الحب زهرة لوتس
إذا تأمّلت.. فستلقى الحب أولاً أو آخراً..
إذا تأملت عميقاً، فستشعر في وقت ما أن بداخلك حباً عظيماً لم تعرفه سابقاً...
نوعية أخرى لتجسُّدك..
باب جديد يُفتَح..لقد أصبحتَ شعلة مُنيرة...
إذا أحببت بقوة..ستدرك تدريجياً بأن حبك أصبح تأملياً أكثر فأكثر...
ستستقر بداخلك نوعية رقيقة من السكون...
ستذوب الأفكار وتختفي، تظهر المساحات...هدوء!...
إنك تتصل بأعماقك، الحب يجعلك تأملياً..محباً...
انك تبحث عن الحب المولود من التأمل، وليس المولود من الفكر..
وهذا الحب هو الذي أتحدث عنه الآن
ملايين الأزواج يعيشون في أرجاء العالم معتقدين كأن "هناك" حباً بينهم..
إنهم يعيشون في عالم "كأنّ"...
كيف يمكنهم أن يكونوا سعداء ؟... إنهم "معصورون" من كل طاقة،
يحاولون أخذ شيء من الحب الكاذب
لكنه لا يستطيع تزويدهم بشيء...لذلك نرى الكبت، الملل المستمر،
الإلحاح غير المتوقف والصراعات بين "المحبين"
يحاول الاثنان عمل شيء غير ممكن: يحاولان جعل قصة حبهم أبدية...
مستحيل، لأن هذا الحب وُلد من الفكر
والفكر لا يستطيع أن يعطيك ومضة من الأبديّة...
ابدأ بالتأمل، لأن الحب سينمو من خلال التأمل...هو عطر التأمل وشذاه
التأمل هو الزهرة، زهرة اللوتس ذات الألف بتلة...أعطِها المجال لتتفتّح..
اسمح لها لتساعدك في التحرّك، دون تدخّلك الفكري...
وإذ بك ستكتشف فجأة أن العطر موجود...
عندها سيكون الحب أبدياً وبدون أية شروط، حتى أنه غير موجّهٍ لأحدٍ معيّن،
وهو ليس علاقة معيّنة، لكنه طاقة نوعيّة تحيط بك...
وليس لها أيه علاقة مع الآخرين
أنت تُحب، أنت حُب، حُبٌّ دائم، سُرمدي، أبدي..هذا هو عطرك..
هذا ما كان حول بوذا، وحول غيره من الحكماء
إنه حب مختلف كليّاً، مختلف بالنوعية......
***
ترجمة: دالية نصرالدين - من كتاب
التأمل، بداية الحرية وجوهرها