منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مجموع اصحاب الفاتح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 6:29 am


اعداد عبد الوهاب محمد امين الامام الكباشي

* * * * * * *



بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمــــــــة :

الحمد لله الذي منح أولياءه الوصول إلى الحضرة الإلهية وأتحفهم بمشاهدة أنواره القدسية وأختارهم لإرشاد الخلق إلي حضرته العلية وجعلهم أبواباً لمن يريد الولوج لحضرته النورانية وخصهم بالمعارف والأسرار الربانية وأمنهم في كتابه المقدس المكنون فقال تعالي : ( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ..

وبشرهم سبحانه وتعالي بالكرامة في الدنيا والأخروية مع عطاياه الفائقة الوافية السنية فقال تعالي (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) وحارب المنتقدين على جنابهم الرفيع وحَرَمهم لذة القرب والوصل ، فقال في الحديث القدسي (من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)

أحمده سبحانه وتعالي أن جعلني من أمة خاتم الأولياء والمرسلين ، ومنّ علينا من فضله بسلوك طريقة خاتم الأولياء المقربين شيخنا ووسيلتنا إلى الله تعالي القطب المكتوم سيدي احمد ابن محمد التجاني الشريف الحسني المغربي رضى الله عنه وعن جميع الأولياء والصالحين ..

وأشكره على نعمه التي فاضت وعمت وخصت ، وأساله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم .

وبعــــــــد :

لما ساقني سائق السعادة الأبدية ومنّ الله علي بفضله و كرمه ووفقني لأخذ الطريقة التجانية طريقة صاحب الدائرة الفضلية سيدي أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه بادرني كثير من الناس بالسؤال عن أخذي لهذه الطريقة البعض مستفهماً والآخر مستنكراً لا سيما أن جدي هو العارف بالله الشيخ إبراهيم الكباشي رضي الله تعالي عنه فعزمت علي وضع هذا الكتاب لتوضيح ذلك الأمر متوكلاً فيه على الله تعالي أولاً و طالبا الإمداد من شيخي ومرشدي سيدنا أحمد بن محمد التجاني رضي الله تعالي عنه .

واسأل الله سبحانه وتعالي أن ينفحنا من نفحاته وعلومه ومعارفه وأسراره ويأخذ بأيدينا إلى الخير دائماً فجعلت هذا الكتاب من مقدمة وصدّرته بسندي في الطريق التجاني ومقصد التصوف وشرحت فيه معني العهد الصوفي لغة وشرعا ومشاهد من سير أولياء الله رضوان الله عليهم أجمعين وخاتمة نسأل الله حسنها . وفي هذا المقام أتقدم بالشكر للمهندس الفاضل محمد عثمان محمود التجاني لقيامه بطباعة هذا الكتاب .

سندي في الطريقة التجانية :

العبد الفقير جامع هذا الكتاب احمد عبد الوهاب محمد الأمين الشيخ الكباشي من مدينة الكباشي أخذت هذه الطريقة التجانيه الأحمدية المحمدية الإبراهيمية الحنيفيه ذات الأسرار العلية والفيوضات الجلية والفتح الأكبر من المقدم البركة الهمام الطيب حماد محمد على حسين حفيد الشريف حمد أبو دنانة من الفراحسين شندي ...

والذي أخذها عن الشيخ عبد المجيد موسى حسين التجاني برفاعة والذي أخذها عن الشيخ أحمد محمد عمر الملقب بالشريف تجاني بنيجيريا والذي أخذها عن الشيخ أحمد على أبو الفتح رضي الله عنه بيروا بنيجيريا والذي أخذها عن شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم نياس الكولخى رضي الله عنه بالسنغال ..

والذي أخذها عن قاضي المغرب الشيخ أحمد سكيرج بالمغرب والذي أخذها عن الشــــــيخ احمد العبدلاوي رضي الله عنه بصحراء المغرب والذي أخذها عن القطب الحاج على التماسينى بتماسين بالمغرب ...

والذي أخذها عن سيدي القطب المكتوم والخاتم المحمدي المعلوم سـيدي ووسيلتي إلي الله أبو العباس الشيخ أحمد بن محمد التجاني الشريف الحسني المغربي رضي الله عنه وأرضاه والذي أخذها عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

مقصد التصوف :

مما اجمع عليه أهل المعرفة بالله أن المقصد من سلوك الطريق الصوفي هو معرفة الله لا غير ولا سبيل لنيل تلك الغاية السامية وهي المعرفة الإلهية الكاملة والفتح الأكبر و الولوج لحضرة القدس الإلهية إلا بصحبة الشيخ المرشد الكامل الحي .

لكننا أصبحنا في زمان صعب فيه إدراك الحقائق العلمية فضلا عن المعارف الإلهية وكثر التعلل بأمور ليس لها اصل في المعرفة وقعد الناس عن طلبها بحقها من الجد والصدق بصورة عامه والأمر في التصوف وهو لخواص الناس أدق وارق من ذلك ، وهذا الأمر اهتم به كثير من أعلام التصوف الأكابر في العهود الأولي أمثال الإمام الجنيد وحجة الإسلام الإمام الغزالي والشيخ أبو القاسم القشيرى رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم ..

و ألفوا كتب كثيرة في مقصد التصوف وشروطه وشروط الشيخ المرشد الحي وغير ذلك حتى لا يختلط الأمر على القاصدين طريق الله عموما وذلك لكثرة مدعى التصوف في كل زمان وهذا ما أدي إلي إساءة بعض الناس للصوفية عموما لأنهم رأوا استغلال أولئك المدعين وجمع الناس حولهم لمآربهم الدنيوية التي بعيدة كل البعد عن منهج الصوفية العظام الأكابر أهل الخير والزهد والورع

والحمد لله انه ليس بغائب عن أذهان السالكين الصادقين ما قُصد من هذا الأمر الصوفي الخاص جداً لأهله ومقصد سلوك طريق القوم الذين جعلهم الله باباً للغاية السامية وهي الولوج لحضرته والحصول على المعرفة والفتح الأكبر فشرحنا في فصول هذا الكتاب بكل صدق أن الأمر ليس لتعصب واهم أو اندفاع جاهل أو أنتساب مبهم الغاية إنما هو عهد صادق يلزم به السالك نفسه ويفرضه عليها من باب النظر لحاله في حضرة شيخ مرشد كامل حي يوصله لكمال الطلب والنجاح ..

ولا يغيب علي المستبصر ما آل إليه أمر التصوف في يومنا هذا مع خصوصيته السامية في السابق ومن الواضح الذي لا غموض فيه أن طلب المريدين للأولياء والمشايخ المرشدين أصبح فقط لنيل متاع الدنيا وتسهيل أمورها ..

بل صار مقياس السير إلى الله تعالي في الغالب الأعم هو أن المريد الموفق هو الذي يكون كثير المال قليل الابتلاء بل والسلامة من آفات الدنيا كالفقر والأمراض والخسارة في التجارة والأموال والاستثمارات والمشاريع وغيرها..

والأدهى والأمَر من ذلك تهديد بعض مدعي المشيخة لأتباعهم بتسليط الفقر والأمراض والحوادث والآفات ومكافأة أحبابهم من الأتباع بتسهيل أمور الدنيا وقضاء الحاجات والوظائف والأعمال والتجارة والاستثمارات وغيرها بخلاف ما كان عليه أهل هذا الشأن من الصوفية لذا أصبح الجميع في محنة إلا أهل الصدق فهذا حال التصوف اليوم ..

وللخروج من تلك المآزق والمحن وحتى يُبري الكل ذمته أمام الله لا بد من الصدق والتحقق في أمر الطريق الصوفي قبل أخذه وسلوكه والتأكد كذلك من صدق النية قبل الأخذ وبعده ..

لان القصد من أخذ وسلوك الطريق الصوفي كما أسلفنا هو معرفة الله لا غير فمن وجد الله وجد كل شئ كما أن مولاة أولياء الله لا لعلة فقط لأنهم عبيد الحضرة الإلهية وبموالاتهم يصل المريد إلي معرفة الله وإذا كانت النية لغير ذلك الهدف وبغير تلك المعرفة كان الخسران المبين دنيا وأخري نسأل الله السلامة .

العهد الصوفي لغة وشرعاً :

العهد الصوفي هو الذي يكون بين الشيخ والمريد عند اخذ الطريق الصوفي والقصد منه معرفة الله تعالي قال تعالي : ( الرحمن فسال به خبيرا ) وقد ورد في كتاب تحفة السالكين ودلالة السائرين إلى رب العالمين للعلامة الصوفي الشيخ محمد المنير رضي الله عنه - المطبوع في عام 1934م - في الباب الأول المعنون بكيفية العهد قال معرفا عهد الطريق الصوفي :

تعريف العهد لغة :

العهد لغة التزام شئ ليوفى به في المستقبل حقاً كان أو باطلا .

تعريف العهد شرعا :

شرعاً هو التزام قربة دينية والأصل فيه قوله تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) .

سند القوم في التلقين :

قال شداد بن أوس رضي الله عنه : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هل فيكم غريب يعني من أهل الكتاب ، قلنا لا يا رسول الله فأمر رسول الله صلى عليه وسلم بغلق الباب وقال: ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا وقلنا لا إله إلا الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا ابشروا فإن الله قد غفر لكم وهذا التلقين الجماعي .

أما دليل التلقين الفردي للصحابة رضوان الله عليهم فقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيف أذكر يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض عينيك وأسمع مني لا إله إلا الله ثلاث مرات ثم قل أنت لا إله إلا الله ثلاث مرات وأنا أسمع ففعل علي مثل ذلك . وهذا هو سند القوم في التلقين .

أركان عهد الطريق الصوفي :

أركان الطريق الصوفي ثلاثـــة :

الأول : الشيخ المرشد الحي وهو الذي يوصل المريد إلي المعرفة الإلهية .

الثاني : وجود التسليك للمريد وهو سيره إلي الله .

الثالث : انقياد المريد بالتسليم والتزام شروط الطريق .

وإذا لم تتوفر هذه الأركان الثلاثة في أي مرحلة من مراحل السير إلى الله تعالي يعتبر العهد الصوفي منتقضا بإجماع أهل التحقيق وغير ملزم للشيخ المرشد ولا للمريد السالك بل موجب للفراق بينهما إذا لم يكن المريد منقاداً انقيادا كاملاً وذلك لتعسر توصيله عندئذ قال تعالى (هذا فراق بيني وبينك ) ..

وكذلك المريد السالك إذا لم يجد الشيخ الكامل أو وجد الشيخ الكامل ولم يجد التسليك وهو السير إلي الله تعالي - لأي سبب كان - يعتبر العهد منتقضا أيضا وذلك لعدم فائدة الصحبة عندئذ وبالجملة استيفاء أركان عهد الطريق الصوفي يجب مراعاتها في جميع مراحل السلوك والسير إلى الله تعالي حتى دخول المريد الي الحضرة الإلهية وهي معرفة الله .

ويعتبر العهد الصوفي منتقضا إذا تخلف ركن من أركانه الثلاثة ولا بد من تجديده ومراعاة جميع هذه الأركان وإذا لم تتوفر في طريقته حينئذ يجوز انتقال المريد إلي طريقة أخري لعدم الفائدة بفقد المرشد الكامل الحي في طريقته التي هو سالك فيها وتوقف السير والسلوك إلي الله تعالي بفقده واستحالة الفتح الأكبر وهو الوصول إلي معرفة الله تعالي

و كل هذا يكون علي حسب همة المريد السالك وصدقه ومما حذر منه أهل الله انتقال المريد إلي طريقة أخري رغم توفر تلك الشروط الثلاثة لأنه سيصيبه العطب والهلاك المحقق دنيا وأخري والعياذ بالله وفي سيرة أهل الله عموما من الأولياء لم تكن منقصة أو قدحا انتقال المشايخ الكبار بين الطرق الصوفية بحثا عن مقصدهم السامي وهو الوصول الكامل إلي معرفة الله بمراعاة الأركان السابقة ...

لذا تجد أن كثيرا منهم اخذ أكثر من طريق صوفي لان القصد أولا وأخيرا هو الوصول إلى الله تعالي والأمر كله ديدنه علو همتهم في بلوغ كمال الطلب ولم يرضوا أو يكتفوا فقط بالانتساب للمشايخ بدون الوصول إلى الحضرة الإلهية .....

كما أن هؤلاء الأكابر لم يلتفتوا في سيرهم إلي الكرامات والفتوحات الكونية ولم يجعلوها غاية بل سلكوا على أيدي الأكابر من الأولياء الواصلين رغم مالهم من كرامات وخوارق عادات بل ومعارف وذلك لصدقهم مع الله فلم تحجبهم تلك المنازل والأحوال حتى منّ عليهم الله الملك الجليل بالفتح الأكبر والوصلة العظمي إلي حضرات قربه ومكنونات انسه فأعظم بها من منّة ...

ومن نوادر الوقت تلك الرسالة التي أرسلها الشيخ محيى الدين بن العربي رضي الله عنه إلى الشيخ فخر الدين الرازي رضي الله عنه صاحب التفسير يبين له فيها انه يجب عليه طلب علم الحقيقة للوصول إلي معرفة الله والدخول إلي الحضرة الإلهية .

هذا والشيخ فخر الدين رضي الله عنه مذكور في العلماء الذين انتهت إليهم الرياسة في الاطلاع على العلوم ومن جملة تلك الرسالة :

اعلـــم يا أخي وفقنا الله وإياك أن الرجل لا يكمل في مقام العلم حتى يكون علمه عن الله عز وجل بلا واسطة من نقل أو شيخ ، فان ما كان علمه مستفادا من نقل أو شيخ فما برح عن الأخذ عن المحدثات وذلك معلول عند أهل الله عز وجل ،

ومن قطع عمره في معرفة المحدثات وتفصيلها فانه حظه من ربه عز وجل ، لان العلوم المتعلقة بالمحدثات يفنى الرجل فيها عمره ولا يبلغ حقيقتها ...

ولو انك يا أخي سلكت على يد شيخ من أهل الله عز وجل لأوصلك إلى حضرة شهود الحق تعالى ، فتأخذ منه العلم بالأمور من طريق الإلهام الصحيح من غير تعب ولا نصب ولا سهر كما أخذه الخضر عليه السلام فلا علم إلا ما كان عن كشف وشهود لاعن نظر وتخمين . أهـ
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 6:37 am


مشاهد من سير أولياء الله تعالي رضوان الله عليهم أجمعين :

مستصحبين ما تقرر فيما سبق وباستعراض سير الصالحين والأكابر ومراحل سيرهم لبلوغ الغاية السامية ينجلي للمتمعن أن الأمر عزيز ولا بد من الصدق وعلو الهمة .

ونورد في هذا السياق بعض المشاهد من سير هؤلاء الأكابر ونبدأ أولا بسيدنا وشيخنا أبو العباس أحمد بن محمد التيجاني الشريف الحسني المغربي رضي الله عنه وعنا به نورد ما جاء في كتاب جواهر المعاني في أخذ طريق رشده وهدايته في الفصل الثالث من الكتاب يقول سيدي علي حرازم بن براده المغربي رضي الله عنه -

وهو من تلاميذ الشيخ أحمد بن محمد التيجاني رضي الله عنه - فأول من لقيه من السادات الأعلام زمن انتقاله من بلده إلى فأس لقي الولي والقطب الشهير الشريف الأصيل الوجيه الأسيل صاحب الكرامات الشهيرة والمزايا العظام الفاخرة مولانا الطيب بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم اليملحي دفين وازن من بلاد الهبط من مصمودة حيث أبيه وجده وأخيه مولاي التهامي وهو شيخه رضي الله عنه وعنهم أجمعين له صيت عال كبير جداً تشد لزيارته من الأفاق البعيدة من الرجال وزواياه كثيرة في مدن المغرب وما والاه من مشرق وما حواه وشهرته رضي الله عنه تغني عن التعريف وبنسبه وبطريقته رضي الله عنه ...

توفي رحمه الله تعالى ورضي عنه أواخر ربيع الثاني عام ثمانين ومائة وألف ودفن ببلاده وازن رحمه الله أخذ عنه سيدنا رضي الله عنه وأذن له بتلقين ورده فامتنع سيدنا من ذلك لاشتغاله رضي الله عنه بنفسه ولكونه لم يعرف منزلته في ذلك الوقت رضي الله عنه ولقي الولي الصالح ذا السعي الرابح صاحب الكشف الصريح والذوق الصحيح سيدي محمد بن الحسن الوانجلي ،من بني وانجل ، من جبال الزبيب .....

و لما ورد عليه سيدنا رضي الله عنه قال له :

بكلمة أنك تدرك مقام الشاذلي وكاشفه بأمور كانت باطنة وأخبره بما سيكون منه ، وقد ظهر الان ما بشره به ولله الحمد والمنة من الخوارق والكرامات والبوارق ولم ياخذ عنه سيدنا رضي الله عنه توفي رحمه الله حدود خمسة وثمانين ومائة وألف،

ولقي بفأس الولي الصالح نجل العارف الرابح سيدي عبد الله بن سيدي العربي بن أحمد بن محمد المدعو إبن عبد الله من أولاد معن الأندلسي رحمه الله لقيه وتكلم معه في أمور ثم لما أراد أن يودعه دعا له بخير الدارين واخر ما إفترقا عليه قال له :

الله يأخذ بيدك ثلاثاً ، توفي سنة ثمانية وثمانين ومائة وألف وغسلته بيدي وكفنته وجهزته رضي الله عنه وكانت له جنازة حضرها أعيان فأس من علمائها وفقرائها ورؤسائها وصلى عليه بقبره عند أبائه وأجداده خارج باب الفتوح قرب قبة القطب الشهير سيدي أحمد اليمني رضي الله عنه.

ثم أخذ طريق الشيخ مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه بفأس على يد من كان يلقن طريقته ومن له الإذن فيه ثم تركها بعد حين ثم أخذ الطريقة الناصرية على الولي الصالح أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الله التزاني ثم تركها بعد حين ثم أخذ طريق القطب الشهير والعالم الكبير أبي العباس سيدي أحمد الحبيب بن محمد الملقب بالغماري السجلماسي الصديقي نسباً على بعض من له الإذن فيها...

ثم تركها بعد مدة ثم لقيه في عالم النوم بعد موته وتوفي الشيخ المذكور رابع المحرم عام خمسة وستين ومائة وألف ، ثم أخذ عن الولي الصالح الملاماتي أبي العباس سيدي أحمد الطواش نزيل تازي وبها توفي ليلة ثامن عشر من جمادي الأولى عام أربعة ومائتين وألف ..

ولقنه إسماً وقال :إلزم الخلوة والوحدة والذكر واصبر حتى يفتح الله عليك ، فإنك تنال مقاماً عظيماً ولم يساعده سيدنا رضي الله عنه فقال إلزم هذا الذكر ودم عليه من غير خلوة ولا وحدة فيفتح الله عليك على تلك الحالة وذكره سيدنا مدة وتركه ووقع لنا معه رضي الله عنه كرامات عديدة وسمعت منه ما ينبئ بتصريفه في تلك البلدة ، وأخبرني بما يصله الشيخ رضي الله عنه من المقامات حتى رأيناه .

فالحمد لله ولله المنة ثم أنتقل من المغرب إلى جهة الصحراء قاصدا ًزاوية الشيخ : سيدي عبد القادر بن محمد الأبيض فقام مدة ما تقدم ثم أنتقل إلى تلمسان كما تقدم ثم أنتقل من تلمسان قاصداً الحج لبيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام كما تقدم فلما وصل إلى بلد أزواوي بقرب الجزائر سمع بالشيخ الإمام العارف الهمام قدوة المتقين وعمدة المحققين أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري فلقيه وأخذ عنه الطريقة الخلوتية وكان لهذا الشيخ رضي الله عنه صيت كبير وأتباع كثيرة وله زوايا كبيرة توفي رحمه الله فاتح المحرم عام ثمانين ومائة وألف.....

فلما دخل سيدنا تونس سنة ستة وثمانين ومائة وألف لقي بعض الأولياء بها منهم الولي الشهير صاحب القدر الكبير سيدي عبد الصمد الرحوي وكان تحت ولاية غيره وهو قطب تلك البلدة وكان صحبته رابع أربعة ولم يلاقوه إلا ليلاَ لستره على حاله في ليلة الجمعة وليلة الإثنين قال الشيخ رضي الله عنه : طلبت من سيدي عبد الصمد ملاقاة هذا السيد رضي الله عنه فامتنع متعللاً بعدم ملاقاة أحد أصلاً وبعث له محبوباً مع صاحبه فقال له ذلك الولي المحبوب :

بعث محبوباً فأقام سنة كاملة بعضها بتونس وبعضها بمدينة سوسة فدرس بتونس كتاب الحكم وغيره فأرسل له أمير البلد أن يقيم عنده بتونس لقراءة العلم وتدريسه والقيام بأمر الدين وتدريسه ونفذ داراً ومسجد الزيتونة للقراءة وعين له مرتباً عظيماً فلما قرأ كتاب الأمير مسكه وسكت وفي الغد تهيأ للسفر بالبحر لمصر قاصداً الحج وعازماً على الأخذ من الشيخ محمود الكردي واستسلام القيادة له والسلوك بطريقته والسير بسيرته لرؤيا رآها هنالك..

فبعث لذلك الولي خديمه سيدي عبد الصمد وقال له قل له : إني أردت السفر بالبحر لمصر القاهرة وأطلب منه الضمان في البحر من كل ما يروع البال ويشوش الحال فساعفه على مطلوبه وقال له : أنت مضمون ذهاباً واياباً وعند ذلك ركب في البحر وتوجها لمصر ...

فحفظه الله إلى أن بلغ بالسلامة والعافية فسأل عن الشيخ الهمام العالم الإمام المشارك النبيل المحدث الصوفي الجليل ذي الفكر الصائب والذهن الثاقب الفاضل المنيف الأعزف الزاهد العفيف حجة الإسلام وقدوة الأنام العارف الولي الشهير طود المعرفة الشامخ الراسخ الكامل العرفان وإلاتباعي الموصل المربي النفاع أبي الفضائل سيدي : محمود الكردي المصري داراً وقراراً العراقي أصلا ًو منشأً رضي الله عنه وأفاض علينا من بركاته امين ...

فلما ورد عليه سيدنا رضي الله عنه أول ملاقاته قال: أنت محبوب عند الله في الدنيا والاخرة قال سيدنا رضي الله عنه : من أين لك ذلك ؟

فقال له سيدنا رضي الله عنه : رأيتك وأنا بتونس فقلت لك إني نحاس كل ذات ، قلت لي: هو كذلك وأنا أقلب نحاسك ذهباً ولما قصها عليه قال له رضي الله عنه :هو كما رأيت ، ثم قال له بعد أيام : ما مطلبك ؟ قال: مطلبي القطبانية العظمى ...

قال له : لك أكثر منها ، قال له : عليك ، قال له : نعم ، فاخبره رضي الله عنه عن نفسه وما وقع له في سياحته وسبب ملاقاته مع شيخه الحفني وشيخ شيخه الشيخ مولانا مصطفى البكري الصديقي رضي الله عنهم أجمعين ، فتهيأ سيدنا رضي الله عنه للسفر لبيت الله الحرام في البحر وودعه الشيخ ودعا له وضمنه في سفره في الذهاب والإياب ..

فلما بلغ إلى مكة المشرفة زادها الله علواً ورفعة وشرفاًومكانة في شوال سنة سبعة وثمانين ومائة وألف فبحث هنالك عن أهل الخير والصلاح والرشد والفلاح كما هي عادته رضي الله عنه كما هى عادته رضى الله عنه ليحصل كمال الطلب والنجاح ..

فسمع بالشيخ الامام بدر التمام ومسك الختام وشمس الانام وقمر دارةالاعلام ابى العباس سيدى احمد ابن عبد الاله الهندى قاطن مكه المشرفة رضي الله عنه اخذ رضي الله عنه علوما ًواسراراً وحكما ًوانواراً من غيرملاقاة له ،انما كان يراسله مع خادمه ، هو الواسطة بينهما ، لانه لم يكن له إذن فى ملاقاة احد أصلا ًبعد طلب سيدنا له بملاقاته ، فاجابه بانه لاإذن له فى ملاقاة أحد أصلاً،وانتفع سيدنا على يديه وأخبره بما يؤول إليه امره،

وقال له:انت وارث علمى وأسرارى ومواهبي وانواري، فلما كتب له ذلك ،قال لخادمه:هذا الذي كنت أترجاه،قل له هو وارثي ،فقال له خادمه :هذه مدة ثمانية عشر عاماً وانا اخدمك والان أتى رجل من ناحية المغرب تقول لى هو وارثي!

فقال له:لا أترجى الاهو وهذا ليس لاحد فيه اختيار ، يختص برحمتة من يشاء ولو كان الاختيار لى لنفعت بذاك ولدى قبلك منذ زمان ، وانا اترجى واترقب له فى الغيب لنفعه بشي يرده الله به حتى انى صاحبه ، فكتب لسيدنا حينئذ وقال له : بحقي عليك إلا ما فعلت مع ولدي خيراً واخبره بانه يموت فى عشرين من شهر ذى الحجه الحرام

فكان كما قال رحمه الله ورضى عنه ، فلما دفن،دعا ولده شيخنا ودخل معه للبيت ومكنه من السر حفظاً لأمانة الشيخ وللوفاء بعهده وكان قبل موته رضي الله عنه أعطى سيدنا سراً كبيراً وأمره أن يذكره سبعة أيام فيفتح عليه ولكن يعتزل الناس فلا يراه أحد قط بعد هذا العمل ، فلم يفعل سيدنا رضي الله عنه بهذا الشرط المذكور ،

حين دنا الرحيل لعرفة قال سيدنا رضي الله عنه في رسالته طالباً منه الملاقاة لان أوان الفراق قد دنا لينظر طلعته البهية وما وفى، وقال له لا إذن لي في الملاقاة ولكن تلتقي بالقطب بعدي يكفيك عني يشير إلى ملاقاته بالشيخ عبد الكريم السمان وأخبره بأنه لا بد له من بلوغ مقام الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه كما أخبره بذلك سيدي : محمد بن الحسن المتقدم ذكره وأخبره بأمور عديدة وهو المعتمد عند سيدنا في العلوم والأسرار والخواص والأنوار توفي رضي الله عنه سنة سبع وثمانين ومائة وألف ،

لما قضي نسكه وكمل حجه المبرور وسعيه المشكور،إرتحل للمدينة المنورة لزيارة النبي المبرور فلما بلغ لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم ، توجه لزيارة القبر الشريف وما أودع الله فيه من السر المنيف فدخل بهيبة ووقار وإعظام وإكبار ..

فأعطى للمقام ما يناسب قدره العظيم من الأدب وإلاجلال والتذلل والخضوع العظيم،فلما قضى زيارته وكمل الله أمنيته ورغبته إلتفت إلى ملاقاة القطب الشهير والعلم الكبير صاحب الكرامات الباهرة والإشارات الفاخرة أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الكريم الشهير بالسمان رضي الله عنه فلما لاقاه أخبره بحاله وما يؤول إليه في عاقبة ماله ..

فطلب منه الشيخ المذكور أن يقيم عنده سيدنا ويدخله الخلوة ثلاثة أيام ويصبغه صبغة تامة فتعلل له سيدنا بعدم الإقامة لعذر قام به فاذنه الشيخ المذكور بعد طلب سيدنا له في جميع الأسماء والمسميات ، فأخبره رضي الله عنه بأنه هو القطب الجامع ،

وقال لسيدنا أطلب ما شئت وساعده على ذلك ، ثم رجع إلى مصر القاهرة مع ركب الحجيج بالسلامة والعافية فوصل إليها محفوظاً بالكرامة والعناية الربانية فذهب لزيارة شيخه يسلم عليه من قدومه من حجه وزيارته ،فسلم عليه ورحب به وأجلسه بين يديه وأمره بالتردد في كل يوم إليه فكان رضي الله عنه يلقي الأمور المشكلة على سيدنا ويطلب منه حل إشكالها من علوم سيدنا فلم يزل كذلك حتى ظهرت علوم سيدنا الغزيرة ،

وأحدقت به علماء مصر لإفادتهم من علومه الغزيرة ، ثم عند انتقاله للمغرب أذن له شيخه الشيخ محمود الكردي المذكورفي طريقته الخلوتية والتربية بها فامتنع فقال الشيخ لقن الناس والضمان علي فقال نعم فكتب له الإجازة وسند الطريق فلما ودعه وقفل منها إلى ناحية تونس ووصل إليها بالسلامة والعافية وانتقل منها إلى تلمسان

أقام بها مجتهداً في العبادة و الدلالة على الله ثم سافر إلى مدينة فأس بقصد زيارة مولانا إدريس ولما وصل سيدنا رضي الله عنه إلى تلمسان أقام بها مدة وارتحل إلى ناحية الصحراء سنة ست وتسعين ومائة وألف ونزل بقرية القطب الكبير سيدي أبي سمغون والتي أقام بها واستوطن وفيها وقع له الفتح وأذن له صلى الله عليه وسلم بتلقين الخلق بعد أن كان فاراً من ملاقاة الخلق لاعتنائه بنفسه وعدم إدعاء المشيخة إلى أن وقع له منه الإذن يقظة لا مناماً بتربية الخلق على العموم والإطلاق وعين له الورد التجاني الذي يلقنه في سنة ست وتسعين ومائة وألف ،

عين صلى الله عليه وسلم الإستغفار والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهذا كان هو أصل الورد في تلك المدة إلى رأس المائة ، كمل له الورد صلى الله عليه وسلم بكلمة الإخلاص وعند هذا تنزل للخلق والإفادة وإظهار الطريقة التجانية والاستفادة وهذا بعد إخباره له بعلو مقامه وارتفاع قدره ومكانه ،

وأخبره عليه الصلاة والسلام بفضل هذا الورد وقدره وما أعد الله لمن أحبه من أتباعه وحزبه ، ولما أذن له صلى الله عليه وسلم في الطريقة الأحمدية والسيرة المصطفوية النبوية وفتح الله على يديه صلى الله عليه وسلم أخبره أنه مربيه وكافله وأنه لا يصله شئ من الله إلا على يديه وبواسطته صلى الله عليه وسلم وقال له:

لا منة لمخلوق عليه من أشياخ الطريق فأنا واسطتك وممدك على التحقيق فاترك عنك جميع ما أخذت من جميع الطرق وألزم هذه الطريقة من غير خلوة ولا اعتزال عن الناس حتى تصل مقامك الذي وعدت به وأنت على حالك من غير ضيق ولا حرج ولا كثرة مجاهدة وأترك عنك جميع الأولياء .

قلت و من السيرة العطرة لسيدي الشيخ التجاني رضي الله عنه واستلهام بعض الدروس منها نجد أن شيخنا ورغم ما هو معلوم من شرفه ونسبه وعلمه وحفظه للقران برواياته وهو ابن سبع سنين ورؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره اتصل بالمشايخ طلباً للإرشاد ..

وتنقل بين الطرق لهذه الغاية إلى أن نالها على يد جده صلى الله عليه وسلم ولم يكتف في سيره بنيل مشيخة العلم أو التبرك فحسب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 6:42 am


سيرة أصحاب الشيخ التجاني رضي الله عنهم :

أولهم سيدنا الشيخ علي حرازم رضي الله عنه صاحب كتاب جواهر المعاني وتلميذ سيدي الشيخ التجاني رضي الله عنه اخذ عنه الطريقة الخلوتية اولا كما هو معلوم وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر مقدماً انتقلوا جميعا من الطريقة الخلوتية إلى الطريقة التجانية

وصاروا من أعلامها الأفذاذ لما نالوه من ارشاد شيخنا رضي الله عنه ، وإذا إستعرضنا بعض التراجم لأصحاب سيدنا المبسوطة في كتاب غاية الأماني في مناقب وكرامات أصحاب الشيخ سيدي أحمد التيجاني جمع وتأليف سيدي محمد السيد التيجاني ،

نقف على نص ترجمة سيدي إبراهيم الرياحي التونسي رضي الله عنه (هو علامة زمانه على الإطلاق وفريد الأوان بلا شقاق خاتمة المحققين وفاتحة أهل اليقين الولي الكامل والحجة الواصل أبو إسحاق سيدي إبراهيم الرياحي رضي الله عنه من أفاضل أصحاب سيدنا رضي الله عنه الذين حصلت لهم منه العناية الدائمة من سيدنا رضي الله عنه

وقد كان أولاً على الطريقة الشاذلية ولما قدم للديار التونسية الخليفة المعظم سيدي الحاج علي حرازم رضي الله عنه إجتمع بصاحب الترجمة وتعرف به وقويت الصحبة بينهما وشاهد منه الكرامات التي لا تحصى وسمع منه من مناقب سيدنا رضي الله عنه وفضائل طريقته ما لا يقف على حده المستقصي

واشتاقت نفسه للدخول في هذه الطريقة المحمدية وصار يردد ذلك في خاطره مرة بعد أخرى حتى أفصح له للدخول فيها من لقنه للطريقة الشاذلية وكان من أكابر المفتوح عليهم فتقلد حينئذ بوشاح الطريقة التجانية ) ومن نص الترجمة أعلاه نقف على شئ مهم أن الأشياخ انفسهم وملقني الطريق إذا عرفوا الخير وأهله اخبروا به و لم يحرموا منتسبيهم من الانتقال اليه.

وفي نفس المرجع أعلاه نقف على ترجمة سيدي أحمد بن محمد بناني رضي الله عنه (هو الشيخ الإمام العلامة الهمام حامل أسرار سيدنا رضي الله عنه الفقيه الأمجد أبو العباس سيدي أحمد بن محمد بناني كان رحمه الله متضلعاً في العلم متصفاً بسلامة الإدراك والحفظ إليه المرجع في المعقول والمنقول وحبله بالعروة الوثقى موصول وكان عند سيدنا بمكانة عظمى وله عنده المقام الأسمى وسبب أخذه للطريقة التجانية رضي الله عنه أنه كان حبيباً لسيدي الطيب السفياني فألح عليه سيدي في الدخول لهذه الطريقة المنيفة

فاستشار سيدة من أولياء الله كانت رحمة الله عليها من أكابر الصالحات ومن المفتوح عليهن قالت له قبل أن يخاطبها بشئ ، يا سيدي أحمد جئت تشاورني في الأخذ على سيدي أحمد التيجاني فإن قبلت نصيحتي فبادر بالأخذ عنه فإنه السلطان )

ولنفس الإشارة نجد أن الأولياء يعرفون مقامات الشيوخ الواصلين ويدلون الناس إليهم ليسلكوا على يديهم إلى غايتهم السامية .

ومن نفس المرجع وبإستعراض ما هو منصوص في ترجمة سيدي أحمد بن كنسوس القرشي الهاشمي رضي الله عنه علامة الزمان الذي لا نظير له في الأقران وغواص بحر المعارف لإقتناء الطرائف وقد كان أولاً على الطريقة الناصرية فعدل عنها وأخذ الطريقة التجانية وسبب اخذه كما حدث به رضى الله عنه انه قال :

انني لما كنت بفاس وسمعت ما اعد الله تبارك وتعالى من الفضل لاهل هذه الطريقه على لسان امامها رضي الله عنه مخبراً عن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم وانها طريقة الفضل المحض لما علم الله عجز اهل هذا الزمان عن الاستقامه التامه التي كان عليها السلف الصالح اظهر بفضله وكرمه هذه الطريقه المحمديه التي هى طريقه الفضل فى هذا الزمان الفاسد ليسعد الله بها من شاء من اهل السعاده ،

فلما علمت ذلك وفهمته تمكن مني غايته وقعت فى حيره شديده لاجل ذلك الاتصال البليغ الذى تقدم ذكره فلما اراد الله تبارك وتعالى زوال حيرتي احال علي بعض الصالحين المجاذيب وكان لى به عنايه عظيمه وملازمه تامه ،

فكان كلما لقيني يقول لى : انا اريد ان اردك الى طريق المعرفه وانت تهرب منها ، يقول ذلك بعنف وصوت وربما سبنى ولو لقيني فى اليوم مراراً لابد ان يقول ذلك وفى آخر الامر صاريقول لى : والله ان لم تدخل لطريق المعرفه لافعلن بك كذا وكذا ،

يهددنى وانا مع ذلك ارى من الصعب علي مفارقه ما كنت عليه . ولما جاء الوقت لقيني بعض اهل العنايه من اصحاب سيدي احمد التجاني رضي الله عنه وهو ايضا مناهل الولايه الشهيره واخذ بيدي وجعل يذكر من مناقب الشيخ واحواله العاليه وقال لي :لابد لك من الدخول فى هذه الطريقه المحمديه احببت ام كرهت .

فمشى بي الى زاويه الشيخ رضي الله عنه وكان يوم الجمعه فلما دخلنا على باب الزاويه والناس يذكرون كان اول ما طرق سمعى من المنشد قول القائل : اردناك احببناك هذا عطاؤنا فامنن او امسك أنت للحب منشأ

فلما اخذت الورد لقينى ذلك الولى المجذوب فجعل يضحك ضحكاً خارقاً للعادة ويفرح فرحاً شديدا ًوقال لي : الان وجبت عليك البشارة حيث رجعت من اصحاب السلطان وأخبرتك بذلك لتعلم أن العاقل بمجرد التقليد ويقول :

إنا وجدنا هذا مع آبائنا ، بل يختار كلما أمكنه الإختيار ويميز الغث من الثمين والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .وقد كنت في حال التعلم أسمع بعض أشياخي الصالحين الذين أقرأ عليهم العلم يقول المرة بعد المرة :إذا عنت عويصة من أقوال المفسرين أو المحدثين

الشيخ العارف بالله تعالى سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ويبالغ في تعظيم ذكره فسألت الناس عن هذا الذي يعظمه الشيخ هذا التعظيم كلما ذكره فقيل لي هو ولي كبير الشأن متبحر في العلوم لا يسأل عن شئ من العلوم إلا أجاب بصريح الحق والصواب بلا روية ولا مراجعة كتاب فيكتب السائل جوابه من إملائه وحفظه كأنه يسرده من أصل صحيح فكنت أتعجب من ذلك وعلمت أن لله تعالى أولياء، فزرع الله في قلبي محبتهم.

وفي ترجمة الشيخ سيدي علي بن الشتيوي رضى الله عنه (هو العارف الكبير والولي الشهير المجذوب السالك الذاكرالناسك ابو الحسن سيدي علي بن الشتيوي رضي الله عنه . كان رحمه الله تعالى مشهوراً بالولايةمشهودا له بالمعرفة الكبرى ،

وكان كثيراً ما يجتع بروحانية شيخ الشريعة والطريقه ومنبع الاسرار والحقيقة مولانا الشيخ عبد القادر الجيلانى رضي الله عنه وارضاه . فقد اتفق له يوماً ما حدث به سيدي احمد العبدلاوي رضي الله عنه انه (اى صاحب الترجمة) كان مولعاً بالصيد

وفي ذات يوم اصطاد غزالاً، فبينما هو مشتغل به اذ اتاه الشيخ عبد القادر الجيلانى راكباً على فرسه فاستحيا منه ان يراه على الحالة التى راه عليها.فكان صاحب الترجمة اخذاً طريقته فصاريتكلم معه الى ان قال صاحب الترجمه للشيخ المذكور

يا سيدي سمعنا شيخاً ظهر فى ابي سمغون فماذا تقول فيه . فقال رضى الله عنه : ياولدى تلك الشجرة التي نستظل بظلها ، وكان هذا سبباً فى اخذه عن سيدنا التجاني رضي الله عنه طريقته المحمدية .

الرؤيا نستعرض سيرة سيدي محمد بن عبد الله الشافعي الطصفاوي التجاني الذي أورد في مقدمة كتابه الفتح الرباني حيث قال في سبب دخوله الطريقة الأحمدية التجانية : إعلم أخي أني ما ذكرت هذه المقدمة إلا لكونها مشتملة على بعض مناقب أصحاب شيخنا رضي الله عنهم وعنا بهم

إذ هم السبب الوحيد في إنتمائي لجناب هذا الشيخ الجليل كنت نقشبندي الطريقة وكان ببلدتنا من المتمسكين بالطريق التجاني عشرة أشخاص تقريباً وكنت كلما مررت بهم وهم يقرءون الوظيفة أجد لنطقهم بألفاظها حلاوة فاشتغل فكري بحب الطريقة التجانية ورغبت بالتقيد بها وأخذ وردها وكان والدي يود بقائي في الطريقة النقشبندية لأنه كان متقيداً بها ومنعني ميل والدي من أخذها ومضى على ذلك زمن حتى حان وقت سفرنا إلى مصر لتلقي العلوم في الجامع الأزهر

فرأيت سيدي عمر الفوتي مؤلف كتاب( الرماح) في جمع كبير بمكان متسع يقرب من مسجد بلدتنا ، وهذا الجمع فيه من يقرءون القرآن وأنا منهم وكنت بعيداً عن المكان الذي فيه سيدي عمر فذهبت إليه وجلست أمامه وقرأت سورة يس برواية ورش فقال سيدي متعجباً ! فأجبته نعم أقرأه برواية حفص ورواية ورش

ثم فهمت من الرؤيا أن تعجب الشيخ من صغر سني لأن عمري كان إذ ذاك سبع عشرة سنة و رأيت بعد ذلك طعام لجميع من في هذا الحفل في أوان كبيرة بدون موائد وليس فيه لحم إلا الطعام الذي وضع أمام سيدي عمر فإنه وضع على مائدة مرتفعة وعليه لحم كبير فأكلت معه من هذه المائدة وغسلنا واستيقظت فاولت الرؤيا بأن لي حظاً إنشاء الله من هذه الطريقة

وبعدها بليلة أو ليلتين رأيت أني مار بشارع (الغورية) مع أهل الطريقة الذين هم ببلدتنا وقصدنا من المرور بهذا الشارع أن نشتري عسل النحل من محل هناك ومعنا إناء لنضع العسل فيه ولما وصلنا إلى من عنده العسل أخذ منا الإناء وملأه وطلب ممن معي شيئاً ليغطي به الإناء فأجابه ليس معي شئ فأتى من عنده بقطعة من الحلوى وصنعها كهيئة الغطاء

لنا مع ورقة صغيرة وقال ضعوا هذه الورقة تحت اناء العسل ولم يطلب منا ثمناً فاخذناهما وسرنا وقابلنا فى الطريق رجل خيل الي انه من مقدمى الطريقة التجانيه، وقلنا له : السلام عليكم وقال : وعليكم السلام اهلا ً ياالشيخ محمد ، واخذنى عند ذلك رعب فى قلبى وبجذب فصرت اقول بصوت جهورى باكياً : الله الله الله ثم وقر فى صدرى ان جهرى وبكائى فى حضرة ذلك المقدم مما لايرتضى ادباً فسكت ، وطلبت منه تلقينى الطريقه التجانيه

فلقنني واسيقظت فرحاً ايضاً، وبعد ثلاثة ايام تقريبا رايت انى بمسجد بلدتنا وتوضأت ودخت المسجد ورأيت سيدي الحاج البشير الزيتونى رضى الله عنه مسنداًظهره الى سارية المسجد وهو على هيئة سيدى الحاج حمو العقباني طلبت منه الطريق التجانى ،

فاعطانيه واستيقظت ولما ذهبنا إلى مصر طلبت من والدي أن نتوجه لزيارة سيدنا الحسين فلما دخلنا لروضته الشريفة وقضينا الزيارة قلت لوالدي : إني قدمت إليك سيدنا الحسين شفيعاَ أن تأذن لي بأخذ الطريقة التجانية عن طيب نفس فأجاب حفظه الله بالقبول وخرجنا متوجهين إلى الأزهر فلما إستقر بنا المجلس فيه إستأذنت من والدي

وتوجهت إلى زاوية الشيخ الموجودة بشارع الفحامين فلما وصلتها وجدت بها وقتئذ مقدم الطريقة مولانا الحاج الهاشمي محمد وطلبت منه التلقين فأجازني في الطريقة بعد أن عرض علي شروطها البهية وعلم أني قبلتها وكان ذلك في وقت المساء ثم توجهت صباحاً إلي مولانا الحاج حمو العقباني فصرت اتردد كل يوم إلى الزاوية لتلاوة الوظيفة مع الأخوان بعد أخذي الطريقة التجانية بزمن يسير تلقاها والدي من شيخنا محمد الهاشمي

تقدم ذكره على لسان سيدي محمد بن عبد الله الشافعي الطصفاوي التجاني رضي الله عنه صاحب كتاب الفتح الرباني نجد تدرجه في الطرق إلى أن وصل إلى الغاية المذكورة والعجيب في الأمر أن والده عبد الله الشافعي الطصفاوي رضي الله عنه الذي كان يحول بينه وبين أخذ الطريقة التجانية لحقه وأخذ الطريق مما يؤكد بأن السير إلى الله ليس بالتعصب لطريق ولكن بالتعلق بالشيخ المرشد . ويحضرني قول سيدي النظيفي رضي الله عنه :

على نفسك الأمارة أبك تحسراً *** إذا لم تكن من أهلها بالمشيئة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 6:48 am


سيرة الصالحين والأولياء رضي الله عنهم :

العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضى الله عنه ورد في كتاب النفحات الربانية في باب النفحات المكية واللمحات الحقية في شرح أساس الطريقة الختمية جاء فيه :

( أعلموا معشر الأخوان السالكين سبيل الرحمن أنه لما هبت نفحات العناية لهذا العبد كثير الجناية من الصغر قبل البلوغ والتكليف علق الله الهمة بطريق أهل الولاية والتصريف وذلك مع تحصيل بعض علوم الرسوم حتى لا يكون في الفؤاد حسرةً على ما هو لأهله مقسوم ، وكان أول دال على هذه الطريقة الشريفة( الشيخ أحمد بناه المكي)

رحمه اللطيف وكان مستوراً فأخذت عنه النقشبندية وظهرت لي أسرارها العلية فحصلت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في بضع عشر ليال مناماً ثم اجتمعت بالعارف بالله العابد سيدي الشيخ سعيد العموري العاكف على الصلاة على المختار لا سيما بدلائل الخيرات وكان يقرأها كل يوم مراراً وكانت عليه الأنوار تلوح والأسرار منه تفوح فأخذت عنه الطريقة النقشبندية أيضاً

واستكملت على يده أنوار وظائفها البهية وتنورت بصيرتي وكانت تعتريني بعض الأحوال غير أنها ليست بذات اتصال ورأيت مرة وأنا أراقب كأنه خرج مني نور ملأ الأفق فذكرت ذلك له فقال لي : إنشاء الله مددك يعم ويرقى وكثر إجتماعي بالمصطفى في اكثر الأوقات وذلك مناماً ليلاً ونهاراً مع مبشرات

ثم أخذت الطريقة الشاذلية والقادرية و الدلائل والدور الأعلى لأبن العربي ذي المعارف العلية وحزب الشاذلي الكبير وغير ذلك مما من به البر ثم رأيت ليلة كأني خارج من بيت كان بباب إبراهيم وكأني طالب الكعبة المعظمة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم راجعاً منها مقابلاً لباب إبراهيم ذي الأسرار المفخمة فتلقيته في نصف الممشى المذكور رجلاً على الصورة التي رأيت فيها المصطفى

فقلت : أن ذلك الرجل من أهل الاصطفاء وسلمت عليه وتعرفت به فإذا هو من خاصة أولياء ربهم وعرف أمري فطلبت منه أوراداً وأذكاراً فأذن لي في النقشبندية ذات الأسرار فصرت أجتمع له في بعض الأوقات ويحصل لي منه إمدادات وجئت إليه ليلة

فوجدته جالساً أمام مقام الحنفي عند أسطوانة من الأسطوانات الصغار فباح بسر خفي وتناول دورقاً فيه ماء زمزم فشرب منه وناولنيه فارتويت منه فرأيت من ذلك الحين الأرض وما فيها وكشف لي عن الناس وبعض الموتى وما تحويها

وامتد ذلك الكشف حتى صلاة الصبح وعدت إلى الحجاب فأخبرته به وبالفتح ثم صرت أتردد عليه فقال لي أن تتميم أمرك على يد السيد احمد بن إدريس الإمام وكان ذلك ابتداء اجتماعي في تلك الأيام بأستاذنا ذي التقديس مولانا العارف بالله السيد أحمد بن إدريس وصار لي على يده ما فتح الله به كما سيأتي إن شاء الله الملك المجيب

ثم توجه إلى الهند بعد ذلك السيد المذكور واسمه أحمد بن عبد الكريم الأزبكي عليه لواء الولاية منشور ثم رجع بعد مضي بعض سنين إلى مكة المشرفة في العام الذي فتح الله علي فيه بالأسرار والمعرفة فكنت إذ ذاك معتكفاً في البيت لا أخرج إلا للجمع فيسأل عني فيخبر بأحوالي والسطعه، فأتى إلي فرأى حالي وما لدي ففرح وما فتح به علي

هو ممن أنتهى في ترقيه إلى كشف السماء الثانية .فأخبرته بأحواله فوافق وهو عين أحواله العالية واجتمعت بالعارف الولي العالم العامل مفتي زبيد الأهدلي سيدي ومولاي السيد(عبد الرحمن بن سليمان) وأخذت منه بعض الأوراد بفضل المنان

وقال لي( أنت وقفت على الطريقة الميرغنية طريقة جدك السيد عبد الله البهية . وهي جلاء البصيرة بكثرة رؤية سيد الوجود وحالك كالسراج الخالص لا يحتاج إلى وقود ودلني على مرشدي سيدي السيد أحمد بن إدريس وقال لي إنه يحصل لك منه مدد نفيس . وكان هذا السيد يحبني ويعتني بي كثيراً ويقول لوالدي ما معناه إنه يجئ منه خير كثيراً. وجمع بيني وبين أستاذه المذكور (وفتح الله لي على يده )

مما سبق نري بأن العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه في سيره أخذ أكثر من طريق صوفي كغيره من العارفين إلى أن انتهى إلى مرشده السيد أحمد بن إدريس رضي الله عنه وحصل له الفتح على يديه إذ أن غاية السير الوصول إلى الفتح الأكبر والوصول إلى المعرفة الإلهية و بعد ذلك أسس طريقته الختمية و رمزها (نقش جم )

فالنون نقشبندية والقاف قادرية والشين شاذلية والجيم جنيدية والميم ميرغنية . قلت نجد أن العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه رغم أن الميرغنية هي طريقة جده السيد عبد الله الميرغني رضي الله عنه لم يقفل باب الاتصال بالمشايخ الآخرين بل وسلوك طرقهم وهو ما يعتبره بعض المشايخ في عصرنا هذا ممنوعا بل وعيب أن يكون أبوك أو جدك صاحب طريقة وتنتقل إلي طريقة أخري وما هذا في الحقيقة إلا تعصب واهم واندفاع جاهل وانتساب مبهم يدل علي عدم الصدق مع الله

وهذا المرشد الكامل العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه قد تعلقت همته بمقصد الوصول إلى كمال المعرفة الإلهية ولم يلتفت العارف بالله السيد الميرغني رضي الله عنه لكونه أبن صاحب الطريقة الميرغنية كما أن شيخه العارف بالله السيد عبد الرحمن بن سليمان رضي الله عنه دله علي مرشده السيد أحمد بن إدريس رضي الله عنه صاحب الطريقة الادريسية

ولم يقل له أن طريقة جدك هي الميرغنية ولا يجوز لك تركها والعجيب في الأمر أن الشيخ أحمد بن عبد الكريم الأزبكي رضي الله عنه والذي إنتهى في ترقيه للسماء الثانية إتصل بالسيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه ونال ما ناله على يديه ولم يقعده ترقيه لهذه الدرجة من طلب الفتح الأكبر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 6:50 am


مندوحة :

ومن كل هذه المشاهد من سير الصالحين أصبح الأمر جلياً أنه لاتحجير على سالك في التنقل والأخذ عن أكثر من شيخ في سبيل الوصول إلي حضرة الشيخ الواصل المرشد و الوصول للمعرفة الإلهية ولا يفهم مما سبق سرده من سير هؤلاء الأكابر أن هذا مدعاة لكثرة التنقل بدون سبب وعلة واضحة وهو أمر منهي عنه بإجماع المشايخ إلا بانتقاض احد أركان العهد الصوفي كما تقدم لان التفات المريد لغير شيخه يقطع عنه المدد كما هو معروف كما أن انتقال هؤلاء الأكابر دائماً يكون بينة كبري وذلك لصدقهم مع الله كرؤيا نبوية أو إشارة من احد المرشدين كما حصل للسيد الميرغني رضي الله عنه مع شيخه السيد عبد الرحمن بن سليمان رضي الله عنه حيث دله علي مرشده السيد أحمد بن إدريس رضي الله عنه صاحب الطريقة الادريسية وغير ذلك.

سيدي الشيخ التوم ود بانقا رضي الله عنه وهو من الأكابر الذين عليهم مدار الإرشاد في السودان الذى انتقل من الطريقة القادرية إلي الطريقة السمانية وسلك علي يد القطب الشهير سيدي الشيخ احمد الطيب بن البشير رضي الله عنه .

وصـــــــــل :

فهولا هم أهل الشريعة وأصحاب الطريقة وأرباب الحقيقة وهذا سلوكهم ومنهجهم وفي هذا الحديث البغية والكفاية لمن تبصر وفيه إجابة لما تصدر ولمن بادرني من الناس بالسؤال عن أخذي لهذه الطريقة التجانية رغم أن البعض منهم مستفهماً والآخر مستنكراً لا سيما أن جدي هو العارف بالله الشيخ إبراهيم الكباشي رضي الله تعالي عنه فعزمت علي وضع هذا الكتاب بالرفق والحسني لتوضيح ذلك الأمر والله من وراء القصد وهو اعلم بالسرائر

لأنه كما تقدم المقصد من سلوك طريق الصوفية هو معرفة الله لا غير ولا سبيل لنيل تلك الغاية السامية وهي الولوج لحضرة الله تعالي والحصول على المعرفة الإلهية الكاملة والفتح الأكبر إلا بصحبة الشيخ المرشد الكامل الحي ونورد فيما يلي رسالة الشيخ الواصل المرشد لمولانا الشريف الفاتح الشريف يوسف كاملة لمناسبة المقام لذلك و حتى يتحقق الكل من أمر سيره إلي الله تعالي عن علم وبصيرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 6:58 am


بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة حقيقة الشيخ الواصل المرشد

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم ورضي الله تعالي عن سادتنا آل بيت رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم أجمعين .

وبعد ,,,

فهذه رسالة مختصرة في حقيقة وأوصاف الشيخ الواصل المرشد الذي يُصحب ويُتبع في سائر أقواله وأفعاله وحكم الشرع في ذلك فقد بسطتها إحقاقا للحق وذلك لكثرة من يدعي هذا الأمر الكبير الخطير في هذا الزمان ووضعتها إسعافا للسالكين سبيل الله تعالي من المريدين والأولياء حتى يكونوا علي بصيرة من أمرهم وأوصيهم ونفسي بتقوى الله عز وجل لأنها مفتاح كل خير وكذلك بالصدق والإخلاص في كل الأمور

قال تعالي: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) فحقيقة الشيخ الواصل المرشد هو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر إلي الحضرة الإلهية نظرا عينيا وتحققا يقينيا وهو الذي يعرف تميز المراتب و جميع خصوصياتها ومقتضياتها ولوازمها وما تستحقه كل مرتبة من كل شيء ومن أي حضرة ولما وجدت

وماذا يراد منها وما يؤول إليه أمرها فهو مقام إحاطة العبد بعينه ومعرفته بجميع أسراره وخصوصياته ومعرفته ما هي الحضرة الإلهية وما هي عليه من النعوت العلية والكمال معرفة ذوقية ومعاينة يقينية وصاحب هذه المرتبة هو الذي تشق إليه ألمهامه لكن مع هذه الصفة فيه كمال إذن الحق سبحانه وتعالي إذنا خاصا في هداية عبيده وتوليته عليهم بإرشادهم إلي الحضرة الإلهية .

ذكر سيدي العارف بالله الشيخ علي حرازم بن براده المغربي الفاسي في كتابه جواهر المعاني أن الناس خلقوا لعبادة الله والتوجه للحضـرة الإلهية بالأعراض عن كل ما سواها .

ولمّا علم المريد ما في نفسه من التثبط والتثبيط عن النهوض إلي الحضرة الإلهية وعلم عجزه عن مقاومة نفسه بما يريده منها من الدخول إلي الحضرة الإلهية بتوفية الحقوق والآداب وعلم انه لا ملجأ له من الله ولا منجا إن قام مع نفسه متبعا لهواها معرضا عن الله تعالي

فانه بهذا النظر يجب عليه طلب الشيخ الكامل وجوبا نظريا لا شرعيا إذ ليس في نصوص الشرع إلا وجوب توفية القيام بحقوق الله تعالي ظاهرا وباطنا علي كل فرد من جميع العباد ولا عذر لأحد في ترك ذلك من طريق الشرع ولا عذر له في غلبة الهوى عليه وعجزه عن مقاومة نفسه .

فمن حيث الشرع لا شيخ يجب طلبه وجوبا شرعيا إلا شيخ التعليم الذي يعلمه كيفية الأمور الشرعية التي يُطلب فعلها من العبد أمرا ونهيا فعلاً وتركا فهذا الشيخ يجب طلبه علي كل مسلم وما وراء ذلك من الشيوخ لا يلزم طلبه من طريق الشرع

ولكن يجب طلبه من طريق النظر بمنزلة المريض الذي أعضلته العلة وعجز عن الدواء من كل وجه وانعدمت الصحة في حقه فنقول إن شاء البقاء علي هذا المرض بقي كذلك وان طلب الخروج إلي كمال الصحة قلنا له يجب عليك طلب الطبيب الماهر الذي له معرفة بالعلة واصلها وبالدواء المزيل لها وكيفية تناوله كما وكيفا ووقتا وحالا والسلام . أ . هـ .

والأصل في متابعة الشيخ قوله تعالي : ( اتبع سبيل من أناب إلي ) وقوله تعالي ( الرحمن فاسأل به خبيرا ) فهذا الشيخ المرشد إلي طريق الله الخبير بالرحمن المنيب إلي الله موجود ولا يخلُ منه زمان ولكن الوصول إليه عسير جدا اعز من الكبريت الأحمر إلا لمن دله الله عليه

وله شروط وأوصاف ذكرها أهل التحقيق سيأتي بيانها إن شاء الله تعالي في آخر هذه الرسالة ومن المعلوم انه يستحيل إن يتبع المريد أكثر من شيخ واحد فقد اجمع أهل الحق والعرفان علي انه لا يفلح عالم بين الهين ولا مكلف بين رسولين ولا مريد بين شيخين ولا امرأة بين زوجين فإذا أتضح هذا فليحكم هذا الأمر جيدا .

أما مسالة انتقال الشيخ الواصل المرشد إلي الدار الآخرة فلا بد للمريد من مصاحبة رجل حي مرشد صاحب حال ومعرفة تامة بنهج ذلك الشيخ الواصل المرشد وان كان ذلك الشيخ الواصل المرشد الذي انتقل هو أيضا حيا حياة كاملة عند ربه لأنه من شهداء الجهاد الأكبر إلا انه لا يمكن أن يتخذه المريد مرشدا له وإلا لما بايع أصحاب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالي عنه علي منهج رسول الله صلي الله عليه واله وسلم بعد انتقال الحبيب المصطفي صلي الله عليه واله وسلم إلي الرفيق الأعلى .

فإذا انتقل الشيخ الواصل المرشد إلي الرفيق الأعلى قبل أن يصل المريد إلي المعرفة الإلهية الكاملة فمن حق المريد متابعة شيخ واصل مرشد آخر إذا كان خليفة لذلك الشيخ الواصل المرشد أو غيره بشرط أن يكون ذلك الخليفة بالأوصاف التي ذكرها أهل التحقيق .

وخلافة الشيخ الواصل المرشد لا تكون للأبناء مشروطة أو لزوما أو وجوبا كما جري عليها العرف في الغالب الأعم ولكن إذا كان الأبناء علي نهج الشيخ الواصل المرشد الموصوف بتلك الأوصاف المعروفة عند أهل التحقيق يكون ذلك أكملا مصداقا لقولـه تعالي ( وكان أبوهما صالحا) ( والذين امنوا اتبعناهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شي ) ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن أهله )

وإنما تكون الخلافة للشيخ الواصل المرشد الموصوف بتلك الأوصاف المعروفة عند أهل التحقيق لمن له الأهلية لذلك لان هذا الأمر أي الإرشاد ادعاءه جدًّ خطير. ذكر سيدي العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله تعالي عنه في كتاب الزهور الفائقة إن ادعاء الإرشاد يؤدي بصاحبه إلي سوء الخاتمة إذا لم يتب صاحبه إلي الله تعالي .

الشيخ الواصل المرشد هو من الأولياء وهذه احد العقائد السمعية المعروفة التي يجب الإيمان بها قال تعالي : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

خلف ذلك الشيخ الواصل المرشد المذكور احد أبنائه أو أقربائه أو مريديه ولم يكن ذلك الشخص في مقام الإرشاد فينبغي وجوبا أن يخبر ذلك الشخص كافة المريدين التابعين لذلك الشيخ الواصل المرشد بأنه ليس مرشدا

بان هذا الطريق طريق صدق فعليه حينئذ أن يصدق الله تعالي لقوله جل وعلا ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ) و أن يصدق مع كافة المريدين التابعين لذلك الشيخ الواصل المرشد ويخبرهم انه أخ ناصح لهم حاث لهم علي ذكر الله تعالي فحسب

وذلك حتى لا يكون سببا في انقطاعهم عن طريق الله تعالي ويتحمل وزرهم أجمعين وان رأي المريدين ينسبوه إلي الإرشاد عليه بزجرهم وإذا ركن لهم وهم ينسبوه إلي الإرشاد فيجب عليه وجوبا قطعيا أن يعتزلهم و يشتغل بإصلاح نفسه

وهو الأولي ويكون قد صدق الله تعالي لقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ) أما إذا جاراهم علي أهواءهم فيخشي عليه أن يموت علي سوءالخاتمة .

وهناك مسالة أخري وهي أن كل الذين أجيزوا ليسوا مرشدين وذلك إن كثيرا من الإجازات والإذن في الأوراد هي لمعرفة السند فحسب وبقصد التبرك فعلي المريدين التابعين لذلك الشيخ الواصل المرشد أن يتنبهوا لذلك في أنفسهم و في غيرهم وكما قال سيدي العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله تعالي عنه في كتاب الزهور الفائقة

فعجبا لمن اتخذ مجرد الإجازة أ و الإذن إرشادا للخلق وصار يتصدر المجالس فهذا فيخشي عليه أن يموت علي سوء الخاتمة .

فالشيخ في اللغة هو كل من بلغ درجة أهل الفضل وان كان صغيرا فالمشيخة أو الشيخوخة لها أقسام كثيرة والمراد منها قسم واحد فقط هم الذين يصحبون ويتبعون بالوجوب النظري ليس الشرعي كما سبق بيان ذلك . و منها أي المشيخة شيخوخة التبرك وهم أولياء اختصهم الله بقضاء حوائج الخلق ولكنهم رضي الله تعالي عنهم ليسوا مرشدين لمعرفة الله ولا يدعون ذلك لان شيخوخة التبرك ليست إرشادا .

أيضا شيخوخة الخدمة والإطعام وهؤلاء كلهم أولياء بلغوا منازل عالية جدا عند الله تعالي ومقاماتهم كبيرة ولكنهم ليسوا مرشدين للحضرة الالهيه .

ومنها أي المشيخة شيوخا بلغوا مقامات عالية جدا في سيرهم في المعرفة الإلهية ولكنهم لم يفتح عليهم الفتح الأكبر ويصيروا واصلين ومرشدين فهؤلاء من أكابر الأولياء ولهم كرامات كثيرة وخوارق عادات ومن ورعهم فهم لا يعطون الطريق الصوفي ولا يدعون الإرشاد لعلمهم أن هذا الأمر قد يقطعهم عن السير وربما يصيبهم بالعطب لأنه اجمع أهل المعرفة الالهيه إن من إدعي مقاما يحرم الوصول إليه أبدا ما دام مدعيا ذلك المقام إلا أن يتوب ويرجع الي الله تعالي

كما إن ظهور الكرامات وخوارق العادات والأحوال لا يدل علي تحقق الولي بالإرشاد ولا بد من كمال إذن الحق سبحانه وتعالي له إذنا خاصا في هداية عبيده وتوليته عليهم بإرشادهم الي الحضرة الالهيه.

ومنها أي المشيخة شيخوخة العلم وهؤلاء يجب بأمر الشرع وصالهم والجلوس معهم والتعلم منهم ساعة العلم فقط ليس إلاّ مع احترامهم والاستفادة من علومهم قال سيدنا علي كرم الله وجهه أنا عبد من علمني حرفا واحدا إن شاء باع وان شاء اعتق وان شاء استرق ولكن يجب عدم صحبتهم وذلك رغم معرفتهم بالأحكام والأوامر الالهيه إلا لأنهم ليسوا مرشدين إلي المعرفة الإلهية ولا يعرفون تميز المراتب الالهيه و خصوصياتها ومقتضياتها ولوازمها وما تستحقه من كل شيء ومن أي حضرة وكل مرتبة

ولما وجدت وماذا يراد منها ومايوؤل إليه أمرها وهو مقام إحاطة العبد بعينه ومعرفته بجميع أسراره وخصوصياته ومعرفته ماهي الحضرة الالهيه وماهي عليه من النعوت العلية والكمال معرفة ذوقية ومعاينة يقينية وقد نص سيدي العارف بالله الشيخ زروق رضي الله تعالي عنه في قواعده قال جالسوا العلماء ولا تصحبوهم وذلك لان نفوسهم اظهر من أرواحهم ولهم سطوة العلم ففي صحبتهم خطر عظيم لعدم تمكنهم من رعونات نفوسهم وهم أكثر العلماء .

قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ( صل العلماء وخالط الحكماء واصحب الكبراء ). فالشيخ الذي يصحب ويتبع في سائر أقواله وأفعاله هو المعبر عنه في قول رسول الله صلي الله عليه واله وسلم بالكبير لأنه هو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر إلي الحضرة الإلهية نظرا عينيا وتحققا يقينيا حتى صار خليفة عن الحق قال تعالي ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) وقال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في الحديث القدسي (من آذي لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ومازال يتقرب إلي عبدي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استعاذ ني لأعيذنه )

فالشيخ الواصل المرشد المخصوص بهذا النعت من الحق عز وجل قطعا يعرف تميز المراتب و خصوصياتها ومقتضياتها ولوازمها وما تستحقه من كل شيء ومن أي حضرة وكل مرتبة ولما وجدت وماذا يراد منها ومايوؤل إليه أمرها وهو مقام احاطة العبد بعينه ومعرفته بجميع اسراره وخصوصياته ومعرفته ماهي الحضره الالهيه

وماهي عليه من النعوت العليه والكمال معرفة ذوقية ومعاينة يقينية وصاحب هذه المرتبه هو الذي تشق اليه المهامه لكن مع هذه الصفه فيه كمال اذن الحق سبحانه وتعالي اذنا خاصا في هداية عبيده وتوليته عليها بارشادهم الي الحضره الالهيه مقابل الإرشاد الكامل لمن يتبعه اذا التزم بالشروط و كما قيل فالمشائخ الواصلين المرشدين عند شروطهم فالأصل في هذا الأمر قوله تعالي : ( اتبع سبيل من اناب الي )

و قوله تعالي (قال له موسي هل اتبعك علي أن تعلمن مما علمت رشدا *) في متابعة سيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام للخضر عليه السلام فاذا تدبرت القصة وعرفت ان سيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام هو نبي ورسول بل من أولي العزم من الرسل الذين قال الله في حقهم مخاطبا لرسوله سيدنا محمد صلي الله عليه واله وسلم ( اصبر كما صبر أولي العزم من الرسل )

ومع كل ذلك فهو كليم الله فلم يستنكف او يستكبر او يتعالي ان يصحب الخضر عليه السلام وهو عبد من عباد الله وليس برسول وكل ذلك من فطانة الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ولعلمهم ان (فوق كل ذي علم عليم) وان الله يختص بعلمه من يشاء من عبيده فاذا تدبرت هذه القصةاتضح لك ان الاكمل وهو سيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام قد اتبع الكامل وهو الخضر عليه السلام وذلك عندما اعلمه الله به قال تعالي

(فوجدا عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما*) و بعد ذلك الأعلام الإلهي بهذا العبد المسمي بالخضر عليه السلام قام سيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام وشمر عن ساعد الجد والاجتهاد بحثا عن مكان مجمع البحرين

قال تعالي ( واذ قال موسي لفتاه لاابرح حتي ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا*) وهذه هي الهمة المطلوبة لكل مريد حتي يبلغ مراده فلما ظهرت لسيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام اوصاف وعلامات الخضرعليه السلام التي اوحي الله له بها واعلمه اياها كما قال تعالي علي لسان سيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام مخاطبا الخضر عليه السلام (فوجدا عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما*

قال له موسي هل اتبعك علي ان تعلمن مما علمت رشدا* ) فما صحبه و تابعه إلا طلبا للإرشاد قال تعالي(قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك أمرا *)

فلننظر كيف تم استيفاء الشروط من الطرفين وهي كما في الايات الكريمه (قال له موسي هل اتبعك علي أن تعلمن مما علمت رشدا*) ( قال انك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر علي مالم تحط به خبرا*) (قال ستجدني إنشاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا *)

(قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتي احدث لك منه ذكرا*)

فعندما استوفت نلك الشروط بينهما بدا الانطلاق قال تعالي (فانطلقا حتي اذا ركبا في السفينة خرقها ) مما يدل علي قوة الإرشاد وسرعة السير الي معرفة الله.

وهذه القصة فيها وقفة كبيرة ولطيفه عالية جدا لأهل العلم وأصحاب الشهادات العلمية والأكاديمية ودرجات الأستاذية والدكتوراه و درجة البروفيسور وغيرها وذلك لأنهم أهل علم لا يستهان به أبدا ولكنا نرجو منهم أن يتنبهوا لهذه القصة وينظروا إلي أن سيدنا موسي علي نبينا وعليه السلام هو نبي ورسول ومن أولي العزم من الرسل وكليم الله

ونعتقد فيه كما في سائر الأنبياء الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة كيف تواضع مع كل ذلك واتبع من هو دونه في النبوة والرسالة فأين نحن العقلاء من هذا الإرشاد ؟ وهل همّ كل واحد منّا بتزكية نفسه امتثالا لأمر الله تعالي في قوله ( قد افلح من زكاها )

وهل صدقنا في هذا الأمر كما قال تعالي : ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ) وقال تعالي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) . فالشيخ الذي يصحب ويتبع في سائر أقواله وأفعاله مقابل الإرشاد الكامل لمن يتبعه لا يقصد بالشيخ هنا العلماء أهل العلم فقط كما اسلفنا وإنما هم العلماء العاملين بعلمهم و الخبراء العارفين بربهـــــم قال تعــــالي (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) فلا يكون الاتباع الا الي هؤلاء الخبراء قال تعالي (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

اذ لوكان الامر العلم الشرعي هو المشروط في الاتباع ما كان لسيدنا موسي ان يصحب الخضر وهو أي سيدنا موسي اعلم بالشرع منه لانه الرسول المشرع في ذلك الوقت وانما اراد منه ان يعلمه مما علمه الله رشدا ويؤول له ذلك قال تعالي ( اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة غصبا*

وأما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا * فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما * واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ومافعلته عن امري ذلك تاويل مالم تسطع عليه صبرا*) فانظر الي هذه الارادات الثلاث واعلم مامعني اردت ومامعني اردنا ومامعني اراد ربك وكيف اوصله الي مراده وقال له في الختام ما فعلته عن امري .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الياسين

الياسين


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

مجموع اصحاب الفاتح Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموع اصحاب الفاتح   مجموع اصحاب الفاتح Emptyالخميس أغسطس 23, 2007 7:01 am


حقيقة الشيخ الواصل المرشد :

ذكر سيدي الشيخ علي حرازم بن براده المغربي الفاسي نقلا عن سيدي القطب المكتوم سيادة الشيخ احمد التجاني رضي الله تعالي عنه قال :

حقيقة الشيخ الواصل هوالذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر الي الحضرة الالهيه نظرا عينيا وتحققا يقينيا ويعرف تميز المراتب و معرفة جميع خصوصياتها ومقتضياتها ولوازمها وما تستحقه من كل شيء ومن أي حضرة وكل مرتبة ولما وجدت

وماذا يراد منها ومايوؤل اليه امرها وهو مقام احاطة العبد بعينه ومعرفته بجميع اسراره وخصوصياته ومعرفته ماهي الحضره الالهيه وماهي عليه من النعوت العليه والكمال معرفة ذوقية ومعاينة يقينية وصاحب هذه المرتبه هو الذي تشق اليه المهامه لكن مع هذه الصفه فيه كمال اذن الحق سبحانه وتعالي اذنا خاصا في هداية عبيده وتوليته عليها بارشادهم الي الحضره الالهيه

فهذا هو الشيخ الذي يستحق ان يطلب وهو المراد بقول رسول الله صلي الله عليه واله وسلم صل العلماء وخالط الحكماء واصحب الكبراء فهو الكبير ومتي ما عثر المريد علي من هذه صفته فالازم في حقه ان يلقي نفسه بين يديه كالميت بين يدي غاسله لا خيار له ولا اراده ولا اعطاء له ولا افاده وليجعل همته منه تخليصه من البليه التي اغرق فيها الي كمال الصفاء بمطالعة الحضرة الالهيه والاعراض عن كل ماسواها ولينزه نفسه عن جميع الاختيارات والمرادات مما سوي ذلك

ومتي ما اشار عليه بفعل او امر فليحذر من سواله بلم وكيف وعلام ولاي شيء فانه باب المقت والطرد وليعتقد ان الشيخ اعرف بمصالحه منه وكل امريدله عليه فهو من الله وبالله والي الله .
والذي يجب علي المريد في حقه الا يلقي نفسه الي شيخ حتي يتعرف تواتر اخباره من ثقات الواردين عليه والمجاورين له فان ظهرت هذه الصفات السابقه فليصحبه والا فلا .

واما مسالة اختبار الشيخ ووزن افعاله واحواله فلا يصلح وماتبع ذلك احد فافلح قط لان ذلك مغلاق لابواب الله تعالي فان من اراد ذلك واتبعه في جميع الخلق اراه الله تعالي صفة النقص في كل مخلوق فلا يطمئن لاحد .

ماذا يفعل المريد اذا خاف الوقوع في حبائل الكذابين ؟

من رام الوصول إلي شيخ في هذا الوقت ولم يجد حيله في معرفته وخاف من الوقوع في حبائل الكذابين فعليه بالتوجه الي الله بصدق لازم وانحياز إليه بقلب دائم ودوام التضرع إليه والابتهال إليه بالكشف له عن الشيخ الواصل الذي يخرجه من هذه الغمة وان يدله عليه وان يوفقه لامتثال امره حتي يقع في الغرق في لجج بحره ولا حيلة له الا هذا واكبر من ذلك واولي وانفع وابلغ للوصول الي المراد وارفع لمن لم يجد حيله في العثور علي الشيخ الكامل استغراق مايطيق عليه من الاوقات بكثرة الصلاة علي النبي صلي الله عليه واله وسلم بالتادب والحضور وتوهم القلب بانه جالس بين يديه صلي الله عليه واله وسلم وليداوم علي ذلك فان من داوم علي ذلك وكان اهتمامه بالوصول الي الله تعالي اهتمام الظمآن بالماء اخذ الله بيده وجذبه اليه اما ان يقيض له شيخا كاملا واصلا ياخذ بيده واما ان يقيض له نبيه صلي الله عليه واله وسلم يربيه

واما ان يفتح له باب الوصول ورفع الحجب بسبب ملازمته الصلاة علي حبيبه صلي الله عليه واله وسلم فانها اعظم الوسائل الي الله تعالي ومالازمها احد قط في طلب الوصول الي الله تعالي فخاب قط والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .

خاتمة حقيقة الشيخ الواصل المرشد :

في الختام هذه الرسالة قد وضعتها لأهل الصدق والاعتقاد ولم تكن لأهل الشك والانتقاد فجاءت بصدقها إسعافا للسالكين سبيل الله من المريدين والأولياء حتى يكونوا علي بصيرة من أمرهم وأوصيهم ونفسي دواما بتقوى الله عز وجل لأنها مفتاح كل خير وكذلك بالصدق والإخلاص في كل الأمور ظاهرا وباطنا فان حقيقة الشيخ الواصل المرشد الذي يتبع في سائر اقواله وافعاله عزيزة جدا اعز من الكبريت الاحمر وادراكها خفي جدا

فقد بينا ذلك في هذه الرسالة وأوضحنا فيها الحكم الشرعي و ذلك بذكر أدلتها مبسوطة في أماكنها من هذه الرسالة فلترجع إليها وفقك الله تعالي مرارا وتردد النظر فيها تكرارا وتمعن الفكر فيها دواما بقلب صادق تبرئة لذمتك ونصحا لإخوانك وإحقاقا للحق في زمان كثر فيه من يدعي الإرشاد وهو ليس بمرشد وهو غير مبال بالعواقب الوخيمة والتي اقلها سوء الخاتمة كما ذكر أهل الحق والعرفان وأقول لكل من قرأ هذه الرسالة أو سمعها من السالكين والمريدين والأولياء فقد تبينت حجة إما لكم وإما عليكم فاصدقوا الله لقوله تعالي ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ) تبرئة لذمتكم ونصحا لإخوانكم قبل أن تقفوا بين يدي الله والله

يقول الحق وهو يهدي السبيل تمت رسالة حقيقة الشيخ الواصل المرشد . وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

الماء منهمـر والأرض معشبـة *** أقام فيها مــريد الخير أم رحلا


خاتمـــــة :

الحمد لله الذي بفضله تم هذا الكتاب المسمي منهج الصوفية الأكابر في سيرة أولياء الله رضوان الله عليهم أجمعين سائلا المولى عز وجل أن يجعله مفيداً ومسعفاً للكل وخالصاً لوجهه الكريم وعزمت جهدي فيه علي إيراد النصوص من مصادرها حتى يقف الجميع على روح المعنى و كل ذلك لمن وفقهم الله تعالي من الإخوان الصادقين في طلبهم إلي الوصول إلي معرفة الله تعالي بلا علل أو توهم واذكرهم بأنه لا يخلو زمان من مرشد واصل كامل حي يوصل إلي معرفة الله تعالي والولوج إلي حضرته القدسية والله من وراء القصد وهو اعلم بالسرائر ورضي الله عن شيخنا أحمد بن محمد التجاني وجزاه الله عنا والاخوان ما هو أهله وأكرمنا بعلومه ومعارفه وأسراره و تحققاته أمين .

تم الكتاب بحمد الله
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مجموع اصحاب الفاتح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإنســــان مجموع العالم
» صلاة الفاتح
» صلاة الفاتح ـ فرقة الحضرة التونسية
» صلاة الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق .. فيديو
» قدرى جاد جرافيك_ صيغة الفاتح لما أغلق المباركة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: تأويل آية :: ساحة الحروف-
انتقل الى: