القرآن والمجتمع العالمي

القرآن والمجتمع العالمي

نزل القرآن وتحدث عن كثير من الأمور والأنشطة والتشريعات والعلوم

فأقر بعض الأفكار وسفه البعض الأخر واتى بفكرٍ جديدٍ وتصور جديد عن الوجود

وما بعد الوجود والأرض والسماء والإنسان والحيوان والنبات , نزل القرآن في عصر

لم يكن الإنسان يعرف فيه عن الطبيعة إلا القليل النادر وكانوا يرون أن الأمطار تقذفها

السماء وأن الأرض مستوية وأن السماء سقف الأرض وكانوا يرون إن النجوم مسامير

لامعة من الفضة مركبة في قبة السماء . وبعد أن تقدم العلم وزادت قوة المشاهدة والدراسة

لدى الإنسان فكشف عن أسرارٍ كثيرة دلت بكل صراحة على انه لا وجود للكلام

الإنساني في القرآن الكريم وإنما هو دستور الهي لان الإنسان يتكلم عما هو معروف

من المعتقدات والعلوم في عصره انه سوف يسدد ما هو موجود في زمنه سواء وقع

ذلك منه في حالة الشعور أو اللا شعور ولذلك لا تجد كتاباً مضى عليه حين من الدهر

إلا وهو مملوء بالأخطاء من سائر نواحيه نظراً إلى الكشوف الجديدة في

كل الميادين ولأن الكلام الإنساني لا تدوم صحته لجهله بمستقبل الأحداث ,
ولكن مسألة القرآن الكريم تختلف تمام الاختلاف عن هذا فهو حق وصادق في

كل ما قال كما كان في القرون الغابرة ولم يطرأ على ما قاله أي تغيير رغم مضي

قرون وعصور طويلة وهذا دليل على أن منبعه ذات علمية تحيط بالأزل وبالأبد علماً ,

وتَعْلمُ سائر الحقائق في صورها النهائية والحقيقية وهو الله الذي لا يخضع علمه

ومعرفته لحواجز الزمان والمكان والأحوال ولو كان هذا الكلام صادراً عن بشر

محدودي النظر لكان الزمان قد أبطله منذ عصورٍ عديدة كما يحدث لكل كلام إنساني في مستقبله .

...........................................................

المصدر //كتاب الطريقه العليه القادريه الكسنزانيه

للسيد الشيخ محمد الكسنزان

» تفسير سورة آل عمران .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير سورة البقرة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير سورة الفاتحة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» صور من الفن العالمي في النحت
» الوضع الإقتصادي العالمي