منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 من تجليات جمال الغيطانى ـــــــــــ تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

من تجليات جمال الغيطانى   ـــــــــــ   تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم Empty
مُساهمةموضوع: من تجليات جمال الغيطانى ـــــــــــ تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم   من تجليات جمال الغيطانى   ـــــــــــ   تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم Emptyالثلاثاء أغسطس 25, 2009 1:26 pm

تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم

كتب جمال الغيطانى ٢٥/ ٨/ ٢٠٠٩
من الجهة البحرية لمسجد الرفاعى أبدأ السعى إلى مدخل الدرب الأحمر،
الطريق ينحدر من أعلى إلى أسفل باتجاه شارع محمد على.
إلى يمينى ترتفع الأرض حيث يطل بيت حسن فتحى،
منزل أثرى قديم شيد فى العصر العثمانى.
آخر من امتلكه مصطفى اللبان، كان مقراً لمجموعة من الفنانين فى الأربعينيات،
بينهم رمسيس يونان الذى دعا إلى السيريالية واستلهمها فى لوحاته،
البيت آلت ملكيته إلى أغاخان، زعيم الطائفة الإسماعيلية،
أحفاد الفاطميين الذين انقسموا إلى فرعين بعد انهيار دولتهم فى مصر وخروجهم إلى اليمن، ثم إلى الهند، الفرع الآخر هم البهرة،
وللإسماعيلية والبهرة أعمال مهمة فى ترميم الآثار الفاطمية
على أساس أنها من منشآت أجدادهم الفاطميين.
غير أن أغاخان امتد نشاطه ليشمل المدارس والمساجد المملوكية،
ويوجد الآن فى القاهرة عدد من أبناء طائفة البهرة يقدر عددهم بحوالى عشرة آلاف، اشترى بعضهم دكاكين وبدأوا الاشتغال بالتجارة،
ويمكن تمييزهم فى القاهرة القديمة من لباسهم الأبيض وهم يسعون للصلاة فى مسجد الحاكم بأمر الله، إننى أتأملهم وأتساءل عن الزمن اللازم لذوبانهم فى المجتمع المصرى، مصر لم يحتفظ فيها أحد بهويته،
أذكر أننى فى طفولتى كنت أرى زفة العجم، تجار المكسرات والتنباك،
الذين استقروا فى التنبكشية، كانوا يمشون فى موكب يوم عاشوراء قاصدين مسجد سيدنا ومولانا الحسين، كانوا يضربون صدورهم بقبضات أيديهم حزناً على مصرع الحسين،
بعكس التقليد السائد منذ العصر الأيوبى.
إذ كان المصريون يضعون الحلوى الشهيرة من اللبن والقمح ويتناولونها فى هذا اليوم،
تقليد بدأه الأيوبيون نكاية فى الفاطميين الشيعة،
وأذكر بعض الباعة الذين كانوا يطوفون بالحوارى حاملين ألواحاً خشبية عليها أنواع من الحلوى الملونة، بعضها أصفر، أو أحمر، اختفوا من القاهرة فى الستينيات وبقيت هذه الحلوى الشهيرة بعاشوراء، وقد توقفت عن تناولها منذ معرفتى بأصل نشأتها فذكرى مقتل الحسين ليست فرصة لتناول الحلوى، لم يكن لى عذر بعد أن عرفت،
عرفت تجار العجم فى التنبكشية وخان الخليلى،
بل عرفت هنوداً وأفغاناً وبلوشاً وبالطبع مغاربة،
الجيل الأول يتحدث كل بلكنة البلد الذى جاء منه، بعد مضى عدة سنوات يبدأ فى الحديث باللهجة المصرية، فى الجيل الثانى لا يتبقى أى أثر من المنشأ الأصلى، لا لغة ولا لهجة، الركائز الثقافية للمجتمع المصرى تهضم أى غريب،
هذه الخاصية القادرة على الاحتواء حمت المجتمع المصرى من الطائفية والشقاق المذهبى فى بعض البلاد العربية يعرف الناس من أسمائهم، لا أقصد المسيحى والمسلم،
لكننى أعنى السنى والشيعى، فى مصر لا يوجد تمذهب،
ولا توجد أماكن يقصر سكناها على اتباع دين أو أبناء عرق بعينه،
فى القاهرة ثلاثة عشر معبداً يهودياً تتوزع عمارتها على القاهرة من العباسية إلى المعادى، بجوار الأزهر، على بعد أمتار قليلة أضخم وأقدم مجموعة قبطية تضم أربع منشآت، كنيسة العذراء وكانت مقراً للبابوية عند دخول العرب إلى مصر، وبجوارها كنيسة الأمير تادرس الشاطبى أحد القديسين التابعين للكنيسة القبطية، ثم دير للرهبان ودير للراهبات، قدرة مصر على تطويع العناصر الوافدة، وتعايش الأديان والطوائف مرتبطة بقوتها الثقافية، واستقرارها، وشعور أبنائها بمضمونها الروحى، عندما يستقر المصريون يصبحون مصدرين للأفكار والرؤى،
وعندما تضعف وتهن تحدث الاختراقات المذهبية،
وتبدأ الحزازات الطائفية، ولكن عبر التاريخ وفى أشد الظروف حلكة كانت الأمة المصرية قادرة على تجاوز المخاطر التى تهدد كيانها المتماسك، منذ السبعينيات تضعضت الأحوال،
وجرى الاختراق الوهابى الذى أعتبره الخطر الأعظم بعد أن أصبح مدعوماً بقوة مالية تتوجه إلى الشأن الثقافى بمعناه العام،
ومظاهر هذا التأثير السلبى عديدة، بعضها يتنامى فى ظل التشدد الذى يمثله هذا المذهب الذى لا يأخذ من الإسلام إلا المظاهر،
لقد كانت الدعوة الوهابية حركة متقدمة فى صميم الصحراء، التى ضل أهلها عن الدين الحنيف، لكنها عندما تسللت إلى بلدان عريقة اعتنقت الإسلام ونشرته من خلال رؤية أقرب إلى مضمون الإسلام القائم على التسامح واحترام الديانات الأخرى، الآن ونحن فى نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة الميلادية تمر مصر بمرحلة وهن، ويلوح فى تماسكها شقاق، وأزهرها ليس فى أقوى حالاته، هل تحتفظ بقوتها الثقافية الكامنة التى تؤثر ولا تتأثر؟،
هذا السؤال تحتاج إجابته إلى رصد،
لذلك أتابع العناصر الوافدة إلى المجتمع المصرى خلال الأعوام الأخيرة، سواء كانوا بهرة أو عراقيين، أو أجانب، بماذا تأثروا، وبماذا أثروا؟ أتمنى أن تكون لدى مراكز البحث العلمية المتخصصة وسائل بحث حول العناصر الوافدة، ليس البشر فقط، إنما ما يتدفق علينا من خلال الوسائط الحديثة، التى تتدفق مختلف الاتجاهات من خلالها بعد تقدم التقنيات الحديثة للاتصال.
ما تأثير هذه الوسائط من فضائيات وشبكة الاتصالات الدولية وما يستجد على الخصوصية المصرية التى أسهمت فى تماسك المجتمع عبر آلاف السنين وتحت أعتى الظروف، حتى إن مصر حولت أعتى المستعمرين منذ البطالمة وحتى الأتراك والفرنسيين والإنجليز إلى ثقافتها ومضمونها، الفرنسيون تحدثوا العربية، وادّعى نابليون الإسلام، فى حضارات أخرى قديمة وعريقة انهارت اللغة، ولنا فى الهند مثال، أتمنى فى خضم مشاكلنا الاهتمام بهذه الأمور التى تبدو ترفاً الآن وهى ليست كذلك.
تتوالى التداعيات وأنا أخطو باتجاه المدخل المؤدى إلى صميم الدرب الأحمر، إننى أمشى فى نفس الطريق الذى كان يعبره السلاطين والأمراء المتجهون على رأس التجاريد العسكرية قاصدين الخروج للجهاد، إنه بداية الشارع الأعظم الذى ينتهى عند باب الفتوح، بعد أن أصبحت القلعة مركزاً للحكم بعد انهيار الدولة الفاطمية.
هاأنذا أقترب من مدخل الطريق، الذى لا يبدو واضحاً لمن يعبر، لا بوابة ضخمة ولا معلم غير عادى، مدخل عادى ولولا بقايا القصر الأميرى إلى يسار الداخل لما بدا شىء يلفت النظر، لنلحظ هنا أن الطريق الأعظم يمضى من الجنوب إلى الشمال، نفس مسار النيل، دائماً ثمة حوار مع النهر مع تهيبه، واحترامه.
هذا النهر الذى لم تهدر كرامته إلا فى العقود الأخيرة بعد أن أمن المصريون أخطاره بفضل السد العالى، كان من المفروض اتخاذ إجراءات تكميلية للسد لتفادى آثاره الجانبية، وأهمها فقدان هيبة النهر، تجرأ الناس على الأراضى الزراعية فالتهمها البناء بعد أن كانت تغمرها المياه وتهدد كل من يقيم بها، وألقى القوم مخلفات المصانع فى النهر المقدس كذلك مياه الصرف الصحى، وتضعضع المجتمع بعد زوال خطر الفيضان، الذى كان يقوى لحمة وسدا المجتمع، وقت الخطر يقف المسلم إلى جانب المسيحى كتفاً بكتف لدفع خطر الفيضان الذى سيغمر الجميع،
بعد زوال الخطر زال الشعور بالتماسك فظهر الشقاق، فى العاصمة أظهر الأثرياء الجدد أنانيتهم،
فارتفعوا بالأبراج على ضفتى النيل مباشرة، رغم أن القانون المكتوب يقضى بالتدرج فى البنيان سواء على النهر أو البحر، الفساد الإدارى تخطى هذا القانون أمام سطوة المال، وهكذا تحول النهر إلى نفق مائى فى العاصمة، وتم اغتيال البحر فى الإسكندرية بطريق سريع للسيارات،
والغريب أننا نتباهى بهذا الطريق، وما يسمى «كوبرى ستانلى» الذى دمر هو أحد أجمل شواطئ الثغر،
أصبح الكوبرى المنقول عن قصر المنتزه معلماً يردد التليفزيون صورته من منطلق المباهاة،
وكان المفروض محاسبة المسؤولين عن ارتفاع الأبراج على البحر، وتوسيع هذا الطريق.
لكن لماذا أشغل نفسى بالإسكندرية والنهر، فلأنتبه، إننى موشك على ولوج الدرب الأحمر،
إنه طريق المواكب والاحتفالات وكذلك الثورات، كان موكب السلطان فى العصر المملوكى أو الوالى العثمانى ينزل من القلعة فيسلك هذا الطريق المؤدى إلى ما يعرف الآن بسوق السلاح، الذى يليه درب التبانة «من التبن وهو علف الخيول»، ويفضى هذا إلى باب زويلة أو بوابة المتولى، البوابة الجنوبية للقاهرة التى لاتزال على نفس الهيئة التى شيدها بها الوزير بدر الجمالى الأرمنى الأصل، تعلوها مئذنتا المؤيد شيخ، إضافة فى العصر المملوكى.
الطريق الآخر يمر من شارع الصليبة الذى يقع عند بدايته الآن واحد من أصعب السجون حالاً، سجن الخليفة المخصص لتوزيع المحكوم عليهم إلى السجون التى سيقضون فيها مدد الأحكام أى أنه مقر مؤقت، مكان للعبور، سجن نقالى مثل مقاهى الطرق ومطاعم النواصى، حيث علاقات عابرة جداً يتسم معظمها بالبدائية والعدوانية، عندما أبدأ تجوالى الصباحى أرى العائلات تقف منتظرة، متطلعة، قد يجرى لقاء سريع هنا، وقد يجرى توصيل مؤونة أو ملابس أو طعام.
ينحدر الشارع باتجاه ابن طولون، يمر أمام سبيل قايتباى وخانقاه ومسجد الأمير شيخون، وسبيل أم عباس، كانت المواكب تتجه إلى باب زويلة عبر شارع الصليبة، غير أننى أفضل الدخول إلى الدرب الأحمر من سوق السلاح، نلاحظ أن السوق مخصصة للسلاح أى ما يلزم السلطة الحاكمة، يليه درب التبانة حيث التبن الخاص بالخيول، والخيول كانت القوة الضاربة فى الجيش المملوكى، وتوازى المدرعات الآن، إنها الأسواق الضرورية للسلطة الحاكمة.
إلى يسارى نرى أطلال قصر قديم، لم تتبق منه إلا أطلال،
لكن يمكننا تمييز الرنك،
أى شعار الأمير صاحب القصر أعلى البوابة، الرنك دائرى الشكل، نرى سيفاً داخل الدائرة، إنه الأمير منجك السلحدار،
المسؤول عن التسليح وخزائن السلاح وهذا منصب جليل القدر، عظيم الشأن، لذلك شيد الأمير منجك قصره بحيث يمكنه رؤية القلعة مقر الحكم، وذروة الهرم السلطوى، التدرج المعمارى يوازى التدرج الوظيفى، كثيراً ما أتأمل بعض مقابر الدولة القديمة، مرقد الفرعون يليه مرقد الوزراء ثم كبار رجال الدولة، وأخيراً الخدم ومن يشكلون أسفل السلم الاجتماعى، نفس التقسيم الدنيوى فى المراقد الأخروية.
لكن.. آه لو يعلم بناة القصور نهاياتها، كلما مررت فى الحلمية أمام قصر أصبح مركزاً للشرطة، أو مدرسة، أو مقراً لحزب، أو مكتباً للصحة، أو خرابة، وما أكثر الخرابات فى القاهرة القديمة، وكلما مررت بأحد هذه القصور وما آلت إليه، أردد هذه العبارة
«آه لو يعلم بناة القصور نهاياتها».
غير أن ظهور مئذنة وقبة مدرسة الأمير ألجاى اليوسفى «بضم الألف» يستنفر انتباهى، فهذه عمارة جالبة للسكينة، وبمجرد ظهورها يبدأ ترتيل سورة الرحمن داخلى، فلم أعرف بناءً تتحقق فيه تلك القدرة على التوازن مثل مدرسة ألجاى اليوسفى
جريدة المصري اليوم

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
 
من تجليات جمال الغيطانى ـــــــــــ تجليات مصرية.. السعى إلى الطريق الأعظم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبو الحسن الشاذلى_حوليات_مقالات وصور_إقرأ بى دى إف مباشر
» فى رحاب الحسين _من مقال _جمال الغيطانى
» رغبة القلب هو التحقق بالحقيقة ـــــــــــ القاشاني
» الفتنة..رؤية مصرية
» كلمات مصرية _مديح للبلبيسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى :: حضرة المنتزهات والرياض  ::  جولة في فضــــاء النت-
انتقل الى: