الرومي
التبر
الدوار حول ذات حبيبه
البشري
و مثنوية العشق
إن محمدا قد عشق ربه
و العشق يقتل المحب و يفنيه و العاشق مستهام
موجود بحبيبه و وجوده في نفسه حرام
فالشهود لا ينقطع و الأنا تعني الحجاب و القطع
ونحن نشاهد انفسنا حتي في المنام و الأحلام
إلي أن نحب ثم نعشق فتتلافي ذاتنا بحبيبنا
و تسقط اوجهنا تباعا و لا يبقي غير وجه الحبيب
أما نفوسنا فنميتها كقتل غلام النفس
موتو قبل ان تموتوا
أفمن يمشي ميتا بين الناس
و بموت النفس تشرق الروح و تبدأ الدوران
حول الحبيب الذي ظهر من قبلنا
فأضاء سموات العدم بالنشأ النبوي من قبل الماء و الطين و المحدودات
و الدوران رمز للتآلف مع ذات الحبيب كالكوكب و الشمس
كالقمر و الأرض
كالأصل و الفرع
عودة الفروع لأصولها
إن قيل زرتم بما رجعتم قولوا رجعنا بكل خير
واجتمع الفرع و الأصول
و الجمع علي النور بعد الدور
كإستلام الحجر الأسود المحلي بالفضة
و للرسل كبيت المقدس و صخرة الإسراء
فبعد الدوران التسبيح و سر السريان
و لا طاقة لنا حتي بالتسبيح
اللهم إلا الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات
المفارقين للنفس الي حرف الروح و انطلاقها و أبديتها
ببشريات الرسل الجامعين للكل في رحمتهم بذاتهم
و قوة عطاء درجاتهم من الحق
الدوران حول نقطة صفة كونية كالطواف
و هو حد يمكن بلوغه نفسيا و روحيا
ليشكلنا الشوق علي الوقت و الشأن و الحال
و الأمر فنكون حروف من بعد كن
كالعقول في بحثها عن الحقيقة بين المذاهب و الفرق
كسريان فروع الشجرة و سيل الماء
كقوانين المادة تنساب الروح الي باريها بالفطرة أيضا
بالحس
كما قال الغزالي و كما اشارت أسماء الحسن و الحسين و محسن
كأن من كان كافا صار نونا
نفس شكل الشجرة و القانون
كسبحة الطائر في حضن السماء
يكون الإنطلاق ليجمع الحقيقة في كل مذهب و من كل دين
بالواحدية
و العاشق المحب المريد التلميذ الواقع تحت قهر ربه
يتعاشق الكل عند الرومي و يكون الجسد القفص الحي للروح
بل يصير الكون و المخلوقات و الكثرة
كله قفص حي للروح يبزغ فيه نجم الإنسان
حتي كموضوع اجتماعي و أخلاقي لتتوالي حكم الشيخ
و بركاته و سره حال كل الأولياء و الأطهار
و طبعا نحن علي اعتاب السادة و كلنا افتقار و توب
نتجاذب شمس و روم
كعناق الروح للكون كالدوران في المطلق
-------