ربما وردت الظلم عليك ليعرفك قدر ما من به عليك.

عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007

بسم الله الرحمن الرحيم

ويقول رضي الله عنه: ربما وردت الظلم عليك ليعرفك قدر ما من به عليك.

قلت والكلام لابن عجيبة: لاشك أن نيل الشيء بعد الطلب ألذ وأعز من المساق بغير تعب والمحبة بعد القطيعة أحلى من المحبة بلا قطيعة والصفاء بعد الجفاء أصفى من الصفاء بلا جفاء وفطام النفس عن مألوفاتها وعوائدها أشد من معالجة من النفيس السلسة المنقادة من غير تعب فيكون الأجر أو القدر على قدر التعب فهذه حكمة تقديم ورود الغفلة والشهوة على العبد ثم ينقذه منها ليعلم قدر هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه فربما أورد عليك أيها الإنسان الحق تعالى الظلم (جمع ظلمة) وهي الاغيار والاكدار وحب الشهوات والعوائد فتغرق في بحارها وتسجن في سجون ظلماتها ثم ينقذك منها في ساعة واحدة وذلك لتعرف بعد الفتح قدر ما من الله به عليك فتزداد محبة وشكرا ويعظم السر عندك محلا وقدرا فتعرف حقه وتصونه عمن لا يستحقه ولأجل هذا جعل الله الجنة محفوفة بالمكاره ليعرف العباد بعد دخولها قدر النعمة التي من الله بها عليهم وكذلك جنة العارف محفوفة ليعرف العارف قدر السر الذي كوشف به والخير الذي منحه الله إياه ، واعلم أن هذه الظلم التي ترد على القلوب فتحجبه عن علام الغيوب هي ناشئة بحكمة الله من الدنيا والنفس والشيطان فمن زهد في الدنيا وغاب عن نفسه وأطلق يده منها وذكر الله حتى احترق الشيطان وذاب دخل مع الأحباب وفتح له عن علم الغيوب الباب ، قال بعض الحكماء : واعلم أن الصانع البديع سبحانه لما خلق القلب وجعله خزانة أسراره ومعدن أنواره وموضع نظره من عبده ولم يخلق الله في الوجود أشرف منه ثم رمى على باب القلب أخس الأشياء وأقذرها لتقتضي حكمته اجتماع الأضداد التي لا قدرة لغيره على ذلك ، فطرح على باب القلب جيفة وكلبا ينهش فيها وهما الدنيا الشيطان فمن أراد الدخول لخزانة سر الله لابد له من تغميض عينه عن هذه القذرة وإعراضه عن الكلب لأنه لا سبيل له على من أعرض عنه وعن جيفته وكل من التفت إليها سلب النور الذي الله به الدخول لبيت قلبه وكان له ذلك كالطلسم على الكنز منعه لا محالة ، وقيل : إن الدنيا بنت الشيطان وطالب الدنيا صهر ابليس، والأب لا ينفك عن ابنته أبدا مادامت البنت في عصمة الصهر ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيرا زهده في الدنيا ورغبه في الأخرى وبصره بعيوب نفسه ، قيل يارسول الله أي الناس شر؟، قال : الأغنياء يعني البخلاء ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :ومن عظم غنيا لأجل غناه كان عند الله كعابد وثن ومن أسف على دنيا فاتته اقترب من النار مسيرة سنة .
وأوحى الله إلى موسى عليه السلام عليه السلام ما أحبني من أحب المال وما أحبني من أحب الدنيا فإنه لا يسع في قلب واحد حبي وحبها أبدا يا موسى ما خافني من خاف الخلق وما توكل علي من خاف من فوات الرزق وعزتي وجلالي ما توكل علي عبد إلا كفيته وبيدي مفاتح الملك والملكوت وما اعتصم بي عبد إلا أدخلته الجنة وكفيته كل مهمة ومن اعتصم بغيري قطعت عنه الأسباب من فوقه وأسخت الأرض من تحته ولا أبالي كيف أهلكته ، يا موسى خمس كلمات ختمت لك بها التوراة إن عملت بهن نفعك العلم كله وإلا لم ينفعك شيء منه : الاولى : كن واثقا برزقي المضمون لك مادامت خزائني مملوءة و خزائني مملوءة لاتنفذ أبدا ، الثانية: لاتخافن ذا سلطان مادام سلطاني و سلطاني دائم لايزول أبدا ، الثالثة : لا ترى عيب غيرك مادام فيك عيب والعبد لا يخلو من عيب أبدا ، الرابعة : لا تدع محاربة الشيطان مادام روحك في جسدك فانه لا يدع محاربتك أبدا ، الخامسة : لا تأمن مكري حتى ترى نفسك بالجنة وفي الجنة أصاب آدم ما أصاب سلطاني فلا تأمن مكري أبدا .
وهذا كله تشريع لغيره والأنبياء كلهم مطهرون معصومون وكل ما ورد فيهم من التعليم والتربية فالمراد به غيرهم . وبالله التوفيق

عجيب هذا الكنز .. والله عجيب ...

مفتاحه "" فبي "" ....

ما بين طرفة عين وإيمائة يغير الله من حالٍ إلى حال ...

واسألوا سحرة فرعون إن كنتم لا تعلمون ...

قالوا آمنا برب هارون وموسى...

ننتظر نصر الله القريب ... والقيام ....

وآلاف السنين مما نعد هي عند ربي أيام ...

ألا ترى أنه سبحانه خلق السموات والأرض في ستة ايام ؟؟ !!

- - - - - - - - - - - - - - - - -

لا تنسانا حبيبي الموصلي من وردنا اليومي من الحكيم ابن عطاء وصنوه ابن عجيبه

فهؤلاء همو الرجال

- - - - - - - - - - - - - - - - -

» ربما دخل الرياء عليك حيث لا ينظر الخلق إليك.
» لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك وإنما يخاف عليك ...
» غيب نظر الخلق إليك بنظر الله وغب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك .
» ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول .
» حكمة عطائية : ربما دلهم الادب على ترك الطلب اعتمادا على قسمته واشتغالا بذكره عن مسألته...