شواهد لحديث توسل آدم
روى أبو الفرج ابن الجوزي بسنده إلى ميسرة قال : قلت : يا رسول الله ! متى كنتَ نبياً ؟
قال (لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ، وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء ،
وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام ، وآدم بين الروح والجسد ،
فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله إنه سيد ولدك ، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه)) .
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله
(لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال : يارب ! بحق محمد إلا غفرت لي ،
فأوحى إليه : وما محمد ومن محمد ؟ فقال : يا رب ! إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب :
لا إله إلا الله محمد رسول الله ،
فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك ، فقال : نعم ، قد غفرت لك ، وهو آخر الأنبياء من ذريتك ، ولولاه ما خلقتك))
..فهذا الحديث يؤيد الذي قبله ، وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة
الشاهد الآخر لحديث توسل آدم هو ما أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن محمد بن علي بن حسين بن علي عليهم السلام
قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل عليه السلام
فقال : ((يا آدم ! هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ؟
قال : بلى يا جبريل ، قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح ،
قال : فأقول ماذا يا جبريل ؟ قال : فقل :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير ،
ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ،
اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي)). قال : ففعل آدم ، فقال الله : يا آدم
من علّمك هذا ؟ فقال : يا رب ! إنك لما نفخت فيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوباً
بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا وحده لا شريك له محمد رسول الله ،
فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك ،
قال : صدقت ، وقد تبت عليك وغفرت لك . (كذا في الدر المنثور للسيوطي ج1 ص146) .
ومحمد بن علي بن الحسين هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين وساداتهم خرّج له الستة ،
روى عن جابر وأبي سعيد وابن عمر وغيرهم .
الشاهد الرابع ما رواه أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة قال عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال :
من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال : اللهم إني أسألك بحق محمد عليك ،
قال الله تعالى : وما يدريك ما محمد ؟ قال : يارب ! رفعت رأسي فرأيت مكتوباً على عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله ،
فعلمت أنه أكرم خلقك . فانضمام هذا الأثر إلى حديث عبد الرحمن بن زيد يفيده قوة كما لا يخفى .
الجنة حرام على الأنبياء حتى يدخلها محمد
ومن أمثال هذا التفضل الإلهي على حضرة النبي
ما جاء في الحديث من كون الجنة حراماً على الأنبياء حتى يدخلها نبينا ،
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عن رسول الله
قال (الجنة حرمت على الأنبياء وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي)) .
( رواه الطبراني في الأوسط ، وقال الهيثمي : إسناده حسن ) ..
مجمع الزوائد ج10 ص69