منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
almosly

almosly


ذكر
عدد الرسائل : 293
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق Empty
مُساهمةموضوع: الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق   الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق Emptyالخميس يناير 31, 2008 7:45 pm


بسم الله الرحمن الرحيم




وقال رضي الله عنه: الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق والعارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق.

يقول ابن عجيبة الحسني رضي الله عنه : قلت : أما العباد والزهاد فلأنهم محجوبون برؤية الخلق عن شهود الحق فإذا مدحوا شهدوا ذلك من الخلق وحجبوا عن الجمع بالفرق فانقبضوا وخافوا على نفوسهم أن تغتر بذلك أو تقف هنالك وهم عاملون على ماتموت به نفوسهم وتحيى به قلوبهم ولاشك أن المدح لها فيه حظ وافر ، فربما تميل إلى ذلك فتعتقد المزية على الغير فيوجب لها التكبر والرضى وهما أصل كل معصية ، وأما الذم فلا حظ لها فيه وإنما فيه موتها وفي موتها حياتها فلذلك إذا مدحوا انقبضوا وإذا ذموا انبسطوا ، وسكت عنه الشيخ وكأنه يأخذ بالمفهوم . وأما العارفون الواصلون فلأنهم فانون عن أنفسهم باقون بربهم غائبون عن الخلق بشهود الملك الحق ، فإذا أثني عليهم رأوا ألسنة الخلق أقلام الحق وشهدوا الجمع في عين الفرق ففرحوا بمدح مولاهم وانبسطوا عند من تولاهم فيزدادون له حبا وشوقا ويفنون فيه شغفا وعشقا وفي مثل هؤلاء ورد الحديث : إذا مدح المؤمن ربى الايمان في قلبه ربوة . وإذا ذموا انقبضوا سكونا تحت قهرية الحق وأدبا مع جلاله وليس في هذا الانقباض دليل على كراهية الذم من حيث نسبته للخلق لانهم يرون الخلق مصرفين بقدرة الحق وعلامة ذلك أنهم يسمحون لمن أجرى ذلك بل يتعطفون عليه ويتوددون بالمحبة إليه كما قال الشاعر

رب رام لي بأحجار الاذى***لم أجد بدا من العطف عليه
فعسى يطلع الله على***فرح القوم فيدنيني إليه


وفي تعبير آخر الناس في المدح والذم على أربعة أقسام : عوام جهال وعباد زهاد ومريدون سالكون وعارفون واصلون ، فأما العوام فنفوسهم غالبة عليهم ودائرة الحس محيطة بهم ، محط أنظارهم الخلق غافلون عن طلب الحق إذا مدحوا وأقبل عليهم الخلق فرحوا وبطروا لنيل مرادهم وتحصيل أغراضهم والنفس مجبولة على حب الامارة واذا ذموا وأدبر عنهم الخلق انقبضوا وحزنوا لفوات ماأملوا فهؤلاء قلوبهم خربة من النور وأما العباد والزهاد فهم مجتهدون في العبادة فارون من الخلق طالبون رضى الحق مستوحشون من الناس تحققوا منهم الاياس ، فإذا أقبلوا عليهم بالمدح والثناء انقبضوا وخافوا أن يشغلوهم عما هم فيه ، وإذا ذموا وأدبر عنهم الخلق فرحوا وانبسطوا لتفرغهم حينئذ للعبادة وإقبالهم على ماهم عليه من المجاهدة ، وأما المريدون السالكون فهم عاملون على قتل نفوسهم وحياة قلوبهم واذا مدحوا انقبضوا خوفا على قوة نفوسهم وضعف قلوبهم إذ في موت النفس حياة القلوب وفي حياة القلوب موت النفوس ، واما العارفون فقد ظفروا بنفوسهم ووصلوا الى شهود معبودهم فهم يستأنسون بكل شيء لمعرفتهم في كل شيء ، يأخذون النصيب من كل شيء ويفهمون عن الله في كل شيء ، فإذا مدحوا انبسطوا بالله لشهودهم المدح من الله والى الله ولاشيء في الكون سواه وليس أحد أحب إليه من المدح من الله كما في الحديث...، وإذا ذموا انقبضوا تأدبا مع جلال الله أو شفقة على عباد الله : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، فصار بسطهم بالله وقبضهم بالله واستغنوا به عما سواه وبهذا المعنى وهو الفناء على النفوس صح مدحهم لانفسهم تحدثا بما أنعم الله عليهم كالشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه والشاذلي والمرسي والشيخ زروق وأشباههم رضي الله عنهم وذلك مشهور عنهم نظما ونثرا ومن أجل ذلك أيضا اقروا مدحهم وأظهروا الانبساط عند مدحهم ، وللمؤلف رحمه الله قصائد في مدح شيخه ابو العباس وكان يقول له : أيدك الله بروح القدس كماكان يقول عليه السلام لحسان ابن ثابت رضي الله عنه حين يمدحه عليه السلام ، ومدح الشيوخ من أعظم القربات وأقرب الوسائل الى الوصول إذ هم باب الله الاعظم ويد الله الاخذة بيد الداخلين الى الحضرة فمن مدحهم فقد مدح الله : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله . ومن ذمهم فقد ذم الله ، وكذلك مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هو باب عظيم للوصول الى حضرة الكريم ، فان قلت قوله عليه السلام : احثوا التراب في أوجه المادحين يقتضي العموم فيصدق بمدح العارفين وغيرهم قلت هو محمول على المدح بالكذب على وجه الطمع كما يقع للملوك وأرباب الاموال طمعا فيما عندهم أو يحمل على من كان باقيا مع نفسه خائفا عليها كالعباد والزهاد فاذا مدحهم أحد فينبغي أن يزجروه ويحثوا في وجهه التراب ، قيل حقيقة وقيل كناية عن الخيبة والرد والنهي والزجر ، وأما العارفون المتحققون فقد عرفوا الممدوح وغابوا عن شهود الواسطة في المادح والممدوح نفعنا الله بذكرهم وخرطنا في سلكهم ...آمين.

ثم من علامة الكمال وتحقيق الاعتدال واستواء الاحوال في ثمانية خصال المدح والذم والعز والذل والقبض والبسط والمنع والعطاء ..

وبالله التوفيق



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من مثنوي الثناء
» من مثنوي الثناء
» من مثنوي الثناء
» قصيده مدد يا اميرالمومينين الى خادم الزهاد
» من مثنوي الثناء الشريف / علّمتني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الإمام أبو حامد الغزالي ـ وابن عطاء الله السكندرى -
انتقل الى: