الدُّره
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " الدرة : معرفة جوهر التأويل . وما كل من أوّل قد أوّل . إذ الاستنباط ذو فروع لا تنتهي ، والمهم الوقوع على الصحيح . وأصل الصحيح عندنا : الإلهام ، أو النفث الملقي في الروع كما قال ابن عربي . فعندما يكون العارف فانياً . ويصل درجة الوساطة ، أي : ينقل عن ربه نقلاً بلا تدخل منه ولا إعمال فكر ، يكون قد بلغ مرتبة التأويل الصحيحة ، إذ منبع التأويل واحد وهو الحق . والخفاء منه ، ولحكمة أخفى المعنى ، ولحكمة أظهره ، وظهوره في حدود ، لأنه لا يجوز الاطلاع على كل أسرار الغيب . والتنزيل بمقدار لئلا تكون فتنة في الأرض .
فالدرة : الفوز بالعلم الراسخ ، أي الذي يفسر المجمل والمفصل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وأسرار القدر والأسماء والصفات . وما ظفر بالدرة إلا آحاد أفراد ، ولا تجد خلافاً جوهرياً بينهم
خلق الدره وما تكون منها
يقول الشيخ أبو بكر الواسطي :
" خلق الله تعالى درة صافية ، فلاحظها بعين الجمال فذابت حياء منه ، فسالت ،فقال ( أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ) ، فصفاء القلوب من وصول ذلك الماء إليها ، وحياة الأسرار من نزول ذلك الماء "
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
موسوعة الكسنزان للسيد الشيخ محمد الكسنزان ( قدس الله سره )