لا زلت أنزل من ودادك منزلاً ... تتحير الألباب عند نزوله
فكل من قرب ودنا لا يروم القرب .. فكيف الدنو من القريب البعيد بلا مسافة ...
والخلافة لمن رأى ....... ولا يرى إلا من أوتي من كل شيءٍ سببا ....
ومن كان له قلب فهو في القبضة وبين الأصابع ... فلا تستصغر قلبك وكن كما قال لا فتى :
" وتحسب أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى .. " ..
واقطع الطريق إلى ذلك بسيف الخوف والرجاء .. بأدب الإفتقار واسبقها بالمحبة والإنكسار ....
تكن كصاحب السيف ذو الفقار ..
وإن كنت في حضرة النور .. فسارع إلى الدخول على الضياء من باب آية وأشرقت ..
ووسع مدى فرجار دائرتك الى ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب .. تكن أنت أنت المخاطب بهذا الخطاب .
فالأسماء حجاب المسميّ .. وما كانت إلا لنر الصور .. والمظاهر .. فإن غُششت ... دلك على غيره ..
وهذا هو المكر ... وهو خير الماكرين ...
فمن طلب العطية الحسنة فهي منه به له .. فلا تصل إلا .. منه وإليه ...
فإما أن تراه أو ترى من يراه .. بلا واسطة ... ولا ثالث ...
اذكروني أذكركم ... فاطلبه في مفتتح الصلوات .. في الخلوات ... فإن خلوت تجد .... ولا تجدك ...
ولن يوصلك غير وجدك .... أما ترى نبي الله يعقوب صاحب الصبر الجميل ..
قد أوجده فراق محبوبه يوسف .. فقال إني لأجد ريح يوسف ..
فما كان ضلاله القديم .. غير محبته القديمة ...
هذا عن فراق يوسف الجميل ليعقوب الفارس النبيل .. الزاهد في الحل قبل الحرم .. ..
( ألا تراه قال إلا ما حرمّ إسرائيل على نفسه ) .. فما بالك بمفارقة الحق لك
وهجره أعظم من ناره ... ووصله أطيب من جنته
فوالله وتالله وبالله إن الحجاب عذاب .. والشوق للمحبوب هتّك الألباب ...
أتدري ما الشوق .. !!!! وابواب الفراق جحيمٌ على العشاق ..
ولظى نيران الوجد إلى سرادق المحبوب .. برداً وسلاماً على أهل الغرام ..
وللعاشقين عند نسائم الصبا أطياف .. لمن سعى ولمن طاف .. فكعبته قلبه ..
وحنينه إلى الركن والمقام والحجر .. هي من إسألوا الصادق الأمين .. ومنها قالها أخيه سلوني ...