الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

مع جده رسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

لقد حظي الإمامان الحسن والحسين الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa3

برعاية خاصة منقطعة النظير
من جدهما النبي الأكرم الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

، لم يولها أحد لولده كما أولاها الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

لهما عليهما السلام،
فطالما يعبر عنهما بقوله: «الحسن والحسين ابناي،
من أحبهما أحبني ومن أحبني أحبه الله
ومن أحبه الله أدخله الجنة،
ومن أبغضهما أبغضني،
ومن أبغضني أبغض الله ومن أبغض الله أدخله النار»
فعندما سمع بولادة الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

بادر مسرعاً إلى بيت البتول وقرة عينه
وحبيبته ونفسه التي بين جنبيه أم أبيها فاطمة الزهراء
سيد النساء الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa5

الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa5

والفرح والسرور يغمره، وبدأ وجهه
كأن شقه قمر يتلألأ نوراً، ليشاركها الفرحة وليبادلها التحية
والتبريك والتهنئة بولدها الميمون الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

،
وليبارك لأخيه مولى الموحدين وإمام المتقين الضارب بالسيفين
أبي الحسن والحسين علي بن أبي طالب الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

، وليغمر وليده بفيوضات الرحمة
والنعم الإلهية، وما أن وصل محل ولادة ولده الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

نادى بصوته الحنين:
«يا أسماء هاتي ابني2، وجاءت به أسماء ملفوفاً بخرقة بيضاء
أمرها أن تلفه بها ونهاها عن لفه بخرقة صفراء، ووضعته بين يدي الرحمة النبوية.

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

ثم قام بإجراء مراسم الولادة،
وأصبحت من بعده هذه المراسم سُنّة يقتدى بها عند المواليد،
فقد جاء في الخبر الشريف عنه الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

:
«من ولد له مولود فليؤذِّن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسرى،
فإنها عصمة من الشيطان الرجيم»4)
وبذلك كان أول شيء قرع سمع الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

صوت الحق،
وكلمة التوحيد والإخلاص، وهو قول: «الله أكبر لا إله إلاّ الله...»،
فغرست في سويداء قلبه ونمت وأينعت
وأثمرت وباركت على أهلها بالخير والعطاء،
فهو فرع الشجرة التي وصفها الحق بقوله:
(كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)(5).
ثم إنّ الرسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

التفت إلى أمير المؤمنين الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

قائلاً له:
«هل سمّيت الوليد المبارك»،
فأجابه الإمام بكلمة تنبئ عن روح التربية الإلهية المفعمة بصدق الإيمان:
«ما كنت لأسبقك يا رسول الله»، فبادره النبي بنفس تلك الروح:
«ما كنت لأسبق ربي...»
، وما هي إلاّ لحظات وينزل الروح الأمين
جبرائيل الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

حاملاً معه هدية الرب الأعلى لهما،
بأن يا رسول الله: «سمِّه حَسَناً...»(6)
وفي رواية أخرى نقلها صاحب ذخائر العقبى عن أسماء بنت عميس:
«... إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: عليٌّ منك بمنزلة هارون من موسى،
ولكن لا نبيَّ بعدك، فسمِّ ابنك باسم ولد هارون، فقال له الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

:
وما كان اسم ابن هارون يا جبرائيل،
فقال: شبّر، فقال له الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

: إن لساني عربي،
فقال له الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

: سمِّه الحسن، ففعل الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

ذلك»7)

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

وأخرج الدولابي عن عمران بن سليمان قال:

«الحسن والحسين من اسماء أهل الجنّة لم يكونا في الجاهلية
وكفى به حُسنا وجمالاً أن اسمه من أحسن الأسماء،
وزاد في حسنه جمالاً أن الله تعالى هو الذي سمّاه، فكان اسماً على مسمّى.
وبعد مضي سبعة أيام على الولادة الميمونة لسليل الدوحة الهاشمية والشجرة النبوية،
ووراث علم النبوة والإمامة الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

،
وبعد إجراء مراسم اليوم الأول أجرى الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

للحسن

حفلاً تكريمياً
في اليوم السابع من عمره، أشاد بمكانة الوليد المبارك في أمته،
والتي صارت بعده سُنّة حسنة يعمل بها من بعده،
فكانت ولادتهم باعث خير وبركة على الأمة الإسلامية
وعلى العالم بأسره لمن كان مقتفياً لأثرهم عاملاً بسنتهم المباركة،
ففعل النبي (صلى الله عليه وعلى آله) بما ينبغي فعله احتفاء وتكريماً لهذا الوليد،
فعق عنه بكبش واحد، وأعطى للقابلة منه الفخذ، ثم حلق رأسه بيده المباركة،
وتصدق بزنته فضة على المساكين، وطلى رأسه بالخلوق)_](9)(10)

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

وكان الحسن أشبه الناس برسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

خَلقاً وخُلقاً،
جاء في كتاب الإصابة،
أنه قال: «تذاكرنا من أشبه النبي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

من أهله،
فدخل علينا عبد الله بن الزبير،
فقال: أنا أحدثكم بأشبه أهله به،
وأحبهم إليه الحسن بن علي ...»)(11).

الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

على لسان
جده الأكرم (صلى الله عليه وآله وصحبه)
ورد العديد من الروايات
عن النبي الأكرم الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

في بيان فضل الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

،
فضلاً عما جاء في فضله
بمعية أخيه الحسين ( عليه السلام)، عن جدهما الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

،
وسنذكر هنا بعض الروايات الصحيحة الواردة عنه
(صلى الله عليه وآله وصحبه)
في فضل الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

خاصة، وهي:
1- عن البراء بن عازب،
قال: «رأيت النبي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

والحسن على عاتقه،
ويقول: اللهم إني أحبُّه فأحبَّه»12)
2- عن أبي مليكة عن عائشة،
قالت: «إن النبي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

كان يأخذ حسناً،
فيضمه إليه ثم يقول: اللهم إن هذا ابني،
وأنا أحبه فأحبه وأحب من يحبه»13)
3- عن زهير بن الأقمر،
قال: «بينما الحسن بن علي يخطب بعدما قتل علي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

،
إذ قام إليه رجل من الأزد آدم طوال،
فقال: لقد رأيت رسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

واضعه في حبوته،
يقول: من أحبني فليحبه، فليبلغ الشاهد الغائب،
ولولا عزمه من رسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

ما حدثتكم»)(14)
4- عن ابن عباس قال: «أقبل النبي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

وقد حمل الحسن على رقبته، فلقيه رجل،
فقال: نعم المركب ركبت يا غلام،
فقال رسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

ونعم الراكب هو»(15).
5- عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله،
قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه ):
«من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة، فلينظر إلى الحسن»16)
وهذا غيض من فيض،

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

أحد مصاديق الثقلين
إنّ الإمام الحسن يمثل أحد مصاديق آيات الذكر الحكيم،
كآية التطهير، وآية المودة، وآية المباهلة
وغيرها، فأهل البيت الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa4

الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa4

ثقل النبي
(صلى الله وعليه وآله وصحبه )
الذي أوصى به خيراً،
حينما خاطبهم قائلاً:
«فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين،
فناداه مناد من القوم:
وما الثقلان يا رسول الله ؟
فأجابه: الثقل الأكبر كتاب الله،
طرف بيد الله عزّ وجلّ،
وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا،
والآخر الأصغر عترتي،
وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا
حتى يردا عليَّ الحوض،
فسألت ذلك ربي فلا تقدموهما
ولا تقصروا عنهما فتهلكوا»
17)، وقد جاء بلفظ آخر،
وهو «إني تارك فيكم الثقلين
كتاب الله وعترتي أهل بيتي،
وأخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا
حتى يردا عليّ الحوض»

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

ومباهلة النصارى
ذكر الرازي في تفسيره الكبير آية المباهلة: «المسالة الرابعة:
هذه الآية [يعني بها قوله تعالى في سورة آل عمران
(فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ
وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)19)
دالة على أن الحسن والحسين عليهما السلام
كانا ابني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وعدّ يدعو أبناءه، فدعا الحسن والحسين، فوجب أن يكونا ابنيه،
ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ) إلى قوله:
(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى)، ومعلوم
أن عيسى الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

إنما انتسب إلى إبراهيم الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

بالأم لا بالأب،
فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابناً والله أعلم»(20،
ونحن على سنّة الله ورسوله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

نسمّيه ابناً من دون أن نقدم على الفعل حرف (قد)
الذي يفيد التقليل كما فعل الرازي في كلامه المتقدم.
وقال الرازي في بيان هذه القصة:
«ومعلوم أن شفقة الإنسان على أولاده وأهله شديدة جداً
فربما جعل الإنسان نفسه فداء لهم وجنة لهم، وإذا كان كذلك فهو الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

أحضر صبيانه ونساءه مع نفسه وأمرهم أن يفعلوا مثل ذلك
ليكون أبلغ في الزجر وأقوى في تخويف الخصم
وأدل وثوقه صلوات الله عليه وعلى آله بأن الحق معه21

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

والحسن واحد من أولئك المعروفين بالخمسة أصحاب الكساء
الذين أذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيراً،
ولم يكن في الصحابة من هو في مرتبتهم ودرجتهم وسمو مكانتهم
عند الله وعند رسوله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

بإجماع المسلمين كافة.

من معطيات آية المباهلة
إنّ واحدة من معطيات هذه الآية الكريمة
ما يختص ببيان مكانة الإمام الحسن بن علي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa3

،
وذلك عند حكايتها لمثل هذه الحادثة التاريخية الإلهية المباركة،
وهي عبارة عن خروج الرسول الأكرم الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

بأهله ـ
ومن جملتهم الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

ـ لمباهلة نصارى نجران،
والحق أنّه لا أفضل من آل الرسول كما جاء عن الإمام علي الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

«نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن، وفينا معدن الرسالة»22)

الإمام الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

في آية التطهير
وقد خص الإمام الحسن (عليه السلام)
حيث كان أحد أولئك الذين أنزل الله فيهم قوله تعالى:
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)23)
قال: العلماء «المطهرون هم الذين
طهر الله نفوسهم من أرجاس المعاصي
وقاذورات الذنوب، أو مما هو أعظم من ذلك وأدق،
وهو تطهير قلوبهم من التعلق بغير الله،
وهذا المعنى من التطهير هو المناسب للمس
الذي هو العلم دون الطهارة من الخبث أو الحدث كما هو ظاهر24)
ولقد حرصت السُنّة النبوية الشريفة
على تعيين المراد من مفهوم أهل البيت (عليهم السلام) في موارد متعددة,
وحسبك ما ورد فيها من الروايات الصحيحة والصريحة
التي تصرح بأسمائهم على طريقة الحصر واحداً بعد الآخر،
وهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وصحبه )
وعلي وفاطمة والحسن والحسين الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa4

،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنّ الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما
فذلك قوله وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال
فانا من أصحاب اليمين
وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثا
فذلك قوله وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة
وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون
فانا من السابقين وأنا خير السابقين
ثم جعل إلاّ ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة
وذلك قوله وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم،
وأنا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا
فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله إنّما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
فانا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب-(25
.
منها: ما ورد عن أبي الحمراء قال:
رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
رأيت رسول الله إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة (رضي الله عنهما)،
فقال الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

: «الصلاة الصلاة
(اِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)»(26
وفي بعض الروايات تسعة أشهر، في بعضها،
قال ـ نفيع بن حارث ـ قلت: يا أبا الحمراء من كان في البيت ؟
قال: علي وفاطمة والحسن والحسين الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

)ومنها: عن ابن عباس قال:
شهدنا رسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب
عند وقت كل صلاة فيقول: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت:
(اِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
كل يوم خمس مرات»-ولذا نجد الواحدي يقول قاطعاً بالحرف الواحد
إنّ الآية «آية التطهير» نزلت في خمسة:
«النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين»[
ومنها: ما جاء في رواية أبي سلمة، فدعا حسناً وحسيناً, وفاطمة, فأجلسهم بين يديه،
ودعا علياً فأجلسه خلفه فتجلّل هو، وهم بالكساء ثم قال:
«هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

ومنها: ما جاء في تفسير الرازي لهذه الآية (اِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ...)،
«قوله تعالى: (لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)»
فيه لطيفة وهي إن الرجس قد يزول عينا ولا يطهر المحل فقوله تعالى:
(لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ)
أي يزيل عنكم الذنوب ويطهركم أي يلبسكم خلع الكرامة)(32)
أقول: بشهادة الروايات الصحيحة المستفيضة في نقل كلامه
(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) لأم سلمة،
:
«اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيراً،
قلت: يا رسول الله: ألستُ من أهلك ؟
قال: أنتِ إلى خير أو أنتِ على خير»،
على أن المشهور في الروايات
أن القائلة له الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

هي أم سلمة[33)

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

قال الله عز اسمه في سورة هل أتى:
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا *
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا *
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا *
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)

فعمّهما هذا القول مع أبيهما وأمهما

رضى الله عنهم وسلام الله عليهم أجمعين

عدد الرسائل : 491 تاريخ التسجيل : 08/01/2008

1) المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج3 ص166، قال فيه: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، السنن الكبرى، النسائي، ج5 ص149.
2) ا، ص367؛ روضة الواعظين، الفتال النيسابوري (ت508هـ)، ص154؛ ج15 ص142، الكامل، عبد بن عدي (ت 365)، ج7، ص198، وجاءت بلفظ آخر في: المغني، عبد الله بن قدامه (ت620)، ج11 ص125، الشرح الكبير، عبد الرحمن بن قدامه(ت682)، ج3 ص590.
3) انظر: ذخائر العقبى، أحمد بن عبد الله الطبري (ت694هـ)، ص120.
4) أصول الكافي، ج6 ص24؛ من لا يحضره الفقيه، ج3 ص488.
(5) إبراهيم، 24 .
6) الأمالي، ، ص197، معاني الأخبار، ا، ص57، الأمالي،ص367.
7) ذخائر العقبى، أحمد بن عبد الله الطبري، ص120.
الذرية الطاهرة النبوية، محمد بن أحمد الدولابي (ت310)، ص67.
9) الخلوق: ( طيب معروف مركب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة أو الصفرة). انظر: النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير، ج2 ص71.
10) انظر: الذرية الطاهرة النبوية، محمد بن أحمد الدولابي (ت310)، ص69؛ ذخائر العقبى، أحمد بن عبد الله الطبري، ص119، عيون أخبار الرضا، الصدوق، ج1 ص29، ، الحر العاملي، ج21 ص208، الأمالي، الطوسي، ص367.
11) الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر، ج2 ص62، تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج13 ص176، ترجمة الإمامة الحسن الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

، ابن حجر، ص23، ورواها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9 ص175.
12)مسند أحمد، ج ص284، ص292، صحيح البخاري، ج4 ص217؛ صحيح مسلم، ج7 ص130؛ السنن الكبرى، البيهقي، ج10ص233؛ وقال البيهقي فيها: ( رواه البخاري في الصحيح عن حجاج، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة )، وأخرجها أحمد في فضائل الصحابة عن أبي هريرة، ص19.
13) المعجم الكبير، الطبراني، ج3 ص32، تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج13 ص197، مجمع الزوائد، الهيثمي، ج9 ص176، الإمام الحسن، ابن عساكر، ص55.
14) مسند أحمد، ج5 ص366، تهذيب التهذيب، ابن حجر، ج2 ص285ن الإصابة، ابن حجر، ج2 ص62.
15) المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، ج3 ص17، وقال فيه:" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "، الكامل، عبد الله بن عدي، ج3 ص23، أسد الغابة، ابن الأثير، ج2 ص12، وغيرها.
16) الجامع الصغير، السيوطي، ج2 ص609، البداية والنهاية، ابن كثير، ج8 ص39، وقال: ( وقد رواه وكيع عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر، فذكر مثله، وإسناده لا بأس به ).
17) المعجم الكبير، ج3 ص66، الدرر المنثور، السيوطي، ج2 ص60، تاريخ اليعقوبي، ج2 ص112.
(1صحيح مسلم: ج7: ص123؛ مجمع الزوائد:ج1: ص170؛ قال فيه: ( هذا إسناد صحيح )؛ ج9: ص163، وقال فيه: ( رواه أحمد وإسناده جيد )؛ الصواعق المحرقة: ص439، قال: ( فيه رواية صحيحة )؛ تفسير ابن كثير: ج4: ص122، قال فيه: ( وثبت في الصحيح إن الرسول الله الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa1

قال في خطبة بغدير ( الحديث ) ، صحيح الترمذي: تأليف الألباني: : ج3: ص543: ح3788، قال: ( صحيح )؛ وصححه أيضاً في صحيح الجامع الصغير: ج1 : ص842، ح2457؛ والمصادر في ذلك كثيرة جدا، وبطرق متواترة ، فراجع.
سورة آل عمران: آية 61.
20) التفسير الكبير، الفخر الرازي، ج4 ص90، تفسير آية 61 من سورة آل عمران.
-(21) المصدر نفسه، ص92.
22)عيون أخبار الرضا الامام الحسن (سلام الله عليه ) مع جده الرسول صلاة الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه Sa2

، ج1 ص71.
23) سورة الأحزاب: آية 33.
24) ا؛ محمد حسين: تفسير الميزان: ج19: ص137.
25) السيوطي؛ جلال الدين: الدر المنثور: ج5 ص99.
26) تاريخ مدينة دمشق: ابن عساكر: ج4: ص297؛ تفسير ابن كثير: ج3: ص465؛ التاريخ الكبير: البخاري: ج9: ص25، شواهد التنـزيل: الحسكاني: ج2: ص74-75
(27) أخرجه أحمد في المناقب؛ وعبد بن حميد في الذخار: ص25؛ نظم درر السمطين: ص239.
2 أخرجه أحمد في المناقب؛ وعبد بن حميد في الذخار: ص25؛ نظم درر السمطين: ص239، الدر المنثور: السيوطي: ج5 ص199.
29) أسباب النـزول، الواحدي، ص200.
30)جامع البيان: الطبري: ج22: ص12؛ المعجم الكبير: الطبراني: ج9 ص26؛ شواهد التنـزيل: الحاكم الحسكاني: ج2: ص119؛ تاريخ مدينة دمشق: ابن عساكر: ج 1 ص 145.
31) نظم درر السمطين، الزرندي الحنفي، ص238.
(32) تفسير الكبير، الفخر الرازي، ج13 ص210 تفسير آية (33) من سورة الأحزاب.
(33) مسند أحمد، ج6 ص298، نظم درر السمطين، الزرندي الحنفي، ص239،

» حب الحسين..سلام الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه
» طفلة تركية تمدح الرسول .. صلى الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه
» قالوا عن الإمام الحسين _ سلام الله عليه وآله وأصحابه وأحبابه
» نور من قبر الرسول ـ صلى االه عليه وآله وأصحابه وأحبابه وسلم
» تأملات في السيرة الشاذلية