منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فضولي البغدادي الصوفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7304
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

فضولي البغدادي الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: فضولي البغدادي الصوفي   فضولي البغدادي الصوفي Emptyالخميس أبريل 25, 2024 12:53 pm

فضولي البغدادي الصوفي Fodoli

للشيخ فضولي الشاعر الحكيم مقام سامٍ ، ومكانة جليلة في تاريخ الأدب العربي والتركي والفارسي . وكان لابد لمؤرخي الأدب من العرب وغيرهم أن يخّصوه بمباحث ودراسات لتجلية ذلك الخضم الزاخر من فيض العلوم والمثل العليا التي خاضها أبان تلك الفترة من حياة العراق والعالم الإسلامي .



فهو علم شامخ من أعلام الإسلام ، وصرح من صروح الفكر والثقافة والدين، وأحد أعاظم الأدب المشرقي.



عاش خمسة عقود ونـيّف خدم بها العربية والتركية والفارسية. وهو نجم لامع طلع في سماء بغداد، وانتشر نوره في المجالس والبيوت، وسطع بها كالشمس، ثم هوى في أعقاب القرن العاشر للهجرة متحولاً إلى أُحدوثة لا تنسى.



لعل أهم ما يجدر الانتباه إليه أن المصادر التي أشارت إلى ولادته ببغداد قد غلّبت هذه المدينة على كربلاء والحلة ، لأن كربلاء والحلة اللتين عاش فيهما الشاعر معظم سني حياته كانتا قصبتين تابعتين لأيالة بغداد أبان تلك الفترة، ولكون مدينة بغداد معروفة في العالم كمركز رئيس للحركات السياسية والنشاطات العلمية والتجارية عبر قرون عديدة ، فإنه لقّب (بالبغدادي) لهذه الشهرة.



نشأ محباً للعلم وأهله ومجالساً للعلماء، وله في الصوفية والتصوف اعتقاد. وكان أحد المشاهير بالبراعة والحديث والمعارف وفنون الأدب والتاريخ. ولا شك أن شاعر الأجيال لا يموت شعره، بل يتجدد مع جيله ، لأنه يبنيه على الحقائق الخالدة ، وهو في الأعم الأغلب يسبق جيله، يغني لأبناء وطنه يريد إيقاظهم، وقد يتكرر في شعره المعنى الواحد في بيتين أو أكثر، ولعل ذلك يعزى إلى قلة حفظ ما يقوله أو حباً بالمعنى، ولا ضير في ذلك على الأدب فإن الروض ينبت زهراً مختلفاً ألوانه ورائحته، وزهراً متشابهاً أيضاً.



وسّع فضولي ثقافته من نواحٍ متعددة، وأطال النظر في دواوين الشعراء يحفظ منها ما يتخير من أشعارهم حتى كانـت لـه حافظة قوية تسعف ذوقه وتلبي اختياره مما يختار من جيد القول حتى يرتسم في حافظته ، ويبقى في ذاكرته ، ثم ينعكس ذلك في شعره.



ولعله من المفيد أن نشير إلى أنّ الدكتور حسين علي محفوظ يصف شعره ويشيد بفضله، فيـقول : إن شعر فضولي ذاع في إيران في حياته، وحفظه الأدباء ومن يبصرون الكلام وينقدونه، كما استشهد بشعره بعض مصنفي المعاجم ومنهم صاحب معجم ( فرهنك بشير خاني) فاعتبره من طبقة مشهوري المجيدين كفردوسي ونظام استرابادي وخاقاني وسعدي وحافظ وجامي وقاسم أنوار، وانتخب من بعض المعاصرين طرائف من شعره كجهانباتي و برمان، كما قال إنه شاعر الآذرية العظيم وإمام الأدب التركي الأكبر في كل العصور ( [1]) .



أما المحامي عباس العزاوي فقد عده من أكبر شعراء الترك في بغداد، ومن أعظم شعراء الأدب الفارسي، كما يعد من شعراء العرب، ولّا فتح السلطان سليمان القانوني بغداد ظهر كأكبر شاعر وكان من أجل أدبـاء التركية الـمجددين وفي الطليعة منهم، كما لا يقاس بغيره ممن عاصروه ( [2]).



عرف فضولي بالورع والتصوف والزهد في الدنيا ، ومن الواضح أن الجانب الأدبي غلب على ثقافته ، وكان الطابع الديني من ورع وزهد هو الغالب على شخصيته، وكانت له مجالس للتدريس تعقد في تكية البكتاشيه بكربلاء، يحضرها القادمون من المشرق، فتطرح فيها الأفكار وتناقش الآراء، ويوظف موضوعات كثيرة فيما حواه شعره العالي. ولاينكر أنه نقل التراث الفارسي إلى اللغة التركية، وشارك إخوانه الشعراء في الحرص على سلامة اللغة العربية وديمومتها.



كان فضولي يمثل بيئته العراقية في ذلك العصر أحسن تمثيل، فهو تركماني اللهجة، شيعي المذهب متضلع في العربية بالاضافة الى والفارسية، ينظم الشعر بهما كما ينظمه بلغته التركية ( [3]). لقد عالج فضولي أكثر أغراض الشعر المألوفة في عصره، وأهمها المدح، الغزل، التصوف، الاصطلاح الاجتماعي، الحكمة، الشكوى.



ولكن الدارس لشعره لا يستطيع رسم صورة واضحة لبقية الأغراض التي عالجها – عدا المدح والغزل والألم – وذلك لقلة النصوص التي وصلت إلينا باللغة العربية.



ونحن لا نغالي إذا قلنا أن فضولي أحق من الشاعر التركي (باقي) بإمارة الشعر التركي القديم، لأنه يمتاز بوحدة القصيدة، وهي ميزة ينفرد بها شاعرنا عن معظم شعراء الفرس والترك، كما أنه الشاعر الوحيد عند الترك الذي يمكن أن يسمى شاعر القلب، لأنه تحدث عن قلبه وعبر عن ما في أعماق قلبه ( [4]).



وليس من غرابة أن نقرأ في أشعار فضولي الكثير من الكلمات والعبارات الفارسية التي يصعب فهمها لدى الكثير من القراء، ولابد لنا ان نستشهد بما جاء في مقدمة ديوانه بالفارسية، حيث يقول : تارة قرضت الشعر بالعربية وقد نالت قصائدي الشعرية اهتمام بلغاء العرب، وكان يسيراً علي ّ لأن لغة البحث العلمي كانت عندي العربية، وتارة قرضت الشعر بالتركية لأن أشعاري التي نظمتها بالتركية كانت متلائمة مع قابلية فطرية واستجابة لسليقتي، وتارة أخرى نضدت اللآلئ في سلك اللغة الفارسية وقطعت من أغصان شجرتها ثمار القلب ( [5]).



وله قصيدة مدح بها السلطان سليمان القانوني بعد أن مهد بمقدمة يصف فيها بغداد ، فكان فيـها موفقاً في التصـوير ويعتبرها نامق كمال من أروع ما فاضت به قريحة فضولي ( [6]).

خلد اللهم سلطاناً سقى أرض العراق حين ما اضطرت بإرسال السحاب كالبحار

مقـتد لولاه ما سرنا إلى صحن السرور مهند لولاه ما نمنا على عهد القرار

سيفه من حادثات الدور حصن للعدا مالهم إلا قرار فيه من هول الفرار

صيته بالعدل للإسلام أصل الانتظار ذكره بالمجد للأسلاف وجه الإفتخار



وفي عصر تقاسم الحكم فيه الصفويون والعثمانيون، ذلك العصر الذي تناحرت فيه المذاهب والصراعات الدموية، نبغ الشاعر فضولي ونشأ يعاني من تلك الفوضى السائدة التي عمت المجتمع الهائج بالتناقضات والصراعات وأرهقته الرزايا حتى كان يصف هذا المشهد بقوله: ( في سوق الزمان كاسدة بضاعتي فالتزمني سوق غيرها أنا عندليب دائم الشدو ومانواحي اليوم إلا لأنني أسير في قفص أتوق إلى روضة غناء )، هذا الشاعر الغنائي قدم لنا صورة واضحة لشعره وأثبت بالدليل القاطع أنه الشاعر الغنائي بحق ، فهو يصف مجتمعه قائلاً (هموم الناس هدّت كياني فيا ساقي الخمر أسقنيها وأمح أحزاني)، وأستمع إليه وهو يستصرخ الناس من أعماق قلبه ( لست أدري لمن أبدي آلامي الدفينة ففي صدري مائة ألف ألم لا سبيل إلى إظهاره أسكر الدهر كل القوم فلم يبق منهم صاح يتفقد أحوال السكارى). هكذا عاش الشاعر بهذا الإحساس المليء بالوطنية وامتزجت آلامه مع آلام الشعب ويعبر عن ذلك بأسلوب أدبي خلاق.



أما آثاره فقد وصلت إلينا أسماء طائفة من مؤلفاته معظمها باللغتين التركية والفارسية ، فللشاعر 16 أثراً في ثلاث لغات تتوزع بين الشعر والنثر :

1) ديوان بالتركية 2) ديوان بالفارسية 3) ديوان بالعربية 4) ملحمة ليلى ومجنون 5) بنك وباده 6) هفت جام 7) رسالة المعميات 8) ترجمة أربعين حديثاً نبوياً 9) مطلع الاعتقاد 10) أنيس القلب 11) شاه وكدا (السلطان المتسول)

أما أعماله النثرية فيمكننا أن نلخصها بما يلي : 1) حديقة السعداء 2) رند وزاهد (الزاهد والصوفي ) 3) حسن عشق 4) سكايتنامه 5) رسائل بالتركية.



أما ديوانه بالعربية فقد كانت نسخة خطية منه في قسم المخطوطات لمعهد الاستشراق في لنينغراد ، وقام بتحقيقها العالم الآذري البروفيسور الدكتور المرحوم ( حميد اراسلي ) سنة 1958م بمناسبة الاحتفال في باكو بمرور (400) عاماً على رحيل الشاعر، على أن هناك نسخة أخرى مخطوطة من هذا الديوان كانت في خزانة العلامة السيد عبد الحسين آل طعمة سادن الروضة الحسينية بكربلاء ، إلا أن السادن أعلمني أنه أهداها إلى الوالي جمال باشا لدى زيارته لمدينة كربلاء سنة 1329هـ.



ولابد من التذكير بأن الصديق الأديب الراحل حسن عبد الأمير المهدي حمل إلى غداة ايابه من الأتحاد السوفيتي كتاب (مطلع الاعتقاد) وديوان فضولي وهما من مؤلفات الشاعر العرفاني الكبير الشيخ فضولي، وقد جاء في مقدمة الكتاب بقلم أحد المستشرقين أن محمد بن سليمان فضولي ولد في مدينة كربلاء عام 1418م وعلى هذا فهو من كربلاء مولداً ومدفناً.



ولزيادة الإيضاح فأن الصديق الطيب الذكر الأديب عبد اللطيف بندر أوغلو قام بدراسة مطلع الاعتقاد والقصائد العربية للشاعر فضولي البغدادي الموجودة في الكتاب وعددها 12 قصيدة، قامت بطبعها مشكورةً دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والأعلام ببغداد بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية الخامسة لولادة الشاعر فضولي وذلك بتاريخ 15ـ 17 أيلول سنة 1994م. ولا ننسى أن هناك كتباً أخرى صدرت عن الشاعر من قدامى ومحدثين وكتبت دراسات ومقالات وأبحاث جادة نشرت في الصحف والمجلات العربية، وكلها قمينة بالتقدير.



عاش فضولي في أخريات أيامه في مدينة كربلاء وقام بخدمة الروضة الحسينية حيث كان يقوم بإنارة الشموع في الروضة إلى أن مات بمرض الطاعون سنة 963هـ / 1555م ودفن في مقبرة خاصة له قبالة باب القبلة على الجانب الأيسر. رحم الله الشاعر فضولي أحد رواد الشعر المبدعين المجددين الذين وقفوا عند روائع الابداع والعطاء.

سلمان هادي آل طعمة/ كربلاء



مصادر:

1-د . حسين عي محفوظ: فضولي البغدادي، ص 27 .

2-عباس العزاوي: تاريخ الأدب العربي في العراق، ص 251.

3-د. حسين مجيب المصري: فضولي البغدادي، ص 295.

4-د. حسين مجيب المصري: فضولي البغدادي، ص 298.

5-عبد اللطيف بندر أوغلو: مطلع الاعتقاد والقصائد العربية للشاعر فضولي البغدادي، ص 9.

6-د. حسين مجيب المصري – فضولي البغدادي ص 248



-جمعت من مصادر مختلفة - موقع آل الصوفي 2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
 
فضولي البغدادي الصوفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبو الحسن عبد الرحمن الصوفي
» سيدى أحمد الرفاعى
» الـقـطـب الـشهـيــد سـيـدي عــبـد الــســلام بن مــشــيــش ..#ماجد_الطوخي
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: سير وتراجــم الأعلام والنبلاء-
انتقل الى: