منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Empty
مُساهمةموضوع: الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد   الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Emptyالجمعة أكتوبر 03, 2008 7:41 am

مادة ( خ ض ر )
الخِضْر {عليه السلام}
في اللغة :
الخِضْر :...
صاحب موسى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بسورة الكهف في سياق حكاية موسى مع غلامه ...
وهو مدار اهتمام المتصوفة باعتباره صديقاً معمراً قادراً على الظهور بأشكال مختلفة ،
وفي أماكن متغايرة .
في القرآن الكريم
لم يرد في القرآن الكريم بهذا اللفظ ،
وإنما أشير إليه في قوله تعالى :
فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : الخضر : عبارة عن البسط ، وهذه العطايا من بحر الزوائد .
الشيخ كمال القاشاني
يقول : الخضر {عليه السلام} : هو صورة اسم الله الباطن ،
ومقامه مقام الروح ، وله الولاية والغيب وأسرار القدرية ،
وعلوم الهوية والآنية والعلوم اللدنية ...
أما موسى {عليه السلام} : فهو صورة اسم الله الظاهر ،
وله علوم الرسالة والنبوة والتشريع ..
فإذن فالحوار الدائر بين موسى والخضر عليهم السلام ليس قصراً عليهما ،
ولكنه موازنة بين مطلق رسول ومطلق ولي .
الشريف الجرجاني
يقول : الخضر {عليه السلام} : يعبر به عن البسط ،
فإن قواه المزاجية مبسوطة إلى عالم الشهادة والغيب ، وكذلك قواه الروحانية .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : الخضر : من الخضرة ، والأخضر سر الحياة ،
فالخضر سر الحياة المنحصر في قوله تعالى :
فَنَفَخْنا فيهِ مِنْ روحِنا . والخضر شيخ المتصوفة ،
قادهم في رحلتهم الطويلة ، فكان لهم نعم المعلم والسمير والرفيق ،
وهو شيخ الشيوخ ، يرشد ، ويهدي ، ويقود المريد خطوة خطوة .
إضافات وإيضاحات
مبحث كسنزاني : الخضر {عليه السلام} في الإسلام
في اسمه وسبب تسميته ونسبه {عليه السلام} :
اختلف المؤرخون في ، هل أن اسمه الخضر أم غيره ؟ وهل ( الخضر ) اسمه أم لقبه ؟
كما اختلفوا في سبب التسمية ، وللفائدة نذكر بعض ما قيل في هذه المسألة .
قال أبو حاتم السجستاني :
أن أطول بني آدم عمراً الخضر ، وأسمه خضرون بن قابيل بن آدم .
ذكر ابن قتيبة في المعارف :
إن اسم الخضر :
بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح
{عليه السلام} بحسب هذا القول .
قال إسماعيل بن أبي إدريس :
اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم .
المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد .
وقال غيره فيما نقله ابن كثير
هو خضرون بن عمياييل بن الفيز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل {عليه السلام} .
وهذا يعني 23 ظهراً عن آدم {عليه السلام} بحسب بن كثير .
وقيل : أنه ابن مالك وهو أخو الياس .
وقيل : الخضر لقب غلب عليه .
قال الخطابي : ويقال : إنما سمي الخضر خضراً لحسنه وإشراق وجهه
وروي عن مجاهد أنه قال : إنما سمي الخضر لأنه كان إذا صلى أخضر
ما حوله .
واختلفت أراء المؤرخين في نسبه {عليه السلام} فذهبوا في ذلك إلى أقوال كثيرة ،
نذكر بعضها للاطلاع على ما قيل فيه ثم نورد ما ترجح عندنا .
فمن تلك الأقوال : -
قال الحافظ بن عساكر : يقال أنه الخضر بن آدم {عليه السلام} لصلبه .
روى الدارقطني بسنده إلى ابن عباس أنه قال :
الخضر ابن آدم لصلبه ونسيء له من أجله حتى يُكذَّب الدجال .
قال أبو حاتم السجستاني :
أن أطول بني آدم عمراً الخضر وأسمه خضرون بن قابيل بن آدم .
وهذا يعني أن آدم جده الأول وليس أبوه .
ذكر ابن قتيبة في المعارف أن نسب الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح {عليه السلام}
فإذا كان بين نوح وآدم ( عليهم السلام )
ثمانية أظهر ومن نوح إلى الخضر ستة أظهر فالمجموع أربعة عشر ظهراً بين الخضر وآدم .
وقال غيره فيما نقله ابن كثير :
هو خضرون بن عمياييل بن الفيز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ( عليهم السلام ) .
وقيل : كان أبن بعض من آمن بإبراهيم الخليل {عليه السلام} .
وقيل : أنه ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر . وهو قول غريب ومردود .
وقيل : أنه ابن مالك أخو إلياس .
وقد أورد هذه الآراء ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء .
والذي يترجح عندنا في مسألة نسبه وزمن ظهوره هو التمسك بالإشارة القرآنية الواردة في ذلك ، فنصوص القرآن الكريم تشير إلى أن أول ظهور له كان في زمن
موسى {عليه السلام} ، ولا نتكلم في أنه من بني إسرائيل أو غيرهم حيث لم يرد نص أو إشارة من كتاب ولا سنة على ذلك ،
وكل الذي يلوح : أنه عبد ،
نسبه الله لنفسه حيث قال : مِنْ عِبادِنا .

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين


عدل سابقا من قبل أمير جاد في السبت أكتوبر 04, 2008 11:54 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد   الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Emptyالسبت أكتوبر 04, 2008 11:47 pm

اسم الخضر في السنة المطهرة :
وأما في السنة المطهرة فقد أخرج البخاري بسنده عن النبي أنه قال :
إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء .
والفروة البيضاء فيما ينقله المفسرون
واللغويون : الحشيش الأبيض وما شابه يعني الهشيم اليابس ، ومنه قيل : فروة الرأس ، وهي جلدته بما عليها من شعر . والمتحصل من هذا النص النبوي الشريف أن لفظة ( الخضر ) : هي اسم للعبد الصالح وليس لقباً ،
وأن سبب التسمي ما ورد في الحديث ،
وهذا كله من الناحية الظاهرية ولا خلاف عليه بإجماع الصوفية ،
ومنهم قول الشيخ الأكبر بن عربي في دعم هذا الرأي حيث قال
: روينا عن رسول الله في خضر {رضى الله عنه}
وقد سئل عن أسمه فقال : ما قعد على فروة إلا اهتزت تحته خضراء .
ولنا رأي في هذه التسمية من الناحية الإشارية ،
فمعلوم أن الخضر من رجال الغيب الذين لهم أحكام خاصة ودلالات أخص .
فمن حيث هذا العلم - علم الإشارة - يرمز هذا الاسم إلى أمور : -
1. إن اسم الخضر من ( الخضرة ) وهي علامة الحياة ، فهو يشير إلى الحياة بصورة مطلقة .
2. هذه الحياة من الناحية الحسية تعني بقاءه حياً ما دام يحمل هذا الاسم .
3. أما من الناحية المعنوية فتشير الخضرة : إلى حياته الروحية ،
أي : العلم اللدني الذي أكرمه الله تعالى به بلا واسطة .
ويكون معنى الحديث من الناحية الرمزية :
هو أن الخضر رمز للطريق الموصل إلى الحياة الخضراء الأبدية ،
وعندنا هذه الحياة تكون في الطريقة ،
حيث أنه إذا نزل نورها في القلب وكان كالفروة البيضاء اهتز واخضر واحتيا الحياة الأبدية ،
لأن الطريقة ماء الحياة الأبدية ، وهو ما يرَمِزُ إليه شخص الخضر واسمه من هذه الناحية .
الخضر {عليه السلام} في القرآن والسنة :
ورد ذكر الخضر {عليه السلام} في القرآن الكريم بلفظ :
عَبْداً مِنْ عِبادِنا ولم يرد بلفظ (الخضر ) ،
والذي دلَّنا على أن هذا العبد هو ( الخضر {عليه السلام} ) السنة المطهرة كما سنذكر .
وقد ورد ذكره في قصة قرآنية طويلة انطوت على معان روحية كثيرة ذكرنا بعضها إشارات حولها في محلها من هذا البحث .
وتبدأ القصة من الآيات 65 لغاية 82 من سورة الكهف ،
وقد ذكرت بتفاصيل أدق على لسان حضرة الرسول الأعظم سيدنا محمد فيما أخرجه البخاري وغيره
حيث ورد عن أبن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى {عليه السلام} ،
قال أبن عباس : هو خضر ، فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس
فقال : أني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه .
هل سمعت النبي يذكر شأنه ؟
قال : نعم ، سمعت رسول الله يقول :
بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل ، جاء رجل فقال : هل تعلم أحداً أعلم منك ؟ قال موسى : لا ،
فأوحى الله إلى موسى : بلى ، عبدنا خضر ، فسأل موسى السبيل إليه ، فجعل الله له الحوت آية ،
وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه وكان يتبع أثر الحوت في البحر ،
فقال لموسى فتاه : أرأيت إذا أَوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ،
قال : ذلك ما كنا نبغي ، فارتدا على آثارهما قصصاً فوجدا خضراً فكان من شأنهما الذي قص الله ـ عز وجل ـ في كتابه .
في خلود الخضر وبقائه حياً
في مسألة خلوده الحسي وبقائه حياً إلى وقتنا الحاضر ، بل وإلى قيام الساعة ،
فإن الجمهور يقولون : على أنه باقٍ وَما ذَلِكَ عَلى اللَّهِ بِعَزيزٍ
ولم يخالف في ذلك إلا بعض من لا يُعتدُّ بهم في الدنيا والدين ، وهذه بعض النصوص التي تؤكد حقيقة خلوده : -
عن الإمام الرضا {عليه السلام} :
أن الخضر {عليه السلام} ، شرب من ماء الحياة ، فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ،
وأنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ... وأنه ليحضر حين ذكره ،
فمن ذكره منكم فليسلم عليه ،
وأنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين .
قال ابن الصلاح : أجمع جمهور العلماء والصالحين على أنه حي ، والعامة معهم .
وقال النووي : الأكثرون من العلماء ، على أنه حي موجود بين أظهرنا ، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح .
قيل : لأنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان فنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة .
رجح السهيلي بقاءه وحكاه عن الأكثرين
قيل : أنه كان سبب حياة الخضر فيما عُلم أنه شرب من عين الحياة ، وذلك أن ذا القرنين دخل الظلمة لطلب عين الحياة ، وكان الخضر على مقدمته ، فوقع الخضر على العين ، فنزل واغتسل وشرب وصلى وشكر الله ـ عز وجل ـ … .
قال الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي :
رأيت في لطائف المنن قال بعض الصالحين :
أن الله تعالى أَطْلَعَ الخضر على أرواح الأولياء ، فسأل ربه أن يبقيه في دائرة الشهادة حتى يراهم شهادة كما رآهم غيبة .
قال مجاهد : الخضر باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
قال إبراهيم التيمي :
رأيت النبي في المنام فقال : كل ما يحكى عن الخضر حق ، وهو عالم أهل الأرض ورأس الأبدال ،
وهو من جنود الله تعالى .
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
أي سادة : من جملة صحة الاعتقاد تصديق إشارات الصالحين ،
وأن أبا العباس الخضر {عليه السلام} حي مرزوق في الدنيا ،
يُسمع منه مشاهدة ويُرى ، وهو من أهل التكليف بالشرع المحمدي .
في سبب بقائه حياً من الناحية الروحية
يقول الشيخ الحكيم الترمذي : للخضر {عليه السلام} ، قصة عجيبة في شأنهم الأولياء وقد كان عاين شأنهم في البدء ،
ومن وقت المقادير فأحب أن يدركهم . فأعطي الحياة حتى بلغ من شأنه أنه يحشر مع هذه الأمة وفي زمرتهم ،
حتى يكون تبعاً لمحمد ! وهو رجل من قرن إبراهيم الخليل ، وذي القرنين ، وكان على مقدمة جنده ،
حيث طلب ذو القرنين عين الحياة ففاتته وأصابها الخضر ، في قصة طويلة .
ويرى الشيخ عبد الكريم الجيلي :
أن في كل ذات مخلوقة عين الحياة لروح ذلك المخلوق ،
فيقول : اعلم أن عين الحياة مظهر الحقيقة الذاتية من هذا الوجود فافهم هذه الإشارات ، وفك رموز هذه العبارات ،
ولا تطلب الأمر إلا من عينك بعد خروجك من إنيتك لعلك تفوز بدرجة : أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقونَ ،
ويسمح لك الوقت بأن تصير من حزبهم ، فتكون المراد بموسى وخضره ، والإسكندر ، والظلمات ونهره .
ويرى الشيخ أن ماء البرزخ بين البحران ، هو ماء الحياة الأبدية ،
فيقول : فلما مرج البحرين يلتقيان جعل الله بينهما ماء الحياة برزخاً لا يبغيان ،
وهذا الماء في مجمع البحرين وملتقى الحكمين والأمرين ... أن من شرب منه لا يموت .
والذي نراه أن السبب الحقيقي وراء بقائه حياً :
هو حصوله على مرتبة ولاية خاصة أهلته أن يكون من ( رجال الغيب ) الفانين عن المأكول والمشروب والخَلق وبالتالي الخلود . وهذا الرأي هو ما ذهب إليه حضرة السيد الشيخ الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
حيث قال : ومنهم الأولياء من يفنى عن المأكول والمشروب وينعزل عن الخلق ويحجب عنهم ويعمر في الأرض بلا موت ... كالخضر {رضى الله عنه} ولله ـ عز وجل ـ عدد كثير منهم محجوبون في الأرض يرون الناس وهم لا يرونهم ،
الأولياء فيهم كثرة والأعيان فيهم قلة ، آحاد أفراد مفردون ، والكل يأتونهم يتقربون إليهم ،
هم الذين بهم تنبت الأرض وتمطر السماء ويرفع البلاء عن الخلق
وهذا الانتقال والتحول نتيجة للإرادة الإلهية
حيث قال تعالى : إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقولَ لَهُ كُنْ فَيَكونُ .
في سبب بقائه حياً من الناحية الظاهرية
تقدمت الإشارة إلى أحد الآراء في هذه المسألة ،
وهو كونه قد نالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة بعدما دفن عقب الطوفان
. ولكن الرأي الأشهر والغالب في سبب بقائه حياً هو ما عرف بقصة الشرب من ( عين الحياة ) ،
وقد اختلفت طرق نقل هذه القصة وكيفية حدوثها وممن ذكرها بشكل موجز ،
صاحب كتاب ( النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين )
حيث قال : إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً ... وصفت له عين الحياة
وقيل له : مَن شرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصيحة ،
وأنه خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه 360 عيناً ،
فكان الخضر على مقدمته ، وكان من أحب الناس إليه ،
فأعطاه حوتاً مالحاً وأعطى كل واحد من أصحابه حوتاً مالحاً
وقال لهم : ليغسل كل واحد منكم حوته عند كل عين ، فانطلقوا وانطلق الخضر إلى عين من تلك العيون ،
فلما غمس الحوت في الماء حيا فانساب في الماء ، فلما رأى الخضر ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة ،
فرمى بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمي فيه ويشرب منه ، فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين ومعه حوته ،
ورجع الخضر وليس معه الحوت ، فسأله عن قصته فأخبره : أَشربت من ذلك الماء ؟
قال : نعم .
قال : أنت صاحبها ، وأنت الذي خلقت لهذه العين ، فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار إلى النفخ في الصور .
وفي رواية أخرى : -
إن الخضر كان من جند الإسكندر المقدوني وكانوا قد مروا بمجمع البحرين على طريقهم من غير أن يشعروا به ،
فما أقاموا عنده ولا نزلوا به لعدم العلامة ،
وكان الخضر قد آلهم بأن يأخذ طيراً فذبحه وربطه على ساقه ،
فكان يمشي ورجله في الماء ، فلما بلغ هذا المحل انتعش الطير على ساقه واضطرب عليه ،
فأقام عنده وشرب من ذلك الماء وأغتسل فيه وسبح فيه .
في حقيقة علم الخضر اللدني

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد   الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 9:52 am

في حقيقة علم الخضر اللدني
قال الإمام العلامة فخر الدين الرازي في التفسير الكبير قوله :
وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً ، يفيد أن تلك العلوم وصلت عنده من عند الله من غير واسطة ،
والصوفية سموا العلوم الحاصلة بطريق المكاشفات ( العلوم اللدنية ) ،
وللشيخ أبي حامد الغزالي رسالة في إثبات العلوم اللدنية .
وأقول : تحقيق الكلام في هذا الباب أن نقول :
جواهر النفس الناطقة مختلفة بالماهية ،
فقد تكون النفس نفساً مشرقة نورانية إلهية علوية قليلة التعلق بالجوانب البدنية والنوازع الجسمانية ،
فلا جرم كانت شديدة الإستعداد لقبول الجلايا القدسية والأنوار الإلهية ،
فلا جرم فاضت عليها من عالم الغيب تلك الأنوار على سبيل الكمال والتمام ،
وهذا هو المراد بالعلم ، اللدني ،
وهو المراد من قوله آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً . .
وقال أبو نعيم في الخصائص :
بعث الخضر {عليه السلام} ليحكم بما أطلع عليه من بواطن الأمور وحقائقها
ولكن الأنبياء لم يبعثوا بذلك أنكر موسى {عليه السلام} قتله للغلام وقال لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً لأنه خلاف الشرع ،
فأجابه بأنه أمر بذلك وبعث به فقال : وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْري ،
وهذا معنى قوله له : إني على علم من الله لا ينبغي لك أن تعلمه ، وأنت على علم من الله لا ينبغي لي أن أعلمه .
في الطريق إلى التحصيل على علم الخضر {عليه السلام}
بيَّن الشيخ ابن عربي ، الطريق والطريقة لتحصيل العلم اللدني لطالب الحق تعالى
فقال : إن المتأهب إذا الزم الخلوة والذكر ، وفرغ المحل من الفكر ، وقعد فقيراً لا شيء له عند باب ربه ،
حينئذ يمنحه تعالى ويعطيه من العلم به والأسرار الإلهية والمعارف الربانية التي أثنى الله سبحانه بها على عبده خضر ،
فقال : عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً .
في ولاية الخضر وعدم نبوته
ناقش الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير مسألة ولاية الخضر وعدم نبوته وذكر حجج من أدعى نبوته مفنداً إياها ، مؤكداً بذلك أن الخضر ولي وليس بنبي ،
فقال : قال الأكثرون أن ذلك العبد كان نبياً واحتجوا عليه بوجوه : -
الأول : أنه تعالى قال : آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا ،
والرحمة هي النبوة بدليل قوله تعالى : أَهُمْ يَقْسِمونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ،
وقال : وَما كُنْتَ تَرْجو أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ،
والمراد من هذه الرحمة النبوة ، ولقائل أن يقول ، نسلم أن النبوة رحمة ، أما لا يلزم أن يكون كل رحمة نبوة .
الثاني : قوله تعالى : وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً ،
وهذا يقتضي أنه تعالى علمه لا بواسطة تعليم معلم ولا إرشاد مرشد ،
وكل من علمه الله لا بواسطة البشر وجب أن يكون نبياً يعلم الأمور بوحي من الله ،
وهذا الاستدلال ضعيف لأن العلوم الضرورية تحصل ابتداء من الله وذلك لا يدل على النبوة .
الثالث : أن موسى {عليه السلام} قال : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ ،
والنبي لا يتبع غير النبي في التعليم ، وهذا أيضاً ضعيف ،
لأن النبي لا يتبع غير النبي في العلوم التي باعتبارها صار نبياً أما في غير تلك العلوم فلا .
الرابع : أن ذلك العبد أظهر الترفع على موسى {عليه السلام} حيث قال له :
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ،
وأما موسى {عليه السلام} فإنه أظهر التواضع له حيث قال :
وَلا أَعْصي لَكَ أَمْراً ، وكل ذلك يدل على أن ذلك العالم كان فوق موسى {عليه السلام}
ومن لا يكون نبياً لا يكون فوق النبي ، وهذا أيضاً ضعيف ،
لأنه يجوز أن يكون غير النبي فوق النبي في علوم لا تتوقف في نبوته عليها ، فلم قلتم أن ذلك لا يجوز ؟
فإن قالوا : لأنه يوجب التنفير ،
قلنا : فإرسال موسى إلى التعلم منه بعد أن أنزل الله عليه التوراة وتكليمه بغير واسطة يوجب التنفير ،
فإن قالوا : أن هذا لا يوجب التنفير ، فكذا القول فيما ذكروه .
خامساً : احتج الأصم على نبوته بقوله في أثناء القصة :
وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْري ، ومعناه : فعلته بوحي الله ،
وهو يدل على النبوة ، وهذا أيضاً دليل ضعيف وضعفه ظاهر .
سادساً : ما روي أن موسى {عليه السلام} لما وصل إليه قال : السلام عليك ،
فقال : وعليك السلام يا نبي بني إسرائيل ،
فقال موسى {عليه السلام} : من عرفك هذا ؟
قال : الذي بعثك إليَّ ، قالوا : وهذا يدل على أنه عرف ذلك بالوحي ، والوحي لا يكون إلا مع النبوة
ولقائل أن يقول
: لم لا يجوز أن يكون ذلك من باب الكرامات والإلهامات .
الخضر {عليه السلام} من أفراد الأولياء وليس نبياً
سُئل الشيخ أبو العباس التيجاني عن الخضر هل هو نبي أم لا ؟
فأجاب {رضى الله عنه} بما نصه : اعلم أن الخضر {عليه السلام} ولي فقط وليس بشيء عند الجمهور ،
وقال الشيخ الأكبر ابن عربي : الخلاف فيه يعني في نبوته عند أهل الظاهر لا عندنا ،
فإنه عندنا مقطوع به من الأولياء لا من النبيين ، وكذا غيره من الأكابر … .
وقال : الدليل على أن سيدنا الخضر من الأفراد وليس نبياً على القطع ،
ما حكاه الله في القرآن في قصته مع سيدنا موسى {عليه السلام}
في قوله تعالى : لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً ،
لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ،
ولو كان نبياً ما أنكر عليه سيدنا موسى {عليه السلام} فعله ،
لأن سيدنا موسى {عليه السلام} يعلم عصمة النبوة ، وأن صاحبها لا يتقدم إلى فعل شيء إلا بأمر الهي ...
وحيث أنكر عليه دلَّ ذلك على أنه ليس بنبي .
وأيضاً في الاستدلال على عدم نبوته وهو أكبر من الأول : إذ لو كان الخضر نبياً لأعلم الله موسى بنبوته لأجل أن لا ينكر
عليه ، لأن الإنكار على صاحب النبوة تضليل له ... .
وقال الشيخ محمد المكي ما نصه :
عند القوم أن سيدنا الخضر غير نبي ، بل من الأفراد ، أهل مقام القربة ،
وهو مقام فوق صديقية الأولياء ودون نبوة الأنبياء ، وهذا المقام ارتقى إليه جماعة من أكابر الأولياء في هذه الأمة ،
كما قال الحاتمي وغيره .
ويقول الشيخ عبد العزيز الدباغ :
الخضر ليس بنبي ، وإنما هو عبد أكرمه الله بمعرفته ، وأمده بالتصرف في رعيته ، وأعطاه من تمام التصرف وكمال المعرفة ما يعطى للغوث من هذه الأمة المحمدية .
ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
فإذا رأيت في كلام بعض أهل هذا الطريق ، أن الخضر نبيٌ ؛ فإنما يريد النبوة
العامة ، التي هي نبوة الولاية ، لا النبوة الخاصة التي هي نبوة التشريع ، وإذا رأيت في كلامهم أنه ليس بنبي ؛ فإنما يريد نفي النبوة الخاصة ، نبوة التشريع .
الخضر ومراتبه الروحية

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
عاشق الباسل رضي الله عنه

عاشق الباسل رضي الله عنه


عدد الرسائل : 130
الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
تاريخ التسجيل : 30/04/2008

الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد   الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2008 11:29 am



بسم الله الرحمن الرحيم
الى روح سيدي النبي وآل بيت سيدي النبي و سيدتي البتول عليها السلام وأبناء سيدتي البتول عليهم السلام وسيدي الخضر عليه السلام وشيخي وسيدي الباسل رضي الله عنه وأهل الله أجمعين لهم منا ثواب الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمـد لله رب العالميــــــن
الــرحــمـــن الــرحــيـــــــــــم
مــالـــك يـــــوم الــــديــــــــــــــن
إيــاك نــعـــبـــد وإيــاك نــســتــعــيـن
إهـــــــــدنــا الــصــراط الــمــســتــقــيــم
صــــراط الـــذيــــن أنــعـــمــت عــلــيــهـــم
غــيـر الـمـغـضـوب عـلـيـهـم ولا الـضـالـيـــــن
آميـــــــــــــــــــــــــــــــــن

بوركت سيدي الفاضل عل هذا الموضوع الرائع ,لقد حركت مشاعر الحب التي بداخلنا لسيدي الخضر عليه السلام رزقنا الله كمال المحبة والإتباع لأنبياء الله وأوليائه الصالحين عليهم الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد   الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Emptyالجمعة ديسمبر 05, 2008 10:38 pm

الصلاة و السلام علي الحبيب الأعظم
و آله الكرام النور الأزهر
سيدي الحبيب
عاشق سيدنا و حبيبنا الباسل
لكم السلام في هذه الأيام العطرة
بذكري الحج و الأضحي
و نور الله ايامكم بالإيمان و النور
و زادكم الله علما و معرفة و يقينا
لا تنسانا من دعواتكم
*****
الخضر ومراتبه الروحية
مقام ختم الأولياء
يرى الشيخ ابن عربي أن مقام الخضر هو مقام ( ختم الأولياء ) ،
وهذا المقام خاص بمن يشترك بالأَخذ من شريعتين ،
يقول الشيخ : وأما أسرار الاشتراك بين الشريعتين ،
فمثل قوله تعالى : وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْري ،
وهذا مقام ختم الأولياء ، ومن رجاله ليوم ، خضر وإلياس ... .
مرتبة الوتدية :
ويرى الشيخ ابن عربي أن مرتبة الخضر في الدولة الروحية هي ( الوتدية ) فيقول :
اعلم - أيها الولي الحميم أيدك الله - أن هذا الوتد هو خضر ،
صاحب موسى {عليه السلام} أطال الله عمره إلى الآن ،
وقد رأينا من رآه ، واتفق لنا من شأنه أمر عجيب ... .
مرتبة أقطاب أهل البيت :
ويرى الشيخ ابن عربي أن الخضر واحد من الأقطاب الذين ورثوا شرف مقام أهل البيت ،
حاله في ذلك المقام ، حال سلمان الفارسي ،
فيقول عن سلمان : ومن هؤلاء الأقطاب
وهم آل البيت ورث سلمان مقام أهل البيت ... .
ويقول عن الخضر : ولما بينت لك أقطاب هذا المقام مقام الوراثة
وأنهم عبيد الله المصطفون الأخيار ، فاعلم أن أسرارهم الأقطاب السليمانيين
التي اطلعنا عليها ، تجهلها العامة ، بل أكثر الخاصة التي ليس لها هذا المقام ،
والخضر منهم ، وهو من أكبرهم أي من أكبر الورثة لمقام أهل البيت .
وقد شهد الله له ، أنه آتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علماً .
اتبعه فيه كليم الله موسى {عليه السلام} الذي قال فيه :
لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ، والمعنى :
أن موسى {عليه السلام} ما تبع الخضر إلا لأنه من أكابر أقطاب الوراث المحمديين ،
ولا يهم في هذه الأمور تقدم الزمان أو تأخره .
ويرى الشيخ أن لهذه القطبية أسراراً كثيرة شارك أصحابها فيها آل البيت ،
وقد أشار إلى بعض تلك الأسرار وهي : -
يقول الشيخ : ومن أسرارهم : علم المكر الذي مكر الله بعباده في بغضهم .
1 - سر علم المكر .. وهو علم اختص به تعالى آل البيت ،
وحقيقته : أنه يمكر بمن يبغضهم . وقد ورث الخضر ذلك ،
فيمكر بكل من يبغضه {عليه السلام} .
2 - ومن أسرار آل البيت : الاطلاع على صحة الشرع من غير طريق النظر ،
وهذا علم لا يخفى ما للخضر فيه من باع طويل قد ورثه منهم .
ويقول : ومن أسرار الاطلاع على صحة ما شرع الله لهم في هذه الشريعة من حيث لا تعلم العلماء بها .
3 - ومن أسرارهم أيضاً : إصابة أهل العقائد فيما اعتقدوه في الجناب الإلهي ،
وما تجلى لهم حتى اعتقدوا ذلك .
الإشارات في قصة الكليم والخضر
يرى مشايخ التصوف في هذه القصة القرآنية ما لا يراه غيرهم من المفسرين
من أنها تشير إلى دقائق صوفية وحقائق روحية ، ومن ذلك : -
إشارة القصة عند الإمام فخر الدين الرازي
يقول الإمام فخر الدين الرازي : أما نفع هذه القصة في الرد على الكفار
الذين افتخروا على فقراء المسلمين بكثرة الأموال والأنصار ،
فهو أن موسى {عليه السلام} مع كثرة علمه وعمله وعلو منصبه
واستجماع موجبات الشرف التام في حقه ذهب إلى الخضر لطلب العلم وتواضع له ،
وذلك يدل على أن التواضع خير من التكبر .
ويقول : ( اعلم أن هذه الآيات تدل على أن موسى {عليه السلام}
راعى أنواعاً كثيرة من الآداب واللطف عندما أراد أن يتعلم من الخضر : -
فأحدها : أنه جعل نفسه تبعاً له لأنه قال : هَلْ أَتَّبِعُكَ .
وثانيها : أن استأذن في إثبات هذه التبعية ؛ فإنه قال :
( هل تأذن لي أن أجعل نفسي تبعاً لك ) ، وهذا مبالغة عظيمة في التواضع .
وثالثها : أنه قال : عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ ، وهذا إقرار له على نفسه بالجهل وعلى أستاذه بالعلم .
ورابعها : أنه قال : مِمّا عُلِّمْتَ وصيغة من للتبعيض ،
فطلب منه تعليم بعض ما علمه الله ، وهذا أيضاً مشعر بالتواضع ،
كأنه يقول له : لا أطلب منك أن تجعلني مساوياً في العلم لك ،
بل أطلب منك أن تعطيني جزءاً من أجزاء علمك ،
كما يطلب الفقير من الغني أن يدفع إليه جزءاً من أجزاء ماله .
وخامسها : أن قوله : مِمّا عُلِّمْتَ ،
إعتراف بأن الله علمه ذلك العلم .
وسادسها : أن قوله : رشداً ، طلب منه الإرشاد والهداية ،
والإرشاد هو الأمر الذي لولم يحصل لحصلت الغواية والضلال .
وسابعها : أن قوله : تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ ،
معناه : أنه طلب منه أن يعامله بمثل ما عامله الله به ،
وفيه إشعار بأنه يكون إنعامك عليَّ عند هذا التعليم شبيهاً بإنعام الله تعالى عليك في هذا التعليم ،
ولهذا المعنى أنا عبد من تعلمت منه حرفاً .
وثامنها : أن المتابعة : عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لأجل كونه فعلاً لذلك الغير
... قوله : هَلْ أَتَّبِعُكَ ، يدل على أنه يأتي بمثل أفعال ذلك الأستاذ آتياً بها ،
وهذا يدل على أن المتعلم يجب عليه في أول الأمر التسليم ، وترك المنازعة والاعتراض .
وتاسعها : أن قوله : أتبعك ،
يدل على طلب متابعته مطلقاً في جميع الأمور غير مقيد بشيء دون شيء .
وعاشرها : أنه ثبت بالأخبار أن الخضر عرف أولاً أنه نبي بني إسرائيل ،
وأنه هو موسى صاحب التوراة ،
وهو الرجل الذي كلمه الله ـ عز وجل ـ من غير واسطة ،
وخصه بالمعجزات القاهرة الباهرة ، ثم أنه {عليه السلام}
مع هذه المناصب الرفيعة والدرجات العالية الشريفة أتى بهذه الأنواع الكثيرة من التواضع ،
وذلك يدل على كونه {عليه السلام} آتياً في طلب العلم بأعظم أنواع المبالغة ،
وهذا هو اللائق به لأن كل من كانت أحاطته بالعلوم أكثر كان علمه بما فيها من البهجة والسعادة أكثر ،
فكان طلبه لها أشد ، وكان تعظيمه لأرباب العلم أكمل وأشد .
والحادي عشر : أنه قال : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ ،
فأثبت كونه تبعاً له أولاً ، ثم طلب ثانياً أن يعلمه ، وهذا منه ابتداء بالخدمة ،
ثم في المرتبة الثانية طلب منه التعليم .
الثاني عشر : أنه قال : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ ، فلم يطلب على تلك المتابعة على التعليم شيئاً
كأنه قال : لا أطلب منك على هذه المتابعة المال والجاه ولا غرض لي إلا طلب العلم .
ويقول الإمام فخر الدين الرازي : ... وقول موسى له :
سَتَجِدُني إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَلا أَعْصي لَكَ أَمْراً :
تواضع شديد وإظهار للتحمل التام والتواضع الشديد ،
وكل ذلك يدل على أن الواجب على المتعلم إظهار التواضع بأقصى الغايات ،
وأما المعلم فإن رأى أن في التغليظ على المتعلم ما يفيده نفعاً وإرشاداً إلى الخير فالواجب عليه ذكره ،
فإن السكوت عنه يوقع المتعلم في الغرور والنخوة ،
وذلك يمنعه من التعلم .


_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد   الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ   موسوعة الكسنزان  ــــــــ   متجدد Emptyالجمعة ديسمبر 05, 2008 11:37 pm

إشارة القصة عند القاضي عياض
قال القاضي عياض في الشفاء :
إنما جيء موسى إلى الخضر للتأدب لا للتعليم
إشارة القصة عند القشيري
ذكر الشيخ القشيري لهذه القصة المباركة جملة من الإشارات في تفسيره
( لطائف الإشارات ) ما خلاصته : -
ميز الشيخ بين نوعين من السفر وهما :
سفر التأديب ويكون فيه متحملاً ،
وسفر التقريب ويكون المسافر فيه محمولاً .
يقول القشيري :
كان موسى {عليه السلام} في هذا السفر متحملاً ،
فقد كان سفر تأديب واحتمال مشقة ، لأنه ذهب لاستكثار العلم ،
وحال طلب العلم حال تأديب ووقت تحمل للمشقة ،
ولهذا لحقه الجوع فقال : لَقينا مِنْ سَفَرِنا هَذا نَصَباً .
وحين صام في مدة انتظار سماع الكلام من الله ، صبر ثلاثين يوماً ،
ولم يلحقه الجوع ولا المشقة ، لأن ذهابه في هذا السفر كان إلى الله ،
فكان محمولاً . ميز بين لفظة ( عبد ) وبين ( عبدي ) ،
فقال : إذا سمى الله أنساناً بأنه عبده جعله من جملة الخواص ،
فإذا قال ( عبدي ) جعله من خاص الخواص .
أشار إلى امتلاك الخضر خاصية الرحمة للغير
فقال : آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا
أي صار مرحوماً من قبلنا بتلك الرحمة التي خصصناه بها من عندنا ،
فيكون الخضر بتلك الرحمة مرحوماً ، ويكون بها راحماً على عبادنا .
وقال الشيخ في قوله تعالى
: فإن اتَّبَعْتَني فَلا تَسْأَلْني عَنْ شَيْءٍ حَتّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً
فإنه ليس للمريد أن يقول : ( لا ) لشيخه ، ولا التلميذ لأستاذه ،
ولا العامي للعالم المفتي فيما يفتي ويحكم .
نبه على أن المريد الذي لا يتجمل بخلة الصبر تفارقه الشيوخ ،
فقال : لما لم يصبر موسى معه في ترك السؤال ،
لم يصبر الخضر أيضاً معه في إدامة الصحبة فاختار الفراق .
نبه إلى حظ النفس وحظ الغير فقال :
ما دام موسى {عليه السلام} سأله لأجل الغير – في أمر السفينة التي كانت للمساكين وقتل النفس بغير حق - لم يفارقه الخضر ،
فلما صار في الثالثة إلى القول فيما كان فيه حظ لنفسه من طلب الطعام ابتلي بالفرقة .

و لازالت المشاركة من بركات موسوعة الكسنزان المباركة
لشيخنا الكريم محمد عبد الكريم الكسنزان
القادري الجيلاني
نفعنا الله بهم و امدنا بمددهم
لهم
و مقعد صدق عند ربهم

و

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
 
الخضر و الخضرية - في التراث العربي الصوفي ـــــ موسوعة الكسنزان ــــــــ متجدد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الادب في التراث الصوفي محمد عبد المنعم خفاجي
» أعلام في التراث الصوفي من آل بيت النبى ــ برنامج ـــ هدية من دار الإيمان ــــ الشاذلي
» البرزخ - بينهما برزخ لا يبغيان - دراسة من واحة الكسنزان ــــــــــــ متجدد
» موسوعة الكسنزان
» موسوعة الكسنزان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: تجليات وتراتيل صوفية-
انتقل الى: