سبحان الله

موضوع: سبحان الله الثلاثاء مايو 26, 2009 12:00 am

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
0010

درس {سبحـــــــان الله}
للفقير الى الله تعالى سيدي الباسل رضي الله عنه وأرضاه
شيخ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية
ببيت المقدس ـــ أرض الإسراء والمعراج

0010

بسم الله الرحمن الرحيم

االحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة ًمبرّأة ًمن الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد...
:24:

إن كلمة (سبحان الله) وردت في القرآن الكريم بالعدد الكبير لما لها من معنى عظيم جداً، لأن غاية الخلق والمخلوق لهذه الغاية، وأغلب المفسرون والذين تعرضوا لها كلهم اكتفوا فقط بكلمة أنها أخذت لتنزيه الله سبحانه وتعالى، ولقد وفوا وكفوا ولكن أحببنا أن نخوض فيها لما فيها من معانٍ وجمال يسوق القلوب لعلام الغيوب، ويكفيك أنها تحمل اسم (الله) سبحانه وتعالى بعدها، وليس هناك ما هو أعظم من ذلك، ومن هنا نفهم ونعلم أن لهذه الكلمة المعنى العظيم العظيم، نعم إنها تنزيه ولكن أيليق أن ينزه الكامل بعين الحق إلا الكامل! فقبل أن تكون له مردودها عليك أنت، فائدتها وكمالها، والسؤال هنا: ما معنى التنزيه ؟؟ نقول تَرِد كلمة تنزيه كثيرا في الكتب ومن خلال الكلام، فما معنى هذه الكلمة ؟؟ وهي التنزيه والتنزيه طبعا يوافق إسمه (القدوس) فعندما تقول (سبحان الله) كأنك تقول يا قدوس يا الله .

فالتنزيه: أن تنزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب وعن كل ما هو منافٍ لكل صفات الكمال بجميع الأمور والأحوال، فله الكمالات كلها وهو منبعها ومنه تـُؤخَذ، فمنه أصل الأشياء كلها الجزئية والكلية، بداية الأمور ونهايتها، فكلمة (سبحان الله) تأتي نتيجة عظمة وكمال وتسوقك أيضا إلى عظمة وكمال، فالتسبيح يؤخذ للتعجب من الأشياء الخلقية والحقية، تتعجب من قمة كمال وإبداع الخالق للخلق.

فالتنزيه (أي التسبيح) نوعان :

نوع بحكم صنعته،،، فهو يسبح وينزه بخلقته وبإبداع صنعته وهذا ينطبق على الكل.

ونوع يسبحه مع ذلك بإدراك وفهم لما يفعل وذلك لقوله تعالى: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ }الإسراء/٤٤، والخلق ما خرج عن دائرة الشيئية هذه، فكل الخلق تسبحه تكليفا، وأما الثقلين الإنس والجن تسبحه تكليفا وتشريفا لأنها هي التي أكرمها الحق بالإدراك، فكمال المعرفة للأنبياء والأولياء ومَن دونهم إنما هي في التسبيح، تسبيح الحق سبحانه وتعالى، كل يسبحه على قدر معرفته به وقربه منه عز وجل ولذلك أعظم مَن تحقق فيه معنى التسبيح وأعظم من سبّح الله عز وجل هو النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهو يسبحه بحكم معرفته وقربه وليس هناك من هو قريب من الله عز وجل أكثر منه ومعرفة به سبحانه وتعالى، فالخلق تتعلم التسبيح وكيفيته منه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وكم رُوي عنه أنه قال إني لأتقاكم لله وأخشاكم له إذن من الطبيعي والبديهي أنه أكثر الخلق ذكرا بجميع أنواعه بالتسبيح وغيره، ومن هنا نرى أن الله سبحانه وتعالى نزه حبيبه هو بنفسه لأنه أكمل مخلوقاته علواً وقدراً كي يكون هو المنزِّه الأعظم لله سبحانه وتعالى كما يريد الله سبحانه وتعالى، ومن قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم القيامة يوم الحشر عندئذٍ يذهب الكل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيقول أسجد تحت العرش فيلهمني الحق محامد أحمده بها لم يحمده به أحد من قبل وقد روي أنها المحامد الذاتية التي يمجد الله عز وجل نفسه بها.

ولندخل الأن إلى الآيات التي وردت فيها كلمة تسبيح أو سبحان:

1. {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة/٣٢

2. {وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }البقرة/١١٦

3. {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران/١٩١

4. {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء/١٧١

5. {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة/١١٦

6. {وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }الأنعام/١٠٠

7. {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف/١٤٣

8. {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة/٣١

9. {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }يونس/١٠

10. {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }يونس/١٨

11. {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }يونس/٦٨

12. {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف/١٠٨

13. {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }النحل/١

14. {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ }النحل/٥٧

15. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء/١

16. {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً }الإسراء/٤٣

17. {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء/٩٣

18. {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً }الإسراء/١٠٨

19. {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }مريم/٣٥

20. {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء/٢٢

21. {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ }الأنبياء/٢٦

22. {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء/٨٧

23. {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون/٩١

24. {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }النور/١٦

25. {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً }الفرقان/١٨

26. {فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }النمل/٨

27. {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص/٦٨

28. {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }الروم/١٧

29. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الروم/٤٠

30. {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }سبأ/٤١

31. {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ }يس/٣٦

32. {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }يس/٨٣

33. {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }الصافات/١٥٩

34. {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }الصافات/١٨٠

35. {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الزمر/٤

36. {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر/٦٧

37. {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }الزخرف/١٣

38. {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الزخرف/٨٢

39. {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الطور/٤٣

40. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر/٢٣

41. {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }القلم/٢٩

[center]:24:

يتبع بإذن الله تعالى.

:24:

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

:24:

[/center]
[/center]

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
0010

تابع: درس {سبحـــــــان الله}
للفقير الى الله تعالى سيدي الباسل رضي الله عنه وأرضاه
شيخ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية
ببيت المقدس ـــ أرض الإسراء والمعراج

0010

فكلمة التسبيح وردت على كلام الخالق وكلام الخلق، فالكل يسبح الله سبحانه وتعالى بكل لسان بكل أوان. فالتسبيح يجمع كل معاني التمجيد والتقديس والكمال وكل تعظيم لله سبحانه وتعالى، ومهما عظـَّم الإنسان بأي صيغة من صيغ الكمال لا يمكن أن يعبر مثلما علمه الحق سبحانه وتعالى بأن يقول (سبحان) فهذه جمعت كل معاني الكمال التي لا يمكن للعقل البشري أن يستطيع أن يجسد الكمال مثلما قال الله سبحانه وتعالى عن كلمة (سبحان).

فبقول الملائكة (سبحانك) أظهرت بذلك عجزها وتعظيم الله سبحانه وتعالى، والكل ينادي بالتسبيح ولكن هناك فرق بين تسبيح هذا وتسبيح هذا فالكل على قدر معرفته يسبح ويأتي تسبيحه بمرحلة الكمال أو يقارب على الكمال.

فالتسبيح : إفاضة من الذات الإنسانية إلى تمجيد الحق جل في علاه بكل أنواع الكمال.

فالحق سبحانه وتعالى أخبر عن الخلق بكافة أشكاله وأنواعه وخلقته أنه يسبح الله عز وجل لقوله تعالى: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ}الإسراء/٤٤،الكل يسبح بحمد الحق عز وجل إقرارا له بالألوهية وأنه الخالق الأعظم فالكل عندما يظهر عجزه أمام الكمال يقول (سبحان الله) !!!!!!!!! وعندما يرى الكمال لكمال الكمال يقول أيضا (سبحان الله)!!!!! فالكل يصيح (بسبحان الله) ! لما يرى من عظمة الله عز وجل في الخلق ولما يستدل على عظمة الحق عز وجل لما يرى من الخلق، فالكل يسبح بطريقته وبالطريقة التي من الله عز وجل إليه، وربما من أكثر الأذكار التي ورد ذكرها في القرآن هي (سبحان الله).

والآن فوق كل الكلام الذي قد يقال عن معاني التسبيح الذي هو بحد ذاته كما قلنا أنه تنزيها وأنه ذكرا علـّمنا الحق عز وجل أن نقوله.

لنرى الآن ماذا يرجع على تاليها لهذه الكلمة: أولا: أنها تقطع عن النفس الغرور والتمني والوهم وتنقي الخيال بالعقل حتى يكون فيه من أثر نفحات القلب من الرب سبحانه وتعالى.

فكما أن كلمة (سبحان الله) تنزيه لله سبحانه وتعالى فكلما ذكرتها بكثرة مع تفكر بمعانيها وتذوق لها بدأت تأخذ منها أنت بأن تكمل كل نقص فيك لأنك كلك عيوب، إذن كما تـُنزِّه بها تتنزَّه أنت بها وتكْمِّل كل نقص فيك ليكون كمال، فأنت بها يكرمك الله عز وجل بكماله، بها يدرك القلب شيء من معارف الروح، والقلب يتقلب بالعظمة بها، والعقل ينقى خياله، والنفس تقطع توهمها وغرورها، وكما قلنا طبعا عند تذوق هذه الكلمة ومعرفتها حق المعرفة فبها يبان عجزك وكمالك كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بكلمته المشهورة العجز عن درك الإدراك إدراك للعظمة التي يراها بالله سبحانه وتعالى وبرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فيجب أن نسبح الله عز وجل برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حتى يكون تسبيحا في دائرة الكمال وكما يحب الله عز وجل ويرضى، فكثرة التسبيح يجعل القلب يسبح بملكوت الله سبحانه وتعالى، فما من نبي إلا وسبح الله عز وجل بالعجز والكمال. ومَن سبَّح الله عز وجل بالمقام والحال كان بتسبيحه في دائرة الكمال، فكثير من الأنبياء والأولياء إذا ذكروا كلمة التسبيح يغرقون فيها وينسون أنفسهم وكل شيء لما فيها لأنها تسوقهم لله سبحانه وتعالى فهي باب من الأبواب التي من خلالها يعرف الإنسان ربه سبحانه وتعالى. ومنهم من قال أنها تؤخذ للتعجب إذا تعجبت من شيء تقول مباشرة (سبحان الله) لما فيها من إبداع وكمال الصنعة ولذلك من أكثر الأذكار التي تساعد على الفناء ونسيان النفس هي كلمة (سبحان الله). ويكفيك من عظمتها أنها موجودة في الركوع وفي السجود وبعد الصلاة، ويكفيك أنها ذكر يسوقك مباشرة مع الله سبحانه وتعالى ويُدخلك في أبواب الذل والافتقار والانكسار. فلو تأمّلت في كلمة (سبحان الله) تأخذك للعظمة فتذوب أنت أمام هذه العظمة التي يعجز العقل أمامها ويقف حائرا متحيرا مندهشا عاجزا أمام ما يرى من بديع صنعه سبحانه وتعالى. فالملائكة فعلها وعبادتها في التسبيح وهذا قولها في قوله تعالى: { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }البقرة/٣٠.

ولو تأمّلت بكلمة (سبحان الله) تجدها أنها كلمة ذاتية مباشرة تسوقك إلى الذات إلى الله عز وجل. تسقط عنك الخلق بذكرها وتبقيك مع الخالق، فهو ذكر الأنبياء والأولياء والصالحين وهي من ضمن الباقيات الصالحات كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى: { ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }. (فسبحان الله) من أعظم الأنوار التي تأتي بالأنوار والأسرار، والتي تسقط عن الإنسان الذنوب والأوزار والتي تبقيك مع الله الجبار بالنبي المختار. فكل ذرة في فلكها ودائرتها تسبح وتُسبح الله سبحانه وتعالى وكل في فلك يسبحون وأيضا يسبحون. والآن عندما سبح الحصى بكف برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ووضعها بكف الصِّدّيق سبحت وسمعها الصِّدّيق فلقد فـُتِق حجاب السمع عنده بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فسمعها أبو بكر رضي الله تعالى عنه فغاب فيها بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأنه بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سمعها وفـُتق حجابه للسمع. إذا المهم أن تسمع بداية بقلبك وبعد ذلك بقالبك، فالمالك يملِّك يستطيع أن يملكك مما ملك وأما فاقد الشيء لا يعطيه فعالم التسبيح فيه كل ما لم يخطر على بال ولم يتفكر فيه عقل من التمجيد والتعظيم والكمال مما أراده الحق عز وجل وسهّل الأمر على خلقه لمحبته لهم فألهم ذلك بقول (سبحان الله) فقائلها كأنه يقول كل ما يدرك وما لا يدرك من التمجيد والتعظيم، فانظر وفكر وتدبر كيف كان يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هذه الكلمة التي عجزت عن إدراك معانيها الإنس والجن. ما هو الحال الذي كان يعيش به عند قولها؟؟ فعندما تقرأ القرآن تجد فيه دعوة من الحق سبحانه وتعالى للتسبيح وذلك بصيغة الأمر للتسبيح واستحباب وضع هذه الكلمة في كل مواضع الكلام بأي صيغة وأي أمر. فالتسبيح ورد على لسان الملائكة في أقرب حال ومكان وهو عند العرش بقوله تعالى: { وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ }الزمر/٧٥، وهذا لمكانة التسبيح عند الحق سبحانه وتعالى، وهناك أيضا سورة كبيرة من القرآن الكريم ابتدأها الحق عز وجل بالتسبيح كقوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } الإسراء/١، فكثرة التسبيح تجعل الروح تعرج في معاريج الأرواح إلى موطنها الأصلي لترقى منه إليه سبحانه وتعالى فقمة التوحيد في تسبيح الودود المجيد. فمن سبَّح تِسبَّح ومن عظّم تَعَظم ومن مجَّد تَمَجّد، فالتسبيح يجعلك لا تقف إلا على الحقائق وأصل الأشياء والأمور فعندما تسبح تأتي بعكس ما تريده النفس وهو من أشد الأذكار على النفس والثقيلة عليها والتي يجعلها تأنّ تحت هذا التسبيح، فكثرة التسبيح باستغراق يجعل النفس تذوب كما يذوب الملح في الماء. فإن الله سبحانه وتعالى دعا عباده كثيرا إلى تسبيحه في جميع الأوقات واللحظات وفي العبادات وبعد العبادات لما للتسبيح من أهمية وعظمة عند الله عز وجل، فالخلق بجميع أنواعهم وأشكالهم وأحوالهم تسبح الله عز وجل

.

:24:
[center]أسأل الله عز وجل أن يلهمنا التسبيح ويجعلنا من أهل التسبيح ويعيد هذا الحال إلى الأمة المحمدية إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

:24:

عدد الرسائل : 71 تاريخ التسجيل : 11/11/2007

ارى الموقع بدا يتلالا بالانوار المحمدية الباسلية نفعنا اللة بكم سيدى الباسل