aldrwesh Admin
عدد الرسائل : 332 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: حرف الألف الإثنين أغسطس 27, 2007 9:14 am | |
| هذه أحدى مشاركات أخي أحمد الوزاني ـ حفظه الله ـ أنقلها لعظيم حبي له ولشريف العلم الذي أتمنى على الله أن ينفعنا به .
وفي انتظار قدوم أخي الكريم أحمد .. لتهل علينا أطياف النور بقدومه ...كتب : Ahmed Elwazzani1 حرف الألف امتثال أمر الله تعالى
بعض أقوال الشيوخ عن حرف الألف
قال سهل التستري:
الألف أول الحروف وأعظم الحروف، وهو الإشارة في الأُلف، أي : الله الذي ألّف بين الأشياء وانفرد عن الأشياء
و قال ابن علوية المستغانمي:
أول ما تجلت به النقطة ، وظهرت به ظهوراً يقتضي التعريف هو وجود الألف ، فجاء على صورة التنـزيه أقرب منه للتشبيه ، ليكون موجوداً في كل الحروف بصفته مبايناً لها بحقيقته .
ثم اعلم أن ظهور الألف من النقطة ليس معللاً بشيء وإنما رشحت النقطة به فكتب الحُسن على وجناتها ألِفاً كما ترى .
فالألف الأصلي ليس هو أثر القلم، ولا من متعلقاته ، إنما هو ناشئ من ميلان النقطة عن مركزها الأصلي ، ومهما سالت منها رشحة نشأ عنها ألف لا غير . وقولنا لا يتعلق به القلم ، أي لا إيجاداً ولا استمداداً لاستقامته و تنزيهه عمّا وُجد في بقية الحروف من الاعوجاج والاحتداب وغير ذلك..
و قال: الألف نعني به واحد الوجود المعبر عنه بالذات المستحقة للربوبية .
و قال: لولا الألف ما وقع التأليف، فكل من الألفة والتأليف مشتق من الألف..
فالنقطة ظاهرة بالألف ، والألف ظاهر بسائر التآليف
و قال السهروردي: معناها اكتساب الفضائل ، ومحو الرذائل
و قال الشيخ عز الدين عبد السلام بن غانم المقدسي:
الألف، أول اسم الله، وأول حروف المعجم، وأول ما خاطب الله تعالى به عباده في أول الوجود بقوله: ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ).. فلما ابتدأ به الحروف أشار إلى أوليته ، وجعله طويلاً ممتداً : إشارة إلى سرمديته وديموميته..
وجعله قائماً ممتدا معتدلاً : إشارة إلى قيوميته وعدليته.. وجعله صامتاً لا تجويف فيه : إشارة إلى صمديته.. وجعله منفرداً إشارة إلى فردانيته ووحدانيته.. وجعله متصلاً به ولا يتصل هو بحروف: إشارة إلى افتقار خلقه إليه .
و قال ابن عربي :
الهمزة من الحروف التي من عالم الشهادة والملكوت .
لها من المخارج أقصى الحلق .ليس لها مرتبة في العدد.. لها من البسائط الفاء والميم والزاي والألف والياء، لها من العالم الملكوت، ولها الفلك الرابع ، ودورة فلكها تسعة آلاف سنة . ولها من المراتب الرابعة والسادسة والسابعة، وظهور سلطانها في الجن والنبات والجماد..
ولها من الحروف الهاء والميم والزاي..
والهاء في الوقف، والتاء بالنطقين من فوق في الوصل، والتنوين في القطع..
لها من الأسماء ما للألف والواو والياء فأغنى عن التكرار.. وتختص من أسماء الصفات، بالقهار والقاهر والمقتدر والقوي والقادر، وطبعها الحرارة واليبوسة، وعنصرها النار .
و قال:
و الألف يسري في مخارج الحروف كلها سريان الواحد في مراتب الأعداد.. كلها ... وهو قيوم الحروف ، وله التنـزيه بالقبلية، وله الاتصال بالبعدية، فكل شيء يتعلق به ولا يتعلق هو بشيء، فأشبه الواحد ، لأن وجود أعيان الأعداد يتعلق به ولا يتعلق الواحد بها فيظهرها ولا تظهره..
وتشبهه في هذا الحكم الدال والذال والراء والزاي والواو.. ويشبه في حكم السريان الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها .
وقال:الألف :
هو مبتدأ الحروف، لأن له الحركة المستقيمة، وعن القيومية يقوم كل شيء وانفتحت فيه أشكال الحروف كلها، لأن أصل الأشكال الخط، كما أن أصل الخط النقطة والخط هو الألف، فالحروف منه تتركب وإليه تنحل فهو أصلها.
و قال صاحب الإبريز رواية عن سيدي عبد العزيز :
أما من حيث اللغة السريانية، فالألف إذا كانت مضمومة فتكون إشارة إلى جميع الأشياء و تكون أحيانا من المتكلم لذاته و إشارته تكون دائما سالمة من القبض .
أما إذا كانت مفتوحة فتدل إشارتها على الشيء القليل القريب، و كسرها يدل على الشيء القريب المناسب .
أما من حيث ما نحن بصدد البحث فيه .
الألف هو أول حرف من حروف الهجاء، و هو من حروف القبض، و له من الأنوار المحمدية امتثال أمر الله تعالى .
يقال امتثل الأمر إذا خضع له و أطاعه و أذعن له، حتى و إن لم تستحسنه النفس و هواها، و أمر الله هو كل ما أمر بإتيانه أو أمر بالانتهاء عنه في كتابه العظيم أو على لسان نبيه المصطفى الكريم، و هو إن شئت قلت أن هذا النور هو أساس الأنوار كلها و مبدأ علاقات العباد مع مولاها و خالقها..
و طبيعة الأمر ملزمة بجهة آمرة و جهة مأمورة، و حقيقة الأمر مشروطة بالامتثال إذا كان الآمر هو الرب العزيز الجليل، و المأمور هو العبد الفقير الذليل، و الانتفاع من تطبيق الأمر ملحق بالمأمور به و هو أفقر ما يكون إليه، و النافع به هو الآمر به و الغني عنه .
فإذا راجعنا أقوال الشيوخ الكرام فإننا نجد أن كل كلامهم يصب في نفس المعنى و بأذواق متناهية في الدقة و الحكمة، فنور الألف هو أصل الأنوار كلها كما أنه أصل الحروف كلها،
لأن نور امتثال أمر الله هو أول نعم الإمداد بعد نعمة الإيجاد، و إن شئت التأصيل فنعمة الإيجاد وجدت بإمداد امتثال أمره سبحانه، " طإِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " .
فبنور الألف استقامت كل الكائنات و تقومت كل المكونات، و به استبانت مراقي الطاعات من المزالق في مهاوي الظلمات، بها ينقذ أهل الكفر من الضلال المبين، و بها يثبت أهل الإيمان على الصراط المستقيم، كيف لا و هو نور الامتثال للرحمن الرحيم .
فكما أن نور الإمداد مسبوق بنور الإيجاد فنور الامتثال مسبوق بنور التشريع للعباد قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) و قال تعالى:
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ
و امتثال أمر الله كما يدل عليه النور المحمدي هو أصل في الخلقة الأصلية، و هو موجود في باطن العبد و دائما تدل عليه الألف، قال تعالى:
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
فحقيقة نور الألف موجودة في بني آدم قبل خلق أبينا آدم، و ذلك من يوم (أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ) كما تدل عليه الآية الكريمة، و الألف من " أَلست" تدل على امتثال أمر الله المحقق عن المشاهدة الكاملة و هي حركة الألف، و النتيجة تحقيقية في الجواب في قولهم : " قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ".. وكيف لا تكون السكينة و الوقار و الأمر أمر الواحد القهار، الملك الجبار .
فالألف في أَخَذَ، و أَشهدتُهُم، و أَنفسهم و ألستُ..
هي امتثال لأمر الله جل في علاه الناتج عن المشاهدة الكاملة، يعني أن المشاهدة سبقت و كانت بصيغة ابتداء فلا يبقى معها إلا الجواب بامتثال الأمر، و إن شئت قلت أن الهبة من الكريم المنان كانت هي المشاهدة الحقيقية في "ألست بربكم"
فكانت نعمة الإيجاد لهذا النور، و يعتبر نور المواجهة الأصلي، و كانت بعدها هبة ثانية، و هي نعمة إمداد بوجود نور التوجه الذي هو امتثال أمر الله عز و جل.. و هذا معنى الألف المفتوحة كمثل قوله تعالى:
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
فالألف هنا تدل على امتثال الأمر الناتج عن المشاهدة الكاملة في أنبأهم بأسمائهم و أقل لكم و أعلم ، فآدم عليه السلام كان يمتثل أمر الله عن شهود و عيان، و الملائكة الكرام كانت تنفذ أمر الله عن شهود و عيان .
ثم بعد خلق آدم عليه السلام بدأت تظهر بقية أنوار الامتثال التي كانت مطويات في خزائن القدرة و بحار الحكمة و مزودات الرحمة، فبدأ هذا النور يتلون على شعب رحموتية كما جاء في قوله تعالى:
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ
فالألف في ألم و أنهكما و أقل، و لو أنها تظهر في صيغة استفهام و لكنه هنا أمر بامتثال..لإدراك ما حصل من التدلي و الرجوع إلى مقام التعلي، فالحق سبحانه قال و "دلاهما بغرور"،
فالحق سبحانه و تعالى أمر بالقبض المقبوض في امتثال الأمر لسيدنا آدم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و أزكى السلام و ذلك سر الألف المرفوعة أو المجزومة في قوله تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ
فالألف في "اسكن" و هي مجزومة تدل على قبض في امتثال الأمر، و ذلك ما بينته بقية الآية من قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ).. فامتثال الأمر هنا جاء مصحوبا بسريان الحاسة في الذات و الميل إلى الجنس و عدم الحياء من قول الحق .
فكلما كانت الألف مقبوضة برفع أو جزم فهي تدل على القبض في الأمر، يعني لكي يكون التوفق في امتثال الأمر في مثل هذه الحالات يجب أن يتعزز بأحد الأنوار الثلاثة المذكورة، و هي : الميل إلى الجنس، و عدم الحياء من قول الحق، و سريان الحاسة في الذات بحيث تتلذذ بالخير و الطاعة و تتألم بالشر و المعصية، و هذا الذي نريد أن نصل إليه .
و سلوك الامتثال أساسي و هو على دربين: سلوك الامتثال في التحلي بالفضائل، و سلوك الامتثال في التخلي عن الرذائل، و من هنا نصادف قول الشيوخ الكرام أن الألف أول الحروف و رئيسها أو أن نوره أساس منه تكونت الحروف،
و هو لمن تأمله في كتاب الله العزيز يجده متكررا و لكن في مرة بنهج من النهج و سلوك من السلوك لا يعرف رقائقه إلا من أكرمه الله بمسالك الطريق و مزالقها،
و قد كتب سيدي ابن عربي في أنوار التخلي ما سماه بالتصوف التساعي و بين فيه آيات الأحكام من سورة الأنعام، فليرجع إليه من أراده ففيه من الأسرار و الأنوار ما لا يكيف،
و قد وفقني الله بفضله و جوده و كرمه أن كتبت في أنوار التحلي من سورة الفرقان من " و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا... إلى السورة" و سميته: سلوك الأبدال في عباد الرحمن، و سوف نقتطف مختصرا من مقاماته بفضل الله
يتبع بعون الله | |
|
أم الزهراء
عدد الرسائل : 51 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: رد: حرف الألف الإثنين مارس 30, 2009 9:45 am | |
| لولا الألف ما وقع التأليف، فكل من الألفة والتأليف مشتق من الألف..
فالنقطة ظاهرة بالألف ، والألف ظاهر بسائر التآليف | |
|