منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي   فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة يناير 05, 2024 9:09 pm

فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ ابن العربي مع شرح ست العجم بنت النفيس البغدادية

“ 95 “
فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية
بسم الله الرحمن الرحيم
وما يتعلق بها بالآيات ، والأخبار ، والآثار . لعلك تطلب - أيها الباحث عن هذه الأسرار والباغي اقتباس هذه الأنوار - شواهد عليها من الآيات والأخبار ، والآثار ، لتقوى طلبك عليها وتكون ممن ينتدب إليها . 
نعم ! سددك اللّه بنظره الصائب ، وجعلك ممن جمع في معرفته بين الشاهد والغائب . 
ونمهدها لك أحسن تمهيد ، ونفرق لك بين المعوج منها والسديد ما إذا عملت بمقتضاه كوشفت على حقيقته ومعناه ، وشاهدت هذه المشاهد القدسية ، والمكاشفات العلمية التي أوردت منها في هذا الكتاب على قدر ما حد لي في الخطاب ، حتى لو بثثت ما أسدى إليّ سبحانه من أسراره العلية ، وأنواره السنية وغيوبه الأزلية . وتكون الأبحر مدادا ، والشجر أقلاما ، لفنيت الأدوات ، وبقيت الأسرار والواردات فألق سمعك إن كنت على الحقيقة طالبا . ولا تكن عمّا أورده عليك راغبا . 
أمّا الآيات : فقوله تعالى :وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً” 1 “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ” 2 “يُؤْتِي
...............................................................
( 1 ) الآية رقم ( 65 ) من سورة الكهف ونصّها :فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً( 65 ) . 
( 2 ) الآية رقم ( 282 ) من سورة البقرة .

“ 96 “


الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ “ 1 “ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا “ 2 “ .
وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( 83 ) “ 3 “ .
أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ “ 4 “ وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا “ 5 “ .
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا “ 6 “ .
وأما الأخبار : فقوله ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ( من عمل بما علم أورثه اللّه علم ما لم يعلم ) “ 7 “
وقال النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ( العلم نور يضعه اللّه في قلب من يشاء ) “ 8 “ .
..............................................................................
( 1 ) الآية رقم ( 269 ) من سورة البقرة .
( 2 ) الآية رقم ( 12 ) من سورة مريم .
( 3 ) الآية رقم ( 83 ) من سورة الأنعام .
( 4 ) الآية رقم ( 122 ) من سورة الأنعام .
( 5 ) الآية رقم ( 69 ) من سورة العنكبوت
( 6 ) الآية رقم ( 175 ) من سورة الأعراف .
( 7 ) حديث : ( من عمل بما علم أورثه اللّه علم ما لم يكن يعلم ) .
انظر القرطبي في التفسير : 13 / 364 ، وابن كثير في التفسير أيضا : 4 / 529 .
والدارمي في السنن 1 / 118 ، وابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم 1 / 342 .
والمناوي في فيض القدير : 4 / 388 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6 / 163 ، وانظر أيضا العجلوني في كشف الخفاء : 2 / 287 ، 347 .
( 8 ) حديث : ( العلم نور يضعه اللّه في قلب من يشاء ) .
عن ابن مسعود رضي اللّه عنه أنه قال ليس العلم عن كثرة الحديث ولكن العلم من كثرة الخشية وقال أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب عن مالك قال إن العلم ليس بكثرة الرواية وإنما العلم نور يجعله اللّه في القلب قال أحمد بن صالح المصري معناه أن الخشية لا تدرك بكثرة الرواية وإنما العلم الذي فرض اللّه عز وجل أن يتبع فإنما هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة

“ 97 “
وقال ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ( العلم علمان : علم باللسان فذلك حجّة اللّه على ابن آدم .وعلم في القلب فذلك العلم النافع ) “ 1 “ .
وقال ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ( إن من العلم كهيئة المكنون ، لا يعلمه إلا العالمون باللّه ) “ 2 “ .
وقال ( صلى اللّه عليه وسلم ) - حكاية عن ربه - : ( لا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى
- .......................................................................
رضي اللّه عنهم ومن بعدهم من أئمة المسلمين فهذا لا يدرك إلا بالرواية ويكون تأويل قوله نور يريد به فهم العلم ومعرفة معانيه . انظر : ابن كثير 3 / 555 وقال المناوي في فيض القدير : المراد أصالة العلم العيني الذي لا رخصة للمكلف في تركه وما عداه من كمال التقوى ، وقال ابن القيم وللمعاصي من الآثار القبيحة ما لا يعلمه إلا اللّه فمنها حرمان العلم فإن العلم نور يقذف في القلب والمعصية تطفئه . وكتب رجل إلى أخيه إنك أوتيت علما فلا تطفئن نوره بظلمة الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم في نور علمهم .
( 1 ) حديث : ( العلم علمان : علم باللسان . . . . . . )
الحديث ورد بنفس نصه هذا في مسند الربيع بن حبيب الأزدي عن جابر بن زيد عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) 1 / 365 الحديث رقم ( 947 ) وأورده الإمام القرطبي في التفسير ، ولكن أورد جملة القلب قبل اللسان انظر : 7 / 321 ، وأورده ابن أبي شيبة في مصنفه : 7 / 82 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 2 / 294 والحكيم الترمذي في نوادر الأصول : 2 / 303 وفي فيض القدير أورد المناوي حديثا عن ابن عمر بن الخطاب قال : ( العلم علمان فعلم ثابت في القلب وهو ما أورث الخشية وأبعد عن الكبائر الظاهرة والباطنة فذلك هو العلم النافع لصاحبه وعلم على اللسان ولا قرار له لأنه شرارة من شرار الإيمان فذلك حجة اللّه على ابن آدم قوله ) علم في القلب دل على كونه مرغوبا فيه فرتب عليه ما بعدها وفي عكسه قوله فذلك حجة اللّه فإن صاحب العلم اللساني الذي لم يتأثر منه فإنه محجوج عليه ويقال له : ( لم تقولون ما لا تفعلون ) ( الصف / 2 ) ويمكن حمل الحديث على علمي الظاهر والباطن . انظر المناوي : فيض القدير : 4 / 390 .
( 2 ) حديث : ( إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء باللّه ) وله تكملة كما أورده المنذري في الترغيب والترهيب وهي : وروي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء باللّه تعالى فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة باللّه عز وجل . انظر المنذري في الترغيب والترهيب : 1 / 58 الحديث رقم ( 141 ) ، وأورده الديلمي في مسند الفردوس 1 / 210 ، والمناوي في فيض القدير 4 / 326 ، وأورده صاحب كشف الظنون 1 / 49 .


“ 98 “
أحبه . فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ) “ 1 “ الحديث .
وفي حديث أبي سعيد : ( القلوب أوعية : قلب أجرد فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن ) “ 2 “ .
وأمّا الآثار :فقد قال " علي “ 3 “ " ( رضي اللّه عنه ) ، وضرب بيده على صدره : ( إن هنا لعلوما جمة ، لو
.........................................................................
( 1 ) حديث : ( لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . . . ) سأنقل هنا رواية الإمام البخاري وهي : حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم إن اللّه قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته . انظر : صحيح البخاري 5 / 2384 الحديث رقم ( 6137 ) وانظر : صحيح ابن حبان 2 / 58 ، والبيهقي في السنن الكبرى 3 / 346 ، والطبراني في معجمه الكبير 8 / 206 ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول : 2 / 232 وتحفة الأحوذي : 8 / 483 .
( 2 ) حديث : ( القلوب أوعية : قلب أجرد . . ) سأورد هنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده تحت رقم ( 10750 ) يقول : حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية يعني شيبان ، عن ليث ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) :
( القلوب أربعة : قلب أجرد ، فيه مثل السراج يزهر ، وقلب أغلف مربوط على غلافه ، وقلب منكوس ، وقلب مصفح . فأما القلب الأجرد : فقلب المؤمن سراجه فيه نوره ، وأما القلب الأغلف : فقلب الكافر . وأما القلب المنكوس : فقلب المنافق عرف ثم أنكر ، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم ، فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه ) .
( 3 ) ( علي بن أبي طالب ) بن عبد المطلب بن هاشم القرشي ، أبو الحسن ، أمير المؤمنين ، ورابع الخلفاء الراشدين ، وابن عم النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) وصهره وأول الناس إسلاما بعد خديجة ولد بمكة سنة 13 ق ه - وبويع بالخلافة بعد عثمان بن عفان سنة 35 ه - طالب بعض الصحابة بالقبض على قتلة عثمان بن عفان فحدثت الفتنة فكانت وقعة الجمل سنة 36 ه - ، وصفين سنة 37 ه - بين على ومعاوية ثم قتله عبد الرحمن بن ملجم غيلة في مؤامرة رمضان المشهورة وما بين تاريخ الميلاد والوفاة أسرار عظيمة ، روح عالية كان لها عظيم الأثر ، قال عنه النبي ( صلى

“ 99 “
وجدت لها حملة ) “ 1 “ .
وقال " ابن عباس “ 2 “ " في قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ( 12 ) "3" (لو ذكرت تفسيره لرجمتموني) “4 “وفي رواية : لقلتم إني كافر .
......................................................
- اللّه عنه ) " أنا مدينة العلم وعلىّ بابها " كرم اللّه وجهه . انظر ترجمته في : ابن قنفد القسنطينى :
كتاب الوفيات ص 28 . المحب الطبري : الرياض النضرة ج - 4 ، العقاد : عبقرية الإمام على عبد الفتاح عبد المقصود : ( الإمام على ) .
أحمد زكى صفوت : ترجمة الإمام على . . ومصادر كثيرة جدا .
( 1 ) أورده القنوجي في كتاب " أبجد العلوم " بلفظه : أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه ولا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله كما قيل كلموا الناس على قدر عقولهم وأشار علي ( عليه السلام ) إلى صدره : ( إن ههنا لعلوما جمة لو وجدت لها حملة ) انظر : 1 / 129 .
( 2 ) ( ابن عباس ) هو عبد اللّه بن عباس ن عبد المطلب القرشي الهاشمي الحبر البحر ابن عم سيدنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) أبو الخلفاء العباسيين ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ونشأ في بدء عصر النبوة فصحب النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) وروى عنه الأحاديث الصحيحة فله في الصحيحين فقط ( 1660 ) حديثا . دعا له سيدنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل . ) كان ( رضي اللّه عنه ) يقول : ( أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أحب إلي من حجة بعد حجة ) مات ( رضي اللّه عنه ) بعد أن كف بصره بالطائف سنة 68 ه - . انظر ترجمته : في ابن قنفد القسنطينى : كتاب الوفيات 76 ، أبو نعيم : حلية الأولياء : 1 / 314 ، ابن العماد : شذرات الذهب : 1 / 75 ، المناوي : الكواكب الدرية : 1 / 124 ، ابن حجر : الإصابة : الترجمة رقم ( 4772 ) الدياربكري : تاريخ الخميس 1 / 167 ، ابن الجوزي : صفة الصفوة : 1 / 314 .
( 3 ) الآية رقم ( 12 ) من سورة الطلاق .
( 4 ) حديث : ( لو ذكرت تفسيره لرجمتموني . . ) أورده السيوطي في كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور وفيه أيضا : أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن الضريس ، من طريق مجاهد عن ابن عباس قال لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم ، وكفركم بتكذيبكم بها . 
وفي رواية أيضا : قال للرجل : ما يؤمنك إن أخبرتك بها فتكفر .

“ 100 “


وقال علي ( رضي اللّه عنه ) : ( لو أذن لي أن أتكلم في الألف من الحمد للّه ، لتكلمت فيه سبعين وقرا ) “ 1 “ .
إلى أمثال هذا مما لا يحصى كثرة .
وهذه هي العلوم التي اختص اللّه بها بعض عباده ونهى عن كشفها لغير أهلها في الكتاب والسنة . وفقك اللّه وسددك .
شروط الحصول على هذه العلوم “ * “
وسبيل حصول هذه العلوم المذكورة في قلوب أهل الحقائق له شروط جمة ، لا يفي بها إلا أهل العناية والتوفيق ، والسالكين سواء الطريق .
فنقول : إن القلب على خلاف بين أهل الحقائق والمكاشفات ، كالمرآة المستديرة . لها ستة أوجه - وقال بعضهم ثمانية . هذا محل خلاف ، ولولا التطويل وخروجنا عما قصدناه من الاختصار ، لأزلنا الخلاف ، وبينا وجه الجمع بين هذين المقامين بأدلة قاطعة . لكنا تممنا هذا المقصد في كتابنا المترجم : ب - " جلاء القلوب “ 2 “ " . 
ولا يلتفت إلى من زاد لها وجها تاسعا ، لأن الحكمة الإلهية منعت من ذلك - ولا في الإمكان أن يوجد لها من الوجوه ما لا يتناهى ، إذ صفات الجلال لا تحصى .
ولعلك تقول : أستشعر من هذا القول الذي ذكرته مناقضة الإمام أبي حامد “ 3 “ حيث قال : ليس في الإمكان أبدع من هذا العالم .
..........................................................................................
( 1 ) قول الإمام " علي " : ( لو أذن لي أن أتكلم في الألف من الحمد للّه ، لتكلمت فيه سبعين وقرا ) .
( * ) العنوان من المحقق .
( 2 ) كتاب : ( جلاء القلوب ) : هذا الكتاب لم يكتمل تأليفه كما قال سيدي محيي الدين ابن العربي انظر : الرسالة الأولى من المجلد الأول لرسائل ابن العربي طبعة مؤسسة الانتشار العربي .
( 3 ) ( أبو حامد الغزالي ) هو : محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي ، المعروف بالغزالي زين الدين ، حجة الإسلام ، أبو حامد حكيم ، متكلم فقيه ، أصولي ، صوفي ، مشارك في أنواع من العلوم . ولد بالطابران إحدى قصبتي طوس بخراسان ، وطلب الفقه لتحصيل القوت ، ثم ارتحل إلى أبي نصر الإسماعيلي بجرجان ، ثم إلى إمام الحرمين أبي المعالي الجويني بنيسابور ، فاشتغل عليه ولازمه . 
وحضر مجلس نظام الملك ، فأقبل عليه نظام الملك ، فعظمت منزلة الغزالي ،

“ 101 “


نعم ! يشعر ذلك عند من يقصر إدراكه عن الاطلاع إلى هذه العلوم السماوية .
وأما عند من فحص عن كلامنا ، وبحث عن حقيقة ما أشرنا إليه يرى أن لا مناقضة بينهما . وقد أشبعنا القول بالأدلة الواضحة في شرح كلام الإمام أبي حامد ( رضي اللّه عنه ) ليس في الإمكان أبدع من هذا العالم في كتاب ( الجمع والتفصيل في معاني التنزيل ) “ 1 “ لما تكلمنا على قوله تعالى :
وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً “ 2 “
ثم نقول : قد جعل اللّه في مقابلة كل وجه من وجوه القلب حضرة تقابلها من أمهات الحضرات الإلهية تقابله . فمتى جلي وجه من هذه الوجوه تجلت تلك الحضرة فيه . فإذا أراد سبحانه وتعالى أن يمنح عبده من هذه العلوم شيئا ، تولى سبحانه بتوفيقه
- وندب للتدريس بنظامية بغداد ، ثم أقبل على العبادة والسياحة ، فخرج إلى الحجاز فحج ، ورجع إلى دمشق فاستوطنها عشر سنين ، ثم سار إلى القدس والإسكندرية ، ثم عاد إلى وطنه بطوس ، ثم إن الوزير فخر الدين ابن نظام الملك طلبه إلى نظامية نيسابور فأجاب إلى ذلك ، ثم عاد إلى وطنه ، وابتنى إلى جواره خانقاه للصوفية ومدرسة . توفي رحمه اللّه سنة 505 ه –
............................................................................................ .
ابن الأثير : اللباب 2 : 170 ، ابن العماد شذرات الذهب 4 : 10 - 13 ، ابن تغري بردي :
النجوم الزاهرة 5 : 203 ، اليافعي : مرآة الجنان 3 : 177 - 192 ، مختصر دول الإسلام 2 : 23 ، 24 ، ابن هداية : طبقات الشافعية 69 - 71 ، أبو الفداء : المختصر في أخبار البشر 2 : 237 ، ابن كثير : البداية والنهاية 12 : 173 ، 174 ، مجير الدين الحنبلي : الأنس الجليل 1 : 265 ، طاش كبري : مفتاح السعادة 2 : 51 ، 191 - 210 ، حاجي خليفة : كشف الظنون 12 ، 23 ، 24 ، 36 ، وكثير غيرها . وانظر هدية العارفين 2 / 79 - 81 .
انظر ترجمة وافية له في الذهبي : سير أعلام النبلاء 19 / 322 .
( 1 ) قال ابن العربي في الرسالة التي أرسلها إلى بهاء الدين غازي الملك المظفر سنة 632 ه - : ولقد وقفنا عند سورة الكهف ولم نتمه حتى الآن ولكنه قال فيه إنه فسّر الآية من ثلاثة أوجه : وجه الجمال ، ووجه الجلال ، ووجه الكمال وأنه سار هكذا مع كل آية . انظر المجلد الأول من رسائل ابن العربي .
بتحقيقنا طبع مؤسسة الانتشار العربي . وانظر أيضا الكتاب الهام عن مؤلفات ابن العربي للدكتور عثمان يحيى ففيه عن المؤلفات الكثير والكثير ترجمة الدكتور احمد الطيب .
( 2 ) الآية رقم ( 30 ) من سورة البقرة .

“ 102 “
مرآة قلبه ، فيطهّرها بعين اللطف والتوفيق ، وأمدها ببحر التأييد . فاهتدى ذلك الموفق للرياضات والمجاهدات ، ووجد الإرادة والمحبة من قلبه ، فبادرت الجوارح بالطاعة للقلب ، إذ هو مالكها وسيدها . فاستعمل الأذكار “ 1 “ ، وعلق الهمة ، وتخلق بأخلاق اللّه ، وغسل قلبه بماء المراقبة حتى يتخلى عن القلب صدأ الأغيار ، وتتجلى فيه حظائر الأسرار .
الوجه الأول : ينظر إلى حضرة الأحكام ، وصقالة “ 2 “ ذلك الوجه بالمجاهدات .
والوجه الثاني : ينظر إلى حضرة الاختيار والتدبير ، وصقالة ذلك الوجه بالتسليم والتفويض
والوجه الثالث : ينظر إلى حضرة الإبداع ، وصقالة ذلك الوجه بالفكر والاعتبار .
والوجه الرابع : ينظر إلى حضرة الخطاب ، وصقالته بخلع الأكوان .
والوجه الخامس : ينظر إلى حضرة الحياة ، وصقالته بالتبرؤ ، والفناء .
والوجه السادس : وهو الثامن عند من أثبتها ثمانية . ينظر إلى حضرة ما لا يقال ، وصقالته ب - يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ “ 3 “
وأما الوجهان اللذان هما محل الخلاف ، فأهل السنة صرفوهما إلى حضرة الأحكام .
وغيرهم قال :
- إن أحدهما : ينظر إلى حضرة المشاهدة ، وصقالته ببيع النفس .

“ 103 “
- والآخر : ينظر إلى حضرة السماع وصقالته بالصمت والأدب . 
وليس ثم وجه تاسع ، ولا كشف لها سبحانه حضرة زائدة على هذه الثمانية . 
فكانت تجهلها إذ ليس لها وجه تتجلى فيه للحكمة الإلهية التي سبقت بالإرادة القديمة . 
وهنا موضع نزاع بين الأشعرية “ 1 “ والصوفية “ 2 “ ، دقيق لا يتفطن له إلا صاحب ذوق .
....................................................
( 1 ) ( الأشعرية ) : نسبة إلى الإمام أبو الحسن الأشعري وهو : أبو الحسن : علي بن إسماعيل بن أبي بشر المتكلم البصري صاحب المصنفات وله بضع وستون سنة أخذ عن زكريا السجي وعلم الجدل والنظر عن أبي علي الجبائي ثم على المعتزلة ذكر ابن حزم أن للأشعري خمسة وخمسين تصنيفا وأنه توفي في هذا العام وقال غيره توفي سنة ثلاثين وقيل بعد الثلاثين وكان قانعا متعففا قاله في العبر قلت ومما بيض به وجوه الحق الأبلج ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مرائي وهي كما قال ابن خلكان سأل أبو الحسن المذكور أستاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة كان أحدهم مؤمنا برا تقيا والثاني كان كافرا فاسقا شقيا والثالث كان صغيرا فماتوا فكيف حالهم فقال الجبائي أما الزاهد ففي الدرجات وأما الكفار ففي الدركات وأما الصغير فمن أهل السلامة فقال الأشعري إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له فقال الجبائي لا لأنه يقال له أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات فقال الأشعري فإن قال ذلك التقصير ليس مني فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة فقال الجبائي يقول الباري جل وعلا كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقا للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك فقال الأشعري فلو قال الأخ الأكبر يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي فلم راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي ولهذه المناظرة دلالة على أن اللّه تعالى خص من شاء برحمته وخص آخر بعذابه وإلى أبي الحسن انتهت رياسة الدنيا في الكلام وكان في ذلك المقدم المقتدى الإمام قاله في كتابه الإبانة في أصول الديانة وهو آخر كتاب صنفه وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه . انظر ابن العماد : شذرات الذهب ك 1 / 303 . 
( 2 ) ( الصوفية ) : هم قوم اصطفاهم اللّه سبحانه وتعالى بكل صفة جميلة شرعا من الزهد والانقطاع للعبادة وغير ذلك من الأخلاق المحمدية فوصفهم لا يضاهى وفضلهم لا يتناهى . 
أمّا الصوفي : فهو من تصفى من الكدر ، وامتلأ من العبر ، واستوى عنده الذهب والمدر . وأول درجات التصوف الإعراض عن الدنيا حلالها وحرامها ، ليندفع عن ذلك سائر الأخلاق الذميمة التي من جملتها الشح ، ويتفرغ للتخلق بالأخلاق الحميدة من التوكل ، والرضا ، والمراقبة ، والمحبة ، والأنس وغير ذلك . انظر : الشيخ محمود خطاب السبكي : أعذب المسالك
“ 104 “
 
ثم لتعلم أن لهذه الحضرات أبوابا في مقابلة ما على وجه المرآة من الصدأ . 
تسمى أبواب المشيئة ، فعلى قدر ما تكون الصقالة يكون التجلي ، وعلى قدر ما يفتح من الأبواب يكون الكشف . فليس كل مرآة مجلوة يكشف لها ، لكنها معدة لقبول الصور . 
كذلك ليس كل من سلك هذا الطريق يكشف له . قد يدخر له إلى يوم القيامة أعني قيامته ، كما تدخر المرآة المحسوسة ليوم ما ، أو لأي معنى صقلت ، أو لأي فائدة وجدت . 
لكن يلوح لها بوارق من المطلوب ، وإن كانت لا تخلى عن صورة لكن الصور التي قصدنا في هذا الباب صور مخصوصة انفردت بها مرآة أهل الحقائق . 
فإذا رقيت إلى هذه المنازل ، واطلعت على هذه المقامات ، صارت الغيوب مشاهدة في حقك : أعني غيوب ما بطن في ظاهر علوم الدين ، لا في يجيء فلان ، وزنى فلان . فإن تلك مكاشفات السالكين ، وإن تشوش عليك خاطرك ، ولم ترزق الإيمان بهذه المقام ، فقد أجرى اللّه لك في ظاهر الكون مثالا ترتقي به إلى ما ذكرناه ، وهي المرآة المحسوسة تتجلى فيها صور المحسوسات على قدر صقالتها وجلائها . 
وقد نبه على ذلك سيد البشر ( صلى اللّه عليه وسلم ) حيث قال : ( إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد . قيل : فما جلاؤها ؟ 
قال : ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ذكر اللّه وتلاوة القرآن ) “ 1 “
...........................................................
- المحمودية إلى منهج السادة الصوفية ص 48 ، وقد أورد القاشاني في معجمه : إن الصوفي إنما سمي صوفيا لأنه في الصف الأول عند اللّه تعالى . بارتفاع همته ، وإقباله على ربه بقلبه ، ووقوفه بسريرته بين يديه ، وأنه هو الذي اتصف بصفة الصفوة من عباد اللّه تعالى . وبالجملة فهو صاحب الأخلاق الصافية من الأدناس . انظر القاشاني : لطائف الإعلام . معجم المصطلحات والإشارات الصوفية 2 / 70 . 
( 1 ) حديث : ( إن القلوب لتصدا كما يصدا الحديد ) . 
أخبرنا سهل بن أبي بكر الشجاعي ثنا محمد بن الحسين الصوفي ثنا حامد بن محمد الرفاء ثنا محمد بن صالح وعثمان ثنا عبد اللّه بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن نافع عن ابن عمر





“ 105 “
فقديما نصبت الأمثال أدلة لعلوم ربانية ، فمن وقف مع المثال ضل ، ومن رقي عنه إلى الحقيقة اهتدى . 
ثم لتعلم أن لهذه الحضرات أسرارا ظاهره وأسرارا باطنة . 
فالأسرار الظاهرة لأهل الاستدراج ، والباطنة لأهل الحقائق . فليس كل حكيم حكيما . بل الحكيم من حكمته الحكمة ، وقيدته بالوقوف عند فصل الخطاب ، ومنعته أن ينظر إلى سوى خالقه ، ولازم المراقبة على كل أحيانه فليس من نطق بالحكمة ولم تظهر آثارها عليه يسمى حكيما . 
فالنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) قد قال : ( ربّ حامل فقه ليس بفقيه ) “ 1 “ ، إنما هي أمانة عنده ، يؤديها إلى غيرهكَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً” 2 “ فإذا صدرت منك حكمة ، فانظرها في نفسك فإن كنت قد تحليت بها ، فأنت صاحبها ، وإن رأيت نفسك عارية عنها فأنت لها حامل ومسؤول عنها وتحقيق هذا أن تنظر إلى استقامتك على الطريق
.............................................................
- قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : إن هذه القلوب تصدا كما يصدا الحديد قيل يا رسول اللّه فما جلاؤها قال ذكر الموت وتلاوة القرآن . أورده الشهاب في مسنده 1 / 198 ، 199 الحديث رقم ( 1178 ) و ( 1179 ) . والبيهقي في شعب الإيمان 2 / 353 ، وأبو نعيم : حلية الأولياء :  8 / 197 . 
( 1 ) عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار فقلنا ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه فقمت إليه فسألته فقال أجل سألنا عن أشياء سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : ( نضر اللّه امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل للّه ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وقال من كان همه الآخرة جمع اللّه شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق اللّه عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له وسألناه عن الصلاة الوسطى وهي الظهر ) . 
هذه رواية الإمام أحمد بن حنبل في مسنده : 5 / 183 الحديث رقم ( 21630 ) الطبراني : المعجم الأوسط 5 / 234 ، ومسند الشهاب 2 / 307 . 
( 2 ) الآية رقم ( 5 ) من سورة الجمعة .
يتبع

مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية Word
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية PDF
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية TXT
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية Word
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية PDF
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية TXT

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي   فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة يناير 05, 2024 9:10 pm

فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ ابن العربي مع شرح ست العجم بنت النفيس البغدادية

“ 106 “
الأوضح ، والمهيع “ 1 “ السديد والميزان الأرجح في قولك وفعلك وقلبك . 
إذ الناس في الاستقامة سبعة أقسام فقسمان لهما الفضل ، والخمسة عليهم الدرك :
- فمستقيم بقوله وفعله وقلبه .
- ومستقيم بفعله وقلبه دون قوله .
فهذان لهما الفضل ، والأول أعلى .
- ومستقيم بقوله وفعله دون قلبه ، يرجى له النفع بغيره .
- ومستقيم بقوله وقلبه دون فعله .
- ومستقيم بقلبه دون فعله وقوله .
- ومستقيم بفعله دون قوله وقلبه .
- ومستقيم بقوله دون فعله وقلبه .
فهؤلاء عليهم ، لا لهم . لكن بعضهم فوق بعض . ولست أعني بالاستقامة في القول ترك الغيبة والنميمة وشبهها ، فإن الفعل يشمل ذلك وإنما نعني بالاستقامة في
......................................................
( 1 ) وطريق مهيع : واضح واسع بيّن ، وجمعه مهايع ؛ وأنشد : بالغور يهديها طريق مهيع وأنشد ابن بري : إنّ الصّنيعة لا تكون صنعية حتى يصاب بها طريق مهيع وبلد مهيع : واسع ، شذ عن القياس فصحّ ، وكان الحكم أن يعتل لأنه مفعل مما اعتلت عينه . وتهيّع السراب وانهاع انهياعا : انبسط على الأرض . والهيعة : سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض مثل الميعة ، وقد هاع يهيع هيعا ، وماء هائع . وهاع الشيء يهيع هيعانا :
ذاب ، وخصّ بعضهم به ذوبان الرّصاص ، والرّصاص يهيع في المذوب . يقال : رصاص هائع في المذوب . وهاعت الإبل إلى الماء تهيع ؛ إذا أرادته ، فهي هائعة . ومهيع ومهيعة ، كلاهما : موضع قريب من الجحفة ، وقيل : المهيعة هي الجحفة . وذكر ابن الأثير في ترجمة مهع : وفي الحديث : وانقل حمّاها إلى مهيعة ؛ مهيعة : اسم الجحفة وهي ميقات أهل الشام ، وبها غدير خم ، وهي شديدة الوخم . قال الأصمعي : لم يولد بغدير خمّ أحد فعاش إلى أن يحتلم إلّا أن يحوّل منها ، قال : وفي حديث عليّ ، رضي اللّه عنه : اتّقوا البدع والزموا المهيع ، هو الطريق الواسع المنبسط ؛ قال : والميم زائدة ، وهو مفعل من التهيّع وهو الانبساط . انظر لسان العرب ( مادة : مهع ) .

“ 107 “


القول أن يرشد غيره بقوله إلى الصراط المستقيم . وقد يكون عريا مما أرشد إليه . فهذا نعني بالاستقامة . ويجمع ذلك مثال واحد :
* وهو رجل تفقه في أمر صلاته وحققها ، ثم علّمها غيره ، فهذا مستقيم في قوله .
* ثم حضر وقتها فأداها على حد ما علمها وحافظ على أركانها الظاهرة . فهذا مستقيم في فعله .
* ثم علم أن مراد اللّه منه في تلك الصلاة حضور قلبه لمناجاته ، فأحضره . فهذا مستقيم بقلبه .
* ثم احمل هذا المثال على ما بقي من الأقسام ، تجده واضحا إن شاء اللّه تعالى .
* ثم لتعلم أن العلل التي تصدك عن طريق الاستقامة الكاملة غير منحصرة مستقرها كتاب اللّه ، وحديث رسوله ( صلى اللّه عليه وسلم ) : ( فلا تأمن مكر اللّه ، فإنه فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ “ 1 “ وأنّى لك بالأمن ، ورسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) يقول :
( اللهم إني أستغفرك مما علمت ومما لم أعلم . فقيل له : أتخاف يا رسول اللّه ؟ قال :
وما يؤمنني ، والقلب بين إصبعين من أصابع الرحمن ، يقلبه كيف شاء ) “ 2 “ .
..........................................................................
( 1 ) الآية رقم ( 99 ) من سورة الأعراف ونصها : أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ( 99 ) .
( 2 ) حديث : ( اللهم إني أستغفرك مما علمت ومما لم أعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم أي ما تعلمه أنت ولا أعلمه أنا وأسألك من خير ما تعلم ) قال الطيبي وما موصولة أو موصوفة والعائد محذوف ومن يجوز كونها زائدة أو بيانية والمبين محذوف أي أسألك شيئا هو خير ما تعلم أو تبعيضية سأله إظهارا لهضم النفس وأنه لا يستحق إلا قليلا من الخير وهذا سؤال جامع للاستعاذة من كل شر وطلب كل خير وختم هذا الدعاء الذي هو من جوامع الكلم بالاستغفار الذي عليه المعول والمدار فقال وأستغفرك مما تعلم أي أطلب منك أن تغفر لي ما علمته مني من تقصير وإن لم أحط به علما إنك أنت علام الغيوب أي الأشياء الخفية الذي لا ينفذ فيها ابتداء إلا علم اللطيف الخبير وفي بعض الروايات قيل يا رسول اللّه أتستغفر مما لا نعلم قال وما يؤمنني والقلب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء واللّه يقول ( وبدا

“ 108 “


واللّه تعالى يقول : وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ “ 1 “
فالإنسان محل للتغيير ، قابل لكل صفة ترد عليه . ولذلك قال بعض العارفين " لو عرضت عليّ الشهادة عند باب الدار ، والموت على التوحيد عند باب الحجرة لاخترت الموت على الشهادة ، لأني لا أدري ما يعرض لقلبي من التغيير عن التوحيد إلى باب الحجرة ، فكن على حذر ما دام تركيبك " .
قال تعالى لموسى ( عليه السلام ) في التوراة : ( يا ابن آدم ، لا تأمن مكري حتى تجوز على الصراط ) “ 2 “ . فالآفات ( رحمك اللّه ) كثيرة الخطوب . والطريق دقيق ، أدق من الشعرة وأحد من السيف . لا يثبت عليه إلا أهل العناية . فباللحظة والخطرة تزل الأقدام . ألا ترى أبا سليمان الداراني “ 3 “ يقول : سمعت من بعض الأمراء شيئا فأردت أن
- لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون ) الزمر 39 ت ن عن شداد بن أوس ورواه عنه أيضا الحاكم وصححه قال الحافظ العراقي قلت بل هو منقطع وضعيف .
انظر فيض القدير للمناوي 2 / 131 .
..........................................................................................
( 1 ) الآية رقم ( 47 ) من سورة الزمر . ونصها : وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ( 47 ) .
( 2 ) أورده ابن رجب الحنبلي في كتاب ( جامع العلوم والحكم ) قال : أوحى اللّه تعالى إلى موسى ( عليه الصلاة والسلام ) يا موسى لا تخافن غيري ما دام لي السلطان وسلطاني دائم لا ينقطع يا موسى لا تهتمن برزقي أبدا ما دامت مملوءة لا تفنى أبدا يا موسى لا تأنس بغيري ما وجدتني أنيسا لك متى طلبتني وجدتني يا موسى لا تأمن مكري ما لم تجز الصراط إلى الجنة .
وقال بعضهم :
لا تخضعن لمخلوق على طمع * فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق اللّه مما في خزائنه * فإنما هي بين الكاف والنون
انظر : جامع العلوم والحكم : 1 / 230 .
( 3 ) ( أبو سليمان الداراني ) : واسمه عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي وداريا قرية من قرى دمشق ، وقيل ضيعة إلى جنب دمشق . عن أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان عبد الرحمن بن أحمد العنسي يقول : مفتاح الدنيا الشبع ، ومفتاح الآخرة الجوع ، وأصل كل خير في

“ 109 “


أنكر فخفت أن يقتلني ، وما خفت من الموت ، ولكني خشيت أن يتعرض لقلبي التزين للخلق عند خروج روحي فكففت .
فانظر حذرهم من الزلل مخافة الفوت ، وإن أردت أنوارهم وأسرارهم فاسلك آثارهم “ 1 “ .
- الدنيا والآخرة الخوف من اللّه ، وإن اللّه يعطي الدنيا من يحب ، ومن لا يحب ، وإن الجوع عنده في خزائن مدخرة ، ولا يعطي إلا من أحب خاصة ، ولأن أدع من عشائي لقمة أحب إلي من أن آكلها وأقوم أول الليل إلى آخره .
أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول : لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ، وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار ولا لغرس الأشجار . عن أحمد بن أبي الحواري قال :
سمعت أبا سليمان يقول : سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة ، فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل . قال : فتفكرت أن أقوم إلى الخليفة فأعظه والناس جلوس يرمقوني بأبصارهم . فيعرض لي تزين فيأمر بي فأقتل على غير تصحيح .
فجلست وسكت . 
قال أحمد : وسمعت أبا سليمان يقول : كنت بالعراق أعمل ، وأنا بالشام أعرف . 
قال أحمد : فحدثت به ابنه سليمان فقال : إنما معرفة أبي باللّه تعالى بالشام لطاعته بالعراق ، ولو ازداد للّه بالشام طاعة لازداد للّه معرفة .
توفي أبو سليمان الداراني سنة خمس ومائتين وقال أبو عبد الرحمن السلمي سنة خمس عشرة .
والأول أصح . انظر : ابن الجوزي صفوة الصفوة : 1 / 467 .
( 1 ) هذا هو آخر الكتاب . وما سيأتي بعد ذلك كلام الناسخ وزمن النسخ واسم الناسخ وهكذا .
وخاتمة النسخة ( ط ) جاءت كالتالي :
( والحمد للّه رب العالمين ، وصلى اللّه على سيدنا محمد خاتم النبيين ) .
وكان هناك ترقيم خاص صنعته النسخة ( ط ) لنفسها فكان رقم آخر فقرة ( 107 ) .

“ 110 “


نهاية الكتاب
وكان الفراغ من كتاب المشاهد نهار الخميس لأربعة خلت من شهر صفر الخير سنة 1321 هـ ، إحدى وعشرين وثلاثمائة بعد الألف على يد الفقير إلى اللّه تعالى أحمد حمدي بن الشيخ حسن الأسطواني غفر اللّه له ولوالديه ولجميع المسلمين قوبلت بأصلها على يد الناسخ ووالده ، والحمد للّه رب العالمين أسطواني “ 1 “
..........................................................................................
( 1 ) وجد في نهاية الكتاب على الهامش الأيمن الآتي :
ووجد في نسخة الشيخ مكتوبا هذين البيتين :
يا قارئ الخط لا تنظر لأحرفه * وانظر بقلبك يا هذا لمعناه
ترى دلائل للرحمن شاهدة * أن لا إله ولا معبود إلّا هو
ومكتوب بخط الشيخ : ( تمت المطالع والمشاهد بعون اللّه تعالى وتأييده بمدينة فاس في شهر جمادى الأولى سنة سبعة وثلاثين وستمائة ) هناك خطأ ما في هذا التاريخ ولم أتأكد منه ولكن ربما هذه الكلمة تعني : ( وتسعين ) أو ( وسبعين ) وفي الحالتين يكون التوقيع غير توقيع الشيخ الكبير لأنه توفي ( رضي اللّه عنه ) سنة 638 هـ - ، ولذا فإني افترضت أنها ( سبعة وثلاثين وستمائة ) .
وهو موافق لقبل وفاته بعام تقريبا ويكون الخطأ مقدّر في هذه الكتابة ( المحقق ) .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: شرح فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية ابن العربي شرح الشيخة ست العجم بنت النفيس   فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة يناير 05, 2024 9:11 pm

شرح فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية ابن العربي شرح الشيخة ست العجم بنت النفيس

الشيخة الصالحة العالمة الزاهدة
ست العجم بنت النفيس بن أبي القاسم البغدادية
المتوفاة بعد سنة 852 ه‍

“ 404 “
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
خاتمة المشاهد
فصل في تأييد هذه المكاشفات العلية والمشاهد القدسية وما يتعلق بها بالآيات والأخبار والآثار .
لعلك تطلب أيها الباحث عن هذه الأسرار ، والباغي اقتباس هذه الأنوار ، شواهد عليها من الآيات والأخبار والآثار ، ليتقوى طلبك عليها ، وتكون ممن ينتدب إليها ، نعم سدّدك اللّه بنظره الصائب ، وجعلك ممن جمع في معرفته بين الشاهد والغائب ونمهدها لك أحسن تمهيد ، ونفرق لك بين المعوج منها ، والسديد ، ما إذا عملت بمقتضاه كوشفت على حقيقته ومعناه ، وشاهدت هذه المشاهد القدسية ، والمكاشفات العلية التي أوردت منها في هذا الكتاب على قدر ما حد لي في الخطاب حتى لو بثثت ما أسدى إليّ سبحانه من أسراره العلية ، وأنواره السنية ، وغيوبه الأزلية ، وتكون الأبحر مدادا ، والشجر أقلاما لفنيت الأدوات ، وبقيت الأسرار والواردات ، فألق سمعك إن كنت على الحقيقة طالبا ، ولا تكن عما أورده عليك راغبا .
أما الآيات : فقوله تعالى : وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً [ الكهف : 65 ] ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [ البقرة : 282 ] ، يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ [ البقرة : 269 ] ، وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [ مريم : 12 ] ، وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ [ الأنعام : 83 ] ، أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ [ الأنعام : 122 ] ، وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [ العنكبوت : 69 ] ، وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها [ الأعراف : 175 ] .
وأما الأخبار :
فقوله صلى اللّه عليه وسلم : “ من عمل بما علم ، أورثه اللّه علم ما لم يعلم
“ 1 “ “ .
وقال :
“ العلم نور يضعه اللّه في قلب من يشاء “ 2 “ “ .
وقال :
“ العلم علمان : علم باللسان فتلك حجة اللّه على ابن آدم ، وعلم في القلب
.......................................................................
( 1 ) ذكره العجلوني في كشف الخفاء ( 2 / 287 ) ، وابن رجب في جامع العلوم والحكم ( ص 342 ) .
( 2 ) رواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي والسامع ( 2 / 174 ) .

“ 405 “


فذلك العلم النافع “ 1 “ “ .
وقال : “ إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العالمون باللّه “ 2 “ “ .
وقال حاكيا عن ربه :
“ ولا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا “ 3 “ “ الحديث .
وفي حديث أبي سعيد : “ القلوب أوعية : قلب أجرد فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن
“ 4 “ “ .
وأما الآثار : فقد قال علي رضي اللّه عنه : وضرب بيده إلى صدره ، وقال : إن هاهنا لعلوما جمة لو وجد لها حملة
“ 5 “ .
وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [ الطلاق : 12 ] : لو ذكرت تفسيره لزحمتموني ، وفي رواية : لقلتم إني كافر .
و
قال علي رضي اللّه عنه : لو أذن لي أن أتكلم في الألف من الحمد للّه لتكلمت فيها سبعين .
وقرأ إلى أمثال هذا مما لا يحصى كثرة ، وهذا في العلوم الذي اختص اللّه تعالى بها بعض عباده ونهى عن كشفها لغير أهلها في الكتاب والسنة ، وفقك اللّه وسدّدك .
وسبيل حصول هذه العلوم المذكورة في قلوب أهل الحقائق له شروط جمة لا يفي بها إلا أهل العناية والتوفيق ، والسالكين سواء الطريق .
فنقول : إن القلب على خلاف بين أهل الحقائق والمكاشفات ، كالمرآة المستديرة لها ستة أوجه ، وقال بعضهم : ثمانية ، هذا محل الخلاف ، ولولا التطويل ، وخروجنا عما أردناه من الاختصار ، لأزلنا الخلاف ، وبينا وجه الجمع بين هذين المقامين بأدلة قاطعة ، لكنا قد تممنا هذا المقصد في كتابنا المترجم بجلاء القلوب ، ولا يلتفت إلى من زاد وجها تاسعا ، لأن الحكمة الإلهية منعت من ذلك ، ولا في الإمكان أن يوجد لها من الوجود ما لا يتناهى ،
......................................................................
( 1 ) رواه الدارمي ( 1 / 114 ) ، والربيع في مسنده ( 1 / 335 ) ، وابن المبارك في الزهد ( ص 407 ) .
( 2 ) رواه الديلمي في الفردوس ( 1 / 210 ) ، وذكره المنذري في الترغيب ( 1 / 58 ) .
( 3 ) رواه البخاري ( 2 / 2384 ) .
( 4 ) رواه أحمد في المسند ( 2 / 177 ) .
( 5 ) ذكره القنوجي في أبجد العلوم ( 1 / 129 ) .

“ 406 “


إذ صفات الجلال لا تحصى ، ولعلك تقول : أستشعر من هذا القول الذي ذكرته مناقضة الإمام أبي حامد حيث قال : وليس في الإمكان أبدع من هذا العالم ، نعم يشعر ذلك عند من يقصر إدراكه عن الاطلاع إلى هذه العلوم السماوية ، وأما عند من فحص عن كلامنا وبحث عن حقيقة ما أشرنا إليه يرى : لا مناقضة بينهما ، وقد أشبعنا القول بالأدلة الواضحة في شرح كلام الإمام أبي حامد رضي اللّه عنه وليس في الإمكان أبدع من هذا العالم ، في كتاب الجمع والتفصيل في معاني التنزيل لمّا تكلمنا على قوله تعالى : وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [ البقرة : 30 ] ، ثم نقول : وقد جعل اللّه في مقابلة كل وجه من وجوه القلب حضرة من أمهات الحضرات الإلهية تقابله ، فمتى جلي وجه من هذه الوجوه تجلّت تلك الحضرة فيه ، فإذا أراد اللّه سبحانه أن يمنح عبده من هذه العلوم شيئا تولى سبحانه بتوفيقه مرآة قلبه ، فيظهرها بعين اللطف والتوفيق ، وأمدها ببحر التأييد ، فاهتدى ذلك الموفق للرياضات والمجاهدات ، ووجد الإرادة والمحبة من قلبه ، فبادرت الجوارح بالطاعة للقلب ، إذ هو مالكها وسيدها ، فاستعمل الأذكار ، وعلق الهمة ، وتخلق بأخلاق اللّه تعالى ، وغسل قلبه بماء المراقبة حتى ينجلي عن القلب صدأ الأغيار ، وتتجلى فيه حضائر الأسرار ، فالوجه الأول ينظر إلى حضرة الأحكام ، وصقالة ذلك الوجه بالمجاهدات ، والوجه الثاني ينظر إلى حضرة الاختيار والتدبير وصقالة ذلك الوجه بالتسليم والتفويض والوجه الثالث ينظر إلى حضرة الإبداع وصقالة ذلك الوجه بالفكر والاعتبار ، والوجه الرابع ينظر إلى حضرة الخطاب وصقالته بخلع الأكوان ، والوجه الخامس ينظر إلى حضرة الحياة وصقالتها بالتبري والفناء والوجه السادس وهو الثامن عند من أثبتها ثمانية ينظر إلى حضرة ما لا يقال ، وصقالته بياء أهل يثرب لا مقام لكم .


وأما الوجهان اللذان هما محل الخلاف فأهل السنة صرفوهما إلى حضرة الأحكام وغيرهم قال : إن أحدهما ينظر إلى حضرة المشاهدة ، وصقالته ببيع النفس والآخر ينظر إلى حضرة السماع ، وصقالته بالصمت والأدب ، وليس ثمّ وجه تاسع ، ولا كشف لها سبحانه حضرة زائدة على هذه الثمانية ، فكانت تجهلها إذ ليس لها وجه تتجلى فيه للحكمة الإلهية التي سبقت بالإرادة القديمة ، وهنا موضع نزاع بين الأشعرية والصوفية دقيق لا يتفطن له إلا صاحب ذوق ، ثم لتعلم أن لهذه الحضرات أبوابا في مقابلة ما على وجه المرآة من الصدأ تسمى أبواب المشيئة ، فعلى قدر ما تكون الصقالة يكون التجلي ، وعلى قدر ما يفتح من الأبواب يكون الكشف ، فليس كل مرآه مجلوة يكشف لها ، لكنها

“ 407 “


معدة لقبول الصور ، كذلك ليس كل من سلك هذا الطريق يكشف له ، قد يدخر له إلى يوم القيامة أعني قيامته ، كما تدخر المرآة المحسوسة ليوم ما وإلا لأي معنى صقلت ، أو لأي فائدة وجدت ، لكن يلوح لها بوارق من المطلوب ، وإن كانت لا تخلي عن صورة ، لكن الصور التي قصدنا في هذا الباب صور مخصوصة انفردت بها مرآة أهل الحقائق ، فإذا رقيت إلى هذه المنازل ، واطلعت على هذه المقامات صارت الغيوب مشاهدة في حقك ، أعني غيوب ما بطن في ظاهر علوم الدين ، لا في يجيء فلان وزني فلان ، فإن تلك مكاشفات السالكين ، وإن يتشوش عليك خاطرك ، ولم ترزق الإيمان بهذا المقام ، فقد أجرى اللّه لك في ظاهر الكون مثالا ترتقي به إلى ما ذكرناه ، وهي المرآة المحسوسة تنجلي فيها صور المحسوسات على قدر صقالتها وجلائها ، وقد نبّه على ذلك سيد البشر صلى اللّه عليه وسلم حيث
قال : “ إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد “ ، قيل : فما جلاؤها ؟ قال : “ ذكر اللّه ، وتلاوة القرآن “ 1 “ “ .


فقديما نصبت الأمثال أدلة لعلوم ربانية ، فمن وقف مع المثال ضل ، ومن ارتقى عنه إلى الحقيقة اهتدى ، ثم لتعلم أن لهذا الحضرات أسرارا ظاهرة وأسرارا باطنة ، فالظاهرة لأهل الاستدراج ، والباطنة لأهل الحقائق ، فليس كل حكيم حكيما ، بل الحكيم من حكمته الحكمة ، وقيدته بالوقوف عند فصل الخطاب ، ومنعته أن ينظر إلى سوى خالقه ، ولازم المراقبة على كل أحيانه ، فليس من نطق بالحكمة ولم تظهر آثارها عليه يسمى حكيما ،
فالنبي صلى اللّه عليه وسلم قد قال : “ رب حامل فقه ليس بفقيه “ 2 “ “
 إنما هي أمانة عنده يؤديها إلى غيره كمثل الحمار يحمل أسفارا ، فإذا صدرت منك حكمة ، فانظرها في نفسك ، فإن كنت قد تحليت بها فأنت صاحبها ، وإن رأيت نفسك عارية عنها ، فأنت لها حامل ومسؤول عنها ، وتحقيق هذا أن تنظر إلى استقامتك على الطريق الأوضح والمنهج السديد ، والميزان الأرجح في قولك ، وفعلك ، وقلبك ، إذ الناس في الاستقامة سبعة أقسام :
قسمان لهما الفضل ، والخمسة عليهم الدرك ، فمستقيم بقوله ، وفعله ، وقلبه ، ومستقيم بفعله وقلبه دون قوله ، فهذان لهما الفضل ، والأول أعلى ، ومستقيم بقوله في فعله دون قلبه
...............................................................................
( 1 ) رواه القضاعي في الشهاب ( 2 / 198 ) ، والبيهقي في الشعب ( 2 / 353 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 8 / 197 ) ، والخطيب في تاريخ بغداد ( 11 / 85 ) .
( 2 ) رواه أحمد في المسند ( 5 / 183 ) ، وابن أبي عاصم في الزهد ( ص 33 ) .

“ 408 “


يرجى له النفع بغيره ، ومستقيم بقوله وقلبه ، ومستقيم بفعله دون قوله وقلبه ، ومستقيم بقوله دون فعله وقلبه ، فهؤلاء عليهم لا لهم ، لكن بعضهم فوق بعض ولست أعني بالاستقامة في القول ترك الغيبة والنميمة وشبهها ، فإن الفعل يشمل ذلك ، وإنما نعني بالاستقامة في القول أن يرشد غيره بقوله إلى الصراط المستقيم ، وقد يكون عريا مما أرشد إليه ، فهذا نعني بالاستقامة ، ويجمع ذلك مثال واحد ، وهو رجل تفقه في أمر صلاته وحققها ، ثم علمها غيره ، فهذا مستقيم في قوله ، ثم حضر وقتها ، فأداها على حد ما علمها وحافظ على أركانها الظاهرة ، فهذا مستقيم في فعله ، ثم علم أن مراد اللّه منه في تلك الصلاة حضور قلبه لمناجاته فأحضره ، فهذا مستقيم بقلبه ، ثم احمل هذا المثال على ما بقي من الأقسام تجده واضحا إن شاء اللّه تعالى ، ثم لتعلم أن العلل التي تصدك عن الاستقامة طريق الكاملة غير منحصرة مستقرها كتاب اللّه تعالى وحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ، وإني لك بالأمين ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : “ اللهم إني استغفرك مما علمت ومما لم أعلم “ 1 “ “ 
، فقيل له : تخاف يا رسول ، قال : وما يؤمني والقلب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء ، واللّه تعالى يقول : وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [ الزمر : 47 ] . 
فالإنسان محل للتغيير قابل لكل صفة ترد عليه ، ولذلك قال بعض العارفين : لو عرضت علي الشهادة عند باب الدار ، والموت على التوحيد عند باب الحجرة لاخترت الموت على الشهادة لأني لا أدري ما يعرض لقلبي من التغيير عن التوحيد إلى باب الحجرة فكن على حذر ما دار تركيبك ،
قال تعالى لموسى عليه السلام في التوراة : يا ابن آدم لا تأمن مكري حتى تجوز الصراط
“ 2 “ فالآفات رحمك اللّه كثيرة ، والخطوب والطريق دقيق ، أرق من الشعرة وأحد من السيف لا يثبت عليه إلا أهل العناية ، فباللحظة والخطرة تزل الأقدام .
ألا ترى أبا سليمان الداراني يقول : سمعت من بعض الأمراء شيئا ، فأردت أن أنكر فخفت أن يقتلني ، وما خفت من الموت ، ولكني خشيت أن يتعرض لقلبي التزين للخلق عند خروج روحي فكففت .
فانظر حذرهم من الزلل مخافة الفوت ، فإن أردت أنوارهم وأسرارهم فاسلك
..................................................................................
( 1 ) رواه أبو يعلى في مسنده ( 1 / 163 ) ، وذكره العجلوني في الكشف ( 2 / 527 ) .
( 2 ) ذكره ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم ( ص 230 ) .

“ 409 “


آثارهم .
وكان الفراغ من كتاب المشاهد في الخميس لأربعة خلت من شهر صفر الخير سنة 1321 ه إحدى وعشرين وثلاثمائة بعد الألف على يد الفقير إلى اللّه تعالى أحمد حمدي ابن الشيخ حسن الإسطواني غفر اللّه ولوالديه ولجميع المسلمين آمين . قوبلت بأصلها على يد الناسخ ووالده والحمد للّه .
* * *

“ 410 “


خاتمة الشرح
فأقول وأنا الفقيرة إلى اللّه تعالى عجم بنت النفيس بن أبي القاسم بن طور البغدادية أنني أقدمت على شرح هذه المشاهد لا بإرادتي وأجبرت على فتح مغالقها بقوة اللّه وقهره لا بضعفي وذلتي وولجت في تيار غوامضها باستمداد النجاة الناشئة عن الحي الذي لا يموت ، وفاجأني عند ابتدائي في هذا الشرح ناطق مسمع من خارج قائلا : ابدأ على اسم اللّه : إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً [ الفتح : 1 ] ، 
وكان هذا الخطاب بعد الوصية من شاهد هذا الكتاب وأنا في عالم الباطن فعند الرجوع اختار اللّه لي الابتداء في شرحه ، فابتدأت وشرحت من الرسالة المقدمة على المشاهد ما أشكل معناه على سبيل الالتقاط ، ألغيت ذكر ما هو ظاهر المعنى ، ثم إنني شرعت في شرح المشاهد مبتدئة ببسم اللّه والحمد له وعلى خيرته مستوفية لإظهار معاني ألفاظها المؤتلفة والمختلفة ، ولم أدع من لفظها لفظة ولا حرفا علمت به ، ولا ما نقش بمسود على مبيض وأظهر معانيها ، ولم أخف منها ما احتمالا لظهور ، فكيف ما هو مهيأ للإيضاح متوقف على واسطة وحفظتها من التغيير عملا بقوله تعالى : لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ [ يونس : 64 ] ، 
وأظهرت معاني كمياتها ولمياتها ومحال الشهود المختلف منها والمؤتلف ، وعينت أوقات بعض كشوفها وأعرضت عن البعض الآخر خوف التطويل هذا مع المبالغة في حصول المراد من إظهار أسرارها ولم أخف من معانيها علم اللّه سوى معنى واحد وهو لمية وصفها على هذا النهج ، وإنما أخفيت ذلك لأن الشيخ رحمه اللّه تعالى قصد ذلك وعرفت مقصده فحذوت حذوه .


هذا وأنا امرأة عامية أمية خالية من كل العلوم ما خلا العلم باللّه تعالى ، ولم أصبه بتعلم ولا قراءة من الكتب ولا من عارف موقف لكنه وهب من اللّه تعالى أخرجني من الجهل إلى العلم ، ووصفني به وصف تقمص بعد العراء عن كل ما يطلق عليه اسم العلم واللغات التي يفتقر إليها الشراّح والمصنفون لكنني عربية الأصل ، وها أنا قد أظهرته كما تراه كامل المعاني في كتاب مرقوم تشهده عبارات المتقدمين من العارفين واصطلاحات المتأخرين من العلماء بهذا الشأن الجليل ومجموع ما ذكرت فيه من الجمع بين النقيضين والضدين ، وأردت “ 1 “ به ما هو محال في العقل ليس لأحد أن يتناوله ولا يتخيل على الجمع بينهما بالعقل . 
فمن أراد أن يتخيل كيفية هذا الجمع فليتصور صورة شخص واحد
.............................................
( 1 ) في الأصل أبردت وتم تغييرها لمناسبة السياق .

“ 411 “


كثير في آن واحد بشهود واحد وإدراك واحد وجميع ما ذكرت فيه من المقابلة لم أرد به التضاد ولا التناقض لكنني أردت به الموازاة والمحاذاة كقول الشيخ الفاضل أبي بكر بن دريد رحمه اللّه في مقصورته :
حتى إذا قابلها استعبر لا يملك * دمع العين من حيث جرى
والحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، الراقي في معارج التمكين المتفرد بالاعتلاء والمختص بحقيقة اليقين محمد النبي وآله وصحبه أجمعين آمين . 
وكان الفراغ من كتابة هذه المشاهد القدسية يوم الأحد 26 شهر رمضان المعظم النبوية على صاحبها 1290 سنة ألف ومائتين وتسعين من الهجرة أفضل الصلاة وأذكى التحية على يد أفقر العباد إلى اللّه تعالى الخبير البصير عبده إبراهيم بن حسن الطباخ ذي العجز والتقصير غفر اللّه له وللمسلمين من السميع البصير
تاريخ النسخة المنقول منها المكتوبة سنة 852 هجرية لكاتبه لطف اللّه به “ 1 “ .
* * *
................................................
( 1 ) وجد في آخر نسخة المشاهد ما نصه :
ووجدت في نسخة الشيخ مكتوبا هذين البيتين :
يا قارئ الخط لا تنظر لأحرفه * وانظر بقلبك يا هذا لمعناه
ترى دلائل للرحمن شاهدة * أن لا إله ولا وجود إلا هو

.

* * *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فصل في خاتمة الكتاب في تأييد هذه المكاشفات العلمية والمشاهد القدسية .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فهرس المحتويات .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» خطبة الشيخ ابن العربي .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
»  مقدمة المحقق كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» المشهد الحادي عشر مشهد نور الألوهية بطلوع نجم “ لا “ .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» المشهد الثاني مشهد نور الأخذ بطلوع نجم الإقرار .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: