المعرفة بالله

المعرفة بالله
- قال تعالى: ( و ما قدروا الله حق قدره) : جاء في التفسير: و ما عرفوا الله حق معرفته.
- و عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ان دعامة البيت أساسه، و دعامة الدين المعرفة بالله تعالى و اليقين و العقل القامع). فقلت بأبي أنت و أمي ما العقل القامع؟ قال: ( الكف عن معاصي الله و الحرص على طاعة الله عز و جل).
- و المعرفة على لسان العلماء هي العلم فكل علم معرفة، وكل معرفة علم و كل عالم بالله تعالى عارف و كل عارف عالم.
فالمعرفة صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه و صفاته، ثم صدق الله تعالى في معاملاته ثم طال بالباب وقوفه و دام بالقلب اعتكافه فحظي من الله تعالى بجميل اقباله، و صدق الله تعالى في جميع أحواله وانقطعت عنه هواجس نفسه و لم يصغ بقلبه الى خاطر يدعوه الى غيره و من آفات نفسه بريا و دامت في السر مع الله تعالى مناجاته و حق في كل لحظة اليه رجوعه فتحصل المعرفة بالله عز و جل.
- ومن أمارات المعرفة بالله تعالى حصول الهيبة من الله فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته.
- و قال أبو حفص: مند عرفت الله تعالى ما دخل قلبي حق و لا باطل.
- و قال محمد الوسطي: لا تصح المعرفة و في العبد استغناء بالله تعالى و افتقار اليه.
- و قال الوسطي أيضا: من عرف الله تعالى انقطع بل خرس و انقمع. قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( لا أحصي ثناء عليك).
- قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: من كان بالله أعوف كان له أخوف.
- قال سهل بن عبدالله: المعرفة غايتها شيئان: الدهشة و الحيرة.
- و قيل العارف تبكي عينه و يضحك قلبه.
- و يقول أحمد بن عطاء: المعرفة على ثلاثة أركان: الهيبة و الحياء و الأنس.
- و قال ذو النون المصري: لكل شيئ عقوبة، و عقوبة العارف انقطاعه عن ذكر.
- يقول محمد بن الفضل الفراوي: المعرفة حياة القلب مع الله تعالى.
- فكن مكتفيا بربك و لا يكتفي به الا من عرفه سبحانه. اذ محال أن تعرفه معرفة العيان ثم تلتفت الى نعيم الجنان، و كل من زعم أنه عرف ربه وهو يلتفت الى شيئ دونه جليلا كان ذلك الشيئ أو حقيرا فهو كذاب، و كيف لا يغيب عن كل شيئ من يرى من ليس كمثله شيئ؟ فاي جمال مثل جماله؟ و أي شيئ يعشق في الدارين مثل رؤية وجه ربه؟ و رؤيته سبحانه لا تدرك يطمع فيها أحد قط الا بعد فناء نفسه. فافهم و السلام.