almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: لايخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق الثلاثاء يناير 01, 2008 3:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه : لايخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق قلت (والكلام لابن عجيبة) : الشهوة إذا تمكنت من القلب صعب علاجها فلا يمكن خروجها في العادة إلا بوارد قهري جلالي أو جمالي فالوارد الجلالي هو خوف مزعج فيزعجك عن شهوتك ويخرجك عن وطنك ، وأهلك والوارد الجمالي هو شوق مقلق فيقلقك عن مراداتك وحظوظك فينسيك نفسك ويؤنسك بربك ، ولأجل صعوبة هذا المرض كان أشد الناس حجابا عن الله العلماء ثم العباد ثم الزهاد لان هذه الشهوة خفية لان صاحبها أضله الله على علم ..الاية ، فهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أي أضلهم عن طريق الخصوص وبقوا في طريق العموم أما العلماء الظاهريون فهم يعتقدون أن لا فضيلة فوق علمهم حتى أني سمعت من بعضهم يقول ان مقام الاحسان هو مقامهم الذي هم فيه من العمل بظاهر الكتاب والسنة ولامقام فوق ذلك فكيف يمكن اخراج هذا إلا بعناية سابقة.. (واما) العباد والزهاد فهم يقولون أيضا هذه غاية المحبة والطاعة ويزيدهم بعدا ما يرونه من الكرامات الحسية فيزدادون حجابا وتمكنا في حالهم واما العوام وأهل الغفلة فهم أقرب الناس الى الانقياد والنفوذ الى ربهم وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : قال أكثر أهل الجنة البله. أي المغفلون ومما يدلك على أن الشهوة القلبية أصعب من الشهوة النفسية قصة آدم والشيطان فان آدم عليه السلام كانت شهوته في بطنه فتداركه الله بعنايته والشيطان كانت شهوته في قلبه قال أنا خير منه فطرد الى يوم القيامة ثم اعلم ان الخوف على قسمين : خوف العوام وخوف الخواص ، خوف العوام من العقاب وخوف الخواص من القطيعة والحجاب. والشوق أيضا على قسمين شوق العوام للحور والقصور وشوق الخواص للشهود والحضور ، شوق العوام لنعيم الاشباح وشوق الخواص لنعيم الارواح ، شوق العوام ناشىء من قوله تعالى : أعد الله للمؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن وشوق الخواص ناشىء عن قوله تعالى : ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم . جعلنا الله من أعظمهم قدرا وأكملهم محلا وفضلا ...آمين بمنه وكرمه ، فإذا دخل الخوف والشوق الى القلب أخرج كل مافيه من الاغيار وملىء بالمعارف والانوار فحينئذ تخلص الاعمال وتزكو الاحوال ويقبل عليه ذو العظمة والجلال. | |
|