منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 11:56 am

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين 

الشيخ الأكبر والنور الابهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الاندلسي

شرح "11" تجلي المجادلة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 11 على مدونة عبدالله المسافر بالله

11 - تجلي المجادلة :-

إذا كان لك تجلي من اسم ما وقع الكشف وما حصل القدم في بساط ذلك التجلي ثم قيل لك ارجع فلا ترجع . 
وقل إن كان رجوعي إليه فليس يخلو عنه مقام فلماذا يقال لي ارجع عن هذه الحضرة أيضاً طريق فدعني أمشي عليها وإن كنت أرع إلى غيره فأنا لم أحكم هذا الموقف ولا عرفت هذا التجلي من حكم الذات فأدخلني في بساطه حتى أرى ما لديه وحينئذٍ تنتقل وتحفظ من الرجوع فإن قيل لك إنما تجني في هذه التجليات ثمرات أعمالك ومنت في عمل يقتضي هذا فقل صحيح ذلك فأين العفو والغفار والرحيم والمِحسان وأين القائل أنا عند ظن عبدي بي وما ظننت إلا خيراً فإنه ينتفع بهذا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:

"قال إمامنا رضي الله عنه، في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
هو تجل يحاور العبد فيه ربه عند أمره له ونهيه، وذلك أن الأوامر الإلهية لها طريقان : طريق حكمه حكم النص ، و طریقه الامتثال الجازم؛ و طریق ح?مه حكم التشابه، ویسمی خطاب الابتلاء، یبتلی الله تعالى به عبده ليرى من العبد ثباته من تزلزله ويقينه من شكه ، فيزداد شكرا لله تعالى. فمن جعل الأمر على قاعدة واحدة فقد غلط ، وفاته معرفة الأمر على ما هو عليه . 
فخطاب النصوص موطنها المعاني المجردة؛ وخطاب الابتلاء موطنها المواد، إذ المواد تحتاج إلى حاكم آخر وراءها يميزها، لكونها مركبة ، والمركبات عالم الاشتراك ، تقبل الشيء وضده . 
والمطلوب من الشخص تعيين المعنى المقصود من غير المقصود . وهذا صعب جدا يحتاج إلى قوة أخرى . 
فمن شأن العبد إذا أقيم في هذا التجلي ، ثم أمر بالرجوع قبل التحقق بروح هذا المقام، لكونه ما أتقن العمل الذي يقتضي له النفوذ، إذ لا يرجع إلا لعلة طرأت في عمله اقتضت الرجوع ، هذا لا بد منه لكون المنع ممنوعا في حق الحق ، أن يثبت عند أمره بالرد.
 ويقول : إن كان رجوعي إلى الحق فهو معي في كل حضرة ومرتبة ، فلماذا أرجع وهو معي في هذه الحضرة ؟ 
ولم أحكم على هذا الموقف ولا عرفت هذا التجلي من حكم الذات ، فأدخلني في بساطه لأعرف حكمه وحينئذ انتقل.
 فإن قيل : إنما هذه ثمرات أعمالك. 
فقل: وأين الاسم العفو والغفار والمحسان ؟ 
فإنه وإن كان طريق هذا المقام من الترتيب الكوني العملي فإن طريقه الأكبر والأظهر فضل الله تعالى ومنته. 
فأنا أطلبه بلسان الافتقار لا بعملي فإذا وفق السالك لهذا فقد يؤخذ بيده . والله ولي التوفيق»..
 

11 – شرح تجلي المجادلة لابن سودكين

179 - (إذا كان لك تجلي من اسم ما) من الأسماء الإلهية (ووقع الكشف) على
مقتضی حیطته، (و ما حصل القدم) الثابت، القاضی بالتم?ن والتصرف (فی بساط ذلك التجلي) حتى يستوفي خواصه وأسراره وأحكامه استيعابا تاما .
 (ثم قيل لك) قبل تثبتك فيه واستيعابك ما لديه، (ارجع) من بساطه، الذي أنت فيه على حال تستوفي مالك منه، وتوفي ما له منك ؛ (فلا ترجع) أي ثبت حضورك وشهودك عليه.
 ولا تعط قياد قلبك الذي هو محل المشاهدة للإذعان، ولا تدعه ينقلب عنه إلى غيره من التجليات الطارئة عليه، ولو كانت أشرف.
محتدا وأوسع حيطة وأجدى نتيجة (وقل) بلسان حالك واستعدادك ومرتبتك ومقالك ، جمعا أو فرادى ، (إن كان رجوعي) من هذا التجلي وعطياته ، (إليه) أي إلى المتجلي ، الذي هوينبوع الكمالات والتجليات ، (فليس يخلو عنه مقام) ولا حال ولا تجل ، ( فلماذا يقال لي ارجع ؟)
وفي الحقيقة ، (هذه الحضرة) التي أنت فيها (أيضا طريق إليه) وأنا فيها على الطريق المنتهي إلى غاية إليها المنتهى ؛ (فدعني أمشي عليها ) فإنها توصلني إلى ما إليه المنتهی حقا؛ (وإن كنت أرجع إلى غيره) من التجليات المنتهية بي إليه ، (فأنا) بحكم التثبت القاضي بحصول الملكة والاقتدار، (لم أحكم هذا الموقف) الذي من شأنه أن يعطي الوقوف فيه على مطلع إحاطته والإشراف على أطرافه والعثور على تفصيل أحكامه وأسراره؛ (ولا عرفت) أيضا ، (هذا التجلي من) حيثية (حكم الذات) الذي هو فيه حينئذ غاية مطلبي .
 (فأدخلني) بالعناية الممنون بها علي (في بساطة) القاضي بشهود المتجلي فيه من غير واسطة ، (حتى أرى) وأحقق علما شهودیا وكشفا إتقانيا، لا يحتمل الريب ، (ما لديه) الضمير للتجلي ، مما يخص بإحاطته حقا وحقائق جمعا وفرادى .
(وحينئذ تنتقل) أي تقيم قلبك في محل انقلابه إلى غيره من التجليات (وتحفظ من الرجوع) قبل نفوذك في المقام.


180 - (فإن قيل لك) ببعض السنة الفهوانية :
 ارجع، فإنك (إنما تجني في هذه التجليات نمرات أعمالك) القاضية بقصور استعدادك عن الاستيعاب والملكة ، (و كنت) قبل دخولك في هذا المقام، (في عمل) مشوب بما يخل به من الأوضار الإمكانية ، وهو الآن (يقتضي هذا) الرجوع وعدم نفوذك في المقام ؛ (فقل:صحيح ذلك) ولولا أن رأيت برهان ربي في كل آن لاستمر علي  سوء الحال ؛ وكنت ذاهلا عن استدعاء ما يكشفه عني من الآيات الهادية الإلهية . 
(ولكن أين العفو والغفار والرحيم والمحسان؟) وتجلياتها القاضية بإصلاح ما فسد ومحو ما نقص بطرق ما نشأ من الخلطات الخلقية الإمكانية علي ؟ 

وأين قيامها بوقاية الوجود الظاهر في المظاهر عنها ؟
 (وأين القايل) أيضا (أنا عند ظن عبدي بي ؟ وما ظننت إلا خيرا. فإنك تنتفع بهذا) الجدال ؛ فإن القلب إذا انحصر على شيء ولزمه ظفر بغايته القاضية بانتقاله إلى شيء أعلى منه. فافهم المقصود ولا تكن من ذوي الجحود.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:00 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "12" تجلي الفطرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 11:57 am

شرح "12" تجلي الفطرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 12 على مدونة عبدالله المسافر بالله

12 - تجلي الفطرة :-

اعلم أن الإنسان ملك الهداية في أول نشأته وهي الفطرة التي فطره الله عليها وفطر الناس عليها .
وهو ميثاق الذر .
وهذه الهداية ليس للإنسان من جهة ما يقتضيه طبعه وجه يقضي له التعشق بها فهو منافرٌ لها طبعاً والغواية لم يملك إياها وملكها الشيطان وهي تلائم الطبع الإنساني وتوافق مزاجه وله بها تعشق نفساني .
وسبب ذلك أن الإنسان لمّا كان ربانياً في أصله لم يحمل التحجير عليه والهداية والتحجير والغواية رفع التحجير وإظهار ربوبية الإنسان فلذلك لم يعصمه الله مع قناع السعادة التي هي ملكه بالشقاء لملائمته لطبعه في الوقت بدار الدنيا فإن السعادة تلائم طبعه أيضاً لكن في المستأنف فيعجل .
ولذلك قال تعالى : " مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ " [الإسراء : 18] .
فهذا التجلي إذا حصل فتحقق في الثبات فيه فإنه يثبتك على الفطرة والسعادة .

12 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:





قال الإمام الراسخ رضي الله عنه، في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
اعلم أن الإنسان ملك الهداية في أول نشأته فهي فطرة له ، وهو ميثاق الذر. 
وهذه الهداية ليس للإنسان بما يقتضيه طبعه وجه يقتضي التعشق بها ، فهو منافر لها طبعا والغواية ملكها الشيطان فهي تلائم الطبع الإنساني وله بها تعشق نفساني وسبب ذلك أنه لما كان الإنسان ربانيا في أصله لم يحمل التحجير عليه . 
والهداية تحجير والغواية رفع التحجير ولما كان الإنسان نسخة جامعة لكل شيء لم يقبل التحجير بحقيقته. 
فلما حجر عليه وجد المشقة والكلفة فيسمى هذا التحجير تكليفا فمن الناس من وقف وتعشق مما كلف به واجتمع عليه فانصرف نظره عما تقتضيه ذاته من عدم التحجير لغلبة قرب الحق ومحبته له ، فيرتفع عن مثل هذا مشقة التكليف لصرف نظره عن مطالبة الطبع . 

ومن الناس من غلب عليه طبعه ومزاجه فوقف مع إطلاق نشأته وعدم التحجير عليها بحكم الأصالة والنشأة فأجاب طبعه ولم يجب التكليف فوقف مع هواه . 
ولما كانت الغواية بيد الشيطان لم يرض الحق أن يكون في مقابلته ، فجعل سبحانه الملك للهداية في مقابلة الغواية التي هي بيد الشيطان.
 فكانت الهداية بيد الملك والغواية بيد الشيطان .
وتفرد الحق سبحانه وتعالى بالعلم المجرد يلقيه على المحل بلا واسطة . 
والله يقول الحق» .


12 – شرح تجلي الفطرة لابن سودكين






181 - اعلم أن للماهية الإنسانية ، في شيئية ثبوتها التي لا تقبل الجعل بالنظر إليها ، من حيث هي مطلقة لا بشرط شيء فطرة .
وهي عبارة عن بدء خلوص متهيئ للتغير بالمزيد والنقص. وحكمها من حيث كونها ماهية إنسانية جامعة ، بالنسبة إلى المزيد والنقص ، بل بالنسبة إلى كل حكم واعتبار، على السواء ، فلا تقبل التقيد بحكم دون حكم من هذه الحيثية.
وللماهية الإنسانية بالنظر إليها من حيث انتقالها من شيئية ثبوتها إلى شيئية الوجود بمرجح لفطراتها، اعتبارات : منها اعتبارها عند اقتران الماهية بالوجود ، ومنها اعتبار قبولها، بعد الاقتران، تربية الأبوين . ومنها اعتبارها من حيثية وجهها الخاص بها وما يثمر لها، ومنها اعتبارها في تأثرها من الأسباب الخارجية.
182- فهي بالاعتبار الأول : بدء خلوص مختص بالوجود الذي هو ينبوع المزيد والخير كله، بمرجح وهي المشار إليه بقوله صلى الله عليه : «كل مولود يولد على الفطرة» أي على الفطرة المختصة بالخير.
ومن هذا الوجه ملك الإنسان الهداية ، وفيه ميثاق الذر.
وبالاعتبار الثاني : بدء خلوص متهيئ للتغير بقبول تربية الأبوين واكتساب الأوصاف والأخلاق والعقائد منهما، من حيث كون الولد سر أبيه .
ولهذا قال صلى الله عليه : «فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه» (صحيح البخاري و مسند أحمد)
و بالاعتبار الثالث : فهي بدء خلوص متهيئ للتغير بما يثمر لها الوجه الخاص بها من الأوصاف والأخلاق والعقائد الظاهرة في الولد المفقودة في أبويه على مقتضى : يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي كظهور الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر.
فهذا هو حكم الوجه الخاص الذي يعرفه المحققون من أهل الكشف والشهود، فإن للقلب في عندية مقلبه وجها خاصة يأخذ منه ، إما من حيثية الاسم الهادي» أو من حيثية الاسم «المضل»، أو تارة وتارة.
وبالاعتبار الرابع : بدء خلوص متهيئ للتغير إما بالمزيد أو بالنقص، ولكن باقتضاء الروحانيات الباقية المثمرة للحوادث الفانية بتوسط الحركات الفلكية والأوضاع الكوكبية المتجددة الزائلة .


183- ولما كانت فطرة الإنسان ، حالة انتقاله من شيئية ثبوته إلى شيئية الوجود مخصصة بالوجود الذي من سوانحه الهداية .
قال قدس سره : ( اعلم أن الإنسان ملك الهداية في أول نشأته) المعبر عنها بحالة اقتران ماهيته بالوجود بمرجح ؛ فالهداية فطرة له .
(وهي الفطرة التي فطره الله عليها وفطر الناس عليها) إذ الهداية من سوانح الوجود الفائض على قابلياتهم ، إذا لم يزاحمها حكم غلبة الإمكانية .
كما أن الضلالة من غلبة حكم الإمكانية ، إذا لم ترفعها غلبة حكم الوجود والوجوب. (وهو) أي اختصاص الإنسان في أول نشأته الوجودية ، بملك الهداية موقع (ميثاق الذر) وهو مبدأ الصورة الجامعة الوجودية للإنسان. غير أنه تعالی نظرة إلى مال أمر الذر جعل البعض في القبضة اليمني والبعض في القبضة اليسرى.
ثم قال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي .( وهذه الهداية ) مع كونها اختصاصا إلهية و سانحة وجودية (ليس للإنسان من جهة ما يقتضيه طبعه) القاضي بإطلاقه و سراحه، (وجه يقتضي له التعشق بها) أي بجهة ما يقتضيه طبعه ، (فهو) أي الوجه الذي ليس يقتضي التعشق بها، (منافر لها طبعا) أي لجهة ما يقتضيه طبعه .


184- (والغواية لم يملك) الإنسان (إياها وملكها الشيطان) ولذلك قال عن ملكيته واقتداره : "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)". سورة ص. (وهي تلائم طبع الإنسان وتوافق مزاجه) لما فيها مما يتلذذ به ، (وله بها تعشق نفساني) لا محيد له عن ذلك إلا بحكم قاسر وسلطان مبين .
(وسبب ذلك أن الإنسان لما كان ربانية في أصله) حيث تحقق بمظهرية عموم الإلهية والإمكانية ، جامعا لما بطن وظهر من الحيثيين، متساوي النسبة إلى كل شيء في سوائيته، لا ميل له من هذه الحيثية إلى جهة تقيده و تحصره، (لم يحمل التحجير عليه ، والهداية تحجير، والغواية رفع التحجير) فإنها تقتضي الاسترسال والسراح طبعة ، (وإظهار ربوبية الإنسان) فإن الرب لا تحجير عليه، لا يسأل عما يفعل فشأنه أن يتصرف فيماشاء ، كيفما شاء، مهما شاء ، كما شاء. والإنسان إذا قام لرفع التحجير عن نفسه وإظهار إطلاق تصرفه، على مقتضى ما فيه من الربوبية ، استهلكت عبوديته في تعليته الطبيعية الحاكمة عليه.


185- (فلذلك من لم يعصمه الله تعالى) بالتزامه مشقة التحجير عليه واحتماله لوازم العبودية ، (باع السعادة التي هي مل?ه) نظرة إلى فطرته في أول نشأته ، (بالشقاء لملاءمته لطبعه في الوقت الحاضر (بدار الدنيا) فإنه في الآجل غير ملائم؛ والسعادة بضده . (فإن السعادة) المكنى بها عن الهداية والتحجير، (تلائم طبعه أيضا، ولكن في المستأنف) أي في النشأة الآجلة ، (فتعجل) عطف على قوله «باع» أي فتعجل في نيل ما يلائم طبعه ، وإن أورث له الشقاوة الأبدية .
(ولذلك قال تعالى: " من كان يريد العاجلة") "عجلنا له فيها مانشاء لمن نريد(18)". سورة الإسراء.


186- (فهذا التجلي إذا حصل لك، فتحقق بالثبات فيه) إلى أن يعطيك حقوق مراسم مقامه ، (فإنه) إذ ذاك (يثبتك على الفطرة) التي كانت الهداية لازمها ، (والسعادة) التي كانت الفطرة في أول النشأة مالكها.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:00 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "13" تجلي السريان الوجودي .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 11:59 am

شرح "13" تجلي السريان الوجودي .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 13 على مدونة عبدالله المسافر بالله

13. شرح تجلي السريان الوجودي :-

سر الأمر سرى سريان النور في الهواء فظهرت العلل والسباب والأحكام الفاعلة وغاب كل موجود عن حقيقته وانفعاليته ومعلوليته وقال أنا وزهى واستكبرت الموجودات بعضها على بعض وغاب المستكبر عليه عبى مشاهدة المتكبر عليه بتكبره على سبهه ومعلوله فظهر الكبرياء في العالم ولم يظهر تعظيمه وكان الظهور على الحقيقة لمن له الكبرياء الحق ذلك هو الله العزيز العليم .



13 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 

«قال سيدنا وشيخنا في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
 لما سرت الوحدانية في الوجود تكبرت الموجودات بعضها على بعض لغيبتها عن رؤية أنفسها فالعارفون زادهم ذلك معرفة لتحققهم بمعرفة صاحب الكبرياء التي يستحقها لذاته.
وإن ثبت آثارها في كونهم فإنما هو تأثير تحصل به الدلالة للعارف. 
وأما المحجوبون فإنهم ادعوا ذلك وغابوا عن شهود الحقيقة التي أعطت ذلك ، فخسروا وعوقبوا بإذلالهم وتصاغرهم لكون أعمالهم ردت عليهم . 
والله يقول الحق".

13 - شرح  تجلي السريان الوجودي

187- (سري الأمر) أي التجلي الوجودي الوحداني .
وهو في الأصل ، بحكم امتداده وانبساطه ، مكنی بالنفس الرحماني الظاهر بظهوره الشؤون الإلهية .
وسریانه (في الموجودات) الإمكانية المتهيئة للقبول (سريان النور في الهواء) فإن النور بسريانه يعم الأجزاء الهوائية ويحيط بها ويظهرها بظهوره فيها؛ فالنور مدرك فيها بالإدراك الأول.
ولما كان التجلي الوجودي من معدن الوجوب ،  الذي له القوة والقدرة والحكم والسلطان والفعل والتصرف ، سری في الموجودات الامكانية ومراتبها بما يقتضيه وجوب وجوده من الاقتدار :
( فظهرت ) بسريانه الوجودي فيها . ( العلل والأسباب ) المؤثرة ( والأحكام الفاعلة ) فاستترت أوصافها الامكانية وجهة انفعالاتها في انصباغها بصبغ التجلي ، ( وغاب كل موجود ) حالتئذ ، ( عن حقيقته ) التي هي معلومیته ، المتميزة بتعينها عن غيرها . في عرصة العلم الإلي.  "=الإلهي"
الأزلي ؛ (و انفعاليته) ، التي هي تهیؤ  قابليته لقبول الآثار الوجودية ؛ (و معلولینه) التي هي جهة افتقاره الذاتي إلى ما به ظهرت العلل والأسباب فيه .
فحيث ظهرت في الموجود ، بسريان التجلي الوجودي ، الأحكام الوجوبية ، وخفيت ، في استجلائه ، اوصافه الامكانية ، - تعاظم وشطح ( وقال ) بلسان حاله في التجلي الظاهر فيه : (أنا ! وزهی) كقول القمر ، زهوا، عند ابتداره وامتلائه, نورا من الشمس : أنا الشمس !
مع كونه ، عند امتلائه من نورها ، خالية منها ؛ ليس فيه من ذاتها شي .


188 -  ( واستكبرت الموجودات ) عند اختفاء انفعالاتها ومعلولیتها وظهورها بصبغة التجلي الوجودي الوحداني ، .( بعضها على بعض) بدل البعض عن الكل ( وغاب المستكبر عليه ) اسم مفعول ، وهو الحق الغائب ، ( عن مشاهدة المتكبر عليه ) من الموجودات ؛ وقد اضيفت المصدر إلى الفاعل : ( بتكبره ) اي بتكبر المتكبر ، ( على مسببه ذ ومعلوله ) المنصبغ بتجلي المستكبر عليه ، فلم يعرف أنه تكبر في الحقيقة على الظاهر في تعين كل شيء ، وهو الذي "له الكبرياء في السماوات والأرض" آية 37 سورة الجاثية .
وأما في التحقيق، (فظهر الكبرياء) في العالم وما فيه
من الموجودات من الحق الظاهر فيها ، ( ولم يظهر تعظيمه ) حيث جهل انه منسوب إلى الحق الظاهر في العالم ،
ولذلك قال ، قدس سره :
( فكان الظهور ) = أي ظهور كبریاء الحق ،(على الحقيقة لمن له الكبر یاء الحق) إن ظهر على الموجودات ذلك أو بطن ؛ ( ذلك )
= أي من له الكبرياء الحق (هو الله العزيز العليم ) !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجاء في كتاب و رشح الزلال في شرح الألفاظ المتداولة بين أرباب الأذواق والأحوال»: 
والآلية (هي) كل اسم الألهي مضاف الى ملك او روحاني كجبريل وميكائيل فان الجبرئيل ومیكائيل من أسماء الملائكة ؛ وقد أضيفا الى «ایل » وهو بالسريانية والعبرية بمعنی «الله». 
ولذلك قام مقام البسملة في التوراة قوله ، تعالى : « ايل راحون شداي »
 - والروحاني مثل الجن ، فإن اسمائهم إنما يضاف الى « ایل » ان كانوا من أهل النور.
ويضاف الى" الشين" أن كانوا من المردة كقوش قليوش . 
وان كان الروحاني انسانا تروحن وبلغ في التقديس حد الحق له التسمية ، سمي بمثل هذه الأسماء :" ?هابيل واسماعيل ".
 ( مخطوط بارین ریتم ۱۱۲۲ / ۹۸۰۱ - ۱۲۲ب). ۲۹۱
يقول ابن العربي الحاتمي في الفتوحات :«فنور الشمس إذا تجلى في البدر يعطى من الحكم ما لا يعطيه من الحكم بغير البدر ، ولا شك في ذلك. 
كذلك الاقتدار الإلهي . إذا تجلى في العبيد فظهرت الأفعال عن الخلق . 
فهو وإن كان بالاقتدار الآلهي يختلف الحكم ...
وكما ينسب النور الشمسي إلى البدر في الحس والفعل لنور البدر وهو للشمس، فكذلك بنسب الفعل للخلق في الحس والفعل إنما هو لله في نفس الأمر ... ».
الفتوحات 2 / 659 .


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:02 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "14" تجلي الرحموت .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:00 pm

شرح "14" تجلي الرحموت .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 14 على مدونة عبدالله المسافر بالله

14 - تجلي الرحموت :-

انتشرت الرحمة من عين الوجود فظهرت الأعيان في الوجود عن الكلمة للخرون لكن التعشق أخجه وابرز عينه لكلمة الحضرة التي هي " كن " . فلما برز طلب رؤية المحبوب الذي له خرج فليم يجد لذلك سبيلاً وقام دونه حجاب العزة فلم يرى سوى نفسه فاغتم ، وقال من مشاهدة كوني هربت وإياه طلبت فإن ظهوري له في محبتي غيبي عن مشاهدتي له في علمه حيث لم أظهر لعيني فإذ ولا تجلي فرجوعي إلى العدم ومشاهدتي له من حيث وجودي في علمه أولى من مشاهدة كوني فلذلك وطني حيث أحدية المعين وعدم الكون .
ولما بدا الكون الغريب لناظري ... . حننت إلى الأوطان حن الركائب
الغني قال كلٌ في النعيم دائمون ، وبمشاهدتهم مسرورون .


14 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 

« قال امامنا في أثناء شرحه لهذا التجلي : زعمت طائفة أن العدم للممكن من ذاته ، وليس بصحيح . 
وانما الممكن مستحق الفقر من ذاته ، فله الافتقار الذاتي لا العدم الذاتي . 
اذ لو كان العدم له ذاتيا ما تحقق بالوجود ابدأ. فتحقق ذلك ! 
- واعلم أن أول ما أفاض الله تعالى على وجود الأعيان الثابتة أزلا ، التي لم توصف بالوجود ، السمع. فكان السمع أول نسبة قامت بهم وتوجهت عليهم ؛ ناول مخلوق كان السمع، ثم قال تعالى كمين الثابتة : كوني ! فكانت . 
فجعل الخطاب للسمع ، فكان السمع متعلق القدرة ؛ فأوجد السمع من كونه قادرا ، واوجد ما عدا ذلك بـ " كن " وهي كلمة " الفهوانية". 
و بهذا القدر يستدل على قدر شرف السمع على بقية الأوصاف . 
- فلما سمع الممكن الخطاب قامت به المحبة المخاطب ، فبرز لرؤية من ناداه ، وقامت به محبته. 
فلما برز وجد حجاب العزة ، وهو حجاب المنع ؛ فلم يرى سوى نفسه في مرآة موجده .
لأنه لما كان الممكن منظرا للحق ومظهر كذلك الحق (كان) منظرا للممكن ومظهرا له . فعندما يرى حجاب العزة ، وقد منعه من التحقق بالرواية ، قال : إني ما برزت إلا لرواية من خاطبني ، فلم أره . 
وقد كنت قبل خروجي أقرب إليه بكوني كنت غائبا عن شهود عيني ، فكنت مظهرا له معافي "الأصل : معافا " من الأبتلاء الذي تجدد لي من شهودي لنفسي . 
فان شهودي لنفسي ابتلاء محقق ، إذ يصحبه الحجاب عن رواية الحق ، عز وجل ! إلا من عصمه الله تبارك وتعالى ! 
فعند ذلك حنت الأعيان إلى حالتها الأولى . 
- قال جامعه : فتحرر من ذلك أن العين الثابتة اول نسبة توجهت من الحق إليها نسبة السمع ، وبتلك النسبة كان قبولها لـ "كن".
فتكونت الأعيان على ما تعطيه حقائقها . "والله يقول الحق !"


14 - شرح  تجلي الرحموت

189 -  وهو الرحموت مبالغة من الرحمة ، ولذلك عبر به عن الرحمة المنتشرة على القوابل الجمة , المفتقرة اليها .
فان الرحمة هي الوجود العام المنبسط في الكون ، المفتقرة إليه .
فكل موجود ، مرحوم بالرحمة الرحمانية فإن حكمها ، من حيث عمومها إلى سائر القوابل ، على السواء.
بخلاف الرحمة الرحيمية ، فإنها تتبع الاستحقاق : فالمحظوظ بخلاف الرحمة الرحيمية فإنها تتبع الاستحقاق ، فالمحظوظ منها القابليات المصونة عن شر النقائص ، بسر الحسنى وزيادة .
فلما كانت الرحمة المعبر عنها بالرحموت ، رحمانية .
قال قدس سره : (انتشرت الرحمة من عين الوجود) القاضي بإفاضتها على القوابل ، السائلة بألسنة استعداداتها ، الغير المجعولة ، وجودها كما ينبغي ؛ فأول ما وجد في الأعيان الثابتة من الرحمة الرحمانية ، السمع .
ولذلك قال قدس سره : (فظهرت الأعيان في الوجود عن الكلمة الفهوانية التي هي كلمة الحضرة) فإنها حظ السمع ، فوجود الأسماع مقدم على وجود الأعيان فبورود كلمة الخضرة على الأسماع، سمعت الأعيان الخطاب ، فقامت موجودة .
(ولولاها ما انقاد الممكن للخروج) فإن سماع خطاب الجميل ، على معنى يرجع منه بعطية سنية إلى المشغوف بالذات المفتقر إليه ملذوذ ومحبوب .
وشغف السامع ولذته ، على قدر افتقاره إلى المخاطب وطلبه منه ، فكلما عظم الطلب ، عظم عند رجاء الفوز بالوصول الطرب .
ولذلك قال : (لكن التعشق أخرجه) من كتم العدم، (وأبرز عينه لكلمة الحضرة التي هي كن ) فلما سمع الممكن الخطاب ذاق ما أخفي له في طي الكلمة من قرة أعين وفهم من السنة ودائعها أنها- أعني الكلمة .
عين يطلب وجود العين ، ليخصها بعد وجودها في مقام الرؤية بالعين.


190- (فلما برز) الممكن بهذا الشعور، (طلب رؤية المحبوب الذي له خرج) من كتم العدم ، بعين خص بها للرؤية بعد تحقق عينها، من عين الكلمة ؛( فلم يجد لذلك سبيلا) فإن العين المخصوصة بعينه ، الظاهرة له من عين الكلمة ، إنما هي بقدر استعداد عينه الثابتة ، الغير المجعولة ؛ واستعدادها بحسبها مقيد محدود لا ينفد إدراكه في غير المتناهي المطلق ، ولا يحيط به .
تجلي الرحمة على القلوب ولذلك قال قدس سره :
(وقام دونه حجاب العزة) وهي المتعة اللازمة لمطلق الوجود ?یلا يعرف ?نهه ولا يحيط به ولا يصل إليه سواه .
(فلم ير) الممكن عند ذلك الطلب ، (سوى نفسه) في مرآة الشهود في الحجاب . فارتد بصره من رؤية ذاته إلى رؤية نفسه ، خاسئا وهو حسير (فاغتم وقال : من مشاهدة گؤني هربت) حيث انزوت دهرة في غيب العلم على شيئية ثبوتي (وإياه
طلبت) حيث لم أشتغل بؤني عنه ،( فإن ظهوري لي في عيني غيبني عن مشاهدتي) السابقة (له) عند اتصال معلومه به ، (في علمه حيث لم أظهر) بالوجود (لعيني) ولم أنتقل من ثبوتي إلى كوني ؛ (فإذ ولا تجلي) أي فوقت لا تجلي من حيثية ذات المطلوب بلا حجاب ولا رؤية ، أفوز بما هو مقصودي في طلب وجودي.
(فرجوعي إلى العدم) الذي كنت عليه، (ومشاهدتي له من حيث وجودي في علمه) المساوق لوجوده تعالى (أولى) وأشهى (من مشاهدة كوني ) وأنا محجوب عن غاية أمنيتي .
فإن صح لي العود إلى غیب علمه ، (فذلك وطني حيث أحدية العين وعدم الكون) المزاحم في المشاهدة الغيبية العلمية، فإن الأعيان التي هي الشؤون الذاتية، في أحدية العين ، مشتمل بعضها على البعض ، والتميز والتكثر بينها مستهلك الحكم والأثر (ولما بدا الكون الغريب) الغير المأنوس به ، لخلوه عما هو المقصود الأعظم والمطمح الأقصى (لناظري) المتحذلق لرؤيته (حننت إلى الأوطان) الأصلية التي كنت عليها سابقا ، وكنت معها في تمتع الوصل والمشاهدة والأنس ، من غير مزاحم أو مانع ، (حن الركايب) المستنشقة نفحات قرب أوطانها ومستقراتها التي فيها الراحات والمشهيات المتنوعة العزيزة.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:04 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "15" تجلي الرحمة على القلوب .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:02 pm

شرح "15" تجلي الرحمة على القلوب .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين  

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 15 على مدونة عبدالله المسافر بالله
15 - متن نص تجلي الرحمة على القلوب :-
انتشرت الرحمة على القلوب ففتحت أعين البصائر فأدركت ما غاب عنها وهي مقلة وإرادة على حضرة الغيب والمنزه الأبهى وعرفت بهذا التجلي أن الله اختصها عن غيرها من القلوب التي أعماها الله تعالى عنه فأشهدها ظلمتها فنظرت إليها صادرة عمياء منحطة إلى أسفل سافلين منكوسة الراس ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فكل من قيده طرف فهو المحتوى عليه محصور في قيد الأين في "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها" و "من يجعل الله نوراً من عنده فما له نور" من ذاته .

15  - إملاء الشيخ الأكبر على ابن سودكين على هذا الفصل :
«قال الإمام في أثناء شرحه لهذا التجلي ماهذا معناه :
انتشرت الرحمة فانفتحت عين البصيرة فأدركت ما غاب عنها ، وهي مطالبها التي كانت غائبة عنها، وهي تمیز هيئاتها من الموجودات .
ولما انفتحت عيون الأبصار فثم عيون قابلتها أنوار، وثم عيون قابلتها ظلمة . والظلمة مشهودة للبصر غير مشهود بها .
والنور مشهود ومشهود به .
والظلمة عبارة عن عدم مشاهدة الموجود لذاته .
فعمي قال الله تعالى : " ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "46 سورة الحج. والصدور عبارة عن الرجوع ، وقد رجعت إلى نفوسها فعميت عن الوجه الذي لها من الحق تعالى وغابت عنه .
إذ كان لكل موجود وجه إلى الحق ووجه إلى سببه ؛ فبقي هؤلاء مع ظلمة السبب وأما الأكابر فبقوا مع وجه الحق ولم يحجبهم السبب الذي وجدوا عنده لا به . فتحققوا أن الأسباب للابتلاء وهي عين الحجب . فأنزلوها منزلتها فأثروا فيها ولم تؤثر فيهم بخلاف من عمي عنها . والله أعلم».


15 - شرح تجلي الرحمة على القلوب  

191- هذه رحمة رحيمية ، فإنها مختصة بالقلوب المتبحرة المرتقية إلى مستقرات هممها المتجوهرة ، بتدبير الحكيم وتقدير العزيز العليم، في المنزه الأبهى . ولذلك قال قدس سره :
(انتشرت الرحمة على القلوب) الألف واللام في القلوب للعهد فلا تعم هذه الرحمة بتحلية الجمع بهما .
(ففتحت أعين البصائر) أي بصائر هذه القلوب المعهودة .
وهي قوة بها تدرك القلوب الحقائق شهودة ؛ فهي للقلوب ?الباصرة للبدن .
( فأدركت ) القلوب بها ( ما غاب عنها ) من مطالبها العالية والذاتية ، الإلهية والإنسانية ، الكامنة في مطاوي سعتها ، الغير المتناهية ، جمعة وفرادی .
(وهي مقبلة واردة على حضرة الغيب) بإعراضها عن الكون ومحو صورها المنتفشة فيها.
والمعنى هنا بحضرة الغيب ، الحضرة الإلهية من حيثية البرزخية الثانية ، التي هي منشأ حقائق الكل ومنتهى قلوبهم الكاملة (والمنزه الأبهى ) كناية عن البرزخية الأولى الأحدية المختصة بالحقيقة السيادية المحمدية .
فالقلوب التي هي ورثة الأحوال القلبية السيادية لها المنزه الأبهى عند توجهها إلى الغاية التي هي المنتهى ، بقدر المناسبة الذاتية والنسبة الاقتدائية .


192 -  (وعرفت) أي القلوب ، (بهذا التجلي أن الله اختصها) بمشاهدة وجه الحق الذي ?له نور، (عن غيرها من القلوب التي أعماها الله تعالى عنه) أي عن المنزه الأعلى برؤيتها نفسها وتقييدها بالانحصار عليها .
والقلوب من حيث إنها مفطورة على طلب الشهود، (فأشهدها) الله (ظلمتها) المحيطة بها من جانب الطبيعة الغاسقة .
(فنظرت إليها صادرة ) في الطلب (عمياء) مطموسة البصائر، بقتر الرين .
(منحطة إلى أسفل سافلين) منجذبة إلى سنخ الطبيعة ، التي هي مثار الظلمات
(منكوسة الرأس) بإعراضها عن المنزه الأعلى وإقبالها إلى جهة مركز الطبيعة الغاسقة .
وقد استشهد قدس سره على القلوب المقبلة عن الحق، إلى كونها موجودة ميالة إلى رؤية نفسها متعلقة بالملاذ الحسية الطبيعية .
بقوله تعالى : ( "ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" ) 46 سورة الحج.
مع كونها في أصلها من مواليد النور الأبهج وجواهرها منظورة في الصدور بلحظات الأنوار الإسلامية .


193 -  ( فكل من قيده الظرف ، فهو المحتوى عليه ، المحصور في قيد الأين : في " ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها" 40 سورة النور) .
هذه العبارات منطوية على الإشارات المنبهة أن شأن القلب الإنساني أن يتجوهر بالخلاص عن مخالطة الكون ويتبحر في تحققه بالأنوار الغيبية والتجليات الإلهية ، فيعود بين ذلك إلى سعة هي منصة الاسم الإلهي «الواسع»، فلا يحصرها أين ولا يقيدها حكم .
فتستغرق العوالم الجمة في وسعها ، حتى إن العرش وما حواه ، لو مر في زاوية من زواياها ، لما أحست به ومن قيد قلبه الظرف وحصره الأين .
انتهى في تنزله وتحيره في أسفل سافلين إلى نقطة عمياء صماء ، ليس فيها للمدركات الخلقية نفوذ وسراية وكشف قطعة، وهي مركز يعطي الجهل البهيم للعقول ، حتى تخرس وتهيم .
( ومن لم يجعل الله له نورا) من سريان الفيض الوجودي فيه ، 
(فما له من نور من ذاته) فإن حقيقته ، حالة ظهور الوجود فيها وحالة خلوها عنه ، باقية على عدميتها ، فلا نور لذاتها في الحالتين . 
فافهم.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:05 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "16" تجلي الجود .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:05 pm

شرح "16" تجلي الجود .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 16 على مدونة عبدالله المسافر بالله

16 - متن النص تجلي الجود :

انتشر الوجود في العالم قثبتت أعيان الموجودات بأسرها فلا زوال لها وانتشر الصلاح في المحل القابلة له فصلحوا واصلحوا وملكت الرقاب وظهرت الدعاوى من أهلها وجاد الأغنياء على الفقراء بما في أيديهم وجاد الفقراء على الأغنياء بالقبول منهم فنعم الفريقان فصلح ظاهر الفقير وصلح قلب الغني فالكل في نعيم دائمون وبمشاهدتهم مسرورون.

16 - إملاء الشيخ الأكبر على ابن سودكين على هذا الفصل :
"وكان شرحه فيه، فلم يحوج الجود إلى الخروج عن حقيقته .
فما أعجب ألسنة الحقایق ، حققنا الله بفضله". 
16 - شرح تجلي العدل والجزاء
194- وهو «الجود» العطية قبل السؤال ؛ كما أن الكرم عطية بعد السؤال.
وكونها "العطية" قبل السؤال ، إذا كان السؤال باللسان ، وأما قبليتها بالنسبة إلى الاستعدادات السائلة بألسنتها الغير المجعولة فغير محقق.
إذ الاستعدادات مساوقة للعلم الأزلي المساوق للذات الأزلية .
فلا يسبق الجود العلم. فإن العطية المتعينة للمعلوم تتبعه.
والجود أم الأسماء الفعلية ، إذ به ظهور الوجود .
فبه وجدت الأعيان بظهور الأسماء ؛ وظهرت الأسماء بوجود الأعيان .
بل فيه خزائن كل شيء حتى خزائن العلم بالله وبأسمائه ، وخزائن العلم بالعالم وبأجناسه وأنواعه وأصنافه .
ولذلك قال قدس سره : ( انتشر الجود في العالم ) حسب أجناسه وأنواعه وأصنافه وأفراده (فثبتت أعيان الموجودات بأسرها) أي فثبتت موجودیتها ، (فلا زوال لها) فإنها بعد الوجود لا تنقلب عدمة ، بل تتبدل عليها، بحسب نشأتها، الأوضاع والأوصاف والأحكام.


195 - (وانتشر الصلاح في المحال القابلة له) أي انتشر بالجود وسريان الوجود، في قابليات المحال الخالصة من خلطات الفساد ، صلاح يعطي لها ثمرة حسن السابقة مع زيادة لا تقبل الغاية .
(فصلحوا) أي المحال القابلة له ، بما أثمر لهم من المواهب اللازمة، (وأصلحوا) بالمتعدية منها ، فتحققوا بفضليتي الكمال والتكميل ( وملكت الرقاب ) نظرا إلى الإصلاح.
فإن المصلح قام بصفة الربوبية على المصلوح به ؛ وظهر المصلوح به بصفة الافتقار إليه.
(وظهرت الدعاوى في أهلها) أي في أهل الدعاوي بحق ساطع ، كما في الأنبياء ، من نحو «أنا سيد ولد آدم»، و«آدم ومن دونه تحت لوائي»، و«بعثت لأتمم م?ارم الأخلاق ، و" اليوم أكملت لكم دينكم" 3 سورة المائدة.
وفي العلماء ، من المسائل الخلافيات المجتهد فيها ؛ وفي الأولياء ، من التصرفات فيما يعين لهم من الأمور الدينية ومصالحها (وجاد الأغنياء) من صلحوا وأصلحوا وفازوا بذخائر الأعلاق ، الكامنة في خزائن الجود ، المخبوءة في آفاق الوجود وأعماقه .
(على الفقراء) المسترشدین ، (بما في أيديهم) وفي قبضة تصرفهم من التدبيرات الإلهية ، الناتجة منها مواد الكمالات المحيطة بأسرار الجمع والوجود.
(وجاد الفقراء على الأغنياء بالقبول منهم) هذا من جزئیات فحاوي قوله : «وملكت الرقاب».
(فنعم الفريقان) من حيث كونهما واقفين على مقتضى حكمة الوجود، في الإلقاء والتلقي، وتحقيق الارتباط بين الفاعل والقابل .


 ولذلك قال :
196 - (فصلح ظاهر الفقير) برجوع مشاعره عن التعلقات الكونية إلى تعلقها في الأطوار الكشفية بأسرار ظاهر الوجود وباطنه وجمعه بينهما.
وانقطاعه بالكلية إلى محل يقتضي أن يكون الفهم والسماع والرؤية والشم والنطق والأخذ والعطاء بالحق . وذلك عند وجود الغني المكمل عليه بما يقتضي استعداده من التدبير والتربية النافذة .
( وصلح قلب الغني ) بقبول الفقير، إذ به تم اتصاف قلبه بالجود الذي فيه خزائن كل شيء.
(فالكل في النعيم دائمون) ما دام الغني في محل الإلقاء ، والفقير في محل القبول . (وبمشاهدتهم) النعيم المشترك بينهم (مسرورون) فإن مشاهدة توالي النعم واستمراره تورث دوام السرور.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:05 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "17" تجلي العدل والجزاء .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:07 pm

شرح "17" تجلي العدل والجزاء .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 17 على مدونة عبدالله المسافر بالله
17. متن نص تجلي العدل والجزاء :-
انتشر العدل فمال قوم إلى ظلمة الطبع فهو جزاؤهم ومال قومٌ إلى نور الشرع فهو جزاؤهم والمائلون إلى نور الشرع من حيث حقائق لطائفهم هم المفردون الذين لا يعرفون والمائلون من حيث حقائق كنائفهم في روضةٍ يُحبرون يطوف عليهم ولدانٌ مخلدون بأكواب وآباريق وكأسٍ من معين .

17 - إملاء الشيخ الأكبر على ابن سودكين على هذا الفصل: 
«قال الإمام في أثناء شرحه لهذا التجلي ماهذا معناه : العدل في اللغة هو الميل وكذلك الجور. 
واصطلاح الشرع فيهما : العدل ميل إلى الحق والجور میل إلى الباطل. 
فانتشر العدل فأعطى كل مخلوق استعداده الذي يستحقه و به ی?ون صلاحه ولما كان الإنسان قايما كلسان الميزان ولم تكن نشأته تعطي الثبات على ذلك ، وأنه لا بد له من الميل ، فكان ميله إما إلى أمر طبيعي وإما إلى أمر شرعي فالطبيعي ميله إلى الحق وإلى السعادة ؛ والشرعي ميله إلى التكليف . 
وللإنسان إلى كل شيء يميل إليه جزاء مخصوص مطابق إلى ما مال إليه . والسلام".


17  - شرح تجلي العدل والجزاء
197 -  يقال : عدل عنه إذا مال . فالعدل هو الميل إلى الحق عرفا؛ والجور هو الميل إلى الباطل كذلك. 
ولما كان قلب الإنسان قائما في مرتبته الذاتية الوسطية كلسان الميزان ، لا تعطي نشأته الثبات أصلا لا بد له من الميل مع الآفات فمیله في استكماله .
إما إلى ما كلف به شرعا، حتى ينتهي أمره في ذلك إلى التجريد عن إرادته الطبيعية القاضية بإطلاق التصرف ، بل إلى التجريد في الحق ، القاضي باضمحلال الرسوم الخلقية ؛ وإما إلى الطبع ، حتى ينتهي أمره إلى الأخذ بنتائج الأحوال. وثمراته المستلزمة الملاذ النفسية والمشهيات الذوقية .
 وله على التقديرين الجزاء الوفاق ، إذ لكل ميل جزاء يخصه . 
ولذلك قال قدس سره : (انتشر العدل) بتغليب الحق حكم الظهور على البطون ؛ فأعطى كل شيء خلقه ، ثم خص كل مخلوق باستعداد يستحقه ثم هداه بذلك إلى ميل فيه كماله . 
ولذلك قال : (فمال قوم إلى ظلمة الطبع) أي إلى التقيد بالتقلبات الحالية ، المستلزمة للملاذ النفسية والاقتدار على التصرفات الخارقة والوقوف مع نتائج الأحوال المتقلبة ؛ (فهو جزاؤهم) بما أثمر لهم من الملاذ المعوقة إياهم عن المنال الغائي ؛ (ومال قوم إلى نور الشرع) المنتهي بهم إلى ترك ما لهم لتلقي ما من الحق من التجليات الذاتية ، الماحية عن حقائقهم آثار الكون ؛ (فهو) بما ينتج لهم في أقصى منالهم من التحقق بالكمال الجمعي، (جزاؤهم) إذ لكل سائل في ميله جزاء وفاق . ونور الشرع حامل الكمال الجمعي إلى من كان له سلس القياد في سلم الانقياد .


198 - (والمائلون إلى نور الشرع من حيث حقائق لطائفهم) اللطائف هنا كناية عن القوى الباطنة والظاهرة؛ وهي التي تحصل بها للنفس المدارك التفصيلية . وأما حقائقها فهي الأسرار الوجودية المستجنة فيها ، وهي للطائفهم المذكورة كالأرواح للأجساد.
ولذلك يقال : روح الباصرة وروح السامعة ونحوها، فتلك الأسرار في حجب اللطائف ، هي المائلة في الحقيقة إلى نور الشرع وهو الذي يهدي بها إلى أصلها الشامل ومحتدها الأصلي . 
وأما لطائف القوى من عالم الأشباح الطبيعية ، فليس لها وسع قبول الحق إلا بأسرارها الوجودية . 
فبهذه الأسرار ينتهي أمر الأعضاء إلى سر "?نت له سمعا وبصرا ويدا" فافهم. فالمائلون بحقائقهم (هم المفردون) الذين جاسوا خلال ديار التجريد في الحق بأسرارهم، فارتفعت ، بتلاشي رسومهم ، علائمهم فهم (الذين لا يعرفون) إذ ليس لهم ، إذ ذاك ، مقام معلوم يعرفون به ويتسمون بحسبه .


199 - (والمائلون من حيث حقائق ?نائفهم) أي القوى المختصة بكل عضو وميلها إلى المدارك التي تليق بها، مع نفوذها من الظواهر في البواطن وكشفها لطائف مدركاتها في أحسن صورة.
ولذلك قال : (هم) من حيثية تقلبهم في الأحوال الكشفية ونتائجها (في روضة) من أبهج المناظر الروحانية في أجمل الصور المثالية ، (يجبرون) ويتمتعون في كل آن بجني ثمار الفتوحات الكشفية ، والشرب من أهنأ المشارب الذوقية.
ولذلك قال : (يطوف عليهم ولدان مخلدون) معهم في سائر نشأتهم، (بأكواب وأباريق وكأس من معين).

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "18" تجلي السماع والنداء .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:08 pm

شرح "18" تجلي السماع والنداء .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 18 على مدونة عبدالله المسافر بالله

18 - متن نص تجلي السماع والنداء :-

فتق الأسماع نداء الأمر فأدركت بالعرض نغمات الحبيب ، فسمعت فطابت فتحركت عن وجدٍ صادقٍ فوجدت فحمدت فحصلت لطائف الأسرار وعوارف المعارف ولذات المشاهد والمواقف فرجت إلى وجودها فتصرفت على قدر شهودها .

18  - إملاء الشيخ الأكبر على ابن سودكين على هذا الفصل: 
«قال إمامنا قدس الله سره في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
 إنما قلنا في هذا التجلي «فتق الأسماع نداء الأمر» و قیدناه بالأمر، لكون الإنسان في بعد العدم والنداء إشارة على رأس البعد.
وإذا حصل التجلي في مرتبة ما وحصل الخطاب فيها ، فهل ذلك نداء أمر أم كلام ؟ فيقال إن خطاب تلك النسبة الخاصة التي أعطت التجلي ، إنما يكون كلاما لا نداء فإن حصل لها نداء في هذه الحضرة فإنما هو عن نسبة أخرى لم يظهر لها مرتبتها. 
قال الشيخ : وهاهنا سؤال ، وهو أنه إذا كانت في مرتبة تجل ما، ثم نوديت في تلك المرتبة بنداء منبعث من نسبة أخرى ، فهل تشتغل بذلك عما هي  فيه من مشاهدة التجلي الذي لها فيه الكلام والشهود؟ 

فيقال : لما كان الحق تعالى لا يشغله شأن عن شأن وفطر هذه اللطيفة على صورته ، كان لها مضاهاة في هذا الوصف وكان عندها قبول لذلك النداء بحيث لا تشتغل بشأن النداء عن الكلام أو بشأن الشهود عن شأن آخر. 
إذ حقيقتها قابلة لجميع الأشياء بذاتها ، فلها نسب إلى جميع الأشياء . والله أعلم . 
ثم قال الشيخ في أصله المشروح : «فأدركت بالعرض نغمات الألحان والأصوات الحسان فحنت حنين الكئيب إلى حضرة الحبيب ، فسمعت فطابت فتحركت عن وجد صادق فوجدت فخمدت ، وحصلت لطایف الأسرار وعوارض المعارف ولذات المشاهد والمواقف، فرجعت إلى وجودها فتصرفت على قدر شهودها». 

قال إمامنا في شرحه : فلما فتق سمعها انبسط بالقوة على كل مسموع، على اختلاف ضروب المسموعات فلو كان السمع يدرك بذاته لكان يدرك أولا وأبدا . 
فلما رأيناه لم يسمع إلا بعد التوجه الخاص إليه علمنا أن هذا الوصف ، وكل وصف ، استفاده من غيره وهو الحق سبحانه ومن هذا تظهر لك لطيفة «كنت سمعه وبصره" . 
ثم السماع على درجات : فالمتحقق بسماع نداء الحق هو الذي ينبسط على كل مسموع ولا يحجب عنه فهم شيء منها . 
 


18 - شرح تجلي السماع والنداء

200 -  النداء إنما يقع عن رأس البعد الإشارة . ولما كانت الأعيان الإنسانية في أدنى أغوار بعد العدم، لم يفتق أسماعها، التي قبلت الوجود أولا ، إلا نداء الأمر بكلمة الحضرة .
ولذلك قال قدس سره : (فتق الأسماع نداء الأمر) أولا، بإفاضة الوجود عليها، ثم فتقها بنداء سبق العناية ، عند عودتها إلى محتدها الأصلي ، في التجلي القاضي بالرجوع إليه.
وربما أن يعطي التجلي سماع الكلام من حيثية نسبة خاصة ؛ ويعطي سماع النداء من حيثية نسبة أخرى، معلومة أو مجهولة .
فشأن الإنسان المفطور على الصورة سماع النداء والكلام مع بنسبتين مختلفتين ، كشأن الحق الذي لا يشغله شأن عن شأن .
وكذا شأنه في شهود الحقائق ، مع اختلاف نسبها . ثم قال :

201 -  (فأدركت بالعرض نغمات الألحان والأصوات الحسان) هذا ، إذا انبسط سمعه ، بظهوره في المحتد ذي المكانة الوسعی ، على كل مسموع ، وذلك هو السماع المطلق فالمسموعات على ضروب شتى ؛ والسماع بحسبها على درجات.
فإذن تعرض للمسموعات على اختلاف ضروبها نغمات الألحان والأصوات الحسان ، كعروضها على أصوات الأوتار في مواقع النقرات فلولا وجود الفتق ، بنداء الأمر أولا، لما اتصلت الأسماع في التجليات بالمسموعات أصلا .
قال قدس سره في بعض أماليه : «لو كان السمع يدرك بذاته لكان يدرك أزلا وأبدا .
فلما رأيناه لم يسمع إلا بعد التوجه الخاص إلى المسموع، علمنا أن هذا الوصف وكل وصف إنما استفاده من غيره هو الحق تعالی . ومن هنا يظهر لك لطيفة "كنت سمعه وبصره".
إلى هنا نص كلامه . ثم قال :


202 - (فحنت) أي الأسماع بسماع نغمات الألحان ، عند انبساطها على المسموعات الجمة ، (حنين الكئيب) المحصور في مهواة البعد، (إلى حضرة الحبيب) فاستمرت على حنينها (فسمعت) الألحان على اختلاف ضروبها ، (فطابت فتحركت) تحرك المجذوب إلى الجاذب، كحركة الإبريز في البوطقة على النار، عند قرب خلاصه من المعدن الغريب المخالط له ؛ وهي حركة دورية (عن وجد صادق) غير مشوب بالخلطات الطبيعية ، كالنار الموقدة لتخليص الإبريز.


203 - (فوجدت) وطاشت وانغمرت في وجدها فغابت عن وجودها فغشيها الذهول ثم الذهول عن الذهول.
ثم استشعرت بنزل الكرامة الوارد عليها من أفق صحو المعلوم ؛ (فخمدت) عليها لفحات وجدها فأفاقت ( فحصلت ) بعد الإفاقة من نتائج الحال ما يشهد بصدق وجدها من (لطائف الأسرار) الشهودية ، (وعوارف المعارف) الكشفية ، (ولذات المشاهد) في أطوار الجمع والتفصيل والتجريد، (و) لذات (المواقف) وهي محل استواء محكمي ظاهر الوجود وباطنه؛ فهي قاضية بتحقيق الإشراف على الكمال الوسطي ، فهي والمطلع والمشترف بمعنى واحد عرفة.



204 - (فرجعت) عن فرط الذهول الناشئ من مصادفة الوجد ( إلى وجودها ) بطلوع شارق الصحو المفيق ، (فتصرفت) حالتئذ "حينئذ" بالتدبير الأعم أو الأخص ، (علی قدر شهودها) فهو ، قدس سره، في تحرير حكم هذا التجلي حمل حكم الكل الذي هو الإنسان على الجزء الذي هو السمع.
فهذا قد خرق حجاب الطبيعة وصار سمعه مطلقة . ومن لم يكن كذلك ، وكان مقيدة بعالم الطبيعة، فمرتبته التقييد في هذه الصفة .

"والله يقول الحق".
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:07 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "19" تجلي السبحات المحرقة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:09 pm

شرح "19" تجلي السبحات المحرقة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 19 على مدونة عبدالله المسافر بالله
19 - متن نص تجلي السبحات المحرقة :-
ارتفعت الأنوار والظلم ، وسطعت على العارفين سبحات الكرم ، فدفع سلطان إحراقها ، قدم صدق فحماهم فهم من وجه ما هم إذ لا ثبوت لكونٍ في شهوده إلا بجود وجوده ، وذلك أنه لو اجتمعت العينان لأحرقت الأكوان فلما رايناه من غير الوجه الذي يرانا ثبتنا فشهدنا عياناً .


19 - إملاء الشيخ ابن سودكين على هذا الفصل: 
«قال إمامنا في شرح قوله : «ارتفعت الأنوار والظلم وسطعت على العارفين سبحات الكرم» فدفع سلطان إحراقها قدم الصدق فحماهم. 
"فهم من وجه وما هم من وجه". 
فقال في أثناء شرحه ما هذا معناه : ارتفعت الأنوار والظلم، فهذه أنوار المواد ؛ فسطعت على العارفين أنوار الكرم وهي أنوار المعاني فثبت القدم عند سبحات الكرم أذ كانت السبحات من شأنها الإحراق .
كما جاء في الحديث الشريف الذي يقول فيه: «لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره». 
فلما جعل لهم قدم صدق ، وهي سبحات الكرم، وصرف عنهم ، سبحانه ، بتلك القدم الإحراق . 
فهم من وجه ، وهو الثبوت والقبول ؛ وما من وجه لكونهم لا يقدرون على حمل التجلي إلا به ، سبحانه ، فليس في وسع الممكن أن يسع التجلي ولا يبقى له أثر معه ، سبحانه .


19 - شرح تجلي السبحات المحرقة
205 - وهي البارقات الذاتية الكنهية المقول عليها: «لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره».
لكن للعارفين من ينابيع الكرم ، ما يدفع عنهم الاحتراق ؛ وهو المعبر عنه : بقدم الصدق.
وهي الأسرار الوجودية الظاهرة لهم من الغيب الذاتي أولا في صور أرواحهم المنفوخة في تسويتهم ؛ ثم في صورهم المقامة في أحسن التقويم .
فالأسرار الوجودية المجتمعة على الأصل الشامل ، المختصة بالهداية ، إنما هي معبر عنها : بقدم الصدق ؛ والمختصة بأهل الضلالة : بقدم الجبار. فافهم.


206 -  قال قدس سره : (ارتفعت الأنوار والظلم) وهي المعبر عنها : «بسبعين ألف حجاب من نور وظلمة» (وسطعت على العارفين سبحات الكرم) وقد أضاف السبحات إلى الكرم، لكون إحراقها مدفوعا عنهم بأسرارهم الوجودية المكني عنها بقدم الصدق ؛ وهي لهم من نتائج المنة والكرم .
(فدفع سلطان إحراقها قدم الصدق ) أي أسرارهم الوجودية ، فإن ما من الحق فيهم لا يتأثر من السبحات المحرقة (فحماهم) قدم الصدق عن الاحتراق ؛ فإن محل المصون من الاحتراق مصون معه .


207 -  (فهم) من حيث إنهم مصونون منه به ، (هم من وجه وما هم) من وجه آخر؛ (إذ لا ثبوت لكون في شهوده إلا بجود وجوده) هذا تعليل لكونهم مصونون منه به . وجود وجوده هنا، كناية عن أسرارهم الوجودية المشروحة آنفا (وذلك) إشارة إلى عدم ثبوت الكون في الشهود، وسببه (أنه لو اجتمعت العينان) يعني عين الحق في تجلي السبحات المحرقة ، وعين العارف عند مشاهدته إياه (لاحترقت) بالسبحات (الأكوان) الداخلة في شاهدهم ؛ ثم قال :


208 -  ( فلما رأيناه من غير الوجه الذي يرانا ثبتنا، فشاهدناه عيانا) فإنه تعالی يرانا من وجه تألقت منه السبحات المحرقة .
ونحن نراه في هذا التجلي بعيون أسراره الوجودية المستجنة فينا لا بعيوننا .
فلا مسامتة ولا محاذاة بيننا وبينه ، فلا احتراق .
ألا ترى سموم الصل قتالة عند مسامتة عينه عين الإنسان ، ولا تأثير لها عند عدم المسامتة .
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 8:09 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "20" تجلي التحول في الصور .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالخميس يونيو 27, 2019 12:10 pm

شرح "20" تجلي التحول في الصور .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 20 على مدونة عبدالله المسافر بالله

20. نص متن تجلي التحول في الصور :-

تنوعت الصور الحسية فتنوعت اللطائف فتنوعت المآخذ فتنوعت المعارف فتنوعت التجليات فوقع التحول والتبدل في الصور في عيون البشر ولا تعاين إلا من حيث المعلم والمعتقد والله أجل وأعز من أن يُشهد .

20 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل 
«قال إمامنا في أصله المشروح من كلامه ووارداته الإلهية الكاملة المحققة : تنوعت الصور الحسية .
فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : المتجلي في الصور إنما هو الأسماء . فللتجلي في الدنيا أسماء وهي التي يقع فيها التجلي .
وفي الدار الآخرة أسماء لا تظهر أحكامها اليوم فينا ولا ندركها .
قال عليه الصلاة والسلام : «فأحمده بمحامد لا أعرفها الآن». فتلك المحامد عن تلك الأسماء . فتنوعت الصور لتنوع اللطایف. وتنوعت اللطايف لتنوع المأخذ.
وتنوعت المأخذ لكون الحق سبحانه توجه إلينا بنسب متعددة . فآخر التنوع الحس . 
وهذا ما أعطاه نور هذه الأسماء التي في هذه المواطن. فحكمنا بما أعطينا .
فإذا قلنا فيها «محال أو واجب فإنما قلنا بما أعطتنا هذه الأسماء بقوتها . والله أعلم بما يعطيه سلطان السماء التي في الدار الآخرة.
ولذلك قيل: «إن في الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
فهذا يدلك على أن تلك الأسماء تعطي ما لا تعطيه هذه الأسماء المخصوصة بموطن المدنية و به ما بأيدينا من تلك الأسماء شيء.
وقوله ، رضي الله عنه في الأصل المشروح "والله أعز من أن تشهد ذاته»، أي لا يشهد. منه إلا أسماؤه وصفاته . والحمد لله رب العالمين".

20 - شرح تجلي التحول في الصور
209 - شأن الحق في ذاته الثبات على حالة واحدة ، فتحوله إنما هو من حيث أسماؤه . وغاية تحولها ، تجليها في الصور الحسية .
والأسماء إنما تظهر أحكام بعضها في النشأة العاجلة فينا فنعلمها ونحكم عليها ؛ وبعضها يظهر في النشأة الآجلة فلا نعلمها اليوم؛ وهي المقول عليها :
"فأحمده بمحامد لا أعرفها الآن" .
فتلك المحامد عن تلك الأسماء . فرما أن تعطي الأسماء المتجلية آجلا ما لا تعطيه الأسماء المتجلية عاجلا .
ومن حيث الجملة ، نعلم أن منتهی تحول الأسماء العاجلة في الصور الحسية ، والصور الحسية في الآجل ، إنما تنقلب باطنا فيما بطن الآن فيها .
فإذا تحولت الأسماء الآجلة ، فلا نعلم فيما تتحول من الحقائق والصور؛ ذلك " مما لا عين

210 - (تنوعت الصور الحسية) التي هي منتهى التحولات الأسمائية ؛ (فتنوعت اللطائف) وهي حقائقها الباطنة من القوى البشرية والروحانية والطبيعية والأرواح والنفوس العالية والدانية والعقول المفارقة الجزئية والكلية ، التي هي أيضا من أطوار التجليات الأسمائية .
(فتنوعت المآخذ) إذ في كل شيء بحسب خصوصياته الذاتية والمرتبية مآخذ. (فتنوعت المعارف) أي الأحكام الإلهية والإمكانية والتفصيلية ، المستفادة من كل مأخذ، حسب عطيته في التجليات المظهر لها .
(فتنوعت التجليات) حسب تنوع الصور الحسية . فحكم هذا التحول دوري .
وقد ذ?ر قدس سره هذه القاعدة في الفتوحات المكية على أبلغ الوجوه هكذا:
«إنما اختلفت التجليات الاختلاف الشرائع .
واختلفت الشرائع لاختلاف النسب الإلهية .
واختلفت النسب الإلهية الاختلاف الأحوال .
واختلفت الأحوال لاختلاف الأزمان.
واختلفت الأزمان لاختلاف الحركات .
واختلفت الحركات لاختلاف التوجهات.
واختلفت التوجهات لاختلاف المقاصد.
واختلفت المقاصد لاختلاف التجليات».


211 -  ثم قال : (فوقع التحول والتبدل في الصور في عيون البشر. فلا يعاين ) أي الحق تعالى (إلا من حيث العلم والمعتقد) أي على كيفية الصور العلمية والاعتقادية ؛ فلا تعاين حقيقته كما هي .
(والله أجل وأعز من أن يشهد) كما هو.

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التجليات الإلهية من 01 - 10 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 61 - 70 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 71 - 80 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: