وأيضا طاسين الدائرة .. الحلاج

هذا طاسين شريف لأنه متعلق بعلم شريف ..

والحلاج الحسين بن منصور ..

يعرج بنا هنا في بحر الدائرة والنقطة ورمزها الصوفي عند أهل التحقيق ....

لنجد أن للغة الحلاج خصوصية تفرد بها عن سائر قومة من أهل العرفان ..

لتبقى حروفه خاصتة وحرمه الذي ما دخله أحد غيره .. من الناطقين بلسانه ..

وليتسلطن على مملكة المعرفة الحقانية بتاج الدم الذي أنهى به مشواره القصير في دنيا الغرور ...

ونراه هنا في هذا الطاسين يقسم الممكن إلى براني وثاني وثالث ..

والبراني بمعنى ظاهر الإيمان لجميع المؤمنين .. وهو ليس محل خطابه في هذا الطاسين ..

والذي كتبه لتعبر به الروح إلى الأصل والذي هو معرفة حق الحقيقة ..

يقول : " البراني ما وصل إليها والثاني وصل وانقطع "

ولنعرف أن الثاني ربما هو الذي وصل لضياء الصفات ( صفات الحق )

والطالب هنا ضعيف لا يتمكن من التحقق من هذا المقام

لأنه لو تمكن من مشهد النور ومعرفته لربما وصل إلى الباب الثالث

والذي يعبر عنه الحلاج بمفازة حق الحقيقة والذي هو يختلف عن الثاني

بأن الثالث هو أصل الحقيقة والذي إذا تعطف عليه الحق أراه من أنوار أصل الحقيقة شيئاً

لأن بحر أنوار التوحيد لا حد له ولا نهاية ...

ولهذا على لسان الحلاج في هذا المقام قول " التيه "

والذي يشبهه بالباء والتي أراها باءان فوق بعضهما

لتكون نقطة باء الأولى هي عين نقطة نون الثانية

والتي أراها نصف الدائرة المقسوم

والذي فيه قول ربنا :

" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفٌ لي ونصفٌ لعبدي ولعبدي ما سأل " ..

وما سأل العبد غير إتمال دائرة كماله وبالأحرى عودة الدائرة إلى ما كانت عليه ..

والتي كان منها التقوييس في قاب القوسين من حضرة الدنو التدلي ..

و أما نقطة باء الثانية فهي الخارجة والتي عبر عنها بالبراني الذي هو ظاهر إيمان عموم المؤمنين

كما قلنا سابقاً ...

وكما رأيت أنهما باءان أيضا رأيت أنهما دائرتان والدائرة الثانية التي يقابلها البابان تحتها

هي دائرة علم الذات وهي دائرة محرمة على الطلاب دخولها فهي الحرم والحصن الذي ما له باب

ولا كتب عليه الولوج لأن أبوابه مغلقة حيث أن الألوهية ممتنعة .

ونرى الحلاج يطلق على العارف صاحب الهمة بالفوقاني ..

والآخر الداخل في التيه بالتحتاني فأما صاحب نقطة الفوقاني فيحاول جولة وراء جولة

بروحه التي جالت في عالم الأفعال الدخول في دائرة إشراق نور الصفات وعلم الصفات

إلى أن يطلب نور القرب من الذات في هذا العالم ما بين بقاءه وفناءه

فما يلاقي غير أنه مردود وأنه ما ثمّ باب .

وأما صاحب نقطة التحتاني فهمته هي الرجوع إلى أصله

ولكن هذه الهمة تعجز عن هذا الطلب فتقترب حتى تفنى وتعود من الحقيقة إلى الخليقة

حتى تبقى وتفنى من ضعفها لعجزها عن حمل واردات سطوة العظمة

وهنا يكون الإقرار بالعجز عن الإدراك والرجوع بالفناء والعجز من باب الألوهية إلى باب الربوبية .

ولا يبقى ثالث غير ما عبر عنه الحلاج بنقطة الوسطاني المتحير بين الفوقاني والتحتاني

والذي اجتاز علوم الحدث وما وصل فتحير فما هو مع الفوقاني ولا مع التحتاني ..

وعبر عنها الحلاج بالثلاث نقاط النقطة الني في وسط الدائرة

والنقطة التي على يمين الدائرة والنقطة التي على يسار الدائرة

فالتحتاني يطلب النقطة التي على اليمين والوسطاني يطلب النقطة التي على اليسار

والفوقاني يطلب مركز الدائرة .. والطالب مردود .. والذات عزيزة المنال ... والربوبية أقرب .

والدائرة مالها باب فهي مجلى الأول والآخر .. وليس لها طرف ولا بداية ولا نهاية ..

وكل جزء منها هو بين جزئين كما وأن كل اسم إلهي بين إسمين إلهيين ..

وهذا لإرتباط آخر الأمر بأوله فلا يظهر أبده من أزله بلا امتزاج فليس غير وجود مستمر

وشهود ثابت مستقر .. فنهاية الدائرة مجاورة لبدايتها

والدائرة تطلب النقطة والنقطة لا تطلبها فمحيط الدائر ما هو غير نقاط مجتمعة

ليس بينهم حيز ولا فراغ وكل نقطة على المحيط أيضا لها محيط .. وهكذا ..

وأما النقطة التي في منتصف الدائرة فهي التي منها يبدأ الله الخلق ثم يعيده

وهي النقطة الواجبة الوجود بذاتها ففي البدء كانت وما كان غيرها .

وهذا هو أصل الأزلية ، وكنه القدم الذي ليس له كيف ولا يجد الخلق إليه طريقاً لا بالقلب ولا بالعقل ولا بالروح

ولا باللب ولا بالسر ولا بالعين ولا بالهمة ولا بعين العين ولا بسر السر ولا بعقل العقل

فلا معرفة هناك ولا علم ولا إدراك فالإحاطة الإلهية أهلكت الكائنات .

فلا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء .. لإتساع كرسيه ...

وهذه الحقيقة من صمدية الحق لا تقبل الشكل أو اللون أو الظهور أو البطون ..

فهو الظاهر والباطن وهو بكل شيءٍ عليم .. فلا امتزاج ولا بينونة ولا لصوق ولا شكل حدث

فهذه من صفات الخلق وليست من صفات الحق ـ سبحانه ـ .

وهو هو لهو لا لك وأنت أنت لا أنت وله فأنت مرتبط به ما هو مرتبط بك .

وهذا هو الفراق بين النقطة والدائرة .. النقطة صمدية والدائرة فراغها منع صمديتها ...

ثم نرى الحلاج يشير ببراعة إلى اربعة من الطير ليرينا كيف نلحق في سماء فضاء التوحيد .

فطائر النفس يطير في سماء فضاء قهر الأزليات ..

وطائر القلب يطير في فضاء جلال الأبديات وطائر العقل يطير في سماء أنوار الصفات

وطائر الروح حلق في فضاء هواء الهوية فلما فنت الطيور الأربعة عاد الصوت الصارخ في فولات رياض الحقيقة :

" وما قدروا الله حق قدره " .. وقالها الكامل : " ما عرفتك حق معرفتك " ...

فنطق لسان من لا ينطق عن الهوى : " لا أحصي ثناءاً عليك .. "

ولهذا أسمى الحلاج علم الحقيقة بالحرمي الدائرة لأن الدائرة حرمه وحرمته ..

ثم كعادته يعرج إلى حبيب القلوب وطبها ودواءها صلى الله عليه وسلم فيقول :

"سميَّ النبي صلى الله عليه وسلم حرمياً . لأنه ما خرج من دائرة الحرم سواه .فقال : آآه .

فهذا فلك محيط دائرة النبي صلى الله عليه وسلم والذي رأى كبرى الآيات

وكان له من المقامات المقام المحمود وله مظهر الأول : " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " ..

وله مظهر الآخر .: " وخاتم النبيين " فهو العقل الأول وهو آخر من يشفع وبهذا هو بدء الدائرة الإنسانية ومنتهاها

وهو هو ما جعلني أرى أنهما دائرتان .. وفي هذا علم شريف ..

فلا فلك أوسع من فلك محمد صلى الله عليه وسلم فإن له الإحاطة .....

إنظر إلى الدائرة التي أعطيت لمحمد صلى الله عليه وسلم في ميمه الأولى ووكذا دائرة ميمه الثانية ..

وهما شطري ميم الملك وميم الملكوت .. لتكتمل دائرة مملكتة ..

وتبارك الذي بيده الملك ...

وصلاة وسلاماً على صاحب الحرم وعلى آله الطيبين الأطهار وعلى صحبة المصطفين الأخيار ...

في إنتظار رد أخينا على الخاص .. قبل فوات الأوان ...

وأيضا طاسين الدائرة .. الحلاج Aaaaa

{ طرقت باب الميم داخل بالعين اطلب الصيانة في جوار الزين كأسنا المحبة شربنا الحنين شوقنا تحير حتي قال أين أنت يا غرامي يا سليل الزين إن صحونا قلنا آه تم أين أو سكرنا بحونا ع س م } زدنا من الطوسين افاض الله عليك نور

عدد الرسائل : 105 تاريخ التسجيل : 11/09/2007

في البدء .. هي ماخلق الله

وفي الخلق .. ماااااااااا أضرم الخيال .. تقول النقطة ..

جزيل الشكر لك ياشفيف الروح ياالدرويش

أختك

» شرح طواسين الحلاج : (( 1 )) طاسين الأزل والالتباس
» على اليوتيوب : كتاب الطواسين ـ طاسين السراج ـ الحسين بن منصور الحلاج ـ المجمع الثقافي بأبوظبي
» شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج