منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي   المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة يناير 05, 2024 9:00 pm

المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ ابن العربي مع شرح ست العجم بنت النفيس البغدادية

المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “
بسم الله الرحمن الرحيم
المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ 
أشهدني الحق بمشهد نور الألوهية ، وطلوع نجم ( لا ) فلم تسعها العبارة وقصرت عنها الإشارة ، وزال النعت والوصف ، والاسم والرسم . وقال وقلت . وائت ، وأقبل ، وأدبر ، وقم ، واقعد . وبدا لي كل شيء ، ولم أر شيئا . ورأيت الأشياء ، ولم أر رؤية . 
زال الخطاب وانعدمت الأسباب ، وذهب الحجاب ، ولم يبق إلا البقاء ، وفني الفناء عن الفناء بأنا “ 1 “ .
..........................................................................................
( 1 ) ماذا تقول عزيزي القارئ في هذه الألفاظ المكتنزة بالنور ، المشعة بأنوار معانيها . ماذا تقول وقد حسم الأمر ، وزال الخطاب ، وانعدمت الأسباب بوجود المسبب ، وذهب الحجاب بينه وبينه ، فلم يبق إلّا البقاء . 
ولا شيء إلّا البقاء ( ( فأنا ) ) لست ( ( هو ) ) كان ، ولكني أنا الذي بعد البقاء به كان ، فلا حجاب ولا أسباب . فلو ترك الفهم للعقل فقط ضل ، لأنه لا يسع العبارة ، فادخل على المعنى الكامن في هذه الكلمات العليا بروحك ، فسوف تراه على الحقيقة ، حتى ولو لم تتحقق به ، فإن روحك ستستوعبه ، ولكن عقلك إن فهمت به ينكر ذلك ، فتحرم بركته ونوره . المحقق .
 
.

مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية Word
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية PDF
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية TXT
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية Word
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية PDF
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية TXT

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية ابن العربي شرح الشيخة ست العجم بنت النفيس   المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة يناير 05, 2024 9:00 pm

المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية ابن العربي شرح الشيخة ست العجم بنت النفيس

الشيخة الصالحة العالمة الزاهدة
ست العجم بنت النفيس بن أبي القاسم البغدادية
المتوفاة بعد سنة 852 ه‍

“ 357 “
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المشهد الحادي عشر
قال الشيخ رحمة اللّه عليه :
( ص ) [ أشهدني الحق “ 1 “ بمشهد نور الألوهية وطلوع نجم لا ] .
( ش ) أقول : مراده بهذا الخطاب شهوده للحق تعالى في المحل الذي يشهد فيه الألوهية وهو المحل الذي يمكن فيه فصل الأسماء عن مسماها ، وقلّ ما يشهد هذا المحل إلا بصفة التنزيه ، فيكون الاسم آن انفصاله عن مسماه ، بمنزلة المحل ، والشاهد مستودعا فيه ، والمشهود مستعليا على الاسم والشاهد ، 
فلهذا قلنا : إنه يشهد فيه منزها ، والنور المميز بين الشاهد والمشهود ، والمحل هو الذي عبّر عنه بنور الألوهية لأنه متى نطق الشاهد يقال له أو شهدت ، فإنه يعرفنّا أن هناك ثنوية توجب الخطاب أو الشهود ، وهذه الثنوية لا تتميز إلا بالنور ، وبالجملة ، 
فإن قوله : ( قال لي : وقلت له ) ، من حزب التقييد والتقييد لا يظهر إلا بنورانية تميزه ويعبّر عنها بالمرآة ، وهذه النورانية الحاصلة لهذا الشاهد في هذا الشهود ليست من النور المميز للأجسام ، 
وإنما هي مميز للمعاني ولهذا قال : بمشهد نور الألوهية ، فعرفنا أنها من النور المميز للأسماء ، وهو نور منتزع من النور الذاتي ، ولهذا شهد اللّه فيه بأخص صفاته التي هي التنزيه ، وهذا من جملة الشهود الذي يكون الشاهد فيه في الحد “ 2 “ ، 
وهذا الحد هاهنا هو الفاصل بين الباطن والظاهر لأنه متى شهد الشاهد ربه بصفة التنزيه أو ذاتا مبرئة عن الأسماء والصفات أو متصفة بالإطلاق والتقييد أو بالعدم “ 3 “ والوجود أو مخيرا ، فيكون في الحد ضرورة ولكل شهود من هذه حد مخصوص ، وهذا
...................................................................
( 1 ) الحق : ما وجب على العبد من جانب اللّه تعالى ، فيما أمره به ، ونهاه عنه ، وأوجب الحق على نفسه كما قال اللّه تعالى : كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [ الأنعام : 12 ] ، وهي الرحمة المختصة بأهل الإيمان ، فإن حظهم من الوجود ما قيده الاسم الهادي .
( 2 ) الحد : الفصل بينك وبينه ، لتقيدك وانحصارك في الزمان والمكان المحدودين .
( 3 ) العدم : ما ثبت للعبد في علم الحق ، من باب السعادة أو الشقاوة ، فإن اختص بالسعادة ، فهي قدم صدق ، وبالشقاوة ، فقدم الجبار ، فقدم الصدق وقدم الجبار هما منتهى رقائق أهل السعادة وأهل الشقاوة في عالم الحق ، وهما مركزا إحاطتي الحق والمضل .

“ 358 “


خاص بالفصل بين حضرتي الباطن والظاهر ، فقد شهد فيه كيفية الفصل بين الأسماء ومسماها ، وكان أولا في الحد إذ هو مقتضى هذا الشهود ، والشهود الذي يكون في الحد يكون الشاهد فيه واقفا ضرورة لأنه متى خرج ، خرج عن حكم الحد ، وكذلك إن مال إلى جهة من الجهات ، وهذا الشهود مما يضطر الشاهد فيه إلى الوقوف في الحد حتى يكون المشهود مستعليا محمولا على الشاهد ، حتى يتحقق الشاهد أنه في صفة التنزيه هاهنا ، وقد كان في حال استيداعه في هذا الحد وجهه إلى جهة الظاهر ووراؤه إلى جهة الباطن لأن أحكام الأسماء من قبل الظاهر وآثارها ، وما يظهر عنها من الانفعال ، وأيضا فإن مطلق الحكم لا يكون إلا على الظاهر ، دون باقي الأسماء ، فمن جملة هذا الحكم اسم الألوهية ، فإنه عندنا بمعنى تمكين التسليم من العبد ، وليس مراده هذا التسليم ، وإنما مراده النطق بتوحيد الإله فقط مثل قوله تعالى : إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ [ الصافات : 4 ] ، 
فهذا بعينه يقوم مقام التسليم الذي أردناه ، ويختفي ذلك التسليم فيه ، والدليل على أنه أراد النطق بتوحيد الإله فقط ، قوله : ( وطلوع نجم لا ) وهذه اللفظة تنفي الثنوية مع أحدية هذا الإله لأن لا للنفي ، فلما كان وجهه إلى جهة الظاهر شهد أحكام الأسماء وكيفية نفوذها في عالم الظاهر ، فإن لاسم الرب نفوذا يختص به وهو الحكم الضروري اللازم عن نفس النشأة ، وللإله نفوذ يختص به أضعف من نفوذ حكم الربوبية وهو أن مرجع الأمور إلى الإله ، ولما كان هذا “ 1 “ الإنسان أصل مبين حقيقة الظاهر شهد كيفيات أفعالها ظاهرة على أفعال الأسماء الباقية هذا ، وهو في الحد المذكور ، وسبيل هذه الكيفية تمر عليه من المنزه تعالى آتية إلى الظاهر .
قوله : ( وطلوع نجم لا ) حيث ذكر أن هذا الشهود في محل نور الألوهية ، لزم منه أن يكون الطالع نجم النفي ، وهذا شهود يسمى شهود على العكس ، لأننا إذا نطقنا بالإله نقدم عليه النفي ، وهذا قد شهد أولا صورة الاسم وكيفيته وما يصدر عنه من الأحكام ومر في شهوده جاريا إلى حين بقاء طالع نجم النفي ، فصورة هذا العكس أنه إتيان من انتهاء إلى ابتداء ، وليس هو عكسا حقيقيا ، وإنما هو عكس في المعنى فقط ، وهذا ليس هو العكس الذي نسميه رجعة ، فإنه جرى من الظاهر إلى الألوهية ، وليس هو مراده في هذا
.................................................................
( 1 ) في الأصل : هذان وتم تغيرها لمناسبة السياق .

“ 359 “


الشهود ، وإنما هو تقديم وتأخير في المعاني ، مثل تقديم الضرب على الضارب في اللفظ ، وأظهر من ذلك أن لا إله إلا اللّه نبدأ فيها بالنفي ، وهذا ما ابتدأ في شهوده بالنفي ، فيسمى هذا المشهود شهود عكس المعاني ، فلما كان في عكس هذا الشهود آتيا إلى الظاهر في هذا الخلع المذكور ، وليس ذلك رجوع من الخلع ، وإنما هو رجوع في الخلع المذكور إلى عالم الخفاء الذي هو عالم المثال ، وهو مستودع في الظاهر وليس مشهودا للظاهرين ، ففي حال هذا الجري شهد هذا الطالع ممكنا لهذا الشهود الذي كان فيه مستودعا في الحد ليتصل الشهود بعضه ببعض ، وليس هذا الاتصال في كل شهود ، وإنما هو شهود مخصوص ، وهذا يشبه شهوده في محل نور الشعور ، وطلوع نجم التنزيه ، وليس نور طالع الألوهية يشبه نورها لأنه مراد للتنزيه بين الشاهد والمشهود ، وهذا الطالع متميز لا مميز ، فتميز هذا الطالع عن الطوالع السابقة بنورانية هذا الشهود ، وكذلك كل طالع ، فإنه يتميز بنور مشهده ، ولهذا لم تكن الطوالع مميزة بل ممكنة ليقين الشهود المتقدم عليها ، فلا يزال الشاهد جاريا في كيفية تشبيه التردد إلى حين ظهور هذا الطالع ، فيتمكن يقينه بالاتصاف بالشهود بواسطة هذا الطالع ، فكأنه قال : ( أشهدني الحق ذاته في محل نور الألوهية ، وتمكن لي هذا الشهود بطلوع نجم لا ) .
( ص ) [ قوله : ( فلم تسعها العبارة وقصرت الإشارة ، وزال النعت “ 1 “ والوصف والاسم والرسم ، وقال وقلت وأقبل وأدبر ، وقم واقعد وكل شيء وبدا لي كل شيء ولم أر شيئا ، ورأيت الأشياء ولم أر رؤية ، وزال الخطاب ، وانعدمت الأسباب ، وذهب الحجاب ، ولم يبق إلا البقاء ، وفني الفناء عن الفناء بأنا ) ] .
( ش ) أقول : مراده بهذا التنزل إظهار حقيقة وأحدية الإله تعالى ، وهذه الحقيقة تنشأ عن الأحدية التي هي اسم للذات ، فإذا تسمت الذات بالواحدية التي هي حقيقة الإله أخفت الأحدية التي هي اسم لحقيقتها في هذا الاسم الذي نشأ عنها ، فكأن الذات تظهر لحقيقة تقييدها في هذا الاسم الذي هو واحدية الإله ويخفي حقيقة إطلاقها فيها ، وإنما قلنا : إنه للواحدية لا للأحدية ، لأنه تعالى قال :
إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ [ الصافات : 4 ] ، ولم يقل لأحد ، والواحدية من أسماء التقييد ، فعرفنا
.......................................................................
( 1 ) النعت : ما يطلب النسب العدمية كالأول . فإنه يطلب الأولية ، وهي نسبة عقلية يعتبرها العقل فيه باعتبار ملاحظة الآخرية في الآخر .

“ 360 “


هذا الشاهد رحمه اللّه أنه قد شهد صورة الواحدية المنوطة بالتقييد لا صورة الأحدية المنوطة بالإطلاق ، فلما علم هذا الشاهد أن الأحدية مخفية في صورة الواحدية عبرّ عنها بهذه العبارة التي يظهر منها حقائق ما ينشأ عن الأحدية ، ولقد أنفذ إلى سؤال من رجل صالح موفق مؤيد ، وكان ذلك الفقير من أصحاب الشيخ العارف الفاضل قدوة السلف الشيخ سعد الدين الحموي رحمه اللّه قال هذا الفقير حاكيا عنه إنه قال : “ إن اللّه تعالى خلق آدم على صورة الأحدية ، وخلق حواء على صورة الواحدية “ .
وورد السؤال على لسان صاحبي وابن خالتي محمد بن محمد أثابه اللّه عن إحسانه خيرا ، فلما سمعت السؤال لحظت منه العكس ، وقلت له : بل يجب أن يكون آدم مخلوقا على صورة الواحدية ، وحواء على صورة الأحدية ، وهذا السؤال معكوسا ، فقال صاحبي :
كيف ذلك ؟ قلت : لأن آدم لما خلق كان اللّه تعالى قد ظهر بالتقييد ، ويعضد هذا قوله :
“ إن اللّه خلق آدم على صورته ، أو على صورة الرحمن “


. والصورة لا تكون إلا للمقيد ، والواحدية من أسماء التقييد ، والأحدية من أسماء الإطلاق ، فعندما خلق آدم كان قد ظهر بالصورة المقيدة ، فكانت صورة آدم هي انطباع تلك الصورة المقيدة التي هي للّه ، ولهذا كان مثالا لا مثلا إذا كان مقابلا مقابلة موازية ، حتى كان بين اللّه وبين العالم والمثال لا يقال إلا على منطبع في مرآة ، ليكون سجالا حقيقة له ، والأصل في هذا كله صفة التقييد ، والواحدية لا تقال إلا على شيء مقيد فقط ، بخلاف الأحدية ، فإنه يقال : مطلق ويقال أيضا على مطلق مقيد بشرط خفاء التقييد ، فعند خلق آدم كان التقييد ظاهرا ، والإطلاق خافيا بل معدوما ، فكان على صورة الواحدية ، وإنما خلقت حواء على صورة الأحدية ، لأن اللّه من حين خلق آدم اتصف تعالى بكلتا صفتي الإطلاق والتقييد ظاهرتين ، وخلقت حواء فرع آدم بعد خلقه ، وكان اللّه قد ظهر آن خلقها بصفة الأحدية في مقابلة التقييد لأجل اشتراك الاسمين في الأنوثة لأن الذات مؤنثة وحواء أنثى ، والأحدية اسم للذات في حال احتوائها على الصفتين المذكورتين اللتين هما الإطلاق والتقييد ، فمشاركة اسم التأنيث من الذات وحواء لمماثلة اللفظ ، وكونها على صورة الأحدية ، لأنها مخلوقة بعد الكمال “ 1 “ ، ومحال أن يقابل الأحدية صورة ، وإنما يقابلها معنى يشارك حقيقتها في اللفظ ،
..........................................................
( 1 ) الكمال : التنزيه عن الصفات وآثارها ، أي : عن كل ما يقيد ذات الحق ، وحقيقته فيخرجها عن إطلاقها ، صفة ، وتجردها عن الاعتبارات مطلق أبقاها على الإطلاق الذاتي ، والذي حكمه مع

“ 361 “


فالأنوثة في اللفظ هي معنى الذات في الحقيقة ، فكأن الذات المعروفة باسم الأحدية ، ظهرت عند خلق حواء بمعناها الذي هو الأنوثة ، فآدم على الواحدية ، لأنه مجرد تقييد ، وحواء على الأحدية ، لأنها حقيقة إطلاق وتقييد ، وصورتها للتقييد ، ومعناها للإطلاق ، وأيضا قلت له : إن هذا السؤال على قاعدة غير صحيحة ، فإن الأحدية لا صورة لها ، فإما أن يكون الناقل بدل عن الشيخ رحمه اللّه هذا الكلام ، وإما أن يكون الشيخ غير عارف بأحكام الوضع لأن الشيخ سعد الدين المنقول عنه هذه الحكاية ، لم أشهده في الكاملين ، وإن كان مبرزا في فضله وشهرته ، 
قال لي صاحبي : فقد ورد على هذا الوضع ، فلا بد له من تعليل ! فقلت : إن الشيخ سعد الدين نظر إلى ظاهر الأمر ، ولم يعتقد أن آدم نشأته من مجرد تقييد لكنه ظن من إطلاق وتقييد ، وإذا ثبت هذا الظن وجب أن يكون آدم على صورة الأحدية وحواء على صورة الواحدية التي هي صفة آدم ، لأنها مخلوقة منه ، وليس ذلك كذلك ، لأنه قيل فيه : إنه مخلوق على الصورة ، والصورة لا تقال إلا على مقيد فقط ، ولا يجوز أن يقال : إن المقيد مطلق ما دامت الصورة تصدق عليه ، 
وإنما يجوز أن يقال : إن المطلق متصف بالتقييد ، 
فثبت ما قلناه : إن السؤال معكوس ، وإنه يجب أن يقال فيه :
إن آدم مخلوق على صورة الواحدية ، وحواء على معنى الأحدية ، ولنرجع إلى المقصود ، فنقول : إنه لما علم الشاهد أن الأحدية كامنة في ذات هذا الإله الواحد قال إنه في حال هذا الشهود شهد زوال العبارة ، لأنه قد كمن له ما كان ظاهرا في الشهود وقد ظهر له ما كان خافيا بالنسبة إلى الشهود أيضا ، لأنه تيقن أن الأحدية كامنة هاهنا فلم يلبث حتى ظهرت له وخفيت الواحدية وكثير ما يحصل لنا مثل هذا الشهود فنسميه إخفاء الظاهر الحاصل وإظهار الباطن المعدوم ، لأنه يكون الشهود دالا على حقيقة ما وهي موجودة خافية في شهودنا ، فلا يبعد أن يظهر ذلك الموجود الخافي ويخفى ما كان ظاهرا بالنسبة إلى الشهود ، فلما ظهرت الأحدية لهذا الشاهد قال : ( فلم يسعها العبارة ، وقصرت الإشارة ، وزال النعت والوصف ) ، إذ كل هذه من أوصاف الأحدية المقتضية لعدم التقييد ، وكذلك زوال الاسم ، والرسم اللذان ينشئان عن ضد الأحدية الذي هو الواحدية ، وكذلك زوال القول من بين قائل وسامع إذ الذات متى ظهرت بهذا الاسم فني المخاطب
سائر القيود على السواء ، وذلك هو الكمال الحقيقي . . فافهم .

“ 362 “


والمخاطب ، وكذلك الإقبال والإدبار والقيام والقعود لأن كلها من أحكام التقييد المنافي للأحدية وكذلك زوال كل شيء إذ لا معين في الأحدية ، وأما ظهور كل شيء له في هذا المحل ، فمثل شهود النقيضين ، فإنه لما كان هذا الشاهد ظاهرا بالأحدية ، والشاهد متيقن بخفاء الأشياء فيها على سبيل العلم ، وجب أن يظهر نفسه عيانا بظهور المعلومات في ذات العالم ، فكأنه شهد هاهنا ذاتا عالمة متصفة بالإطلاق فقط ، وهو مثل شهود الجمع “ 1 “ ، بين النقائض ، لكنه ليس هو لأن هاهنا ذاتا عالمة متصفة بالإطلاق والمعلومات فيها خافية لا يلحظها إلا من تقدم له شهود النقيضين ، وهو الواحد الكامل ، وأما شهود الجمع المذكور ، فإنه يشترط فيه أن يشهد الذات عالمة ظاهرة بالمعلومات أحدية مطلقة متصفة بالتقييد ، وهو والإطلاق يجتمعان حتى يشهد الكثرة واحدا أحدي الصفة “ 2 “ ، والواحد كثيرا مقيد الصفة ، وليس هذا كائن في حكم هذا الشهود إذ ليس فيه سوى ذات مطلقة عالمة لكن هذا لا يكون إلا لمن سبق له ذلك الشهود وصفا ولهذا قال : ( ولم أر شيئا ) لأجل عدم الكثرة في هذا الشهود ولأجل المعلومات الخافية ، قال : ( ورأيت الأشياء ولم أر رؤية ) أي لم أر المعلومات بشهود مقيد ، وأما زوال الخطاب وعدم الأسباب فلأجل ما في ذلك مما يضاد التقييد إذ الخطاب لا يكون إلا بين مخاطب ومخاطب لكن هو هاهنا شاهد لمشهود صامت غير ناطق ، وكذلك زوال الأسباب وهي هاهنا عبارة عن أدوات النطق كاللسان القلبي وما أشبهه ، وأما ذهاب الحجاب فيؤخذ من فحوى الإطلاق فإنه ليس فيه حجاب ولا محجوب .
قوله : ( ولم يبق إلا البقاء ، وفني الفناء عن الفناء بأنا ) يشير به إلى أن هذا الشهود ضرب من جمع الجمع ولهذا شهد فيه فناء الفناء والبقاء ؛ فإن الجمع الأول هو المحو وجمع الجمع تفريق المحو بشرط ظهور الأحدية عليها فإذا تمكنت هذه الأحدية وصارت في الشاهد وصفا عادت بقاء واتصف الشاهد به ، وهذا البقاء هو المفني للفناء وهذا معنى قوله : ( ولم يبق إلا البقاء ) وقرنه بفناء الفناء لأنه لا فناء آخر يدخل على هذا البقاء لكنه
.......................................................................................
( 1 ) الجمع : إشارة إلى الحق بل يكون ، ويسمى جمع التمخض ، لا تطرأ الصور الكونية في الحق وانطماس كثرتها في وحدتة ، وانجلاء عينه لدى الغير ، بإطلاق لا يبقى معه غير .
( 2 ) الصفة : ما طلب المعنى كالعالم ، يقال رجل عالم ، فلأنه طلب العلم ، وهو المعنى الكاشف عن حقائق المعلومات كما هي .

“ 363 “


بقاء أبدي دائم متسرمد يفني كل فناء مراد لاسمه ، أي لا يكون مفنيا لاسم الفناء ، والحاصل من هذا كله دوام واحد صمداني ذاتي الصفات بريء عن الخلق لكن يشهد في هذا الواحد خصوص ما ، ولهذا قال : ( بأنا ) يشير إلى خصوص نفسه بهذه الأوصاف كلها دون غيره في عصره فإن قوله أنا يلحظ منه خصوص ما .
* * *
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المشهد الأول مشهد نور الوجود بطلوع نجم العيان .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» المشهد الثاني مشهد نور الأخذ بطلوع نجم الإقرار .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» المشهد العاشر مشهد نور الحيرة بطلوع نجم العدم .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» المشهد الثالث مشهد نور الستور بطلوع نجم التأييد .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» المشهد الرابع مشهد نور الشعور بطلوع نجم التنزيه .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: