منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2020 10:59 am

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )    

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا على منتدى عبدالله المسافر بالله

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله منبرا الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

« 205 »
قول هاتف لعمر رضي الله عنه في الرؤيا :
أعط بعض الذهب من بيت المال لذلك الرجل الذي نام في المقابر
2115 - في ذلك الزمان سلط الله نوما علي عمر ، حتى لم يستطع أن يسيطر علي نفسه من النوم .
- فتعجب قائلا : إن هذا ليس بالأمر المعهود . . إن هذا قد أتي من الغيب . . وليس بلا هدف .
- فوضع رأسه وغلبه النوم ، فرأى حلما ، وجاءه هاتف من الحق سمعته روحه .
- وذلك النداء هو أصل كل صوت ولحن ، وهذا هو النداء الحقيقي والباقي صدى .
- ولقد فهم التركي والكردي والعربي هذا النداء بلا أذن ولا شفة .
 
2120 - وأي موضع " لذكر " الترك والتاجيك والزنج هنا ؟ لقد فهمت هذا النداء الأحجار والأخشاب .
- ففي كل لحظة يأتي منه نداء " ألست " وتتحول الجواهر والأعراض إلي وجود .
- وإن لم تصدر منهم " بلى " ، إلا أن مجيئهم من العدم هو " بلى " هذه .
- وعما قلته بشأن فهم الحجر والخشب ، انتبه إلي قصة جيدة أسوقها إليك
 
أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
منبرا بعد أن أزداد عدد المسلمين وقالوا : إننا لا نرى وجهك المبارك عند الوعظ . وسماع الرسول والصحابة لذلك الأنين ،
وسؤال الرسول عليه السلام للجذع وإجابته عليه عليه السلام صراحة
 
« 206 »
 
- إن الجذع الحنان من هجر الرسول ، أخذ يئن كأنه أرباب العقول . « 1 »
 
2125 - قال الرسول : ماذا تريد أيها الجذع ؟ قال : لقد صارت روحي من فراقك دما « 2 »
- لقد كنت مسندا لك فهل هجرتني ؟ وجعلت مسندك علي رأس المنبر ؟ « 3 »
- قال : هل تريد أن أجعل منك نخلة يقطف منها الغربي والشرقي الثمار ؟
- أو أن يجعلك الحق في ذلك العالم شجرة سرو . . . حتى تبقى نضرا أخضر إلى الأبد ؟
- قال : ما أريده هو ذلك الذي دام بقاؤه . فاستمع أيها الغافل ولا تكن أقل من خشبة .
 
2130 - فدفنوا ذلك الجذع في الأرض ، حتى يحشر يوم الدين كالخلق .
- حتى تعلم أن كل من دعاه الله إليه ، بقي عاطلا من كل أشغال الدنيا .
- وكل من يكون له مع الله شغل وشأن ، وجد الشأن هناك ، وخرج عن الشغل .
- وذلك الذي لا تكون له عطية من الأسرار ، متى يصدق أنين الجماد ؟
- إنه يقول : نعم ، لكن ليس من قلبه ، بل لمجرد الموافقة ، وحتى لا يقال له إنك من أهل النفاق .
...............................................................
( 1 ) ج / 2 - 101 : - ظل يئن في مجلس الوعظ ، بحيث سمعه الشيخ والشاب ، فتحير أصحاب الرسول متسائلين : من أي شيء يئن الجذع ذي العرض والطول .
( 2 ) ج / 2 - 101 : - وما دامت روحي قد احترقت من فراقك ، فكيف لا أئن بدونك يا روح الدنيا ؟
( 3 ) ج / 2 - 101 : - فقال الرسول : أيتها الشجرة الطيبة ، يا من صرت مع السر قرينة للإقبال .

 
« 207 »
 
2135 - ولو لم يكونوا واقفين على أمر " كن " ، لكان هذا الكلام مردودا في الدنيا .
- وإن مئات الآلاف من أهل التقليد والبرهان ، ألقى بهم نصف وهم في الظن .
- فإن تقليدهم واستدلالهم قائمان علي الظن ، بل وكل أجنحتهم وقوادمهم .
- وإن ذلك الشيطان الدني ليثير شبهة من الشبه ، فيسقط كل هؤلاء العميان منقلبين .
- وأقدام أهل الإستدلال أقدام خشبية ، والقدم الخشبية واهية تماما .
 
2140 - وهي غير قطب الزمان ذلك البصير ، فمن ثباته يصبح الجبل دائر الرأس .
- وقدم الأعمى هي العصا . . . أجل العصا ، حتى لا يسقط منقلبا فوق الحصى ! !
- أما ذاك فهو الفارس الذي صار الظفر للجيش به ، ومن هو أهل للدين ؟ سلطان البصر ! !
- والعميان وإن أبصروا الطريق بالعصا ، فإنهم أبصروه بفضل الخلق المستنيرين .
- فلو لم يكن المبصرون موجودين وسلاطين " الدين " لهلك كل العميان في الدنيا .
 
2145 - فلا زراعة تتأتي من العميان ولا حصاد ، ولا عمارة ولا تجارة ، ولا نفع .
- ولو لم يكن قد رحمكم وتفضل عليكم ، لحطم عصي استدلالكم .
- وما هي هذه العصا ؟ إنها القياسات والدليل ، ومن أعطاهم تلك العصا ؟ إنه المبصر الجليل .
 
 
« 208 »
 
- وإذا كانت العصا قد صارت عدة للحرب والجدل ، فحطم هذه العصا تحطيما أيها الضرير ! !
- لقد أعطاك العصا ، فلما تقدمت بها ، ضربته بتلك العصا غضبا ؟
 
2150 - يا حلقة العميان . . في أي عمل تخوضون ؟ ألا فلتحضروا حارسا مبصرا لكم ! !
- وانظر إلى معجزة موسى وأحمد ، عندما صارت العصا حية وصار الجذع عليما .
- ومن العصا حية ومن الجذع الحنين ، إنهم يدقون " النقارة " خمس مرات من أجل الدين .
- وإن لم تكن لذة الدين بالشيء غير المعقول ، فمتى كانت في حاجة إلى عدة معجزات ؟
 
2155 - وكل ما هو معقول يتقبله العقل دون حاجة لمعجزة ودون جر ومد .
- فانظر إلى هذا الطريق البكر غير المعقول ، وأنظر إليه مقبولا إلى قلب كل مقبل .
- ومثلما هربت الوحوش والشياطين إلى الجزر خوفا من آدم وحسدا له ،
- وأيضا خوفا من معجزات الأنبياء ، أخفى المنكرون رؤوسهم تحت الأعشاب .
- حتى يعيشوا بشرع الإسلام نفاقا ، وحتى لا نعلم من يكونون حقيقةً .
 
2160 - مثل أولئك المزورين الذين يطلون تلك السكة المزورة بالفضة " وينقشون " عليها اسم الملك .
- فظاهر ألفاظهم التوحيد والشرع ، وباطنها مثلما يُدس في الخبز حب الصرع .
- ولا جرأة للمتفلسف على الحديث ، فإن تحدث ، فإن الدين الحق يجعل قوله أنكاثا .
 
« 209 »
 
- فإن يده ورجله جمادان ، وكل ما تمليه روحه ، يطيعه هذان .
- وبالرغم من أنهم ينكرون التهمة بألسنتهم ، فإن أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم .
 
إظهار معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث الحصى في يد أبي جهل عليه اللعنة ، 
وشهادة الحصى على حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته
 
2165 - لقد كان الحصى في يد أبي جهل ، فقال : يا أحمد . . . أخبرني سريعا ، ماذا أخفي في يدي ؟
- وإذا كنت نبيا . . فما هذا المخفي في يدي ؟ ما دمت ذا خبر عن سر السماء ؟ !
- قال : ماذا تريد ؟ أقول لك ما هذا الشيء " الذي في يدك " ، أو تشهد هي أننا علي الحق والصدق ؟
- قال أبو جهل : هذه الثانية أكثر عجبا ! ! قال : أجل والحق قادر علي ما هو أكثر منها .
- ومن بين كفه المقبوضة ، أخذت كل حصاة تنطق بالشهادة على الفور .
 
2170 - وقالت لا اله إلا الله ، ونقبت در " أحمد رسول الله " .
- وعندما سمع أبو جهل هذا من الحصى ، ألقى بها غاضبا على الأرض . « 1 »
...............................................................
( 1 ) ج / 2 - 119 :
- وقال : لا يوجد ساحر آخر مثلك ، إنك زعيم السحرة وتاج رؤوسهم .
- وعندما رأى أبو جهل هذه المعجزة ، اشتعل غضبا ومضى إلى منزله .
- واتخذ طريقه منصرفا عن الرسول ، وسقط في حفرة ذلك القبيح الجهول .
- لقد رأى المعجزة وأشتد شؤمه وشقاؤه ، ومضى مسرعا نحو الكفر والزندقة .
فليكن التراب على مفرقه فقد كان أعمى ملعونا ، وكانت عينه كعين إبليس لم ير إلا التراب .
 
« 210 »
 
بقية قصة المطرب وإبلاغ أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الرسالة 
وما هتف به الهاتف
- عد واستمع إلى أحوال المطرب ، ذلك أن المطرب صار عاجزا من الانتظار .
- وهتف الهاتف بعمر : يا عمر ، ألا فلتخلص عبدنا من حاجته .
- إن لنا عبدا محترما من خواصنا ، فهيا أتعب قدمك " بالسير " نحو الجبانة .
 
2175 - إنهض يا عمر ومن بيت مال المسلمين ، خذ سبعمائة دينار لا تنقص .
- إحملها إليه ، وقل له : يا من إخترتنا ، خذ هذا القدر منا ، واعذرنا .
- إن هذا المبلغ كأجر للعزف ، فأنفقه ، وإن نفد ، فارجع إلينا .
- فنهض عمر هيابا من هذا الهاتف ، وتشمر من أجل أداء هذه الخدمة .
- واتجه إلى الجبانة وكيس الدنانير تحت إبطه ، وسار مسرعا متفحصا وباحثا .
 
2180 - وطاف كثيرا بالجبانة في سرعة ، فلم ير أحدا هناك غير ذلك الشيخ .
- فقال في نفسه : لا يمكن أن يكون هذا ، وأخذ يسرع ، وأحس بالتعب ، ولم ير سوى ذلك الشيخ .
- فقال في نفسه : لقد قال الحق إن لنا عبدا صافيا جديرا مباركا ؛
- فمتى يكون عازف الصنج الشيخ من خواص الله ؟ فيا لك من سر عجيب ، يا لك من سر عجيب ! !
- وطاف مرة ثانية بالجبانة ، وكأنه أسد يجوب الصحراء في أثر صيد .
 
2185 - وعندما تيقن من أنه لا يوجد سوى الشيخ ، قال : ما أكثر القلوب المضيئة الموجودة في الظلمة 

 
 
« 211 »
 
- واقترب منه ، وجلس بأدب شديد ، فتملكته عطسة ، فقفز الشيخ من مكانه .
- ورأى عمر ، فاشتدت دهشته ، وهم بالسير ، وقد تملكته رعدة .
- وهتف في باطنه ، يا الهي ، منك الغياث ، لقد وقع المحتسب على شيخ ضعيف عازف على الصنج .
- وعندما نظر عمر إلى وجه الشيخ ، رآه خجلا شاحبا .
 
2190 - فقال له عمر : لا تخف ، ولا تهلع مني ، فلقد جئتك بالبشارات من الحق .
- ولقد مدح الله تعالى خلقك كثيرا ، حتى صار عمر عاشقا لرؤية وجهك .
- فاجلس إليّ ، ولا تعزف لحن الفراق ، حتى أفضي إليك بسر عن الإقبال .
- إن الحق يقرؤك السلام ويسألك : كيف أنت من آلامك وأحزانك التي لا حد لها ؟
- وهاك مبلغ ضئيل من المال ثمنا للعزف ، أنفقها ، ثم إرجع إلى .
 
2195 - وعندما سمع الشيخ هذا الكلام صار مرتعدا ، وأخذ يعض على يديه ، كما أخذ جسده يهتز .
- وأخذ يصيح : يا الها بلا نظير ، كفي ، فقد ذاب الشيخ المسكين خجلا .
- وعندما بكى كثيرا وزاد ألمه عن الحد ، ألقى بالصنج على الأرض وحطمه .
- وقال : يا من كانت حجابا لي عن الإله ، ويا قاطع طريقي في الطريق الملكي .
- ويا من شربت دمي طيلة سبعين عاما ، ويا من إسود وجهي منك أمام الكمال .
 
2200 - ويا إلهي يا ذا العطاء والوفاء ، إرحم من ضاع عمره في الجفاء .
- ولقد وهب الحق عمرا لا يعرف أحد في الدنيا قيمة كل يوم منه .
- ولقد أنفقت عمري لحظة بلحظة ، وأضعته هباء على وتري الجهير والخفيض ! !

 
« 212 »
 
- آه . . فمن ذكر مقام العراق ولحنه ، ذهبت عن ذاكرتي لحظة الفراق المرة .
- ويلاه ، فمن ليونة مقام " الزير افكند " الصغير ، جفت مزرعة قلبي ومات القلب ! !
 
2205 - ويلاه ، فمن هذه الشعب الأربعة وعشرين ، مضت القافلة ، ومال النهار إلى الزوال .
- يا إلهي ، الغياث من هذا المستغيث ، إنني أريد حقي ، لا من أحد ، بل من هذا المطالب بالحق .
- فلن أجد حقي من أحد ، لن أجده إلا من ذلك الذي هو أقرب إلى مني ! ! 
- فمن هذه الأنية يحيق بي ما يحيق بي لحظة بعد لحظة ، ومن ثم فأنا أراه عندما قلت الأنية داخلي .
- ومثل ذلك الشيخ ، ليكن بصرك مثبتا عليه ، لا على من يعد لك الذهب . « 1 »
 
تحويل عمر رضي الله عنه نظره من مقام البكاء الذي
هو وجود إلى مقام الاستغراق
 
2210 - فقال له عمر : إن نواحك هذا من آثار حضورك وانتباهك . « 2 »
- فالماضي والمستقبل كلاهما حجاب بينك وبين الله ، وذكر الماضي هو من قبيل الانتباه .
- فلتضرم النار في كليهما معا ، فأنت مليء بالعقد منهما معا كأنك القصبة ! !
...............................................................
( 1 ) ج / 2 - 122 : - هكذا ظل في بكائه وأنينه ، يحصي جرم عمره الطويل .
( 2 ) ج / 2 - 149 : - ثم نقله سريعا من تلك الحالة ، ودعاه من حال الاعتذار صوب الاستغراق .


 
« 213 »
 
- وما دامت القصبة بعقدها فهي ليست قرينة للسر ، ولا تكون جليسة لنلك الشفاة ولا لذلك الصوت ! ! 
- فما دمت في طواف ، فأنت في مقام هذا الطواف ، وإن عدت إلى الدار فأنت مع ذاتك .
 
2215 - وما دمت مطوقا بشيء ، فأنت تطوق ذاتك بهذا الشيء ، وعندما تعود إلى الدار ، فأنت مع ذاتك
- ويا من أخبارك تدل على جهلك بالمخبر ، إن توبتك أقبح من الذنب .
- ويا باحثا عن التوبة عن حالك الماضي ، متى تتوب عن هذه التوبة ؟ أخبرني ! !
- حينا تجعل الصوت الخفيض قبلة لك ، وحينا تقبل موضع البكاء .
- وعندما صار الفاروق مرآة للأسرار ، صارت روح الشيخ مستيقظة داخله .
 
2220 - وصار كالروح فارغا من الضحك والبكاء ، لقد مضت روحه ، وحيت فيه روح أخرى .
- وحلت بباطنه حيرة في ذلك الزمان ، بحيث صار خارج السماوات والأرضين .
- وثمة بحث فيما وراء البحث ، وأنا لا أدريه ، وإن كنت تدريه ، قل .
- وهناك حال ومقال وراء الحال والمقال ، غارق في جمال ذي الجلال .
- غرقا لا يكون منه خلاص ، ولا يعرفه أحد ، اللهم إلا البحر .
 
2225 - إنك عقل جزئي لا تكون متحدثا عن العقل الكلي ، إن لم يكن لك طلب وراء طلب .
- وعندما يصل ، يتوالى الطلب بعد الطلب ، يصل موج ذلك البحر إلى هذا المكان .



« 214 »
 
- وعندما وصلت قصة أحوال الشيخ إلى هذا الحد ، توارى الشيخ وتوارت أحواله بالحجاب .
- ولقد نفض الشيخ طرف ثوبه عن القيل والقال ، ونصف ما قاله بقي محبوسا في أفواهنا .
- ومن أجل القيام بهذا اللهو والسرور ، تنبغي التضحية بمئات الآلاف من الأرواح .
 
2230 - فعد ثانية نحو صيد أجمة الروح ، وكن مثل شمس الدنيا مقامرا بالروح .
- إن الشمس العالية خلقت مضحية بالروح ، وفي كل لحظة تفرغ ثم تملأ .
- فلتضح بالروح يا شمس المعني ، ولتبد الجدة في العالم القديم .
- والروح والنفس في وجود الإنسان ، يصلهما المدد من الغيب مثل الماء الجاري
 
تفسير دعاء الملكين اللذين يناديان كل يوم في الأسواق :
اللهم أعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا وبيان أن ذلك المنفق
هو المجاهد في طريق الحق لا المسرف في طريق الهوى
 
- قال الرسول عليه السلام : هناك ملكان يناديان دائما نداء حلوا ناصحين :
 
2235 - هو : يا إلهي أشبع المنفقين ، وعوضهم عن كل درهم بمائة ألف . « 1 »
- ويا إلهي لا تعط الممسكين في الدنيا ، إلا خسرانا في خسران .
...............................................................
( 1 ) ج / 2 - 140 : - يا إلهي أعط المنفقين الخلف ، ويا إلهي اجعل التلف يحيق بالممسكين . 
- فانظر إلى محل المنفق ومحل الممسك ، ما دام الموضع يكون مؤثرا .

 
« 215 »
 
- وما أكثر الإمساك الذي هو أفضل من الإنفاق ، فلا تنفق مال الحق إلا بأمر الحق .
- حتى تجد العوض كنزا لا نفاد له ، وحتى لا تكون من عداد الكافرين .
- واستفسر عن أمر الحق من أحد الواصلين ، وأمر الحق لا يدركه كل قلب .
 
2240 - وفي القرآن إنذار لأهل الغفلة ، إن كل ما ينفقونه سوف يكون عليهم حسرة .
- وكبراء مكة في قتالهم للرسول ، قدموا القرابين على أمل القبول .
- لقد كانوا يقدمون القرابين ، حتى تنتصر سيوفهم على المصطفى ،
- مثل عبد آبق بذل مال الملك للمتمردين على أن هذا عدل .
- وعدل هذا الآبق وعطاؤه ماذا يزيده عند الملك إلا البعد والوجه الأسود . « 1 »
 
2245 - ومن هنا يقول المؤمن في الصلاة من خوفه : اهدنا الصراط المستقيم .
- وذلك المنح للدراهم لائق بالسخي ، لكن سخاء العاشق في حد ذاته هو بذل الروح .
- إنك تجود بالخبز من أجل الحق فيهبك الخبز ، وتجود بالروح من أجل الحق ، فيهبك الروح .
- فإن تساقطت أوراق شجرة السنار هذه ، فإن الحق يهبها القدرة على الاستغناء .
- وإن لم يبق مال في يدك من الجود ، فكيف يجعلك فضل الله مهانا ؟
 
2250 - وكل من يزرع ، ثم تصبح أهراؤه خالية ، يكون البهاء موجودا في مزرعته .
- وذلك الذي يبقى في الأهراء لأنه أمسك عن إنفاقه ، تأتي عليه فئران الحادثات والسوس .
...............................................................
( 1 ) ج / 2 - 140 : -
والغريب أن الغلمان الأتراك يظنونها عدلا ، ويقول أحدهم : لقد آثرت وبذلت بسخاء .
 
 
« 216 »
 
- فهذه الدنيا نفي ، وليكن بحثك في الإثبات ، وصورتك صفر فابحث عن معناك .
- والروح المالحة المرة معرضة للسياف ، فاشتر الروح التي هي كالبحر العذب .
- وإذا لم تكن تعلم الانصراف عن هذه العتبة ، استمع مني مرة إلى هذه القصة .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: شرح أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2020 11:00 am

شرح أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )    

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله منبرا الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

شرح أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا 

( 2117 - 2118 ) : الصوت والكلام من آثار الوجود وكل ما يتصف بالوجود وجد وجوده من الله تعالى أصل الوجود ، ووجود الآخرين مستمد منه ، فالنداء الإلهى إذن هو أصل كل الأصوات وأصوات كل الموجودات انعكاس لصوته . والعالم السفلى في رأى الحكماء قابل للأمر من العالم العلوي والعالم البشرى في كل الأحوال ظل للعالم الإلهى ( نقلا عن الإمتاع والمؤانسة للتوحيدى عن فروزانفر ص 857 ) والله تعالى يسمع خلقه صوته بلا واسطة وهو في رأى الصوفية اتصال مباشر خلافا لرأى الحكماء ، وكذلك فإن لكل موجود بحسب إمكانه وافتقاره إتصالًا بالله تعالى " اتصال بلا تكيف ولا قياس " والله تعالى يبث أسراره لعبده حينا بالصوت ، وحينا بالإلقاء في القلب ، وهذا أمر ليس مخصوصا بالبشر لكنه أيضا عطاء يحدث أحيانا للجماد .
( عن فروزانفر 858 ) .
 
( 2121 - 2123 ) : "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ، شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ" ( الأعراف / 172 ) إشارة إلى يوم العهد ويوم الميثاق ويوم عقد ميثاق العبودية للبشر أجمعين مع الله سبحانه وتعالى وللصوفية معاني عديدة يستنبطونها من هذه الآية الكريمة ، ويقول مولانا هنا إن هذا النداء مستمر ومتصل ، ولا يرسل موجود من عالم العدم إلى الوجود إلا بعد أخذ الميثاق عليه ، ومجرد مجيئنا إلى عالم الوجود إقرار منا بهذه العبودية " الخلق هو الشاهد " .

 
« 498 »
 
( 2124 - 2130 ) : ليست هذه العطية خاصة بالبشر ولكن للجماد نصيب منها . . . ويسوق مولانا دليلا : " كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلّم يصغى إلى جذع وكان عريشا فكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس ويسمع الناس ، قال نعم ، فصنع له ثلاث درجات فصعد النبي فقام عليه كما كان يقوم فأصغى إليه الجذع فقال له رسول الله : أسكن فقال النبي لأصحابه هذا الجذع حن إلى فقال النبي : أسكن إن تشأ أغرسك في الجنة فيأكل منك الصالحون وإن تشأ أغرسك رطبا كما كنت ، فاختار الآخرة على الدنيا ( مآخذ / 24 ) . وبناء على نفس هذه الروايات أنهم دفنوا الجذع في الأرض أو وضعوه في سقف المسجد ، ويروى البعض ان أبي بن كعب نقل الجذع إلى بيته بعد وفاة الرسول . صلى اللّه عليه وسلّم 
 
( 2132 - 2139 ) : إن الله سبحانه وتعالى يجتبى من خلقه من يراه أهلا لهذه العطية ، ومن كان جل شغله هو الله تعالى ، ومن ثم . . . فلا تتوقع من أحد لم يوهب عطية الأسرار أن يصدق أنين الجذع . . . وحتى إن صدق بلسانه فإنما يقوم بذلك خوفا من أن يُتهم ، وهناك من أهل التقليد والدليل من الفلاسفة والمعتزلة لينكرون هذا الأمر إنكارا تاما . . . ويرون أن الحياة شرط للإدراك ( انظر لتفصيلات أكثر في هذا الموضوع 1009 - 1029 وشروحها ) وكان حكماء الإسلام يعتبرون أقوال أرسطو وأفلاطون من قبيل الأصول الثابتة العلمية ( وهذا هو ما لا يصل إلى مرتبة الوهم بل هو في رأى مولانا نصف وهم . . . 
ومن قبيل الظن الذي لا يغنى عن العلم شيئا ) وقد أثار ابن سينا جدلا شديداً في أوساط الصوفية ( الغزالي ) والمفسرين على السواء ( فخر الدين الرازي ومدرسته ) فالفلسفة في رأى مولانا ذات جانب تقليدى ، والظن من صفات النفس ومن إدراك السالك الذي لا يزال في مقام النفس ( انظر لتفصيلات شرح فروزانفر 867 - 870 ) ومن ثم يصف مولانا بأن أدلتهم من قبيل الأقدام الخشبية . . . واهية . . . تنكسر عند أول حجر عثرة في الطريق .

 
« 499 »
 
( 2140 - 2153 ) : إن رجلا واحدا هو القطب " وهو شخص فريد محل نظر الله من كل الدنيا وهو موجود في كل عصر وعلى قلب إسرافيل " . . . والقطب - في رأى ابن العربى - هو مدار أمر الجماعة من البدلاء والأوتاد ، والأقطاب المحمديون إثنا عشر شخصا كل منهم تابع لواحد من الأنبياء ، والرأي السائد أن القطب واحد ويمسى أيضا بالغوث والغوث الأعظم 
( انظر عن القطب الكتاب الخامس ، الأبيات 2341 - 2354 وشروحها ) 
والقطب هو البصير ، ومن سواه عميان يتوكأون على العصى الخشبية ، فالعصى هي في الحقيقة أقدامهم ، وأهل القلوب هم الآخذون بأيدي عمى الأبصار ، ومن رحمة الله أن تستمر هذه الأقدام الخشبية 
( فلو لم تكن موجودة متى كان أصحاب البصائر يعرفون ؟ ! ! ) 
لكن أتراه يمنحك هذه العصا من أجل أن تهاجمه بها ؟ لما ذا لا تجعل منها عصا كعصا موسى تلقف ما يأفكون ؟ ! 
لما ذا لا تكون عصاك كالجذع الحنان تحن إلى الأنبياء والأولياء وتميل إليهم وتشتاق إليهم ، ألست ترى التشابه بين العصا و " عصى " ؟ ! ! وألم تقرأ " فعصى آدم ربه فغوى " وألا تعلم أن عصا موسى وتحولها إلى أفعى وأنين الجذع الحنان إمارة السلطة المطلقة الدائمة إلى يوم القيامة ( وهي النوبات الخمس ) .
 
( 2154 - 2164 ) : لو لم تكن لذة الدين من قبل اللذائذ التي لا تدرك بالعقل . . . لما كان الأمر في حاجة إلى بيان معجزات ، ومن ثم فإنك منكر لهذا الطريق لأنه بالنسبة لك طريق بكر وغير مطروق . . . وأنت تهرب منه بإنكاره ولا تقوى على مناقشته ، مثلما هربت الوحوش والجن من بني آدم لأنها لا قبل لها به وبصراعه ولا أمل لها في التغلب عليه ، وليت هؤلاء يهربون فحسب ، بل تراهم ينافقون ، ويتحدثون بألفاظ الشرع والتوحيد ، ويدسون فيها الشريف ، مثلما يدس حب الزوان ( حب الصرع ) في الخبز فيمرره ( أو مثلما يدس الثوم في حلوى اللوز ) . وأليس هذا المتفلسف يرى يده ورجله طوع أمره ؟ . . . فكيف إذن لم يفهم قوله تعالى "وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ

 
« 500 »
 
أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ" ( يس / 65 ) ويرى فروزانفر ( شرح / 882 ) . أن المقصود جماعة ممن كانوا يحاولون التلفيق بين الشريعة والفلسفة مثل أبى زيد البلخي ( متوفى 32 ) وأبى تمام النيشابوري وأبى الحسن محمد بن يوسف العامري وإخوان الصفا ، وليت مولانا قد عاش إلى زمن رأينا فيه الذين ينقضون الأحكام الشرعية وينكرون الحديث ويرون القرآن نصا إنسانيا ابن زمانه ويهاجمون الحدود ، يسمون بالمفكرين الإسلاميين ! ! ! ناهيك عن أولئك الذي يلفقون بين الماركسية والإسلام ! ! 
 
( 2165 ) : عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع النبي صلى اللّه عليه وسلّم فأخذ حصيات في كفه فسبحن ، ثم وضعهن في الأرض فسكتن ثم أخذهن فسبحن " ( شرح فروزانفر ص 882 عن دلائل النبوة للبيهقي ، ط مصر ) .
 
( 2189 ) : يطلق لقب المحتسب على عمر رضي الله عنه لشدته في أمور الحسبة .
 
( 2202 - 2205 ) : يتحدث عازف الصنج بمصطلحات الموسيقى ويجرى مولانا على ألسنة شخصياته دائما ما يتناسب مع صنعتهم والأدوار إثنى عشر هي نوى وأبو سليك وراست وعراق وأصفهان وزير افكند وبزرك وزنجوله وراهوى وحسينى وحجازي والزير على قسمين : صغير وكبير أحدهما في خفيض هذا المقام والثاني في جهيره ، والزير افكند تأثيره في ترطيب الطبائع والشعب أربعة وعشرون لأن لكل مقام شعبتين ( لتفصيلات شرح فروزانفر 888 - 890 ) .
 
( 2206 - 2209 ) : يا ربي ، أشكو إليك نفسي ، يا من أنت أقرب إلى منى "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ( ق / 16 ) لكن أمنيتى كانت حجابا ، وها هو الحجاب يرتفع ، فليكن بصرك مثبتا عليه مثلما ثبت بصرك على من يهبك الذهب ويعده لك بحيث تذهل عن نفسك .
 
( 2210 - 2218 ) : يقول سيدنا عمر رضي الله عنه ( المرشد ) للشيخ عازف الصنج إن بكاءه
 
 
« 501 »
 
دليل على الصحو والحضور والانتباه ، وإثبات الوجود الجزئي أمام الوجود الكلى من قبل الذنب . . . فكأن مولانا يفضل السكر عن الصحو . . . فرؤية النفس ذنب عظيم ومن هنا قيل :
وإن قلت ما أذنبت قالت مجيبة * وجودك ذنب لا يقاس به ذنبأ
و ما يقول الحلاج :
بيني وبينك انى ينازعني * فارفع بلطفك إنيى من البين
وكل هذه بمثابة العقد في القصبة ، والقصبة إذا كانت مليئة بالعقد لا تصلح لأن تكون نايا ليبث الأسرار ، فأنت مع ذاتك سواء كنت في طواف خارج هذه الذات ، أو عدت من طوافك إلى دارك ، فأنت أيضاً مع ذاتك ، وهكذا فإنك لكي تتوب تضحى باستغراقك في الله ومن ثم فتوبتك أقبح من ذنبك ، إذ تنشغل في تذكر ماضيك ، " التوبة أن تنسى ذنبك " وقال جعفر الصادق رضي الله عنه :
التوبة غفلة عن الذنب ، وقال ذو النون : توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلة ، وقال الجنيد : دخلت على السرى فرأيته متغيرا فقلت له : مالك ؟ قال : دخل على شاب فسألني عن التوبة فقلت له : أن لا تنسى ذنبك ، فعارضني وقال : التوبة أن تنسى ذنبك ، فقلت : الأمر عندي ما قاله الشاب فقال : لم ؟ فقلت : إني إذا كنت في حال الجفاء فنقلنى إلى حال الوفاء فذكر الجفاء في حال الصفاء جفاء ( مولوى 1 / 402 ) . 
وهكذا أنت : عندما تريد أن تخبر عنى المخبر فإن كل أخبارك تدل على جهلك ، . . . إنك تخبر عن نفسك وبمعيارك وميزانك في حين " ان ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره " ، ( أحاديث مثنوى / 142 ) فأنت في أوان ذنبك عاكفٌ على موسيقاك ، وفي أوان توبتك تبكى وتنوح ، في حين أن " من عرف الله كل لسانه " فدعك من وجودك والاهتمام بوجودك حتى تصل إلى الله .
 
( 2219 - 2228 ) : وهكذا يكون تأثير المرشد في المريد : لقد حلت في الشيخ روح أخرى ، لقد

 
« 502 »
 
فرغ من الضحك والبكاء ومن السرور ومن الحزن ، وماتت روحه الحيوانية وحلت فيه روح قدسية ، فوراء كل هذه الأحوال حال الاستغراق في جمال ذي الجلال ، ولا يسفر هذا الحال إلا عن الحيرة ، والحيرة هي الصمت ، ومن هنا فالحديث لا يجوز هنا ، فالعقل الجزئي لا يستطيع الحديث عن الكلى ، اللهم إلا إذا واصل مرحلة الطلب ولم يقعد عنه ، فإن فعل ، يصل موج هذا البحر الكلى إلى العقل الجزئي ، وعندما وصل الشيخ عازف الصنج إلى هذا الحال ، كف تماما عن الكلام ، ومن هنا نترك هذه الحكاية ولم نقل إلا نصفها ! ! 
 
( 2229 - 2232 ) : يبدو ان حالا من البسط والسرور قد أصاب روح الشيخ عازف الصنج ، نتيجة لمعرفته بالله التي تتأتى من التضحية بمئات الأرواح ، فعد إلى صيد المعاني من أجمة الروح ، وانشر النور مثل شمس الدنيا . . . ولتجدد الحياة في هذا العالم القديم ، فإن المدد لا يزال يصل إلى نفسك وروحك من الغيب .
 
( 2234 ) : بعد المدد الروحي في قصة الشيخ عازف الصنج ، يقدم مولانا مددا أخلاقيا ( عن الإنفاق والإمساك ) ويمهد به للحكاية التالية من حكايات المثنوى ، والعنوان مقتبس من الحديث الشريف " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا ) ( أحاديث مثنوى / 24 ) .
 
( 2240 - 2242 ) : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ" ( الأنفال / 36 ) والإشارة إلى كبار المشركين في موقعة بدر الكبرى وكانوا اثنى عشر شخصا ينحرون في كل يوم عشرة من الإبل لإطعام الكفار ومن ثم سموا بالمطعمين ، وقيل نزلت الآية في أبي سفيان الذي أنفق على المشركين في أحد أربعين أوقية من الذهب ، ليس كل إنفاق إذن محمود . . . أنظر فيم تنفق . . . وفي سبيل ما ذا تنفق .

 
« 503 »
 
( 2245 ) : الدعاء في الصلاة "اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ" أي اجعل أعمالنا كلها صحيحة النية وفي موضعها .
 
( 2246 - 2252 ) : " وما أنفقتم من شئ فإن الله يخلفه " والبيت الثاني ناظر إلى قول عيسى عليه السلام " ان استطعت ان تجعل كنزك حيث لا يأكله السوس ولا تدركه اللصوص فافعل " ( شرح فروزانفر ص 912 ) .
 
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.docx    أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2020 11:01 am

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.docx 

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.txt 

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.pdf 



عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجىء رسول الروم إلى عمر رضي الله عنه ورؤيته لكراماته المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» إلقاء الخصم بصقة في وجه أمير المؤمنين كرم الله وجهه المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» ديباجة مولانا الدفتر الأول المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» أول من قاس النص بالقياس إبليس المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» قصة عازف الصنج الشيخ الذي كان في عهد عمر المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: