منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالخميس أكتوبر 25, 2007 10:10 am



أحبابي وقرة عيني .. أعضاء المودة وأخص ذو العين ـ الإنسان ـ المحب ـ أمير جاد ـ الفنان قدري ـ مديحه حنفي ـ الموصلي ... ..

هذه محاولة من أهل المودة في القراءة في فتوحات مولانا محيي الدين ..

أو بالأحرى محاولة ( أحسب أننا فاعليها ) في تبسيط وتقديم علوم الشيخ ( طبعا على قدر الإستطاعة ) ...

ولا يخفى عليكم جميعا أن معظم المحاولات التي سبقت من الأخوة على النت وللأسف داروا بين الإفراط والتفريط : فتارة تجعلهم إما أن يتحولوا أنفسهم إلى ابن عربي فيزداد الأمر تعقيدا أو أنهم يبسطوا الأمر تماماً فيفقد معناه وتتوه الحروف ...

أتمنى عليكم جميعا أن ننهض بهذا الأمر .. وما أحسبه هينا .. لعله للقادم منا .. أو لعلها خطوة على هذا الدرب الشائك والطريق الصعب ...

واسمحوا لي بإبداء الرأي ....

وهذا نموذج :



(( من نسخة الفتوحات المكية ـ القاهرة ـ تحقيق عثمان يحي ))



الجزء الرابع والستون من الفتح المكي

الباب الثاني والسبعون : في الحج وأسراره .
وصل في فصل المتمتع

الصفحة : 225 ( صفات التنزيه والتشبيه ) ....



وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً :



قسّم ابن عربي الصفات الإلهية إلى قسمين : صفات تقتضي التنزيه كالعلي والكبير ، وصفات تقتضي التشبيه كالمتعال والمتكبر .. وللننظر عليّ متعال ، كبير متكبر ..

وما وصف الحق به نفسه مما يتصف به العبد كأن نقول فلان رحيم ورءوف وخلافه فيقول ابن عربي فيها : أن العبد ما كان يعرف هذه الصفات إلا له فما وصف الحق بها نفسه إبتداءاً ، بل كشفت لنا لما أرسل رسله ليبلغوا وأولياءه ليعرفوا .. ونحن ( العباد ) ما كنا نعلم هذه الصفات إلا لنا لا له ( سبحانه ) بحكم الدليل العقلي ..

فلمّا جاءت الشرائع بذلك ، وقد كان _ هو _ ولم نكن نحن .. علمنا أن هذه الصفات له ( سبحانه ) بحكم الأصل ..ثم سرى حكمها فينا منه .

فهي له حقيقة ، ولنا مستعارة ـ إذ كان هو ولا نحن ـ .. " فلا يهولنك ذلك إذ كان الحق به متكلماً وأنت سامع " .

فمن كشف له الحق تعالى في صورة تلك النسبة بين ما هو نسبه سبحانه لنفسه وما نحن مؤمنون به على حد علمه فيه فقد كان على علمٍ من الله تعالى بها ذوقاً ومشرباً .

فلولا هذا الإمتزاج ما صح أن يكون الإنسان والحيوان من نطفةٍ أمشاج . فأظهر الكل بالكل وضرب الكل في الكل .

فنحن به من وجه ؛ وما هو بنــا .

وإن كنا أُعطينا على استعدادنــا في أعياننا أموراً لها مُسمّى بما يظنه المحجوب اسماءاً لنا : من عرش وكرسيّ وعقل ونفس وطبيعة وفلك وجسم وأرض وسماء وماء وهواء ونار وجماد ونبات وحيوان وإنسان وجانّ ..... كل ذلك لعين واحدة ليس إلا .

فسبحان الأعلى المخصوص بالأسماء الحسنى والصفات العلى وقد علم من هو الأولى بصفة الآخرة والأولى فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ....

والإنسان ظلوم بما غصب من هذه الصفات من حيث جعلها لنفسه حقيقة جهول بمن هي له وبأنها غصب في يده .

فمن أراد أن يزول عنه وصف الظلم والجهالة فليردّ الأمانة إلى أهلها والأمر المغصوب إلى صاحبه والأمر في ذلك هين جدّاً والعامة تظن أن ذلك صعب وليس كذلك.



سلامٌ عليكم فإنا على سفر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب الاسدي
مشرفة منتزه المرأة
مشرفة منتزه المرأة
زينب الاسدي


عدد الرسائل : 301
العمر : 35
الموقع : العراق _بابل
تاريخ التسجيل : 16/10/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالخميس أكتوبر 25, 2007 1:57 pm

بارك الله بيك
الف شكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحب

المحب


عدد الرسائل : 15
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالخميس أكتوبر 25, 2007 5:41 pm

حبيبي الدرويش ياباذر بذور حب الله وحاصد ثمار معرفته


يامسافر الله واتمنى ان يكون به واليه


اما الظلوم هو الذي لايقف عند حد بل يتجاوز كل الحدود حتى يعرف نفسه


والجهول هو الذي يكون علمه ذاتيا لاباكتساب او تقابل ( النبي الامي )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذو العين
Admin
ذو العين


عدد الرسائل : 161
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2007 11:05 am



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد, والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
أستميح أخي الدرويش عذرا أن أقوم بنقل النص المطلوب شرحه من الفتوحات المكية, كي يتسنى للقارئ أن يطلع على خصوصيات النص.

قال الشيخ الأكبر في فتوحاته المكية:
(الصفات الإلهية على قسمين صفة إلهية تقتضي التنزيه كالكبير والعلي وصفة إلهية تقتضي التشبيه كالمتكبر والمتعالي وما وصف الحق به نفسه مما يتصف به العبد فمن جعل ذلك نزولا من الحق إلينا جعل الأصل للعبد ومن جعل ذلك للحق صفة إلهية لا تعقل نسبتها إليه لجهلنا به كان العبد في اتصافه بها يوصف بصفة ربانية في حال عبوديته فيكون جميع صفات العبد التي يقول فيها لا تقضي التنزيه هي صفات الحق تعالى لا غيرها غير أنها لما تلبس بها العبد انطلق عليها لسان استحقاق للعبد والأمر على خلاف ذلك وهذا هو الذي يرتضيه المحققون من أهل طريقنا على أنه ما رأينا أحدا نص عليه ولا حققه ولا أبداه مثل ما فعلنا نحن وهو قريب إلى الأفهام إذا وقع الإنصاف وذلك أن العبد ما استنبطه ولا وصف الحق به ابتداء من نفسه وإنما الحق وصف بذلك نفسه على ما بلغت رسله وما كشفه لأوليائه ونحن ما كنا نعلم هذه الصفات إلا لنا لا له بحكم الدليل العقلي فلما جاءت الشرائع بذلك وقد كان هو ولم نكن نحن علمنا إن هذه الصفات هي له بحكم الأصل ثم سرى حكمها فينا منه فهي له حقيقة وهي لنا مستعارة إذ كان ولا نحن فالأمر فيها على ما مهدناه هين المأخذ قريب المتناول فلا يهولنك ذلك إذ كان الحق به متكلما وأنت السامع فإن قيل لك في ذلك شئ فليكن جوابك للمعترض أن تقول له أنا ما قلته هو قال ذلك عن نفسه فهو أعلم بما نسبه إلى نفسه ونحن مؤمنون به على حد علمه فيه وهذه أسلم العقائد فمن كشف له الحق تعالى صورة تلك النسبة كان على علم من الله تعالى بها ذوقا وشربا ولولا هذا الامتزاج ما صح أن يكون الإنسان والحيوان من نطفة أمشاج فأظهر الكل بالكل وضرب الكل في الكل فظهرنا به له ولنا فنحن به من وجه وما هو بنا لأنه الظاهر ونحن على أصلنا وإن كنا أعطينا باستعدادنا في أعياننا أمورا لها سمي بما يظنه المحجوب أسماء لنا من عرش وكرسي وعقل ونفس وطبيعة وفلك وجسم وأرض وسماء وماء وهواء ونار وجماد ونبات وحيوان وإنسان وجان كل ذلك لعين واحدة ليس إلا فسبحان الأعلى المخصوص بالأسماء الحسنى والصفات العلى وقد علم من هو الأولى بصفة الآخرة والأولى فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم والإنسان ظلوم بما غصب من هذه الصفات من حيث جعلها لنفسه حقيقة جهول بمن هي له وبأنها غصب في يده فمن أراد أن يزول عنه وصف الظلم والجهالة فليرد الأمانة إلى أهلها والأمر المغصوب إلى صاحبه والأمر في ذلك هين جدا والعامة تظن أن ذلك صعب وليس كذلك ).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذو العين
Admin
ذو العين


عدد الرسائل : 161
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2007 11:17 am



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد, والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

هذه محاولة على الطريق أتمنى من الأحبة في المودة أن يقوموها ويتمموها.
الشرح:
قبل ان يصل الشيخ الى هذا المقطع في هذا الوصل, تحدث عن المحرمين وهم ثلاثة (المتمتع والقارن والمفرد), فالمتمتع والقارن لانهما من خارج مكة وهي حرم الله, فعليهما الهدي, وهي النفس, والفرق بينهما ان المتمتع يتصف بصفة سيادة من تخلق الهي, ثم يحل ليعود الى صفة حق عبودية, ثم يرجع الى صفة سيادته في حضرة واحدة. واما القارن فهو الذي يقرن بين صفات الربوبية وصفات العبودية, واما المفرد فهو في الحرم, وهو قوله (ليس لك من الامر شئ), او( قل ان الامر كله لله) او (واليه يرجع الامر كله) واشباه ذلك, ولا يتصور الهدي في حقه, ففي انفراده يرى نزول الحق لعباده, واذا طاف, فهو ظهوره بصفات الحق, الى غير ذلك مما قدمه في هذا الفصل, فجره الحديث عن الطائف والمستلم, الى التطرق لمسألة صفات التشبيه وصفات التنزيه.
...................................................................................................

الصفات الظاهرة في هذا العالم ليس الظاهر فيها الا الله, والأولياء وأهل الكشف والشهود, يرون ذلك رؤية محققة وان الله هو الظاهر الذي ما غاب قط, وان العالم غيب ما ظهر قط, كما قال الشيخ الأكبر, الا ان العقول تحيل اتصاف الحق بها, تنزهه عن ذلك, وان الحوادث لا تقوم به سبحانه وتعالى, وهذا التنزيه في الحقيقة هو عين البعد عن الله, فان غاية ما أوصلهم اليه نظرهم ان جعلوه مطلقا, وما عرفوا ان الاطلاق تقييد وتحديد, لانهم جعلوه مقيدا باطلاقه, بمقابلته للمقيد, فالمقيد غيره, مع انه سبحانه وتعالى مطلق عن الإطلاق, وقد أخبرنا الشرع بلسان مترجمه الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى, بان الله له الاوصاف الظاهرة في هذا العالم, وهو عين ما تحققه الأولياء في رؤيتهم للحق, من أمور وصف الحق بها نفسه من الضحك والتبشبش والسعي والهرولة والمرض والجوع والعطش والمعية واتيان ومجئ ونزول وبصر وعلم وكلام وصوت ورضا وغضب الخ, والتي عبر الشيخ عنها هنا (وصفة إلهية تقتضي التشبيه كالمتكبر والمتعالي وما وصف الحق به نفسه مما يتصف به العبد) وكل تلك المعاني تحيلها العقول وتجهل كيفية نسبتها الى الله مع انه ليس كمثله شئ, فليس من طريق لمعرفة كيفية نسبة ذلك اليه, مع ثبوت كل ذلك قطعا بلسان الشرع وبما تحققه اهل الكشف والشهود في معرفتهم لله, فيظطر أهل العقول الى تأويل كل ذلك, ليتفق مع رؤيتهم, فهم يتبعون نظرهم العقلي, ولا يقبلون الا ما قبلته قياساتهم, وأما أهل الايمان فقبلوه بإيمانهم, وتحرروا من اعتقال العقول, فما أغرب هذا الأمر, حين يقف الانسان بين ما يحكم به الرب على نفسه وبين ما يحكم به العقل, فيتبع ما يحكم به عقله, عمى وجهلا مركبا, وسوء أدب مع الله, وقد ذكر الشيخ ذلك في عدة مواضع من فتوحاته, فما أجهل العقل بقدر ربه, كيف قلد فكره, في مقابلة ما جاء به الرسل والأولياء, والأغرب من ذلك ان أهل النظر هؤلاء يروون عن الرسول صلى الله عليه وآله النهي عن التفكر في ذات الله, وقوله من تفكر في ذات الله تزندق, والنهي عن وصف ذاته تعالى بغير ما وصف به نفسه, لكنهم معقولون بنظرهم, ومأسورون بسلسلة أفكارهم, كلما أضاء لهم نظرهم مشوا فيه, وإذا أظلم عليهم قاموا, فعملوا بعكس ما أمر الله ورسوله, وفكروا في ذات الله وحكموا عليها بالتنزيه وأولوا كل ما ورد عن الله ورسوله مما يخالف عقولهم, بل أنكروا كل ما هو خلاف ما أدى اليه نظرهم, فكذبوا الرسل, واذا قبلوا تلك الاخبارات النبوية, فانهم يأولونها باشكال مختلفة, كل ذلك لما جبلت عليه العقول من التقييد والنفوس من الجبن, فمن هاله ما هو من جنسه فهو جهول ظل عن نفسه, كما قال الأكابر, ولوعرف ان تلك الأوصاف ما ظهر بها الا الله لما هاله الأمر, فان كل ما في أعياننا انما ظهر فيه, فما رأيناه إلا به لا ببصرنا ولا سمعنا كلامه إلا به لا بسمعنا.

فاياك يا حبيبي ان تنفي تلك الصفات عنه مما وصف به نفسه بما هو لنا, فانه سوء ادب وتكذيب للحق فيما اخبر به بل هو صاحب تلك الصفات عند أهل المعرفة, فعين ما يقوم فيه الانسان من وصف في الكون, عين ما يقوم الحق فيه, من غير تكييف فالكل صفات الحق, واذا أطلقناها على الخلق, وقبلوها بحكم الصورة, فليس بطريق الاستحقاق وانما هو بحكم الإعارة, فهي لله حقيقة, وقد نعتنا بها والبستنا أياها الاسماء الإلهية, في تلبسنا بالموجودية, وهو في أسمائه الأصل لا نحن فكل ذلك له, فاذا كان العبد ما عنده من ذاته سوى عينه, فبالضرورة يكون الحق, جميع صفاته, فما سمع سامع في نفس الامر الا بالحق, ولا ابصر الا به, ولا علم الا به, وهكذا في كل وصف وصف, فلا اقرب من الله الينا فهو القريب, الذي لا يبعد الا بعد تنزيهه, وهو الظاهر الذي تشهده العيون, والباطن الذي لا تشهده العقول, ونحن على أصلنا في ثبوتنا, ظهر في كل مظهر, باسمائه التي ملأت أركان كل شئ, بحسب استعداداتنا في العلم, فهو المشهود لنا في حال وجودنا وعدمنا, مشهود لنا بنعت الظهور والبطون للبصائر والابصار.

وقد مثل الشيخ لصفات التشبيه هنا بالمتكبر والمتعالي, وقد ورد ان (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) وهكذا في غيرها من الصفات كالعظمة والعزة والغنى, فيتوهم من يتوهم ان تلك الصفات صفات تنزيه, يعني ان الله لا يتصف بنقائض تلك الصفات, والأمر ليس كذلك, وانما هو منزه عن قيام الكبرياء به, بأن يكون محلا له, لأن محل الكبرياء هو السماوات والأرض, بصريح القرآن, قال عز من قائل: (وله الكبرياء في السماوات والأرض), ثم ان تسمية الكبرياء بالرداء, إشارة كافية لمن القى السمع وهو شهيد, والرداء لابد من أصل له هو مرتديه, فان المرتدي من وراء ردائه.

وقال تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) فعلمنا ان هناك من يحجب بنفسه عن آيات الصفات, في مقام القلب, وان هناك من يظهر بصفة الحق فيقوم كبرياؤه فيه, قال بعض الأكابر في جواب من قال له : فيك كل فضيلة إلا أنك متكبر, فقال : لست بمتكبر ، ولكن كبرياء الله تعالى قام مني مقام التكبر .

ومن كان هو الرداء كان مطابقا للمرتدي, فان ردائك يلامس بشرتك, إذ الرداء تمام صورة المرتدي, ومن هذا التطابق التام بين الرداء والمرتدي نفرع الحديث عن الحكمة في نسبة تلك الصفات لنا في تلبسنا بالوجود, مع انها له في الحقيقة, فان الانسان يقبل أسماء الرحمة التي يباشر بها الله عباده في اظهارهم, فيستأنس بها العبد لترادف الأسماء الكثيرة عليه, ففي كل مرأي يتحقق بوجه جديد, ويعرف نفسه بتلك المظاهر, حتى يأنس المحل بذلك, فتتداوله الاسماء الالهية, كل اسم بحكم غير الذي للآخر, ويرى من نفسه القبول لكل ما ظهر, فيستشرف على تعرف هذا الظهور ومن الظاهر فيه, والذي تقدم تفصيله هنا, فيعرف حينها انه هو الذي قبل كل ظهور الحق, فيعرف نفسه, ولا تشاغله الجهات ولا اسماء الاشتراك في العالم, بل تتساقط بحقه التقابلات, فيخاطبه الله, (اترك نفسك وتعال), وتطلبه الاسماء الذاتية التي لا تشترك في هذا العالم, وهو لا يحسب انها له, لأنه يرى ان كل ما في العالم متوجه اليها, توجه الصفة للذات, أو الفرع للأصل, فيعرض عنها في شهوده للحق, وهي تتوارد عليه, كلما تطرق بابه يقول ما هاهنا أحد , لأنه ما عرف غير نفسه, فإذا تركها, ودخل في ذاته, ليس بمعنى الترك, ولكن ان يكون ذاتا لما اتصف به في العالم, قبل تلك الاسماء, فوجد انها له بالذات, وانه لم يكن يوما غير الحق, لا في الظاهر ولا في الباطن, ويرى ان الله هو الظاهر في صفاته كلها, ويتحقق بما تحقق به الاكابر من معرفة حقيقة صفات التشبيه, فينوب ظاهره عن باطنه, وينوب باطنه فيما بطن عن الذي ظهر, فان ظاهران لا يجتمعان, والا لم يظهر هذا العالم, فلابد إذا ظهر العبد المحقق فيما ذكرناه, ان يبطن الآخر, فان من تحقق حقيقة الأمر من نفسه بنفسه, عرف سر الكعبة وطواف الصفات حولها, فإن ظهر وكان هو الطائف, كانت الكعبة هي الحق الرب الذي هو الباطن, وان دخل الى الحرم, واستلم الحجر, الذي هو يمين الله, كان الله هو الظاهر له.

والصلاة والسلام على أكمل العالم الذي جمع بين الصورتين, وكان برزخا ميز الطرفين علوا وسفلا بجمعيته, والحمد لله رب العالمين.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الانسان




عدد الرسائل : 33
تاريخ التسجيل : 27/09/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالسبت نوفمبر 03, 2007 12:50 am

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته:

يبدو أن مفتاح هذا النص المبارك هو قول الشيخ: " فيكون جميع صفات العبد التي يقول فيها لا تقضي التنزيه هي صفات الحق تعالى لا غيرها غير أنها لما تلبس بها العبد انطلق" عليها لسان استحقاق للعبد والأمر على خلاف ذلك

وأشدد في الانتباه إلى قوله لا تقتضي التنزيه، فالنص كله بصدد عدم التقيد في معرفة الحق بصفات التنزيه بل لا تكمل المعرفة به حتى تشهده في صفات التشبيه التي هي صفات نقص كالذلة والعبودية والافتقار، وهذا أمر تنفر منه أذواق علماء الرسوم الذين عبدوا الله على التنزيه ولم يتجاوزوا بمعرفتهم هذا الوجه ولذلك تستوحش نفوسهم من هذا العلم لو وردت الإشارة إليه في قرآن أو سنة ويتعملوا في تأويله وفق ما يحكم به العقل من تنزيه الحق لما كان فيه من الاعتقال عن اطلاق المعرفة الأخرى.

ولو كان النص يتعلق بمجرد نفي استحقاق العبد للصفة الإلهية لما كان في الأمر جديد ولما قال الشيخ: " على أنه ما رأينا أحدا نص عليهولا حققه ولا أبداه مثل ما فعلنا نحن"

إذ ما أكثر من أشار إلى ذلة العبد وعدم استحقاقه للصفة الإلهية.

ثم انظر مداراة الشيخ للأفهام القاصرة وعدم إظهاره اختصاصه بهذا العلم بل الله تعالى هو من نسب إلى نفسه صفات التشبيه في كتابه وعلى لسان رسله قال الشيخ: "وهو قريب إلى الأفهام إذاوقع الإنصاف وذلك أن العبد ما استنبطه ولا وصف الحق به ابتداء مننفسه وإنما الحق وصف بذلك نفسه على ما بلغت رسله وما كشفه لأوليائه ونحن ما كنا نعلم هذه الصفات إلا لنا لا له بحكم الدليلالعقلي فلما جاءت الشرائع بذلك وقد كان هو ولم نكن نحن علمنا إنهذه الصفات هي له بحكم الأصل ثم سرى حكمها فينا منه فهي له حقيقة وهي لنا مستعارة".

وحيث أن النص يشتمل على مطلب ثان هو غصب الإنسان للصفات لذا سأقسم الحديث إلى قسمين:

القسم الأول: في بيان حقيقة نفي التقيد بالتنزيه في كلام الشيخ في الفتوحات.

القسم الثاني: في بيان حقيقة استحقاق الانسان للأسماء ذاتاً وعدم استحقاق العبد لها في وجوده.
القسم الأول



ولإيضاح هذا العلم المحمدي الغريب لابد من إيضاح أمر في غاية الأهمية وهو أن المتصف بجميع الأسماء هو الأسم "الله" الجامع وأن الله من حيث ذاته غني عن العالمين لا يمكن الإشارة إليه بإسم ولا رسم، فلا ينبغي الخلط بين الحضرة التي تتنزه عن التنزيه والتشبيه وبين الحضرة التي حوت بإطلاقها صفات التنزيه والتشبيه، وقد ورد عن الإمام الصادق: "إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الأقطار، مبعد عنه الحدود ، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل آخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون، فهذه الأسماء التي ظهرت، فالظاهر هو الله تبارك وتعالى"[1]

فالأسم "الله" هو أحد الأجزاء الثلاثة التي ظهرت لتترجم عن الله المسمى وهذه الأسماء الثلاثة هي الله الرحمن الرحيم، ولذا قيل أن سر الفاتحة في مفتاحها "بسم الله الرحمن الرحيم" قال في الفتوحات: " فإني أريد أن أدخل إلى ما في طي البسملة والفاتحة من بعض الأسرار كما شرطناه فلنبين ونقول بسم بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد من المعبود" وبهذه المقدمة يمكن أن يتضح لطالب الحق ما يكرره الشيخ في الفتوحات ملغزاً ومصرحاً بهذا العلم الخطير الذي يفتح مغاليق الأسرار لمن صفت نفسه واستنارت بالفتوح المحمدية
القسم الثاني

في حقيقة استحقاق العبد للأسماء ذاتاً وعدم استحقاقه لها في وجوده نبتديء في بيان هذه الحقيقة بالنص الذي ذكره الأخ الدرويش -أكرمه الله- وهو قول الشيخ في الفتوحات: "فنحن به من وجه وما هو بنا لأنه الظاهر ونحن على أصلنا وإن كنا أعطينا باستعدادنا في أعياننا أمورا لها سمي بما يظنه المحجوب أسماء لنا من عرش وكرسي وعقل ونفس وطبيعة وفلك وجسم وأرض وسماء وماء وهواء ونار وجماد ونبات وحيوان وإنسان وجان كل ذلك لعين واحدة ليس إلا فسبحان الأعلى المخصوص بالأسماء الحسنى والصفات العلى وقد علم من هو الأولى بصفة الآخرة والأولى فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم والإنسان ظلوم بما غصب من هذه الصفات من حيث جعلها لنفسه حقيقة جهول بمن هي له وبأنها غصب في يده فمن أراد أن يزول عنه وصف الظلم والجهالة فليرد الأمانة إلى أهلها والأمر المغصوب إلى صاحبه والأمر في ذلك هينجدا والعامة تظن أن ذلك صعب وليس كذلك".
لماذا قال الشيخ: "فنحن به من وجه"
ألسنا قائمين بالله من كل وجه؟
الجواب: أننا من حيث وجودنا -وهو وجه عبوديتنا- قائمون بالأسماء التي محتدها الأسم الجامع "الله". ومن حيث أعياننا التي ما شمت رائحة الوجود باقون على أصلنا الذاتي الذي ليس فيه افتقار إلا للذات الأحدية.

ولذا كنا لا نستحق شيئاً من أسماء الكمال والربوبية في وجودنا لأننا عبيد مربوبون، وأما في أعياننا فلا نستحق حتى أو صاف العبودية لأن الظاهر هو الله وأعياننا ما شمت رائحة الظهور بل ظهرت أحكامها في مرآة الوجود الإلهي وهو قول الشيخ: " لأنه الظاهر ونحن على أصلنا وإن كنا أعطينا باستعدادنا في أعياننا أمورا لها سمي بما يظنه المحجوب أسماء لنا من عرش وكرسي وعقل ونفس وطبيعة وفلك وجسم وأرض وسماء وماء وهواء ونار وجماد ونبات وحيوان وإنسان

والوجود الإلهي لا تعين فيه لصرافة وجوده إلا بتجليه لعين الشيء المعدوم في حضرة علمه نفسه بنفسه، وهذا العين الثابت هو مقام العبد الكامل الجامع لأعياننا كما أن الإسم الإلهي جامع للأسماء، وهو معتصر بالإسم الجامع الإلهي و مستحق ذاتاً لجميع الأسماء الإلهية وهو قوله: " كل ذلك لعين واحدة ليس إلا"

وما ثم من يعبده من غير تسبيح إلا الكامل فإن التجلي له دائم فحكم الشهود له لازم فهو أكمل الموجودات معرفة بالله وأدومهم شهودا وله إلى الحق نظران ولهذا جعل له عينين فينظر بالعين الواحدة إليه من كونه غنيا عن العالمين فلا يراه في شئ ولا في نفسه وينظر إليه بالعين الأخرى من اسمه الرحمن بكونه يطلب العالم ويطلبه العالم فيراه ساري الوجود في كل شئ فيفتقر بهذه النظرة من هذه العين إلى كل شئ من حيث ما هي الأشياء أسماء الحق فكما ان حضرة الإلوهية المعبر عنها باسم الله تشتمل على خصائص الأسماء كلها وأحكامها التفصيلية ونسبها المتفرعة عنها أولاً والمنتهية الحكم إليها آخراً ولا واسطة بينها وبين الذات, كذلك الإنسان فإنه من حيث حقيقته ومرتبته لا واسطة بينه وبين الحق لكون حقيقته عبارة عن البرزخية الجامعية بين أحكام الوجوب وأحكام الإمكان فله الإحاطة بالطرفين ولهذا الاعتبار وصفه الشيخ في الفصوص بأنه: "الحادث الأزلي والنشأة الدائم الأبدي له الأولية والتقدم على الموجودات من هذا الوجه"

وبه فسر قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"أعوذ بك منك" حين كشف له عنه فلم ير غيراً فرجع على نفسه بنفسه وهو مقابلة المعنى بالمعنى: " قل ادعو الله أو ادعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" قال الشيخ في الفتوحات في الترجمة عن هذا المشهد:

لما نطقنا بقوله بسم الله الرحمن الرحيم لم يظهر للألف واللام وجود فصار الاتصال من الذات للذات والله والرحمن اسمان للذات فرجع على نفسه بنفسه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك منك لما انتهى إلى الذات لم ير غيرا وقد قال أعوذ بك ولا بد من مستعاذ منه فكشف له عنه فقال منك ومنك هو، والدليل عليه أعوذ ولا يصح أن يفصل فإنه في الذات ولا يجوز التفصيل فيها فتبين من هذا أن كلمة الله هي العبد فكما إن لفظة الله للذات دليل كذلك العبد الجامع الكلي فالعبد هو كلمة الجلالة قال بعض المحققين في حال ما أنا الله وقالها أيضا بعض الصوفية من مقامين مختلفين وشتان بين مقام المعنى ومقام الحرف الذي وجد له فقابل تعالى الحرف بالحرف أعوذ برضاك من سخطك وقابل المعنى بالمعنى وأعوذ بك منك وهذا غاية المعرفة"[2].



وأما الجزء الاخير من النص وهو قوله: "والإنسان ظلوم بما غصب من هذه الصفات من حيث جعلها لنفسه حقيقة جهول بمن هي له وبأنها غصب في يده فمن أراد أن يزول عنه وصف الظلم والجهالة فليرد الأمانة إلى أهلها والأمر المغصوب إلى صاحبه والأمر في ذلك هينجدا والعامة تظن أن ذلك صعب وليس كذلك".

فتأمل معي يا أخي أن ظلم الإنسان غير الكامل بما غصب من هذه الصفات في وجوده مع أنها له حقيقة في كماله وهذا ليس تأويلاً بل سأشرح لك كيف أن العبارة لا تقبل إلا هذا المعنى:

1- لو كان المراد أنه لا يستحق هذه الصفات لقال "أنه جعلها لنفسه زيفاً وادعاء" ولكنه يقول "لنفسه حقيقة".

2- إن تعليل الظلم هو الغصب فحسب وأما كونه ظلوما فهو ظلم بعد ظلم فلوكان مجرد غاصب لكان ظالماً لمن غصبه ولكنه ظلم من غصبه بادعاءه الصفة في الوجود وظلم نفسه حيث أن هذه الصفة قد جعلها الله له حقيقة بتجليه الذاتي له في حضرة علمه نفسه بنفسه.

3- كيف وابن عربي يقول : " ولما أعطى هذه المنزلة وآدم بين الماء والطين علمنا أنه الممد لكل إنسان كامل منعوت بناموس إلهي أو حكمي وأول ما ظهر من ذلك في آدم حيث جعله الله خليفة عن محمد ص فأمده بالأسماء كلها من مقام جوامع الكلم التي لمحمد ص فظهر بعلم الأسماء كلها"[3]

وقال: " ولما أوجد الله العالم إنسانا كبيرا وجعل آدم وبنيه مختصر هذا العالم ولهذا أعطاه الأسماء كلها أي كل الأسماء المتوجهة على إيجاد العالم وهي الأسماء الإلهية التي يطلبها العالم بذاته إذ كان وجوده عنها فقال ص إن الله خلق آدم على صورته إذ كانت الأسماء له وعنها وجد العالم"[4].

وقال: " فكان القلب له عرشا غير مقيد بصفة خاصة بل له مجموع الصفات والأسماء كما إن الرحمن له الأسماء الحسنى"[5]

وقال: " فكل من ادعى من أهل الطريق أنه خرج عن الأسماء الإلهية فما عنده علم بما هي الأسماء ولا يعلم ما معنى الأسماء وكيف يخرج عن إنسانيته الإنسان أو عن ملكيته الملك"[6]

وقال تلميذه الأخص القونوي في الفكوك: " فكان الخليل (ع) أول مرآة ظهرت بها أحكام الصفات الإلهية الثبوتية وأول من حاز التخلق بها وكان لنبينا التحقق بها, والفرق بين التخلق والتحقق هو ان التخلق يحصل بالكسب والعمل في التجلي بها فيكون صاحب التخلق محلاً لأحكامها وهدفاً لسهام آثارها والتحقيق بها لا يصح إلا بمناسبة ذاتية تقتضي بأن يكون المتحقق بها مرآة للذات والمرتبة الجامعة للصفات ترتسم فيه جميع الأسماء والصفات إرتساما ذاتياً لا على سبيل المحاكاة للارتسام الإلهي فيه أعني بصاحب التحقق يظهر وتنفذ آثار الصفات والأسماء في المتخلقين بها وغيرهم من المجالي الذين هم محال آثارها من الأناسي وغيرهم فاعلم ذلك ترشد إن شاء الله تعالى"[7].

وقال: " ان أول لازم متعين من الذات هو علم الحق من حيث امتيازه النبي الأمي حيث ان علمه عين ذاته لا من حيث انه صفة زائدة على الذات وهذا التعين العلمي هو تعين جامع للتعينات كلها المعبر عنها بالأسماء والأعيان, فالأشياء مرتسمة فيها أعني في هذه النسبة العلمية وتتعلق بالمعلومات حسب ما هي المعلومات عليه في أنفسها"[8].

هذا مع أن لمحمد صلى الله عليه وآله شأناً من وراء ذلك ليس هنا محل بيانه أشار إليه القونوي بقوله: " وقصارى الأكابر من أهل الله أن ينتهي ارتباطهم بالحق صعداً إلى التعين الأول التالي للأحدية الذاتية الجامع للتعينات كلها المضافة إلى الحق باعتبار وحدانيته من حيث انها مشرع الصفات والأسماء ويسميها بعضهم بأحكام الوجوب التي نتائج الحيثيات والاعتبارات والمضافة أيضاً إلى مرتبة الامكان من حيث أحكام المعلومات الممكنة المعددة بتقييداتها الإمكانية المتكثرة واستعداداتها المتفاوتة المختلفة للوجود الواحد الفايض من الحق بالوجود الذاتي المطلق الذي لا يتعين له موجب يتحققه أحد من الأنبياء والأولياء إلا الكمّل منهم وشأن نبينا (ص) والكمّل من ورثته مع التعين الأول الذي قلت انه مشرع الصفات والأسماء مخالف لشأن غيرهم فإن هذا التعين ليس هو غايتهم من كل وجه في معرفة الحق واستنادهم إليه بل هم متفردون بحال يخصهم لا يعرفه بعد الحق سواهم ولا يذكرونه لأحد إلا لمن اطلعوا على ان ذلك الشخص لا بد له أن يصير إنساناً كاملاً"[9].










[1] - التوحيد - الشيخ الصدوق – ص 190-191


[2] - الفتوحات ج1 ص108


[3] - الفتوحات المكية – دار صادر - ج 3 - ص 142




[4] -ج3 ص73-74


[5] - ج3 ص129


[6] - الفتوحات المخكية-دار صادر- ج3 ص53


[7] - الفكوك للقونوي على هامش النصوص فك ختم الفص الإبراهيمي.


[8] - فك ختم الفص الإسماعيلي.


[9] - فك ختم الفص المحمدي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً   وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً Emptyالسبت نوفمبر 03, 2007 6:19 am

الحبيب الانسان الفصيح.. صاحب البيان المحمدي ... والفهم الحاتمي الصحيح

فتح الله عليك فتوح العارفين

أوضحت وفهمت جزاك الله عنا كل الخير والبركة

ولكنه نصيبك مني السؤال ونصيبي منك الإجابة

عادة .. نسأل الله ألا تنقطع ...

السؤال اليوم هو الفرق بين اسم الله الجامع "" الله "" .. واسم الله "" الرحمن ""

قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن

ولا أخفيك سيدي أن هذا ما كان يشغلني في الأيام الثلاث الفائتة ...

فسعدت أنك عرّجت على ما يشغلني ....

ولتكن التتمة مولانا الانسان لتبيان الفرق بين رحمة الرحمن ورحمة الرحيم

وقد قالوا سيدي أن لاسم "" الرحمن "" وجهان : وجهٌ إلى الحق ، ووجهٌ إلى الخلق

وأخيراً إن كان فكوك الوارث صدر الدين القنوي موجودا لديك بصيغة الـ word

فأتحفنا به .. بل أتحف صفحات النت به ...

تحياتي إيها الغالي الكريم

وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لَّقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ءايَاتٌ لِّلسَّآئِلِينَ
»  فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ _تفاسير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: