منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تجليات الجبل ـ السفر الثانــي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Empty
مُساهمةموضوع: تجليات الجبل ـ السفر الثانــي   تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Emptyالسبت أكتوبر 20, 2007 12:00 am


إلى زينب ... أدين لها بالفضل في الرجوع إلى تجليات الجبل مرة أخرى

وأرجو ممن يقرأ هذه التجليات أن يعذرني في التكرار وخصوصاً في المعاني

فنحن في هنــا حضرة عشق ليس فيها غير إله ونبي وجبل ... الدرويش


السفر الثاني :

(( صيام الأربعين )) صيام عن السوى والغير :

من سنة الله سبحانه إذا أراد أن يشرف عبداً من عباده بمقام لم يكن له ذلك وقربه منه وناجاه واظهر عليه عجائب ملكه وملكوته يصفيه عن كل كدورة ويخلصه عن كل همة ويروضه بأنواع المجاهدة ويخلى بطنه عن الطعام والشراب إلا ما يقوى به صلبه ليحرق بنيران الجوع غواشي قلبه وتقدس من قلبه مكان نظره ويغسل بمياه المجاهدة جوارحه ويزويه في الخطوات ويشوقه بلطائف المناجاة إلى المشاهدة وله أوقات وساعات لفتح آذان قلوب أوليائه وأبصار أرواح أصفيائه ليسمعها كلامه ويبصرها جماله وجلاله وتلك أوقات تضوع نسائم عطر مشاهدته لأهل خلواته ومناجاته لا يستنشق تلك الروائح إلا المتعرضون لها في المراقبات والرعايات واخبر من تلك الأسرار سيد أهل الأنوار صلى الله عليه وسلم بقوله " إن لربك في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لنفحات الله "

أربعين موسى عليه السلام سُنة الأولياء والصالحين :

ومن تلك الأربعين الموسوية صارت الأربعين سنة لأولياء الله في بداية أمرهم في الخلوة والرياضة بخلوص نياتهم مع الله سبحانه لوجدان حكمته الأزلية وأنبائه العجيبة ومكاشفته البديعة لأنها عرائس الله التي لا تنكشف إلا للمتفرد عن غيره بالله فمن اخلص لله رب أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قبله على لسانه ما طاب زمان الوصال ومواعيد كشف الجمال وثنايا لحاظ الكمال.

التمام بالعشر :

فلما طاب وقت كليم الله في مناجاته لحبيبه بعد تمام ثلاثين ليلة لم يستوف وطره من لذيذ خطابه ولطف جماله فعلل بالسؤال ليستزيد المقام في شهود العين فعلم تعالى حرقة شوقه ولهيب حزنه وزيادة عشقه ومحبته فزاد على أوقات الوصال بقوله وأتممناها بعشر وقال فتم ميقات ربه أربعين ليلة ومراده بالأربعين تواتر الحالات والاستقامة في الواردات ليحتمل بعد ذلك بها أوقات بديهات الكشوف وطلعة أنوار القدم بذكر الليالي لخلو الأسرار عن الأغيار وصفاء المواصلة عن غبار المخالفة فياله من سماع ما أطيبه ومن خطاب ما ألذه ومن جمال ما أشهاه ومن قرب ما ألطفه

فكانت بالعراق لنا ليالٍ ......... سلبناهن من ريب الزمان

جعلناهن تاريخ الليالي .......... وعنوان المسرة والأمان

جوعٌ غير جوع ( سفر التأديب ... وسفر الهيبة ) :

قيل لأبى بكر بن طاهر ما بال موسى عليه السلام لم يجع حين أراد أن يكلم ربه وجاع في نصف يوم حين أراد أن يلقى الخضر فقال : " آتنا غداءنا " الآية فقال لأنه في الأول أنساه هيبة الموقف الذي ينتظره الطعام والشراب والثاني كان سفر التأديب فزاد البلاء على البلاء حتى جاع في اقل من نصف يوم والأول كانت أوقات الكرامة .

مقام الشريعة بالشراكة ومقام العشق بالإنفراد :

ولما أراد المسير إلى الله والذهاب إلى مواعد قربه ومناجاته جعل هارون خليفته في قومه غيرة على وقته وعلى محبوبه لئلا يكون معه غيره في سماع أسرار الأزل والأبد بقوله { وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ ٱخْلُفْنِي فِي قَوْمِي } استخلف هارون بالشريعة وانفرد عنه في مقام الحقيقة لأن الحقيقة لا تقبل الغير في البين ولا يكون العشق بالشركة لان العشق يغير عن العاشق دون معشوقه وكان هارون قد علم غيرة أخيه فاستقبل الخلافة ولم يعارضه وإن كان لميل في قلبه بمصاحبته في الحضرة ولكن تحمل من حلمه أثقال الفراق لصحة المؤاخاة وصدق الإرادة .

أشركه في أمري .. واخلفني في قومي :

ولما كان المرور إلى فرعون استصحب موسى عليه السلام هارون فقال الله سبحانه : " أشركه في أمري " ولما كان المرور إلى سماع الخطاب افرده عن نفسه فقال : " اخلفني في قومي " وهذا غاية الحلم من هارون ونهاية الرضا وهذه من شديدات بلاء الأحباب وفى قريب منه أنشدوا

قال لي مراحب لي والبين قد .......... يبدو ودمعي موافق لشهيقي

ما ترى في الطريق تصنع بعدي ....... قلت أبكى عليك طول الطريق

الخلفاء.. :

فلم يزل للأنبياء والأولياء خلفاء يخلفونهم فيمن بعدهم من أمتهم وأصحابهم ويكون هداهم على هداهم يحفظون على أمتهم ما يضيعونه من سنتهم وان أبا بكر كان هو القائم بهذا المقام بعد النبي صلى الله عليه وسلم .

كيف الميقات وقد فني عن الزمن ؟؟ ! :

ولما خرج من أوطان البشرية وترك علة الرفقة واستقام في الشوق إلى المشاهدة وهرب إلى الخالق من الخليقة اخبر الله سبحانه عن ذهاب كليمه إليه والى ميقات قربه وصاله بوعده بقوله { وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا } كيف له ميقات وليس عنده مساء ولا صباح فأزله أبده وأبده أزله .

أراد الإنفراده عن كل مراده وبلوغه إلى كمال تربيته ليقوى أن يقف على مهب جلال العظمة .

بشرية موسى عليه السلام :

ولو انه تعالى كساه أنوار قربه لذاب في ميقات ربه ووقت وقتاً له معيناً لنيل مراده وذلك علة لبقاء البشرية .

جاء ... حجبت الرؤيا ... وكشفت الخطاب :

لما جاء كان فانتفى الفناء والكشف ... واحتجب بالميقات ولو جاء صرفا ما احتجب بل أسرى به حبيبه إلى الملكوت بالبديهة وسرى به إليه ولم يبق في همته ذكر الزمان والمكان من استغراقه في بحر هموم طلبه رؤية القدم بلا سؤال ولا حركة ولا إشارة ولا عبارة ولا جرم لم يبق بينه وبين الله وقت ولا زمان ولا مكان واراه بعين وهيأ له منه واسمع كلامه بسمع اعطاه إياه منه وخص في الأزل كليمه بسماع كلامه قال تعالى { وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ } لما لم يجد في مسامع أسراره سماع حديث النفس والوسواس البس سمعة لباسا من سمعه فاسمع كلامه بسمعه ولولا ذلك كيف يسمع كلام القديم بسمع المحدث .. "" كنت سمعه ""

كلمه ربه :

وفى قوله تعالى وكلمه ربه إشارة إلى تفضله لموسى عليه السلام لما جاء بنعت الشوق والهيمان والعشق والهيجان بخطرات الوالهين إلى موعد رب العالمين وصار موسى عليه السلام فانيا عن موسى عليه السلام ولم يبق في موسى إرادة موسى بنعت التحير في موقف الفناء على جناب القدم والبقاء ولم يعلم من تحيره اين هو وأين يفر حيث لا حيث علم سبحانه انه في ذهاب الذهاب فكلمه بالبديهة ..

أين ذهب السر والروح والعقل والقلب .. ؟؟ ! :

طار سر موسى عليه السلام في هواء الهوية وطار روح موسى في سماء الديمومية وطار عقل موسى في فقار الأحدية وطار قلبه في أنوار الوحدانية .

الكلام كلامان .. هيبة ولطف :

وكان كلام الأول كلام التعظيم والهيبة والاخرة كلام اللطف والبسط ففني في الأول وبقي في الثاني ولولا لطفه وكرمه بكليمه لكان تلاشى في أول خطاب ولكن من عطفه ورحمته اسمع عجائب كلامه كليمه ليعرفه بكلامه .

مفاتيح كنوز الصفات والذات :

فكلام الله مفاتيح لكنوز الصفات والذات ولولا اصطفائيته الأزلية لموسى عليه السلام واختياره بالتكليم معه وانه لم يخل في طول عمره عن كلامه ووحيه والهامة في كل نفس لم يبق في الميقات عند بديهة خطابه أثره وبصفة لذة كلامه وحلاوة خطابه.

خطاب السكر :

يا ليتنى لو أن لي لسانا أزلياً من السنة القدم لأصف به تلك الحلاوة لكن لا يفهم من لم يذق طعمه .

ولما طلب وقته من لذيذ خطابه سكر من شراب بحر وصاله هاج شوقه إلى طلب مزيد القربة وكشف المشاهدة .

هتك ستر الحياء .. وطلب الرؤيا :

ولما أطلق موسى عليه السلام لسان البسط وخطا خطوات الانبساط وهتك ستر الحياء عن وجه المحبة وغاص في بحر الجرأة حتى كان حاله ما اخبر الله سبحانه عنه بقوله { رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ } غلب عليه مواجيد الوصالية فخرج من مشيمة الأمر واسقط في مقام العشق والسكر رسوم الأدب .

فسكره استنطقه بطلب دنو الدنو وشهوده عين لأن نسيم برد المشاهدة يحويه بلطائف الوصلة فلم يبق له قرار لوم يجد من سِكان السكر مفراً وكيف يكون للعاشق عن طلب مشاهدة المعشوق في فنائه حيث دنا الشائق من المشوق وانشد فى معناه

وابرح ما يكون الشوق يوما ....... إذا دنتِ الخيام من الخيام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الثانــي   تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Emptyالسبت أكتوبر 20, 2007 12:06 am



تكملة :

من العرش إلى الثرى :

والله لولا موسى عليه السلام رأى جمال الحق في كشوفات الغيبة بفنون ألوان حظوظ الصفاتية وبروز سبحات الذاتية ولولا أن رآه في مقام الالتباس في رؤية كل ذرة من العرش إلى الثرى من مرآة الوجود لم يجد إلى طلب مشاهدة الصرف سبيلاً لذلك وجبت الرؤية .

عذر موسى عليه السلام :

ولولا أن الرؤية حق الإبصار نظر المعرفة ما سأل كليم الله ما خفي عن الخليقة :

فلولا رجاء الوصل ما عشت ساعة ...... ولولا مكان الطيف لم اتهجع

لم يذق الله طعم وصاله من له منية غير لقائه وهو أعلم بهم :

منائي من الدنيا لقاؤك مرة ...... فان نلتها استوفيت كل منائيا

سلبت فؤادي كي تكون مكانه ..... فكون أو فاردد علي فؤاديا


مقام المنتهى ومقام الطور :

سمع موسى عليه السلام كلامه خارجا عن بشريته وأضاف الكلام إليه وكلمه من نفسية موسى عليه السلام وعبوديته فغاب موسى عن نفسه وفني عن صفاته وكلمه ربه من حقائق معانيه فسمع موسى صفة موسى من ربه ومحمد سمع من ربه صفة ربه فكان احمد المحمودين عند ربه ومن هذا كان مقام محمد المنتهى ومقام موسى عليه السلام الطور وهذا وإن قلناه سابقا غير أن فيه فائدة واجبة .

قد أوتيت سؤالك يا موسى :

ومقام المجيء هو المجيء إلى الله بالله لما علم أن من وصل إليه لم يعرض عليه عارضة حينئذ صلح المجيء إلى الله وحده بلا شريك ولا نظير وكان ممن وفّى المواقيت حقها غابت عنه الأحوال فلم يرها وذهبت عن غيبة وظهوره وما عداها إلا ما كان للحق منه ومعه حتى تحقق بقوله : " قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى " فهذا حال المجيء .

أرني .. عين العين .. وكنه الكنه :

و في قوله ارني انظر إليك أضاف رؤيته إلى الله لا إلى نفسه حيث قال ارني إذا تريني جمالك أطيق أن انظر إليك وإلا فلا .

فانه كان لي عالما بعين حديثه لا تحصل رؤية القدم نال منه تعالى عينا من عيونه يراه بها و بها يرى عين العين وكنه الكنه وقدم القدم وسر الذات وحقيقة الحقيقة لا انه لم يره لان جميع ذرات موسى عليه السلام يرى الله فلما غلب سكره وزاد شوقه سقط عنه رسوم العلم وبقى معه صرف العشق فتحرك لسان البسط بطلب الاطلاع على الحقيقة فأجابه الحق سبحانه فقال لن تراني لن تدركني كما أنا فإن معك في البين واسطة الحدث وان كان معك مني عيون الأزلية وإبصار الأبدية فأحاله إلى واسطة بقوله انظر إلى الجبل .

انظر لمن هو مثلك ( في الحدث ) :

فليس قوله سبحانه لن تراني نفي الرؤية عن موسى عليه السلام وغيره من المؤمنين لأن قوله لن تراني أي لن تراني بإياك ولكن تراني بإياي وأيضا لن تراني من حيث أنت إذا أنت لن تراني بوصف القدم والبقاء وسطوات العظمة والكبرياء ما دام أنت أنت انظر إلى مثلك في الحدوثية وهو الجبل .

انظر إلى الواسطة .. رحمة بك :

انظر يا موسى إلى الجبل فإن فيك علة الحدث ولا تريني إلا بواسطة الحدث فجعل الجبل مرآة من فعله فتجلى من صفته لفعله الخاص ثم للجبل فرأى موسى عليه السلام جمال القدم في مرآة الجبل فخر لأنه وصل إلى مقصوده على قدر حاله ولو تجلى لموسى صرفا لصار موسى هباء ولو تجلى للجبل صرفا لاحترق الجبل إلى الأرض السابعة لأنه تعالى تجلى للجبل من عين العظمة وسبحات الأزلية ولذلك قال عليه الصلاة والسلام

" حجابه نور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "

وقال عليه الصلاة والسلام " إذا تجلى الحق بشيء خضع له " .

جعله دكاً وخر موسى صعقاً :

وقالوا لما بدا نور العرش رفعت ملائكة السمٰوات أصواتهم جميعا من عظمة الرب فارتج الجبل واندك وكل شجرة كانت فيه وخر العبد الضعيف موسى صعقا على وجهه ليس معه روحه فقلب الله الحجر الذي كان عليه موسى وجعله كهيئة القبة لئلا يحترق موسى ولذلك قال له سبحانه فى تعريفه عظمته وجلاله وغلبة قهر سلطان كبريائه على كل شئ قال { فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } أي أنا أتجلى من نور عظمتى للجبل لك ولا يستقر الجبل لتجلالي مع عظيم أجزائه وصلابة وجوده فكيف تحمل صورتك الضعيفة أثقال عزتي .

حسن الجمال ولطف الجلال :

فإنه يا موسى الكليم لو تريد أن تراني انظر إلي بعين روحك وقلبك فإني أتجلى لهما بحسن جمالي ولطف جلالي وقلبك يسع ذلك التجلي لأنه خلق من نور ملكوتي ورقمته بنور جبروتي .

فأنا عند حسن ظن عبدي بي .

رأيت ربي بعين قلبي :

وهنا لابد لنا من أن نعرج على صاحب المعراج عروجا ليناً ..

ما كذب الفؤاد ما رأى .. فكان فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم فؤاد عينه حين شاهد جمال الحق سبحانه فرآه بالفؤاد وبالعين فما كذّب فؤاده ما رأت عينه .

ومن دخل فؤاده الملكوتي في عينه وقت تجلى الجلال وكشف الجمال يراه كفاحا بلا حجاب فان لله عبادا كسا نور جماله أفئدتهم وكحل أبصار أسرارهم بكحل الملكوت والجبروت فتدخل القلوب بنور الغيوب في عيونهم فلا يرون شيئا من العرش إلى الثرى إلا ويرون جلال الله تعالى فيها .

حسرة الجبل ( دكا ) .. وحسرة موسى ( صعقا ) :

عرف الجبل أن بينه وبين التجلي حجاب امتناع الأحدية عن مباشرة الخليقة اندك من حسرة فوت التجلي فلما رأى موسى عليه السلام تجلى الحق بالواسطة عرف انه سقط من مقام الكشف وغيبوبته في الصفات فخر صعقاً من حسرة فوت المقام .

هذا معنى قوله تعالى { جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً } فأدركه لطف الباري سبحانه وأحياه بروح المشاهدة { فَلَمَّآ أَفَاقَ } علم انه مقصر من معرفة المقام وما كان فيه فاعتذروا { قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } .

مقام ... لا أحصي ثناءً عليك :

لما كان موسى عليه السلام في بحر الصفات على محل شهود نعوت الأزلية بعد فنائه في الصفات فاسقط عن مقامه غير ذات الأزلي حتى صيرته بنعت البشرية وردته إلى مقام البداية فعلم في الصحو ما اخطأ في السكر من طلب الاطلاع على كنه القدم فقال سبحانك من إدراك الحدث قدمك وجلال أزليتك تبت إليك مما طلبت فانا أول المقربين فصار في مقام محمدي سرمدي ابدي : " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " الذي عرفه سيد الخلق قبل علة الفناء والامتحان وعلم موسى عليه السلام هذا المقام بعد الامتحان والفناء توبة في العمر .. وسبعين توبة في اليوم :

ولما أدرك موسى عليه السلام ما أدرك النبي صلى الله عليه وسلم تاب موسى عليه السلام مرة من هذا المقام وتاب الحبيب عليه الصلاة والسلام من هذا المقام في كل يوم سبعين مرة قال " انه ليغان على قلبي واني لا ستغفر الله في كل يوم سبعين مرة " .

كنه القدم .. وكنه أبد الأبد :

فتاب موسى عليه السلام من تقصيره عن معرفة حقائقه فرعاه الحق برعاية الكرم وعفاه عن إدراكه كنه القدم بقوله غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر أي من تقصير إدراكك كنه القدم وما تقصر أدراك كنه ابد الأبد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الثانــي   تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Emptyالسبت أكتوبر 20, 2007 12:16 am



تتمة السفر الثاني :

توبة العشاق عن طيب المشاهدة بلحاظ الجمال :

وأيضاً تاب كليم الله من توليته في مقام العشق والشوق إلى جمال القدم حيث أحاله بعد سؤاله كشف جماله إلى رؤية الوسائط بقوله انظر إلى الجبل أي تبت من دعوى عشقك والشوق إلى جمالك بالحقيقة فلو كنت متحققا في جبل لم التفت إلى غيرك فامتثل للأمر أنظر .

توبة للنظر إلى الغير :

ولما كان عليه السلام في محل السكر ما نظر إلى الغير ولم يكن مأخوذ بجرأته وانبساطه فلما رجع من السكر إلى الصحو ورجع من الحقيقة إلى الشريعة اعترف بتقصيره بنظره إلى غيره فقال تبت إليك .

توبة إليك :

ولما قال موسى عليه السلام : انظر إليك بعد قوله : " أرني " ولو اكتفى بأرني ما احتاج إلى التوبة ولكن لما ذكر فعل عينه بقوله : انظر إليك وجبت عليه : تبت إليك .

أي تبت إليك من إشارتي إلى نفسي في سؤالي بقولي ارني ومن أنا حتى انظر إليك الآن تبت لا أراك إلا بك لا بي ..

غيرة ملائكة الملكوت :

ولذلك غار عليه ملائكة الملكوت حين صعق فقد روى في بعض الكتب ( وإن كانت تحتاج إلى التحقيق ) أن ملائكة السموات أتوا موسى عليه السلام وهو مغشي عليه فجعلوا يركلونه بأرجلهم ويقولون يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزة .

فكان الملائكة معذورين فإنهم ممنوعون من قوام القرب مقرعة خوف العظمة ولم يعلموا أن هذه القصة وقعت على العاشقين الذين اصطفاهم الله في الأزل بمحبته وعشقهم في أزله بعشقه وشوقه عشقهم به وشوقهم إلى جماله وبانبساطه معهم جعلهم منبسطين إليه حتى سألوا ما لم يطمع فيه الكروييون والروحانيون منهم .

لو رأيتم ما رأيت لصعقتم :

وكان موسى عليه السلام في حجر الوصلة غائبا عن الخليقة ولو شاهدت الملائكة ذرة من حاله لصعقوا واحترقوا جميعا والحمد لله الذي خص بديع فطرته وذريته بهذه المثابة دون غيرهم .

الخنصر والإبهام الشريف :

روى انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ هذه الآية فقال صلى الله عليه وسلم : " هكذا ووضع الإبهام على مفصل الأعلى من الخنصر فصاح ( أو فساخ ) الجبل " .

تحت ظلال الجلال :

لما سمع الكليم الكلام واستولى على ذلك المقام سمع كلام الملك العلام قال بلسان الدلال على بساط الجمال تحت ظلال الجلال ارني انظر إليك فأني بين يديك فأجابه ربه لن تراني الآن في غير الوقت بل تراني ببرهاني وشواهدي فإنك الآن لا تحتمل نور جلالي وسلطاني ولكن انظر إلى الجبل لترى عجائب قدرتي فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا .

الحلاج :

سئل الحسين بن منصور الحلاج : لم طمع موسى عليه السلام فئ الرؤية وسألها ؟؟ !!

قال : لأنه انفرد للحق فانفرد الحق به في جميع معانيه وصار الحق مواجهه في كل منظور إليه ومقابله دون كل محظور لديه على الكشف الظاهر إليه لا على التغيب فذلك الذي حمله على سؤال الرؤية لا غير .

أيطمع في ليلى :

أيطمع في ليلى ويعلم أنها تقطع أعناق الرجال المطامع .

إني اصطفيتك :

ثم إن الله سبحانه لما أبقى موسى عليه السلام في درك حيرة رؤية الأزل واستغرقه في بحار الشوق إلى وجهه تلطف عليه وتسلى قلبه بتعريف مننه الشاملة عليه ليكون شاكراً لإنعامه ومتسليا بتدارك قلبه بإكرامه فقال { إِنِّي ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَآ آتَيْتُكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } .

يا كليمي :

أنت مني في حضرة الدنو ودنو الدنو والقرب وقرب القرب والوداد وكشف الجمال .

سبقت لك الاصطفائية بان تسمع منى كلامي بلا واسطة وتعلم منه أسرار ملكي وملكوتي وألبستك من فعلى إلباس الرسالة ومن أنوار كلامي وصفتي لباس الربوبية فصرت موصوفا بصفتي حين اصطفيناك .

فما تطلب منى بقولك ارني فكن من الشاكرين فيما أعطيناك من هذه المنازل السنية والمراتب العلية ولا تكن مهتما من قلة إدراك غوامض بطون قدمي وأزلي .

الكلام والتكليم والاصطفائية :

قال بعضهم الاصطفائية أورثت التكليم والكلام لا التكليم أورث الاصطفائية .

اصطنعتك لنفسي :

أورث الاصطناع الاصطفائية وكنت مصطفاً وعلى الخلق لا بسابقة سبقت لك إلي بل بسابقة مني إليك .

الألواح فيها تفصيل كل شيء :

{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ } أي كتبنا أسرارنا لأنه أهلها عارف بها ولا يعرفها إلا من كان مصطفى ومصطنعا لها ولذلك قال اصطنعتك لنفسي واصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي .

و كتبنا في ألواح أنوار قلبه من نقوش حروف أسرار الوحدانية ومن كل شيء إشارة إلى علوم الذات والصفات والأفعال لأنه تعالى ليس كمثله شيء .

إنتهى السفر الثاني وإلى لقاء مع السفر الثالث إن شاء الله


*

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almosly

almosly


ذكر
عدد الرسائل : 293
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الثانــي   تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Emptyالسبت أكتوبر 20, 2007 8:02 am

مدد يارجال الله



الحبيب الدرويش... ماأجلُ حديث الطور والجبل والصعق هنالك



صلاة الله ربي على محمد نور الذات ومظهر الصفات وعلى الرسل والانبياء أولي العزم وعلى الآل والصحب وعلى أهل المودة جميعا...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب الاسدي
مشرفة منتزه المرأة
مشرفة منتزه المرأة
زينب الاسدي


عدد الرسائل : 301
العمر : 35
الموقع : العراق _بابل
تاريخ التسجيل : 16/10/2007

تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الثانــي   تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Emptyالسبت أكتوبر 20, 2007 1:34 pm

اخي الغالي درويش

على ايش تشكرني ؟؟؟؟

اتشكرني لاني اتنفس الهواء واشرب الماء ؟؟؟

فما هذه التراتيل الا كالماء الذي اشربه و الهواء الذي اتنفسه

نحن في مذهب الغرام اذلة

ان اقمن على الحبيب ادلة
كيف يظهر للعقول ســواه
و سناه كسا العالم جملـــة
فتـراه في كـل شـئ تــراه
فهـو الكـل دائـما ما اجـله
فافن فيه صبـابـتة وهـيامـا
انما الصب من يعيش موله



و اذ وجب الشكر فانا من يجب ان يشكرك انت و العاملين على هذا المنتدى
والله والله و حق اسمه الاعظم هذا المنتدى اتى في وقت انا في امس الحاجه الى من يوقضني من نفسي و يرجعني الى ربي وما اضيف الا جزاكم الله عنا خير الجزاء


قال لي مراحب لي والبين قد .......... يبدو ودمعي موافق لشهيقي

ما ترى في الطريق تصنع بعدي ....... قلت أبكى عليك طول الطريق


الـــله الـــله
قارتها و دموعي تسبق حروف الكلمات




ايا لائمي دعني فلو ذقت ما ذقت

لصرت بمن هويـت مثلي والع
فسلم ولا تلم فقد اخــذ الحـــــــب
فؤادي وروحي و القوى و المجامع


منائي من الدنيا لقاؤك مرة ...... فان نلتها استوفيت كل منائيا

سلبت فؤادي كي تكون مكانه ..... فكون أو فاردد علي فؤاديا


دعني ارد بابيات تستهويني

صفت النظرة طابت الحضرة

جاءت البشــرى لاهـــل اـلله


و بارك الله بيك و انتظر البقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ربي أكبر




عدد الرسائل : 21
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الثانــي   تجليات الجبل ـ السفر الثانــي Emptyالخميس أبريل 10, 2008 11:08 pm

{فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (8) سورة النمل
بورك من في النار؟؟؟
ومن حولها؟؟؟؟
ترى من الذي في النار؟؟
ومن الذي حولها؟؟
وإين مكان من حولها؟؟وما المساحة المقصودة بــ حولها؟؟؟
وما أبعد رمي ابن الفارض حين قال:
وإن عبد النار المجوس وما انطفت*** كما جاء بالأخبار في ألف حجة
فما قصدوا غيري وإن كان قصدهم *** سواي وإن لم يظهروا عقد نية
رأوا ضوء نوري مرة فتوهموه نا *** را فضلوا بالهدى في الأشعة
وإن خر للأحجار في البد(الصنم) عاكف*فلا وجه للإنكار بالعصبية
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (17) سورة الحـج
فمن يقسم أن هذا أو ذاك في النار قبل فصل الله؟؟؟؟
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( ويل للمتألين، قالوا وما المتألون يارسول الله، قال:الذين يقسمون أن هذا في الجنة وهذا في النار)_ والألية هي القسم.
أما نحن فمن فضل الله أن أتم الله لنا ديننا وأكمله وأتم علينا نعمته
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة
ولكن، متى نزلت هذه الآية الكريمة؟؟،، بحجة الوداع بموقف عرفة،، وبعد الطواف بالكعبة، وهي حجر، وبعد أن اكتملت الدائرة، عملا بقوله تعالى: ( ومن حولها) ،، أما الذي عبده في النار فما أتم دينه وما أكمله وما تمت له الدائرة، ومن عبده في الحجر فمثله.
ولكن دين الله الإسلام الكامل المتمم عبدنا الله وحده أينما ولينا.
والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تجليات الجبل ـ السفر الثانــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تجليات الجبل ـ السفر الأول
» تجليات الجبل ... تراتيل فقه العشق ( المقدمة )
» من تجليات جمال الغيطانى ـــــــــــ تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم
» من اقوال السيد المســـــــــــــــــــــــــيح
» قلب مثل الجبل لا يزيله شيء،

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: تجليات وتراتيل صوفية-
انتقل الى: