منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأقـطـــــاب المصـــــونـيـن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الأقـطـــــاب المصـــــونـيـن Empty
مُساهمةموضوع: الأقـطـــــاب المصـــــونـيـن   الأقـطـــــاب المصـــــونـيـن Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 8:27 am


[color=darkslategray]محيي الدين بن عربي ـــ الأقـطـــــاب المصـــــونـيـن

الباب الثالث والعشرون

في معرفة الأقطاب المصونين و أسرار صونهم

إن للـه حـكـمة أخـفـاهـا في زجزدي فليس عين تراها

خلق الجسم دار لهـو و أنـس فبنـاهـا وجـوده سـواهـا

ثم لما تعدلت واسـتـقـامـت جاء روح من عنده أحـياهـا

ثم لما تحقق الحـق عـلـمـا حبه و انـقـياده لـهـواهـا

قال للموت خذ الـيك عـبـيدي فدعاه لـه بـمـا أخـلاهـا

و تجلى لـه فـقـال إلـهـي أين أنسى فقال ما تنسـاهـا

كيف أنسى دار جعلت قواهـا من قواكم فهي التي لا تضاهي

يا إلهي و سيدي و اعـتـمـادي ما عشقنا منها سوى معنـاهـا

أعلمتنا بما تريدون مـنـا بلسان الرسول من أعلاها

فقطعنا أيامنا في سـرور بك يا سيدي فما أحلاهـا

قال ردوا عليه دار هـواه صدق الروح إنه يهوانـا

فرددنا مخلدين سـكـارى طربا دائما إلى سكنـاهـا

و بناها على إعتدال قواهـا و تجلى لها بمـا قـواهـا

اعلم أيدك الله أن هذا الباب يتضمن ذكر عباد الله المسمين بالملامية

وهم الرجال الذين تحلوا من الولاية في أقصى درجاتها

و ما فوقهم الأدرجة النبوة و هذا يسمى مقام القربة في الولاية

و آيتهم من القرآن حور مقصورات في الخيام

ينبه لنعوت نساء الجنة و حورها على نفوس رجال الله

الذين اقتطعهم إليه و صانهم و حبسهم في خيام صون الغيرة الإلهية

في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم

لا و الله ما يشغلهم نظر الخلق إليهم

لكنه ليس في وسع الخلق أن يقوموا بما لهذه الطائفة

من الحق عليهم لعلو منصبها

فتقف العباد في أمر لايصلون إليه أبدا

فحبس ظواهرهم في خيمات العادات و العبادات من الأعمال الظاهة

و المثابرة على الفرائض منها و النوافل فلا يعرفون بخرق عادة

فلا يعظمون و لا يشار إليهم بالصلاح الذي في عرف العامة

مع كونهم لا يكون منهم فساد فهم الخفياء الأبرياء

المناء في العالم الغامضون في الناس

فيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن ربه عز وجل أن أغبط أوليائي عندي

لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه

و أطاعه في السر والعلانية

و كان غامضا في الناس يريد أنهم لا يعرفون بين الناس بكبير عبادة

و لا ينتهكون المحارم سرا وعلنا قال بعض الرجال في صفتهم

لما سئل عن المعارف قال مسود الوجه في الدنيا و الاخرة

في تجليات الحق له و لا يرى الإنسان عندنا في مرآة الحق

إذا تجلى له غير نفسه و مقامه و هو كون من الكوان

و الكون في نور الحق ظلمة فلا يشهد إلا سواده

فإن وجه الشيء حقيقته و ذاته

و لا يدوم التجلي إلا لهذه الطائفة على الخصوص

فهم مع الحق في الدنيا و الآخرة على ماذكرناه

من دوام التجلي وهم الأفراد

و أما إن أراد بالتسويد من السيادة

وأراد بالوجه حقيقة الإنسان أي له االسيادة في الدنيا والآخرة

فيمكن و لا يكون ذلك إلا للرسل خاصة

فإنه كمالهم و هو في الأولياء نقص

لأن الرسل مضطرون في الظهور لأجل التشريع

و الأولياء ليس لهم ذلك

ألا ترى الله سبحانه أكمل الدين كيف أمره

في السورة التي نعي الله إليه فيها نفسه

فأنزل عليه إذا جاء نصر الله و الفتح

ورايت الناس يدخلون في دين الله أفواجا

كمل ما أريد منه من تبليغ الرسالة و طلب بالأستغفار

أن يستره عن خلقه في حجاب صونه لينفرد به دون خلقه دائما

فإنه كان في زمان التبليغ و الإرشاد وشغله بأداء الرسالة

فإن له وقتا لا يسعه فيه غير ربه

و سائر أوقاته فيما أمر به من النظر

في كان توابا

أي يرجع الحق إليك رجوعا مستصحبا

لا يكون للخلق عندك فيه دخول بوجه من الوجوه

و لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة

بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحده

دون من كان في ذلك المجلس

وعلم أن الله تعالى قد نعى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه

و هو كان أعلم الناس به

و أخذ الحاضرون يتعجبون من بكائه و لايعرفون سبب ذلك

و الأولياء إلا كابر إذا تركوا و أنفسهم لم يختر أحد منهم الظهور أصلا

لأنهم علموا أن الله ما خلقهم لهم

و لا لأحد من خلقه بالتعلق من القصد الأول

و إنما خلقهم له سبحانه فشغلوا أنفسهم بما خلقوا له

فإن أظهرهم الحق عن غير إختيار منهم

بأن يجعل في قلوب الخلق تعظيمهم فذلك إليه سبحانه ما لهم فيه تعمل

و إن سترهم فلم يجعل لهم في قلوب الناس قدرا يعظمونهم من أجله

فذلك إليه تعالى فهم لا إختيار لهم مع اختيار الحق

فإن خيرهم و لا بد فيختارون الستر عن الخلق و الأنقطاع إلى الله

و لما كان حالهم ستر مرتبتهم عن نفوسهم فكيف عن غيرهم

تعين علينا أن نبين منازل صوننهم

فمن منازل صونهم آداء الفرائض في الجماعات

و الدخول مع الناس في كل بلد بزى ذلك البلد

و لا يوطن مكانا في المسجد وتحتلف أماكنه في المسجد الذي تقام فيه الجمعة

حتى تضيع عينه في غمار الناس

و إذا كلم الناس فيكلمهم ويرى الحق رقيبا عليه في كلامه

و إذا سمع كلام الناس سمع كذلك ويقلل من مجالسة الناس إلا من جيرانه

حتى لا يشعر به ويقضي حاجة الصغير و الأرملة و يلاعب أولاده وأهله

بما يرضي الله تعالى و يمزح و لا يقول إلا حقا

و إن عرف في موضع انتقل عنه إلى غيره فإن لم يتمكن له الإنتقال

استقصى من يعرفه و ألح عليهم في حوائج الناس حتى يرغبوا عنه

وإن كان عنده مقام التحول في الصور تحول كما كان للروحاني التشكل

في صور بني آدم فلا يعرف أنه ملك و كذلك عند الله لأنهم صانوا قلوبهم

أن يدخلها غيرالله أو تتعلق بكون من الكوان سوى الله

فليس لهم جلوس إلا مع الله و لا حديث إلا مع الله

فهم بالله قائمون و في الله ناظرون و إلى الله راحلون

و منقلبون وعن الله ناطقون و من الله آخذون وعلى الله متوكلون

وعند الله قانطون فما لهم معروف سواه و لا مشهود إلا إياه

صانوا نفوسهم عن نفوسهم فلا تعرفهم نفوسهم

فهم في غيابات الغيب محجوبون هم ضنائن الحق المستخلصون

ياكلون الطعام و يمشون في الأسواق مشى

ستروا كل حجاب فهذه حالة هذه الطائفة المذكورة في هذا الباب

تتمة شريفة لهذا الباب قلنا

و من هذه الحضرة بعثت الرسل سلام الله عليهم أجمعين مشرعين

و وجد معهم هؤلاء تابعين لهم قائمين بأمرهم من عين واحدة

أخذ عنها الأنبياء و الرسل ما شرعوا وأخذ عنها الأولياء

ما اتبعوهم فيه فهم التابعون على بصيرة العالمون

بمن اتبعوه و فيما اتبعوه و هم العارفون بمنازل الرسل

و مناهج السبل من الله ومقاديرهم عند الله تعالى

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
انتهى الجزء السادس عشر و الحمد لله


-----------
[color:00ba=darkslategray:00ba]الفتوحات المكية


و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
 
الأقـطـــــاب المصـــــونـيـن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: