منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"

اذهب الى الأسفل 
+2
الدرويش
الانسان
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الانسان




عدد الرسائل : 33
تاريخ التسجيل : 27/09/2007

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالإثنين أكتوبر 15, 2007 2:33 am

بسم الله الرحمن الرحيم


معنى الضلال في قوله- تعالى- : "ووجدك ضالاً فهدى"

الذين لم يرفعوا في معرفة نبيهم رأساً من معتقل الطبيعة الأرضية لم يهتدوا إلى معنى من الآية الكريمة سوى أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان "ضالاً" أي مجهولا في قومه فهداهم الله إلى نبوته.

ولكن للمتعلقين بأنوار ولايته مشاهد بعضها أجلى من بعض وأهدى ما وسعتها أرض ولا سماء ووسعها قلب العبد المؤمن

المشهد الأول:

أن الأسماء الإلهية قد عُلّمت وتعينت في الحضرة الآدمية والصورة الإنسانية الجامعة المشار إليها بقوله تعالى :"وعلم آدم الأسماء كلها" بعد أن كانت مكتنزة في الغيب غير ممتازة بارتسام معنوي ولا تفصيل علمي فضلاً عن التركيب الوجودي. فكانت نبوة آدم مفتاح الهداية والتعريف وقد روى العلقمي شارح الجامع الصغير عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كنت نوراً بين يدي ربي عزوجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام"[1] . فكشف هذا الحديث وأمثاله عن مقام له صلى الله عليه وآله وسلم قبل تعين الأسماء .فالضلال إشارة إلى هذا المقام الجمعي الذي لم تتعين فيه الإسماء الإلهية، وظهر منه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بنـزوله إلى الهدى الأسمائي. وقد كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:
زدني تحيراً
إشارة إلى ذلك المقام اللا تعيني، وقل مثل ذلك في قوله تعالى:
ماكنت تدري ماالكتاب[2]
فالكتابة هي الكلمات التي تقطع إليها النفس فانطبعت في قابل، لذلك لا خبر عنها في عالم الكلمات التامات العلمية المستجّنة في الغيب بنحو الجمع وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم
أوتيت جوامع الكلم[3] .

المشهد الثاني
أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان نبياً وآدم بين الماء والطين[4]


والنبوة هدى والإنباء تعيين...... فما معنى الضلال بحق من هو نبي قبل تعين الأسماء؟

الجواب: أن الآدمية مفتاح دائرة النبوة المحمدية وأول آية فرقت من قرآنه الجامع وهي من مقاماته التي سرى فيها بجسده، ومستهل منازل شهره، فهدى بنبوته ضلال آدميته المعماة بين الماء والطين، وفي رواية المناقب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كنت نبياً وآدم منخول في طينته[5]، ولم يكن إسراءه من خلق إلى حق لأن الحق معه معية ذاتية وإنما "ليريه من آياته" فهو إسراء تنزلي في ليل المقادير ولذا قال: "ليلاً" في المنازل القمرية لحضرة الإنسان، ولكنه إسراء إلى الله "لو دليتم بحبل لهبط على الله" "وهو بكل شيء محيط" "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله". وقد كان إسراء يونس في الماء في بطن الحوت إسراء إلى الله.
قال في الفتوحات المكية ج 4 - ص 39 - 40
"ثم دنا في إسراءه إلى السماوات ليريه من آياته فتدلى فقوى ذلك منبها ومشيرا على أنه عين الحبل الوارد المذكور في الخبر فدل إن نسبة الصعود والهبوط على السواء في حقه فجمع بين خبر صاحب الحوت وصاحب الإسراء أنه لم يكن واحد منهما بأقرب إلى الحق من الآخر فهي إشارة إلى عدم التحيز وإن الذات مجهولة غير مقيدة بقيد معين فكان من آياته التي أراه ليلة إسراءه كونه تدلى في حال عروجه".
ومنه يعرف مراد الشيخ في الفتوحات أن إسراء محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان بجسده دون سائر الأولياء فإنهم يسرون بأرواحهم، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يسري في منازل جسده قال بعض الأئمة في زيارته صلى الله عليه وآله وسلم:
"السلام على من روحه نسخة الأحدية في اللاهوت وجسده جملة معاني الملك والملكوت" .
وأما من يسري بروحه من الخلق في معراج معرفة نفسه فهو يغيب عن جسده ويدخل طارئاً على الحضرات وهذا من رحمة الله به لأنه لو رأى حضرة من تلك الحضرات جسداً له لتعشق بها وكابد في استخلاص نفسه منها كما كابد في الاستخلاص من جسده الأصغر[6]. وقد تعينت النبوات في دائرة نبوته قال صلى الله عليه وآله وسلم: "آدم ومن دونه تحت لوائي"


قال الشيخ القونوي في مفتاح الغيب ص 110

"فان قلت : فكيف يتصف بالعلم من لم يتعين بعد ؟ فنقول : اعلم أن أرواح الكمل وان سميت جزئية بالاعتبار العام المشترك ، فان منها ما هو كلي الوصف والذات ، فيتصف بالعلم وغيره قبل تعينه بهذا المزاج العنصري من حيث تعينه بنفس تعين الروح الإلهي الأصلي وفي مرتبة النفس الكلية ، فيكون نفس تعين الروح الإلهي بمظهره القدسي تعينا له ، فيشارك الروح الإلهي في معرفة ما شاء الله ان يعرفه من علومه على مقدار سعة دائرة مرتبته التي يظهر تحققه بها في اخر امره . ثم يتعين هو في كل مرتبة وعالم يمر عليها إلى حين اتصاله بهذه النشأة العنصرية تعينا يقتضيه حكم الروح الأصلي الإلهي في ذلك العالم وتلك المرتبة ، فيعلم حالتئذ مما يعلمه الروح الإلهي ما شاء الله على ما سبق التنبيه عليه ، فافهم هذا ، فإنه من أجل الاسرار ، ومتى كشفته عرفت سر قوله صلى الله عليه وآله : كنت نبيا وادم بين الماء والطين" .



المشهد الثالث

الأسماء الذاتية الإلهية تعينت بين الواحد وأحديته[7] في تعقل ذاتي وإرتسام علمي إجمالي.

وفي مناجاة الإمام علي بن الحسين زين العابدين:

ضلت فيك الصفات وتفسخت دونك النعوت

فهذا مفتاح المشهد الثالث من المشاهد الإلهية لقوله تعالى "ووجدك ضالاً فهدى"

فإن الواحد أول إسم تعين ولا يعقل منه إلا العين من غير تركيب ولا فرق بين مدلول الواحد والشئ فإنه دليل على ذات غير مركبة إذ لو كانت مركبة لم يصح اسم الواحد ولا الشئ عليه حقيقة[8]. ومابين كون الواحد هو نفسه فحسب من غير أن تعقل الوحدة صفة له أو اسم حيث ضلت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وبين كونه تعقل وحدته وشيئية الشيء من غير إمتياز في حضرة نفي الشيئية في قوله "كان الله ولا شيء معه"، تعينت مرتبة الانسان فأشير إلى مرتبته بين الضلال والهدى وليست غير مرتبة تعقل الواحد للحروف الأصلية في ذاته من غير امتياز في وحدة صرفة حقيقية. وفي سر اندراج الكثرة والكثير في الوحدة والواحد مثلوا بالمداد مع الدواة فهو نظير مرتبة الامكان بما حوته من الممكنات من حيث إحاطة الحق بها وجودا وعلما، وحقائق الأسماء كالحروف الكامنة في الدواة.

وليس وراء هذين الحكمين للواحد غير الغيب الذاتي المجهول[9].








[1] - العجلوني، كشف الخفاء ج2 ص129


[2]الشورى :52


[3] مناقب آل أبي طالب ج1ص124، والجامع الصغير ج1ص175.


[size=24][4]][color=#000000]روى الحاكم في المستدرك بإسناده عن ميسرة الفجر قال:" قلت لرسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- : متى كنت نبياً قال: وآدم بين الروح والجسد" ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد[4] وأخرجه أحمد والترمذي والبخاري في تاريخه. وروى ابن شهر آشوب في المناقب والحافظ ابن حجر في بعض أجوبته"...وآدم بين الماء والطين" وقواه[4].

وفي بعض الروايات "كنت نبياً ولا آدم ولا ماء ولا طين"


[5] ابن شهر اشوب مناقب آل أبي طالب ج1 ص184


[6]]قال الشيخ في الفتوحات المكية ج 3 - ص 342-345

"أن الإسراء كان بجسمه في هذه المواطن كلها ..... وأما الأولياء فلهم إسراءات روحانية برزخية يشاهدون فيها معاني متجسدة في صور محسوسة للخيال يعطون العلم بما تتضمنه تلك الصور من المعاني.....

فإذا أراد الله تعالى أن يسرى بأرواح من شاء من ورثة رسله وأوليائه لأجل أن يريهم من آياته فهو إسراء لزيادة علم وفتح عين فهم فيختلف مسراهم فمنهم من أسرى به فيه فهذا الإسراء فيه حل تركيبهم فيوقفهم بهذا الإسراء على ما يناسبهم من كل عالم بأن يمر بهم على أصناف العالم المركب والبسيط فيترك مع كل عالم من ذاته ما يناسبه وصورة تركه معه أن يرسل الله بينه وبين ما ترك منه مع ذلك الصنف من العالم حجابا فلا يشهده ويبقى له شهود ما بقي حتى يبقى بالسر الإلهي الذي هو الوجه الخاص الذي من الله إليه فإذا بقي وحده رفع عنه حجاب الستر فيبقى معه تعالى كما بقي كل شئ منه مع مناسبه فيبقى العبد في هذا الإسراء هو لا هو فإذا بقي هو لا هو أسرى به من حيث هو لا من حيث لا هو إسراء معنويا لطيفا فيه...كذلك ينظر الإنسان نفسه من حيث هو على صورة الحق لا من حيث هو على صورة العالم وإن كان العالم على صورة الحق ولما كان الترتيب على ما وقع عليه الوجود لتأخر النشأة الجسمية الإنسانية عن العالم فكانت آخرا فظهرت في نشأتها على صورة العالم وما كان العالم على الكمال في صورة الحق حتى وجد الإنسان فيه فبه كمل العالم فهو الأول بالمرتبة والآخر بالوجود فالإنسان من حيث رتبته أقدم من حيث جسميته فالعالم بالإنسان على صورة الحق والإنسان دون العالم على صورة الحق والعالم دون الإنسان ليس على الكمال في صورة الحق"


[7] قال الشيخ في الفتوحات ج4 ص :

" ما في الوجود إلا واحد واحد لا بد من ذلك ثم تكون النسب بين الواحد والأحد بحسب معقولية تلك النسبة ... فاجعل ذلك كله نسبا أو أسماء أو صفات والأولى أن تكون اسما ولا بد لأن الشرع الإلهي ما ورد في حق الحق بالصفات ولا بالنسب وإنما ورد بالأسماء فقال ولله الأسماء الحسنى وليست سوى هذه النسب


[8] - قال الشيخ في الفتوحات المكية ج 2 - ص 57

أول الأسماء الواحد الأحد وهو اسم واحد مركب تركيب بعلبك ورامهرمز والرحمن الرحيم لا نريد بذلك اسمين وإنما كان الواحد الأحد أول الأسماء لأن الاسم موضوع للدلالة وهي العلمية الدالة على عين الذات لا من حيث نسبة ما يوصف بها كالأسماء الجوامد للأشياء وليس أخص في العلمية من الواحد الأحد لأنه اسم ذاتي له يعطيه هذا اللفظ بحكم المطابقة فإن قلت فالله أولى بالأولية من الواحد الأحد لأن الله ينعت بالواحد الواحد ولا ينعت بالله قلنا مدلول الله يطلب العالم بجميع ما فيه فهو له كاسم الملك أو السلطان فهو اسم للمرتبة لا للذات والأحد اسم ذاتي لا يتوهم معه دلالة على غير العين فلهذا لم يصح أن يكون الله أول الأسماء فلم يبق إلا الواحد حيث لا يعقل منه إلا العين من غير تركيب ولو تسمى بالشئ لسميناه الشئ وكان أول الأسماء لكنه لم يرد في الأسماء الإلهية يا شئ ولا فرق بين مدلول الواحد والشئ فإنه دليل على ذات غير مركبة إذ لو كانت مركبة لم يصح اسم الواحد ولا الشئ عليه حقيقة فلا مثل له ولا شبه يتميز عنه شخصيته فهو الواحد الأحد في ذاته لذاته ومع هذا فقد قررنا إن الأسماء عبارة عن نسب فما نسبة هذا الاسم الأول ولا أثر له منه يطلبه قلنا أما النسبة التي أوجبت له هذا الاسم فمعلومة وذلك أن في مقابلة وجوده أعيانا ثابتة لا وجود لها إلا بطريق الاستفادة من وجود الحق فتكون مظاهره في ذلك الاتصاف بالوجود وهي أعيان لذاتها ما هي أعيان لموجب ولا لعلة كما إن وجود الحق لذاته لا لعلة وكما هو الغني لله تعالى على الإطلاق فالفقر لهذه الأعيان على الإطلاق إلى هذا الغني الواجب الغني بذاته لذاته"


[9] -قال الشيخ القونوي في تفسير سورة الفاتحة: "إن للواحد حكمين : أحدهما: كونه واحداً لنفسه فحسب من غير تعقل أن الوحدة صفة له أو إسم أو نعت أو حكم ثابت أو عارض أو لازم، بل بمعنى كونه هو لنفسه هو. وليس بين الغيب المطلق الذي هو الهوية وبين هذا التعين الإسمي الأحدي فرق غير نفس التعين، كما إنه ليس لشيء من هذا الغيب تعين ولا تعدد وجودي فيه فيكون الحق الصرف ظرفاً لغيره تعالت أحديته عن ذلك.

الحكم الآخر من الحكمين: هو كونه يعلم نفسه بنفسه ويعلم أنه يعلم ذلك ويعلم وحدته ومرتبته وكون الوحدة نسبة ثابتة له

[color:8fb3=#000000:8fb3]وهذه النسبة هي حكم الواحد من حيث نسبته...حيث أن معقولية نسبة كونه يعلم نفسه بنفسه وكونه واحداً لذاته لاشريك له في وجوده مغايرة لحكم الوحدة الصرفة... وهذان الحكمان للواحد مسبوقان بالغيب الذاتي المجهول النعت.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالأربعاء أكتوبر 17, 2007 12:26 am



ما أجمل هذه المشاركة سيدي / الإنسان


وليتنا ننهج نهجها في البيان .. بذكر المصادر والتلويح والإشارة بالمتون

ولا أراك غير قريب في هذا المنتدى لأخينا ذو العين ...

فإن قربكما قرب السواد من البياض في العين .. فهنيئا لنا بكما أيها القريبان ..

ووجدك ضالا فهدى :

قال جعفر:

كنت ضالاً عن محبتى لك فى الأزل فمننت عليك بمعرفتى.

وقال ابن عطاء:

الضال فى اللغة هو المحبُّ أى:

وجدك محبًا للمعرفة فمن عليك بها وذلك قوله فى يوسف:{ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ }

[يوسف: 95] أى محبتك القديمة.

وقال الجريرى:

وجدك مترددًا فى غوامض معانى المحبة فهداك بلطفه إلى ما رمته فى وجهك وهذا مقام الوله عندنا.

وقال بعضهم: وجدك ضالاً أى طالبًا لمحبته فهداك لها.

قال بعضهم: وجدك جاهلاً بقدر نفسك فأشرفك على عظيم محلك.

وأيضًا:

وجدك ضالاً عن معنى محض المودَّة فسقاك كأسًا من شراب القربة، والمودة فهداك به إلى المعرفة.

وقال الجنيد رحمه الله فى قوله:

{ ضَآلاًّ } أى متحيرًا فى بيان الكتاب المنزل عليك فهداك لبيانه بقوله:

{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ } [النحل: 44].

وقال بعضهم:

مستترًا فى أهل مكة لم يعرفك أحدًا بالنبوة حتى أظهرك فهدى بك السعداء، وأَهْلك بك الأشقياء.

وقال بعضهم:

{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ } عائلاً أى:

طاهرًا فى الخلق كأحدهم حالاً، وجسمًا، وطبعًا، حتى أكرمت بمحل الخصوص من المعراج،

والكلام، والعيان، ورفع الصفة وتعليم المشاهدة من غير واسطة.

وقال الواسطى رحمه الله:

إذا كان هو المعلاء فى شرفه، فأين الضلالة والهدى، والفقر، والغنى، والضعف، والقوة، واليتم،

والإيواء؟ وكل أحدٍ أقل وأولى أن يكون غيره تولى منه ما ظهر وما خفى.

وقال بندار بن الحسين:

كنت قائمًا مقام الاستدلال فتعرفت إليك وأغنيتك بالمعرفة عن الشواهد والأمة.

وقال ابن عطاء: وجدك ضالاً عن الرسوم لا عن المعرفة.

وقال بعضهم: مستور النبوة فى أهل بيتك فكشف عنك حتى عرفوك نبيًا ثم هدى بك وأضلّ.

وهذا يدفعني أخي الحبيب ( ويبدو أنها ستكون سنة بيني وبينك )

أن أتمنى عليك أن تفيض علينا بما فتح الله عليك في تأويل الاية الكريمة من سورة الزمر :

" وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "

[الزمر : 65]

وسلامٌ ومودة إلى شخصكم الكريم

الدرويش


[size=18]الرد منتقى من موقع التفاسير :[/size]

http://www.altafsir.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذو العين
Admin
ذو العين


عدد الرسائل : 161
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالأربعاء أكتوبر 17, 2007 11:11 pm



بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم يا من ( ضلت فيك الصفات وحارت فيك النعوت) اجعل الانسان من أهل هدايتك

أحسنت كثيرا ايها الأنسان الحبيب, وأصاب اخي الحبيب الدرويش في كل ما ذكر.

وأقول: ان للضلالة معان في اللغة, لعلها ترجع كلها الى معنى واحد وهو الغياب لأن المتتبع لموارد استعمالها يجد ان بينها جامع الغيبوبة والإختفاء، فإن الخارج عن الطريق المستقيم اختفى وغاب عنه، فيحتاج إلى الهداية، أي إلى أن يظهر على الطريق، والضالة وهي البهيمة الضائعة وهي المختفية والغائبة، والناسي هو الغائب عن الذكر, ويستخدم لفظ الضلالة احيانا في معناه الاصلي وهو الغياب والخفاء كما في قوله (أئذا ضللنا في الأرض) أي أخفينا, فأضله معناه دفنه وغيبه, ومنه معنى الضياع كما ورد أنه صلى الله عليه وآله ضل في شعاب مكة وهو صغير، فرآه أبو جهل ، ورده إلى جده عبد المطلب، ويقال ضل اللبن في الماء، خفي وغاب, وضل الناسي: غاب عنه حفظ الشئ.

وما فصلوه في معنى الضلالة من المعاني بعضها يناسب تأويل الآية, وبعضها له موطنه الخاص, وقد ذكر اهل الله بعضا من معاني الآية مشيرين الى مراتب للنبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم التي تصعب الاشارة اليها, ولكن المهم الذي لابد من الاشارة اليه هنا ليس ما تشير له الاية الكريمة من تلك المراتب فحسب, بل ذلك الربط الذي ينظم تلك المراتب من أولها الى اخرها به صلوات الله وسلامه عليه عبر الوجوه المختلفة للآية, ويا له من ربط يشير الى حقيقة ما اصطلح عليه الاكابر من التفرقة بين قولهم نفسه وقولهم بنفسه وقولهم لنفسه.

فالهوية الغيبية المسقطة لكل اعتبار لا يمكن ان نشير لها باشارة كانت ما كانت, وبتعقلها لنفسها لم يضف اعتبار لتعقل الغير بوجه من الوجوه وانما هو تعقله نفسه حسب, فاذا ادرك نفسه التي ذكرنا انه تعقلها في الاعتبار الاول بتعقل ثان يدرك به تعين ذاته في تعقله, فانه لن يدرك هناك الا الشئ الممحو, فانه ذات الممحو, فما تعقل نفسه الا به.

فهذا الاعتبار رغم انه مثل الاعتبار الاول الذي ذكرناه لا اسم فيه ولا رسم ولا مرايا ولا عكس ولا امتياز بوجه من الوجوه, ولكن لانه ادرك فيه ذاته ادراكا ذاتيا و ليس معه شئ, صار لنا ان نشير الى ذلك الاعتبار بانه ماح للشيئية, فنقول كان الله ولا شئ معه, ونقول وحدة بسيطة حقيقة, فنفينا الشيئية لأنها لا تقبل الامتياز واثبتنا المعية الذاتية لها, وقد أشار الشيخ ابن عربي الى ذلك في فتوحاته, وهو أعلى ما يمكن ان يقال في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم, وهذا الوجه يختص به الاولياء الذاتيين, فلا يظهر بلسان الانباء, لان تلك المعية لا تقال, فالانباء لا يتعقل هناك.

وليس لنا ان نشير الى الاعتبار الاول بالغياب كي ينطبق عليه الضلال لانه لا يتعقل فيه وصف ثبوتي او سلبي كان ما كان مما يعقله غيره, فلا موضوع لغياب الغير وضلالهم, ولكن يبقى الضلال هنا على معناه من الغياب الاصلي والابهام التام، ومنه الضياع لذا قيل الضالة للبهيمة الضائعة, ومن وجدها فانه يخرجها من الضياع ويردها الى اهلها, وهو هدايتها, فهذا حظ عبده محمد منه, وجده ضالا فهدى, ووجده يتيما فآواه اليه.

ثم تليه مرتبة ظهوره بان يعلم نفسه بنفسه وظهوره ليس الا ظهور الشيئية المشار اليها والتي كانت مبطونة هناك وغير ممتازة اصلا, او قل كانت مختفية هناك, وهو من معاني الضلال, (أئذا ضللنا في الأرض) أي اخفينا ودفنا والدفن انما هو في بطن الارض, فأضله معناه دفنه وغيبه, وهذا يدلك على ان الواحد في الحقيقة هو الاحد, اذا جردته من الاعتبار, فان الاحد ذات الواحد, فالذي ظهر هو عين ما كان مستجنا ولكن قد امتاز هنا بالامتياز النسبي, فله صلى الله عليه واله وجه الى الذات ليس فيه اشارة وفي فراغ تام اشار له بقوله لي وقت لا يسعني الا ربي, وله وجه به كان الامتياز والظهور, فارتسم فيه ما كان ضالا في نفسه أي مبطونا مغيبا, حيث يعلم نفسه بنفسه علما محضا امتاز عن الذات امتيازا نسبيا لا حقيقيا, وحقيقة غير مفرودة عن كل ما يمكن ان ينتشأ عنها من لوازم الاسماء والصفات, وأشار صلى الله عليه وآله الى نفسه في ذلك المقام بقوله كنت نبيا وآدم بين الماء والطين, فليس ثم ضلاله, لانه يعلم بانباء كل شئ بتفصيله من نفسه قبل ان تختمر طينة آدم, فآدم في هذا المقام في عماء, فيه صورة القرآن, ولكن مجملة, وقد قلنا ان ما ظهر فانما هو ظهورذاته بالامتياز فترتسم فيها الاسماء والصفات بان تتعلم في آدم كعلامات من دون ان تتفصل, وعلم آدم الاسماء كلها مع لوازمها في ذلك المقام , فهو صورة جامعة, واليه الاشارة باحاديث خلقه على صورة الله او على صورة الرحمن, ويناسب آدم هنا من معاني الضلال الغيب, يقال ضل اللبن في الماء، خفي وغاب, فهو مغيب بين الطين والماء في عماء, والهداية من الضلال هنا تكون أيضا بمحمد صلى الله عليه آله في سرايته بمقاماته وآدم أول مقام منها وهكذا في مقام بعد مقام في عروجه وتدليه, ولكن يمكن الخطاب لمحمد صلى الله عليه وآله بهذا الخطاب, فانه في المظهر الآدمي هو العماء, وقد خاطبه الله بذلك في قوله "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان " وقوله : " وإن كنت من قبله لمن الغافلين".

وفي القاء العماء في القلم هو القلم المشار اليه في الاحاديث الكثيرة بانه أول ما خلق الله العقل او القلم او الماء او نور النبي كما في حديث جابر عن أول ما خلق الله (نور نبيك يا جابر) كل بحسب خصوصيته والمعنى واحد, و كل هذه انما هي تنزلات محمد صلى الله عليه واله من العلم, وهكذا هي مشاورة القلم مع النفس ليظهر ما كان وما يكون الى قيام الساعة, فانظر الى معنى الضلال, وتأمل كيف ارتبط أول الموضوع بآخره.

وقد ورد نفي الضلالة عن محمد صلى الله عليه واله في قوله تعالى: ( ما ضل صاحبكم وما غوى), وما جعل النفي مطلقا, لمناسبة الجمعية الانسانية فلابد من الضلال, والا لم يكن جامعا.

ومعنى الضلال المناسب هنا هو النسيان كما في قوله تعالى : " أن تضل إحديهما فتذكر إحديهما الأخرى", فان النسيان يكون للنبي للتشريع واظهار السنن, فكل ارتسام في هذا الوجود انما ظهر عن ذلك النسيان, يقول انا لا انسى ولكن انسى لأشرع, فانه ناظرفي العلم الالهي والاشياء حاضرة في ذاته, بغير إضافة ولا مقابلة, والكمال في ان يظهر لنفسه في كل شئ, فيقيم ذكر الله مع الانفاس, وهو الذكر المحدث من الرحمن الذي وصفه الله بالكثرة والذي هو جلاء القلوب, تتجلى فيه كل التقلبات والشؤون, ذكرا في السراء والضراء, فيعطي كل خلق ما له من الحق لانه ظهوره, ويعطي لكل حق ما له من الخلق, فيوافق العلم الحكم, ولذا سمي الذكر بالذكر الحكيم, وهو أمر عجيب لمن يلتفت اليه , فان النبي جليس الحق وكل ما يذكره فهو انما يحدث عن جليسه فانه على بينة ويتلوه شاهد منه وهو يذكر الله على كل أحيانه, فله ذكر لله في نفسه وله ذكر في العلانية, فله معية الاختصاص وله الذكر, فهو ذو عينين, لان العين الواحدة التي تقيم الذكر لابد ان تغيب عن ذاتها بالمذكور, والعين الاخرى التي فيذاتها تغيب كل مذكور, واما هو صلوات الله عليه, فلا يغيب ولا يغيب, فتذكر عيناه احداهما الاخرى. فتأمل ما ابدع قوله تعالى في النسيان : " أن تضل إحديهما فتذكر إحديهما الأخرى", ولكن هذا النسيان لمحمد صلى الله عليه واله هو عين هداية الأشياء المشار اليه بقوله تعالى: "اعطى كل شئ خلقه ثم هدى", فمعنى الآية هنا إنا وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك, أي لم تكن الأشياء مهتدية الى معرفة انفسها وظهورها , فكانت نبوتك اظهارتلك الحقائق, فوجد كل شئ هداه بنبوتك عن الله, وقد اخبر الله عن ذلك بقوله: "انما انت منذر ولكل قوم هاد" ومثله قوله تعالى: " قل ان ضللت فانما أضل على نفسي", فجاء بالحصرلانه لا يضل في غير وانما يقيم الضلال والأمثال في نفسه , والله يضرب الأمثال فيضل بها كثيرا ويهدي بها كثيرا.

ولا ضير يا حبيبي الانسان ان ناخذ ممن اعتقل في الطبيعه فاننا ناخذ عنهم ولا يكون اخذنا الا من أنفسنا, فنحن نأكل من كل الجهات, ولا نتبعض في الجهات مع تكثرها وتنوعها, و روي أن عيسى(عليه السلام) مر والحواريون على جيفة كلب، فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب، فقال عيسى(عليه السلام): ما أشد بياض أسنانه.

اعود من جديد لاشكر الإنسان على موضوعه الرائع.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالجمعة مارس 14, 2008 7:28 am

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
النجم


عدل سابقا من قبل أمير جاد في الأحد مارس 16, 2008 1:08 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
فقير الاسكندريه




عدد الرسائل : 76
تاريخ التسجيل : 08/01/2008

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالأحد مارس 16, 2008 9:32 am

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله

الحمد لله الواحد الأحد. الفرد الصمد. والصلاة والسلام على الأحمد المحمد. المحمود الممجد. وآله وصحبه وأميي أمته صلاةً وسلاماً لا يحدهما حدٌ ولا عدد.
أما بعد...
فقد ساق إلينا الإنسان معانٍ في قوله تعالى (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) [الضحى/7] في مشاهد ثلاث بدءاً من تنزله صلى الله عليه وسلم من برازخ غيب اللاتعين إلى مراتب تجليات الأسماء والصفات. إلى تنزله صلى الله عليه وسلم في فصوص الحكم من حضرة الإجمال الآدمي إلى حضرة التفصيل الختامي الجامع المانع. إلى تنزله صلى الله عليه وسلم من حضرة إجمال الأسماء والصفات في الواحدية إلى ظهورها بالنفس الرحماني.
ثم مر الدرويش علينا بنقوله وعشقه في مراتب ضلال الحيرة والمحبة والستر.
ثم تداخل ذو العين باحثاً عن المقام الجامع لكل ذلك، فبدأ من لسان الوجود العربي مختاراً أن الضلال هو الغياب، (أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ) [السجدة/10] وقولهم في اللسان العربي (ضل اللبن في الماء) ثم عرج على الهوية الغيبية وتكلم عن الواحد الأحد، والكثرة والوحدة، وجمع المعاني التي ساقها الإنسان والدرويش.
ثم جاء مرور أمير جاد سريعاً بآيات جامعة من سورة النجم هي قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم/1-4] وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله فيما نذكر هنا إن شاء الله.

المهم أن هذه الأنوار التي سقتموها قد حركت فينا الأشواق التي انطلقت من جمعية برزخية شيخنا الحاضر الراحل رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي، وانتهت بنا إلى ما نسطره بين أيديكم.
فنقول وبالله التوفيق مستفتحين بقول شيخنا العارف بالله رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي في شرحه للوظيفة الشاذلية (تحت الطبع):
(فقد يصل الواصلون إلى مقام ومع ذلك فالترقى لا يتناهى والمقام هنا هو الحيرة وفى نفس هذا المقام يكون الترقى وفى نطاقه تكون الدرجات) . انتهى.
ويقول خاتم الأولياء الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية - الباب التاسع والخمسون وخمسمائة - في معرفة أثار وحقائق من منازل مختلفة قال:
"إلى الحيرة هو الانتهاء، وما بيد العالم بالله من العلم بالله سواها، ما أحسن الإشارة في كون الله ما ختم القرآن العظيم الذي هو الفاتحة إلا بأهل الحيرة وهو قوله (وَلَا الضَّالِّينَ) والضلالة ثم شرع عقبيها (آمين) أي أمنا بما سألناك فيه فإن (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين) نعت للذين أنعمت عليهم وهو نعت تنزيه ومن علم أن الغاية هي الحيرة فما حار بل هو على نور من ربه في ذلك" انتهى
ونقول: إن الضلال هو الغياب وهو مراتب انشقاق غيب الغيب إلى غيب وشهادة.

إننا نحتاج أولاً أن نتكلم على الفرق في اللسان العربي الوجودي بين: غاب واحتجب وبطن وضل.

إن قولنا "غابت الشمس اليوم" قد يستلزم غيابها بعد ظهورها (الغيب النسبي) أو عدم ظهور الشمس في ذلك اليوم أصلاً (الغيب المطلق)، بينما قولنا "احتجبت الشمس" تستلزم اختفاء الشمس بعد ظهورها ولا يصح أصلا قول "بطنت الشمس".
ومن هنا فإن كلمة الغيب هي كلمة جامعة وتشمل ما يصح ظهوره والعلم به ومعرفته في وقت من الأوقات أي كان وما لا يصح ظهوره أصلا كالذات الساذج وكالأحدية المستلزمة لقهر الموجودات كلها.
والبطون هو المقابل للظهور ويشير إلى شيء لا يصح ظهوره، ومن هنا كان الغيب جامعاً لكل من الاحتجاب أو البطون.
وأما الضلال فهو سير الموجودات في منازل الغيب الجامعة لإحتجاب ثم بطون الموجود في حقيقة الوجود المسماة بالأحدية وأما الذات الساذج فلا قدم له فيها أصلا.
ومن هنا كان الضلال أول منازل الظهور (القوس النازل) ومنتهى منازل البطون (القوس الصاعد) فكان جامعاً لحقيقة سير الموجود في مراتب الغيب.
فمن مراتبها في القوس النازل قوله تعالى:
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) [الضحى/7]

وقوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة/2]
وقوله تعالى:
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) [النجم/1، 2]
اشارة إلى تنزله صلى الله عليه وسلم من مراتب الغيب وسريانه في مراتب الشهادة.
وأما القوس الصاعد فنراه في قوله تعالى:
(فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) [يونس/32]

إن اسقاط جميع الاعتبارات هو عدم التقيد بأي قيد من هذه الاعتبارات وهذا يستلزم امكانية التقلب فيها وعدم التقيد بأحدها وهذه هي الصلة بين الهوية الإطلاقية وحقيقة الأمية التي هي العبد الكامل ونفس هذه الصلة التي هي عدم التقيد بأي اعتبار مع إمكان التقيد بها كلها هي التي انقسمت إلى العبد والرب.
ومن هنا كانت الأمية هي القابلية العظمى والأم الكبرى ولكنها الأم التي تلد أبيها
إني وإن كنت ابن آدم صورة *** فلي فيه معنىً شاهد بأبوتي
وهي الصحراء اللازمة للسير ثم الكشف ثم الفتح وفيها تتيه الأمم كلها، ولذلك كان إبراهيم أمة وحده.
لم تكن مجرد صدفة أن كل الرسل العظام (أولي العزم) كان الوحي إليهم في الصحراء بل هي حقيقة وجودية في سير الوحدة وتنزلها في مراتبها وانفاتحها وظهورها لنفسها وعودتها مرة أخرى إلى مستقرها ومستودعها.
ومن هنا كان النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هو الأول والآخر معاً وهو الظاهر والباطن معاً.


وصلى الله على سيد الأولين والآخرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب الكسنزاني
مشرفة واحة الكسنزان
مشرفة واحة الكسنزان
زينب الكسنزاني


انثى
عدد الرسائل : 1071
العمر : 36
الموقع : العراق
تاريخ التسجيل : 28/01/2008

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالأحد مارس 23, 2008 4:29 pm

بارك الله بكم لقد نورت قلوبنا وازدادت معلومات من مواضيعكم الجميله هذه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب الكسنزاني
مشرفة واحة الكسنزان
مشرفة واحة الكسنزان
زينب الكسنزاني


انثى
عدد الرسائل : 1071
العمر : 36
الموقع : العراق
تاريخ التسجيل : 28/01/2008

معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"   معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى" Emptyالثلاثاء مارس 25, 2008 4:49 pm

اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

اشكركم على ماذكرتموه في معنى الضلال في قوله تعالى وساضيف بعض من معانيها :

يقول الشيخ أبو محمد الجريري :


« أي : وجدك متردداً في غوامض المحبة ، فهداك بلطفه إلى ما رمته في ولهك »(1 ) .


ويقول الإمام القشيري :


« يقال : ضالاً فينا متحيراً .. فهديناك بنا إلينا .


ويقال : ضالاً عن تفصيل الشرائع ، فهديناك إلينا بأن عرفناك تفصيلها .

ويقال : فيما بين الأقوام ضلال فهداهم بك .


وقيل : ضالاً للاستنشاء فهداك لذلك .


ويقال : ضالاً في محبتنا ، فهديناك بنور القربة إلينا .


ويقال : ضالاً عن محبتي لك ، فعرَّفتك أني أُحبك .

ويقال : جاهلاً بمحل شرفك ، فعرَّفتك قدرك .


ويقال : مستتراً في أهل مكة لا يعرفك أحد ، فهديناهم إليك حتى عرفوك »( 2) .


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


1 - د. إبراهيم بسيوني – الإمام القشيري سيرته – آثاره – مذهبه في التصوف – ص 93 .
2 - الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 6 ص 309 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معنى الضلال في قوله تعالى "ووجدك ضالا فهدى"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما معنى قوله عليه السلام كان الله ولا شئ معه
» قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين)
» [ تفسير صوفي ] : في تأويل قوله تعالى ( يس ) .
» تفسير صوفي: في تأويل قوله تعالى (الر )
» [ تفسير صوفي ] : في تأويل قوله تعالى : [ كهيعص ]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة منتديـــــات أهل المودة ::  مدونات صوفية ::  مدونات المودة ::  منتـــدى ذو العين و الإنسان -
انتقل الى: