منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الشعر الصوفي عند الشيخ عبد الكريم الجيلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

الشعر الصوفي عند الشيخ عبد الكريم الجيلي   Empty
مُساهمةموضوع: الشعر الصوفي عند الشيخ عبد الكريم الجيلي    الشعر الصوفي عند الشيخ عبد الكريم الجيلي   Emptyالإثنين يونيو 11, 2018 7:43 am

الشعر الصوفي عند الشيخ عبد الكريم الجيلي  

د. يوسف زيدان في كتاب عبد الكريم الجيلي فيلسوف الصوفية

الشيخ عبد الكريم الجيلي والشعر الصوفي  د. يوسف زيدان

فيا سعد إن رمت السعادة فاغتنم  ….   فقد جاء في نظم البديع بدائع 
مفاتيح أقفال الغيوب أتتك في   …..    خزائن أقوائي فهل أنت شايع
يحتل الشعر الصوفي مكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي ، وإن كان هذا اللون الشعري المميز لم يلق ما يستحقه من عناية .. 
فأهل اللغة لا معرفة لهم بطبيعة التجربة الصوفية والفكر الصوفي ، حيث يهتم بهذه الموضوعات غيرهم من الباحثين . 
ودارسو التصوف - على الجانب الآخر قلما نجد منهم من يهتم بهذا الجانب الشعري ، إنما يستغرق اهتمامه طبيعة التجربة الصوفية في تفردها وخصوصيتها.
 ويكتفون بتتبع الفكر الصوفي في مراحله المختلفة وعند أقطابه الكبار ، دون الالتفات - في احيان كثيرة - إلى أهمية " الشكل " الذي عبر به الصوفية عن أحوالهم ، وترجموا به تجربتهم الفريدة .
وكان إيجاد "الشكل التعبيري المناسب" إشكالية كبرى في تاريخ التصوف الإسلامي ، ذلك لأن اللغة التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية ، لم تكن تناسب التعبير عن تلك الأحوال التي يعانيها الصوفي في لحظاته الروحية التي يرتفع فيها من ربقة المحسوسات إلى عالم الإلهامات و الفيوضات النورانية والمشاهدات . 
ولهذا قابلت الصوفية الأوائل من شديدة بسبب محاولاتهم التعبير باللغة العادية ، فإذا أراد رجل من رجال التصوف الإسلامي المبكر - مثل أبي يزيد البسطامي المتوفى 261 هجرية – أن يعبر عن نشوته الغامرة لقربه من معدن الأنوار وينبوعها .
هزته نشوة القرب فقال لسان حاله : سبحان ما أعظم سلطانی ..! 
وعبارة ساذجة مثل هذه ، من شأنها أن تثير حفيظة الفقهاء والعامة نحو قائلها ، ومن الممكن عند ذلك اتهامه بالكفر وادعاء الألوهية . 
لكن البسطامي لم يكن يعني شيئا من ذلك ، وانما أراد الرجل أن يعبر عن حال قربه من الذات الإلهية ، فأنطقه الفرح بما لا يجب أن ينطق به المسلم !
وحتى بدايات القرن الرابع الهجري ، كانت إشكالية "التعبير المناسب" سببا في اضطهاد الصوفية والهجوم عليهم . 
إلى أن تأزم الموقف تماما عندما وقعت مأساة الحلاج ، فقد اتهم الحلاج بالقول بالحلول - أي حلول الله في الإنسان - حين لفظ ببعض الكلمات وهو في حال الوله الغالب المستولى على شعوره ، مثل قوله : 
 أنا من اهوى ومن أهوى أنا  ….    نحن روحان حللنا بدنا 
وهكذا، يطيش سهم الحلاج ، فيأتي بكلمة "الحلول" دون مورابة .. 
فتأخذ هذه الكلمة الطائشة بيده إلى نهايته ! 
وفي حالة أخرى يقول الحلاج وقد تملكه الوجد الشديد فلم يعد يميز الكلمات التي يوجهها إلى محبوبه ، الحق عز وجل : 
أنت بين الشغاف والقلب تجرى  ……  مثل جرى الدمع من أجفاني 
وتحل الضمير جوف فؤادي     …..    كحلول الأرواح في الأبدان 
ولهذه العبارات التي تفوه بها العاشق الموله في حال نشوته ، شهد عليه معاصروه بالكفر وأخرجوه من زمرة المسلمين.
رغم ما عرف منه من زهده الشديد والتزامه بالعبادات . 
فيحكى عنه أبو إسحاق النهرجوري المتوفی 303 هجرية ، أنه كان يجلس بالحرم الشريف في أيام الحج والعمرة ، فلا  يبرح محله إلا للطهارة والطواف حول الكعبة ، غير محترز في جلسته من شمس حارقة أو مطر منهمر . 
هذا إلى جانب الكثير من الروايات الواردة في زهد الحلاج وقنوته وذهابه إلى ثغور الدولة الإسلامية مرابطا مع المجاهدين في سبيل الله . 
لكن مأساة الحلاج كانت تكمن في أنه لم يستطع التعبير عن أحواله بشكل مناسب ، بل استغرق في حيرته من شدة أنوار القرب الإلهي .
فصاح "يا أهل الإسلام: اغيثوني !" 
ولم يعرف غير الله تعالى ، فتعجل الفرح به .. وغلب عليه الفرح ، فأسكرته نشوة التجلي فلم يحتمل قلبه ، فصرخ "اعلموا أن الله قد أباح لكم دمي فاقتلوني !!" .
وعندما أفاق من السكر .. كان السيف يجز عنقه .
وبعد مقتل الحلاج ببغداد ، سنة 309 هجرية ، كان على الصوفية المسلمين أن يراجعوا أنفسهم مرارا إذا ما أرادوا التصريح بما لديهم ، حي لا يلقوا المصير المفجع الذي لقيه شهید بغداد .. 
بعبارة أخرى ، كان على الصوفية الخروج من هذا المأزق ، بإيجاد ذلك الشكل التعبيري الملائم الذي يتيح لهم الكلام عن أحوالهم ، ويجنبهم في الوقت نفسه الإصطدام بالفقهاء والعامة .
وكانت لغة الرمز والاشارة - التي تحدثنا عنها عند الكلام عن أسلوب الجيلي في الفصل السابق - هي الطريق الذي سلكه الصوفية وخرجوا به من إشكالية إباحة دمائهم إن هم باحوا م?نون أحوالهم ومشاهدتهم الفائقة للعادة .
وانتهت لغة الرمز الصوفي في تاريخ التصوف الإسلامي الى ثلاثة اشكال رئيسية :
 أولها الكتابة "النثرية" بلغة موغلة في الاستغلاق والتعمية على نحو ما نجد في مؤلفاته عبد الكريم الجيلي وغيرها من المؤلفات التي وضعها الصوفية .
مثل ابن سبعين الأندلسي في كتابه "بد العارف " و السهروردي الاشراقي في " حكمة الإشراق " وغير ذلك من المؤلفات .
والشكل الثاني من أشكال التعبير الرمزي عند الصوفية ، هو الأقاصيص الرمزية وضرب الأمثال .. 
والمثال على ذلك نجده في قصة " حي بن يقظان ط التي كتبها ابن سينا ثم ابن طفيل ، ورسالتي ( أصوات أجنحة جبرائيل ) و( الغربية الغربية ) للسهروردي ، وقصة ( يوسف وزليخا ) لفريد الدين العطار .. 
وغير ذلك الكثير من القصص الرمزي الصوفي كسلامان وأبسال ورسالة
الطير .
وكان "الشعر الصوفي" هو ثالث هذه الأشكال .. 
فقد استطاع الشعراء من الصوفية أن يصوروا أدق المعاني الصوفية من خلال قصائدهم المطولة ، أبياتهم الشعرية القصيرة .. 
وبالفعل ، كان الشعر الصوفي الرمزي من أنسب الأشكال التعبيرية التي يمكن للصوفي أن يتحدث بها عن حاله . 
ذلك لأن الشعر في حد ذاته هو نتاج لحالة شعورية ينطلق فيها الشاعر بحسه الأدبي، ليصور لنا بعض الأشياء التي قد لا تستوقفنا في حياتنا اليومية.
 لكنه يقدم لنا "رؤية" خاصة لهذه الأشياء من خلال الأفق الرحب الفسيح الذي يحلق فيه الشاعر . 
ولهذا ، فالشعر على هذا النحو قريب الصلة بالتصوف ، فالصوفي هو الآخر يسعى من خلال خلواته ومجاهدته الروحية الى التحرر من عالم الحسي ليصل إلى عالم النور حيث يرى الأشياء بقلبه .. 
وهذه "رؤية" جديدة للأشياء . 
وهكذا ينطلق كل من الشعر والتصوف من نقطة واحدة تقريبا ، هي التخلص من تراكمات العادة وسيطرة المادة ، حتى ينتهي كل من الشعر والتصوف الى نقطة واحدة أيضا .. 
هي التي تسمى عند الصوفية بالكشف ، وعند الشعراء بالإلهام .
ونظرا لهذه الطبيعة المتقاربة بين التصوف والشعر ، ونظرا لإمكانية التعبير الرمزي عن المعاني الصوفية من خلال الأبيات الشعرية .
لجأ الجيلي وغيره من شعراء الصوفية إلى هذا اللون من الأدب للتعبير عن تجربتهم الروحية .
وأول ما يستوقفنا في شعر الجيلى ، قصيدته المطولة ، المسماة (النادرات العينية في البادرات الغيبية) .
وهي واحدة من أطول قصائد الشعر الصوفي في الإسلام ، إذ تتألف من 540 بيتا ، بل اننا لا نعرف قصيدة صوفية تتعداها في عدد أبياتها ، إلا قصيدة ابن الفارض التائية المسماة ( نظم السلوك ) والتي تتألف من 997 بيتا ... 
والنادرات قصيدة عينية من بحر "الطويل" يقول مطلعها : 
فؤاد به شمس المحبة طالع   ….    وليس لنجم العذل فيه مواقع 
صحا الناس من شكر الغرام وما صحا …. وأفرق ?ل وهو في الحان جامع 
ومن حيث المكانة الصوفية لقصيدة النادرات ، فهي واحدة من أهم النصوص الشعرية التي عبرت عن فكر
الصوفية في تاريخ التصوف الممتد حتى يومنا هذا، ولذلك فقد عنى بها الصوفية عناية كبيرة واتخذت في نفوسهم مكانة خاصة .. 
فها هو واحد من كبار الصوفية المتأخرين ؛ الشيخ عبد الغني النابلسي " المتوفى 1050 هجرية " يقول في مقدمة شرحه للقصيدة إنها « الدرة المكنونة والجوهرة المصونة ». 
ويقول صاحب "منظوم قلايد الدر النفيس" انها قصيدة :
 «لم يؤت بمثلها في الدهور والأعصار ، ولم يسلك أحد مسلكها .. 
ولا يمكن وصفها بلسان العبارة ، ولا يقدر على نعتها ببيان الاشارة لما احتوت عليه من صنائع الطائف ?لمات ذوقية وبدايع غریب ترشحات شعرية"
 وفي وصف القصيدة يقول :
منظومة كالدر في شأنها    …..   وقد حوت سرا بإعلانها 
كأنها غانية  قد بدت      …..      تجلى على الأعيان في حانها 
تضني فؤاد الصب من لحظها  …..   وتشيب العقل بأجفانها 
(أبو الفتح السموجی : منظوم قلائد الدر ( مخطوط ) ورقة 3، 4.)
ويضع السموجی تخميس.
( التخميس هو أحد فنون الشعر الملحقة بالبحور الستة عشر ، وهو أن يقدم الشاعر على ( البيت الواحد ) من شعر غيره ، ثلاثة أشطر على قافية الشطر الأول من هذا البيت ، فيصير المجموع خمسة أشطر .. ولذلك سمي تخميسا. 
وقد يقدم الشاعر شطرا واحدا على البيت فيصير ثلاثة أشطر ، وهنا يسمى تثليثا.). 
لجميع أبيات قصيدة النادرات ، إجابة لطلب إخوانه من الصوفية الذين ألحوا عليه في تخميسها ، فوضع للقصيدة هذا التخميس الذي يقول في البيتين الأول والثاني منها :
بافق سماء الذات تجلى المطالع  ….  ويبدو لنا منها بدور طوالع
وفيها لقلب القلب يا من يطالع   ….  فؤاد به شمس المحبة طالع
وليس لنجم العذل فيه مواقع  …..     سقى خمرة التوحيد لما لها نحا
فغاب بها عن حضرة الغير واللحا   …..   توالت عليه الراح بالروح فائمحا
صحا الناس من سكر الغرام وما صحا …..  وأفرق كل وهو في الحان جامع 
ولا يزال الصوفية يرددون أبياتا من "النادرات" ويتغنى بها المنشدون في حلقات الذكر الصوفي حتى اليوم في نواحي مصر ..
وإلى جانب هذه المكانة الصوفية للقصيدة وبقائها في وجدان أهل التصوف حتى يومنا هذا، فإن للنادرات مكانة أدبية رفيعة .
فالجيلي يتميز بحس شعري مرهف ، ولا يلجأ في شعره ، من الناحية البلاغية ، إلى الصور المفتعلة والتعقيدات ، وانما تنساب الفاظه في سهولة ويسر . 
ويميل في أغلب صوره إلى "التشبيه والاستعارة" وهما من أبسط صور البلاغة وأكثرها طبيعية . 
وإن كانت هذه القصيدة إلى وقت قريب في نسخ خطية ، فإن ظهورها إلى النور بعد تحقيقها سيكون فرصة لأن يرى دارسو الأدب العربي : قطعة أدبية فريدة (1).
أما الموضوعات الصوفية والفلسفية في القصيدة فهی عديدة ومتنوعة.
وقد بدأ الجيلى قصيدته بالحديث عن الحب في مفهومه الصوف ، إذ أن « الحب » عند الصوفية هو آخر طور من أطوار العلم بمعناه الظاهر ، وأول طور من أطوار المعرفة اللدنية .. وانظر إليه حين يقول : 
صليت بنار أضرمتها ثلاثة    …..    غرام وشوق والديار الشواسع 
يخيل لى أن العذيب وماؤه   …..     منام ومن فرط المحال الأجارع 
فلا نار إلا ما فؤادي محله   …..    ولا السحب إلا ما الجفون تدافع
 ولا وجد إلا ما أقاسيه في الهوى …..  ولا الموت إلا ما إليه أسارع 
فلو قيس ما قاسيته   بجهنم     ……  من الوجد كانت بعض ما أنا قارع
(النادرات العينية الأبيات 16 - 20  ).
ومن خلال النادرات أيضا ، قدم الجيلى ( ترجمة ذاتية ) مفصلة لحياته ، منذ مولده في أول المحرم سنة 767 هجرية ، وكيف كانت نفسه تصبو من حداثتها إلى سلوك طريق الحق ، غير ملتفتة إلى ما سوى ذلك :
وقد كنت جماحا إلى كل هيئة  ….   فخضت بحار؛ دونهن فجائع 
وكل الأماني نلتها وهي وإن علت  ….   بها بعد نيل القصد ما أنا قانع 
إلى أن أتتني من قديم عناية   ….   أياد لها - مذ كنت - عندی صنایع 
وهب نسيم الجود من أيمن الحما  ….  وهب سحاب بالتعطف هامع 
(النادرات العينية الأبيات 339  - 342) 
وفي ثنايا ترجمة الجيلى ( الذاتية / الشعرية ) والتي تعد مثلا فريدا في تاريخ الأدب - الصوفي .
يفيض الجيلى في تصويره هبوط الروح من عند بارئها إلى العالم الارضي ، وحلولها في الأبدان .
وعن الجسم وتكونه في الأرحام حتى يودع التراب بعد الموت .. 
كذلك يتحدث الجيلى باستفاضة عن تجربته الروحية وأحواله التي مر بها في طريق الحقيقة .
وإذا كانت النادرات في النهاية هي قصيدة رمزية ، إلا أن الجيلي عبر خلالها عن جوانب فلسفته الصوفية ، فعرضت ابيات قصيدته لأدق نظريات التصوف الفلسفي عنده كنظرية الإنسان الكامل والوحدة وباطن العبادة إلى آخر الموضوعات التي نتناولها في القسم الثاني من الكتاب .
وإذا كنا لا نستطيع هنا أن نقدم النص الكامل لقصيدة النادرات ، وذلك لبلوغ عدد أبياتها حدا كبيرا .. 
فاننا يمكن أن نلفت النظر إلى تلك المقطوعات الشعرية والقصائد القصار التي وضعها الجيلى في كتبه التي يوجد منها قدر غير قليل .
حتى يمكن التعرف على المزيد من الجانب الشعري عند فيلسوف الصوفية .. 
ويمكن أن نقدم احدى هذه القصائد قبل الدخول في تفاصيل فلسفته الصوفية ، وهي قصيدته المسماة بالدرة الوحيدة ، مع وضع بعض الهوامش والتعليقات حتى يمكن فهم مراميه . 
تقول القصيدة : 
قلب أطاع الوجد فيه جنانه   ….  وعصي العواذل به ولسانه 
عقد العقيق من العيون لأنه …..   فقد العقيق ومن همو أعيانه
ألفت السهاد وماسها فكأنما    ….    نظم السهى في هدبه إنسانه 
( السهى : نجم بعيد ، كان على العرب يمتحنون به قوة البصر .
هدبه إنسانه : يقصد : إنسان العين . . )
يبكي على بعد الديار بمدمع  ….    سل عنه سلعا كم روت غدرانه 
فحنينه رعد ونار زفيره   …..    برق ومزن المنحنى أجفانه 
(مزن : السحاب ، وانظر قوله تعالى : أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون.)
فكأن بحر الدمع يقذف دره  …..   حتى نفذن وقد بدأ مرجانه 
ولئن تداعى فوق أي طائر  ….   داعی الحمام فإنه خفقانه 
ویزیده شجوا حنين مطية  …..     رفلت بها نحو الحمی ركبانه 
يا سائق العيس المضمم في الثرى …. قف للذى تحدوكم أشجانه
(العيس : الإبل ، ويقصد الجيلي بسائق العيس : المرشد الروحي في عالم النور)
بلغ حديثا قد روته مدامعی    ….  إذا عنعنته مسلسلا فياضا
(الحديث المعنعن هو الذي يروي بإسناده عن فلان عن فلان عن ... وهكذا.)
أسند لهم ضعفي وما قد صح من …. متواتر الخبر الذي جريانه 
يرويه عن عبراته عن مقلتي ….    عن أضلعي عما روت نيرانه 
عن مهجتي عن شجوها عن خاطری …. عن عشقه عما حواه جنانه
عن ذلك العهد القديم  عن الهوى   ….     عمن همو روحی وهم سكانه
(يقصد الوقت الذي كانت فيه الأرواح نبل خلق الأجساد ، والمذكور في أية العهد ، إذ أخذ ربك ..)الخطاب لسائق العيس أو المرشد الروحي
واسأل سلمت أحبتي بتلطف ال    …..   مسكين عند معظم سلطانه
واستنجد العرب الكرام تعطفا     …..   لمضيع في هجرهم أزمانه
لا يوحشنك عزهم وعلوهم   …..   تلك الديار لوفدها أوطانه 
كلا ولا تنس الحديث فحبهم  …..   قصص الصبابة - لم تزل-قرانه 
ما آیسوا المقطوع من إيصالهم ….  بل آنسوه بأنهم خلانه
( الأنس عند الصوفية : حال يصل إليه المريد ، عندما تلقى في قلبه الطمانينة ويتان هذا الحال من دوام الذكر والمجاهدة حتى يشعر بنوع من الانشراح في قلبه . )
قد كنت أعهد منهم حفظ الوداد  …..   فليت شعري هل هم إخوانه 
ولقد أنزه عن خيانة عهدنا   …..    شأن الحبيب وإن يكن هو شأنه 
حيا الإله أحبتي وسقاهمو    …..   غيث يجود بوبله سكبانه 
يحيا به الربع الخصيب ولم يزل ….  حيا يمیس برقه أغصانه
( الربع : المنزل ودار الاقامة ،ويقال أيضا لطرف الجبل "لسان العرب 1110/ 1").
عجبـا لـذاك الحـيّ كيـف يهمّـه    قحـط السنيـن وأحمـد نيسانـه!!
(احمد : الرسول صلى الله عليه وسلم . والأبيات التالية بين فيها الجيلي قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه ، بعين المحب الصوفي .)
أو كيـف يظمأ وفده ولديـهـوم ….  بحـر يـمـوج بــدرّه شطـآنـه
شمس على قطـب الكمـال مضيئـة ….  بـدر علـى فلك العلا سيرانـه
أوج التعاظـم مركـز العـزّ الـذي    ….   لرحى العـلا مـن حولـه دورانـه
ملك وفوق الحضرة العليـا علـى ال ….    عـرش المكيـن مثبّـت إمكـانـه
ليـس الوجـود بأسره إن حققوا   …..    إلا حُبـابـا طفـحـتـه دِنـانــه
الكـلّ فيـه ومنـه كـان و عـنـده   …..  تفنى الدهور ولـم تـزل أزمانـه
فالخلق تحت سمـا عـلاه كخـردل  ….  والأمر يبرمه هـنـاك لسـانـه
( الإشارة ما الى شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقبول دعائه عند ربه عز وجل وهو ما يعرف عند الصوفية مقام : ?ن فيكون . )
و الكون أجمعه لـديـه كخاتـم     …..    فـي إصبـع منـه أجـل أكـوانـه
والملـك والملكـوت فـي تـيـاره  ……     كالقطر بل مـن فـوق ذاك مكانـه
وتطيعه الأملاك مـن فـوق السمـا  ….    و اللـوح ينفذ مـا قضـاه بنانـه
فلكـم دعـا بالنخلة الصمـا فجـاءت   ….       مثلمـا جـاءت لـه غـزلانـه
ناهيك شـقّ البـدر منه بإصبع      …..   و البـدر أعلـى أن يـزل  قـرانـه
شهدت بمكنته الكيـان وخيـر    ……  بـينه  يكـون الشاهـديـن كيـانـه
 هو نقطة التحقيـق وهـو محيطه  ….     هو مركـز التشريـع وهـو مكانـه
(التحقيق عند الصوفية : هو مقابل و التشريع ،، حيث يكون التشريع ظاهرا والتحقيق باطنا ، وهو مأخوذ من "الحقيقة ".)
(التشريع : هو القيام بحقوق الله من فروض ، ويكمله التحقيق الذي هو تذوق المعنى الباطن في الفروض ، ومن هنا جاء أن التصوف : تشريع وتحقيق .)
هو در بحر ألوهة وخضمها    ….    هو سيف أرض عبودة ومعانه
هو هاؤه هو واوه هو باؤه     …..  هو سينه والعين بل إنسائه 
هو قافه هو نونه هو طاؤه ….     و هو نوره هو نارة هو رانه
( يشير الجيلى هنا إلى الحروف الواردة في أوائل السور ، والتي يعتبرها الصوفية سرا من أسراره تعالى .) 
عقد اللواء بمحمد و ثنائه    ……    فالدهر دهره والأوان أوانه 
وله الوساطة وهو عين وسيلة  …..    هي للفتي يجلى بها رحمانه 
(الوساطة : هنا تشير الى الرسالة التي بلغها الله تعالى للعالمين من خلال رسوله عليه السلام .)
وله المقام وذلك المحمود ما   …..    لم يدر من شأنه تعالى شأنه 
می?ال طينة موجة من بحره  ….  وكذلك روح أمينه  وأمانه
(ميكال : يقصد الملاك می?ائیل علیه السلام . .. روح أمينه: يعني جبريل عليه السلام ، الملقب بالروح الامین .)
وبقية الأملاك من مائية       …     و كالثلج يعقده الصبا وحرانه 
( الصبا :ريح باردة تهب من مطلع الشمس وفي اصطلاح الصوفية تشير الى الواردات الالهية ..وان كان الجيلى لم يستخدمها بهذا المعنى الصوفي في الأبيات!).
والعرش والكرسي ثم المنتهى  ….   مجلاه ثم محله ومكانه
وطوى السماوات العلى بعروجه  ….   طيّ السجل كمدلج ركبانه
أنبا عن الماضي وعن مستقبل     …..  كشف القناع وآم أضا برهانه
وأتت يداه بمال قيصره    ……    ففرقها وكسرى ساقط إيوانه
ولكم له خلق يضيء بنوره    …….   يهدي بذكراه الهدى جيرانه
وهكذا يستمر الجيلي في بيان حقيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كرمز لمطلق الانسان الكامل .. 
الذي اصطفاه الله لأعلى المقامات ، وصحت عنه القدوة لمن جاء بعده ."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشعر الصوفي عند الشيخ عبد الكريم الجيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة :: الإمام عبد الكريم الجيلي -
انتقل الى: