منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تجليات الجبل ـ السفر الأول

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
aldrwesh
Admin
aldrwesh


عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 11:29 am



المطالبة والمخاطبة :

وقال الحسين ( ابن عطاء الآدمي ) في قوله: { وَلَمَّا جَــآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا } قال :

أزال عنه التوقيف والترتيب

وجاء إلى الله على ما دعاه إليه وأراده له وأخذه عليه وأوجده منه وأظهره عليه

ببذل الجهد والطاقات وركوب الصعب والمشقات، فلما لم تبق عليه باقية بها يمتنع

أقيم مقام المواجهة والمخاطبة وأطلق مصطنعة لسانه بالمراجعة والمطالبة

أما سمعت قوله قبل هذه الحال طالبًا منه لما طولع بحال الربوبية وكوشف بمقام الإلهية

سائلاً حل عقدةٍ من لسانه ليكون - إذا كان ذلك - مالكًا لنطقه وبيانه.

المجيء إلى الله بالله :

وسأل موسى ربه شرح صدره ثم نظر إلى أليق الأحوال

وإذا هو تيسر أمره فسأل ذلك على التمام لتترقى به إلى حالة أرفع المقامات

وهو المجئ إلى الله بالله

لما علم أن من وصل إليه لم تعترض عليه عارضة

حينئذٍ صلح للمجئ إلى الله وحده بلا شريك ولا نظير

وكان ممن وَفَّى المواقيت حقها

وغابت عنه الأحوال فلم يرها وذهبت عن عينه وحضوره

وما عداها إلا ما كان للحق منه ومعه حتى تحقق بقوله :

{ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } [طه: 36]

المخاطبة على الكشف :

فهذا حال المجيء وهذا معنى قوله { وَلَمَّا جَــآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ }

تفرد بكلامه لأنه كان قبل ذلك مكلمًا بالسر والسفرة والوسائط

فلما رقى الله به إلى المقام للأجل وحققه بالحال الأعظم الأرفع، خاطبه مكلمًا على الكشف

وغيَّبه عن كل عين رائية ومرئية وكل صورة مكونة ومنشئة إلا ما كان من المُكَلِّم والمُكَلَّم

وأفرد الله عبده بالشرف الأعظم فسمع خطابًا لا كالمخاطبات ومناج منه وله عند ذلك طلب

لا كالمطالبات، واقتضى من الله ما لم يكن قبل يقتضيه.

مقام أرني :

فلذلك سأل النظر إليه إذ رجع إلى حقيقته فرأى الله في كل منظور ومبصر

فلما تحققت له هذه الأحوال { قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ } فإني في كل مرادي راجع إليك

أي أرني ما شئت فلست أرى غيرك مقابلي، إذ تحققت بما حققتنى به .

ألم يدل على ذلك خطابه ورجوعه إلى الله ..

إذ ذاك جوابه أرنى فإليك أنظر وأحضر ما شئت

فلست غيرك أحضر بعد أن تحققت منك بحالٍ توجب لي منك ذاك

وحق لمن تحقق بهذا وتمكن فيه أن ينفرد بسؤال لا تشاركه فيه الخليقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aldrwesh
Admin
aldrwesh


عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 11:38 am


الجبل أشد وأهيب :

فجاءه الرد من الله تعالى: { لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ } .

فهو أشد منك جسدًا وأعظم منك خلقًا وأهيب منك منظرًا

فإن ثبت لرؤيتي ثبت ولا يحملني ولا يصبر لمشاهدتي شيء إلا قلوب العارفين

التي زينتها بمعرفتي وأيدتها بأنوار كرامتي وقدستها بنظري ونورتها بنوري

فإن حملني شيء وصبر لمشاهدتي فتلك القلوب دون غيرها.

لذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :

" حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ".

ثم إذا حملتني تلك القلوب وصبرت لمشاهدتي فأنا حاملي لا غير

إذ بي حملني وبإياي صبر لمشاهدتي، فلا مشاهدة للحق سواه جَلَّ ربنا وتعالى.

الجبل الفداء ولولاه لمات موسى :

وقد شغله بالجبل ثم تجلى، ولو لم يشغله بالجبل لمات وقت التجلي.

ولكن ... ليطمئن ويسكن :

ثم عاجله بلكن .. فلو تركه على ذلك لتقطع شوقًا إليه، ولكنه سكَّنهُ بقوله: { وَلَـٰكِنِ }.

فانبسط على ربه في معاني الرؤية لما كان يرجع منه إلى شيء سواه.

قال الواسطي رحمة الله عليه: { لَن تَرَانِي } : إلى وقت ولا على الأبد.

الغيبة عن البشرية أطمعت موسى بالرؤية :

و كان موسى غائبًا عن طبع البشرية، حتى استطاع المقام في وقت الكلام والمفاجأة

فلما وجد حلاوة كلامه طلب الكشف في الحال غائبًا عن الحال كذلك.

قال يحيى بن معاذ: وعد نعمك يشير إلى وفاء كرمك.

لن تراني ... لكن أنظر :

و انبسط موسى إلى ربه في معنى رؤيته لأنه رأى جمال كلامه على قلبه فيه

فانبسط إليه فقال له { لَن تَرَانِي } أي لا تقدر أن تراني

لأنك أنت الفاني فكيف السبيل لفانٍ إلى باق؟

ولكن انظر إلى الجبل أوقع على الجبل علم الاطلاع فصار دكًا متفرقًا

زال الجبل من ذكر اطلاع ربه، وصعق موسى من رؤية تدكدك الجبل فكيف له برؤية ربه عيانًا

معاينة رؤية الله لعبده والعبد فانٍ، ورؤية العبد لربه والعبد بربه باقٍ .

ثالوث المحال ( التجلي والوصلة والمعرفة ) :

فثلاث من يلتمس العبيد إلى ربهم محال: التجلي والوصلة والمعرفة

فلا عين تراه فى الدنيا، ولا قلب يصل إليه، ولا عقل يعرفه لأن أصل المعرفة من الفطرة

وأصل المواصلة من المسافة، وأصل المشاهدة من المباينة.

وقد شغله ربه بالجبل ثم تجلى

ولولا ما كان من اشتغاله بالجبل؛ لمات موسى صعقًا بلا إفاقة.

و { جَعَلَهُ دَكّاً } كأن لم يكن قط، ولا عجب لهيبة ما ورد عليه.

قال أبو سعيد القرشي :

الكرم والجمال يبقيان والإجلال والهيبة يفنيان، كما أن الله كلَّم موسى بصفة الهيبة

تجلى للجبل فصار الجبل دكًا وخرَّ موسى صعقًا

وكان آخر عهده بالنسيان ولم يتهيأ لأحدٍ أن ينظر إلى وجهه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aldrwesh
Admin
aldrwesh


عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 11:50 am



التجلي على قدر الاحتمال :

قال الواسطي رحمة الله عليه:

وصل إلى الخلق من صفاته ونعوته على مقاديرهم لا كليَّة الصفات

كما أن التجلي لم يكن بكلية الذات.

وقال بعضهم : ينال الكون من صفاته ونعوته على قدر احتمالهم.

قال الواسطي رحمة الله عليه:

قالوا لن يغيب التجلي والله يقول: { فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ }.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا تجلى لشيء خشع له ".

الدك بالجعل ( جعله ) لا بالتجلي :

وجرى بين الجنيد رحمة الله عليه ذكر قوله تعالى:

{ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ } الآية فصاح وقال:

بالجعل صار دكًا لا بالتجلي، ولو وقع عليه آثار التجلي لأفناه، فكيف التجلي ؟؟ !.

أفنني عني لأراك .. لك محبتي :

وانفرد موسى بالتجلي لما صعق كأنه لما سأل الرؤية قيل له:

أنت لا ترانا ببشريتك فقال: أفنني عني وعن بشريتي فأفناه

وانفرد الحق بذاته فتجلى لموسى في حال صعقته، لأنه كان معه قائمًا بالمحبة.

قال الله تعالى:{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي }[طه: 39].

فأفناه حتى رآه ثم رده إلى صفاته.

التوبة عن الطلب :

قوله تعالى: { سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ }.

قال بعضهم: تبت أن أسألك حظًا لي، إذ لا يحيط بك أحد ولا يشهدك غيرك.

{ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ } الآية.

قال ابن خفيف: لما قال:

إن استقر مكانه فسوف ترانى. قال: تبت إليك من أن لا أصدقك بكل ما ورد منك

ولا أطالب بالعلاقات، وذلك كما قال: { أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي }

لم يكفه هذا حتى قال: { انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ } فالتوبة من هذا.

قال الواسطي رحمة الله عليه:

لم يزل المقصود ممتنعًا من الاستغراق، ألا ترى إلى قول موسى { سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ }.

قال جعفر في قوله: { سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ } قال:

نزه ربه واعترف إليه، بالعجز وتبرأ من عقله، { تُبْتُ إِلَيْكَ } رجعت إليك من نفسي

فلا أميل إلى علمي، فالعلم ما علمتني والعقل ما أكرمتني { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

إنك لا ترى في الدنيا وإنما جوز الكلام ولم تجوز الرؤية

لأن الرؤية هي الإشراف على الذات والكلام صفة من الصفات

والصفات سمات إلى عباده ولهم إلى ذلك سبيل، ولا سبيل لأحدٍ من خلقه إلى ذاته

قال الله تعالى:

{ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } [طه: 110].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aldrwesh
Admin
aldrwesh


عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 11:59 am


مجيء موسى بلا موسى :

جاء موسى مجيء المشتاقين مجيء المهيَّمِين، جاء موسى بلا موسى

جاء موسى ولم يَبْقَ من موسى شيءٌ لموسى.

آلافُ الرجال قطعوا مسافاتٍ طويلة فلم يذكرهم أحد

وهذا موسى خطا خطواتٍ فإلى القيامة يقرأ الصبيان: { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى }.

ويقال لمَّا جاء موسى لميقات باسطِ الحقِّ - سبحانه - سقط بسماع الخطاب

فلم يتمالك حتى قال: { أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ }

فإنَّ غَلَبَاتِ الوجد عليه استنطقته بطلب كمال الوصلة من الشهود، وكذا قالوا:

وأبرحُ ما يكونُ الشوقُ يوماً * * * * * * * إذا دَنَتْ الخيامُ من الخيام

السماع بعين السكر :

ويقال صار موسى - عليه السلام - عند سماع الخطاب بعين السُّكْر فنطق ما نطق

والسكران لا يُؤخذ بقوله، ألا ترى أنه ليس في نص الكتاب معه عتاب بحرف؟

فقد أخذته عِزَّةُ السَّمَاعِ فخرج لسانه عن طاعته جرياً على مقتضى ما صحبه مِنَ الأَرْيَحَيَّةِ وبَسْطِ الوصلة.

إني ذاهب إلى حبي :


و جمع موسى - عليه السلام - كلماتٍ كثيرةً يتكلم بها في تلك الحالة

فإن في القصص أنه كان يتحمل في أيام الوعد كلمات الحق، ويقول لمعارفه: ألكم حاجة إلى الله؟

ألكم كلام معه؟ فإني أريد أن أمضي إلى مناجاته.

ثم إنه لما جاء وسمع الخطاب لم يذكر - مما دبَّره في نفسه، وتحمله من قومه، وجمعه في قلبه -

شيئاً لا حرفاً، بل نطق بما صار في الوقت غالباً على قلبه، فقال: { رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ }

وفي معناه أنشدوا:


فيا ليلَ كم من حاجةٍ لي مهمة * * * * * * * إذا جئتُكم ليلى فلم أدرِ ماهِيَا

ما ازداد القوم شرباً إلا إزدادوا عطشاً :

فأشدُّ الخَلْقِ شوقاً إلى الحبيب أقربُهم من الحبيب؛ هذا موسى عليه السلام، وكان عريق الوصلة

واقفاً في محل المناجاة، محدقة به لحاظ التولي، غالبة عليه بوادِهُ الوجود

ثم في عين ذلك كان يقول: { رَبِّ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ } كأنه غائب عن الحقيقة.

ولكن ما ازداد القومُ شَرْباً إلا ازدادوا عطشاً، ولا ازدادوا تيماً إلا ازدادوا شوقاً

لأنه لا سبيل إلى الوصلة إلا بالكمال، والحقُّ - سبحانه - يصونُ أسرار أصفيائه عن مداخلة الملال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aldrwesh
Admin
aldrwesh


عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 12:09 pm


نظره :

ويقال نطق موسى عليه السلام بلسان الافتقار

فقال { رَبِّ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ } ولا أقلَّ من نظرة -

والعبد قتيل هذه القصة - فقوبل بالردِّ، وقيل له: { لَنْ تَرَانِى } وكذا قهر الأحباب

ولذا قال قائلهم:

جَوْرُ الهوى أحسن من عَدْلِه * * * * * * * * وبخله أظرف من بذله

فلنولينك .. ولن تراني :

و لمَّا صرَّح بسؤال الرؤية، وجهر صريحاً رُدَّ صريحاً فقيل له: { لَن تَرَانِى }

ولما قال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - بِسِرِّه في هذا الباب

وأشار إلى السماء منتظراً الرد والجواب من حيث الرمز نزل قوله تعالى:

{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا }[البقرة: 144]

فردَّه إلى شهود الجهات والأطلال إشارة إلى أنه أعزُّ من أن يطمح إلى شهوده -

اليوم - طَرْفٌ، بل الألحاظ مصروفة موقوفة - اليومَ - على الأغيار.

لن تراني .. ولن تستطيع معي صبراً ( لن الحق ولن الخلق ):

ويقال لما سَمَتْ همَّتُه إلى أسنى المطالب - وهي الرؤية - قوبل " بِلَنْ، ولمَّا رجِعَ إلى الخلْق

وقال للخضر { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }[الكهف: 66]

قال الخضر:{ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا }[الكهف: 67]

فقابله بلن، فصار الردُّ موقوفاً على موسى - عليه السلام من الحق ومن الخلْق

ليكون موسى بلا موسى، ويكون موسى صافياً عن كل نصيب لموسى من موسى.

ويقال طلب موسى الرؤية وهو بوصف التفرقة فقال: { رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ }

فأجيب بلن لأن عين الجمع أتم من عين الفَرْق.

فزع موسى حتى خَرَّ صعقاً، والجبل صار دَكَّاً.

ثم الروْح بعد وقوع الصعقة على القالب مكاشفته بما هو حقائق الأحدية

ويكون الحقُّ - بعد امتحاء معالم موسى - خيراً لموسى من بقاء موسى لموسى

فعلى الحقيقة: شهود الحقائق بالحقِّ أتمُ من بقاء الخلق بالخلق

كذا قال قائلهم:

ولوجهها من وجهها قمرٌ * * * * * * * * ولعينها من عينها كحل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aldrwesh
Admin
aldrwesh


عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 12:36 pm


في اليأس راحة :

ويقال البلاء الذي ورد على موسى بقوله: { فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى } { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا }

أتمُّ وأعظم منه قولُه: { لَن تَرَانِى } لأن ذلك صريحٌ في الرد، وفي اليأس راحة.

لكنَّه لما قال فسوف أطْمِعُه فيما مُنعِه فلما اشتد موقُفه جعل الجبل دكاً

وكان قادراً على إمساك الجَبَل، لكنه قهر الأحباب الذي به جَرَتْ سُنَّتُهم.

ابتلاء النظر إلى الجبل :

ويقال في قوله: { انظُرْ إِلَى الجَبَلِ } بلاءٌ شديد لموسى لأنه نُفِيَ عن رؤية مقصوده ومُنِيَ برؤية الجبل

ولو أذِنَ أَنْ يُغْمِضَ جفنَه فلا ينظر إلى شيء بعدما بقي عن مراده من رؤيته لكان الأمرُ أسهلَ عليه

ولكنه قال له: { لَن تَرَانِى وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ }.

أترك ما أريد لما تريد :

ثم أشدُّ من ذلك أنه أعطى الجبل التَّجليَ؛ فالجبل رآه وموسى لم يَرَه

ثم أَمَرَ موسى بالنظر إلى الجبل الذي قدم عليه في هذا السؤال

وهذا - واللهِ - لصعبٌ شديد!! ولكن موسى لم ينازع

ولم يقل أنا أريد النظر إليك فإذا لم أرَكَ لا أنظر إلى غيرك بل قال:

لا أرفع بصري عما أمرتني بأن أنظر إليه

وفي معناه أنشدوا:

أريدُ وصالَه ويريد هجري * * * * * * * فأترك ما أريد لما يريد

ذرني أفنى قليلاً قليلاً :

ويقال بل الحق سبحانه أراد بقوله: { وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ } تداركه قلبُ موسى - عليه السلام -

حيث لم يترك على صريح الرد بل علله برفق كما قيل:


فذريني أفني قليلاً قليلاً

مالا يدرك كله لا يترك كله :

و لما رُدَّ موسى إلى حال الصحو وأفاق رجع إلى رأس الأمر

فقال: { تُبْتُ إِلَيْكَ } يعني إن لم تكن الرؤية هي غاية المرتبة فلا أقل من التوبة

فَقَبِلَه - تعالى - لسمو همته إلى الرتبة العلية.

قوله جلّ ذكره: { تُبْتُ إِلَيْكَ }.

القربة حظ العبد والخدمة حق الرب :

هذه إناخة بقوة العبودية، وشرط الإنصاف ألا تبرحَ محلّ الخدمة وإِنْ حيل بينك وبين وجود القربة

لأن القربةَ حظُّ نفسك، والخدمةَ حقُّ ربك وهي تتم بألا تكون بحظ نفسك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب الاسدي
مشرفة منتزه المرأة
مشرفة منتزه المرأة
زينب الاسدي


عدد الرسائل : 301
العمر : 35
الموقع : العراق _بابل
تاريخ التسجيل : 16/10/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالجمعة أكتوبر 19, 2007 9:37 pm

الــــــــــــــــله الـلــــــــه
كاني اطير فوق السحب عندما قراتها
بل كاني سكران و اشرب و اسكر ثم افيق ثم اشرب و ثم اسكر.
و ما اجمل هذه الخمرة الا و هي الخمرة الاهيه

بوركت و جازاك الله الف خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

تجليات الجبل ـ السفر الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات الجبل ـ السفر الأول   تجليات الجبل ـ السفر الأول Emptyالجمعة أكتوبر 19, 2007 10:00 pm

والله أيتها الكريمة الغالية والتي أنارت منتدى المودة وأعطت له روحا عالية


تليق بأصحاب مقام المودة ..

اقول والله لقد اسعدني تعليقك أيما سعادة ...

وهذا يشجعني أن أنزل بإذن الله السفر الثانــي

واسمحي لي أن أهديه لك

سلام الله عليك وعلى أهل المودة جميعاً

الدرويش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تجليات الجبل ـ السفر الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تجليات الجبل ـ السفر الثانــي
» تجليات الجبل ... تراتيل فقه العشق ( المقدمة )
» من تجليات جمال الغيطانى ـــــــــــ تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم
» السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله
» السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة نوحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي لجامعها عبدالله المسافر فبالله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: تجليات وتراتيل صوفية-
انتقل الى: