ما أن تمطر السماء مطرا حتى يهفف رفراف شغاف قلبي ..
وتضطرب مشاعر سحاب نسمات لبي ..
واسبى أسيرا في لحاظ رقراق الماء البكر الطاهر من بين طيات سحاب الأولية ....
وتتفلت مني بسائط رهبة تلقي تجليات عظمة كواشف الكبرياء
الهاطل بلورات ندى السحر البارق في مشارق الروح
فتحنو بالسر وتلطف الأمر .. فيهفو نديم روح ندى لباب أمري لشمائل جمال الحبيب ...
فتتلقى نسائم القرب والدنو بروح المشتاقين المحمل بأنين العاشقين الى بساتين الملكوت
ويطيبها بطيب الجبروت الرحماني .. فترتجف من جفن عين نن لحظي رعشة الوجل
وتتسرب لى من بين وسائط عقد سري بعضا من حنين السقيا ..
فأفتح نوافذ شراب الوصل الممدوح في دواوين ومتون بطون الشعراء ..
فأرتل بالباء والبهاء والضياء ..
وأرزق بلطائف نسمات الشوق المسافرة .. فأحُمّلها سلامي حين ينام الناس
وأتلهف لأن أستظل بظلال العناية القديمة التى تحمل وابل المعرفة من بحر الصفات فتمطر على ارض
قلبي فينبت به ازهار المحبة وورود الالفة وياسمين المودة ونور الحكمة ورياحين العلوم اللدنية
فيا لها من برد تلك الظلال ويا لها من تسنيم ذلك الشمال ويا لها من حسن ذلك الجمال .
فيبدو وجه الحبيب الذي لا يغيب
ويتجلى بنور سناه في لحظات الشفشاف من الروح المسجود لها ..
فأتمنى أن يتوقف ملك الزمن من التدوين ...
وكيف لا..... وأنا مني في قاب قوسين عني .. كدت أفعلها وأدخل لأراني ...
وأتسمع لرياح انفاس المشتاقين الى جمال الحبيب التى تصعد الى الملكوت
وتنشر طيب نفحات العشق فى بساتين الجبروت
فيطيب بنسيمها سحائب الروح والتى تحمل اوقار مياه علوم الغيب من بحار الصفات
فتمطر على صحارى الصدور فتنبت فيها
اشجار الحقائق وانوار الدقائق .....
فأحن الى لثم أعتاب مقام الصدق والاستقامة فى موضع العبودية لنظام الطريقة والشريعة والحقيقة ...
ثم ألزم حضرة الانتظار لانعم بالصحبة ..والقربة .....
كل هذا والمطر الهاطل يرقرق زجاج كأسي ليتشابه ويتشاكل الأمر ...
وتسافر أمام ناظري محطات العمر ........
وهممت بأن أنزل الى شوارع مصارع أوحال التوحيد .. البادية للعين ...
مستظلا بمظلة الخوف والرجاء .. والأنس والهيبة ....
فأشتم بكر رائحة الياسمين المطرز بالكحل والموشح بالأخضر من العمر
فنظرت بعيني قلبي الى سماء المعرفة
فاذا هي سماء قلوب الموحدين التى شمسها العرفان وقمرها الايقان ونجمها
الايمان وصفاؤها البيان وسحابها البرهان ومطرها الغفران ورياحها القرب والدنو ...
فاذا هي مزدانة بشمس العرفان وقمر المحبة ونجوم القربة ...
وبدا سنا شعاع يحمل كل الألوان ويحن الى الأبيض ( اصله )
ويهفوالى العودة الى المشكاة البادئة ومنها كل شيء .... واليها كل شيء
فقلت يا حبيبي خذني عني مني وردني اليك بك .....
اليوم يوم المطر .. والحب في ساحات المطر شوارق أرواح البسطاء من سكان دولة الخفاء والسر
هنــا .. وهنا فقط توقف المطر .. وعاد الأمر لما كان عليه ...
تلك لحظة التلاشي نعيش عليها الى حين ..
الدرويش
**
الرئيسية 
