almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: ما صحبك إلا من صحبك وهو بعيبك عليم وليس ذلك إلا مولاك الكريم الأحد يناير 13, 2008 6:12 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه: ما صحبك إلا من صحبك وهو بعيبك عليم وليس ذلك إلا مولاك الكريم.قلت والكلام لابن عجيبة:وإذا علمت أنه ليس لك صاحب إلا مولاك فاعرف حقيقة صحبته والزم الأدب في ظاهرك وباطنك واستحي منه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه : استحيوا من الله حق الحياء ، قالوا إنا نستحي والحمد لله ، قال لهم : الحياء من الله حق الحياء ، أن تحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وتذكر القبر والبلى فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء . فالصاحب الذي يدوم لك هو الذي يصحبك وهو عالم بعيبك لان ذلك داع للسلامة من التكلف والرياء والتصنع وليس ذلك إلا مولاك العالم بخفاياك المطلع على سرك وعلا نيتك ، إن عصيته سترك وإن اعتذرت إليه قبل عذرك . وقد قيل من الحكمة (في قوله تعالى : ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .. مع أن الكل ملكه) ثلاثة أشياء ، أحدها : البشارة بعدم الرد بالعيب لان المشتري عالم به ، الثاني : ليسلم العبد نفسه إليه فيتولى تدبيره إذ لا يتم بيع إلا بالتسليم ولا كفالة إلا بعد اقباض ، الثالث : إظهارا في تمام الفضل في ظهور النسبة لله سبحانه وذكر الصحبة في جانب الحق وقعت في حديث أنت الصاحب في السفر ، واختلف في إطلاقه في غير ذلك المحل ، والظاهر أن الشيخ يرى ذلك في محل إشارة الأدب والانحياش وعليه مر أبو حامد الغزالي في بعض كتبه قاله الشيخ زروق رضي الله عنه ، واعلم أن الأمر الذي يرغب في الصحبة ويعقد المحبة والمودة أمران أحدهما ما تقدم من كون الصاحب يغطي شينك بحلمه ويستر وصفك بوصفه والثاني كونه يحبك ويطلبك إلى حضرته من غير غرض ولا منفعة له في صحبتك. وبالله التوفيق | |
|