السكينة
السكون
في اللغة
. سَكَنَ الشيء : توقفت حركته ، هدأ .
سَكَن إليه : استأنس به ، استراح إليه .. .
في القرآن الكريم
يقول تعالى : .
إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ .. .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ سهل بن عبد الله التستري
السكون : هو تعبد القلب دون الجوارح ، وهو فرض عليه وهو علم يجره إلى
اليقين . .
الشيخ أحمد بن محمد بن مسكويه
يقول : . السكون : هو عدم الطيش ، أما عند الخصومات ، وأما عند الحروب التي يذب بها عن الحريم ، أو عن الشريعة ، وهي قوة للنفس تعسر حركتها في هذه الأحوال لشدتها .. .
الشيخ محمد بن أحمد البسطامي
يقول : . السكون : هو عين التوكل .. .
الشيخ أبو العباس التجاني
يقول : . السكون : هو هدوء القلب ، والاستبشار بوجود ما سكن إليه ، والاضطراب والوحشة والحزن عند فقد المسكون إليه ، ومن كان على هذا الحال مع غير الله تعالى وكل إلى ما سكن إليه وهلاكه محقق لا محالة ، ولا مطمع له في درك الفلاح الكامل . ومن كان سكونه إلى الله ـ عز وجل ـ وإنسه به دون شيء سواه وكلّه الله ـ عز وجل ـ إلى تدبير ألوهيته واختياره ، وتولاه بالعناية الأزلية ومنحه ما لا نهاية له من الأحوال العلية والمقامات السنية والأخلاق الزكية .. .
إضافات وإيضاحات
. مسألة - 1. : في أقسام السكون
يقول الإمام القشيري :
. سكون الناس في الليل على أقسام :
أهل الغفلة يسكنون إلى غفلتهم ، وأهل المحبة يسكنون بحكم وصلتهم ، وشتان بين سكون الغفلة وسكون الوصلة .
قوم يسكنون إلى أمثالهم وأشكالهم .
وقوم يسكنون إلى حلاوة أعمالهم لبسطهم واستقلالهم .
وقوم يعدمون القرار في ليلهم ونهارهم ، وأولئك أصحاب الاشتياق ... أبداً في
الاحتراق .. .
. مسألة - 2. : في أن السكون صفة الأكابر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
. السكون صفة مطلوبة للأكابر ، وهي الطمأنينة .. .
. مسألة - 3. : في مقامات السكون
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني :
. السكون على ثلاث مقامات : سكون الطبع ، وسكون العاقبة ، وسكون الحقيقة .
فسكون الطبع : لأهل العقل والتميز.
وسكون العاقبة : لأهل السلامة ، وأهل الإشارة .
وسكون الحقيقة : لأهل المعرفة البالغين .. .
. مسألة - 4. : في التحقيق في الحركة والسكون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
. التحقيق في الحركة والسكون : أنهما نسبتان للذوات الطبيعية المتحيزة المكانية أو القابلة للمكان إن كانت في الإمكان ، وذلك أن المتحيز لا بد له من حيز يشغله بذاته في زمان وجوده فيه ، فلا يخلو أما أن يمر عليه زمان ثان أو أزمنة وهو في ذلك الحيز عينه فذلك المعبر عنه : بالسكون ، أو يكون في الزمان الثاني في الحيز الذي يليه وفي الزمن الثالث في الحيز الذي يلي الحيز الثاني ، فظهوره وإشغاله لهذه الأحياز حيزاً بعد حيز لا يكون إلا بالانتقال من حيز إلى حيز ولا يكون ذلك إلا بمنقل ، فإن سمي ذلك الانتقال حركة مع عقلنا أنه ما ثم إلا عين المتحيز والحيز ، وكونه شغل الحيز الآخر المجاور لحيزه الذي شغله أولاً فلا يمنع . ومن ادعى أن ثم عيناً موجودة تسمى حركة قامت بالمتحيز أوجبت له الانتقال من حيز إلى حيز فعليه بالدليل ، فما انتقل إلا بمنقل . أما إن كان ذا إرادة فبإرادته أو بمنقل غيره نقله من حيز إلى حيز .. .
. مسألة - 5. : في السكون الذي لا يعول عليه
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
. السكون عند الحاجة لقوة العلم مع البشرية لا يعول عليه .. .
ويقول الشيخ ابن عطاء الادمي :
. السكون إلى مألوفات الطبائع يقطع بصاحبها عن بلوغ درجات الحقائق ..
ويقول : . السكون إلى الأسباب اغترار .. .
. مسألة - 6. : في عدم وجود السكون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
. ليس في العالم سكون البتة ، وإنما هو متقلب أبداً دائماً من حال إلى حال .. .
. مسألة - 7. في آفة سكون الحقيقة
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني :
. آفة سكون الحقيقة : هي التواجد .. .
مسألة - 8. في آفة سكون العاقبة
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني :
. آفة سكون العاقبة : هي معارضة البلوى .. .
. مقارنة . : في الفرق بين الحركة والسكون أثناء الوجد
يقول الشيخ أبو سعيد بن الأعرابي :
. إن الواردات من الأذكار منها ما يوجب السكون ، فالسكون فيها أفضل من الحركة .
ومنها ما يوجب الحركة ، فالحركة فيها أتم إذ حُكمها القهر لأهلها ، فإذا لم يقم بهذا القهر كان الوارد ضعيفاً في وروده ، ولو ورد بحقيقته لأوجب ضرورة الحركات والواردات من العلوم والأذكار الكائن عنها الوجد والاستهتار على القلوب فبشاهدها .
ورأيت جماعة يفضلون أهل السكون لكبر عقولهم وقوتها وإشرافها على ما ورد عليها وتمكنها فيه ، وهذا لعمري كذلك ، ولكن ربما ورد ما لا يلائم العقول المخلوقة ، فيكون نوره أقوى وبرهانه أقوى ، فيقوم شاهده منه ويعجز العقل عن إدراكه ، فيكون الوارد أقوى من العقل ، فحكم هذه الحركة أتم .. .
زمان السكون
الشيخ الأكبر ابن عربي
زمان السكون تحت مجاري الأقدار : هو الليل ، وفيه يكون تجلي الحق لعباده . .
علم السكون والحركة
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : . علم السكون والحركة ، أي : علم الثبوت والإقامة ، وعلم التغيير
والانتقال ، قال تعالى : . وَلَهُ ما سَكَنَ .. ، أي : ما ثبت ، فإن نعت القديم ثابت ونعت المحدثات يثبت لثبوتها ويزول لزوالها . يتغير عليها النعت لقبولها التغيير ، لأنها كانت معدودة فوجدت فقبلت الوجود ، فلم تثبت على حالة العدم ، فلما كان أصلها قبول التنقل من حال إلى حال تغيرت عليها النعوت ، فلم تثبت إلا على التغيير لا على نعت معين . والسكون أيضاً لما كان عدم الحركة لا يصح فيه دعوى ، أضافه الحق إليه . والحركة لما كانت الدعوى تصحبها ، أي : تصحب لمن ظهر بها ، لم يقل تعالى أنه لما تحرك ، فإن الدعوى تدخلها من المحركين والوجه الثبوت لا العدم ، فله الثبوت ، وللعالم الزوال . وإن ثبت فإن ذلك ليس من نفسه وإنما ذلك من مثبته .. .
مقام السكون والجمود
الشيخ الأكبر ابن عربي
مقام السكون والجمود : هو وقوع التنزه المطلق المحقق في الجمال المطلق ، وذلك عين الجمع والوجود عند طلوع شمس البرهان . .
سكون القلب
الإمام القشيري
سكون القلب : حال من أحوال التوكل بعد القناعة في حالة عدم وجود الأسباب ، فيكون مجرداً عن الشيء ، ويكون في أرادته متوكلا على الله . .
إضافات وايضاحات :
. مسألة . : في النهي عن دعوى سكون القلب
يقول الشيخ محمد مهدي الرواس :
. اترك الدعوى ، لو سكن قلبك لربك لسكنت بشريتك .. .
. مقارنة . : في الفرق بين سكون القلب وسكون الجوارح
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
. إن سكنت جوارحك فلا عبرة ، لا يضرك ذلك ، العبرة بسكون القلب ، هو الداهية العظمى . لا سكون لك حتى تموت نفسك وطبعك وهواك وما سوى مولاك .. .
سكون الواصلين
الشيخ عيسى بن الشيخ عبد القادر الكيلاني
سكون الواصلين : هو ما يتولد من التجلي بعد السماع ، وهو محل الاستقامة والتمكين ، وهو صفة الحضرة . .