مصطلح (الدولة الروحية)
في اللغةالدَولَة :1. تطلق إجمالاً على البلاد .
2. الهيئة الحاكمة في البلاد .
في اصطلاح الكسنـزاننقول : الدولة الروحية : هي سلسلة مشايخ الطريقة من شيخ إلى شيخ إلى حضرة الرسول الأعظم .
مبحث كسنـزاني
ورد عن حضرة الرسول الأعظم أنه قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهو نص صريح في أن المراد بهذا العلم : هو العلم اللدني ، العلم الروحي ، إذ لو كان المقصود به علم الفقه أو التفسير أو غيرها من العلوم الإسلامية ، لما جاز الأخذ إلا عن طريق الإمام علي ، ولكن الحال أن معظم الصحابة يعدون مراجع معتمدة في أخذ أمورالدين ، فهم في هذا يمثلون أبوباً للرسول في هذا المجال ، ولهذا كان لزاماً أن يفهم بأن العلم الذي شبهه حضرة الرسول نفسه بكونه مدينته ، هو علم اختص ، به الإمام علي ولم يشاركه فيه أحد من الصحابة ، ولم يعرف في الإسلام علم بهذه الصفة إلا علم القلوب ، أو علم الأذواق ، وعلم الأحوال . وقد أجمع أرباب هذه : العلوم : أن إمامهم في هذا الطريق ومرجعهم فيه هو الإمام علي بوصفه باباً للحضرة المحمدية المطهرة .
هذه المدينة ، مدينة العلوم الروحية ، هي بمثابة الدولة الروحية ، وقد كان حضرة الإمام علي هو خليفة الرسول ووارثه في حكم هذه الدولة المتخصصة بالعلوم الروحية جنباً إلى جنب مع العلوم الظاهرية ، حيث يمثلان معاً جملة أحكام الشريعة الإسلامية .
لقد كان انتقال زمام الدولة الروحية من يد حضرة الرسول الاعظم إلى الإمام علي في غديرحيث أعلن ولايته هذه بقوله : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، استمرت ولاية الدولة الروحية تنتقل يداً بيد من شيخ إلى الشيخ حتى زمن السيد الشيخ الغوث عبد القادر الكيلاني ، حيث أعلن أول مرة في التاريخ الصوفي الإسلامي تأسيس أركانها ، فكان أن تعين هو في وقته الغوث الأعظم أو رئيس الدولة الروحية ، وتعين نوابه من الأقطاب والأوتاد والإبدال والنجباء .. وهكذا استمرت رئاسة الدولة الروحية من شيخ إلى شيخ ، وكل سلطان زمان يعيد ترتيب أعداد نواب الدولة وأركانها بما يتناسب وعصره ، حتى انتهى أمر الدولة الروحية إلى حضرة الشيخ عبد الكريم شاه الكسنـزان الذي أخذ عهداً من الله ورسوله بأن لا تخرج السلطنة الروحية من العائلة الكسنـزانية إلى قيام الساعة .
المصدر/www.kasnazan.com