.jpg)
إلهام عبدالعزيز
تحتفل مختلف دول العالم في الأول من أكتوبر كل عام باليوم العالمي للقهوة.
وعرفت مصر القهوة في القرن السادس عشر الميلادي، حسب ما ذكره جمال الغيطاني في كتابه القاهرة في ألف عام،
وكان أول من اهتدى إليها هو أبو بكر بن عبدالله المعروف بالعيدروس، عندما وجد في سياحته شجر البن مهملاً متروكاً بالرغم من كثرته،
فوجد فيه تجفيفاً للدماغ واجتلاباً للسهر، وتنشيطا للعبادة، فاتخذه طعاما، وشراباً وأرشد أتباعه إليه.
فكيف كانت القهوة في رحاب الصوفية، ولماذا أصبحت مشروباً خاصاً بمجالس الذكر الصوفي دون غيرها، وماذا قالت الصوفية في مدح القهوة
في السطور التالية نرصد ذلك، حسب ما جاء في كتاب المؤرخ عبدالقادر الجزيري "عمدة الصفوة في حل القهوة" وآخرون.
العلاقة بين القهوة والصوفية
مع اتساع سطوة التصوف وكثرة وتشعب الطرق الصوفية، انتشرت القهوة سريعاً
وسارت المشروب المفضل في جلسات الأذكار الصوفية وفي غيرها، وبدأ ذلك سريعاً في في القرن السادس عشر نفسه.
الصوفية وقراءة الفنجان
مع ارتباط القهوة بالتصوف، أضيفت إليها ادعاءالكشف عن المستقبل بقراءة فنجان القهوة،
تأثراً بما نسب لإبراهيم الدسوقي عن صلة شرب القهوة بالعلم الصوفي .
القهوة طقس صوفي
كان انتشار القهوة في مصر والشام في القرن السادس عشر الميلادي من خلال الصوفيين؛
فالقهوة كانت مناسبة للصوفيين لأداء شعائرهم المختلفة وطقوسهم الروحية ليظلوا متيقظين أثناء تبتّلهم؛
فأصبحت هناك صلة وثيقة بين القهوة والصوفية، وخاصةً الطريقة الشاذلية.
القهوة والشاذلية الصوفية
أصبح اسم القهوة وشربها مرتبطًا بالشاذلي نفسه، حتي أنه في دمشق في القرن العشرين كان يُسكب الفنجان الأول من إبريق القهوة؛
لأنه حصة الشاذلي، وكان يُعتقد إذا لم يُسكب هذا الفنجان ستُراق القهوة وتنقلب حتماً ،
ويُذكر أن القهوة تُسمى في الجزائر «شاذلية» نسبة إلى الشاذلي.
الدعم الصوفي للقهوة
لم يمض وقت طويل بعد إدخال القهوة إلى مصر حتى أصبحت مشروبًا خاصًا بمجالس الذكر الصوفي،
وفرض مذاق القهوة وتأثيرها نفسه على الجميع، ودعمت الممارسات الصوفية شيوع الظاهرة التي انتشرت خارج مؤسسات الصوفية،
ووجدت مناخًا مناسباً وموضوعيًا لانتشارها، وانتشرت العديد من الرسائل الفقهية التى بينت فضائلها وبينت اهميتها
وشاع بين الناس أن احتساء اﻷتقياء لفنجان من القهوة إنما يُضيف حياة إلى حياتهم.
القهوة شراب أهل الله
تردد على ألسنة الناس المقولةالشهيرة "القهوة شراب أهل الله" لأنها تساعد على السهر وممارسة الذكر والمناجاة ليلاً،
وبذلك كان إضفاء أهمية خاصة للقهوة فى الممارسات الدينية، قد جعل الناس يتحمسون لقبول هذا المشروب الجديد،
وفقاً لما جاء فى تقرير الرحالة مصطفى على الذي زار القاهرة فى عام 1599.
بيوت القهوة في القاهرة
مع نهاية القرن السادس عشر أصبحت القاهرة تعج بالمقاهي التى كانت يُقال لها بيت قهوة،
وزادت المقاهي حتي بلغ عددها 643 مقهي بالقاهرة في منتصف القرن السابع عشر،
وفى نهايات القرن الـ 18، بلغ عددها 1200 مقهى.
ولم تزد كثيرًا على اﻷلف مقهى فى عهد محمد على باشا. ويشير كل ذلك إلى انتشار القهوة والمقاهى،
وبروز نشاطها فى المجال الحرفى، حتى صارت جزءًا من نسيج المجتمع الحضرى بالمدينة.
القهوة وشوار العروس
ذكرت الباحثة المصرية نيلي حنا، في كتاب التاريخ الاقتصادي والحضري للطبقة المتوسطة في القاهرة،
أن القهوة أصبحت في منتصف القرن السابع عشر مزاجاً عائلياً بالدرجة الأولى وصارت فناجين القهوة جزءاً أساسياً فى شوار العروس،
ما أضفى عليها في النهاية طابعًا اجتماعيًا خاصاً،
وأخذت القهوة فى الانتشار من الطبقات العليا إلى الطبقات المتواضعة القابعة في أدنى السلم الاجتماعي.
أقاويل صوفية عن القهوة
تعددت أقاويل الصوفية في القهوة ويقول الحبيب أحمد بن الحسن العطاس، صاحب كتاب "تذكير الناس، إن قهوة البن بدون سكر ترفع وخم البطن وتعين على السهر ،
منقول بتصرف
الرئيسية 
