نفاقه هذا هو صدق المستفيد بعينه .
- وذلك لأن صاحب القلب ذي العظمة والحشمة ، هو في سوقنا كالحمار المعيوب .
- فابحث عن صاحب قلب ، إن لم تكن بلا روح ، وكن من جنس القلب إن لم تكن معاديا للسلطان .
- وذلك الذي يخيل عليك احتياله ومكره ، هو وليك أنت ، وليس ولي الله .
- وكل من عاش على طبعك وخصالك ، هو الولي والنبي عند طبعك . “ 1 “
 
905 - فامض ، واترك الهوى ، حتى يصبح أرج " الحقيقة " لك ، وتكون لك تلك الشامة الطيبة الباحثة عن العنبر .
- ومن ممارسة الهوى ، تكون أنفك فاسدة ، ويكون المسك والعنبر كاسدين أمام لبك . “ 2 “
- إن هذا الكلام لا نهاية له ، وغزالنا ، يهرب داخل الحظيرة من مكان إلى آخر .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 306 : - وامض واهجر الهوى ، حتى يأتي إلى مشامك عبير الحق ، أيها العظيم .
( 2 ) ج / 11 - 306 : - إنك عاشق للنجس كالغراب ، ومن ثم فإن أنفك لا يتلقى رائحة المسك .
 
“ 126 “
بقية قصة الغزال واصطبل الحمير
 
- ظل ذلك الغزال حسن النافجة لعدة أيام معذبا في حظيرة الحمير .
- كان مضطربا ، يجود بالروح ، كسمكة على اليابسة ، فعند ما يحبسا في صندوق صغير يعذبان : البعر والمسك .
 
910 - كان أحد الحمير يقول له : ها هو ذا أبو الوحوش ، إن فيه طبع الملوك والأمراء ، فاصمت .
- وكان آخر يسخر قائلا : لقد أتى من الجزر والمد بجوهرة غالية ، فمتى يبيعها رخيصة ؟
- وطفق حمار ثالث يقول : بهذه الرقة التي فيك ، إمض إلى سرير الملك ، وقل : أين المتكأ ؟
- وحمار رابع أتخم حتى عجز عن الرعي ، فأخذ ينادى الغزال داعيا إياه " إلى الطعام " .
- فهز رأسه بما يعني : لا ، إذهب عني يا فلان ، لا شهية عندي ، ولا أقدر .
 
915 - قال : أعلم أنك تسوق الدلال ، أو أنك تتجنب الطعام تكبرا عليه .
- فقال لنفسه : إن هذا هو طعامك ، فمنه تتجدد أعضاء جسدك ، وتحيا .
- لقد كنت أليفا للمروج ، وكنت مرفها في الرياض ، و " إلى جوار " الماء الزلال .
- فإذا كان القضاء قد ألقى بي في العذاب، فمتى تمضي عني تلك الجبلة ، وهذا الطبع الطيب؟
 
“ 127 “
 
- وإذا كنت قد صرت شحاذا ، متى أصبح ملحاحا سمجا ؟ وإذا كانت ملابسي قد خلقت ، فأنا لا زلت جديدا نضرا .
 
920 - ولقد رعيت السنبل والشقائق والريحان ، مع الزهد فيها ، وأضعاف هذا الدلال .
- قال الحمار : هيا ، أنفج علينا نفاجا شديدا ، ففي الغربة يمكن الادعاء الذي لا يستند على دليل .
- قال الغزال : إن نافجتي في حد ذاتها شاهد عليّ ، فإنها تزرى بالعود والعنبر .
- لكن متى يشمها صاحب شم ؟ ، لقد صارت حراما على الحمار عابد البعر .
- إن الحمار يشم بول الحمار على الطريق ، فكيف أعرض المسك على هذا الفريق ؟
 
925 - من أجل هذا قال النبي المستجيب ، سر [ الإسلام في الدنيا غريب ] .
- ذلك أن أهله أيضا ينفرون منه ، بالرغم من أن الملائكة قرناء لذاته .
- إن الأنام يرون صورته مجانسة لهم ، لكنهم لا يجدون من " حقيقته " حتى رائحتها .
- وكأنه أسد في إهاب بقرة ، أنظر إليه على البعد ، لكن إياك أن تشق عنه الإهاب .
- وإن شققته ففرط أولا في بقرة الجسد ، فإنه يمزق البقرة ، ذلك الذي فيه طبع الأسد .
 
930 - إنه يخرج من رأسك طبع البقر ، ومن الحيوان ينزع الطبع الحيواني 
- وتكون بقرة فتنقلب لديه إلى أسد ، فإذا كنت سعيدا مع طباع البقر ، لا تبحث عن الأسد .


“ 128 “
 
تفسير ( إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ )
كان الله تعالى قد خلق تلك البقرات العجاف على صفة الأسود الجائعة ،
حتى أنها كانت تأكل تلك البقرات السبع السمان بشهية ،
وبالرغم من خيالات صور البقر أبديت في النوم تأمل أنت في المعني
 
- ذلك الذي كان عزيز مصر يراه في النوم ، عندما انفتح الباب أمام عين غيبه ،
- رأى سبع بقرات سمان حسنة التسمين ، أكلتها تلك البقرات السبع العجاف
- لقد كانت تلك العجاف أسدا في الباطن ، وإلا لما كان لها أن تأكل الأبقار
 
935 - ومن هنا فإن رجل الأمر قد خلق على صورة الإنسان ، لكن في داخله أسدا خفيا مفترسا للرجال .
- إنه يبتلع المرء سعيدا ويجعله فردا ، ويصفي كدره ، وإن آلمه . “ 1 “
- فهو بهذا الألم الواحد ينقيه من جملة الأكدار ، فيخطو فوق السها . “ 2 “
- فحتام تقول كالغراب شديد النحس : أيها الخليل ، لماذا قتلت الديك ؟
- أجاب : إنه الأمر ، فحدثنا إذن عن حكمة الأمر ، حتى تكون كل شعرة فيّ مسبحة له . “ 3 “
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 315 : -
- لتكن بقرة الجسد فداءً لأسد الله ، إذا كنت معه ذا صدق وصفاء .
- وإن قتلت الضيف ظللت نفس مخرة الحمار ، فحتام تربي أيها السيد بقرة الجسد .
( 2 ) ج / 11 - 315 : - يصبح ملكا ويترك العبودية ، ويجد في الموت حياة القلب .
( 3 ) ج / 11 - 317 : - قال إنه الأمر ، فاقرأ علينا حكمة الأمر ، حتى أهلل له بالروح .
 
“ 129 “
 
بيان أن قتل الخليل عليه السّلام للديك كان إشارة إلى قمع أية صفة
من الصفات المذمومات المهلكات في باطن المريد
 
940 - إنه شهواني ، شديد في عبادة الشهوة ، وهو ثمل من ذلك الشراب المسموم الذي لا قيمة له .
- ولو لم يكن النسل مطلوبا يا وصي " آدم " ، لكان آدم قد خصى نفسه من عارها .
- لقد قال إبليس اللعين للخالق : أريد فخا عظيما من أجل هذا الصيد .
- فعرض عليه الذهب والفضة وقطعان الخيل " المسومة " قائلا له : إنك بهذا تستطيع أن تخطف الخلق .
- قال : حسنا ، وعبس بشدقيه ، وصار عبوسا مليئا بالغضون وكأنه الأترجة .
 
945 - فقدم الحق لذلك المدبر الذهب والفضة والجواهر والمعادن النفيسة .
- قائلا : خذ هذه الشبكة الأخرى أيها اللعين ، فقال : زدني عليها يا نعم المعين .
- فأعطاه " الطعام " الدسم والحلو والمشروبات الغالية وكثيرا من الثياب الحريرية .
- فقال : يا رب ، أريد أكثر من هذا المدد ، حتى أشدهم إليّ بحبل من مسد .
- فإن الثملين بك من الأبطال الشجعان ، يقطعون كالرجال تلك الحبال .
  
“ 130 “ 
 
950 - وحتى يكون رجلك أنت مميزا عمن ليسوا برجال بهذه الفخاخ وحبال الهوى .
- إنني أريد شبكة أخرى يا سلطان العرش ، شبكة شديدة الاحتيال ، تجندل الرجال .
- فأتى بالخمر وآلات الطرب “ 1 “ ووضعها أمامه ، فابتسم لها نصف ابتسامة ، ولم يفرح كثيرا .
- فأرسل " إبليس " رسالة إلى " مظهر قدرة الله " في الإضلال منذ الأزل قائلا :
فلتجعل التراب يتصاعد من قاع بحر الفتنة .
- أليس موسى واحدا من عبيدك ، وقد عقدت له حجب الغبار من قلب البحر ؟
 
955 - وأطلقت للماء العنان من كل صوب ، وارتفع غبار من قاع البحر ؟ “ 2 “
- وعندما أبدى له حسن النساء وفتنتهم ، التي تتغلب على عقول الرجال وصبرهم ،
- طرقع بأصابعه فرحا ، وانطلق راقصا ، وقال : أعطنيها سريعا فقد بلغت مرادي .
- وعندما رأى تلك الأعين المليئة بالخمار ، والتي تجعل العقول والألباب بلا قرار .
- وذلك الصفاء الموجود في خدود أولئك الفاتنات ، والتي تحترق عليها القلوب وكأنها البخور .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : الصنج وهو آلة موسيقية كالرباب .
( 2 ) ج / 11 - 317 : - أعطني فخا قويا حتى يتم الأمر ، ألقيه في أفواههم كأنه اللجام . 
- وأضعهم في وهقي وأجرهم جرا ، بحيث لا يستطيعون عصيان ذلك الفخ .
 
“ 131 “ 
 
960 - والوجه والخال والشفاة التي كالياقوت ، وكأنما تجلى فيها الحق من خلف حجاب رقيق . “ 1 “
- ولقد رأى هو هذا الغنج والتثني اللطيف ، كأنه تجلي الحق من حجاب رقيق . “ 2 “
 
تفسير لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ
وتفسيروَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
 إن الحسن الذي سُجد له كما سجدت الملائكة لآدم ،
لم يلبث أن عزل وطرد كما طرد آدم .
 
- فقال : أواه ، أعدمٌ بعد وجود ؟ فقال : إن جرمك أنك عمرت طويلا .
- كان جبريل يجره آخذا إياه بالنواصي قائلا له : إمض عن هذا الخلد وعن هذه الطائفة من الحسان .
 
965 - فقال له : ما هذا الإذلال بعد العز ؟ ، قال : هذا هو العدل وهذا هو الحكم
- يا جبرائيل ، كنت تسجد لي بالروح ، فكيف تطردني الآن من الجنان ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 318 : - والقد الذي كأنه السر والمتبختر في الرياض ، والخد كالياسمين والزهور البيضاء .
( 2 ) ج / 11 - 318 : - فصار عالمٌ والها حائرا مبهوتا ، من تلك النظرة والدلال الحلو والجمال .
  
“ 132 “
  
- إن الحلل تتساقط من فوقي امتحانا ، مثل تساقط الأوراق من الشجر أوان الخريف .
- وذلك الوجه الذي كان يشع كضوء القمر ، صار من الشيخوخة كأنه ظهر الضب .
- وذلك الرأس وذلك المفرق الجميل الوضاء ، صار قبيحا وقت الشيخوخة ، متساقط الشعر .
 
970 - وذلك القد الشاق لصفوف الحسان كالسنان، صار في الشيخوخة محنيا كأنه القوس .”1”
- لقد صارت حمرة الشقائق صفرة زعفران ، وقوة الأسد صارت كخور النساء . “ 2 “
- وذلك الذي كان يحمل الرجل تحت إبطه بفن ، صار يؤخذ من تحت إبطيه عند القيام .
- وهذه في حد ذاتها هي آثار الغم والذبول ، وكل واحد منها رسول للموت .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 321 : صار الشعر الذي كان في سواد الزاغ كالبَرَد ، وصار الوجه من التجاعيد مليئا بالجراح والوسم .
( 2 ) ج / 11 - 321 : - صارت العين التي تشبه النرجس ذابلة ، وحرارة الأعضاء تحولت إلى برودة .
 
“ 133 “
 
تفسير أَسْفَلَ سافِلِينَ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
 
- لكن ، إن كان طبيبه نور الحق ، فليس له من الشيخوخة والحمى نقصان ونحول .
 
975 - يكون وهنه مثل وهن الثمل ، وفي هذا الوهم يحسده " من هو في قوة " رستم .
- وإن يمت ، تصبح عظامه غريقة في اللذة ، ويصبح ذرة ذرة في شعاع من نور الشوق .
- وذلك الذي لا يكون له " هذا النور " حديقة بلا ثمر ، يقلبها الخريف رأسا على عقب .
- ولا تبقى ورود ، بل تبقى الأشواك سوداء ، ولقد صارت صفراء دون ثمر كأنها تل من قش .
- فما هو الجرم الذي ارتكبته هذه الحديقة يا الله ، حتى تجعلها هكذا مجردة من حللها ؟
 
980 - لقد نظرت إلى نفسها ، ورؤية النفس سم قتال ، فانتبه أيها الممتحن .
- وتلك الحسناء التي بكى العالم من حبها ، أخذ عالمها يطردها عنه ، فما ذنبها ؟
- جرمها أن تلك الزينة كانت عارية عندها ، لكنها ادعت قائلة : هذه الحلل ملك لي .
- لقد قمنا باسترداده حتى تعلم على سبيل اليقين ، أن البيدر ملك لنا ، والحسان ملتقطات للحب منه .
 
“ 134 “
 
- وحتى تعلم أن تلك الحلل كانت عارية ، كانت مجرد شعاع من شمس الوجود .
 
- 985 وأن ذلك الجمال ، وتلك القدرة ، وذلك الفن ، قد انتقلت من شمس الحسن نحو هذه الناحية .
- ثم تعود أنوار تلك الشمس من فوق تلك الجدران ، و " تأفل " كأنها النجوم .
- لقد عاد شعاع الشمس نحو موضعه ، وبقي كل جدار أسود مظلما .
- وذلك الذي جعلك ذاهلا أمام وجوه الحسان ، هو نور الشمس " قد اخترق " زجاجا ذا ثلاثة ألوان .
- والزجاج الملون هو الذي يبدي لك ذلك النور الذي لا لون له ، مختلفا ألوانه .
 
 - 990وعندما لا يبقى الزجاج الملون ، يجعلك النور الذي لا لون له ذاهلا آنذاك .
- فتعود على رؤية النور بلا زجاج ، بحيث لا تبقى أعمى عندما ينكسر الزجاج
- وإنك لقانع من علم مكتسب ، وقد أضأت بصرك بمصباح الغير .
- فيقوم بخطف مصباحه حتى تعلم أنك مستعير ، ولست بالفتى .
- فإذا قمت بالشكر وسعي المجتهد ، لا تحزن ، فإنه يرد إليك أضعافا مضاعفة ، ما فقد .
 
- 995وإن لم تشكر ، فلتبك الآن دما ، فقد صار ذلك الحسن بريئا من الكافر ، " منتفيا عنه " .
- " أمة الكفران أضل أعمالهم ، أمة الإيمان أصلح بالهم " “ 1 “
 ..............................................................
( 1 ) بالعربية في المتن الفارسي .
 
“ 135 “
 
- لقد ضاع الحسن والفضل لانعدام الشكر ، بحيث لا يرى " الكافر " أثرا منها أبدا .
- فلقد ضاع منه " كل إحساس " بالصلة والقرابة أو بانعدامهما ، وبالشكر والوداد ، بحيث لم يعد يذكرها .
- فإن " أضل أعمالهم " أيها الكافرين ، تعنى ضياع الرغبة من كل من بلغ منيته
 
1000 - اللهم إلا من أهل الشكر وأهل الوفاء ، فإن الدولة تحل في أثرهم أينما يحلون .
- ومتى تعطي الدولة الزائلة القوة ؟ إن الدولة المقبلة هي التي تهب الخاصية .
- فافترض من هذه الدولة مصداقا لقوله : أقرضوا ، حتى ترى مائة دولة أمامك
- وقلل من الشرب هنا ، من أجل نفلسك ، حتى تجد حوض الكوثر أمامك .
- وذلك الذي صب جرعة على تراب الوفاء ، متى يستطيع صيد الدولة أن يفر منه ؟
 
- 1005إنه يسعد قلوبهم مصداقا لقولهأَصْلَحَ بالَهُمْ، و " رد من بعد النوى أنزالهم " “ 1 “
- قائلا : يا أيها الأجل ، يا أيها التركي المغير على القرية ، رد على هلاء الشكورين ما أخذته منهم .
- فيقوم برده إليهم ، لكنهم لا يقبلونه ، ذلك أنهم نعموا ببضاعة الروح .
- ويقولون : نحن من الصوفية ، وقد مزقنا الخرق ، ولا نأخذها ثانية ، ما دمنا قد قامرنا بها .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
 
“ 136 “
 
- لقد عوضنا ، فما هو هذا العوض آخرا ، لقد ذهبت عنا الحاجة والحرص والغرض .
 
1010ولقد خرجنا من الماء المالح المهلك ، وتقاطرنا على الرحيق وعين الكوثر .
- وما قمت بفعله أيتها الدنيا مع الآخرين من غدر ومكر ودلال ثقيل ، - نصبه نحن على رأسك جزاء وفاقا لك ، فنحن شهداء قدمنا إلى الغزو .
- حتى تعلمين أن للإله الطاهر عبادا ، ديدنهم الهجوم والجدال والمعارضة والمراء معك .
- إنهم ينتزعون شوارب مكر الدنيا ، وينصبون خيامهم على قلاع النصر
 
1015 - لقد صار هؤلاء الشهداء غزاة من جديد ، وهؤلاء الأسرى أوشكوا من جديد على النصر .
- ولقد أطلوا برؤوسهم مرة ثانية من العدم ، قائلين : أنظر إلينا إن لم تكن أكمه .
- حتى تعلم أن هناك شموسا في العدم ، وأن ما يسمى شمس هنا ، هي هناك نجمة سها .
- وكيف يكون الوجود في العدم أيها الأخ ؟ وكيف يكون الضد مكنونا في ضده ؟
- فاعلم أنه يخرج الحي من الميت ، حتى صار العدم أملا عند العابدين .
 
- 1020وذلك الزارع الذي تكون أهراؤه خالية ومع ذلك يكون سعيدا ، أليس ذلك على أمل ما هو " موجود " في العدم ؟ !
- فإن ذلك " الزرع " ينبت من العدم ، وافهم ، إن كنت واقفا على المعاني 
 
“ 137 “
  
- إنك تكون منتظرا لحظة بلحظة " ما يأتي " من العدم ، وأن تجد الفهم ولذة السكينة والبر .
- وليس هناك إذن بكشف هذا السر ، وإلا لجعلت كل " كفرة " الأبخاز من " مؤمني " بغداد .
- ومن ثم فإن خزانة صنع الحق هي العدم ، فهو يأتي منها بالعطايا ، لحظة بلحظة .
 
1025 - فالحق مبدع ، والمبدع هو الذي يأتي بالفرع ، دون أن يكون له أصل أو سند .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: شرح حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد مارس 28, 2021 10:52 am

شرح حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا على مدونة عبدالله المسافر بالله

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

شرح حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل 
( 536 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت كما قال فروزانفر مأخوذة من أبيات للشاعر سعد الدين شرف الحكماء كافى البخاري :
رأيت طاووسا يقتلع جناحه ، قلت له : لا تفعل فإن جناحك جميل ذو بهاء .
فبكى بكاء مرا وقال لي : أيها الحكيم ألست عالما بأن عدوى اللدود هو جناحي هذا ؟ ! ( مآخذ / 161 - 162 ) . والواقع أن الفكرة تكاد تكون عامة وشائعة ، وقد تناولها مولانا بشكل أقل تفصيلا في الكتاب الأول : ( الأبيات 209 - 212 ) نعم ، إن مقتل المرء في موضع الجمال فيه وفي موضع القوة فيه ، وإلا فمن الذي يقصد الضعفاء بسوء ، وأقوى عضو في الإنسان هو الذي يصاب بأخطر الأمراض .
 
( 542 - 548 ) : يقابل مولانا جلال الدين بين سلوكين في الطريق ، سلوك الدلال ، وهو مستهجن ، لأنه فيه يكمن الخطر ، فمهما كنت معززا مكرما عند المليك ، فإنه يريد منك الضراعة وشكر النعمة ، لا التدلل ، والخروج عن هذه النعمة ، فإن هذا من الكفران ، الله لا يقول لك : اخرج عن النعمة التي أنعمتها عليك ، بل يقول لك إياك أن تخرجك هذه النعمة عن طورك ، فأين العفة إن لم يكن ثم إغراء ، وأين الإنفاق إن لم يكن ثم كسب ، وأين الاعتصام إن لم يكن ثم إغواء ، وأين الجهاد إن لم يكن ثم حرب ( انظر الأبيات 574 - 582 من هذا الكتاب ) .
 
( 549 - 552 ) :إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ( الأنعام / 95 ) إذا كانت الأشياء تخرج من أضدادها ، والوجود يخرج من العدم ، فكن ميتا لتحيا وعدما لتصبح موجوداً ، تواضع لكي تجد الرفعة ، فكيف ينبثق منك النهار دون أن تكون ليلا ، والربيع دون أن تكون في البداية شتاء ، وفي تفسير صوفي لنجم الدين كبرى : يخرج القلب الحي بنور الله من النفس الميتة عن صفاتها وأخلاقها الذميمة إظهاراً للطفه ورحمته ، ويخرج القلب الميت من الأخلاق الحميدة الروحانية من النفس
 
“ 453 “ 
 
الحية بالصفات الحيوانية الشهوانية إظهارا لقهره ويحيى الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون من العدم إلى الوجود ، ( مولوى 5 / 87 ) ، ويضيف السبزواري " على ما جاء في قول أفلاطون :
مت بالإرادة تحيا بالطبيعة " ( سبزوارى / 341 ) .
 
( 557 - 558 ) : ليس المقصود بالطبع النهى عن الفكر على أساس أنه هو الذي يخرج النفس المطمئنة عن اطمئنانها ، بل الخواطر الفاسدة والفيهقة والتزيد والتنطع وتصنع الفكر ومناقشة ما لا يناقش ، كلها أمور تعكر صفو النفس المطمئنة هذا هو الجدال فيما نهى عن الجدال فيه ، إنها كلها كأنها أظافر مسمومة ، ووجه الروح الجميل يخمش منها بعمق ، ويروى يوسف بن أحمد حديثا : " إياكم والتعمق في الدين ، فإن الله تعالى قد جعله سهلا فخذوا منه ما تطيقون " .
والحديث المروى هو : [ إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ] .
 
( 5 / 89 ) والنفس المطمئنة في تعريف لنجم الدين الرازي هي نفوس الأنبياء والأولياء وهي في الصف الأول في عالم الأرواح ( مرصاد العباد 369 ) ( 559 - 570 ) : إن كل هذه العقد والمشاكل التي تطرحها الفلسفة لكن تطرح لها الحلول لا طائل من ورائها إلا تضييع العمر ، إن العقدة الحقيقية والمشكلة الأولى التي ينبغي أن يطرحها الإنسان على نفسه ، هي : هل هو شقى أو سعيد ؟ هذا هو المشكل الوحيد حقيقة ، فالفكر المجرد ، والمشاكل المجردة التي تطرحها الفلسفة وإن أثرت تاريخ الفكر الإنسانى ، إلا أنها حقيقة لم تسهم بدور يذكر في حل المشاكل الحقيقية التي تواجه البشرية ، إنها حرب تدور في مخايل المفكرين والفلاسفة حول مشاكل مجردة حول الوجود والماهية وما إلى ذلك ( جعفري 11 / 236 ) إن كل الأعيان والأعراض ذات حدود معلومة ، لكن أي حد يمكن أن يستوعب روح الإنسان التي جاوزت كل الحدود ، أليست في النهاية روحا ربانية " وليس هناك شأن ليس فيه شأنه " ، ( سبزوارى / 341 ) ، فالموجود المطلق هو الموجود بوجود الله وبإيجاد الله والباقي المطلق هو الباقي ببقاء الله وبإبقاء الله ، وهو القادر على الوصول إلى اللامحدود أي
 
“ 454 “
  
مرتبة " لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل " ، وأين من هذا طوائف المشتغلين بالدليل ، والقياس والاستنباط ، والأسباب والوسائط والاستدلال بالصنع على وجود الصانع ؟ كل هذا من قبيل الجهل الذي يدفع الجاهل إلى البحث عن الشمس الساطعة على أضواء الشموع ( سبزوارى / 342 ) والصفى يمضى إلى لب الحقيقة دون وسائط ( عن الفرق بين أسلوب الفلسفي وأسلوب الصفى ، انظر الكتاب الأول ، الأبيات 2162 و 3291 و 3296 وشروحها والكتاب الرابع الأبيات 2834 وما تلاه وشروحها ) .
 
( 574 - 581 ) : عن أنس قال : توفى لعثمان بن مظعون رضي الله عنه ابن ، فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ من داره مسجداً يتعبد فيه ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فقال له : يا عثمان إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية ، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله " ، ليس في الإسلام عفة بخصى ، أو جهاد بغير عدو ، وكيف يمكن معرفة صمودك أمام الإغواء ، إن لم يكن إغواء ؟ ! إنما يكون الجهاد بقدر ما يكون العدو ، ويكون الانتصار بقدر مرارة الحرب ، وكيف يبين الإنسان الصبر إن لم يكن هناك ما يصبر عليه أو يتصبر عنه ؟ ! وكيف يمكن معرفة صدق المرء إن لم يتعرض للابتلاء ؟ ! وبقدر المشقة يكون الجزاء . ليس المطلوب أن تقتلع الطبيعة من نفسك بل أن تقاومها ! !
 
( 586 - 599 ) : من الحديث القدسي : " من عشقنى عشقته ومن عشقته قتلته ومن قتلته فعلى ديته ومن على ديته فأنا ديته " ( سبزوارى / 443 ) . أورده فروزانفر ( أحاديث مثنوى / 134 ) من أحبني قتلته ومن قتلته فأنا ديته ، عن المنهج القوى 4 / 398 . وعن العشق عد إلى الكتاب الثالث ، الأبيات 3830 وما بعده وشروحها وثمة فرق شاسع بين تعبيره هناك وتعبيره هنا ، وبقدر الوجد يكون التعبير عن العشق ، إنه يعبر هنا عن أفكار شديدة المباشرة ، فالعشق نار يحرق كل ما سواه ، وسيف " لا " في عبارة " لا إله إلا الله " ، هو الذي يحرق كل شئ ويقضى على كل شئ ، فلا يبقى " إلا الله " ، وكل أنواع الحسن في العالم انعكاس
 
“ 455 “
 
للحسن الإلهى ، بل إن الحسن الإلهى هو بمثابة الروح لأنواع الحسن أو بتعبير ابن الفارض :وكل مليح حسنه من جمالها * معار له بل حسن كل مليحة( انقروى 5 / 159 ) . وما تفرق الناس خلف كل لذة يظنونها إلا لأنهم ابتعدوا عن هذا الجمال الحقيقي ، ولم لا ، إن أي جمال بالنسبة له كالدخان بالنسبة للنار ، ومن لم ير عدالة عمر بن عبد العزيز يظن الحجاج بن يوسف عادلا ، والطائر أو الروح التي لم تعرف العشق الخالص ، إنما تطوف حول العشق المجازى وهو بمثابة الماء المالح بالنسبة للماء العذب .
 
( 600 - 603 ) : ومن هنا فأنت في هذه الدنيا حتى تعرف قيمة الجنة والدار الآخرة وهي الحيوان لو كنت تعلم وما حياتك فيها عندما تدرك ما وراءها إلا كالقائم بنخل التراب عسى أن يجد فيه فتات رزق ، وأنت هلوع من الموت نفور من ذلك العالم الطاهر ، لا زلت متمتعا في السجن مع أنك تدعى الإيمان ، وما الدنيا إلا " سجن للمؤمن "
 
( 605 ) : قال السيوطي في كتاب بشرى الكئيب بلقاء الحبيب ، أخرج النسائي عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم : " ما على الأرض نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا وما فيها " ( مولوى 5 / 98 ) . ونقل جعفري عن انقروى ( ولم أجدها عند انقروى ) ما من أحد يموت إلا ندم ، إن كان محسنا ندم ان لم يكن ازداد ( ؟ ) وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون نزع " ( جعفري / 11 - 248 ) .
 
( 612 - 619 ) : عودة إلى حوار الطاووس مع الحكيم ، لقد اقتنع الطاووس بقول الحكيم ، وهنا هو يحار جوابا فيبكى بكاء مراً ، إنه بكاء ذلك الذي فصل من حيث أراد الوصل وأبعد من حيث أراد القرب ، وهو البكاء الجدير بأن يثير بكاء الأرض وبكاء السماء ، والعقول والقلوب تبكى لأنها منسوبة إلى العرش ، ومن ثم فهي من معدن الرحمة .
 
( 620 - 624 ) : يتكرر مثال هاروت وماروت كثيرا في مثنوى مولانا ( الكتاب الأول :
الأبيات 3334 وما بعده ، الكتاب الثاني ، الأبيات 2475 ما بعده والكتاب الثالث الأبيات 796
 
“ 456 “
 
- 802 ) .
ويدق مولانا على الموضع على أساس أن الإنسان يستطيع أن يتفوق على الملائكة مع أن الشهوة مركبة فيه ، لأن الملائكة أنفسهم لو ركب فيهم ما ركب في البشر ما استطاعوا مقاومته والمثال هاروت وماروت وتتضح هذه الفكرة فيما ورد في الكتاب الأول .
 
لقد كان حبس هاروت وماروت في جب بابل أشبه بحبس الروح والعقل في بئر الجسد والطبيعة ، ويتناول مولانا هنا تعلمهما السحر ، لقد كان تعلمهما إياه على سبيل الفتنة والامتحان ، ومع ذلك فهما يعلمانه للخلق لكن بعد تبصيره بأنه فتنة ، وهكذا فليس كل علم مما يتعلم لأي إنسان ( انظر حكاية اسم الله الأعظم في الكتاب الثاني ، وحكاية تعلم لسان الطير والكلام في الكتاب الثالث ) ،وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ.
 
ويعارض الانقروى بعض أجزاء الرواية الخاصة بوقوعهما أي الملكين على امرأة تسمى زهرة ، وإنها صعدت معهما إلى السماء فتعلمت السحر إلى آخره ، فهذا نقلا عن القاضي البيضاوي مروى عن اليهود أي أنه من الإسرائيليات ، كما نقل عن الفخر الرازي ، إن هذه الرواية فاسدة مردودة ليس في كتاب الله ما يدل عليها بل فيه ما يدل على خلافها من وجوه ،
الأول : ما فيه من الدلائل الدالة على عصمة الملائكة من كل المعاصي
وثانيها : أن قولهم أنهما خيرا بين العذابين ممنوع إذ كان الأولى أن يخيرا بين التوبة والعذاب لأن الله تعالى خير بينهما من أشرك طول عمره ، فكيف يبخل عليهما بذلك ؟
وثالثهما : أن من أعجب الأمور قولهم إنهما يعلمان السحر حالة كونهما معذبين أما الإمام السيوطي فقد اعترف بصحة الرواية ، ويفرغ الانقروى إلى مثل ما علق به أحدهم على حاشية البيضاوي ، وهو - أي المعلق - بالتأكيد ذو مشرب صوفي وتفسيره أقرب إلى تفسيرات نجم الدين كبرى على القرآن الكريم ، المراد بأحد الملكين الروح الإنسانى وبالملك الآخر العقل ووجه التعبير بالملكين إنهما مصدران لكل خير وهبوطهما إلى الأرض نزولهما من عالم الأنوار إلى عالم الطبيعة وبالمرأة المسماة بالزهرة هي النفس الأمارة بالسوء وتعشق الملكين بها ابتلاء الروح والعقل بالنفس
 
“ 457 “
  
الأمارة بأنهما انقادا لأمرها بالشرور وبكونهما محبوسين في بئر بابل ابتلاء الروح والعقل بجب البدن الترابى وبكونهما معذبين في البئر إلى يوم القيامة عبارة عن ابتلائهما بالكدورات البشرية إلى الموت فإنهما يتجردان عند خراب البدن فيعودان إلى عالم الأنوار ( انقروى 5 / 167 - 168 ) وواضح أن مولانا في المثنوى طابق هذا التفسير تماما .
 
( 625 - 640 ) : انعدام الوسيلة خير بالنسبة لمن لا يستطيع المقاومة ، والخير والشر كلاهما كامن في النفس البشرية ، وكلاهما مستعد للحركة عند الدعوة ، والفكرة تتكرر عند مولانا بشكل أو بآخر ، ( مثلها الأكثر وضوحا في الكتاب الثالث ، حكاية صياد الحيات والحية التي ظنها ميتة لكنها كانت متجمدة حركتها شمس الفراق ، وهي رمز للنفس المتجمدة التي لا تجد الوسيلة لكنها إن وجدتها فهي أسد هصور ) وهذه النفس هنا مثال الكلاب النائمة الهامدة ، لأنه ليس هناك ما يحرك شهوتها ، حتى إذا نفق حمار في الحارة استيقظت فيها كل صفاتها السبعية ، أو كالبزاة عندما تخاط عينها فلا تفتح إلا على الصيد ، أو كشهوة المريض إلى الطعام ، عظيم ، إن كنت قادرا فتعرض للامتحان ، ولكن إن لم تكن قادرا ، فأولى بك أن تترك كلاب البدن نائمة .
 
( 647 ) : روى عن ابن عمر في الجامع الصغير أنه صلّى اللّه عليه وسلّم قال : ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات ، فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ، وخشية الله في السر والعلانية ، وأما الكفارات فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في السرات ( الغدوات الباردات ) ونقل الأقدام إلى الجماعات وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام " ( مولوى 5 / 103 ) ، جامع 1 / 138 .
 
( 650 - 660 ) : إن لم تكن متقيا ، وإن لم تكن آمنا أنك في حفظ الله ، فدعك من الآلة ، وتخل عنها ، وهذا الجناح هو الآلة ، آلة عجبك وتيهك وغرورك ، إنه سلاح في يد طفل أو
 
“ 458 “
 
في يد ثمل فانزع هذا السلاح ، وإلا وقع سلاحك في يد خصمك وقضى به عليك ، نعم : القوة لمن يستطيع أن يسيطر عليها لا لذلك الذي تسيطر عليه والسلطة كذلك .
 
( 670 - 672 ) : هكذا يكون من خصمه نفسه التي بين جنبيه ، من يحمل بين جوانحه سلاحا يقضى عليه ، إنه يكون في هلع دائم ، ومن هنا كان صلّى اللّه عليه وسلّم يقول : [ اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ] إن هذه النفس العدوة تكون تابعاً للمرء كأنها ظله ، وهل يستطيع الإنسان أن يهرب من ظله ؟ ! والنفس ظل في مقابل العقل والقلب اللذين هما بمثابة النور .
 
( 672 - 682 ) : صاحب الفناء الذي اختار الفقر على الغنى والضعف على القدرة يكون نورا خالصا كمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم الذي كان نورا خالصا ومن ثم لم يكن لجسده ظل ( جلبنارلى - 5 / 128 ) وهكذا لأنه صلّى اللّه عليه وسلّم افتخر بالفقر فقال : " الفقر فخرى " وبه افتخر على كل الأنبياء ، صار نورا للدين وشمعا لليقين ، فهل هناك ظل للشمع ، الشمع بأجمعه نور ومن ثم فلا ظل له ، واللهيب محترق في الشمع ، والشمع محترق في اللهيب ، أي شمع وأي لهيب ؟ إنني أقصد هنا شيئا آخر فإياك أن تتصور الشمع الظاهري ، إنني أقصد شمعا آخر هو شمعة الجسد التي تحتوى على نور الروح داخلها ، وكلما ذابت تجلى شعاع الروح كأعظم ما يكون التجلي ، ولا ظل للروح ، فمتى يكون النور الخالص ظل ؟ !
 
( 683 - 695 ) : ولأضرب لك مثلا آخر : من السحاب والقمر ، السحاب له ظل والقمر لا ظل له ، صحيح أن السحاب قد يغطى القمر لكن السحاب نفسه يظل قابسا من ضوء القمر ، فانظر إلى لطف القمر بالرغم من أن السحاب عدو له إلا أنه متمتع بنوره ، بالرغم من أنه حجاب عليه إلا أنه ينال نصيبا من نوره ، وهكذا رجل الله ، لا يمنع فيضه حتى عن العدو ، فهو لا ينقص لفيضه هذا ، لأن هذا الفيض يستمد من البحر الذي لا ينفد ، هذا النور الذي لا ينفد تستمد منه كل الموجودات نورها وإن كان النور أصيلا في القمر ( النبي - الولي - المرشد ) فهو عارية على كل من يستمد منه هذا النور .
 
“ 459 “
 
( 696 - 701 ) : وفي القيامة ، تعلم أصل النور ، تعلم أن الشمس واسطة والقمر واسطة ، وتعلم أن كل ما تظنه أصلا إنما هو في الحقيقة عارية أظهرت الجمال الإلهى فترة من الزمن على هذه الموجودات الصماء الخالية من الجمال ، وأن معدن الجمال الحقيقي هو السبب في كل هذه الأنوار وهو أصلها فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ ، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ، كَلَّا لا وَزَرَ ، إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ( القيامة / 7 - 12 ) .
 
حينئذ يضع الإنسان يده على الأم الحقيقية ، ويعلم أن الملك لله الواحد القهار ، وأن كل هذه التي كان يظنها في الدنيا " أمهات " هن مجرد حواضن مستأجرات من أجل نور مستعار ومن أجل حنان بالأجر . وشتان ما بين الحاضنة والأم ( عن الحاضنة والأم انظر أيضاً الكتاب الثاني الأبيات 2981 - 2983 ) .
 
( 702 - 705 ) : الوسائط تزيد في الوسائط ، إن طلب النور من الأصل ، أو طلب اللبن من الأم لا من المرضعة هو أطيب بالنسبة للمريد السالك ، ويعتبر المولوية أن الوسائط هي بمثابة ( انتظار القلب ) فاطلب لطفه من لطفه ورحمته من رحمته ، ودعك من الوسائط فإنها حجب ( جلبنارلى 5 / 130 - 129 ) .
 
( 705 - 709 ) : ألا تصدق إنه من الممكن أن يكون مطر ( رحمة ) بلا سحاب ( وساطة ) .
عد إذن إلى ما ورد في الكتاب الأول قصة عائشة رضي الله عنها وسؤالها المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم قائلة إن السماء أمطرت اليوم عندما ذهبت إلى المقابر فلماذا لم تبتل ثيابك ؟ ! ( البيت 2023 وما بعده ) أما السقاية من مطر ولا سحاب فانظر الكتاب الثالث ، الأبيات 3130 وما بعدها وشروحها ) ، وهكذا الأجساد إن استمدت النور من معدن النور بلا واسطة تنتفى عنها صفات الأجساد .
 
“ 460 “
 
( 710 - 718 ) : يقول الطاووس إن جناحي متعة للغير ، ورأسي هي من أجلى أنا ، فيها سمعي وفيها بصرى ، فكيف يضحى المرء برأسه من أجل متعة الغير ، إن هذا كفر مطلق ، كيف تزين نفسك وتجعل نفسك كالسكر ، من أجل أن تأكلك الببغاوات ؟ ! لماذا تجعل نفسك كالجيفة يمدحها الكلاب بينما هم يلتهمونها ، لا ، فلتكن نفسك مر اللحم حتى لا يأتي الصيادون نحوك ، اعبس أيها الشيخ حتى لا يجتمع إليك كل عاطل من أجل الاستمداد منك ( انظر الكتاب الرابع ، الأبيات 1025 وما بعده وشروحها ) .
فهمت إذن لماذا خرق الخضر السفينة ؟ ! ولماذا فخر أحمد صلّى اللّه عليه وسلّم بالفقر ؟ ! ولماذا توضع الكنوز في الخرابات ؟ ! إذا كنت لا تستطيع أن تقتلع عوامل قوتك وغرورك وعجبك فابتعد عن الناس إذن حتى لا يأكلوك ويمزقوك بددا ، وتصبح بين مخالبهم كالجيفة بين مخالب الكلاب .
 
( 719 - 725 ) : عن أن كل العالم آكل ومأكول ، انظر مقدمة الكتاب الثالث ، الأبيات 37 وما بعده وشروحها . والمثال هنا عن اللص والمتاع والطويئر الذي يأكل الدود مكرر بنصه .
( 726 ) : إشارة إلى الآية الكريمةقُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ( الأنعام / 14 ) .
 
( 729 - 734 ) : بل إن الأفكار والأوهام ، والخيالات في داخلك تنقسم بدورها أيضاً إلى آكل ومأكول ، فكل فكرة تتغذى على فكرة أخرى وكل خيال يتغذى على خيال آخر ، وفكرة أن الأفكار كالنحل ، والنوم كالماء ، تفسير لفكرة سبق ورودها في الكتاب الرابع ( الأبيات 435 وما بعده وشروحها ) . هذه الخيالات والأوهام التي تطوف حولك كالنحل أو الذباب وتشتتك وتفرق خاطرك ، هي أقل الآكلين ، فدعك منها ، واهرب من أفكارك وخيالاتك إلى الله ، ولتجعل همك هما واحدا حتى يخلصك مصداقا لقوله تعالىإِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ( هود / 57 ) وقولهفَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ( يوسف / 64 ) .
 
“ 461 “ 
 
( 735 - 745 ) : إن لم يكن ثم عقل ، وإن لم تكن تستطيع أن تعرف الطريق إلى أرحم الراحمين ، فعليك بمن وجدوا الحفظ ، ضع يدك في أيديهم ، فهذه هي بيعتك في زمانك ، وسوف تكون بعدها من أهل البيعة التي وردت في القرآن الكريم إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ، فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً( الفتح : 10 )
بهذه البيعة تكون قد حضرت على نبي زمانك ، تكون قد حضرت الحديبية ، وتكون من العشرة المبشرين بالجنة ، هنا تتحقق لكل المعية " فالمرء مع من أحب " كما يقول صلّى اللّه عليه وسلّم ، وتنال الدنيا والآخرة معا . فمن تشبه بقوم فمنهم ومن أحب قوما حشر في زمرتهم .
 
( 748 - 753 ) : وإذا كنت تريد أن تتعظ وتعلم النهاية فانظر إلى مصارع الفجار ، وكفى بموت الجار واعظا ، إنك لا ترى يد الله التي فوق كل الأيدي ، إذن فاعلم أن الله سبحانه وتعالى يُهلك بلا يد ، ويقمع بلا آلة ، وغدا يا منكر لوجوده ، تقر أثناء العذاب أنه موجود ، ويا من تقول أنه بعيد ، تجأر بصوتك مناديا إياه مستنجداً قائلا " يا قريب " .
 
( 761 - 764 ) : لقد بقيت في الذنب واقعا في الفخ بحث إنك عندما فكرت أن تنجو ، كان الفخ قد التصق بك والتصق بجناحك ، فماذا أفعل ؟ ! وماذا ينبغي أن تفعل أنت إلا أن تستغنى عن هذا الجناح ، هيا ضح بالجناح من المال والجاه والمكنة والثروة كما يضحى الثعلب بذيله من أجل أن يظفر بالخلاص ، وينجو . ها أنا أحدثك على قدر عقلك ، وإلا فإن هناك وسائل كثيرة ، لكنك لن تفهمها ، وربما تسىء فهمها ، فيزداد ضياعك ووقوعك في الفخ ، هيا اقطع الحبال التي أحاطت بك ، حبال الحرص والحسد ، فحول نفسك الأمارة التي تشبه زوج أبى لهب في جدلها وحقدها وحسدها ، حبلٌ من مسد ، فحطم هذه الحبال وانج .
 
( 768 - 775 ) : إشارة إلى الآية الكريمةقالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ، قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ، قالَ
 
“ 462 “
 
فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ( الأعراف / 13 - 16 ) . إن أتباع إبليس يطلبون العمر الطويل لا لطاعة الله بل للانغماس في المعصية ، فكأنهم يطلبون زيادة ذنوبهم ، لقد خلقت لهم قرني اعتداء ، وبدلا من أن يطلبوا من الله أن يخفف من ذنوبهم ، يطلبون إضافة قرنين آخرين ، وبدلا من أن ينادواقالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ( الأعراف / 23 ) يطلبون العمر الطويل ، وليتهم يطلبون التوبة أو القرب أو حتى الموت حتى لا يزدادوا انغماسا في المعصية ، وتزداد ذنوبهم .
 
( 781 ) : قال السبزواري : تبديل الأعيان الثابتة من الثبوت إلى الوجود وتبديل الماهيات من الليس إلى الأيس ومن الظلمة إلى النور وتبديل الذوات في التكميلات من الطبع إلى النفس ومن النفس إلى العقل ومن العقل إلى المحو في الحق والطمس والمحق فيه ( سبزوارى / 348 ) .
 
( 784 ) :وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى.


( 785 ) : تجعل من المخلوقين من التراب سكان سماء من أمثال الأنبياء والأولياء ، والنجوم في الأرض هم الأنبياء والأولياء والمرشدين ، مصداقا للحديث النبوي [ أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ] .
 
( 786 ) : كلما ازداد تمنع المرء بطيبات الحياة الدنيا ، كان الموت أسرع إليه ، حقيقة ازدادت ثباتا أخيرا ، فكأن المرء وهو منصرف إلى لذائذ الدنيا بنهم وهي أشبه بالسم أو بالمخدر ، يكون أسرع إلى هدم قواه وأسرع إلى الموت .
 
( 788 - 795 ) : كون فناء الإنسان رقى له ، انظر الكتاب الثالث الأبيات 3902 - 3907 وشروحها ، الكتاب الرابع ، الأبيات 3687 وما بعدها وشروحها حيث يدق مولانا على هذه الفكرة كثيرا إن الإنسان يفنى من حيث يريد البقاء ويبقى من حيث يظن الفناء ، وكلها خلق
 
“ 463 “
 
من بعد خلق دون واسطة وعليك أن تبقى حائراً فالحيرة هي الطريق إلى المعرفة ، ومن هنا قال بعض الصوفية " يا دليل المتحيرين زدني تحيرا " ( انظر عن الحيرة الكتاب الثالث ، الأبيات 1116 وما بعدها وشروحها ) .
 
( 802 - 806 ) : إنك على وعى تام بهذه المراحل وتحسها فيك ، فأنت جامع الجماد والنبات والحيوان ( انظر ناصر خسرو ، جامع الحكمتين ، الترجمة العربية لكاتب هذه السطور ، ص 377 وما بعدها ، وانظر الكتاب الرابع - مقدمة الترجمة العربية لكاتب هذه السطور ) لكن إلى مرحلة معينة ، إلى البر ، إلى عالم الخلق ، لكن بداية من مرحلة عالم الأمر تبدأ منازل البحر الذي لا يدرك ساحله ، فبحر الحقيقة أو بحر الوحدة ليس فيه علامة أو مرتبة أو منزل ، أصل منازله ليست على نسق منازل الأرض ذات السقوف والأبواب ، ولا أسماء لها ، ولا علامات فيها ، فالأسماء والعلامات والأوصاف كلها أمور جديرة بعالم الخلق ، إن المنزل الواحد فيها بكل المنازل التي قطعتها بين مرحلة النماء ، ومرحلة تحولك إلى عين من الأعيان ، فتخيل إذن قيمة ما لا تعرف بنظرتك إلى ما تعرف وعجبك به على قلته .
 
( 809 ) : كل سنة جديدة أفضل لك من ثلاث سنوات قديمة يعنى أن عطاء المبدل الذي يخلع عنك القديم يعوضك عنه بجديد يفوق هذا القديم في كل شئ ، خلقا من بعد خلق ، في أحسن تقويم ، فانظر دائما إلى الأمام ، ولا تنظر إلى الماضي وإلى الخلف ، فعطايا الله سبحانه وتعالى في ازدياد كما ، وفي تحسن كيفا ، وإن لم تكن لتصدق ، فانظر إلى ماذا كنت وكيف أصبحت ، لكي تستطيع أن تتخيل إن سرت على نفس الجادة ، إلام ستصير ؟ ! !
 
( 817 - 821 ) : ليست هذه قيمتك ، وليس هذا مكانك ولا يليق بك أن ترضى بما أنت عليه من قبح ، لست قبيحا لكنك من معدن الجمال ، لست من الأرض بل من الجنة ، فلا تقنع بالأرض وليكن سعيك إلى تمام الدائرة ، وطي قوس الصعود ، حتى تتم الدائرة ، وإلا فأنت في عذاب حقيقي ، عذاب لوجودك في غير بيتك ، وفي غير المحيط الجدير بك ، وفي غير
 
“ 464 “
 
الجو الحقيقي الذي ينبغي أن تعود إليه ، ومن هذه أنت جدير بالرحمة وبالشفقة .
 
( 822 - 832 ) : نعم أنت جدير بالرحمة والشفقة على موجب الحديث الشريف ارحموا ثلاثا ، عزيز قوم ذل وغنى قوم افتقر وعالما لعبت به الجهال ) أي استهزءوا عليه ( انظر أحاديث مثنوى 156 وفي رواية انه من أقوال الفضيل بن عياض ) .
وهو أشد الغرباء ، قال صلّى اللّه عليه وسلّم أحب العباد إلى الله تعالى الغرباء قالوا من الغرباء يا رسول الله ؟ ! قال : الفرار بدينهم يجتمعون مع عيسى بن مريم يوم القيامة . قال شيخ الإسلام : الغريب حالا هو رجل صالح في زمان فاسد بين قوم فاسدين أو عالم بين قوم جاهلين أو صديق بين قوم منافقين وهذا من الغرباء الذين طوبى لهم على موجب قوله صلّى اللّه عليه وسلّم
( إن الدين بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ) قال شيخ الإسلام غربة العارف هي غربة القربة لأنه غريب في الدنيا والآخرة ( مولوى 5 / 128 )
وعن علي رضى اللّه عنه : ثلاثة يُرحمون عاقل يجرى عليه حكم جاهل ، وضعيف في يد ظالم قوى ، وكريم قوم احتاج إلى لئيم . ( جعفري 11 / 295 ) .
والأوصاف كالأجساد من اتصف بشئ غير مشهور في مجتمعه نبذ من هذا المجتمع ، ومن فقد صفة من صفته فكأنما فقد عضوا من جسده ، ونحن جميعا نعانى ، لقد شربنا كأس الميثاق ومعاهدة الله على العبودية ، وكلنا يعاني من خمار تلك الخمر التي شربها في ذلك اليوم في المحضر الإلهى ، آفتنا الأولى أننا بشر ، من نفخة السلطان ، وأبناء الخليفة ، لو كنا من أصل سىء لاسترحنا ، فهل بحث كلب أو قط عن السلطنة إنه ابن آدم وحده الذي يعيش في غربة غريبة يعز به أنه أصبح في الأسمال والملابس الخلقة ، بينما هو في داخله يطمح إلى السيادة والسلطنة .
 
( 833 ) : حكاية أخرى من الحكايات التي تجاهلها فروزانفر ولم يذكرها في المآخذ وتبدو الحكاية من الأمثلة التي يضربها مولانا جلال الدين ، المهتم اهتماما خاصا بقضية المتجانس ضرب عليها الأمثلة كثيرا من عالم الحيوان وعالم البشر وعالم النبات .
 
( 845 ) : ذكر فروزانفر أن الحكاية مأخوذة عن معجم البلدان لياقوت عند ذكر قم ، كما نقل
 
“ 465 “
 
القاضي نور الله الشوشتري في كتابه مجالس المؤمنين هذه الحكاية وقال أن نظيرها مذكور بالنسبة لمدينة سبزوار ، وهناك أيضاً حادثة تاريخية ذكرها عطا ملك الجويني في الجزء الثاني من كتاب تاريخ جهانكشاى عن حصار للسلطان لسبوزار حتى تشفع أحد شيوخها ويسمى أحمد البديلي ( استعلامى 5 / 255 ) ، وواضح أن مولانا كون من الحادثة التاريخية ومن رواية ياقوت حكاية تشبه هذه ( عن مآخذ / 162 - 163 ) وقد حكم محمد خوارزمشاه من 568 للهجرة وكان هجومه على سبزوار سنة 582 للهجرة .
 
( 887 ) : قتو : اسم مدينة في ما وراء النهر .
 
( 869 ) : [ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] ( حديث نبوي ) جامع 1 / 74 .
 
( 872 ) : قال أبو يزيد البسطامي : لو كان العرش وما حوله في زاوية من زوايا العارف ما أحس به ، وورد في الحديث النبوي : ما وسعتنى أرضى وسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ( انقروى - 5 / 9219 .
 
( 919 ) : قال يوسف بن أحمد " روحانية أهل الله لا تزول بصورة الفقر " ( 5 / 140 ) .
 
( 925 ) : انظر شرح الأبيات 822 - 832 من نفس هذا الكتاب .
 
( 926 - 931 ) : تبداً غربة الإسلام بقول مولانا جلال الدين عندما ينفر منه أهله يتركونه ويضيعونه أو يمسخونه ويأخذون الصورة التي يروجها أعداؤه عنها ، يؤولونه ويتركون أسسه ، يجردونه من السلطة ليظل مجرد شعائر وعبادات ، يشوهه العدو في أعيننا ونتقبل نحن هذا التشويه ، يزاح من قلوبنا بعد أن أزيح من حياتنا ثم من عقولنا ، يأتي العدو ويسلط عليه بعض المنتسبين إليه بالاسم ، فيقولون ما لا يجرؤ العدو على قوله ، هذه هي غربة الإسلام الحقيقية عندما يصبح غريبا بين أهله ، موضع كراهيتهم وقتالهم ، تظل منه صورة خالية من الطعم والرائحة ، مجرد صورة ، نتبجح على أساسها ونقول " ماذا حدث للإسلام ،
 
“ 466 “
 
ألسنا مسلمين ؟ ! وبالتالي نظل في الضياع والتيه والفرقة والتبعية الثقافية والاقتصادية ، وحتى أغنياؤنا يظلون تبعا ، ولا يدرى أحد أن هذا التيه وهذا الضياع لأننا فرطنا في أساس وجودنا وكرهنا سبب حياتنا ، ونفرنا من عنصر عزنا ، فأصبح فينا غريبا ، وأصبحنا مجرد أبقار منذ أن وضع أسد الإسلام في إهاب بقرة ( حقيقة ليست مجازا ) وإلا أفلا نبصر يوميا الأبقار التي ترعى وهي تتشدق بالإسلام ، يقول مولانا : أجل تشدقى أيتها الأبقار بالإسلام ، ولكن حذار ، فعند ما ينشق إهاب البقرة الذي ركب على الإسلام سيسفر ذلك الإهاب عن أسد يفترس الأبقار السمان ، أو على الأقل يخرج منها طبيعة الأبقار ويجعلها في طبيعة الأسود .
 
( 932 ) :وَقالَ الْمَلِكُ : إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ ، يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ( يوسف / 43 ) . فالسمان هي الصفات البشرية السبع وهي التي بها القالب محبوس والكبر يأكلهن سبع عجاف وهي القناعة والسخاء والعفة والغبطة والشفقة والحلم والتواضع ، فإذا أراد الله أن يخلص القلب من سجن صفات البشرية يذهب الذي هو ملك مصر القالب ويقول : أيها الأعضاء والجوارح والقوى أفتوني فيما رأيت في الملكوت إن كنتم للرؤيا تعبرون ( مولوى 5 / 42 ) .
 
( 942 ) : الرواية هنا مأخوذة مما ورد في إحياء علوم الدين للغزالي : " وقال أبو أمامة إن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال إن إبليس لما نزل إلى الأرض قال يا رب انزلتنى إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا ، فقال : الحمام ، قال : اجعل لي مجلسا ،
 قال : الأسواق ومجامع الطرق ، قال : اجعل لي طعاما ، قال : طعامك ما لم يذكر اسم الله عليه ، فقال اجعل لي شرابا : قال : كل مسكر ، قال اجعل لي مؤذنا : قال المزامير ، قال اجعل لي قرآنا ، قال :
الشعر ، قال اجعل لي كتابا ، قال : الوشم ، قال : اجعل لي حديثا : قال : الكذب ، قال :
اجعل لي مصايد : قال النساء ، ( عن مآخذ / 164 ) .
وفي الحديث القدسي ، " ما جعلت
 
“ 467 “
 
فتنة أضر على الرجال من النساء " ، كما فسر مولانا في الكتاب الأول الحديث النبوي ( إنهن يغلبن العاقل ويغلبهن الجاهل ) ، ( الكتاب الأول الأبيات : 2444 - 2448 ) .
 
( 960 ) : أي تجل للجمال يشاهده العارف كمظهر من مظاهر الجمال الإلهي أو كما قال ابن الفارض :وما ذاك إلا أن بدت بمظاهر * فظنوا سواها وهي فيهم تجلت
وتظهر للعشاق في كل مظهر * من اللبس في أشكال حسن بديعة( انقروى - 5 / 239 - 240 )
( 961 ) :وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ( التين / 1 - 6 ) .وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا يَعْقِلُونَ( يس / 68 ) . والحسن المذكور في الأبيات ، إما أن يكون الحسن المجرد ، أو الحسن الذي كان في آدم عليه السّلام بالطاعة وبالعلم ، والذي نزع عنه وطرد من الجنة بذل المعصية والاستماع إلى الشيطان .
 
( 965 - 967 ) : تساقط الحلل إشارة إلى الآية الكريمة يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ، ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ، يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما ( الأعراف / 26 وجزء من 27 ) .
والعز هو عز الطاعة بالطبع والذل هو ذل المعصية .
والشيخوخة مآل كل حي ، لكن شتان ما بين شيخوخة وشيخوخة ، بين شيخوخة تشرف على عمر من الطاعة والنضج العقلي والفكري ، وتقف على أرض صلبة مما تكون أثناء فترة الشباب والعمل ، وشيخوخة قضى صاحبها شبابه في لذات الجسد ، فلما ضاعت عنه ولم يعد قادرا عليها ضاع منه كل شئ ، الأول جميل ذو عز في شيخوخته مثلما كان في شبابه والثاني هو الذي ينكس ولا يكون له من وقار الشيخوخة وجمالها شئ بل خرف وانهيار وذل
 
“ 468 “
 
ومسكنة .
( 974 ) : إنه نور الله هو الذي ينقذ المرء من أن يرتد إلى أسفل سافلين ، هو الذي يجعلهإِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ، إن قوته ليست من الجسد ، إنها قوة الروح وقوة الإيمان ، وإن كان واهن الجسد يكون قوى الروح ، وليست قوة الروح لأي إنسان ، ورب شيخ مهدم كانت شيخوخته هي قمة العطاء في عمره وفي حياته ، ألم يبدأ آية الله الخميني كفاحه وهو في الحادية والستين من عمره وتوجه وهو في السابعة والسبعين من عمره ، وكان حتى آخر لحظة من حياته صاحب القول الفصل فيما يعن لأمته من مشكلات ! ! أليس هناك شيوخ عديدون قادوا أممهم وهم في غروب العمر ، هذه شيخوخة ، لكن قوة الإيمان ووضوح الطريق ووضوح الهدف والعمل من أجل الله والناس معا ، كل ذلك يجعل الشيخوخة الجسدية تعوض بشباب الروح ، فالروح لا تشيخ ولا تعجز ولا تسقط ، إنها ليست جسداً يجرى عليها ما يجرى على الجسد .
 
( 984 - 991 ) : ليت كل جميل يعلم أن جماله عارية ، وأنه مجرد انعكاس بسيط لشمس الحسن على جدار يعكس النور لكنه لا يبعثه ( انظر الكتاب الثالث حيث جاء المثال بنصه ، الأبيات 552 وما بعده وشروحها ) أتدري ما الذي يجعلك ذاهلًا كل هذا الذهول أمام الحسان ؟ ! إن قبس النور قد ضوعف ويكون من خلال زجاج ملون ، هذا هو فحسب ، لكن ليتك تعتاد على مشاهدة النور دون مشاهدة هذا الزجاج ( ارجع إلى الأبيات 372 - 379 من هذا الكتاب حيث الحديث عن جرعة الحسن ) .
 
( 992 - 999 ) : أتدري ما هو النور أيضاً من خلال الزجاج ، إنه العلم المكتسب ، وليس العلم الذي وقر في القلب من لدن الله سبحانه وتعالى ، وهذا العلم المكتسب معرض للنسيان ، إنه مصباح مستعار ، لكنك إن نسيت ، فاشكر الله سبحانه وتعالى لأنه سوف يعوضك عن هذا النسيان بالأضعاف المضاعفة ، بالنور الذي يقذفه في القلب ، إن شرط
 
“ 469 “
 
الشكر ، ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ،الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ( محمد / 1 و 2 ) ، إن إضلال الأعمال ألا يحس الكافر بود أو شكر أو صلة قرابة ، إنه لا يحس بنصر إن بلغ أمله ، يظل طوال حياته يسرع في أثر رغباته ، ولا يحس أنه بلغ واحدة منها .
 
( 1008 ) : تمزيق الخرقة عند الصوفية : إشارة إلى ما يقوم به الصوفي عندما يبلغ به الوجد مداه في مجلس السماع فهو يمزق خرقته إربا ، ومن القطع الممزقة من الخرقة يصنع سجادة فمن المعيب أن ترتق خرقة مزقت عشقا ( وخرقة الجسد إن مزقت في سبيل العشق كان ذلك علو شأن الروح ) ( جلبنارلى 5 / 181 - 182 ) .
 
( 1016 - 1025 ) : عن أن العدم هو مصدر الوجود ، انظر الأبيات 1960 وما بعدها ومن هذا الكتاب وشروحها ، والأبيات 3096 و 3617 وما بعدها من الكتاب الثالث وشروحها .
وعرف السبزواري الإبداع بأنه إيجاد الشئ دون أن يسبق بمادة أو بمدة (سبزوارى / 356 ).


.
 أبيات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا 
* * *
الهوامش والشروح المجمعة فى المثنوي المعنوي الجزء الخامس د. أبراهيم الدسوقي شتا 
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 5.docx   حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد مارس 28, 2021 10:53 am

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 5.docx

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 5.txt

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 5.pdf


عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذهب الغلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزوة عارى الصدر على أمل الشهادة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقدر لا ينفيان الاختيار .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: