القصيدة الخامسة : الأهوال أمانات عند أهلها
ابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
من سارروه فأبدى كلما ستروا ... و لم يراع اتصالا كان غشاشا
إذا النفوس أذاعت سر ما علمت ... فكل ما خلت من عقلها حاشا
من لم يصن سر مولاه و سيده ... لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
و عاقبوه على ما كان من زلل ... و أبدلوه مكان الأنس ايحاشا
و جانبوه فلم يصلح لقربهم ... لما رأوه على الأسرار نباشا
من أطلعوه على سر فنم به ... فذاك مثل يبين الناس طياشا
هم أهل السر و للأسرار قد خلقوا ... لا يصبرون على ما كان فحاشا
لا يقبلون مذيعا في مجالسهم ... و لا يحبون سترا كان وشواشا
لا يصطفون مضيفا بعض سرهم ... حاشا جلالهم من ذلكم حاشا
فكن لهم و بهم في كل نائبة ... إليهم ما بقي الدهر هشاشا
* * *