منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 (الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 46
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

(الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: (الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه   (الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:29 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
900
الكينونات الأربــــــــــع
900
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
سيدي الباسل رضي الله تعالى عنه و أرضاه

شيخ ومؤسس الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية

ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
900


الحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة ًمبرّأة ًمن الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد...



إذا أراد الله تعالى الإكرام لروح من الأرواح أكرمها بالحقائق والمعارف، وحفـّها بكرائم الألطاف وحققها بعظائم الأوصاف، حتى تكون روحاً اجتمعت فيها معاني التحقيق والتخليق، فتبدأ هذه الروح بامداد القلب على قدره، حتى إذا ارتفع قدر القلب أصبح بيتا للرب، بدأ يفيض على العقل من المعاني التي فيه، فيُحْدِث عندئذ قدرة العقل على فهم المعاني، فيعطيه على قدْرِه، فإذا ما تغلـّف العقل بهذه النقطة سيطر عليها، أنقط على النفس فتنتشي النفس بإدراك، هذه سبل المعرفة، طريق العارف، النفس سائلة على أبواب كرم العقل والعقل سائل على أبواب كرم القلب والقلب سائل على أبواب كرم الروح، والروح سائلة على أبواب كرم الله سبحانه وتعالى.

الفتح الظلماني يأتي مباشرة على النفس، فيظن المريد أو الشيخ أن هذا ثمرة سلوكي وسيري الى الله عز وجل، فيظن أنه على العقل والقلب والروح، وهذا كلام , الشيخ يربيك من البداية من نفسك، الشيخ يربيك من الأدنى والله عز وجل يعطيك من الأعلى، فتكون روحك وقلبك وعقلك ونفسك بين كفين، كف الرحمن سبحانه وتعالى وكف الشيخ، الشيخ يربي بنفسك وعقلك وقلبك وروحك، يكون يربي بنفسك أول نقطة فيك والحق يعطيك من روحك من الأعلى، فأنت تكون ما بين الولي والولي، تكون بين الولي أي الله عز وجل وبين الولي أي الشيخ وبهذا يستقيم الأمر، أما بغير هذا فلا، لذلك قلّ ما يدرك العقل ما يجول بالقلب من إمداد، إذا كان القلب لا يدرك ما يجول بالروح من إمداد فكيف بالعقل له أن يدرك؟ وهل للقلب إلا ما أفاضت عليه الروح من معنى بمحض الكرم؟ لذلك ليس الإدراك أن ينتشي القلب ويسكر! ما تريده الروح من القلب؟ أن يتجهــّز ليكون عرشا لها، الملـِـك عندما يريد دخول قرية أو مدينة يقول جهزوا لي مملكة واعملوا لي قصراً واعملوا لي عرشاً، والروح تجهـّز القلب ليكون عرشا لها، أليست هي الملكة المسيطرة؟ حتى إذا ما جلست الروح وتربّعت على عرش القلب نادى منادي العقل وهو الوزير على الرعيّة أنه قد جاء حكم العدل والإنصاف بموارد الإنعام والألطاف، فهبُّوا وقفوا على قدم الاستعداد لتأخذوا من الملك قمة الإمداد، شيئا فشيئا يصبح العقل يدرك إدراك معنى وليس إدراك مبنى وأنه فعلا أصبح يتقدم ويتقرب من الله سبحانه وتعالى، لذلك الإنسان بالاستشعار والاستحضار، بالاستحضار يأخذ الأنوار وبالاستشعار يأخذ الأسرار هنا عندما يستحضر المريد الشيخ ويستشعره يأخذ بالاستحضار إثنتين وبالاستشعار إثنتين: بالاستحضار يأخذ نفس الشيخ وعقله، وبالاستشعار يأخذ من القلب والروح، الآن أنت عندما تستشعر وتستحضر نفسك تستمد من نفس الشيخ وعقلك يستمد من عقل الشيخ وقلبك يستمد من قلب الشيخ وروحك تستمد من روح الشيخ، ولذلك كأنه يصير استبدالاً، يصير فناء بالاستشعار والاستحضار فيحل شيء مكان شيء، فنفسك تذوب وتفنى حتى تأخذ من نفس الشيخ شيئاً،والعقل يفنى حتى يأخذ من قلب الشيخ شيئاً، قلبك نفس الشيء وروحك نفس الشيء، لذلك هو أعظم وِرد على وجه الأرض وتحت السماء، (هو وِرْد الاستشعار والاستحضار) لأن الروح توجد حيث توجد الفكرة، لذلك لا يمكن للعقل أن يأخذ بالاستشعار المعنى الذي يأخذه القلب، الاستحضار بالنسبة للمريد ألا تغيب الصورة الظاهرية لشيخه لا بيقظته ولا بمنامه بكل شأن من شئون حياته لا بليله ولا بنهاره، دائما يجتهد على أن يجعل الصورة معه ولذلك يجتهد بالبداية ويكون حالا بالنهاية، هذا يكون حاله ليس بالاجتهاد. الاستشعار هو ألا يغيب قلبه أو تغيب روحه عن معنى عظمَة الشيخ ومقامه عند الله سبحانه وتعالى وقربه من النبي عليه الصلاة والسلام، فإن عاش المريد فيما بينهما يعيش بالاستشعار وبالاستحضار رُزِق الفناء والبقاء، رُزِق الفناء عن نفسه وبقي بشيخه، لأنه هكذا الصحابة كانت مع النبي عليه الصلاة والسلام، أشدهم بهذا كان الصديق رضي الله تعالى عنه ما غاب عنه لا بنومه ولا بيقظته لا بليله ولا بنهاره، لذلك إن الصديق رضي الله تعالى عنه أقلهم أعمالا بالعبادة والعكس كان أكثرهم استشعارا واستحضارا لذلك إذا ما تكلم الصديق رضي الله تعالى عنه عن نفسه استشعر كأنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

والشيخ الكامل أيضا يربي أولاده بتهذيب نفوسهم حتى تدرك عقولهم فتفقه قلوبهم وتنطلق أرواحهم إلى عوالم الجبروت والملكوت.

الشيخ يربيك ظاهراً من النفس والعقل والقلب والروح، وباطناً من الروح والقلب والعقل والنفس حتى تكتمل فيك التربية ظاهراً وباطناً فتكون قد جمعت كمال التربية كسْباً ووهْباً، فهذه تربية الملوك لأهل السلوك.

فالروح إذا تنقـّت ترقـّت وإذا اجتمعت جمَعَت، فالقلب إن لم يكن مجروحاً بشوق الوصال لم تنطلق الروح إلى عالم المثال. فأنت الكون ولكن بصورة مصغّرة عنه، فمن خلال التربية والتزكية تدرك هذا وتدرك معرفة المكوِّن، واعلم أنه ما فــُــقِدت التربية من زمان إلا وحَلَّ على أهل الزمان الهوان، لأن التربية هي التي تصنع رجالاً لله سبحانه وتعالى.

فالشيخ المربي يربي بتربية الله عز وجل لأحبابه، لأن الشيخ المربي من أحباب الحق سبحانه وتعالى، فيجب أن تربي عالميْك عالم الكثيف واللطيف، فلا يمكن لك أن تكون شريفاً وتدخل دائرة التشريف حتى يتنقى ويترقى منك عالميْ الكثيف واللطيف، فالنفوس يجب أن تُساق إلى القدّوس في بداية التربية والتزكية، فالشيخ يفتح أقفال أبواب النفوس السبعة وينوِّرها بأنواره وأسراره حتى تتسلطن النفس بما بها من واردات وإمدادات. فالشيخ المربي يجعلك تمتلك نفسك حتى تستطيع أن تجعل أنفاسك كلها لله سبحانه وتعالى . إذا الشيخ يربي كينوناتك، كل كينونة لها تربية وتزكية خاصة لها، فنفسك وعقلك هما عالم الشهادة وقلبك وروحك هما عالم الغيب، ونفسك وعقلك يمثلان عالم "الملكوت"، وقلبك وروحك تمثلان عالم "الجبروت"،وكلك بذاتك تمثل عالم "اللاهوت" أي التي تجلت فيك أسماء وصفات الحق سبحانه وتعالى. فالنفس والعقل يستقيان من جانب الربوبية والقلب والروح تستقيان من جانب الألوهية، فاكتمال الكينونات عندك يؤهلك للنظرة وهي قمة الكمال وهي أن تنظر إلى الحق سبحانه وتعالى بعين سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وتنظر إلى سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعين الحق سبحانه وتعالى. فالنفس والعقل يمثلان هذه الأرض وما فيها (ما تحت السماء)، والقلب والروح يمثلان ما فوق السماء بما فيه.

الشيخ المربي يريد أن يربيك لكي يجعل الكون عرشا لك لا أن تكون عرشا له، فما وُجِد الكون إلا ليكون لك لا أنت له، أنت وجدت لله تعالى وهذا يعليك أن تجتهد في التربية لكي ترى آثار نفخة الله عز وجل فيك بقوله تعالى: { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } الحجر/٢٩، و قول الحق سبحانه وتعالى في حديثه القدسي: ( إن الله خلق آدم على صورته ) إذا انت مخلوق على صورته صورة الأسماء والصفات والمعاني، عليك أن تسعى لإيجاد هذه الصفات والمعاني فيك وأن تـُظـْهِر الصور الأسماء، وقيامك بها وقيامها بك، فإن لم تعرف من أنت وما خلقك عليه كيف ستدركه؟! هو خلقك لتعرفه ولكن أولاً اعرف ما أنت عليه كي تعرفه فأنت أنت الحجاب، فاخرق لهذا الحجاب تكن مباشرة على الباب.

ليس هناك أزكى من المزكى، وما من أحد سار في طريق القوم دون أن يقع تحت التربية والتزكية إلا وكان عالة على طريق القوم وأضاع الوقت سدى ولن يكون له مما لأهل الله عز وجل نصيب، ولن ترقى إلى مراقى الجمال والجلال والكمال، إن لم تجتهد نفسك وعقلك وقلبك مع بعضها البعض، لا يمكن أن تطلق روحك الى عوالم الملكوت والجبروت، فما من مخلوق إلا ووضع الله سبحانه وتعالى في نفسه وعقله وقلبه وروحه إمكانية الوصول إليه وإلى الحضرات العليّه وإلى التحقق والتخلــُّــق بالمصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولكن على الواحد منا أن يسعى لإيجاد هذه الإمكانية فيه وتحريكها نحو الطريق الصحيح المؤدي لذلك. فالذات تحوي النفس والعقل والقلب والروح، والنفس أيضا مكوَّنة من سبع أنفس وفي كل نفس نفس وعقل وقلب وروح من الأنفس السبعة، وهي: الأمّارة واللوامة والملهمة والمطمئنة والراضية والمرضية والكاملة ، وكذلك العقل فيه نفس وعقل وقلب وروح، وكذلك القلب فيه نفس وعقل وقلب وروح، وكذلك الروح فيها نفس وعقل وقلب وروح. فعندك السبعة أنفس لو ضربتها بما فيها من أربعة لوجدتها تعطيك ثمانٍ وعشرين، وعندك العقل والقلب والروح أذا ضربتها بما فيها من أربعة لوجدتها اثنتى عشر، اجمعهما مع بعضها البعض يكون عندك أربعون حالاً ومقاماً بها تعتلي على عرش الولاية وتكون رسول الرسول في عصرك، وعليك تدور دوائر العصر،أعظم أربعون حال ومقام إن اعتليت عليها يأتيك وحي الولاية وتجلس على عرش العناية، ويكون حالك حال الأنبياء، بهذا يتم التخليق والتحقيق فلا يمكن لك أن تتحقق حتى تتخلــَّـق، ولا يمكن لك أن تترقى حتى تتنقى، يجب عليك أن تتخلق وتتحقق بالأسماء حتى تكون مرآة لها وترى آثارها وأنوراها وأسرارها، فعندما نقول أن على المريد أن يتحقق بالميازين الأربعة التي هي: ميزان المحبة وميزان الطاعة وميزان الأدب وميزان الثقة، ويكون قد بلغ مرتبة العلو في الميازين يُرزق ميزان الكمال.

وعليك أن تعرف أن الكينونات الأربعة لها العلاقة الكاملة بالميازين فكل ميزان له كينونته التي تتفاعل معه، فالأربع ميازين بالأربع كينونات، عندئذ تبلغ بها مرتبة الكمال وصدق الحال. عندئذ أنت عرش العطاء الرباني تحمل هذا العرش الثمانية أمور: النفس والعقل والقلب والروح والطاعة والأدب والثقة والمحبة ، ولذلك التربية هي التي تجعلك صاحب هذا العرش الرباني، صاحب مرتبة الكمال، فالمقابل لهذه الأشياء من الدنيا هناك ثمانية أمور من متاع الدنيا ويجتمع في الأمور الثمانية كل متاع الدنيا بالنسبة للإنسان مهما اجتهد في الكسب سيكسب في هذه الأ شياء الثمانية، فعطاؤك من الدنيا في هذه الثمانية أشياء، وهي قول الحق سبحانه وتعالى: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة/٢٤، هذه الآية فيها ثمانية أصناف من متاع الدنيا هي حياة الإنسان بالكامل وما يؤمل.

نعود للكينونات الأربعة عليك أن تجعل نفسك من خلفك وعقلك عن يسارك وقلبك عن يمينك وروحك من أمامك حتى تفلح، فلو نظرت إلى الرقي يكون بالشيخ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والله عز وجل، فالشيخ يكون مرآة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مرآة للأسماء والصفات، فهذه ثلاثة أمور بها يتم الرقي والكمال. ولو نظرت إلى كل واحدة من الكينونات الأربعة تجدها مكوّنة من ثلاثة حروف: نفس، عقل، قلب، روح، كل واحدة بحاجة الى سلم الرقي الذي تكلمنا عنه. فالشيخ باب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم باب الله سبحانه وتعالى . فالتربية والتزكية أن تتربى على الفناء والبقاء فتأخذ مكان نفسك نفس الشيخ التي أخذها هو من نفس النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومكان عقلك عقل الشيخ الذي أخذه هو من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومكان قلبك قلب الشيخ الذي أخذه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومكان روحك روح الشيخ الذي أخذها من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، حتى ذاتك تشرب من ذات الشيخ والشيخ من ذات النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولذلك هكذا تكون بالتربية والتزكية ممن يؤهَّلون لمراتب الكمال، فإن لم يكن حالك يشرب من حال الشيخ لا تتوقع أن تكون كالشيخ، فيجب أن تفنى عن نفسك به حتى تكون هو أنت به.

ما دام في نفسك بقايا لن تجلس على عرش الولاية، وما دام فيك بقية لن تفنى وتصل بالكلية، وما دام بقي عندك شيء فأنت محكوم للشيء الباقي فيك. فبدون تربية وتزكية الاحتمال كبير جدا الا ما رحم الله سبحانه وتعالى أن تتلاعب بك الجن والشياطين وتغرق بأوهام النفس ولن تنجو منها فالحذر كل الحذر من ذلك، ولذلك من سار بنفسه زل من أول قدم لأنه لا يعلم بعقبات الطريق وكيف هي الطريق، فالشيخ أمان للسائر والسالك من الوقوع ومن تلاعب الشيطان به. ليس هناك أسرع من غدر النفس إن أمّنت مكرها وأمِنْت شرها، فالشيخ المربي يحققك كي تبصر بما في نفسك مصداقا لقوله تعالى: { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} الذاريات/٢١، فإبصار بإدراك ومعرفة يكون عندك ذلك من خلال تربيتك وتزكيتك، فالروح توجد حيث توجد الفكرة، فما هي الفكرة التي يجب أن تكون عندك لكي تكون روحك عندها! فاجعل الفكرة بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأهل الله عز وجل، وكيف تكون العبد الطائع الذي يحقق معنى العبادة وهدف خلقه ومعنى القرب والولاية حتى تكون روحك عند هذا المعنى، فالشيخ دائما هناك بفكره وروحه، فبه تكون هناك أيضا بفكرته وروحه، فعقلك لا يجب عليه أن يبقى محبوسًا فقط بعالم المحسوس وبما تلقي عليه النفوس اجعله يدرك بالتربية والتزكية المحسوس وينطلق إلى ما هو غير ذلك كي يستطيع أن يغرف من القلب ويفهم عليه. والقلب إن لم يُقلب إلى الروح ويكون قريباً منها لا يتحقق بما أودع فيها من الأنوار والأسرار والمعارف. فاجتهد أن تجعل نفسك مرآة لروحك، وعقلك مرآة لقلبك حتى يُرى باطنك من ظاهرك وظاهرك من باطنك، وتكون أنت صاحب الذات التي قطع بتربيته وتزكيته جميع الملذات. ولذلك من طلب النجاة من سفينة نفسه في بحر سيره غرق لا محالة ولن تكتب لك النجاة، إن لم يكن هناك قبطان يسيِّر سفينة النفس لن تسير بأمان الى بر الوصول. نفسك قاصرة وناقصة وتدعي أنها كاملة فأريها أنها ليست كاملة وأوقفها على حقيقتها وماهيتها وعلى ما هي مبنيّة عليه. اجعل روحك تصلي على نفسك صلاة الجنازة والعقل والقلب مؤتميْن بها.

اعلم علم اليقين،،، لا يأتي الوصل والوصال إلا بعد التربية والتزكية على النورانية المحمدية الربانية الإلهية. فنفسك هي سفينتك إن لم توصلها للأبحار ستغرق بك ولن تنجو فانتبه واحذر، والتربية والتزكية ثقيلة على النفس والعقل ولا تريد ذلك لأنها لا تريد أن تقيَّد، وكم أَرْجَعَت طلاباً للحق عن الحق فالحذر من موافقتها بل أوْقفها عما تريد فإن اتبعتها كانت إرادتها هلاكك وإغراقك في بحرها، وبحرها عميق مليء بالشهوات والأخطاء، فمن غرق فيه يبق فيه إلا من رحم ربي.

إعلم أنك بترك نفسك تسير على هواها ومرادها تقتل أربعة، تقتلها هي بتركها تبعد عن الحق وتقتل عقلك وقلبك وروحك فانظر كم أنت ظالم وقاتل فارحم ذاتك بما تحوي فالكمال في الإحياء.
900
اللهم أحينا بك وبحبيبك وأحبابك يا الله يا كريم واجعلنا بك ولك واعنا على نفوسنا واجعلنا كما تريد يا الله
900
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابنة الباسل




انثى
عدد الرسائل : 40
العمر : 80
تاريخ التسجيل : 23/06/2009

(الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: اللة اللة   (الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه Emptyالسبت سبتمبر 19, 2009 5:03 am

اللة اللة يا سيدى واللة احرقت قلبى احتاج اللى مددكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(الكينونات الاربع) لسيدي الباسل رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درس (اهل القرآن هم أهل الله وخاصته) لسيدي الإمام الباسل رضي الله تعالى عنه
» شرح آية(فبما رحمة من الله..) لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه
» شرح:( قال رب اغفرلي...)لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه
» آن الأوان لسيدي الشيخ الباسل رضي الله عنه
» (مابين الوهم والخيال..)لسيدي الباسل رضي الله عنه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  العصبــــــــة الهاشــــــــــــمية والطريقة النورانية -
انتقل الى: